
رواية جمعتنا الذكريات الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم حنين شريف
سليم ابتسم علي محادثتهم وقال: قرأتي قبل كده "الحب الحقيقي هو من يمتلكه العقل قبل القلب"
منه بصدمه
هو انت سعد الهادي؟!
سعد أومأ لها ، منه قالت بعدم فهم: لا معلش انا محتاجه افهم ، انت مقولتليش قبل كده انك كاتب
سليم رد
سعد بدأ الكتابه بعد الوفاه
منه بصيت لسعد علي امل انه يبدأ يحكي حكايته , سعد فهم نظرتها وابتسم وبص للنيل وقال :
بعد وفاتها فضلت ايام واسابيع في غرفتي ، ولا بكلم حد ولا بدخل حد عندي. اصلا ، وكنت نحفت جدا بسبب قله اكلي ، حتي مروحتش الدفنه او العزا ، كنت قاعد علي السرير وببص لحيطان الغرفه بشرود ، بفتكر كل لحظه جمعتنا ببعض ، كل شبر في الشقه كان بيفكرني بيها ، تحسي ان البيت الي كان مبهج وسعيد بصوت ضحكتها اتقلب لبيت مهجور ، مفيهوش حس ،علشان كده والظي اقترح عليا اني اقعد معه الفتره ظي في البيت ، منها اني مفتكرش ساره كل شويه ومنها ان والدتي تعتني بقاسم، كنت قاعد مش حاسس بالوقت ولا عارف انا امتي ،كنت تايهه ، لاني كنت قاعد علي امل اني اصحي من الكابوس ده ، واصحي علي صوت حبيبتي علشان اتأخرت علي الشغل ، واقوم الاقيها عملالي فطار وبتبتسملي بحب ، كان نفسي اقوم بقي من الكابوس ده ، عدي اسابيع كتيره زي مابيقولو وانا في عرفتي، مش عارف هي اسابيع ولا سنين لكني هعتمد علي كلامهم ان كل الفتره دي كانت اسابيع ، اه عرفت اني اواجه الواقع لكني افتكرت حاجه كنت ناسيها ، ابني ، الحاجه الوحيده الي بتربطني دلوقتي ب ساره، لكني كنت حاسس بحاجه غريبه ناحيته ،مش احساس اب بأبنه ، كان احساس اقرب للكره ، كنت حاسس انه السبب في خساره حبيبتي ، لكني سرعان ما ابعدت الفكره دي عن دماغي "هو ده القدر وده اختياره ، محدش يقدر يغير القدر " ، بدأت اتأقلم عليه لكن طبعا كان من الصعب عليا اني اتعامل معاه ، مكنتش عارف اتعامل معاه نهائيا ، وخصوصا انه كان لسه طفل مكملش ٣شهور ، ماما كانت هي الي متوليا رعايته ، كل الي كنت بعمله هو اني اشتغل علشان اجيب فلوس ، دي كانت حياتي ، روتينيه ممله مفيهاش اي جديد ، ده غير اني سيبت شقتي وعيشت مع ابويا وامي ، كنت حاسس بخنقه كل يوم لما ارجع من الشغل وافتكر كل لحظه مع ساره ، لغايه ما جه يوم وابويا جالي وقالي"انت عارف يا سعد انك دلوقتي عندك ابن ومحتاج رعايه و والدتك تعبانه ومش قادره علي رعايه قاسم" ، اتنهدت بتعب"والمطلوب يا بابا"، والدي اتنهد وقال"انك تتجوز" ، قولت بسرعه" ايييه؟!...لا طبعا...انا مستعد اجيبله اي واحده تيجي تخدمه لكني عمري ما هقدر اتجوز تاني"، والده قال بنرفزه"سعد انت ليه موقف حياتك علشانها، دي مش اول ولا اخر ست ، في ستات كتيره احلي منها ، ليه عامل في نفسك كل ده" ، "لان ساره هي الوحيده الي انا حبيتها ، انا عرفت بنات كتيره اوي قبلها بس عمري ما حبيت ، ساره هي الي فهمتني معني الحب ، هي الوحيده الي كانت بتفهمني من نظره ، بابا انا مش هتجوز ولو علي قاسم هتصرف انا".
سيبت المكان عند بابا وروحت شقتي ، جيبت واحده تهتم بيه لكن كان طول النهار بيعيط ، مش عارف اعمل ايه ، كانت الداده بتيجي الصبح وبتمشي اول ما اجي ، لكنه كان كل شويه يعيط ، مبقتش عارف اعمل ايه ، ولا اتصرف ازاي ، كان اوقات كتيره مبنمش ، فضلت كده لغايه ماطفح بيا الكيل ،طبعا والدي كان كل شويه يكلمني في موضوع الجواز وانا ارفض ، لكن المره دي وافقت ،لاني اقتنعت اني مش هقدر علي رعايه قاسم ، اتجوزت بنت عمي ، كلنا كنا عارفين انها بتحبني من واحنا عيال ،لكني مكنتش بحبها ، ولما اتجوزت ساره بعدت تماما عنها ، ودلوقتي اهو اتجوزت اخر واحده كان ممكن اتجوزها ، اصل برضو مين الي هتقبل تتجوز واحد معاه طفل رضيع وتهتم بيه كويس غيرها، عدي ٨شهور علي جوازي من بنت عمي ، الصراحه كان في فرق كبير ما بينها وما بين ساره ، مكنتش قادر احبها ، انا صحيح كنت ممتن جدا ليها لانها كانت بتراعي قاسم في وقت غيابي وبقيت ام ليه ، وكانت بتحاول ترضيني بأي شكل ، لكن القلوب مش بأيدينا ، رغم كل الي كانت بتعملوا علشاني مقدرتش احبها ، كان كل حاجه بقارنها بيني وبين نفسي ب ساره ، عارف انه مكنش ينفع لان دي شخصيه ودي شخصيه ، لكني مقدرتش ، مكنتش بقدر انام غير لما افكر فيها ، كنت بحلم بيها دايما وهي بتقولي "الامانه يا سعد ، الامانه اوعي تفرط فيها" ،مكنتش فاهم هي قصدها علي ايه ، المهم فضلنا علي الحال ده ، جه العيد الكبير وطبعا اخدت اجازه العيد كله ، فضلت قاعد في غرفتي نايم علي السرير بتأمل في الاشئ ، حسيت ان جوايا حجات كتيره اوي عايز اقولها ، جوايا وجع وكلام كتير في قلبي ، بس مش عارف اقول لمين ، كان قدامي المكتب بتاعي عليه شويه ورق فاضي ، مش عارف ايه الي جه في بالي اني اكتب ،يمكن افتكرت ساره وهي كانت دايما بتكلمني عن الكتب الي بتحبها ، وطبعا لاني بحب ساره كنت بشاركها كل اهتمامتها ، المهم روحت وقعدت علي كرسي المكتب وبدأت اكتب ، مكنتش حاسس بالوقت ولا كنت عارف انا عايز اكتب ايه ، بس حسيت اني جوايا كلام كتير والقلم بيكتب "ما اصعب فراق الروح عن الجسد ،ف انت مثل الروح وانا الجسد ، ف ماذا يكون الجسد بلا روح " ، "انت هي الوحيده التي لم استطع نسيانها، وكيف انساها وهي من علمتني الحياة " ،"قد جمعنا الحب ، وظننا انه سيستمر ،لكن للقدر راي اخر ، تمكن الفراق منا ، وما نحن بقادرين"
،"كنت اظن اننا لن نفترق ، واذا تفرقنا نجتمع في نفس المكان ، في بيتنا المتواضع ، الملئ بحبنا وعشقنا ، لكنا الان اصبحنا نجتمع في الاحلام".
منه بصدمه
انا مش مصدقه انك كاتب ، رغم كل الي حصلك لكن قدرت تتغلب علي وجعك
سعد أبتسم وبص للبحر
ومين قالك اني قدرت اتغلب عليه ، بس نقدر نقول اني قدرت استغل وجعي ، اي شخص لما بيتوجع بيبقي عنده اختيارين ، اما انه يفضل عايش علي ذكري الوجع ده ويستسلم ويوقف حياته ، او انه يستغل الوجع ده ، وانا اخترت اني استغله في نجاحي ، (ضحك بحزن) تصدقي ان ساره دايما بتساعدني حتي بعد وفاتها
____________
عند مراد
مراد كان قاعد في البلكونه بيفتكر كل لحظه عديت عليه مع سلمي
قاطعه رنه تيلفونه
ايه
ازيك يا مراد
مراد بجمود
الحمدلله..انت عامله ايه
ايه بتوتر
ال.. الحمدلله ، صحيح عامل ايه ، مش ناوي تنزل بقي
مراد
مش عارف لسه ،بس احتمال لا ، هحاول اخلي المركز الرئيسي هنا في مصر
ايه بتوتر
يي...يعني مش هشوفك
مراد بأستغراب
مش عارف...ليه؟
ايه بحزن
لا عادي .... سلام
مراد
سلام
ايه خلصت المكالمه ونامت علي السرير بتخفي وشها في مخدتها وكتمت دموعها ، قالت بدموع:
هو ليه مش حاسس بيا ، يمكن المشكله دي فيا انا...
فتحت تيلفونها علي صوره مراد وفضلت تبكي بصمت
___________
عند حسن في مطعمه
حسن كان بيقفل مطعمه ، قفل المطعم ووقف قدام العربيه واتأمل في السما وطلع صوره منه علي تيلفونه وافتكر منه: ياه يا منه لو كل ده محصلش ، وفضلنا مع بعض ، عارف ان الخيانه وحشه اوي وانا ندمان ، بتمني انك تسمحيني....
"لما بيوحشني بطلع صورته وأكلم فيه"
"وأسأله عن حاله وعن أحواله، وعامل إيه؟"
"وبقوله وحشتني جدًا وفرقت معايا وفعلًا"
"مش قادر عالشوق ولا حتى أخبيه"
"ياه عالدنيا لما تفكر تعاندنا"
"ليه على غفلة عن أغلى الناس تبعدنا؟"
"ليه وفي ثانية تاخد مننا حبايبنا"
"ياه عالدنيا"
"وتعدي ساعات وأنا ماسك صورته وبحكي معاه"
"مهو أكتر واحد أنا بعرف أفضفض وياه"
"وتعدي ساعات وأنا ماسك صورته وبحكي معاه"
"مهو أكتر واحد أنا بعرف أفضفض وياه"
"كان أكتر قلب فاهمني، كان ديمًا بيطمني"
"وعشان كل ده أنا مش ممكن أبدًا أنساه"
الفصل الثاني عشر
عند منه وسعد وسليم
سعد
وفعلا لقيت نفسي بكتب ، واتعلق بالكتابه ، بقيت بحس ان دي الطريقه الوحيده الي بعرف اعبر بيها عن الي جوايا ، فضلت مده كبيره بكتب علي ساره كل ما احس انها وحشتني ، عدي سنتين علي جوازي من بنت عمي ، كانت بتحاول ترضيني لكني عمري ما عرفت احبها ، لان قلبنا مش بأيدينا ، ( اتنهد ) وفي يوم كنت بكتب كالعاده ، لقيتها داخله الغرفه وبتقولي انها عايزاني ، سيبت الي في ايدي وروحتلها
فلاش بااااااااااااك
سعد
خير ياعبير ، في ايه
عبير بهدوء
انت ليه بتعمل فيا كده؟
سعد بأستغراب
بعمل ايه ؟؟...
عبير بدموع متحجره في عيونها
انت ليه مش بتحبني ، ليه ؟؟... ، انا فيا ايه قليل عنها ، انا فضلت احب فيك من واحنا صغيرين ، بس انت سيبتني وروحتلها ، انت مش عارف انا حصلي ايه لما عرفت انك اتجوزت ، انا قلبي كان بيتكسر ، انت مش عارف انت عملت فيا ايه ، حاولت كتير انساك لكنك كنت لعن*ه ، لع"نه ومش عارفه اتخلص منها ، ولما عرفت انها ما*تت فرحت، اه فرحت ، قولت خلاص هو اكيد هينساها ويتجوزني ، ولما قولتلي انك عايزني علشان ابنك مرفضش ، قولت انك اكيد هتنساها ، (بدأت تسمح لدموعها بالنزول) بس برضو منسيتهاش ، بقالنا سنتين متجوزين وانت لسه بتحلم بيها ، انا كل يوم بصحي عليك وانت بتتكلم وانت نايم عن ساره ،وكل يوم بشوف كتاباتك عنها ،انت بتقول عليها شعر يا سعد،انا كل شويه بقول لنفسي ليه مكونش مكانها ، هي احسن مني في ايه ، ده حتي انا بربي ابنه وبخلي بالي منه علي اساس انك تشوفني او تحس بيا ، بس كل مره بتوجع، انا قلبي كل يوم بيتكسر بسببها ، انا بكرههااا! انا بكرهها وبكره قلبي الي حبك!! ، ليه يا سعد ، ليه ؟! ، هي احسن مني في ايه ؟!
سعد بحزن علي حاله عبير ، قال: انت مش احسن منها في حاجه ، بس القلوب مش بأدينا ، انا مش بأيديا اني احبك او اكرهك ، كل ده مش بأدينا ، زي ما انت مش بأيدك انك تكرهني انا برضو مش بأيديا اني اكره ساره (سكت شويه وخرج من الشقه سايب عبير منهاره من العياط ، مكنش عارف يعمل حاجه ، مش عارف يطبطب عليها ولا يقولها ايه ، حاسس بندم شديد ، حس وقتها انه اكتر انسان اناني ، مفكرش فيها ، كل الي فكر فيه ابنه وبس ، لكنه مفكرش في عبير الي كان عارف انها بتحبه من زمان ، ومع ذلك اتجوزها وهو عارف انه مش هيقدر ينسي ساره)
بااااااااااااك
مكنتش عارف احط وشي في وشها ، بس ايه الي اقدر اعمله ، قعدت في المكان ده ، علي الكورنيش ، بصيت للنيل وقولت لنفسي"كان ايه الي هيحصل لو مقبلتش ساره ، هل كان ممكن اني احب عبير ، ولا كان ايه الي هيحصل ....
( ابتسم بسخريه ) وانا الي كنت بقول ان نهايه قصتنا هتكون سعيده زي كل المسلسلات والافلام الكرتون ، كنت متخيل ان النهايه السعيده مسيرها تيجي ، ونعيش في تبات ونبات ،لكن طلع العكس .
ساعتها محستش بنفسي غير اني عايز اكتب ، جوايا كلام كتير اوي مش عارف اقوله لمين ، كان اكتر وقت حسيت اني محتاج اكتب بجد ، روحت البيت لقيت كانت عبير نايمه جمب قاسم ، روحت لغرفتي وطلعت ورقه وقلم "سمعنا كتيرا عن قصص الحب والغرام ، والامير الذي ينقذ الاميره من الخطر ، ويمحو كل الشرور ليعيش الامير والاميره في سعاده ، وتأتي النهايه السعيده ، استمرينا في سماع النهايات السعيده حتي صدقنا وجودها ، واصبحنا ننتظرها دائما ، ولكن الحقيقه ان بعد النهايه السعيده تبدأ قصه جديده بأحداث مختلفه ، وجرح اخر ، وشخصيات اخري ، حتي اصبحنا لانصدق حياتنا ، وننتظر النهايه السعيده ، ولكن الحقيقه هي بأنه يستحيل وجود هذه النهايه"، "يقولون دائما الوقت يجعلك تنسي كل اوجاعك ، ولكن ماذا عن شخص قد تعب من الوقت ومحاوله النسيان".
في مره كنت مسافر سفريه شغل وكانت مدتها ثلاثة أشهر ، سافرت وكنت بجتهد جدا في شغلي ، بس مهما كنت تعبان كنت لازم اكتب لساره ، مكنتش بقدر انام غير لما اكتبلها جواب ، مع اني عارف انه اكيد مش هيوصلها لكني كنت برتاح لما بعمل كده ، رجعت بليل من شغلي علي غرفه الي في الفندق ، كانت ساعه متأخره ، المهم روحت كعادتي اكتب لساره" كان اليوم طويل بدونك ، وكاني أشعر بأن عقارب الساعة لا تريد التحرك ، كم كنت مجهدا يا حبيبتي ، كل الوجع كان يختفي بمجرد ان اري ابتسامتك تلك ، ولكن الان ماذا افعل ، وانا لا استطيع رؤيتك ، أتعلمين انني افتقدك كثيرا ، اتمني بأن تأتي حتي تعرفين مدي براعتي في الكتابه ، اعلم انك منذ صغرك وانت تعشقين القرأه ، كنت تحلمين بأن تتزوجي كاتب ، لم اكن اعلم ان فراقك سوف يعلمني الكتابه ، لو كنت اعلم بأنك سوف تذهبين يومها ، لكنت جلست الي جوارك ، لا افعل شئ سوي النظر اليك ، وكأنني اريد ان اشبع نفسي من ملامحك ، ولكني لم اكن لاشبع منها ، وكيف اشبع منها وانت ك قطعه الحلوي الشهيه لدي الطفل ، الذي يتمنى ان يظل يأكلها ، وها انا ذا ..... اتذكر كل ذكري لدينا ، واظل انظر الي صورتك التي لازلت احتفظ بها ، هذه هي الصوره الوحيده التي تبتسمين ابتسامتك الخلابه تلك ، كنت في بدايه معرفتي بك دائما اراكي عابسه الوجه ، لم اكن اعرف السبب ، لكني اكتشفته الان ، وكيف لاي بشر ان يرى هذه الابتسامه ، وكيف لاي بشر ان يسحر بجمالك سواي ، سوف اقولها لكي مجددا ولن امل ابدا من قولها، احبك يا ساره ...احبك"