رواية حب غير معلن الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم هبه نبيل


 رواية حب غير معلن الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم هبه نبيل


المشهد 1 - داخل قاعة تدريب السيرك

(يقف فاخر في منتصف القاعة، يمارس حركات سحرية بسيطة أمام مجموعة من الأطفال الذين يشاهدونه بانبهار. يبتسم بسعادة، لكن فجأة، يظهر حمودة البلياتشو ويصفق بسخرية.)

حمودة: هو إنت لسه مصدق إنك ساحر بجد يا فاخر؟

فاخر (يضحك بخفة): طبعًا… السحر في الدم يا حمودة، وأنت مش هتفهم ده أبدًا!

(يقترب منه حمودة، يميل نحوه هامسًا.)

حمودة (بجدية مفاجئة): على سيرة السحر… عرفت إن في حد كان بيدور في الأرشيفات القديمة؟

(يبتلع فاخر ريقه، ينظر حوله بتوتر، ثم يحاول التصرف بطبيعية.)

فاخر: وأنا مالي؟ أنا شغال بالسحر مش بالتاريخ!

حمودة: آه بس التاريخ ساعات بيكشف حاجات… ناس كتير مش عايزة حد يعرفها.

(ينظر فاخر إليه بحذر، بينما يبتسم حمودة ابتسامة غامضة، قبل أن يصفق له ويعود للتمثيل أمام الأطفال، لكن كلماته تظل عالقة في ذهن فاخر.)

---

المشهد 2 - منزل جليله - عمة عز الدين

(جليله تجلس في غرفة المعيشة، أمامها ألبوم صور قديم. تتنهد وهي تمرر أصابعها على صورة تجمعها مع عز الدين بأخيها الراحل. فجأة، يُفتح الباب ويدخل عزت، زوجها، بملامح مريحه.)

عزت: عز اتصل بيكي؟

جليله (ترفع نظرها إليه): لا… ليه؟

عزت (يجلس بجانبها، مترددًا): الولد رجع  بدأ يدور في القديم 

سهيلة (بقلق): تقصد إيه؟

سيف (بنبرة منخفضة): بدأ يسأل عن حادثة منال.

(تشحب ملامح جليله وفجاة يظهر عليها علامات الحزن، تغلق الألبوم وهي تقول)

سهيلة (بصوت حزين): ياحبيبي ياعز اتيتم ياقلبي وهو طفل كان ذنبه ايه يتحرم من منال اطيب انسانه في الدنيا منه لله اللي كان السبب 

سيف (ينظر إليها بجدية): لو فضل مكمل هيبقي في خطر عليه

(يصمتان للحظة، لكن من تعبيراتهما، واضحه تماما كلاهما يخشى أن يحدث ل عز اي ضرر.)

---

المشهد 3 - شوارع القاهرة - سيارة تتحرك بسرعة

(داخل سيارة فخمة، يجلس نفس الشخص الغامض يرتدي معطفًا داكنًا. يخرج هاتفه ويتصل بأحدهم.)

الرجل الغامض: الو… بلغ مدام نجوى إن في حد من جوه السيرك بيحاول يساعد عز في فتح أوراق قديمة… لو الموضوع خرج عن السيطرة، عارفين لازم نتصرف إزاي.

(يغلق الهاتف، يبتسم لنفسه، بينما السيارة تواصل سيرها في شوارع المدينة المضاءة بأنوار الليل.)

حب غير معلن بارت 6

المشهد 1 - في أحد ممرات السيرك - ليلاً

(يقف عز مستعدًا لملاحقة غرام قبل أن تهرب من المواجهة كعادتها. يراقب خطواتها السريعة وهي تحاول الابتعاد، لكنه يتحرك بسرعة، يمسك بمعصمها قبل أن تتمكن من الفرار.)

عز (بإصرار): "مش هتهربي مني تاني، غرام. لازم نتكلم."

غرام (تحاول تحرير يدها): "مفيش حاجة أقولها يا عز، سيبني."

عز (يقترب منها، ينظر في عينيها بحدة): "أنا مش غبي، في حاجة مخبياها عني، وعاوز أفهم… علاقتك إيه بأمي؟ وليه كل ما أسأل عن الماضي ألاقيكي أنتي أول واحدة بتتجنبيني؟"

(غرام تبتلع ريقها بتوتر، تنظر بعيدًا وكأنها تحاول إيجاد مخرج من الموقف.)

غرام: "لأنك بتدور على حاجات المفروض تفضل مدفونة، عز. مش كل حقيقة لازم تتقال."

عز (بغضب): "بالنسبة لكِ… لكن بالنسبة لي الحقيقة دي تخصني! أنا ليّا حق أعرف كل حاجة عن أمي وعن اللي حصل في السيرك قبل ما أمشي."

(تتردد غرام للحظة، وكأن عقلها يخوض صراعًا داخليًا، ثم تنطق بصوت بالكاد يُسمع.)

غرام: "أنت مش مستعد تعرف كل حاجة، عز… ولو عرفت، حياتك مش هتبقى زي الأول."

عز (بعناد): "مستعد أكتر مما تتخيلي… قوليلي، أمي كان ليها مشاكل مع نجوى؟"

(ترتعش يد غرام للحظة، لكن قبل أن تجيب، يرن هاتفها فجأة. تنظر إلى الشاشة، تتسع عيناها عندما ترى اسم المتصل، ثم تبتعد بسرعة.)

غرام: "أنا لازم أمشي."

(تحاول المغادرة، لكن عز يمسك بها مرة أخرى، هذه المرة بنبرة أكثر هدوءًا، لكن مليئة بالجدية.)

عز: "غرام… مهما كان اللي مخوفك، مش هتكوني لوحدك فيه. بس ما تخلينيش أدوّر لوحدي."

(نظرة سريعة بينهما، وكأن غرام تفكر للحظة في الاستسلام  للحقيقة، لكنها تهز رأسها ثم تسحب يدها، وتهرب قبل أن يقول كلمة أخرى ولكن من داخلها نظرات عز والحاجه جعلها تشفق عليه بشده.)

(يقف عز مكانه، يشد فكّه بإصرار.)

عز (يهمس لنفسه): "مش هسيب الموضوع ده… حتى لو كله حاول يخبّي عني."

المشهد 2 - مكتب فاخر - خلف خيمة العرض

(فاخر جالس داخل مكتبه الصغير، يعبث بأوراق قديمة متراكمة على الطاولة أمامه. يسمع طرقًا على الباب، فينتفض قليلاً، لكنه يستعيد هدوءه بسرعة.)

فاخر (بصوت منخفض): "ادخل."

(يفتح حمودة الباب ويدخل بخطوات مترددة.)

حمودة: "فاخر، عز الدين قلب السيرك فوق تحت، ولازم نتصرف."

فاخر (يضيق عينيه، يعقد أصابعه أمامه): "بيسأل عن إيه بالظبط؟"

حمودة: "عن أمه… وعن نجوى."

(يظهر توتر طفيف على وجه فاخر، لكنه يخفيه بسرعة.)

فاخر: "يبقى لازم نلعبها صح… نخليه يبص في الاتجاه الغلط."

حمودة (بخبث): "عاوز تبعده عن الحقيقة بإيه؟"

فاخر (يبتسم ابتسامة غامضة): "في حاجات في الماضي مش لازم تظهر، وفي حاجات لازم 
تظهر… على طريقتنا."

(ينظر كلاهما لبعضهما البعض، وكأنهما اتفقا على شيء دون الحاجة لكلمات.)

المشهد 3 - خيمة التدريب - صباحًا

(تجلس غرام على إحدى معدات السيرك، تنظر إلى هاتفها بشرود. عقلها ما زال عالقًا في كلمات عز ونظراته المتوسلة. تضع الهاتف بجانبها، لكنها تنتفض عندما تسمع صوتًا خلفها.)

سهى (بفضول): "إنتي كنتي فين امبارح؟ عز كان بيدوّر عليكي في السيرك كله."

(تتظاهر غرام باللامبالاة وهي تنهض، تتفادى نظرات سهى المتفحصة.)

غرام: "كنت مشغولة… وبعدين هو بيدوّر على حاجة تخصه، مش عليّ أنا."

(تقترب سهى، تعقد ذراعيها.)

سهى: "وإنتي ليه حاسة إن اللي بيدوّر عليه يخصه؟"

(تصمت غرام للحظة، ثم تلتقط حقيبتها لتبتعد، لكن سهى تمسك بذراعها.)

سهى: "غرام… مهما كان اللي مخوفك، بلاش تسيبيه يشيل ده لوحده."

(تتنهد غرام، تنظر لصديقتها بحيرة، لكنها تهز رأسها وتنسحب بسرعة، وكأنها تهرب من شيء أثقل من مجرد محادثة.)

---

المشهد 4 - مكتب فاخر - بعد الظهر

(فاخر يجلس خلف مكتبه، وأمامه حمودة، يتصفحان ملفًا قديمًا مليئًا بالملاحظات والصور. يمرر فاخر أصابعه على صورة قديمة لمنال نصار، ثم يضعها جانبًا، ينظر إلى حمودة بتمعن.)

فاخر: "نجوى مش هتقدر تتحمل لو الموضوع ده اتفتح تاني… وإحنا برضو."

حمودة (بقلق): "بس عز مش ناوي يسكت… الولد عنيد زي أبوه."

فاخر (بابتسامة ساخرة): "عشان كده لازم نرمي له طُعم يخليه يبعد عن الحقيقة… أو على الأقل، يصدق حاجة تانية."

(يميل حمودة للأمام، منتظرًا التفاصيل.)

فاخر: "هتلاقي الصورة اللي بتخص أكرم مع حد غير مراته… وتوصلها لعز بطريقة تخليه ينشغل بيها."

حمودة (بابتسامة ماكرة): "يعني نخليه يفتكر إن أبوه كان ليه علاقة غير مشروعة؟"

فاخر: "بالضبط… ولو بدأ يدور في الاتجاه ده، مش هيبقى عنده وقت يركز على حقيقة تانية."

(ينظر حمودة لفاخر بتفكير، ثم يومئ برأسه، وكأنهما اتفقا على الخطوة التالية.)
---

المشهد 5 - غرفة عز - ليلاً

(يجلس عز على مكتبه، ينظر إلى الصندوق الذي وجده في المخزن. عقله مليء بالأسئلة، وقلبه مثقل بالإحساس بأن الحقيقة قريبة، لكنها لا تزال خارج متناوله.)

(يرن هاتفه، ينظر إلى الشاشة، فيجد رسالة من رقم مجهول، تحتوي على صورة… صورة قديمة تجمع أكرم نصار بامرأة غريبة،

(يضيق عز عينيه، يحاول فهم معنى الصورة،! بدأ يعيد تكبير الصورة، يحدق في تفاصيلها ولكنه فشل في معرفة من هي
تتسارع أنفاسه وهو يقلب الصورة، ليجد ملاحظة مكتوبة بخط يدوي قديم.)

"ليس كل ما تعرفه عن والدك صحيح… استمر في البحث."
تعليقات



<>