
رواية بلقيس وانا الفصل السادس والعشرون26 الاخير بقلم هيام شطا
هتفت ساره بخوف
دكتوره بلقيس الحقى يوسف مصمم يخرج دلوقتى
نظرة بلقيس إلى عزيز وقال وهو يراها تخرج
حاولى تمنعيه يا دكتوره الله اعلم المجنون ده هيروح فين ملوش حد يروح عنده
خرجت وهى تجرى تقطع الممر خلف ساره التى سبقتها لترى إلى اين ذهب يوسف ولكنها لم تجده فى غرفته بل وجدته قد غادرها
لم تجد له أثر
هتفت بصوت قلق
روحى امانات المستشفى يا ساره شوفيه خد حاجته من هناك ولا لا
ذهبت ساره إلى الامانات وجدته أخذ كل متعلقاته من هناك واختفى فى لحظه
..............................................
سألها بقلق حين عادت
يوسف خرج يا بلقيس
إجابته وهى تنظر إليه بأسف
للاسف ملحقتش يوسف
انتفض لكى يقف ولكن إصابته جعلته يصرخ بألم
بتقولى ايه راح فين المجنون ده
أهدى يا عزيز الحركه المفاجأه خطر عليك هيروح فين يعنى اكيد هيرجع البيت واكيد هو اتخنق من قعدة المستشفى
صاح فى بلقيس بغضب
هاتى التليفون
نظرة له ببلاهه
تليفون ايه
قال وهو يضع يده فى جيب سترتها الطبيه
تليفونك هكلم يونس يستناه ولو مروحش البيت يدور عليه
أنهى حديثه وهو يقول لها بأمر افتحيه
ووضعه أمام وجهها ليفتح الهاتف وتظهر صورته وهو يبتسم بجمال ابتسامه مشرقه كانت قد التقتطها له فى شهر العسل
اختلج قلبه ونظر مطولا لضحكته الصافيه لاحظة شروده وكم كانت ذكيه فى تلك الحركه هى الان تحاول استرداد عفو عزيزها ولكنها تستعمل بعض من مكر الانثى
فتح جهات اتصالها واتصل بيونس وأخبره ما يجب عليه فعله
قال بأمر اسمع يا يونس لو ابن عمك مجاش دور عليه فى كل مكان وطمنى
قال يونس وهو يطمأنه
حاضر يا عزيز اهدى هيروح فين يعنى اكيد هيجى على البيت
......................................
هل هى تحلم
هل نطق الصنم وتكلم
هل ما تسمعه صحيح
سألت ابيها مره اخرى والخجل يأكل وجهها
بتقول ايه يا بابا
قال سالم بمكر
بقول على ابن عمك اتقدم ليا امبارح عاوز يتجوزك
قولتى ايه يا رحيل
كانت منى تجلس وتنظر إلى رحيل بقلب ام فرحت من أجل ابنتها التى اضناها الظلم كثيرا
ولكن عوض الله جميل
قالت رحيل وهى تنظر الى الأرض وتفرك فى يدها بتوتر
انت رايك ايه يا بابا
ضحك سالم بصخب وقال
هو انا اللى هتجوزه يا بنتى انا بسالك انتى
قالت بدلال
يوه يا بابا انا بسالك يعنى رايك ايه فى على
قال بجديه
على راجل محترم اى حد فى البلد يتمنى يجوزه لبنته
أجابت ابيها بخجل وهى تصعد إلى غرفتها مسرعه
خلاص يا بابا اللى حضرتك تشوفه
ابتسم بمكر وقال بصوت عالى حتى تسمعه
يعنى أقوله رحيل موافقه
هتفت وهى تنظر لأبيها من أعلى الدرج بابا بلاش تكسفنى
.....................................................
كان ينتظر على احر من الجمر
وعقله تلعب به الظنون
هل ستوافق عليه هل سرتفضه
هل تحبه
قال بصوت مسموع
بتحبك ايه يا على فوق بتحبك ايه
بس تصرفاتها بتقول حتى أنها بترتاح ليه
ثم هتف بجزع
خلاص يا على اسكت كلها ايام وتعرف الصبر يا رب
هتف بها على الذى ابتسم وقال
جننتينى يا رحيل
طيرتى عقلى منى يا بنت عمى
بعد قليل وجد من يطرق بابه فتح بلهفه
عمى اتفضل
دلف سالم إلى الداخل
تشرب ايه يا حاج سالم
أشار سام له أن يجلس بجواره وقال بصوت متأثر من الفرحه فها هو سالم يعيش ما حرمه منه خليل
يأتى الخاطب إلى بابه ويطلب يد ابنته للزواج وليس اى خاطب أنه على ابن أخيه الأكبر الذى تمناه ودعى الله أن يؤلف بين قلبه وقلب ابنته لكى يطمأن عليها مع زوج صالح
انا موافق يا على تتجوز رحيل
نظر لها على وانتظر باقى حديثه وهو يومئ لعمه أن يكمل
ورحيل كمان موافقه
هتف بفرحه بجد يا عمى موافقه
ضحك سالم على تصرف ابن أخيه الرزين الذى أفقدته ابنته رزانته
بجد يا حبيب قلبى هو انا هلاقى حد احسن منك استأمنه على رحيل يا على
قال على بصوت ممنون لعمه
متقولش كدا يا عمى أنا مكنتش احلم أنها هتوافق
لا يا ابنى انت دعوتى لربنا اللى من عليا واستجابها لما دعيته سبحانه وقولت يا رب ابعت لرحيل شاب ابن حلال يحميها ويعوضها
بعت لها أنت يا على
أدمعت عين على من كلام عمه الحنون وجبر خاطره بتلك الكلمات احتضنه على بمحبه خالصه لذلك الرجل الذى تولى رعاية هذا الطفل يتيم الاب والام حتى أصبح شاب وزوجه اول مره ووقف بجانبه فى مرض زوجته وها هو يهديه اغلى ما عنده ابنته الوحيده التى وقع وغرق فى حبها
قال على بجديه
بعد أذن حضرتك هاجى بكره اقرا فتحت رحيل والاسبوع الجاى نكتب الكتاب
ضحك سالم وقال وهو يبتسم
اصبر يا شيخ على
قال على وهو يبتسم بحلاوه
خير البر عاجله يا عمى
وماله يا حبيب عمك خير البر عاجله
...................................
وقف يوسف أمام قبر أبيه يبكى بدموع حارقه
دموع الندم
دموع القهر
دموع الوحده فها هو الآن يقف وحيدا أمام قبر الرجل الذى كان له مصباح علاء الدين
كان يلبى له اى شئ قبل أن يطلب
ولكنه نسى اهم شىء
نسى يعلمه أن الدنيا أخذ وعطاء ليست دنيا العطاء فقط
وان لكل شىءله ثمن
نسى أن يعلمه أن الله القادر يأخذ لكل مظلوم حقه وان نسى الظالم ولكن الله لا ينسى
ذادت شهقات بكاؤه أمام قبر أبيه وجد يد ترتب على كتفه بحنان
انتفض ونظر إلى صاحب اليد إذ هو رجل بشوش ذو لحيه صغيره ويرتدى جلباب
ويبدوا أنه أحد رجال الدين أو مسؤول عن تلك المقابر
قال بصوت حنون
استهدى بالله يا ابنى واطلب له الرحمه
مسح دموعه التى تغرق وجهه وتمتم ربنا يرحمه
قال الرجل
ويرحمنا جميعا يا ابنى
سأله يوسف بصوت يائس
تفتكر ربنا هيرحمنى
هتف الرجل وقال رحمة ربنا وسعة كل شئ يا أبنى
قال بصوت ملأه الندم
ايوا بس انا عصيت ربنا كتير انا عاصى يا شيخنا
قال الشيخ بصوت مشفق على ذلك الذى غرق فى شهوات الدنيا وملذاتها ويبدوا أن الله اراده أن يتوب ويرجع عن ما يفعله
ربنا رحيم يا ابنى ورحمته كبيره وباب التوبه مفتوح لكل عاصى المهم الندم على ما فعلت وتنوى التوبه وتتوجه لطريق ربنا
قال يوسف وقد عاد للبكاء مره اخرى
توبت والله وندمت يا شيخ
قال الشيخ وهو يشد على كتفه
ربنا يثبتك ويقوى ايمانك يا ابنى
ارتاح قلب يوسف لهذا الرجل الذى وجد فيه أبيه الذى تمنى أن يكون مثله وارتاح قلبه وانصرف ليعود إلى شقته التى فى المهندسين التى بدأ فيها كل شئ
من اول تخطيته لاغتصاب اسيا إلى أن حاول هانى قتله
فضل العوده اليها وعدم العوده الى فيلا التهامى
ليتذكير دائما ذنبه يجلد نفسه بسوط الندم
.............................................
اتكأ عزيز بوهن على أخيه وذلك العكاز المعدنى الذى يساعده على الحركه
أطلقت زينب الزغاريد حين أبصرت ابنها عزيز قلبها شريكها فى الكفاح يدخل من باب الفيلا قالت بفرحه
الف حمدالله على سلامتك يا نور عين امك
اجابها بحنان
الله يسلمك يا ست الكل
قالت بلقيس وهى تنظر. له بمكر وتسنده مع يونس تعلم أنه لن يستطيع الاستمرار فى تجاهلها أمام أمه
حمدالله على السلامه يا حبيبي نورت بيتك
نظر لها وهو يكبح غضبه
نعم مازال غاصب منها فهو لم ينسى ما فعلته وأنه ذهب لها وترجاها ولكنها لم تسمعه أو تعطى له فرصه فى الحديث
قال من بين أسنانه
الله يسلمك يا روحى
لو سمحت يا يونس ودينى اضتى ارتاح
هتفت بفرحه
اكيد يا حبيبى ثوانى
استشاط منها غضب فهى مازالت تتجاهل غضبه ولا تعطى له اهتمام
دلف بعد قليل إلى غرفته ومعه يونس وآسيا وأمه وعندما نام على الفراش قالت أمه
الحمد لله اننا اطمنا عليك يا حبيبى انك بخير نسيبك ترتاح
سال يونس قبل أن ينصرف
عرفت مكان ابن عمك يا يونس
اجابه والحزن مرتسم على وجهه
لقيته فى شقة المهندسين وروحت له اكتر من مره مرضاش يرجع هنا
قالت زينب بصوت حزين مقهور على يوسف
يوسف مصدوم على اللى حصله وحصل لخليل الله يرحمه
قال عزيز
يا ريت يا امى تروحى له وتقنعيه يرجع
حاضر يا ابنى مع انى روحت له اكتر من مره مع اخوك بس نحاول تانى
انصرف الجميع وحاول عزيز الاعتدال فى فراشه ولكن إصابته تمنعه وتجعله يأن بألم
اقتربت منه بلقيس ورفعت جسده الضحم وعدلت الوساده خلفه
قال وهو ينظر لها بعتاب
رجعتى ليه يا دكتوره اخر مره كنتى خارجه من هنا وبتحلفى انك مش هترجعى تانى
اخذت نفسها واغمضت عيناها بتعب فهى منذ شهر وهى تراضى هذا العنيد وتحاول كسب وده
نعم اخطأت عندما لم تثق فيه واسمعته كلام جارح
ولكنه لا يلتمس لها العذر فى صدمتها فيه
قالت وهى تجلس بجانبه وقررت أن تسايره فى عقابه
اطمن يا عزيز اول ما تخف هرجع عند بابا تانى وترتاح منى
نظر لها بشك
هل ملت منه هل ستتركه أم أنها لم تتحمل عقابه لها
قال ببرود عكس ما يجيش به صدره من غضب منها وشوق قاتـ.ـل لها
وليه تستنى لما اخف اتفضلى من دلوقتى
قالت بغضب منه ومن إصراره على هدم ما بينهم
قولت لما تخف انت عاوز الناس تقول ايه عليا سابت جوزها وهو تعبان
نظر لها بغضب ذاد بعد جملتها
يعنى علشان الناس
ضحكت بمكر وهى تقترب منه وتمد يدها لتزيل الستره من عليه
سألها بتعملى ايه
أجابته بمكر انثى
بساعدك يا زيزو علشان تاخد شور
هتف وهو يعترض اعتراض واهى
مش عاوز حاجه منك ومعمليش حاجه علشان مش عاوز منك حاجه
لم تعير حديثه اى اهتمام ناولته العجاز الذى يستند عليه ووضعت يده حول عنقها وقالت له بأمر
قوم يلا معايا هتاخد شور
مش هاخد زفت
نظرة له وابتسمت بحلاوه وقالت ببرود
مش بمزاجك يا زيزو
امال بمزاج مين أن شاء الله يا دكتوره
قالت وهى تدفعه وهى تسير بجواره
اديك قولتها لوحدك بمزاج الدكتوره
ظلوا هكذا ناقر ونقير شد وجذب لاهى تتخلى عن كبريائها ولا هو تخلى عن غضبه منها ولكنهم يذوبان عشقا
........................................
قال يونس وهو يمد يده لها لكى تذهب معه بعد أن أعطت زيب دوائها
يلا يا روحى علشان تنامى وارتاحى شويه بقالك شهر من وقت اللى حصل وانتى شايله الكل
قالت وهى تمسك بيده وتمشى معه إلى غرفته فى الفيلا التى يقيمون بها منذ تلك الأحداث موت عمه حادث أخيه
دلفت إلى الحمام الملحق بالغرفه وبعد قليل خرجت وهى تتثائب من أثر الارهاق من تلك الأيام التى تعيشها
مد يده لها لتجلس على قدمه احتضنها بحنان وقال بصوت ممتن لما تفعله مع أمه وأهله
مش عارف اشكرك ازاى يا اسيا
قالت وهى تنظر فى عينيه لتخبره أنها مهما تفعل له ولامه ولاخيه فلن توفيهم حقهم يكفى ما فعله لأجلها ومازال يفعل يغدقها بالحب يتوجها. على قلبه وكانها اخر امراه فى الكون وهو رجلها الاول والاخير
متقولش كدا يا يونس ماما زينب مامتى
وعزيز اخويا الكبير
وانت حبيبى وروح قلبى
قال وهو يعتصرها بين اضلعه ربنا يخليك ليا يا اجمل واحلا واحن سو فى الدنيا
طبعت قبله هادئه على خد يونس وهى تعتدل للنوم
ويخليك ليا يا روح قلبي
قال بمكر
ايه اللى عملتيه ده يا سو
هتفت بخوف
عملت ايه
قال والمكر يتراقص فى عينيه فقد اشتاق لها حد الجنون
انتى بوستينى فى خد واحد والتانى زعلان
ضحكت بصخب على مزاح زوجها الحنون وقالت وهى تطبع قبله على خده الآخر
كدا مش زعلان
وقبل أن تكمل حديثها وجدت المخادع ينقض على ثغرها الشهى وقال وهو يروى اشتياقه لها
انا جعان ولازم اشبع منك النهارده يا اجمل سو فى الدنيا
هتفت بإعتراض وهى
اصبر يا يونس
قال وهو يدللها
يونس خلاص صبره خلص
...............................................
جلس بجانب عمه يضع يده بيد عمه ينهى عقد قرانه على تلك الجنيه خمرية اللون سوداء الشعر والعين تلك الفتنه المتحركه ابنة عمه الذى غرق فى هواها أحيت فيه مشاعر ظن أنه دفنها مع زوجته
قال عاقد القران
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خيروعندها أطلقت منى الزغاريد واخيرا دخل الفرح بيت أبيها
وجدها تنزل فى يد منير أخيها ولكنها اليوم فتنتها مختلفه أنها ترتدى حجاب ابيض
يعتليه تاج فوق جبهتها يا الله سيقف قلبه لماذا لم يجعل اليوم هو الزفاف لماذا اكتفى بعقد القران كيف سيصبر اسبوعان آخران لموعد الزفاف
وصلت له أعطاها منير له
كانت كأنما فقد النطق
هل تلك الجميله له
أنها ساحره ألقت عليه تعويزتها الشريره منذ أن رأها ليصبح اسير لتلك الأعين الفاتنه
اقترب منها وطبع قبله على جبهتها وقال وهو مأثور من جمالها مبروك يا رحيل
نظرة له ولتلك النظره الجميله التى تراها فى عينيه
الله يبارك فيك ثم إضافة بدلال وشقاوه
يا شيخ على 😉
هل ينقص دلالها سصيبه بسكته قلبيه
قال وهو ينظر إلى ذلك الحجاب الذى يزين وجهها
مبروك على الحجاب
قالت بحياء
الله يبارك فيك
قال وهو يحثها على الثبات
ربنا يثبتك يا رحيل
امنت على حديثه
بعد أن انصرف الجميع
جلست معه فى حديقة منزلهم
قال لعمه
انا هاخد رحيل بكرا بعد اذنك يا حاج سالم تختار فرش البيت يا بكرا علشان الوقت ميسوقناش ونلحق نفرش البيت
قال سالم بصوت سعيد من اجل ابنته وابن أخيه
وماله يا حبيبى افرش انت وهى البيت على زوقها
انصرف الجميع وتركوهم
نظر لها وتعلقت عيناه بها
ابتسمت وقالت
هتفضل باصث كتير
قال بوله
مش قادر أشيل عينى من عليك
تورد وجهها من الخجل
وسألته بجرأه
ليه يا على
قال بصوت عاشق
انتى حلوه اوى يا رحيل
ضحكت على غزل زوجها البرئ الذى ارضى غرور الانثى داخلها
قالت هى الأخرى وانت كمان طالع حلو النهارده
ستصيبه تلك الجميله الشقيه التى هدمت ثبات رجولته بسكته قلبيه قال وهو غير مصدق من لسانه الذى ينطلق بحديث لم يتخيل أن يقوله لانثى ولكنها تختلف عن أى انثى أنها بريئه شقيه حلوه
قال وهو يقترب منها بحرأه
بحبك يا رحيل ومش قادر معملش كدا وقبل أن تستوعب كلماته واعترافه الجميل وجدته يتزوق شفتيها البتول بقبله أطاحت بثباتها اخذتها إلى عالم لم تخطوا إليه ولم تجرب تلك المشاعر التى داهمت حصونها أنه ماكر هذا الشيخ
ابتعد عنها لتلتقط أنفاسها
قالت بصوت خجل
اه يا قليل الادب وانا اللى مفكره انك مؤدب
فاق من نشوة تذوق شفتيها على حديثها الصادم
مهلا مهلا هل تزوجت رحيل قبله
لماذا كانت فى قبلتها تجهل فن التقبيل وكانها أولى قبلاتها فى الحياه
ضحك بصخب وحاول أن يلخقها بعد أن دفعته وانطلقت داخل البيت
قال بصوت منخفض
استنى يا مجنونه هتفضحينا
.......................................................
عادت اليوم إلى المشفى وتركت عزيز مع أمه بعد أن اطمأنت عليه لتباشر المشفى فقد اهملتها فى ذلك الشهر
هتفت ساره من خلفها
دكتوره بلقيس
التفتت لها وتوقفت وهى تبتسم لها بوجه بشوش
ايوا يا ساره
قالت بصوت متردد
كنت...يعنى
كنت
كنتى ايه
قالت
كنت عاوزه اسأل عن الاستاذ يوسف
قالت بإيجاز كويس
سالتها مجددا
يعنى بقى كويس قالت بلقيس ايوا يا ساره
أنهت بلقيس كلامها وانصرفت فهى رغم كل شئ لا تحب الحديث عن يوسف ولكنها تقبلته فقط من أجل عزيز
وقفت ساره وهى تتذكر ذلك الشاب المحطم وذلك الحديث المنتشر عنه فى المشفى هل حقا كان شاب ظالم عديم الاخلاق كما يقول كل من فى المشفى أم أنه شاب حكمت عليه ظروف الحياه ان تحطمه برضاه التام وبالتدليل الذى فاق الحدود ليجعله شخص انانى فاشل
...................................
أنهى صلاته وجلس على سجادة الصلاه يناجى ربه ويترجاه أن يغفر له ويتوب عليه
وهو يبكى بندم
وجد من يطرق على بابه ابتسم وعرف أنه يونس ابن عمه ذلك الشهم الذى لم يتخلى عنه أو يمل من زيارته كل يوم ليطمأن عليه ويحضر له طعام أعدته له زينب
فتح له قال يونس وهو. يحتضنه
عامل ايه النهارده يا يوسف.
الحمد لله تاعب نفسك برضوا يا يونس قولتلك انا كويس متتعبش نفسك كل يوم.
قال يونس وهو. يبتسم له بود
انا يا سيدى مش تعبان انت اللى تاعبنى
قال وهو يحاول أن يريح ابن عمه ذو الاخلاق العاليه
يا يونس يا حبيبى والله انا كويس متتعبش نفسك وتيجى كل يوم
خلاص عاوز راحتى
قال يوسف يا ريت
اجابه يونس
تعالى عيش معانا وارحمنى يا سيدى من المشوره
قال يوسف بجديه انا مش هرجع الفيلا تانى يا يوسف الا زياره لكم انا هعيش هنا
ليه كدا يا يوسف حد زعلك
اجابه بصدق بالعكس انت وعزيز طول عمركم بتخافوا عليا وعلى زعلى وانا دايما اللى بزعلكم علشان خاطرى كل ما بتعاملنى كويس بشوف أن قد ايه كنت بنى ادم قذر
هتف يونس بمحبه حتى يرفع عن كاهله الشعور بالذنب
متقولش كدا يا حبيبى انت اخونا الصغير وكل الناس بتغلط المهم أن انت فوقت ورجعت للطريق الصح
اجابه يوسف والندم يأكله
فوقت بعد ايه
قال يونس بجديه المهم انك فوقت
ثم قال وهو يتذكر
فيه ممرضه بعتالك السلام
خفق قلبه حين ذكر سيرتها فهو يعلم أنها تلك الجميله البريئه ساره
سأله وهو يدعى الجهل
مين اجابه يونس وهو يغمز له بشقاوه
ساره كانت بتسال بلقيس عنك
ايه يا جو ارحم يا عم كل ما تدخل مكان تحطم قلوب العزاره كدا.
ابتسم بمراره وقال
ما هى لو عرفت انا عملت ايه عمرها ما كانت هتسال عليا
قال يونس وهو. يرتب على كتفه وينصرف
هون على نفسك يا يوسف انت انسان وكل انسان خطاء وخير الخطائين التوابين
اسيبك انا ومتنساش تكلم ساره تطمنها يا جو
............................
اتكأ عليها وهى تساعده فى الوقوف على المشايه الكهربيه فى العلاج الطبيعى
قال وهو. يدعى اللا مبالاه
متتعبيش نفسك هقدر اقف لوحدى
وقفت بجانبه وهى تبتسم له
وقالت
انا بحب اسندك يا زيزو
هتف بضيق
والله ايه حكاية زيزو دى أسمى عزيز
قالت بمكر
بدلعك يا روحى
قال وهو يوقف المشايه الكهربيه وينزل ببطئ من عليها
مش عاوز دلع
التسقت به وهو يسند يديه على يديها أنها مهلكه تلك الملكه المخادعه تغويه وهو يحب أفعالها
اقتربت منه وهى تدعى أنها تساعده حتى سكنت بين أحضانه
استنشق عبيرها المسكر
قالت بلوعه
بحبك يا عزيز وتعبت من الخصام
قال وهو يستند على عكازه بيد واليد الأخرى احتضنها به
وهو فين الخصام ده حتى الخصام مش قادر اخاصمك ولا ابعد عنك
انتشى قلبها لذلك الاعتراف المهيب من رجل تعلم أنه يحبها حد النخاع
نظرة له ولكنها شعرت أن الأرض تميد بها أسندت عليه هتف بخوف عندما لاحظ ترنحها ولونها الذى شحب فى لحظه بلا مالك يا حبيبتي
ولكنها انهارت وتسربت من بين يديه لتقع مغشى عليها أمامه وهو عاجز أن ينحنى ليحملها صرخ بخوف
اسيا ماما يونس الحقونى