رواية بحر الحرمان
الفصل الخامس 5
بقلم محمد منصور
فسمعت صوت علوان جاي من ورايا انا وبابا وهو بيقول
لا. علوان ماحدش يهرب منه
اتخضيت لما سمعت صوت علوان وبصيت ولقيت بكر واقف عند باب البيت فقولت له
اومال فين علوان انا لسه سامعه حسه حالا
فضحك بكر وقال بصوت علوان بالظبط
انا هنا اهو
خدت نفسي وارتحت شويه وبابا قال له
يا ابني سيبت لنا ركبنا
فضحك بكر تاني وقال
معلش حقك عليه يا عم الحاج انا وصلت للبيت لقيتكم بتجيبوا سيرته فلقيت نفسي برد زيه معلش بقي لو خضيتكم
ضحكت وقولت له
انت بتقلد صوته بالظبط
بكر باستهزاء
من كتر ما بحبه.
عبد الرحيم
لكن انت عرفت مكانا أزاي
بص بكر علي الجذمه بتاعتي وقال
لامواخذة المداس بتاع بنتك معلم في الغيط كله واي حد بيزرع ولي في الفلاحه هايعرف ان في جذمه حريمي داست هنا وبكدة يعرف مكانكم سهل جدا
اتخضيت وقولت له
طيب وبعدين كدة علوان ممكن يعرف مكانا
بكر
متخافيش مسحت أي اثر للمداس بتاعك او المداس بتاع عم الحج وكلها سواد الليل واول ما يطلع الفجر تطلعي علي الطريق السريع وتركبي اي عربيه نازله مصر
عبد الرحيم
طيب وانت
بكر
انا ايه
سهير
لو خالي عرف انك هربتني
بكر
هايعرف ازاي بس. انتي ناويه تقولي له ولا ايه
فضحكنا احنا التلاته وحسيت ان بابا حب بكر يعني مش أنا لوحدي اللي حبيت الاسمراني حبيته معقول بسرعه كدة لا. طبعا لكن لا ليه اة حبيتي يا بنت عبد الرحيم وفيها ايه. اة حبيته وفضلت كدة طول الليل اكلم نفسي وارد عليها وترد عليه ودارت خناقه بين عقلي وقلبي انا شوفت الويل ورجلي باظت وبرضو قلبي دق للاسمراني وشقشق النهار وخرجت انا وبابا من البيت لقينا بكر واقف قدمنا افتكرت انه جاي عشان يودعني ويقول لي اشوفك تاني امتي لكن لقيته بيقول
غصب عني يا سهير غصب عني يا عم الحاج
سهير
في ايه يا بكر
بكر بحزن شديد وصوت حزين جدا قال
لازم ترجعه معايا لقصر علوان
عبد الرحيم
انت بتقول ايه
بكر
راجل من رجاله علوان شافني وانا راجع من عندكم وبلغ علوان وعلوان جاب اختي وابويا من بيتهم بهدوم النوم وعرف اني انا اللي اتصلت بابوكي وجيبته من مصر وانا اللي ولعت في الزريبه وحلف براس ابوة لو طلعت الشمس قبل مارجع بيكم للقصر هايكون الثمن ،،،،،،
وسكت بكر وفهمنا الباقي وحط بكر عينه في الارض وبكي وقال
سامحوني
ومشي بكر قدامنا وبصيت لي ابويا وقولت له
لازم ارجع القصر الناس اللي هاتموت بسببي دي ملهاش ذنب
ومشينا وراء بكر ورجعنا القصر ولقينا علوان قاعد في مدخل القصر وبيبص لنا بشمانه وجنب منه واقف قاسم وقال قاسم
انتي ايه كل شويه نجيبك من الشارع. يعني مش كفايه اني رضيت أكمل في جوازي من واحدة عارجه زيك
ويمد علوان أيدة في جيبه ويخرج رزمه من الفلوس ويرميها لبكر ويقول
خد الفلوس اللي اتفقنا عليها اهه
بصيت لبكر وهو بص لي وهز دماغه بالنفي وعلوان قال
أيه هو مش قايل لك أني خيرته بين الفلوس وبين انه يسيبك تهربي اختار الفلوس ولا يكون قال لك اني خطفت ابوة واخته والكلام دة. لا. دة كداب
وقام علوان وراح ناحيتي وناحيه بكر وقال
تعرفي ان الواطي ده واكل شارب نايم في بيتي هو وابوة وفي الاخر يحرق الزريبه بتاعتي ويكون السبب في موت جاموسه من اللي عندي. لكن في داهيه الزريبه انما الجاموسه لازم اخد حقها
وطلع الطبنجه من جيبه وصرخت وهو بيحط الطبنجه علي راس بكر واترميت عليه وقولت له
لا. حرام عليك هو ماعملش حاجه
بص علوان. لقاسم وقال له
شوفت بنت الكلاب رفضاك ليه. عشان بتعشق ده
ومسك بكر من شعرة بغل شديد وبكر بص له وقال له
اقتلني لو راجل وريحني من الذل اللي شايفه علي ايدك
فضربه علوان بالرجل في بطنه وقال له
عايزني اريحك. لا. انا هاخليك عايش وتفضل خدام تحت رجليها هي وسيدك قاسم لا و كمان انت اللي هادخل لها صنيه الصبحيه ولو فكرت تبص ليها بعين هاخلي الدكتور هشام يعمل لك عمليه يخليك بعديها زيك زي اوسخ مرة في البلد وانت عارف يعني ايه صعيدي يعيش مرة
ومسك علوان شعر بكر تاني وبكر بيبص له بغيظ شديد
ولو حلمت بيها في أحلامك هاخلي حلمك كابوس. ولازم تعرف لسه ماتخلقش اللي ياخد حاجه غصب من علوان او عيل من عياله. اظن كدة عداني العيب. واحمد ربنا اني سامحتك المرة دي عشان انت بس ابن اخويا لكن المرة اللي جايه تقرب منها هاخليك مرة. والجاموسه اللي ماتت دي اغلي عندي منك انت واهلك كلهم. وهاتدفع تمنها من شغلك هنا.
وزقه بعيد عنه وبص لي انا وفي عيونه غضب الدنيا كله
وانتي لولا قاسم عايزك لكان زمانك مدفونه حيه. لكن اعملي حسابك الماذون جاي النهاردة عشان يكتب كتابك علي قاسم والدخله هاتكون بلدي
استغربت اوي وماكنتش فاهمه يعني ايه الدخله هاتكون بلدي لغايه ما طلعت اوضتي ولقيت امي قاعدة في الاوضه ومعها فاطمه مرات خالي فجريت اترميت في حضن مرات خالي وقولت لها
شوفت اللي حصل لي
اصيله
انتي مش ناويه تعقلي بقي وتعرفي مصلحتك فين
بصيت لي امي وسكت مش عارفه ارد عليها اقول ايه بس امي ومش حاسه بيه ولا قادرة تفهمني طيب ازاي دي امي ازاي بس لكن بصراحه ماكنتش قادرة اشوفها ولا قادرة ابص لها فقولت لها
ممكن تخرجي من الاوضه عايزا اقعد مع ماما فاطمه شويه
استغربت مرات خالي لما لقيتني قولت كدة لكن حسيتها فرحانه واضيقت امي لما قولت ماما فاطمه وبان علي ملامحها وقالت
كدة. طيب يا بنتي
وقامت امي وخرجت وهي بتبص لي ومضايقه وانا قولت لمرات خالي
عايزا اعرف منك حاجه
فاطمه
قولي يابنتي عايزا ايه
سهير
خالي علوان بيقول كتب الكتاب النهاردة والدخله هاتكون بلدي
اتخضيت فاطمه واتصدمت وقالت
بلدي. علوان اتجنن خالص
قلقت لما لقيتها قالت كدة وقولت لها
هو يعني الدخله بلدي
فاطمه بحزن
يعني حريم من اهل البلد هما اللي هياخدوا عرضك يا بنتي
مافهمتش هي تقصد ايه فقولت لها
يعني ايه برضو انا مش فاهمه
وبدات مرات خالي تفسر لي الدخله البلدي والحريم ازاي بياخدوا شرف البنت خوفت قوي قوي وقولت لها
لا. انا مش حيوانه عشان يتعمل فيا كدة انا بني ادمه ليه خالي بيعمل فيا كدة ليه قاصد يهني انا الموت عندي اهون ولا ان يتعمل فيا كدة
فاطمه
انا هانزل اتكلم معه واشوف ليه عايزا يعمل كدة.
بتفتح مرات خالي الباب لقيت علوان واصيله واقفين قدام الباب وبيقول علوان بصوت مخيف يوقف القلب
عايز اعمل كدة عشان اهل البلد بدوا يتكلموا علي بنت عبد الرحيم اللي مش عايزا تتجوز والناس كلامهم كله انها خايفه من حاجه. او بتعشق وانا النهاردة عرفت هي بتعشق مين. وليه خايفه من الجواز. شكلها مش بنت بنوت وعشان كدة لازم الدايه ام فؤاد تشوفها بنفسيها وتكشف عليها وتكون الدخله بلدي
سهير وهي بتعيط
انا مش خايفه من الجواز. ولا انا بعشق حد انا كل اللي عايزا منك تعتقني لوجه الله. حرام عليك ده انا زي بنتك
دول حتي بيقول الخال والد
علوان
للدرجه دي بتحبي بكر
سهير وهي منهارة من العياط
انا ما بحبش حد انا عايزا امشي من هنا.
اصيله
تمشي ازاي وفرحك كمان اسبوع
سهير بحدة
أسكتي بقي. حرام عليكي طيب انا ومابصعبش عليه عشان مش بنته. انتي ليه قاسيه عليه كدة
اصيله
قاسيه عليكي عشان عايزا مصلحتك
سهير
مصلحه ايه. انا هنا في سجن وعايزا اخرج من السجن ده
اصيله
سجن. القصر اللي يرد الروح ده سجن. انت باين عليكي وش فقر
سهير
ابوس رجليكم واحد واحد سيبوني امشي وارجع لي اوضتي عايزا اعيش فيها مش عايزا اعيش هنا
علوان بعصبيه
بس بقي. أنتي مالك طالعه فيها ليه كدة أنا كبير البلد وكلمتي بتمشي علي أكبر شنب تيجي حته بت زيك انتي وتقولي لا.
سهير برجاء
يا خالي ان،،،،،،،،،
فيقاطعها علوان ويخرج من الحجرة وهو يقول
كتب كتابك ودخلتك النهاردة واكتر من كدة مش عايز اسمع كلمه
وخرج من اوضتي وهو بيقول لي اصيله وفاطمه
خلو البنات يجهزوها
ونزلت الدموع تملي عمري وفاطمه واقفه بتبكي علي حالي وتقول
ربنا علي الظالم يا بنتي
وأصيله بتزغرط وفرحانه بيا الله يسامحك يا امي. وعدي النهار بكل اللي في من حزن وجه الليل وانكتب كتابي علي قاسم وانا قاعدة في اوضتي بسمع زغاريط بتدق في نعشي لقيت تلت ستات شكلهم يخوف ولابسين جلاليب سودة ومن ورائهم دخلت فاطمه ومن بعديها امي ووقف قدامي واحدة منهم وقالت لي
مبروك يا عروسه.
قلبي انقبض من شكلها وسالت فاطمه
مين دي
فاطمه
دي الدايه ام فؤاد
سهير
هي دي اللي هاتكشف عليه
فاطمه
هي
صرخت يوم فرحي والحزن كسر قلبي ومات جوة مني وجعي لاعارفه اقول أة. ويزيد وجعي ولا عارفه أقول لا. يقولو دي خاطيه وبرضو يزيد وجعي. لكني صرخت وانا بتحرم من احلي ليله بتعيشها بنت وتفضل بالنسبه ليها الف ليله وليله وقلعوني هدومي غصب عني وبدات الدايه تعمل اللي جايه عشانه وماتت سهير واتولدت سهير تانيه وراء كل صرخه وصرخه نار تحرق اللي كان سبب الصرخه. وخلصو اللي جايين عشانه وسمعت زغرايط وخرجوا من الباب وضرب نار في البلد بنت عبد الرحيم ماطلعتش خاطيه يا بلد وزغاريط كتير بتدق في نعشي لا عايزا اعيش ولا عايزا اموت ودخل عليه قاسم وانا تعبانه مش قادرا حاسه اني حيوانه مش انسانه وقال لي قاسم
خرستي كل لسان في البلد. انتي كدة تستاهلي تكوني مرات قاسم
وقلع هدومه وقرب مني وجاي هو كمان يكمل علي اللي فاضل مني. وخلصت الليله وقاسم انبسط وماكنش همه انا مجروحه ولا مبسوطه زيه وطلع النهار وخبط الباب علي اوضتي حاولت اصحي قاسم عشان يقوم يفتح لكنه نايم ولا كأنه ميت لبست روب وفتحت الباب لقيت بكر باصص في الارض وفي ايدة صنيه اكل عليها فطير وعسل بصيت للاكل وافتكرت البدروم ولقيت دمعه من عيونه نزلت علي الارض وقدام دمعته دمعه مني حضنت دمعته ومسكت الصنيه ومسكت ايدة وقولت له
أنت مش عايز ليه تبص في عينيه
بكر
ما ينفعش ابص لحاجه مش ليا
سهير
بس انا عايزا اشوفك عينيك
رفع بكر وشه وبص في عينيه لقيت بحر حرمان بنعوم في احنا الاثنين وفضلت بص له وهو باصص ليه في عيونا كلام كتير وحب ينسي القسيه وفجاة سمعنا صوت حميدة بتقول
اطلع يا با شوف اللي بيحصل في قصرك
وقع قلبي في رجلي خوف علي بكر من اللي هايحصله
