رواية بحر الحرمان
الفصل الثاني 2
بقلم محمد منصور
ودخلت القصر انا وامي ولقيت هيصه ومولد مليان ستات وعيال صغيرة والكل رايح جاي اللي كانت بتجيب لبن من الزريبه واللي بتعمل الغداء في المطبخ واللي بتروق القصر واللي واللي واللي ولا كانها خليه نحل وكل دول بيتحركوا بامر من واحدة ست لسه في الخمسينات لكن باين عليها مش سهله وجامدة وملامحها حادة طبعا انا ماعرفهاش لكن لقيت امي سحباني من ايديه ورايحه بيا ناحيه الست دي وبتقول لها
فاطمه. ازيك يا فاطمه
فاطمه قامت من مطرحها ووقفت وخدت امي بالحضن وقالت لها
ازيك يا اصيله عامله ايه والله ليكي وحشه
اصيله
لوكنت واحشتك كنتي سألتي
فاطمه
والله كتير قولت لي اخوكي علوان يطلع لي عربيه مخصوص عشان اسافر لك بيها وهو مايرضاش
اصيله
ولا يهمك يا حبيبتي. والف الف مبروك علي جواز ابنك عدلي وربنا يتم له علي خير
فاطمه
يارب
وبصت امي ليا وقالت
تعالي يا سهير سلمي علي مرات خالك
قربت منها وسلمت عليها وهي بتقول
بنتك كبرت يا اصيله ولفت وادورت
وبصت لي وقالت
أنتي طبعا مش عرفاني
سهير
لا. بصراحه
فاطمه
الله يسامحه خالك بقي هو اللي فرق بيني وبين صاحبي عمري أصيله. تعرفي انا بقالي 15 سنه ما شوفتش امك
سهير
معلش بقي
وندهت فاطمه علي واحدة اسمها حميدة وعرفت بعد كدة انها بنتها اللي تحت قاسم وطبعا اتعرفت عليه كالعادة واتعرفت علي ناس كتير فيهم اللي مش هايفرق معاكم تعرفوهم لانهم مش هايقصروا في قصتي وفيهم اللي فعلا هايكونو سبب نار تحرق قلبي وحياتي ودول هاعرفكم عليهم في وقتها. المهم طلعت مع حميدة بنت خالي للاوضه اللي هنام فيها انا وامي ودي ماكنتش اوضه دي شقه مساحه ايه وحمام ايه وتيلفزيون كبير وفيديو وحاجه كدة وهم في وهم وعدي النهار ونزلت امي تساعدهم وانا قولت لها هنام عشان تعبانه من السفر وهي نزلت من هنا وانا غيرت هدومي واترميت علي السرير وفي ايدي قصه رومانسيه ولسه بقرا في اول ورقه من القصه سمعت صوت جميل جدا لحد بيغني اغنيه للعندليب عبد الحليم حافظ قومت بصيت من البلكونه لقيته شاب اسمراني وشعرة ناعم وتقريبا عندة 20 سنه بصيت له وهو شغال في جنينه القصر بيقص الزرع وبيرش ميه ومعه راجل كبير قعد ابص له وانا مستمتعه بصوته الحلو لغايه مالقيت علوان خالي واقف قدام الراجل الكبير وبيقول بعصبيه و بيضرب الراجل الكبير ده بالقلم وبيقول له
أنا كام مرة اقول لك ان بنتك هانم من بعد الفجر تيجي وتشوف سيدها فاطمه عايزا ايه وتروح تجيبه ولو في حاجه في القصر تعملها
الراجل الكبير وهو هاين عليه يعيط صعبان عليه نفسه يقول بارتباك
اصل اصل ،،،،،
فيقف الشاب الاسمراني قدام علوان بيه وياخذ الراجل العجوز في حضنه
انا اللي قولت لاختي ما تجيش
علوان بعصبيه
والله عال يا بكر. كبرت وبقيت تعصي لي امر يا ابن عوض
بكر بتحدي
علوان بيه. اظن كفايه قوي انا وابويا في خدمتك انت وعيالك ملهوش لزوم كمان اختي
علوان
لا. مش كفايه. انت وابوك تكونو في خدمتي. ولو امك عايشه كانت هاتيجي مع اختك تخدمنا. أنا البلد دي كلها في خدمتي. ولو مش عاجبك خد ابوك وغور امشي من هنا وشوف بقي مين هايشغلك
بكر
حرا،،،،،
فيضع عوض يدة علي بوق بكر ويقول له
من بكرة بنتي هانم هاتكون في القصر من بدري
علوان بجحود
مافيش بكرة. دلوقتي وابنك هو اللي يروح يجبها
فينظر له بكر بغل ويحاول الكلام ولكن والدة يمنعه ويقول
هو اللي هايروح يجبها.
فينظر علوان لبكر نظرة المتكبر ويتركهم وينصرف ويرفع عوض ايدة عن بوق بكر فيقول بكر
هو ليه بيعمل فيك كدة اشحال لو ماكنتش اخوة وليك نص الارض اللي عندة لولا مرض امي اللي خلاك تبيع الارض برخص التراب لي
عوض
مالهوش لزوم الكلام ده. هو علوان من زمان كدة عمرة ما حبني عشان انا اخوة من الام وامه ماتت لما عرفت ان ابوة اتجوز عليها ومن ساعتها وهو بيكره امي وبيكرهني كرة العمي وديما بيتمني لي الشر واهو لانرضي نخدمه ونعيش من الملاليم اللي بيرميها لينا او ماحدش يرضي يشغلنا عندة وساعتها هانلف نشحت في البلد عشان لقمه ناكلها انا وانت واختك
بكر
والله الشحاته اكرم لنا من الشغل عند الحيوان ده.
عوض
عايزني بعد السن دة. وبعد ما كنت من كبرات البلد الف اشحت لقمتي لا. يا بكر انا مش هاعمل كدة. انا اة شغال عند علوان خدام بس قدام الناس بكسب من عرق جبيني وماحدش بيمن عليه
بكر
يبقي نسيب البلد ونغور من وشه
عوض وهو يجلس علي الارض ويمسك التراب
انا زي ما عيشت هنا هادفن هنا. لما ابقي اموت ابقي سيب البلد وأمشي. بس انا. لا. وعشان خاطري روح هات اختك وخلينا نخلص من اليوم دة
بكر وهو ينظر للسماء يقول
يارب خلصنا من ذل، ،،،،،،
وسكت بكر اول ماشافني واقفه في البلكونه وبصيت له وهو صعبان عليه وقلبي اتوجع عليه ولا كأني اعرفه من سنين وهو بص لي وابتسمت له ولقيته ابتسم لكنه كان خجول تصورو رغم أنه اسمراني لكن وشه احمر وانا اللي يعني ماعنديش دم روحت داخله بسرعه من البلكونه وانا عمال اضحك وفرحانه مع اني زعلانه عليه وبدات احس بحاجه غريبه عمري ما حسيتها قلبي بيدق جامد وعايزة تاني ابص من البلكونه لكن. قولت لنفسي اعقلي يا بنت عبد الرحيم ورميت نفسي علي السريري وبقيت طايرا لفوق مش سامعه الا صوته وهو بيغني وصوته وهو واقف زي الاسد في وش خالي ومش خايف منه وانا بفكر في لقيت نفسي نمت. كام ساعه مش فاكرة التعب حل عليه ما انا من امبارح ما نمتش وصحيت علي ايدة بتمشي علي شعري قومت مخضوضه وبصيت للي بيصحيني لقيته قاسم اتفزعت وقولت له بعصبيه
أنت ازاي تخش عليه وانا نايمه. انت مجنون ولا عبيط في دماغك
قاسم ببرود
مالك بس أيه اللي حصل مش المفروض ان الخطيب يشوف خطيبته. يعني الرؤيه الشرعيه. ولازم تكون علي طبيعتها عشان لما يتجوزها ما يتغشش فيها
سهير باستغراب
خطيب ايه وخطيبته ايه. انت في حاجه في دماغك مش مظبوطه
قاسم
اة. في. انا اللي يعرفني يعرف اني مجنون ابن مجانين ولما احب اخد حاجه بخدها
سهير وهي بتقوم من علي السرير وتنظر لباب الحجرة وتقول
أطلع برة. بدل ما انسي انك ابن خالي وافضحك
فيضحك قاسم ويقول
حقك تدلع يا جميل. وعشان كدة انا هاخرج
وخرج قاسم من الحجرة وانا ببص عليه مش ضايقه شكله ولا حبه تقل دمه واقعد علي السرير وانا قرفانه وعايزا ارجع مصر وماعدهاش 10 دقايق الا وسمعت زغاريط كتير ومابقيتش عارفه في ايه وشويه ولقيت امي داخله عليه وبتقول لي
مبروك يا سهير
وراحت وخداني بالحضن والفرحه مش سيعها وانا بقول لها باستغراب
الف مبروك علي ايه
اصيله
علوان طلب ايدك لي ابنك قاسم وانا وافقت وعلوان هايتصل بأبوكي عشان الدخله هاتكون كمان شهر في نفس ليله عدلي
سهير بضيق شديد
انتي بتقولي أيه. انا مش هاتجوز قاسم
اصيله بنرفزة
يعني ايه. خالك علوان امر
سهير
خالي علوان يأمر في حاجه تخصه يأمر علي بنت من بناته لكن انا لا. أنا مش هاتجوز قاسم
فيدخل علوان الي الحجرة وينظر لسهير بغضب شديد ويقترب منها وسهير تبعد عنه خائفا وهو يقول
ليه مش هاتتجوزي قاسم عشان أعرج
سهير وهي لا تزال ترجع للخلف خائفا
لا خالص. انا عايزا اكمل تعليمي وادخل الكليه
علوان بصرامه
ماعنداش بنات تخش كليات ولا ايه يا اصيله
اصيله
طبعا يا خويا كلامك صح
سهير
أنا مش عايزا اتجوز دلوقتي
علوان
ليه يا بنت عبد الرحيم. بتعشقي حد في مصر. ولا تكوني مش بنت بنوت وخايفه من الفضيحه
سهير بضيق
لا. انا اشرف من اشرف بنت من بناتك
انا قولت كدة وماعرفش قولت كدة ازاي اصل هو بصراحه نرفزني اوي والكلمه وجعتني وهو برق لي عينيه وبان الشيطان اللي جوة منه ولقيته
