رواية جاسم الفصل الرابع عشر14 بقلم داليا السيد


رواية جاسم بقلم داليا السيد
رواية جاسم الفصل الرابع عشر14 بقلم داليا السيد

زوجتك الأولى
صوت يعرفه جيدا قال "كيف حالك جاسم؟ أخذت وقت طويل حتى يمكنني الوصول لك هنا حبيبي"
ارتجف قلب مايا بقوة مع ارتجاف جسدها كله ولم تستطع تحريك أي جزء من جسدها بينما المرأة الجميلة، طويلة، شقراء، أنيقة جدا كسيدات الأعمال تتحرك للداخل لتقف أمامه وتكمل 
"ألن تدعوني للداخل" 
التفتت وما زال جاسم صامت بلا جواب ولا حركة والمرأة تلتقي بعيون مايا الحائرة فتحركت حتى توقفت أمامها وهي تقول "مايا؟ نعم عرفتك من الصور، الميديا كلها تحدثت عن زفافكم" 
التفتت له وقالت "هي محظوظة جاسم منحتها زفاف ملوكي وبخلت به عليّ أنا، حبك الأول وزوجتك الأولى وأم ابنك" 
لم تدري ماذا حدث لأنها لم تعد بالواقع بل سقطت باللاوعي بنفس اللحظة التي انتهت فيها تلك المرأة من كلماتها، زوجته، حبيبته، أم ابنه؟ الصدمة أكبر من أن تتحملها لذا اختارت الهروب للظلام كما هي عادتها
فتحت عيونها على صوته وهو يناديها ورائحة عطر تخترق أنفاسها، رأته يحدق بها بعيون قلقة وأدركت أنها ممددة على الأريكة وهو ينحني عليها ليتأكد من أنها بخير وعادت له
اعتدلت جالسة وقد ظنت أنها كانت تحلم وهي تقول "جاسم ماذا حدث؟ لقد حلمت حلم سيء و.."
نفس الصوت هتف "لم يكن حلم عزيزتي، أنا حقيقة وهنا" 
التفت لها بغضب لم تراه به من قبل وصرخ بصوت كالرعد "أنتِ اخرسي واخرجي من هنا الآن" 
هتفت به بغضب مماثل "ليس قبل أن تخبرها الحقيقة، الحقيقة التي أخفيتها عن العالم ورفضت التصريح بها"
تحرك تجاها وقبض على ذراعها بقوة جعلتها تنكمش وهو يقول "الحقيقة أنكِ أسوء كابوس مر بحياتي والآن لا أريد العودة له مرة أخرى وستخرجين من هنا ولن تفكري بالعودة قبل أن أقتلك"
ودفعها للباب وهي تهتف "وابنك؟ ألا تفكر به أيها القاسي الأناني؟"
لم يتوقف عن دفعها للباب وهو يقول "لا، أنا ليس لي أولاد منكِ ولن يكون وأنتِ تعلمين ذلك جيدا، اذهبي واعثري له على أب غيري ولا تختبري صبري أكثر من ذلك"
ودفعها خارج الباب وصفعه بقوة بوجهها وهي تصرخ بالخارج وتتوعده وهو ظل واقفا يمرر يده بشعره وهو لا يصدق أن خمسة عشر سنة ليست كافية لتردم على الماضي وكأن الدنيا لا تريده أن يعيش كما يعيش الجميع
التفت لها، كانت كما تركها ولكنها لا تنظر له كانت تحدق بالفراغ، ضائعة، تائهة لا تعرف أين هي ولا ماذا يحدث لها؟ 
ارتد لها على الفور، لا، لن تنهار حياته الحقيقية التي عرفها معها، لن يتخلى عن تلك السعادة التي لم ينالها إلا منذ دخلت حياته
ركع أمامها على الأرض وهتف بقلب متألم لمظهرها الذي ذكره بأيام مروان "مايا لا تصدقي شيء مما كان، مايا أنا، أنا" 
رفعت وجهها له وقد لطخته الدموع وواجهت عيونه القلقة وقالت بضعف "هل هي زوجتك؟ حبيبتك؟ أم ابنك؟" 
اختار الأسهل من الأسئلة وأجاب عليه "أنا ليس لي أولاد مايا صدقيني ليس لي أولاد" 
هزت رأسها بالنفي وقلبها يؤلمها بشدة وعادت تقول "لكنها حبيبتك و، وزوجتك؟"
توقف أيها الألم هو لم يخبرك أنه يحبك فلماذا لم تسألي عن سبب عدم حبه لكِ؟ الآن تعرفين السبب وبدون سؤال
رفع يداه لوجنتيها وقال بصدق "الأمر ليس كذلك مايا، ليس كذلك"
رفعت يداها لتبعد يده وهي تقول بحسرة على قلبها المقتول داخل صدرها "لماذا تزوجتني وبحياتك زوجة إذن؟ أنا لم أطالبك بذلك، لماذا فعلت بي ذلك؟ لماذا؟" 
أبعد وجهه وهي تنهار أمامه وهو لا يعرف كيف يمكنه إخبارها الحقيقة وهي لم تنتظر بل نهضت لتبتعد من أمامه، لا تريد رؤيته، أرادت وقف ذلك الألم ولكنه قال 
"زواج عرفي مايا" 
توقفت على أول السلم وهي تستوعب كلماته ولم تلتفت له وظل بمكانه وهو يكمل "تزوجنا عرفي منذ خمسة عشر سنة" 
زادت دموعها وارتد الخنجر مرة أخرى لقلبها مزيدا الجراح واحدا آخر تاركا النزيف من مشاعرها وأحزانها بلا رحمة، نظرت له وقالت "كان زواج وكان من حقي أن أعرف كي لا أقبل بزواجنا، أنت غشاش وأنا أكرهك، أكرهك" 
وتحركت للأعلى دون أن تنتظر منه رد على كلماتها، هو بالفعل كان زواج، أول امرأة وكما كان يظن وقتها أول حب بحياته 
سقط جالسا على الأرض ورفع يداه لوجهه وهو يرفض الذكريات، لا يريدها، رفضها خمسة عشر سنة وما زال يرفضها ولكنها لا تتركه بل عادت لتدمره وتدمر سعادته، تلك المرأة كانت تنتظر أن تراه سعيد لتعود له وتسقطه مرة أخرى أسيرا بسجن الأخطاء
عندما ضربه الصداع نهض للمكتب وتناول مسكن وخلع قميصه وتمدد على الأريكة وهو يحاول عدم تذكر الماضي البعيد، فتاة جميلة وقعت بطريقه عندما كان بالجامعة يقابل العميد ليتفق على نظام تأمين جديد
بعد أن انتهى من المقابلة خرج من المكتب وهو يتحدث مع أحد مساعديه وقتها ولم ينتبه وهو يصطدم بجسد لين، التفت ليجد جسد انثوي يترنح فلحقه قبل السقوط ورفعها له ليلتقي بعيونها البنية، كانت جميلة، جميلة جدا بشعرها الأصفر القصير الذي تمايل حول وجهها، الفزع لف عيونها وهي تعتدل وتبتعد عنه
اعتذر منها ولكنها ابتسمت وتقبلت الأمر ولا يعلم كيف تم التعارف وبسرعة تبادلا أرقام الهواتف، بعد اسبوع كان تقريبا قد اعترف لها بحبه، كأي شاب بأوائل العشرينات لم يكن له علاقات سابقة ما أن رأى فتاة بجمالها حتى أخذت عقله وقلبه
بالتقرب منها عرف أنها من عائلة بسيطة تعيش بمكان شعبي، بالطبع لم تكن هدى وقتها لتقبل بمثل هذه العلاقة وعندما ألحت عليه بالزواج أخبرها بالحقيقة فاقترحت الزواج العرفي، فقط كي يكونا معا بشكل شرعي وبالطبع نالت خاتم ماسي انتقته بطريقة جعلته يدفع ومن بعدها توالت الطلبات
أموال، مجوهرات، وتبدل الحب لأشياء لم يفهمها وبدأت الخلافات بينهم حتى.. 
النهار كان قد ملأ الدنيا من حوله ورنين الهاتف جعله يعتدل وينهض ليجيب، كان علي أجاب ليحاول التركيز بالعمل ولكن الصداع وعدم النوم وأفكاره حول الماضي والحاضر جعله يركز بصعوبة ولكنه فعل
خرج من المكتب وتردد وهو ينظر للأعلى ولكن بالنهاية تحرك للأعلى، غرفتهم كانت مظلمة وهي كانت متكورة على نفسها بالفراش، لم يعرف ما إذا كانت نائمة أم لا فتحرك للفراش حتى وقف أمامه ونادها 
"مايا، مايا لابد أن نتحدث" 
لم ترد، كانت تكتم دموعها التي لم تتوقف طوال الليل، شيء واحد وصلت له، سمعته يعود ويناديها وهو يقول "مايا هناك الكثير مما لا تعرفيه" 
لم ترد أيضا فتنهد وتحرك للحمام أخذ حمام وارتدى ملابسه وتحرك خارجا بلا كلمات وعادت هي للبكاء وهي ليست مستعدة للحديث ولا الجدال وحتى بعد الحديث والجدال حل واحد هو ما تريده
الطلاق
لم تنهض من الفراش ولم تتحرك سوى للحمام للقيء وبدا أنها مرضت فجأة ولا أحد يمكنها الاستعانة به ولا حتى هو بل ظلت طريحة الفراش وكلما عادت للواقع تذكرت تلك المرأة وكلماتها، زوجته الأولى، حبيبته الأولى والأكثر إيلاما، ابنه
أغلقت عيونها حتى عاد الغثيان وقد قارب اليوم على الانتهاء فنهضت بصعوبة للحمام ولم تجد ما تلقيه، استندت على كل ما وجدته بطريقها لتعود ولكن طريق الفراش كان طويل وخالي فلم تقاوم الدوار وسقطت بلا منقذ
دق باب مكتبه وانفتح وصوت عامر يقول "الاجتماع انتهى لماذا لم تأتي؟" 
التفت لأخيه وبدا أن عامر فهم ملامحه جيدا لأنه تحرك للداخل مغلقا الباب وتقدم له وهو يقول "ماذا هناك؟ هل حدث شيء بينك وبين مايا؟" 
كان يواجه أخيه وهو يهز رأسه ثم قال "مرام أتت بالأمس بعدما عدنا من عندك" 
رفع عامر يده لشعره وقال "لا، من أين أتت؟ لقد نسيتها، ماذا أرادت تلك اللعينة؟" 
ابتعد وقال "ما فعلته، دمرت مايا، أخبرتها كل شيء" 
جلس عامر تاركا الملف الذي كان بيده وقال "الآن؟ لقد نالت كل ما طلبت فلماذا؟" 
هز رأسه وقال "بالتأكيد بعد ما عرفت خبر زواجي أتت لتنهيه قبل أن يبدأ" 
ظل عامر ينظر بالفراغ حتى قال "ماذا حدث؟ أقصد مايا"
لم يلتفت لأخيه وأخبره بما حدث فصمت عامر وقال "من الطبيعي أن تغضب جاسم، كان من الأفضل إخبارها" 
التفت لعامر وقال بغضب من نفسه ومن كل شيء "أخبرها بماذا عامر؟ بأن فتاة مثلها تلاعبت بي وأنا شاب صغير وظننت أنها تحبني وهي تسعى لأموالي ومن خلفها.. "
وصمت والألم يضربه، يصعقه بقوة وهو يذكر تحطم قلبه البكر على شاطئ فتاة كاذبة، خائنة، طماعة ولعوب
تراجع عامر وقال "لماذا لم تخبرها الحقيقة؟" 
رده كان بلا أمل "هي لم تهتم بأن تسمع، بنظرها أنا غشاش لأني لم أخبرها"
لم يرد عامر لوهلة ثم عاد وقال "لم يظن أحد أنها ستعود، لقد أخذت الكثير لترحل دون تشهير ومع ذلك مايا على حق، هو زواج" 
التفت له وهتف بغضب "كان يجب أن تتركني أبحث عنها وأجدها وأقتلها"
لم يفر عامر من مواجهه أخيه وقال بحزم "وتدخل السجن بسبب عاهرة مثلها؟ أتركك تضيع بسبب لحظة طيش منك ومن أجل ماذا من أجل خائنة لا تستحق أن أترك أخي يسقط بحبل المشنقة من أجلها، بالطبع لم أكن لأفعل ولو عادت الأيام سأعيد ما فعلته"
أشاح جاسم بيده وقال "ولكنها تعود وتسرق سعادتي عامر، تلك الفاجرة تهد حياتي وتلك المرة لن أتركها" 
يد عامر التي سقطت على كتفه جعلته يصمت وعامر يقول "لن تفعل لأن هناك من يحتاج لك، زوجتك تحبك وتغار عليك وعلى كرامتها حبها لك واضح جاسم"
نظر لأخيه وكلمات الحب تنساب داخل صدره والحزن يغلفها وهو يقول "مرام دمرت كل ذلك عامر، مايا صرخت بوجهي أنها تكرهني"
ابتسم عامر وقال "هذا طبيعي بعد ما سمعته، هي شعرت بالإهانة وطعنة قوية لقلبها، ضع نفسك مكانها، بالتأكيد كنت غاضبا من ذلك الكلب مروان فما بالك لو كان زودها بيوم ما؟" 
ثار الغضب بركان داخله وهتف "لن يكون، هي زوجتي ولم ولن تكون لسواي"
ابتسم عامر مرة أخرى وقال "إذن فكر كيف تعيد زوجتك لك، صدقني مرام لن يمكنها أن تفعل شيء طالما زوجتك تثق أنك لها، هذا هو ما تحتاج مايا له، أن تتأكد أن لا أحد ينافسها بك، بقلبك"
نظراته لأخيه كانت تعني الكثير، معاني كثيرة بكلمات عامر، ألم تدرك مايا أنها ملكته منذ أول لحظة؟ لقد تحكمت بحياته دون أن تشعر ولا هو بالأساس أدرك ذلك؟ كلما أراد أن يبتعد كان يقترب أكثر واتخذ الزواج سبب ليضمن ألا يفترقا والآن عامر على حق عليها أن تدرك أنه لا يريد سواها، هي فقط
عاد عامر يكمل "فقط أخبر مايا الحقيقة وأنا واثق أنها ستدرك أنك كنت مخدوع وستغفر لك خاصة عندما تجدك معها ولها هي ولو تحرك قلبك كما أظن فصارحها فالحب يمحو القسوة" 
ظل ينظر لوجهه لأخيه وهو يفكر بكلماته لحظة، هو يحاول أن يعرف ما بقلبه تجاها، هو يعلم أنها أصبحت كل حياته ولا يمكنه أن يفكر أنها ليست معه لحظة واحدة
قال بلا مشاعر واضحة "هناك شيء آخر عامر، أنا لم أطلق تلك المرأة رسميا، لو تذكر وقتها كانت ظروف رفيق والشركة وأنت جعلتها تختفي قبل أن ننهي كل شيء لذا هي بالفعل كانت ما زالت زوجتي حتى صباح اليوم، طلقتها عند المأذون غيابي وأرسلت لها لتعرف" 
نفخ عامر ولم يجد كلمات وحل صمت مؤلم بينهم حتى قطعه هو "الطلاق سيثير الأمور أكثر ومرام لن تترك مايا" 
مرر عامر يده بشعره وقال "لا تقلق يمكنني التعامل معها لو حاولت التعرض لكم مرة أخرى، المهم كيف حال مايا الآن؟"
واجه أخيه بعيون انطفأ بريقها ولمع بها حزن عميق وهو يرد "لا أعلم، تركتها منذ الصباح ولا تجيب على الهاتف"
ربت على كتف أخيه وقال "عد لها هي بحاجة لك، بالطبع هي غاضبة فكن صبورا معها، لا تتركها مرة أخرى النساء متهورات، ما أن يمس الأمر قلوبهم حتى يصبن بالجنون، هيا عد لها واهتم ببيتك وزوجتك حتى تنتهى مشاكلك وأنا سأتكفل بمرام"
هز رأسه وتحرك لمقعده جذب الجاكيت ولم يرتديه وتحرك خارجا لسيارته وما أن ركب حتى وجد مرام تركب بجواره
كان يتوقع منها أي شيء، الطمع والمال هو كل ما أرادته، نفخ وقبض على عجلة القيادة بقوة وهي تقول "مرحبا حبيبي بالتأكيد افتقدتني"
التفت لها والنيران تشتعل داخل عيونه وهو يقول من بين أسنانه "سأفتقد جهنم قبل أن أفتقدك، ماذا تريدين مرام؟ كيف تجرئي على الظهور بحياتي مرة أخرى بعد ما فعلتيه؟" 
ضحكت بلا اهتمام وقالت "هل هو ذنبي أني وافقت عامر ورحلت من حياتك كما طلب مني؟ أخيك هو من فرق بيننا وهددني أني لو لن أختفي سيدمرني"
هتف بغضب واضح "كذبتك الجديدة لا مكان لها مرام، عامر لم ولن يكون بيوم ما كاذب هو أنتِ، أنتِ المرأة العاهرة التي كذبت نفسي يوم تزوجتها ولم تكن عذراء" 
شحب وجهها وهي تتلعثم "أخبرتك أني"
صرخ بها "اخرسي، لا أريد أكاذيب جديدة ولو بقيتِ لحظة أخرى هنا سأقتلك هل تسمعيني أيتها الخائنة؟ اخرجي من هنا الآن، الآن"
حاولت أن تقاوم وهي تردد "سأفعل ولكني ما زلت زوجتك ولي.."
قاطعها بنفس الغضب "لم تعودي، طلقتك بالصباح وسيرسل المأذون لكِ وثيقتك لقد طهرت حياتي منكِ للأبد" 
زاد شحوب وجهها وهي تبحث عن كلمات ثم قالت "ابنك؟" 
قال وهو يلقي عليها نظرة مخيفة "ليس لي أبناء ولو سيكون لي فلن يكونوا منكِ"
قالت بقوة مصطنعة "من تلك الفتاة التي تزوجتها ومنحتها كل الذي حرمتني منه أليس كذلك؟"
لف وجهه الغاضب لها وقال "نعم مرام، هو كذلك ولا شأن لكِ بها وابتعدي عن طريقي وإلا أنتِ لا تعرفين ماذا يمكن أن يفعله غضبي" 
ارتجف جسدها وهي تقول "سأخبر الصحافة بأمر زواجنا، ما زلت أملك ورقتنا، ربما أنت لم تمنحني القسيمة الرسمية ولكن لدي توقيعك على العرفي وقسيمة طلاقنا الجديدة ستثبت كلامي"
فجأة قبض على شعرها فصرخت وهو يجذبها منه بقوة ويهتف بها بجنون تملكه حتى دفع العقل بعيدا وحل محله وهو يقول "افعليها ووقتها سأفضحك بكل مكان أيتها العاهرة لدي تسجيلات لكِ بفضائحك سأنشرها بكل مكان وبعدها سأقتلك هل تسمعيني مرام؟ سأقتلك وأقطع جسدك الذي تعشقيه هذا وألقيه للكلاب لتنهشه، ستخرجين الآن من سيارتي وتختفين من على وجه الأرض وإلا لن يمر يوم إلا وستندمين فيه على عودتك لحياتي" 
أمسكت يداه ليتركها وهي تهتف بألم "أنت كاذب، ليس لديك شيء ضدي ولن أرحل قبل أن تمنحني حقي وحق ابنك، هو الآن كبير وسيفهم جيدا لماذا أخفيتك عنه ولكنه لن يفهم سبب تخليك عنه"
جذبها أكثر من شعرها وهو يقول بنفس الغضب القاتل والمخيف "أنا لست كاذب أيتها العاهرة، وأنتِ استمري بكذبتك هذه وسأخبره وقتها ماضيكِ المشرف وسبب تركي لكِ أيتها الشريفة وابتزازك الأموال مني طوال تلك السنوات وسيرى هو الآخر تسجيلاتك هذا بالإضافة لاختبار الأبوة الذي سيعرضه لضربة قاضية عندما يدرك كذبتك الحقيرة"
عادت تصرخ كي يتركها وهي تقول "ما الذي يجعلك متأكد أنه ليس ابنك؟" 
جذبها له ليقول بأذنها "كلانا يعرف مرام، كلانا متأكد من ذلك"
ودفعها بعيدا وقد تبعثر شعرها حولها ودموعها من الألم تساقطت وهو ينظر لها باشمئزاز فقالت "أحتاج أموال"
أبعد وجهه وقال "البنك أغلق مدام لقد تراجعتِ باتفاقك مع أخي يوم اقتحمتِ حياتي لتدمريها فلم يعد لكِ أي شيء" 
مسحت دموعها ورتبت شعرها وقالت "لا تظن أنك انتصرت جاسم دويدار فأنا لم أنتهي منك بعد" 
نزلت وهو لم يجيب بل قاد السيارة بقوة والغضب ما زال يسري بعروقه وتمنى لو قتلها وانتقم لشرفه الذي لوثته لكن كلمات عامر ما زالت ترن بأذنه لن تعلق بالمشنقة بسبب عاهرة مثلها، زوجته تحتاج له، الحياة التي أحبها وأرادها لن يتخلى عنها بسبب تلك المجرمة وربما وجود مايا بحياته أوقفه أيضا عن تدمير حياته فتلك المرأة مرام لا تستحق إلا الدمار
ما أن وصل الفيلا حتى اندهش من الظلام المحيط بل وتسرب القلق له، هل رحلت؟ تذكر حلا عندما تركت حمزة وليل من قبل هل بالفعل النساء متهورات؟ 
أضاء الأنوار وناداها ولكنها لم تجيب، تملكه الخوف بجوار القلق وهو يقفز السلالم بأقصى سرعة وتحرك لغرفتهم وما أن فتح الباب حتى صرخ باسمها عندما وجدها على الأرض بلا وعي
تعليقات



<>