رواية حارة الباشا الفصل الحادي والثلاثون31 بقلم فيروز احمد


رواية حارة الباشا بقلم فيروز احمد

رواية حارة الباشا الفصل الحادي والثلاثون31 بقلم فيروز احمد

برقت عينا مريم من الصدمة و المفاجأة سويا و تساءلت بعدم تصديق : 

_ قبضتوا علي معتزز ؟ .. قبضتوا عليه ازاي ؟؟ 


ابتسم عمر بشدة و سعادة : 

_ هحكيلك ... 


》》 عودة بالاحداث للخلف قليلا .. 


بعد يومين من اليوم الذي عرف فيه عمر و نادين حقيقة ابوهم معتز .. جلس عمر مع نادين و قص عليها خطة علي الباشا و احتياجهم الي عمل تحليل DNA 


و تواصل علي الباشا مع يوسف و ريانا و اشركهم في خطته علي أنهم من سيساعدونه من طرف معتز ! 


انتظرت ريانا مع نادين في بيت عمر .. و توجه يوسف الي البيت الذي يقيم فيه معتز ، دخل الي المنزل فقابل نصار والده الذي تهللت اساريره ما ان رآي ابنه : 

_ يووسف !! .. مش مصدق عنيا انت عايش ! 


احتضنه سريعا لكن يوسف لم يبادله العناق و زجه بعيدا : 

_ ايوة يا بابا عايش .. مين مفهمك اني ميت !! 


_ معتز من ساعة ما الشرطة طبت علي البيت اخر مرة و هو مفهمني انك ميت ! 


_ لا يا بابا انا عايش و ريانا كمان عايشة .. و جاي اقابل معتز لأني خلاص قررت اني عايز اشتغل معاكم و بارادتي ، و عايز انزل معاك المستشفي ! 


اتسعت عينا نصار بعدم تصديق : 

_ بجد يا يوسف ! .. بجدد خلاص قررت تشتغل معانا ده معتز هيتبسط اوووي !!! .... 


_ لا مش هيحصل ! 


قالها معتز ببرود و هو ينظر ليوسف منذ ان اخبره انه يريد العمل معهم بارادته .. تعجب نصار و سال بعدم فهم : 

_ لا ليه يا معتز ، ده احنا كنا هنمووت و نخليهم يشتغلو معانا اذا كان هو و لا ريانا ! 


_ ده كان زمان و بح .. خلص ، الواد ده بعد ما اتفق عليا مع ابن الباشا و هو بره حساباتي و شغلي و خليك عارف .. انا سايبه عايش بس علشان خاطرك ! 


_ لا و الله كتر خيرك ! 


سخر بها نصار ، ليغضب معتز و يصرخ به : 

_ ايوة كتررر خيري و نص كمان و ان كان مش عاجبك ..... و لا بلاش ! 


_ لا قول يا معتز ! .. اذا كان مش عاجبني ايه ؟ هتقولي لا مفيش شغل زي ابني و لا ايه ! 


تنهد معتز و فرك مقدمة رأسه بالم من الصداع : 

_ نصار انا مش قادر اتخانق .. انا مبأمنش لابنك و مش هشغله معانا ! 


_ طب جربني و شوف ان كنت صادق و لا لا ! .. صدقني انا راجع ندمان ! 


رشف معتز من كوب القهوة امامه و نظر له بتفكير : 

_ هعملك اختبار و صدقني لو طلعت بتلعب بديلك يا يوسف ! .. مش هسمي قبل ما اخلص عليك ! 


_ متخفش صدقني مش هتندم !! 


########################


بعد تلك المحادثة غادر يوسف المكتب ، ثم بعد دقائق دخلت خادمة تضع فنجان قهوة اخر لمعتز و ترفع الفارغ .. سار خلفها حتي المطبخ ثم ناداها : 

_ بقووولك ايه ياااا .......... 


_ يسرية يا بيه 


_ بصي يا يسرية أنا بدور علي القميص الازرق بتاعي ، كنت سايبه في الاوضة فوق و مش لاقيه 


_ مش انا و الله اللي بنضف الاوض يا بيه انا واقفة في المطبخ 


_ طب ما تيجي تشوفيهولي انا مش لاقي حد خالص 


نظرت له بتفكير ثم اماءت : 

_ طب ثواني هدخل الفنجان ده و اجي معاك يا بيه 


_ هاتي يا يسرية .. مش يسرية بردو ؟ ، هاتيه انا هدخله و اطلعي شوفيلي القميص ده بالنسبالي اهم علشان رايح مشوار ضروري 


_ لا لا مينفعش يا بيه انا هدخله و ......


حينها صرخ عليها بعصبية : 

_ هو ايييه انتي لسه هتقفي تجادليني .. بقولك اطلعي شوفيلي القميص حالا ، و هاتي الزفت ده .. اخلصي يلااا ! 


انتفضت فزعة من صراخه .. ناولته الكوب و ركضت الي اعلي حيث كانت غرفته لتبحث له عن القميص


اما هو فابتسم بمكر و اخرج كيسا اسود من جيبه ، وضع الفنجان في الكيس و صعد سريعا خلفها الي الغرفة ليصرفها منها !....


########################


بعد عدة ايام .. رن جرس الباب في شقة عمر ... فتحت نادين الباب فرأت يوسف فاسرعت بالنداء علي الاخري : 

_ ريااانااا تعالي يوسف جه ! 


اتت ريانا مسرعة تستقبل يوسف ببسمة عذبة ، ابتسم لها بحب و قبل وجنتها برفق قبل ان يدخل للمنزل : 

_ وحشتيني اوووي يا رينا ! 


_ انت كمان وحشتني اوي يا يوسف ! 


ابتسما لبعضهما بحب شديد ، نظرت لهما نادين بفرحة و دخلت تنادي علي شقيقها ، دخلت غرفته فوجدته كالعادة منزوي علي نفسه كئيب الحال يغطي وجهه الحزن .. اقتربت منه و ربتت علي كتفه بحنان : 

_ اللي واخد عقلك يا موري 


_ مريم وحشتني اوي يا نادين ! 


تنهدت نادين بالم و ربتت علي كتفه : 

_ معلش يا عمر قربنا نخلص من معتز .. هانت يا حبيبي 


ابتسم لها بسمة معذبة فبادلته باخري صافية قبل ان تهتف : 

_ اااه نسيت اقولك ، يوسف جه بره .. و فاتح واصله و هو و ريانا ايـــــــه عسل ،، بيحبو بعض اووي بجد يا عمر 


_ يا ستي ربنا يهني سعيد بسعيده انا مالي .. اوعي اما اطلع اشوف عمل ايه ! 


ضحكت و تبعته للخارج ، حين خرج استغفر بصوت عالي و هو يري ريانا تجلس فوق قدمي يوسف و تحتضن رقبته يبدو انه كان يقبلها .. زفر بعنف و قال بقلة ذوق : 

_ انا مش فاتح بيتي شقة مفروشة علي فكرة ! 


_ حبيبتي يا عم انت مالك ! 


_ عملت ايه يا روميو ! 


نهضت ريانا من علي قدمه فاخرج الفنجان من ثيابه و اعطاه لعمر قائلا : 

_ عملت اللي عليا دوركم بقي و ياريت تخلصوا علشان معتز شاكك فيا و عاملي سين و جيم و هاريني مراقبة و مش مطمن لي عموما 


تنهد عمر بثقل و هتف بهدوء : 

_ هانت يا يوسف كلها اسبوعين و نتيجة التحليل تطلع و نشوف ! 


########################


في القسم التابع للمنطقة .. دخل علي الباشا الي مكتب احد الظباط الذي استقبله بحفاوة : 

_ اهلا اهلا بالباشا .. ازيك يا علي باشا نورت مكتبنا المتواضع ! 


سلم عليه علي و رحب به بحفاوة مماثلة : 

_ ازيك انت يا حسام باشا عامل ايه .. و اللوا محمد عامل ايه 


_ زي الفل و بيسلم عليك و الله ، اول لما عرف انك جايلي اتبسط 


ابتسم علي الباشا و قال : 

_ ربنا يخليهولك يارب 


_ ها قولي تشرب ايه بقي 


_ فنجان قهوة مظبوطة ! 


اماء له و رفع سماعة الهاتف المتواجدة فوق مكتبه يقول : 

_ يا عسكري هات اتنين قهوة مظبوطة علي مكتبي حالا ! 


اغلق الهاتف ثم ربع يده و تساءل : 

_ ها يا باشا قولي ايه اخبارك و كنت محتاجني في ايه ؟ 


_ الصراحة يا حسام انا فيه قضية شغال عليها انا و عمر تخص معتز الدالي لو تسمع عنه 


_ اسمع عنه طبعا ده مشهور جدا ، و مش عارفين نمسكه ! 


_ مظبوط ، احنا داهمنا بيته من فترة بس قدر يهرب مننا ، لكن انا لقيت له ثغرة ! 


دخل العسكري يضع القهوة امامهم ثم انصرف باذن من حسام .. دقائق و تساءل حسام : 

_ ثغرة ايه دي يا باشا ! 


_ معتز كان ليه عشيقة اسمها .. اسمها نديم باين ، يوم المداهمة اتقبض عليها و انا عرفت انها هنا عندكم في القسم .. انا بقي عايز استجوبها و اقررها و اطلع بكل المعلومات اللي تعرفها عن معتز ! 


_ اممم و الله فكرة هايله .. شوف عايز تستجوبها امتي و انا اجبهالك لحد عندك ! 


_ لو ينفع تجيبها دلوقتي يا حسام لان انا مستعجل جدا ! 


استقام حسام من مكان و اماء له : 

_ ماشي يا باشا زي ما تحب .. بعد اذنك ثواني !


قالها و خرج من المكتب يحضر له نديم ، دقائق و عاد و خلفه عسكري محتجز بيده نديم التي ما ان رأت علي الباشا حتي هجمت عليه بغضب : 

_ انت .. انت سبب كل الذل و القرف و المرمطة اللي انا فيها دي ، هنتقم منك و هشرب من دمـــك قريب ! 


ازاح علي الباشا يدها و ابتسم ساخرا : 

_ لو في حد سبب في اللي انتي فيه ده فهو معتز .. يعني المفروض تنتقمي منه هو مش مني انا 


_ هنتقم منكم انتو الاتنين !! 


_ علي العموم انتي مش محتاجة تنتقمي مني انا لان انا مش عايز منك حاجه .. بس لو عايزة تنتقمي من معتز فانا عندي طريقة حلوة للانتقام و في نفس الوقت اوعدك لو عملتيها هخرجك من هنا زي الشعرة من العجينة .. ها قولتي ايه !! 


نظرت له مستفسرة بقلق ، تنحنح حسام و امر العسكري بفك وثاقها ثم قال لعلي الباشا : 

_ طيب انا هستناك بره شوية يا باشا 


_ تسلم يا حسام 


جلست نديم علي المقعد المقابل لعلي الباشا و سالته بلهفه : 

_ طريقة ايه دي اللي تخرجني من هنا !! 


_ عايزك تقوليلي بالتفصيل كل حاجه تعرفيها عن معتز و شغله ! 


_ ايوة بس انا اعرف كتييير ! 


_ قوليلي تعرفي ايه ممكن يوديه لحبل المشنقة علي طول ! 


تصنعت التفكير ثم قالت بهدوء : 

_ انا عارف اسم و مكان المستشفي اللي بيعملو فيها عملياتهم المشبوهه .. و اعرف كمان مكانهم السري اللي بيحتفظو فيه بشحنات الاسلحة و المخدرات ! 


_ حلو اوي .. لو قولتلي علي الاماكن دي و قدرنا نمسك معتز و شهدتي ضده ف المحكمة ، اوعدك اني هخرجك من هنا ! 


_ و انا ايه اللي يضمني انك مش هتاخد المعلومات و تبعني ! 


ضحك علي الباشا بسخرية و نظر لها ببرود هاتفا : 

_ كده كده انتي عايشة هنا و ملكيش ضمنات في حاجه .. خدي كلمتي ضمان بدل ما تعيشي الباقي من عمرك هنا ، و لا ايه ؟؟ 


نظرت له بتفكير ثم تنهدت : 

_ ماشي انا موافقة .. هقولك علي عنواين الاماكن دي ، و هشهد كمان ضد معتز في المحكمة .. بس هتخرجني من هنا ! 


ابتسم علي الباشا بشر و قال بهدوء : 

_ هخرجك متقلقيش ! 


##########################


ظهرت نتايج تحليل الحمض النووي .. عاد عمر الي بيته و هو يحمل النتيجة ، كان الجميع ينتظره ماعدا يوسف 


فتح الباب و دخل مكفهر الوجه علامات الكئآبة تظهر عليه .. نظرت له نادين و نفت برأها بألم هامسة : 

_ قولي ان اللي بفكر فيه مش صح ! 


_ صح يا نادين .. طلعنا ولاده فعلا ! 


اكفهر وجهها و انفجرت تبكي بمرارة علي حظها في ابيها ، ركضت ناحية غرفتها و اسرعت ريانا خلفها .. اما عمر فبقي ينظر لصاحبيه بأسي 


ربت علي الباشا علي كتفه و اخبره بهدوء : 

_ دي حاجه في مصلحتنا صدقني .. يوم ما نقبض علي معتز انت اكتر واحد هتكون فخور ، عمره ما كان و لا هكون اب ليكم .. انتو اغلي من انكم تبقو عيال الراجل ده ! 


تنهد عمر بقلة حيلة و اماء له ، رن جرس الباب ففتحه فارس  .. دخل يوسف يبتسم بثقة و فخر و هتف بفرحة : 

_ عرفتلكم معاد شحنة الاسلحة الجديدة هتبقي امتي !!! ..   


#########################


جلس علي الباشا في بهو بيت معتز ينظر حوله ببرود .. قدمت له الخادمة فنجان القهوة ،، دقائق و اتي معتز يسير ببرود يتساءل بتعجب : 

_ ايه اللي حصل في الدنيا علشان ابن الباشا يجي لحد عندي من غير سلاح و لا عساكر ! 


ابتسم الباشا ساخرا و قال ببرود : 

_ لا يا ابن الدالي المرة دي الخبر مش محتاج لا سلاح و لا عساكر ! 


_ جاي بايه يا ابن الباشا اطلع باللي معاك 


ببرود القي علي الباشا ظرفا ابيض امام معتز علي الطاولة ، امسك معتز الظرف و تساءل : 

_ ايه ده ؟ 


_ افتح و انت تشوف ! 


فتح معتز الظرف ، اخرج الاوراق التي فيه و قرأها بعناية قبل ان تنال منه صدمة غير مسبوقة و يصرخ : 

_ يعني ايه الكلام ده ! .. انتو مزورين النتايج دي ! .. اكيد مزورينها هتجيبو عينة ال DNA بتاعتي منين !!! 


_ انا ادتهالهم يا معتز 


قالها يوسف الذي اتي من خلفه ، نظر له معتز باعين متسعة غير مصدق و صرخ بفزع : 

_ لا مش ممكن انتو اكييييد اتجننتوا هما مين دول اللي عيالي !! .. عيالي ماتو من زمان ، عيالي ماتو اااه مااتو ! 


استقام الباشا و اقترب منه بهدوء ثم قال له ببرود : 

_ كونك مش مصدق ده مش معناه انه مش حقيقي .. للاسف اكتشفنا كلنا متاخر ان نادين و عمر عيالك ، نادين اللي انت كنت بتعمل فيها ........ و لا بلاش انت أدري كنت بتعمل فيها ايه ! 


_ مش ممكن اللي انت بتقوله ده .. نادين بنتي ازاي ! .. ازاي مخدتش بالي ازاي عملت فيها كده ! .... ازاي ! 


ابتسم علي الباشا لوصوله الي هدفه ، اشار بعينيه ليوسف ثم ربت علي كتف معتز و قال بفحيح : 

_ اسيبك بقي تستوعب الصدمة براحتك .. لكن خليك عارف انك حتي لو استوعبتها عمرك ما هتطول شعره من شعر نادين او عمر !!! 


قالها و انصرف بعدما تاكد من انصراف يوسف دون ان يدركه معتز ، خرج فوجد يوسف ينتظره عند السيارة ، ابتسم بفخر و تنهد بثقل : 

_ اخيــــرا يا يوسف فاضلنا خطوة صغيره ! .. دلوقتي معتز مشتت ، و العملية الجاية هيبقي سهل نمسكه فيها لانه اصلا مش في وعيه !! 


_ يارب تعرفوا تمسكوه يا باشا لان انا خلاااص ، اتهريت  ! 


ضحك علي بشدة و ابتسم يوسف براحه ، ثم ادار محرك السيارة و انطلق سريعا من امام منزل معتز !! 


#########################


قسم علي الباشا مع عمر و فارس فرقتين للامساك بشحنة معتز .. كان من المفترض ان معتز سيكون علي راس هذه الشحنة و يستقبلها في الميناء 


اخذ علي الباشا و عمر مجموعة من الظباط و اتجهو للميناء ، و المجموعة الاخري كانت مع فارس اتجهت الي مستشفي نصار حيث اخبرتهم نديم للقبض علي العصابة هناك ! 


و جاءت اخيرا اللحظة الحاسمة ! ... 


وقف معتز علي راس السفينة يتأكد من الشحنة و عددها و مرورها و عقله ليس فيه ، لا يزال يفكر في مفاجأة اولاده التي صدم بها منذ ايام ... تأكد من ان كل شيئ يخص الشحنة متكمل ، كان ينزل من السفينة ليتفاجئ باقتحام الشرطة و الظباط السفينة مع تفتيشهم لكل اركان السفينه 


صرخ بصدمة : 

_ ايــه اللي بيحصل هنا ده .. مين دول !! 


خرج علي الباشا علي رأس السفينه و ضحك بانتصار : 

_ و الله زمن يا معتز .. اخيرا يا راجل ! 


_ انت .. انت .. انا هقتلك ! 


اسرع بامساك سلاح و وجهه ناحية علي الباشا ، و لكن اتاه سلاح في مؤخرة رأسه و عمر يقول بصوت مرعب : 

_ ارمي سلاحك بدل ما هفرغ سلاحي في راسك ! 


القي معتز سريعا سلاحه و التفت ينظر لعمر بشوق و عيناه تدمع : 

_ عمر أنا .... 


_ و لا كلمة سلم نفسك بهدوء احسن لك ! 


_ مش هيحصل انتو مش هتقبضوا علياا .. انا ابوك يا عمر ايه مش عارفني !! 


ضحك عمر ملئ فمهه و وجهه السلاح لصدره قائلا بصراخ : 

_ انا مليش اب .. انا يتيم و عايش طول عمري لاختي و بس !!  


رصاصة خرجت من سلاح عمر استقرت في منتصف صدره .. نظر لابيه البيولوجي  بنظرة منعدمة و صماء ثم هتف ببرود : 

_ هنقبض عليه يا معتز و هنعدمك كمان في ميدان عام ، انت متستحقش يبقي عندك عيال زينا انا و نادين .. و احنا عمرنا ما هنعترف بيك و لا بوجودك ، انا ابويا مات .. مات من زمان اوووي !! 


ثم ارتفع صوته و صرخ بقوة : 

_ يااا عسكرررري .. اقبض لي علي الراجل ده ، انا عايزه حي ! 


تم القبض علي معتز و كل من كان معه علي السفينة  ، و كذالك القي فارس القبض علي نصار و كل الطاقم الطبي الاجرامي في تلك المشفي اللعينة التي تتاجر بارواح الناس !!!! 


》》 عودة للوقت الحالي ...


_ بس يا ستي و اخيرا قبضتا علي معتز و عصابته و كابوسه انزاح من علي قلوبنا كلنا !! 


دمعت عينا مريم بألم ، اقتربت من عمر و نظرت في عينيه ثم سألته بحزن : 

_ عمر انت متأكد انك كويس ؟ .. انت مش مبسوط بالقبض علي معتز صح ! 


تنهد عمر و نكس رأسه ينظر لقبضة يده ثم قال : 

_ انا قبضت عليه بايديا دي يا مريم ، حطيته في السجن بايديا و هوصله لحبل المشنقة بايديا بردو ! .. انا عمري ما كان ليا اب زيه ، انا بكرهه و هفضل اكرهه عمري كله ، و لو غضبان علي حاجه فانا غضبان اني عرفت في يوم أني ابقي ابنه ! 


ابتسم مريم بحنان و امسكت بوجهه ترفعه نحوها لينظر لها .. دمعت عيناها و همست له بحب : 

_ انا فخورة بيك ، و عارفة ان لا معتز و لا غيره يقدروا يهزوك و لا يهزموك ! 


_ و أنا بحبك .. سامحيني يا مريم انا مكنتش مستحمل الصدمة و قلت كلام مكنش ينفع اقوله ! 


عبست بشدة و دمعت عيناها و همست له بحزن : 

_ بس انت طلقتني يا عمر !! 


_ رديتك يا روح عمر ، هو انا اقدر اعيش من غيرك بردو .. يا شيخه ده انا مصدقت اخوكي رضي علينا و هنتجوز !! 


ضحكت مريم و نظرت له بحب : 

_ أنا بحبك .. اوعي تعمل فيا كده تاني ، و مهما مهما حصل اوعي تجيب كلمة الطلاق دي بنا تاني ! 


امسك عمر يدها و قبل ظهرها برفق ، ثم قبل وجنتيها بحنان و بعدهم لثم شفتيها برقة و حب هامسا : 

_ حقك عليا .. اوعدك مش هعمل كده تاني ، مليش غيرك في الدنيا دي بجد ! 


اخجلت مريم بشدة و احمر وجهها اثر قبلاته و حديثه .. ابتعد عنها عمر بسعادة ، وضع الورد بين يديها و قال بحب : 

_ بصي بقي احلي ورد لأحلي ورده ، و بصي جبتلك ايه ! 


وضع امامها صندوق هدايا كبير فبدأت بفتحه و اخراج ما به من هدايا و حلوي سعيدة و قد طار قلبها فرحا من اهتمامه بها 


في معرض الدبسي للأثاث .. كان المعلم الدبسي يجلس كعادته يحتسي الشيشة الخاصة به بهدوء 


اتاه احد صبيانه يركض يصرخ بفزع : 

_ الحق يا معلم دبسي .. الحكومة طبت علي مخزن البودرة ،، روحنا في داهية يا معلم .. روحنا في داااهية 

             الفصل الثاني والثلاثون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات