
رواية صغيرة ابليس الفصل السابع7 بقلم جني محمد
فذع اسر لهذا الموقف الاليم فقد حضر في ذهنه موقف مشابه له عندما كان يقرأ مذكرات ميرا و لكن اردف أسر بسرعة لتستفيق حياة من خوفها و نوبة الصراخ التي حلت عليها
"حياة اربطي الحزام بتاعك بسرعة"
ثم قام بالتسفيق مرتين لتغير السيارة مسارها تماما مما جعل سائق السيارة الذي كان سيصتضم به يغير مساره هو الاخر
أسر "اهدي يا حياة خلاص مفيش حاجة خالص اهدي"
اردفت حياة و قد اختفى الخوف تماما بمجرد ان لاحظت ما فعله اسر "ايه ده ايه اللي انت عملته ده انت سقفت بس قامت العربية غيرت اتجاهها شابو ليك برفعلك الطقية" ثم حمحمت باحراج " احم احم هو المشكلة هنا اني مش لابسة طقية عديها بقى "
رفع أسر حاجبه الأيمن و اردف بسخرية "هه هو يعني لو انتي لابسة طقية كنتي قلعتيها يا شيخة ده الجو تلج "
حياة" ايه ده تصدق كلامك صح اعتبرني مقولتش حاجة خالص "
أسر" تمام يا ست حياة علفكرة احنا وصلنا"
ثم اردف بالإنجليزية" pull over here "
بمعنى" قف على جانب هذا الطريق "
ثم استرسل حديثه مع حياة " مش دي العمارة اللي انتي ساكنة فيها برضه"
حياة" ايه ده اه هي العمارة بس لحظة انت عرفت منين ان انا ساكنة هنا "
اردف أسر بنفاذ صبر" اه ياربي هو مش انتي يا بنتي ادتيني عنوانك على الخريطة "
اجابته حياة بتذكر و هي تضرب جبهتها" اه معلش نسيت انا شكلي جالي فقدان ذاكرة من و انا لسة صغيرة "
" أسر ربنا يعيني عليكي لانك بجد مشكلة"
هبطت حياة من السيارة و اردفت" فرصة سعيدة يا أسر ان شاء الله نتقابل تاني "
رد أسر بغموض" هنتقابل قريب.. قريب جدا أن شاء الله "
حياة" مالك قلبت كده ليه "
أسر "مفيش سلام "
حياة" سلام"
أغلق أسر باب السيارة ثم اردف
" Go to the realm of saad"
و بالفعل اتجهت السيارة إلى قصر سعد
هبط أسر من السيارة و تركها امام القصر فهو متأكد تماما انه لن يستطيع أحد ان يسرقها لأنه قام بتحديثها و اضاف إليها شريحة ذكاء اصطناعي تمكنها من قفل نفسها و إعطاء الإنذارات و حبس اللصوص بداخلها دون أي مجهود منه
و دلف إلى القصر لينظر إلى ميرا الجالسة في صالة الاستقبال تقلم اظافرها كما عاهدها دائما
فهي دائما تهتم بنفسها حينما يكون امجد و مريم في الجامعة و حتى لا تبحث عن أسر.. ابتسم أسر بسخرية ليردف بصوت منخفض لا يسمعه غيره
" سبحان مغير الاحوال من احن ام في العالم لواحدة لو طالت تقتلني هتقتلني..ثم تنهد بضيق... و اكمل ربنا يهديكي يا ميرا علشان بجد لو طولتك انتي و سعد في شغلي مش هسيبكم غير مقتولين"
مر أسر بجوارها ليصعد إلى الطابق الثاني حيث توجد غرفته.. كانت غرفة كبيرة جدا بها دورة المياه الخاصة بها و تحتوي على كل شىء
ذهب أسر إلى سريره الكبير ثم قام بضرب جانب السرير الأيمن مرتين ليسقط كتاب عملاق مقسم من الداخل إلى أربعة أجزاء
الجزء الأول و هو يدعى الحب
الجزء الثاني و هو يدعى السعادة
الجزء الثالث و هو يدعى الحزن
الجزء الرابع و هو يدعى سعد و ميرا
فتح أسر الجزء الثالث و الذي كان يفصل بينه و بين الجزء الثاني قلم لونه اسود
و شرع في الكتابة "لطالما شعرت أحاسيس مختلفة في هذه الغرفة فهي غرفة الطفولة و الشباب
شعرت كثيرا بالسعادة و قفذت فرحا على هذا السرير عندما كنت صغيرا *
ثم وضع يده يتحسس السرير و اكمل
*و هناك أضعاف هذه السعادة حزن و ألم دائما كنت كلما بكيت كنت ادفن وجهي في نفس ذات السرير و لكن دائما كان هنا من يخفف عني الا و هي الدادا ام هشام انا احبها كثيرا تمنيت أن تكون هي امي و انا صغير حتى اكتشفت و انا أملك خمسة عشر عاما ان هؤلاء ليسوا أهلي و اتمنى ان القاكم قريبا يا والداي فبرغم قراءتي لمذكرات ميرا إلا انني لم أجد اسمائكم او حتى لم أجد شهادة ميلادي الأصلية *
قلب الصفحة و كتب *اذا كنتم أحياء فتعالوا و انقذوني و ان كنتم اموات ففي المنام ذوروني و أخبروني انكم لرؤيتكم ستاخذوني "
أغلق أسر الكتاب و وضعه في مكانه ثم وضع رأسه على وسادته و غط في ثبات عميق لم ينم مثله من قبل ليرى اجمل حلم قد رآه في حياته فقد رأى والديه واقفان و يحتضنان اخوته ليجد أسر ان والدته تمد ليه يدها و تقول
" تعالى يا حبيب ماما احنا عايشين و اللي ربك عايزه دايما خير اهم حاجة انك تفضل واثق ان احنا عايشين و هنوصل ليك في أقرب و قت يا حبيبي مد انت ايدك بس و تعالى هنا انت وحشتني انا و باباك اوي عايزين نحضنك يا أسر"
ركض أسر ناحيتهم دون تفكير و اخيرا وصل اليهم ليستكين في احضانهم و يشعر بأنه قد وجد ملاذه و استقراره اخيرا و فجأة استيقظ أسر على صوت اذان الفجر ليكتشف ان هذا كله كان مجرد حلم
و نذهب إلى مكان جديد لم نزره من قبل
في فيلا ماهر العراقي
كانت سلوى نائمة في امان على سريرها بجوار زوجها تشعر بدفئ عجيب نتيجة حلم كانت تحلم ببنيها الصغير المفقود ها قد كبر و ذهب إليها في المنام و اردف "امي العزيزة انا بحبك اوي و احب اقولك اني جاي ليكم قريب و مش هبعد عنكم تاني"
و فجأة اختفى الدفئ لتشعر سلوى بالبرد القارص و تستفيق من نومها و اكتشفت ان زوجها ماهر ليس بجوارها على السرير فقامت بالذهاب إلى الحمام و اخذت حماما دافئا ثم ارتدت ثيابها
و اتجهت إلى المطبخ لتجد زوجها و ابنتها الصغرى في المطبخ ماهر يطبخ و چنى تساعده حيث تصف له أماكن الطعام و كل شيء يحتاجه
اردفت سلوى بمزاح "ايه الحلاوة دي يا جوجو شكلكم حلو اوي و انتوا بتساعدوا بعض كده"
ذهبت چنى إلى والدتها و احتضنتها قائلة "سوسو حبيبتي صحي النوم كل ده نوم "
سلوى "ايه الكلام ده يا بت انام براحتي "
چنى بمشاكسة" ايه بس يا ست الكل انا عملت ايه ده حتى كده مينفعش ده انا الدكتورة چنى العراقي"
سلوى "بس يا ختي لما تتخرجي الأول "
چنى" ايه الإهانة دي بس يا ست الحبايب يا حبيبة ده انا حتى في أخر سنة طب بشري و هبقى أكبر دكتورة جراحة فيكي يا مصر بإذن الله "
سلوى "بس يا اختي اتهدي مش يمكن كتر رغيك و كلامك ده يكفيكي على وشك و يجيبك الأرض.. داري على شمعتك تقيد يا بت "
اجابتها چنى برفعة حاجب" جرا ايه بس يا ست الكل حاضر و عيوني كمان "
سلوى" تسلملي عيونك يا چوچو "
اردف ماهر باستنكار و رفعة حاجب " صباح الخير يا سلوى على رأي المثل مين ليه احبابه نسى أصحابه بقى تنسيني يا سلوى اول ما تشوفي بنتك طيب ماشي انا مخاصمك "
سلوى" ايه لا طبعا يا حبيبي انا مقدرش ازعلك "
اردف ماهر "طيب روحي بقى يلا جهزي السفرة على ما اخلص الاكل انا و جنى و كمان صحي الواد اسد"
سلوى "عيوني "
ذهبت سلوى إلى غرفة أسد لتوقظه و لكنها وجدته بالفعل مستيقظا و كان يمشط شعره و اردف و هو ينظر في المرآة" سوسو حبيبة قلبي صباح الخير"
سلوى "صباح النور يا حبيبي ايه ده غريبة يعني انت جاهز من بدري "
ترك أسد المشط من يده و قام بارتداء حلة بذلته البنية و اردف و هو يربط الببيون " اصل انهاردة اول يوم ليا في جامعة القاهرة بقى بحكم اني كنت في جامعة الإسكندرية فحابب اسيب انطباع كويس للطلبة عني في اول يوم ليا "
سلوى" بالتوفيق يا حبيبي يلا يا أسد علشان نفطر و كل واحد يروح يشوف اللي وراه"
اردف أسد بسخافة "ورايا ايه يعني يا ماما مهو انا ورايا مراية اهو "
سلوى" مش وقت خفة دمك دي خالص "
أسد" حاضر يلا علشان ماهر بيه ميعلقناش "
و بعد تجمعهم و تناولهم الطعام ذهب كل منهم ليؤدي واجباته منهم من ذهب إلى العمل و من ذهب إلى التعلم و تبقى سلوى في المنزل تؤدي واجباتها المنزلية
اما أسر فقد استيقظ مبكرا قبل أن يستيقظ أحد من القصر و ذهب إلى مقر عمله في المخابرات و دلف إلى مكتبه ليجد اللواء جالسا هناك فاردف
" علاء بيه في حاجة و لا ايه غريب ان حضرتك موجود في مكتبي دلوقتي في حاجة "
اللواء" اقعد يا أسر"
جلس أسر و تحدث" فيه ايه بقى"
اللوا" اهلك سعد الشهاوي و ميرا الشهاوي "
أسر" مالهم "
اللوا" انت مكلف بقضية القبض عليهم