
رواية صغيرة ابليس الفصل السادس والعشرون26 السابع والعشرون27 بقلم جني محمد
قاطعت چنى حديثه قائلة "يا عم مفيش حاجة هتحصل"
و قبل أن يتحدث أسر اردف ماهر ماهر "طيب قبل ما تمشوا بقى كده.. عايز اقول ان جواد متقدم لچنى و احنا موافقين رسمي و ان شاء الله هكلمه نتفق على معاد الخطوبة و كل حاجة"
أسر "لأ منتعبش نفسك يا بابا هبقى اجيلك و نستأذنه انا و أسد على معاد عندهم و نروح نقابلهم نتفق معاهم هما جم هنا مرة نروح احنا ليهم مرة "
أسد" و انا موافق "
ماهر" خلاص يا ولاد اللي يريحكم "
أسر" طيب انا هاخد حياة و نروح بقى و انتوا كمان كل واحد على بيته انتوا كابسين على نفس الراجل "
چنى" نعم يا أسر يا حبيبي بتقول حاجة دول منورين البيت "
أسر" لأ انتي اللي كابسة على نفسهم يا چنى كده حلو "
بعد قليل غادر الجميع عدا أسر و أسد و زوجاتهم
شرع أسر في الحديث بعد لحظة الصمت التي حلت عليهم" طيب يا جماعة انا هروح بقى و بكرة نبقى نيجي تاني "
أسد "و انا كمان بيتي وحشني بقالي زمان اوي مرحتهوش انا ماشي انا كمان "
اردفت چنى و هي تضع يدها على خصرها" نعم يا روح امك منك ليه و انا هقعد ارازي فمين"
تقمصت حياة دور زوجة الرئيس قائلة "نعم يا اختي بقى أسر بيه باشا ابليس يتقله يا روح امك "
اندمجت منة معهن و اجابت حياة" لأ يا حياة و أسد بيه باشا رجل الأعمال بيتقاله يا روح امك"
حياة "لأ بقى ده احنا لازم نربيها "
و كان الدور الفكاهي الأكبر لسلوى التي اردفت "لأ يا حبيبتي منك ليها انا بنتي متربية احسن تربية ده انا اللي مربياها بنفسي "
قرر ماهر الخروج من دور الصمت قائلا "مهو علشان كده هي مش متربية "
جو عائلي جميل بين الفكاهة الشوق و الدفئ و الحنان و في حلول الثانية عشر منتصف الليل غادر أسر و أسد و بقيت چنى مع ماهر و سلوى
عاد أسر و معه حياة إلى الفيلا خاصتهم و مجرد ان دخلا امسك أسر بيد حياة و صعد معها إلى الأعلى بعد قليل كان يقف امام خزانة الملابس و فتحها و اردف "ايه ده يا حياة فين لبسك"
حياة "احم ما هنا ٣ اطقم خروج كنت ببدل فيهم و الترنجات كنت بلبس هدومك انت"
أسر "يعني مش يوم عابر و خلاص"
حياة "لأ كنت بلبس لبسك علطول"
ابتسم قائلا "و على كده بقى كانت هدومي بتبقى على قدك و صغيرة عليكي"
حياة "نعم.... انا ارفع منك علفكرة متنساش العضلات دي"
أسر "ايه ده بجد مكنتش واحد بالي "
حياة" نام يا أسر نام انا هروح اغير و اجي"
اخذت بعض الملابس و دخلت الحمام و بعد قليل خرجت و مجرد ان رآها أسر الذي كان يجلس على السرير متشوقا لرؤيتها بملابسه
و مجرد ان رآها هبطت دموعه من كثرة الضحك قائلا "انتي عاملة بالظبط زي سمكة صغيرة في البحر ايه ده الهدوم واسعة اوي عليكي و البنطلون طويل اوي انتي حالتك صعبة"
اردفت باحراج تتمنى ان تبتلعها الأرض "مهو ده اللي موجود و بصراحة هي مريحة في اللبس"
احتضنها بابتسامة قائلا "اول حاجة هنعملها بكرة هنجيب ليكي هدوم و نبدا نغير تصميم الشقة "
حياة" شكرا يا أسر مش عارفة اقول ايه "
أسر" ايه شكرا دي يا حياتي انتي مسؤولة مني و يلا علشان ننام"
حياة "هه مين ننام فين حضرتك "
أسر" هيكون فين يعني على الأرض مثلا"
حياة "هه لأ لأ مفيش"
كانت تشعر بالخجل و لكنه نام و أعطاها ظهره و صعدت هي الأخرى و نامت بجواره حتى لا يشعر انه لا تود النوم بجواره ظل مستيقظا حتى تيقن انها نامت و استدار و احتضنها و من ثم نام بسعادة لأول مرة يشعر بها منذ زمن طويل جدا
في اليوم التالي استيقظ أسر مبكرا ليجدها نائمة على ذراعه في امان ابتسم ابتسامة جميلة ثم ازاحها عنه بروية و هبط إلى الأسفل و شرع في إعداد الطعام بالمطبخ بعد أن انتهى صعد مرة أخرى و ايقظها بهدوء قائلا "حياتي قومي يلا الفطار جاهز"
جلست حياة على السرير و نظرت إليه و هي تحك عينها و اردفت "ليه كده تعبت نفسك"
أسر "علشان انتي بتعمليلي اكل علطول لما كنت في السجن قولت أعمللك اكل انا بقى مرة و تقولي رايك"
حياة "اكيد هيكون روعة كده كده"
قبل رأسها بحنان "طيب روحي يلا اغسلي وشك و تعالي علشان تفطري"
هبطت إلى الأسفل بعد أن غسلت وجهها في الحمام المرفق بالغرفة لتجد أسر يرتب الأطباق على الطاولة
جلس على الكرسي الرئيسي و جلست هي بجواره على الكرسي المجاور و بعد اول ملعقة من طبقها اردفت
"إيه الحلاوة دي كلها بجد الاكل رهيب فوق الخيال انت عملت كده ازاي "
أسر "انتي بس اللي مكلتيش الاكل بتاعي قبل كده انما انا اكلي كله رهيب"
حياة "اه بقى ده انت شكلك ناوي على غرور"
أسر "ايه ابدا و انا اقدر اتغر على حبيبي كلي بس يلا"
حياة "انت ليه بعد ما تقول جملة حلوة لازم تلزق بعدها كلمتين يبوظوها "
أسر" علشان بحبك و "
قاطعته حياة" لأ اسكت لحد هنا و انا كمان بحبك "
ابتسم قائلا" طب و الله انا بحب مجنونة كلي يلا يا حياتي "
اجابته حياة و مازلت تمضغ الطعام " ما انا باكل اهو كل انت بس"
و للمرة الثانية يضحك على نبرة صوتها و لكنه لم يعلق و اخذ يتناول طعامه في صمت
انهيا الطعام و استقام أسر و بدأ يجمع الأطباق و اردف "انا هروح كده اغسل الطبقين دول على السريع على ما تطلعي تلبسي علشان ننزل نجيب ليكي هدوم "
حياة" لأ طبعا دي مهمتي انا يا معلم هروح اغسلهم و اطلع انت البس "
أسر" انتي بنت يا حبيبتي و انا عارف ازاي البنات بيتأخروا على ما يلبسوا هدومهم اطلعي يلا"
ضربت الأرض بقدمها" لأ مش طالعة و هغسلهم انا و أعلى ما في خيلك اركبه "
وضع يده في جيبه جيبه ثم نظر لها برفعة حاجبا قائلا "طيب هو انا دلوقتي لو خرجت ايدي من جيبي باللي فيها هيبقى رد فعلك ايه "
نظرت إليه بثقة لا تليق بموقفها و لا مظهرها" انا عارفة ان اللي في جيبك مسدس مهو ده صديق اي ظابط بس برضه انت مش هتعمل فيا حاجة "
ثم أخرجت لسانها و صعدت السلم ركضا
بعد عشر دقائق صعد الغرفة بينما كانت حياة في الحمام
خرجت بعد ربع ساعة كان هو جالسا على السرير واضعا قدما فوق الأخرى و مجرد ان رأته فتحت فمها من الصدمة" ايه ده لحظة انت خلصت و لبست "
أسر" مش بقولك بطيئة بس الطقم ده جميل عليكي"
حمحمت بخجل "احم احم شكرا"
خرج كلاهما و ركب سيارة عادية
و مجرد ان راتها حياة اردفت "ياه ايام العربية اللي كنت بتكلمها"
أسر "خلال أسبوع هكون جايبها من امريكا بس اللي هجيبها دي واحدة تانية انا عدلتها و خليتها بتتكلم مش احنا بس اللي بنكلمها "
تحدثت بجنون" واو دي هتبقى تحفة اوي انا عايزة واحدة ليا"
أسر "اجيبها منين دي... العربية دي انا معدلها يدوي "
حياة" بسيطة مش انت زوجي حبيبي قرة يعني هات واحدة و عدلها "
أسر" حاضر حاضر يا حياتي بعدين "
حياة" بقى تقول لحبيبتك بعدين "
أسر" ما انا دلوقتي اصلا بقول بعدين لحبيبتي علشانها"
توقف بالسيارة بجوار شركة الشحن التي شحن بها السيارة إلى أمريكا و اخرج من السيارة حقيبة من الأموال و من ثم فتح الباب لحياة و أعطاها الحقيبة قائلا" امشكي الشنطة دي و تعالي معايا "
دلف إلى الشركة ثم مكتب نفس الشخص الذي شحنها له اول مرة و حياة اسير خلفه و مجرد ان دخل اردف "كنت شاحن عربية ليموزين لونها اسود و تم إثبات ملكيتي ليها الظابط أسر العراقي"
الرجل "اه فعلا حضرتك كنت من قيمة شهر و نص هنا"
أسر" طيب تمام اتفضل ده اللوكيشن بتاعها" و مد يده بورقة مطبوع عليها الموقع بالتفصيل ثم اكمل تجيبها خلال أسبوع فلوسك كام
الرجل" زي المرة اللي فاتت ٢٠٠٠ دولار برضه "
اخذ أسر الحقيبة من حياة و اردف" زي المرة اللي فاتت برضه تلاتة و نص و عايز العربية خلال أسبوع بالكتير "
الرجل" عايز موقع بيتك و هتكون عندك قدام البيت خلال أسبوع"
أعطاه أسر الموقع و غادر هو و حياة مرة أخرى و في السيارة اردفت حياة" هو ايه ده شحن ايه "
أسر "الحكاية كلها اني عايز اجيب العربية بتاعتي من امريكا "
حياة" هي دي اللي بتتكلم! "
أسر" اه هي يا حياتي"
حياة" انا متشوقة ليها اوي "
أسر" و انا متشوق اوي علشان اشوف فرحتك بيها"
كالعادة كلما تخجل تحمحم قائلة "احم احم شكرا"
أسر "طيب يلا علشان وصلنا "
مركز تسوق ضخم يوجد جميع انواع المتاجر من الملابس و الحُلي و كل شيئ جميل قد يخطر على البال
كانت حياة تتجول مع أسر الذي كان ممسكا بيدها باحكام و كأنها ستضيع ان تركها
أخذها في البداية إلى متجر حُلي راقي و في الداخل كان يقف مترددا امام عدة خواتم لا يعلم ايهم يختار
اقتربت منه حياة و امسكت أحدهم قائلة "الدبلة دي جميلة اوي و هتكون روعة في ايدك"
امسك يدها التي امسكت بها الخاتم و قبلها قائلا "تسلم ايدك يا حياتي"
ثم نظر إلى البائع و اردف "عايز منك بقى تجيب كام طقم شبكة حلوين كده علشان حياة تختار منهم"
اتجه البائع إلى الداخل و خرج بثلاثة علب كل علبة تحتوي طقما فارها و راقيا و اردف" دول احسن حاجة عندي مش بيخرحوا لأي حد بس لقيت حضرتك ناوي على تقيل فقولت اجيبلك حاجة تليق بيكم"
أسر "تمام شكرا"
تنحى أسر بعيدا و اخذت حياة تنظر إليهم و لكن هناك اثنتين قد نالتا اعجابها اخذتها و اقتربت منه قائلة "الاتنين دول عاجبني اوي اجيب مين فيهم"
امسك الاثنين و اتجه بهم إلى البائع و اردف" شوف حسابهم كام و هاتهم و هات دبلة حلوة لوحدها "
اقتربت منه حياة بهدوء و همست في اذنه "بس دول كتير و غاليين"
أسر "اولا دول مش كتير عليكي و لا يغلوا عليكي ثانيا خدي واحدة و سيبي التانية لحياة الصغيرة "
اخذ أسر كل شيئ من البائع و حاسبه ثم خرج هو و حياة و جلسا في مطعم كان موجود بجوار المتجر
و هناك جلس أسر على كرسيه بجوار حياة مباشرة و فتح العلبة الصغيرة التي كان يوجد بها خاتم الزواج و البسه لها ثم أعطاها علبة أخرى يوجد بها خاتمه و البسته اياه
اردف أسر" لأ بصراحة احنا كان ناقصنا الخطوة دي من زمان حاسس ان انا معادش ناقصني حاجة"
مالت برأسها لتنام على كتفه و اردفت "تعرف يا أسر انا الدكتور اللي روحت المستشفى عنده شخص حالتي غلط و قال ان انا مُت"
قاطعها أسر بحدة مهما حدث فهو مازال يعاني نفسيا "بس اسكتي بعد الشر ان شاء الله الدنيا كلها "
ربتت بيدها على قدمه قائلة" ممكن تسيبني اكمل كلامي"
زفر بضيق "كملي"
حياة "بعد كده اكتشف مدير المستشفى ان انا عايشة فقام سفرني أمريكا اتعالج هناك و لما سافرت كنت فاقدة الذاكرة مش عارفة افتكر حاجة كنت حاسة اني تايهة بس بعد شهر صاحب الشقة اللي كنت قاعدة فيها طردني انا طبعا مكانش معايا فلوس و للمدير دفع ليا شهر واحد بس"
قاطعها مجددا بشر" مين ده و انا هقتلوا "
اجابته بنفاذ صبر" يوه ما تسيبني اكمل بقى"
أسر" كملي "
للمهم بقى كنت ماشية زعلانة و بعيط اتعرفت على سليم اللي طلع بابا سليم و ملك لمحت لأني بنتهم"
أسر "و انتي طبعا مستحملتيش الصدمة"
حياة "يا جدع متنرفزنيش"
أسر "كملي "
حياة " فعلا اتصدمت و دخلت في غيبوبة"
أسر" و خرجتي منها ازاي"
رفعت راسها من على كتفه و دخلت في احضانه و اكملت" انت اللي خرجتني "
اسر" ازاي ده انا مقابلتكيش "
حياة" كنت بتيجي على مدار خمس ايام تزوريني و كل يوم تحكيلي حاجة جديدة لحد ما افتكرت كل حاجة ماعدا حاجة واحدة بس "
قاطعها للمرة التي لا تعرف عددها" اكيد انا مين"
حياة "يا عم بقى قولتلك الف مرة متقاطعنيش"
أسر "كملي "
حياة" ده ايه البرود ده يا عم اتكلم بمشاعر"
أسر" طب ما انا بقولك كملي "
حياة" كنت فاكرة كل حاجة معادا اسمك أسر ايه "
أسر" ليه العراقي صعبة اوي كده "
حياة "معرفش.. بس هعمل ايه ده اللي حصل"
أسر" المهم انك بخير يا حياتي "
اقترب منهما النادل الذي حمحم باحراج قائلا" احم احم مكنتش عايز اقطع اللحظة الجميلة لأن شكلكم لسة متجوزين جديد بس تحبوا اطلب ليكم ايه ده المنيو "
ثم مد يده له بقائمة الطعام
اختار أسر الطعام له هو و حياة و بعد أن غادر النادل اردف أسر" اكلمك انا بقى بصراحة... انا كله دلوقتي نازل يقول مريض نفسي و مش مريض نفسي و مش عارف ايه بس انا كويس انا مش مريض و لا مجنون بصراحة كنت مستني منك انتي كمان تقولي كده بس بجد انتي صدمتني مقولتيش كده و مكسرتيش قلبي"
نظرت حياة إليه بدموع لا تعلم كيف سيتقبل حديثها "بس بصراحة يا أسر هما معاهم حق انت فعلا محتاج دكتور نفسي شاطر "
نظر إليها بتعجب و كأن عقلت يرفض الكلام" نعم هحتاجه في ايه "
حياة" علشان نبقى واضحين يستحيل راجل يشوف مراته بتتقتل قدامه و اللي قتلها اخوه و يعدي الموضوع ده عادي من غير ما يتأثر"
حاول أن يغلق الحديث بقدر المستطاع فاردف" تعرفي مش كان في قميص ابيض كنت لابسه و غرق بدمك احتفظت بيه بس حنان حرقته"
حياة" معاها حق يا اسر انا واحدة أرفض تماما وجود حاجة زي دي في بيتي "
لا يستطيع تحديد شعوره الآن فاردف" انا هخرج برا شوية و اجي "
ذهب إلى حديقة المطعم و اخذ علبة السجائر و القداحة من جيبه و أشعل سيجارة و اخذ بنفث دخانها
خرجت حياة خلفه و مجرد ان رات في يده السجارة اخذتها و رمتها على الأرض و دعستها بقدمها
شعر بالغضب يود ان ينتقم منها الآن و لكنه عاجز عن ذلك فتحدث" ابعدي عني دلوقتي يا حياة احسنلك"
كانت مبرو صوته مختلفة و اسلوبه أيضا مختلف
فدلفت للمطعم مرة أخرى اما أسر فامسك بالعلبةو اخذ يدخن واحدة أخرى هذه المرة أيضا
بعد قليل خرجا إلى أماكن الملابس و اخذت تتجول و كأنها باربي تسير في خزانة الملابس خاصتها الممتلأة بالملابس
و تشعر بسعادة عارمة صارت الساعة الخامسة كان أسر يسير حاملا مئات الأكياس بينما حياة مازالت بنشاطها فتحدث أسر جرا ايه يا حياة مش كده كفاية و يلا علشان نروح "
نظرت إلى حقائب التسوق في يده و اردفت" يلا بينا نروح "
ركبا السيارة و عادا إلى المنزل مجرد دخولهم القى اسر كل الأشياء على الاريكة و صعد غرفته لينام صعدت حياة خلفه و هي تحمل احد الحقائب و دلف إلى الحمام ثم خرجت بعد أن أرتدت طقما منزليا مريحا و و بسطت زراعه و نامت في احضانه ثم غط كلاهما في ثبات عميق
في الساعة السابعة استيقظ أسر على صوت جرس هاتفه ففتحه ليجد أسد هو المتصل
اجابه أسر بصوت ناعس "ايوة يا أسد"
أسد "ايه ده انت كنت نايم"
أسر "ما انت لو تعرف انا اتعمل فيا ايه النهاردة مش هتقول كده"
اجابه أسد بمزاح "ليه يعني حياة عذبتك"
أسر "ياريت ده البت قعدت ييجي تلت ساعات او أربعة عمالة تجيب في هدوم و حاجات و انا اللي شايل كل حاجة روحت الساعة خمسة نمت انا و هي علطول من التعب "
أسد" معلش يا أسر لو اعرف مكنتش صحيتك "
أسر" لأ عادي قول بس انت عايز ايه"
أسد "كنت عايز اعرفك ان احنا هنروح لجواد على الساعة تمانية"
أسر" خلاص انا هلبس و هكون عندك"
اسد" براحتك عادي يا أسر "
ايقظ أسر حياة و اردف" حياتي قومي يا حياتي "
حياة" نعم في ايه"
أسر" قومي هاخد عند خالتو سلوان تقعدي هناك على ما اروح لجواد و ارجعلك تاني"
اردفت حياة بحب هي لا تريد مغادرة الشقة " بس انا عايزة اقعد هنا "
أسر" مش هينفع تقعدي لوحدك مش هآمن عليكي لازم تكوني قاعدة مع حد"
حياة "متخافش محدش هيدخل الشقة"
اجابها أسر بضيق و نبرة صوت مرتفة" انا قولت اللي عندي قومي يلا "
نظرت اليه بخوف" طيب حاضر بتزعق ليه"
نظر لها هو الاخر بنظرة تحمل معاني الخوف و الأسى و لكنه لم ينطق هو فقط اخذ ملابسه و ذهب إلى الحمام الاخر و بعد أن ارتداها اخذ ينظر إلى ملامحه الممتعضة في المرآة
حدث نفسه "ايه يا أسر اهدي دي حياة حبيبتك مينفعش اللي انت بتعمله ده"
صمت قليلا و اكمل" انت فعلا كده مريض نفسي زي ما قالوا"
ثم حدث نفسه بدور متناقض "لأ انا كويس انا مش مجنون"
و كأنه صراع بين قلبه و عقله يرفض العقل المرض بينما القلب متيقن "انه مريض"
القلب "بس هما معاهم حق انت لو مش مريض مكنتش هتعلي صوتك عليها "
العقل" لأ هي اللي عصبتني"
و فجأة منه بحركة لا واعية ضرب المرآة بيده فسقطت المرآة على هيئة قطع صغيرة على الأرض بينما جرحت احداهن يده هبطت حياة مسرعة إلى الحمام و دقت الباب بسرعة و جنون قائلة
"أسر يا أسر افتح يا أسر مالك فيه ايه افتح الباب "
فتح الباب بحالة غريبة كانت يده و قدمه تنزف فقد سار على الزجاج
مجرد ان رأته هكذا احتضنته بشدة و هي تبكي قائلة "ليه تعمل في نفسك كده ليه"
أسر "متخافيش انا مش حاسس بحاجة اصلا هطلع اهو اضمد الجروح على ما تجهزي"
حياة" انا فاضل شعري بس هسرحه"
أسر" طيب سرحي شعرك يلا"
حياة "و الله ما هعمل حاجة قبل ما اعمل جروحك و اعقمها "
صعد إلى الأعلى دون نزاع و احضر علبة الاسعافات و جلس على السرير
صعدت خلفه بسرعة قبل أن يفعل شيئا و امسكت بالعلبة و اخذت تضمد جروحه حتى تأكدت انه لا توجد دماء ثانية ثم قبلت يده المجروحة و اردفت" متعملش كده تاني حطني دايما قدام عينك اعتبر انك هتأذيني انا"
تنهد تنهيدة طويلة و اردف "طيب قومي يلا علشان ننزل"
و في السيارة دق هاتفه و كان المتصل هو أسد فاجابه أسر "ايوة يا اسد في ايه"
أسد "هات حياة معاك چنى و منة صمموا ييجوا فهنحيب ليهم طربيزة و احنا و جواد طربيزة "
أسر" تمام ماشي يا أسد "
نظر أسر إلى و اردف "يلا انتي جاية معايا مش هتروحي عند اهلك "
حياة" بجد"
أسر "اه هتقعدي مع چنى و منة"
تحدثت حياة بسرعة متحمسة لما سيحدث " الله دي هتبقى قعدة تحفة "
أخذها و ذهب إلى بيت العراقي و بالداخل اردف" يلا يا أسد "
أسد" طيب بص خد حياة و چنى في عربيته و انا هاخد بابا و منة في عربيتي "
أسر" تمام يلا "
غادروا جميعا و ذهبوا إلى المطعم الخاص بجواد و على الباب همس أسد لأسر "شوف يا أسر المطعم شكله رهيب ازاي و الريحة جامدة ازاي"
أسر "اتلم يا معفن انت محسسني انك اول مرة في حياتك تدخل مطعم "
اجابه أسد بصوت مضكك" مهو دي الحقيقة فعلا المطعم الوحيد اللي دخلته كان كافتيريا الجامعة"
أسر "اومال المطعم اللي قولتلي عليه ده كان ايه"
أسد" اه صح تصدي هما المطعم ده و الكافتيريا "
اسر" طيب يلا ندخل بقى "
دخلوا جميعا و جلست الفتيات على طاولة و الشباب طاولة أخرى
اقترب منهم جواد مرحبا و اردف" ثواني هجيب بابا و اجي "
بالفعل ذهب هو والده إليهم و جلسوا معهم بداوا يتحدثون في كل شيء و في النهاية اجتمعوا على ان يقيموا حفلة الخطوبة الجمعة المقبلة اي قبل حفل زواج أسر و حياة بأسبوع
اما عند الفتيات كانت چنى تحدث حنين و فتحت مكبر الصوت و اردفت "حنيني احذري ماذا انا و منة و حياة نجلس معا و نحدثك"
حنين "مرحبا بنات كيف حالكم "
حياة "هي بتتكلم فصحى ليه"
چنى "علشان هي جزائرية"
منة "اه فهمت... نحن بخير حنين و انتي كيف حالك
حنين "دائما تكونون بخير يا حبيبات ... چنى اود ان اقول اني الآن أحدثك في الطريق فقد احضرت طائرة مبكرة و ها انا ذاهبة إلى المطار لآتي مصر
الفصل السابع والعشرون
✧الراحة النفسية✧
غمرت السعادة قلب چنى و تحدثت بحماسة و سرعة دون أن تدرك مكانها "حقا هذا يعني أنك غدا ستكونين هنا انا لا اعرف ماذا أقول"
قطاع صوتها أسر الذي كان يتحدث معهم و تعجب من صوتها فاستقام من مقعده و اقترب من حياة و همس "في ايه يا حياتي البت دي اتجننت كده ليه"
اجابته حياة بابتسامة "صاحبتها المقربة من الجزائر و جاية مصر و هتوصل بكرة "
أسر" اه طب قولي لچنى ان جواد بيبص عليها هو و ابوه"
سمعته چنى و اتسعت عيناها ثم حمحمت باحراج و اردفت "منة خديني على برة الموضوع وسع اوي مني "
بالطبع مكبر الصوت كان يعمل و هناك من استمعت لكل حرف من حديثهم
كانت حنين صامتة تستمع إلى ما يحدث خرجت چنى إلى خارج و خلفها منة كانت حياة ستتبعهم و لكن أسر تحدث فوقفت چنى و منة لمعرفة ما سيقول و بالطبع سمعت حنين كلامه بأكمله الذي قاله و هو" حياة معلش متخرجيش برة انا مآمنش عليكي برة و محدش معاكم"
حياة تعرف حالته و تحاول أن تجعله يفهم ان المرض النفسي ليس جنون و لكنه لا يستطيع تصديق ذلك فهزت راسها بهدوء قائلة "اخرجوا انتوا يا بنات"
عادت جميع الفتيات إلى الطاولة و اردفت چنى "حنين عزيزتي اعتذر و لكن بالطبع سمعتي ما حدث ساحدثك غدا "
حنين" هذا الرجل الذي تحدث ليس بخير"
چنى "ليس الآن يا حنين ليس الآن"
اما على طاولة الشباب نظر أسد إلى چنى و ابتسم ثم نظر إلى جواد الذي كان يتابع عيونها السعيدة و ابتسامتها الجميلة اما والد جواد فكانت نظراته تحمل التعجب من عفويتها و حديثها البسيط الفصيح و لكنه لما عاود النظر إلى ابنه و لاحظ نظراته وجد انه حقا اختار من يستحقها
نظر إليهم أسد قائلا "عادي چنى هتلاقوها كده علطول"
اردف طارق والد جواد "لأ ابدا دي بنت دمها خفيف و عفوية بتبتسم للحياة"
اجابه جواد و هو يضع يده على حده هائم في جمالها و لم يدري بأسد و ماهر الجالسين معه "و طيبة و متفوقة و جميلة"
قاطعه ماهر قائلا "حابب افكرك انك مش من حقك تتغزل فيها يا جواد "
حمحم باحراج قائلا "احم احم اسف يا عمي المهم نكمل كلامنا "
أسد" كمل يا جواد كنت عايز تقول اي بالنسبة للشغل"
قاطعه أسر قائلا "في شركتنا... هتشتغل في شركة العراقي او الحياة "
جواد" انا اسف بس انا كنت عايز اقول اني مش هرضى
اشتغل عند أهل زوجتي انا حابب يكون شغلي منفرد و بإذن الله هبدأ شركة من الصفر "
أسر" كل مرة بتعلى في نظري اكتر يا جواد خلاص تمام انا معنديش مانع"
جواد "احم عندي طلب رخم كمان "
ماهر" عادي قول يا جواد احنا بقينا اهل "
جواد" بصراحة كده يا عمي انا عايز اكتب الكتاب بتاعنا دلوقتي افضل علشان الاخطلات و كده يعني "
وجه ماهر حديثه إلى طارق "و حضرتك يا استاذ طارق موافق "
طارق" انا في نظري ده الاصح فطبعا معنديش مشكلة"
ماهر" خلاص روح يا أسد اسأل چنى و لو موافقة يبقى نعمله في فرحكم انت و أسر "
أسد" يا الله يعني مش أسر بس لأ في چنى كمان كده كملت "
أسر" حابب افكرك يا أسد ان ده فرحي و انت اللي استوليت عليه متنساش نقطة زي دي "
أسد "ايه يا عم ميبقاش قلبك اسود "
تحدث ماهر بصوت مرتفع و بسرعة " يا أسد"
انتفض من مكانه قائلا" رايح اهو "
ذهب أسد إلى چنى و همس" تعالي برة علشان عارف انك هتتجنني "
ذهب إلى الحديقة و هي خلفه و اردف" دلوقتي لو كتب كتابكم اتعمل في الفرح نظامك ايه "
كانت ستتحدث بسرعة و لكنه كتم فمها قائلا "هش اخرسي... اتكلمي بصوت واطي يا قردة "
عضت يده بشدة و فازاحها بتأوه" اه.... ليه كده يا جزمة"
چنى" علشان انا مش قردة "
أسد" يعني قرارك ايه"
چنى "موافقة يا عم كفاية اني هرازي في اسر و هاخد منه اللقطة "
عادت چنى إلى الفتيات و قصت عليهم ما حدث
بينما ذهب أسد إليهم و اردف" موافقة يا جماعة "
أسر" الله أكبر يعني انتوا الاتنين هتاخدوا اليوم مني بس ماشي فداكم "
اردف أسد بجوع" جواد انتوا بتعملوا اكل ايه هنا انزل بالمينيو بقى علشان الريحة تسطل "
ابتسم جواد على طريقته و اردف "في دكتور جامعة يقول تسطل"
أسد "زي ما في دكتور جامعة هيتجوز قردة "
لم يتحمل أسر أكثر من ذلك و انفجر في الضحك اما ماهر فابستم بوقار استقام جواد ليحضر قائمة الطعام و عاد والده إلى إدارة المطعم
امسك أسد بالقائمة و طلب عدة وجبات و له و للفتيات
اما على طاولة الفتيات فكان أسر مارا بجوارهم في طريقه إلى الحديقة ليدخن سيجارة
فاستمع إلى چنى و هي تتحدث عن حنين قائلة "دكتورة اه بس نفسية و نظام العلاج النفسي و الحاجات الجامدة دي"
وقف بعيدا و استمع إلى حديثها كله و بالطبع من صوتها المرتفع منذ قليل علم ان حنين ستأتي غدا
خرج بعد أن عرف كل ما يحتاج معرفته و شرع في تدخين سيجارته و كان هناك من لاحظت وقوفه و استماعه ثم خروجه
كانت حياة التي خرجت خلفه و مجرد ان رات في يده السيجارة امسكتها و القتها في الأرض ثم دعستها قائلة "مش قولتلك بطل"
نظر إليها بضيق يود ان يخنقها الآن و لكن قلبه يمنعه فزفر ثم اخرج واحدة أخرى و اشعلها و لكن هذه المرة امسك بيدها قبل أن تأخذها و اردف "معلش انا مشربتش منها خالص النهاردة و مش هقدر"
ثم ابتعد عنها و كأنه يحاول غلق اي باب للنقاش
قررت ألا تزعجه و عادت إلى الفتيات مرة أخرى و تناولن الطعام سويا
بعد قليل غادروا جميعا و لكن طلب أسد ان يجلس مع أسر في سيارته
فاخذ أسر أسد و منة و حياة في سيارته هو و أسد في الأمام و چنى و حياة في الخلف
كان أسر من يقود السيارة فهمس أسر في اذنه بعد أن لاحظ الضمادة التي كان يضعها على يده فامسك بها قائلا "عملت ايه خلاك تلف ايدك كده"
أسر "متشغلش بالك"
أسد "يعني متشغلش بالك هو مش انا اخوك و لا ايه"
أسر "كانت مشكلة تافهة و قومت ضربت المراية و دخل حبة ازاز في أيدي"
أسد "طيب فضلا يا أسر متعملش كده تاني حياتك مش لعبة و لا احنا مستغنيين عنك و متنساش حياة الغلبانة اللي عانت معاك كتير و اكيد هي بتحبك و مش هتقدر تشوفك كأذي "
تنهد بضيق قائلا" مهو ده اللي حصل فعلا جت و هدتني و صممت انها تلف الجروح بس انا اصلا مكنتش حاسس "
أسد "طيب "
قاطعه أسر بضيق" اقفل على الموضوع علشان حياة مركزة معانا و انا مش ناقص "
أسد" خلاص ماشي يا أسر بس حابب اقولك كلمتين و متزعلش مني "
أسر" قول يا أسد رغم اني عارف هتقول ايه "
أسد" لأ ماظنش انك عارف "
أسر" هتقول حاجة من اتنين يا مريض نفسي يا اتعالج علشان انت مريض نفسي"
شعر أسد بألمه هو حقا خمن ما كان يقصده فاردف" اه يا أسر كنت هقول كده بس "
قاطعه أسر" مفيش بس خلاص الموضوع خلص و انا قولت اللي انت عايز تقوله اقفل على الموضوع ده هو كمان "
عاد أسر و حياة إلى منزلهم و أسد و منة أيضا و عاد ماهر إلى فيلا العراقي هو و چنى و قص على سلوى كل شيئ قد حدث
في اليوم التالي في تمام الساعة السابعة ضجيج في المنزل بأكمله استيقظ ماهر بضيق على هذا الصوت و الصادر من المطبخ صوت الآواني المعدنية تتخبط ببعضها و تسقط على الأرض
ذهب إلى المطبخ بسرعة فوجد چنى تبحث عن بعض الأشياء فاردف بضيق "چنى بتعملي ايه دلوقتي"
لم تكلف نفسها النظر اليه و اجابته "بدور على المواعين علشان اعمل اكل و بعدها هرتب الشقة علشان حنين جاية كمان ساعة"
ماهر "طيب اهدي كده و فهميني بتعملي ايه بالظبط"
چنى "عايزة اعمل لحنين اكل و عايزاها تيجي تلاقي البيت كله مترتب و جاهز على أكمل وجه "
ماهر" طيب استني هغسل وشي و اجي اساعدك"
چنى" طيب انادي ماما "
ماهر" لأ خليها نايمة "
ذهب إلى الحمام غسل وجهه و يديه جيدا ثم شكر عن كميه و احضر الأواني و من ثم اخذ يطهو معها الطعام
وضعت چنى الطعام على النار ثم اتجهت إلى الصالة و اخذت ترتبها ثم إلى الأعلى و رتبت المنزل بأكمله بهمة و نشاط و بعد أن انتهت ذهبت إلى والدها الذي كان يكمل اعداد الطعام و اردفت "خلاص يا بابا شكرا اوي" ثم قبلت يده و اكملت "تسلم ايدك يا حبيبي هكمل انا بقى و انت روح ارتاح و معلش تعبتك"
ماهر "لأ عادي كله يسلم لعيون بنوتي"
صعد إلى الأعلى و نام مرة أخرى
كانت الساعة وقتها الثامنة و بعد أن أنهت چنى كل شيئ حضرت الإفطار لوالديها ثم صعدت و غيرت ملابسها و ايقظتهم قائلة "ماما بابا قوموا يلا علشان تفطروا "
استيقظت سلوى اولا و اردفت" خلاص يا چنى انا هصحي بابا روحي انتي "
و بعد قليل هبطت سلوى و معها ماهر التي اردفت بتعجب "ايه ده يا چنى البيت عامل زي ما يكون بيلمع انتي عملتي كل ده امتى و ازاي و مين اللي ساعدك"
ماهر "انا اللي ساعدتها علشان الدكتورة حنين صاحبتها جاية النهاردة و لازم طبعا كل حاجة تكون جاهزة "
سلوى" تسلم ايديكم"
جلسوا جميعهم يتنلولون الطعام و بعد أن انتهو و جاءت الساعة التاسعة و النصف
إذ بالجرس يُدق دقة و الثانية و الثالثة كانت ثلاثة دقات متتالية
ركضت چنى ناحية الباب قائلة بسرعة" دي حنين "
دلفت حنين إلى المنزل و تحدثت" السلام عليكم "
ماهر" و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته... تعالي اتفضلي"
نظرت حنين إلى چنى بعتحب فاردفت چنى "يقصد ان تدخلين و تجلسي"
نظرت إلى والدها و اردفت "بقولك جزائرية تقوم تكلمها مصري"
ماهر "نسيت يا حضرة الفصيحة "
جلستا سويا في غرفة استقبال الضيوف و شرعت حنسن في الحديث" من واقع خبرتي في الطب النفسي ذاك الرجل الذي كان يتحدث امس و على أثر فهمي الصغير للهجتكم هو منع فتاة من أن تخرج معكم"
قاطعتها چنى "نعم هي تدعى حياة و هي زوجته ثم قصت عليها القصة كاملة "
حنين" اذا تكرمتي حاولي قدر المستطاع اخباره بموقع عيادتي هنا فهو حقا يحتاج ان يتعالج "
كان أسر يعرف بقدومها إلى چنى فقرر ان يذهب هناك في العاشرة صباحا بحجة زيارتهم و بالفعل استيقظ و لم يوقظ حياة و ذهب إليهم و وجدها بالفعل جالسة مع چنى القى عليهم السلام و أخذه الشوق إلى والديه
فجلس معهم قليلا و من ثم غادر ليجلس بمقهى بجوار المنزل يتابعه ينتظر خروجها ليعلم موقعها
جلست معهم قليلا و من ثم اردفت "چوچو عذرا حبيبتي مضطرة للخروج قد أعطيت موعدا لبعض الأشخاص في العيادة سآتي مساءا لنخرج سوبا حسنا"
چنى "حسنا حبيبتي هل تريدين ان اوصلك"
حنين "لا سيارتي بالخارج و أيضا نسيت اخبارك الطعام لذيذ جدا سلمت يداك"
غادرت حنين بسيارتها و خلفها أسر و لكن أثناء طريقه دق هاتفه ليعلن وصول رنة من حياة امسك الهاتف بسرعة و اجابها قائلا" ايه مالك انتي كويسة جرالك حاجة"
حياة" اهدى بس يا أسر مفيش حاجة انا بس كنت برن اتطمن عليك علشان صحيت ملقيتكش انت فين كده "
أسر" بصي لما ارجع هحكيلك كل حاجة بس بشرط لما احكيلك مفيش كلمة تخرج لبرة"
حياة "حاضر بس متتاخرش هستناك"
أنهى المكالمة بينما كانت تشعر هي انه ذهب لحنين تلك الطبيبة التي كانت تحادثهن امس
توقف أسر بعد أن توقفت حنين امام مشفى كبير يوجد بالدور الثالث لافتة مكتوب عليها" الطبيبة الجزائرية حنين " و بالطبع عليها التخصص و غيرها
صعد إلى الأعلى ليجد ان كل شيئ جاهز حتى ان السكرتيرة موجودة ذهب تجاهها و اردف" عايز احجز معاد دلوقتي"
السكرتيرة "بس مينفعش حضرتك تدخل دلوقتي ممكن تحجز و تيجي بكرة"
أسر "طيب قولي ليها أسر العراقي و هي هتوافق "
تعجبت السكرتيرة من كلامه و لكنها لم تستطع الاعتراض فاتجهت إلى غرفة حنين قائلة "حنين هناك رجل بالخارج يدعى أسر العراقي يود الدخول الآن "
اجابتها حنين بسرعة "حقا ادخليه بسرعة و من الآن اذا جاء مجددا يكون له الأولوية في الدخول فهمتي "
زاد تعجبها أكثر فأكثر و لكنها اردفت "حسنا"
ذهبت إلى الخارج و تحدثت بالعامية مجددا "تمام حضرتك تقدر تدخل "
دق أسر الباب مرتين ثم دلف قائلا" السلام عليكم "
حنين "و عليكم السلام يَعْطيك الصّحّة، حَضْرة الضّابِط، شْعَلْتَ المكان كي دْخَلْت. قُولِّي وُش راهِي مُشْكِلْتَك؟"
تحدث أسر بضيق من هذه اللهجة و لم يلحظ قولها حضرة الضابط قائلا "تحدثي الفصحى او المصرية او الانجليزية لكن لا تتحدثي هذه اللهجة انا لا افهمها"
ابتسمت على طريقته رغم حدتها و اجابتها" حسنا تفضل بالجلوس "
جلس أسر على الكرسي أمامها و بدأت هي الحديث قائلة "الآن أخبرني من دلك علي و كيف اتيت و هل چنى تعلم بمجيئك ام لا و ما هي مشكلتك "
أسر" في البداية لا يعلم احد بوجودي هنا و لا اود ان يعلم احد و سمعت چنى تتحدث عنكي فقررت ان آتي هنا خاصة انكي جزائرية فمهما حدث لن يتم فضح أمري"
حنين "جميل و الآن مما تعاني"
قص عليها قصته كاملة و بعد انتهائه اردف" هل عندك الحل ام لا "
حنين حسنا ساسالك بعض الأسئلة و اجبني بصراحة دون أن تغير اي شيئ"
أسر "اذن هذه جلسة اليس كذلك"
حنين "نعم فلنبدأ... في البداية احب ان تتذكر اني لست طبيبة فقط انا انسانة مثلك و أشعر بك.. السؤال الأول.. متى اخر مرة شعرت بالأمان فيها "
شرد أسر في كل ما مر عليه ثم اجابها بتيه" لا أعلم ربما ولا مرة منذ أن كبرت احينا قليلة أشعر بالأمان حينما اكون معها و لكنه قليل أيضا "
ظلا يتحدثان كثيرا حتى انتهت الجلسة
فاردفت حنين و هي تدون بعض الملاحظات
" انتهت الجلسة علاجك لن يكون سهلا و أحيانا ستكرهني و أحيانا أخرى ستبكي و هناك اوقات ستتمنى قتلي فيها لكن الآن قد شخصت حالتك و اود اخبارك اني لن ابقى هنا طويلا فسأكتب لك ما تعاني منه و سأكتب لك اسم طبيب جيد اعرفه تذهب اليه و لن يفضح امرك مدة جلوسي هنا اسبوع في هذه الفترة سأعالج إحدى أصعب الحالات لديك و هي الانفصام الداخلي "
أسر" ماذا هل لدي أكثر من شيئ "
حنين" للأسف... اضطراب التعلق و عدوان مكبوت و عقدة الذنب و النجاة و بالطبع الانفصام الداخلي"
شعر بالضيق أكثر و لكنه اردف" و على كده بقى هتلحقي "
حنين" لا افهمك "
أسر" لا شيء متى الموعد المقبل "
حنين" غدا في تمام الثامنة "
غادر أسر و عاد إلى المنزل كانت الساعة تقريبا الحادية عشرة وجد حياة تجلس على الطوالة و و عليها الطعام
اردف بهيام" ايه الريحة دي يا حياتي بجد الأكل ريحته جميلة اوي "
اتجهت ناحيته بسرعة" أسر انت جيت كنت فين و اتاخرت ليه و ايه اللي حصل "
ثم رفعت اصبعها و اكملت "انت قولت هتحكيلي"
أسر "اه هحكيلك بس لما اكل علشان الأكل ريحته تجنن بصراحة"
جلسا سويا على الطاولة و تناولا الطعام في هدوء و مجرد ان انتهى اقتربت منه بالكرسي قائلة احكيلي بقى
أسر اهدي بس عليا هعمل كام حاجة و اجيلك
حياة" طيب ماشي هلم الأطباق و اجي"
اتجهت إلى الطاولة تجمع الأواني
بينما صعد هو الى الأعلى
و ارتدى ملابسا مريحة
و كالعادة فتح علبة السجائر و اخرج إحداها و شرع في تدخينها و لكنه لم يمكث دقيقة فاذ بحياة تدخل عليه الغرفة
و امسكت بها و القاتها على الأرض ثم اردفت
" قُلت بطلها "
اجابها بنبرة مرتفعة و لكنها مازحة " و انا قُلت ماشي"
فتح احد ادراج المكتب أمامه و اخرج الكتاب الذي لم يكتب اي شيئ بيه منذ فترة ثم سحب كرسيا و وضعه امام المكتب و جلس عليه.. فتح الكتاب امسك بالجزء الخاص بسعد و ميرا قطع جميع الأوراق المكتوب بها من ضمنهم الورقة التي تفرق بينه و بين الجزء الذي يسبقه
كانت تشاهده في صمت هي تعلم انه في أشد المراحل من حياته
و لكنها لم تكن تعلم ماذا يفعل
بعد أن انتهى من تقطيع الأوراق جمعها و وضعها في ركن بعيد قليلا ثم قام بإقامة فاصل جديد و كتب عليه
الراحة النفسية
و بعدها كتب في اول صفحة "مكنتش هروح يا حياتي بس بدأت ألاحظ اني بقيت خطر عليكي فروحت للدكتورة المعفنة اللي اسمها حنين دي"
مد يده لها بالكتاب امسكته و قرأت كانت تشعر انها تود ان تبكي من الفرحة من حبه لها و خوفه عليها حتى من نفسه و فرحتها العظمى كانت بعلمها انه سيعود طبيعيا مرة أخرى
نظرت إليها بعينين لامعتين من الدموع قائلة" بجد طيب و قالتلك ايه "
اجابها بنفس المزاح الذي كتب به "و لا حاجة يا ستي الحكاية كلها..."
ثم امسك بالورقة لانه نسي الأسماء و اكمل
"انا ظلمت خطك لما قولت عليه نكش فراخ بجد اومال خطها ده ايه بقى المهم قالت انهم يادوب يعني.. اضطراب التعلق و عدوان مكبوت.. و عقدة الذنب و النجاة.. و الانفصام الداخلي"
اجابته حياة بصدمة" كل دول و بتقول شوية هو انت كويس "
أسر "يا حياتي اهدي بس كده انا كويس و بعدين هي قالت انهم كلهم حاجات بسيطة يعني و مش هتاخد الوقت انا اصلا هقعد معاها الاسبوع ده و بعدين هروح عند دكتور مصري هنا هي كاتبة عنه كل حاجة برضه علشان انا معرفش هو مين"
حياة "اهم حاجة يا أسر انك فعلا تكون عايز تتعالج مش بتعمل كده بسبب كلامنا و خلاص "
أسر" لأ متقلقيش انا عايز اخف و بعدين اطلعي اجهزي كده اخدك الشركة نشوف ايه اللي حصل فيها و نرجع ليها تاني بس و انتي قدامهم كلهم مراتي "
صعدت حياة إلى الأعلى و استعدت ثم ذهبا كلاهما إلى الشركة
كان أسر يرتدي نظارته الشمسية و حياة ممسكة بذراعه بفخر دخلا الشركة و كل من بها شعر بهيبتهم
صعد أسر إلى الدور المخصص به ليجد هلا السكرتيرة تنتظره بالأعلى قائلة" اهلا أسر بيه نورت الشركة من تاني تحب تبدأ بإيه"
أسر "و لا حاجة عايز كل حاجة عن الشركة خلال الفترة اللي فاتت دي و ايه اللي حصل فيها بس قبل كده عايز منك تجمعي الموظفين كلهم
اتمع للموظفون بيقف أسر بشموخ و يخلع نظارته ليضعها في جيبه ثم امسك بحياة و تحدث بصوت قوي ملأ القلوب خوفا منه
"اقدملك حياة هانم مراتي اكيد مش محتاجين تعرفوا المعاملة معاها بأدب و حدود و اي حد بيفكر من دلوقتي يزعجها يبقى على برة هتكون معايا هنا في الشركة و بكرر مراتي يعني هي صاحبة الشركة فاهمين"
اقتربت منه هلا و اردفت "إيه ده أسر بيه انت اتجوزت مبروك"
جذبته حياة من يده كالاطفال فاجاب هلا" معلش يا هلا اديني ثواني و هرجعلك تاني "
ابتعد عن هلا قليلا ليجد حياة تقف على أطراف أصابعها و تهمس في اذنه" مشيها "
هز رأسه قائلا" نعم "
حياة" متشغلش بنات في الشركة"
أسر "حياة اعقلي دي مش جايبة حاجة في جمالك "
زفرت بضيق طفولي "و ان يكن برضه"
أسر "طيب تعالي "
ثم اقترب من هلا قائلا" تمام يا هلا حياة هتكون السكرتيرة الخاصة بيا و طبعا علشان الشركة وقعت الفترة اللي فاتت انتقلي لقسم المناقصات هتكوني المديرة فيه "
شعرت" هلا بالسعادة على هذا المنصب الذي منحها اياه"
و بهذه الطريقة يكون قد اسعد حياة و لم يظلم هلا
في المكتب امسكت حياة بالاوراق و اردفت" طيب يا أسر بما اني السكرتيرة بتاعتك بقى هات الورق ده ابص فيه "
أسر" الورق في ايدك علفكرة "
حياة" احم مخدتش بالي المهم بقى الشركة كويسة جدا بس عايزة شوية شغل و هتبقى افضل مما كانت بس قولي انت ليه مشيلتش هلا خالص من الشركة"
أسر "علشان هي شاطرة في مجالها"
طال بهم الحديث عن الشركة و تقدمها
بينما و في مكان آخر كانت حنين في الطريق إلى منزل چنى