رواية صغيرة ابليس الفصل السادس6 بقلم جني محمد


رواية صغيرة ابليس بقلم جني محمد
  رواية صغيرة ابليس الفصل السادس6 بقلم جني محمد

انتفضت ميرا من مكانها بسرعة و اردفت بصوت يملؤه الفرح 
"بجد يا سعد انت بتتكلم بجد و لا بتضحك عليا سعد الكلام ده مفيهوش ضحك و هزار ما ترد عليا يا سعد" 

ضرب سعد كفا على كف و اردف بقلة حيلة
"ارد ازاي بس ده انتي مش سايبة ليا تُمن دقيقة بس ارد عليكي فيه حتى اهدي كده يا اميرتي البيبي مش قدك يا روحي" 

اردفت ميرا بصوت " بجد انا حامل بجد انا فرحانة اوي اوي اوي يا سعد انت مش عارف انا حاسة بإيه دلوقتي" 

سعد "و انا كمان هموت من الفرحة يا قلب سعد و عارف انتي حاسة بإيه كويس جدا "

و مازالا سعد و ميرا يهتمان باسر و يلعبون معه حتى بلغ موعد ولادة ميرا لطفلها و الذي اكتشفت مؤخرا 
أنهما توأم ولد و بنت 

في يوم ما يمكن كان يبلغ أسر من العمر سبعة أعوام فقط كان كلا من سعد و ميرا نائمين و فجأة اردفت ميرا بصراخ مرتفع دوى في جميع أنحاء القصر

" اه الحقني يا سعد ولادك هيموتوني اه" 

و لم تكمل حديثها لأنه قد اغشي عليها اما سعد فقد استيقظ حينما سمع صراخ ميرا و تفاجأ حين وجدها مغشيا عليها.. انتفض سعد من مكانه بسرعة و حملها إلى أقرب مشفى و دلف إلى المشفى و هو يحملها و اردف بصوت مرتفع جدا
"عايز زفت دكتور دكتور بسرعة مراتي بتولد يا اغبية"

و في غضون ثوان كان الممرضون قد حملوها على السرير الناقل و اتجهوا بها إلى غرفة العمليات التي كان بها مدير المشفى و الذي قرر ان يقوم هو بالعملية كي لا يأذي سعد احد الأطباء فهم مسؤولون منه 

و بعد مرور سبع ساعات كان بهم أسر بطل رواياتنا يجلس داخل أحضان والده و يبكي خوفا على امه خرج الطبيب و اردف
"المدام كويسة و الأطفال مع الممرضات هيجيب وهم حالا على ما ننقل المدام لأوضة عادية... و بعد مرور ربع ساعة على هذه الأحداث كانت ميرا جالسة على سرير غرفتها حاملة ابنها الصغير و سعد كان يحمل ابنته اللذان سماهما سعد و ميرا *امجد و مريم *

و من هنا تبدأ رحلة سعد و ميرا مع أبنائهم 
كان سعد و ميرا يهتمان بامجد و مريم كثيرا و ينسيان أسر حتى انه أصبح من النادر ان يهتما به 

و اخيرا عودة من الفلاش باك

قاطع أسر حديثه شهقة مرة أخرى و لكن كانت أقوى من اللتي قبلها و اردف ببكاء يكسر القلوب فلو رآه الحجر لبكى من أجله "و من ساعة ما ماما ميرا خلفت امجد و مريم و انا بقيت هوا مفيش اهتمام انتِ عارفة مين اللي كان بيهتم بيا الخدم يعني محدش من ابويا و امي كان بيعبرني اصلا" 

و ضحك بسخرية ثم اكمل حديثه" هه ده حتى اللعب مكانش ليا حق ألعب مع اهلي ساعتها كان عندي ١٢ سنة كنت طفل و اخواتي كان عندهم ٥ سنين 

فلاش باك صغنون 

كان هناك طفلا صغيرا يجري في حديقة قصره بفرح لأنه قد حصل على العلامة الكاملة في امتحانه متجها نحو والديه و اخوته الجالسين في الحديقة على الحشائش و أمامهم طاولة صغيرة على الأرض و يلعبون سويا عليها و حينما و صل اليهم ترك كل شيء و جلس بجوارهم ليلعب معهم و هنا كانت الصدمة حيث رفض والديه ان يلعب معهم 

سعد "بس يا أسر اطلع اقعد في اوضتك ملكش دعوة باخواتك خالص" 

ميرا "اه فعلا يا سعد المفروض ميحتكش هو و اخواته مع بعض ابدا"

بكى هذا الطفل كثيرا ثم اتجه إلى غرفته ليجد الدادا التي تدعى ام هشام في انتظاره لأنها قد شاهدت ما حدث لتحتضنه و تردف بأسى" ذنبك ايه بس يا ابني يا 

حبيبي معليش استحمل لو فأيدي اي حاجة اعملها مش هتاخر "

و ظلت تهدؤه حتى هدأ قليلا و دلف إلى غرفته اللذان كانا واقفان أمامها و قبل أن يغلق بابها اردف بصوت طفولي يظهر الحزن و البكاء عليه " عايزة حاجة دادا انا هقفل الباب" 

ام هشام " عايزة سلامتك يا حبيبي "

أغلق أسر باب غرفته و اختبأ تحت غطاء سريره و دفن و جهه في وسادته و شرع في البكاء دون توقف 

انتهى الفلاش باك

اردف أسر "و فيه الكتير و الكتير من المواقف دي ده انا حتى في مرة كنت راجع من المدرسة فرحان و دخلت القصر بسرعة و روحت ناحية ميرا و اللي طبعا كانت قاعدة قدام التلفزيون و بتحط مونوكير على ضوافرها 
فروحت انا ناحيتها و قولتلها
" ماما ماما انا قفلت يا ماما و اخدت المركز الأول على الفصل كله" 

و كنت بحرك ايدي بورقة الامتحان فخبط العلبة بتاعة المونوكير بالغلط فوقعت على على هدومها اللي كان لونها ابيض و بوظتها 

قامت ميرا من مكانها بسرعة و قالت 
" ايه اللي انت هببته ده اعمل انا ايه دلوقتي" 
و قعدت تزعق و مكلفتش نفسها تعرف انا كنت عايز ايه اصلا "

أسر "وبكدة دي بتكون حياتي كلها من اول ما اتولدت لحد دلوقتي"

بكت حياة بشدة و تمنت ان تحتضنه و تهون عليه و لكن كيف و دينها يمنعها عن ذلك و اردفت في نفسها "فوقي يا حياة انتي اه مش محجبة بس مسلمة و موحدة بربك و مينفعش اللي بتفكري فيه ده"
ثم اردفت بصوت مرتفع "لا اله الا الله هو فيه اهل يعملوا كل ده في ابنهم.. ثم اتسع بؤبؤ عينيها باستغراب 

و اردفت" لحظة بس كده انت اصلا مش ابنهم و بعدين انت عرفت كل ده منين"

اردف أسر محدثا نفسه " ليه تحكيلها بس يا أسر مهي كانت هتعدي زي كل مرة بس ازاي لازم بغباءك تعمل الحركة دي اومال بقى لو انت مش ظابط كنت هتبقى اغبى من كده ايه بس ربنا يستر عليك و متقولش في نص الكلام انك ظابط"

ثم تحدث بصوت مسومع لحياة" انا عرفت كل ده من مذكرات امي ميرا عرفت منها اني مش ابنهم و عرفت كانت فرحانة بيا ازاي و عرفت الكلام اللي حكيته ليكي ده كله من حتة مذكرة لا راحت و لا جت و هتفاجإنا كلنا "

حياة و هي تتقمص شخصية المحققين
" طيب ليه اول ما كلمتك و انت حكيتلي قولت انهم اهلك ليه في الاخر بقى قولت الحقيقة و انهم مش اهلك "

تنهد أسر بضيق الكلام الذي سيقوله" الحكاية و ما فيها اني مش عايز حد يعرف ان دول مش اهلي "

حياة" خلاص عفوت عنك.. المهم بقى انت لامؤاخذة كده مشتمتش حد فيهم و يا مشاء الله على الاحترام من اول ما حكيت و انت بتقول ماما ميرا و بابا سعد مالك كده دول خطغوك و عذبوك يا بابا مش ربوك و طبطبوا عليك"

أسر" بس مهما حصل يكفي اني قاعد في بيتهم و باكل من اكلهم و بشرب من شربهم.. ده هيشفعلهم عندي شوية"

حياة "ده انت طلعت طيب اوي يا ولا ايه الطيبة و الغلب الزايدين دول لا الحال المايل ده ميعجبنيش"

أسر قد هدأ تماما و قد اختفى من وجهه آثار البكاء و اردف" خلاص بقى فكك و متنسيش انتي ناوية تقدمي في شركة الحياة بكرة"
حياة" ابدا مش هنسى "

اسر" تمام يا حياة تقدري تيجي معايا في عربيتي اوصلك هاتي العنوان "
حياة" اه و الله و حيات عيالك احسن انا رجلي واجعاني من الجزمة الكعب دي اوي" 

ثم اخرجت هاتفها من حقيبتها و فتحت الخارطة عليه و ارته مكان بيتها

أسر" كويس جدا البيت قريب من فيلتي يعني في نفس خط السير يلا بينا "
أخذها ليركبا نفس السيارة التي كان يمتلكها سعد و اردف باللغة الإنجليزية " Broken heart" بمعنى "قلب مكسور"

و التي كان كلما ينزعج كان يذهب إلى هذه السيارة التي أعطاها اياه سعد لانه قد ملل منها 

اردفت حياة بحماس مبالغ فيه "هو دوناً و بغض النظر عن انك قولت Broken heart و دي معناها قلب مكسور بس ايه العربية الفاخر من الاخر دي و لا عربية أحلامي بجد حلوة و عجبتني اوي الا قولي انت جايبها منين اباشا"

أسر بضحكة ساخرة "هه جايبها منين يا شيخة دي انا واخدها من ابويا بعد ما قعدت معاه اكتر من عشرين سنة و هو بعد ما زهق منها ادهالي "

حياة بشهقة عالية" هيييييييه ازاي من اكتر من عشرين سنة و احنا لسة مسمعناش عنها أي حاجة "
أسر" علشان سعد الشهاوي بيه لما بيعوز حاجة او مجرد انها تخطر على باله كده بتكون موجودة قدامه بفرقعة صباع واحد بس لانه مش اي حد ده سعد الشهاوي اللي تتهزله بلاد"

حياة "واو بجد ايه كل ده بصراحة حقه يخطف طفل و اتنين و تلاتة ده باشا يا ابني "
أسر" اه دلوقتي بقى حقه يخطف و مش طفل واحد لا ده واحد و اتنين و تلاتة ده انتي بت مفترية ربنا يعيني عليكي و على اشكالك يا رب "

حياة" و مالهم أشكالي بقى يا عنيا"
و فجأة صرخت حياة صرخة قوية حينما لاحظت وجود سيارة ضخمة تتقدم ناحيتهم بسرعة عالية"
و في هذه اللحظة توقف الزمن باسر و لم يأتي في ذهنه سوى هذا المشهد الذي قرأه في مذكرات ميرا حيث تصطدم بهم سيارة ضخمة
تعليقات



<>