
رواية صغيرة ابليس الفصل الفصل الحادي والعشرون21 بقلم جني محمد
نظرت إليها سلوان بتعجب قائلة "لأ اكيد دي مش حياة.. حياة اتخطفت من زمان و احنا قلبنا عليها الدنيا و ملفيناهاش"
ملك "ركزي دي شبهك اوي و بعدين هي فاقدة الذاكرة اكيد مش عارفة اسم أهلها"
سلوان "بس بقى انتي بتعملي كده علشان نقتنع ان هي دي بنتنا و نبعد عنك و نسيبك تقتلي الظابط أسر اللي بتدوري عليه من بدري ده "
نظرت حياة إليها بسرعة مجرد سماعها اسم أسر و اردفت" أسر انا حاسة ان انا عارفة الاسم هو مش غريب عليا "
ملك" لأ متقلقيش انتي كنتي تعرفيه"
اقتربت منها حياة بتيه قائلة" و انتي عرفتي منين و كنتي عايزة تقتليه ليه هو في ايه و انا بنت مين و مين الناس دول و ازاي بتقولي انهم اهلي و انا اتخطفت منهم ايه ده انا مش فاهمة حاجة "
امسكت حياة براسها و اكملت بصراخ " و أسر و الله انا عارفة الاسم حاسة اني اعرفه و كان في حاجة قوية تربط مبينا و انا مش من هنا ايه اللي جابني هنا و انتوا مين حد يجاوبني و متبوصوليش كده "
لم تتحمل أكثر من ذلك و سقطت على الأرض مغما عليا
حملها سليم بسرعة و اتجهوا إلى إحدى المستشفيات بجوارهم ولج سليم إلى المشفى قائلا" طبيب اريد طبيبا بسرعة من فضلكم "
اتجهن الممرضات نحوه بسرعة و وضعن حياة على السرير الناقل ذاهباتٍ بها إلى غرفة الفحص
كانت ملك جالسة في الخارج ببرود تود ان تلقي القنبلة التي ستصدمهم جميعا و لكنها قررت أن تصدمهم حياة افضل
كانت سلوان في عالم موازي تفكر في حديث ملك هل يمكن حقا ان تكون حياة هي ابنتهم ام لا
اما سليم فكان يفكر في تلك المصيبة التي ابتلى بها عائلته فمجرد ان احضرها إلى المنزل لم تمكث عدة دقائق و حدث ما حدث
بعد قليل خرج الطبيب من الغرفة و اردف "لأ تقلقوا لا يوجد شيء يدعي للقلق الآن هي بخير و لكنها في غيبوبة بفعل الصدمة النفسية و ظاهر إلي من مؤشراتها انها فقدت الذاكرة اظن بنسبة تسعة و تسعون بالمائة بعد هذه الصدمة النفسية ستعود ذكرياتها إليها مرة أخرى"
سليم "حسنا شكرا لك و لكن كيف هي حالتها الصحية الآن "
الطبيب" لا يوجد أي شيئ داعٍ للقلق هي بخير و ستظل في هذه الغيبوبة قرابة خمسة أيام "
سليم" شكرا لك "
وجه سليم حديثه إلى ملك و سلوان قائلا" بما انها مش هتفوق قبل خمس ايام يلا نرجع على البيت و بلاش قعدة ملهاش لازمة "
(لو كان يعلم انها ابنته لما كان قال ذلك)
غادروا جميعهم بالفعل اما حياة لم تكن هنا كانت في غيبوبتها الجميلة حيث
مكان كبير يتسم بالاتساع و كثرة المساحات الخضراءة به بعض الأشجار الجميلة و التي كانت حياة تجلس تحت احداهن بثوب ابيض جميل بينما كان أسر نائما على فخذها بثوب اسود قاتم كان يحكي لها ما حدث ما معه منذ أن فارقها كانت هي تداعب خصلات شعره بأصابعها
كانت حياة لا تعرفه و لكنها كانت تميل نحوه بشدة تشعر برابطة قوية بينهما
كان أسر يقص عليها ما حدث في صوت غير واضح حتى اخيرا إتضح صوته بالنسبة لها على جملة "حسيت ان انا اللي اتقلت مش انتي يا حياة.. نقدر نقول بجد اني خايف عليهم مني الفترة الجاية علشان مش عارف هعمل ايه.. بس انا فرحان اوي علشان احنا اخيرا اتجوزنا"
حياة "ايه ده هو انا كنت مت اصلا.. و انت مين اصلا... اتجوزنا ازاي هو انا متجوزة"
اعتدل أسر ليجلس هو الآخر اماما و امسك يديها بيديه و شرع في الحديث" بصي يا حياة انا أسر حبيبك اللي كنا بنحب بعض بس امجد الوغد قتلك و الحمد و الشكر لله طلعتي عايشة اهو بس اوعدك مش هعديهاله لا هو و لا ابوه "
في فيلا العراقي
استيقظ أسر بصحة جيدة كان نوعا ما يشعر ان هناك من بقي مع طوال الليل يرعاه و لكنه لم يهتم هبط إلى الأسفل ليجد كلا من ماهر و سلوى جالسين يحتسيان القهوة خاصتهما و مجرد ان رأته سلوى اردفت
" ازيك يا أسر عامل ايه تحب اعمللك ايه فطار "
أسر" بس انا مش جعان"
سلوى "تحب تشرب حاجة"
أسر"لأ انا عايز بس اروح كام مشوار كده و هرجع تاني بسرعة"
ركب أسر سيارته و اتجه إلى أحد مقرات شركات شحن السيارات البحرية إلى الخارج
دلف أسر إلى المكتب ليجد صاحب الشركة جالسا يقرأ الأوراق في يده
حمحم أسر قائلا" احم احم حضرتك المدير صح "
المدير "اه انا ليه في حاجة "
أسر" عندي عربية عايز اسفرها أمريكا"
المدير "النوع و بطاقتك و الرخصة بتاعة العربية و عايزها تسافر خلال قد ايه"
مد أسر يده بعدة أوراق تحمل كل هذه الطلبات قائلا "انا محتاجها خلال بالظبط عشر ايام"
المدير تمام تكلفتها هتكون ٢٠٠٠ دولار معاك الفلوس يبقى مبروك عليك العربية هناك"
أسر "طيب استنى خمس دقايق "
خرج أسر و احضر حقيبة من السيارة ثم عاد مرة أخرى إلى الداخل و اعطاه الحقيبة قائلا" اتفضل دول تلاتة و نص عايزها مفيهاش خربوش"
المدير "حاضر"
خرج أسر إلى الطريق و أوقف سيارة أجرة ذاهبا بها إلى القسم
بعد قليل
ها قد وصل أسر إلى القسم دلف إلى مكتب اللواء علاء قائلا "علاء بيه المهمة كمان عشر ايام زي ما قولتي صح"
علاء المهمة دي صعبة فمطولة شوية يا أسر احنا هنطلع أمريكا و هتدرب هناك تقريبا عشر ايام لأن سعد كل شوية يغير المعاد و انا مش عارف هنوصل معاه لحد فين "
نظر أسر تجاه النافذة في الغرفة يتأمل السماء قائلا دون أن يوجه نظره إلى علاء " بص يا علاء بيه سعد بيمشي بمبدأ خمسة سبعة عشرة خمستاشر "
علاء" يعني ايه الكلام ده"
أسر" يعني لحد دلوقتي هو مشي لحد عشرة فحابب اطمنك ان لسة المهمة دي هتتأجل خمس ايام كمان و المعاد هيكون قبل الفجر بشوية"
علاء "لأ ده انت حافظ بقى"
أسر "مبقاش ظابط لو قعدت في بيت مجرمين من غير ما اعرف بيعملوا ايه و ازاي و امتى "
تسلل إلى قلب علاء بعض الخوف و لكنه اخفاه ببراعة قائلا" تمام يا أسر تقدر تتفضل "
وضع أسر يده في جيبه و اخرج نظارته الشمسية و سقط منها احد المسامير فاردفت" اذا سمحت المسمار بتاع النضارة وقع عايزه "
ابتعد علاء قليلا و أخذ أسر المسمار ثم سار بلا مبالاة
بعد مغادرة أسر اتصل علاء بملك قائلا "ازيك يا ملكة كله تحت السيطرة أسر فعلا حافظ كل خطط سعد و ناوي ان المهمة تنجح"
ملك "مش هنولهاله و مش هسيبه غير لما يموت علشان يبقى يقبض عليهم كويس "
ابتسم علاء بشر قائلا "تسلم دماغك التحفة يا ملكة المافيا"
أغلق معها ثم اتصل بهادي قائلا "تم يا دكتور يا هادي و لا اقول عزمي بيه "
عزمي" لأ عزمي احلى و بعدين هادي ده مُزور في كل حاجة "
علاء "المهم دلوقتي انا اقنعت الملكة انها هتقتل أسر قبل المهمة علشان طبعا أسهل لسعد بيه الطريق و بكده تكون خلصت من أسر و الملكة مرة واحدة علشان هتكون حققت اللي هي عايزاه خلاص و يحلى الجو لينا بقى انا و انت سعد و المافيا "
عزمي" تسلم ايدك يا معلم لوا بس فاسد"
علاء" اسم الله عليك يا دكتور مطرود "
عزمي" غور يا زفت من وشي "
علاء" استنى بس انا ظبطتلك أسر احلى تظبيطة علشان ببقى منهك قبل المهمة بس ده ايه ده قلب بقى ابليس بجد و تفكيره بقى شيطاني معادش هو اسر خالص "
عزمي" البركة في امجد حبيبنا ذكي بس غبي "
علاء" ازاي"
عزمي" قتلها علشان يكسره و يضعفه بس.. لما قتلها صنع من بشري ابليس!"
علاء" مش مهم المهم انه مكسور حتى لو مش مبين "
ما بك عزيزي القارئ مالي اراك مشتتًا لا تفهم شيئًا دعني اشرح لك
تحدثنا سابقا عن عزمي و الملكة التي هي ملك الآن ملك تود ان تنتقم من أسر.. بالطبع لن أخبرك لماذا اين عنصر التشويق بحقك ان اخبرتك..! فتعمل بالمافيا مع عزمي الذي يكرهها و لكنه كان يحتاجها ليبعد أسر عن سعد... هادي الطبيب الذي كان لا يستطيع الشرح هو في الأصل ليس طبيبا هي مجرد أوراق مزيفة بل هو عزمي و يعمل عزمي مع اللواء علاء الخائن الذي اتجه إلى المافيا حتى يكسب المال لدى الوغد سعد
لعلك فهمت الآن
كان أسر جالسا في غرفته بالفيلا خاصته ينفث الدخان من سيجارته و كأنما ينفث كل الضيق العالق في صدره ممسكا باللاب توب الخاص به و يشاهد كل ما حدث في مكتب علاء منذ قليل
ألقى بالسيجارة في الأرض بعصبية قائلا "لا و الله فاكر نفسك اذكى مني اهو حتة مسجل دقيق جاب كل حاجة اما توبتك يا زفت مبقاش ابليس"
جاء على مخيلته عبارة "مش مهم.. المهم انه مكسور"
امسك بكتابه الذي لا يفارقه ابدا و كتب "كيف أخبركِ اني افتقدتكِ بطريقة توجع قلبكِ بقدر وجع قلبي"
أغلق الكتاب مرة أخرى و استلقى على سريره لم تمر خمس دقائق و كان قد غط في ثبات عميق
في اليوم التالي استيقظ أسر على صوت رنات هاتفه التي لا تنتهي نظر إلى الهاتف ليجد ١٠٠ مكالمة من ماهر
رد أسر ببرود لا يليق بالموقف" ايوة "
اجابه ماهر بصوت مرتفع" هو ايه اللي ايوة برن عليك من امبارح متردش هو انا مش ابوك و بخاف عليك و في الاخر ترد ببرود تقول ايوة مفيش مشاعر خالص انت مكنتش كده ايه اللي حصللك"
لم يشعر بأي شيئ و اردف بنفس ذات البرود و لكن يحمل في جوفه الانفعال "ايه اللي حصلي انت بجد بتسأل طيب يا بابا محصلليش حاجة و متقلقش انا كنت نايم في شقتي و لو متضايق انا ممكن اجيبلك المفتاح عادي "
هدأ ماهر قليلا ثم تنهد و قال" لأ يا أسر مش عايز حاجة و الحمد لله انك بخير لو انت بترتاح في شقتك خلاص بات فيها للمهم تبقى تيجي هنا علشان امك خايفة عليك "
أسر" طيب ماشي هاجي حالا "
اتجه إلى الفيلا و كالعادة كانت چنى من فتح الباب بمجرد ان رأته اسرعت إلى احضانه قائلة "اخبارك ايه دلوقتي يا أسر "
أسر" انا كويس مفيش حاجة "
اردف بهذه الكلمات ثم قبل رأسها و اكمل
" تسلم ايدك يا دكتورة خفيت و بقيت كويس "
دمعت عيناها بسعادة قائلة" يعني انت خفيت بجد"
أسر "اه خفيت بس هي ماما فين علشان هي كانت عايزاني"
چنى "موجودة جوا تعالى"
ذهب أسر إلى الداخل ليجد سلوى جالسة على الكرسي تنظر تجاهه بغضب يمتزج بالحزن واضحة قدمًا فوق الأخرى
اقترب أسر منها و اردف" مالك بقى متضايقة مني ليه"
سلوى "علشان انا استنيتك امبارح و انت مجيتش و لا حتى كلفت نفسك تكلمني تعرفني "
أسر" تصدقي انا قضيت المشوار و روحت الفيلا اقعد فيها شوية علشان وحشتني فنمت و لسة صاحي حالا"
سيطرت عاطفة الأمومة عليها فاردفت بخوف "يعني ايه الكلام ده هو انت مكلتش من امبارح "
أسر "يعني ده اللي فارق معاكي بجد المهم انك متزعليش "
سلوى" لأ خلاص مش زعلانة عايز تاكل ايه "
أسر " اي حاجة من ايدك هتكون حلوة "
سلوى" طيب خليك قاعد بقى و لا هتحتاج تروح في حتة"
أسر "لأ بس هسافر أمريكا بكرة"
سلوى" يبقى تقضي اليوم كله معانا من غير اعتراض"
أسر "بس يا ماما انا لسة عايز اروح عند ماما حنان "
اجابته سلوى بغيرة و ضيق "اسمها دادا حنان مش ماما حنان ده اولا و ثانيا انا امك المفروض تقعد معايا انا "
أسر" لأ انتي ماما و هي ماما"
سلوى" يا أسر مينفعش كده انت بتعاملها احسن مننا "
هبط أسد من غرفته و خلفته منة و چنى و ماهر إلى أسفل
كان أسر يقف حوله يشاهد المنزل كله الذي تجمع ليحضر عراكهم بينما اقترب أسر من أسد و احتضنه قائلا" خلاص يا أسر روح انت دلوقتي هناك اتطمن على دادا حنان و بعدها تعالى هنا تاني "
اقترب ماهر هو الاخر من سلوى و اردف بانزعاج لأنها لم تنفذ اوامره "هو ده اللي انا قولتلك عليه"
سلوى "اعمل ايه يعني.. ده بيقولي امه"
ماهر "مش الأم اللي بتخلف دايما يا سلوى ما عندك ميرا اهي مهي كانت معاه طول الوقت و عمره ما شافها امه الام هي اللي بتحضن و تطبطب و تهدي مش اللي تزعق و تعترض على كل حاجة كده"
غادر أسر المكان متجها إلى منزل هشام بينما وقف أسد يشاهد ماذا يحدث من بعيد
اقتربت چنى من منة و همست في اذنها" بصي دلوقتي هو بيتكلم في هدوء هتلاقي ماما بتقوم فيه عدي معايا..١..٢...٣"
سلوى" ايوة يعني انا اعمل ايه علشان يحبني انا زهقت"
اجابها ماهر بنفس نبرتها المرتفعة "و هو عمره ما هيحبك بتصرفات العيال دي صدقيني"
ظل ماهر و سلوى يتجاذبان أطراف الحديث بينما كان كل من أسد و چنى و منة متفرجين لا أكثر
بعد قليل هدأ الجميع اخيرا و اتجه كل واحد منهم لأداء عمله
في منزل هشام كان أسر يدق الجرس حتى اجابه هشام "ايوة ثواني و هفتح "
فتح هشام الباب و مجرد ان رأى أسر اردف" تعالى يا أسر نورت"
أسر "ماما حنان عاملة ايه"
هشام "كويسة بس متخانقة معايا"
أسر "ليه تاني"
هشام "هو كان فيه اولاني"
أسر "كانت متخانقة معايا الأول"
هشام "يا سيدي مقموصة علشان انا مقولتلهاش ان انا ظابط "
أسر" حقها "
خرجت حنان على كلمة أسر هذه قائلة "علشان تعرف ان انا صح "
اقترب أسر من حنان قائلا" حنون اخبارك ايه "
حنان" تعالى ادخل يا أسر "
دلف أسر و جلس معها هو و هشام فنظر إليه هشام قائلا" انت طالع المهمة بتاعة بكرة صح "
أسر" اه بس انت عرفت منين "
هشام "انا رئيس علاء في الشغل"
اجابه أسر بصدمة أسر "احلف كده"
ابتسم هشام على كلامه قائلا "اه و الله و عارف بخاينته كمان"
حنان" طيب هقوم انا اعمل ليكم حاجة تشربوها و اجي"
ذهبت إلى المطبخ لتعد لهم مشروبا دافئا بينما اكمل أسر الحديث "طيب ليه متحولوش للتحقيق"
هشام" علشان ملك "
أسر" و مالها ملك و ماله"
هشام" هو معاه أسرار ملك و انا بحبها يا أسر و مش عايز اكون سبب في اذيتها "
أسر "خلاص نحاول كده مندخلهاش في الموضوع على قد ما تقدر"
نظر إليه هشام باعجاب و اردف "لأ بس عجبني تصرفك في حوار المسمار ده طبيعي. حلو انك رميت المسمار علشان تزرع الكاميرا و تعمل نفسك بتجبيه "
أسر" اعمل ايه يعني كنت شاكك فيه من الأول "
هشام" يا عم كنت قولتلي اصلا مكتبه فيه كاميرا انا اللي حاطتها بس هو مش واخد باله منها"
أسر "طيب يا هشام عندي منك طلب "
هشام" اتفضل طبعا يا حبيبي انت تؤمر "
أسر" كنت عايز انتقم من سعد و امجد بطريقتي "
هشام" تمام يا أسر بس ممكن لو قتلتهم تتعرض للتحقيق تاني"
تحولت نظراته إلى الشر قائلا" و الله لو اتحكم عليا بالإعدام هعمل كده برضه "
هشام" خلاص اعتبر انهم في ايدك "
أسر" شكرا يا هشام "
في المشفى
ظهر أسر لحياة للمرة الثانية في غيبوبتها و لكن هذه المرة كانا في شقة جميلة و لكن لا حياة بها لا يوجد في هذه الشقة سوا كرسي موضوعا بحيث من يجلس عليه يرى امام عينيه لوحة واحدة
كانت حياة جالسة على الكرسي اما أسر فقد كان واقفا خلفها و يحدثها "شايفة يا حياتي الصورة دي.. دي الصورة اللي بتحكي مشهد قتلي"
اجابته حياة ببراءة "بس دي بنت مش ولد و انت عايش اهو"
أسر "البنت دي تبقى زوجتي اللي اتقتلت و لما اتقتلت انا كمان اتقتلت بقيت من غير حياة"
حياة "هي البنت دي تبقى مين"
أسر "دي تبقى انتي"
غادر أسر من غيبوبتها و هكذا انتهى اليوم
في اليوم الثالث من الغيبوبة ذهب سليم لزيارتها جلس في الغرفة قليلا ثم خرج و سأل الطبيب" هي حالتها ايه دلوقتي "
الطبيب" بتتحسن كل شوية و ان شاء الله خالص لما تفوق "
بعد قليل جاء موعد رؤيتها لأسر
كانا هذه المرة في مكان اشبه بصالة واسعة تحتوي شاشة تلفاز عملاقة نظر إليها أسر بحب قائلا "تعرفي يا حياتي الشاشة دي اجمل حاجة في حياتنا"
كالعادة اجابته ببراءتها" ليه دي شاشة زي اي شاشة "
أسر" بس دي عليها ذكرايتنا "
اردف أسر بهذه الكلمات ثم وضع بها شريط فيديو ليظهر كل مواقفهم سويا منذ أن تعرفوا حتى يوم قتلها
نظرت إليه حياة بدموع قائلة "طيب انا ليه مش فاكراك بس انا حاسة بحبك "
أسر" متستعجليش"
غادر أحلامها اليوم أيضا و رغم وجودها في الغيبوبة إلا أنها تفكر فيه تود معرفة من هو
في اليوم الرابع رأت أسر قبل موعده فبادرت هي بالحديث اولا "ايه ده انت جيت بدري ليه"
اجابها أسر بتعجل و هو يسحبها من يدها "مفيش وقت للتفسير تعالي معايا بسرعة "
ذهبا إلى أول مكان رأته فيه الأرض الخضراء جلسا مرة أخرى أسفل نفس ذات الشجرة و لكن هذه المرة كانت هي النائمة على فخذ أسر و ليس العكس
اخذ أسر يقص عليها حكايتها كلها منذ بدايتها حتى الآن و كان يداعب خصلات شعرها بانامله حتى انتهى
جلست حياة أمامه و اردفت" يعني ايه يعني دول أهلى و انت جوزي"
أسر "اه و انا محتاجك اوي يا حياة لازم تفوقي علشان انا في أزمة"
لم يحدث اي جديد و لكن في اليوم الخامس كانت تنتظر زيارته لها مثل كل مرة و لكنه لم ياتي ظلت تنتظر و تنتظر و لا يحدث شيئ حتى ابى عقلها الاستمرار في الغيبوبة و استفاقت منها متذكرة كل شيء
رأى الطبيب انها شرعت فب تحريك أصابعها من الخارج فولج إلى الغرفة بسرعة و اخذ يساعدها حتى استعادت وعيها كاملا
حياة "انت فين و فين أسر"
الطبيب "ثواني هكلم اللي جابك هنا اهو"
و هاتف سليم الذي جاء بسرعة إلى المشفى و أجرى الطبيب العديد من الفحوصات حتى تأكد انها بخير كليا نظرت حياة إلى سليم و اردفت "تعرف ان انا بنتك"
اجابها سليم بملامح يظهر عليها الصدمة "يعني ايه"
قصت عليه حياة قصتها كاملة منذ اختطافها حتى الآن و ختمت حديثنا قائلة "يعني انا حياة سليم الرفاعي بنتك"
اجابها بصوت متقطع من السعادة "بجد يعني سلوان هتفرح اخيرا"
عاد سليم سريعا إلى المنزل و معه حياة و اخيرا سلوان بكل شيئ فصار المنزل و كأنه قاعة أفراح تعج بالفرح والسعادة و لكن دائما كانت حياة تشعر بأن هناك شيئ ينقصها
و بعد مرور عشرة أيام على هذه الأحداث السعيدة
كان أسر في أمريكا يقف منتظرا ان تنتهي تجهيزات سيارته حتى تعود إلى احضانه مرة أخرى و بعد أن استلمها عدلها حتى تصير تتحدث الانجليزية
انتهى أسر من كل شيء و سلم الأوراق المطلوبة ثم ركب السيارة و انطلق إلى البيت الذي كان يجلس فيه مع هشام
دلف أسر إلى الغرفة الجالس بها هشام و اردف" علاء مختفي معرفش بيعمل ايه"
هشام "متقلقش مش هيجرالك حاجة"
أسر "ازاي بقى و ملك حبيبة القلب هتقتلني خلال خمس ايام"
هشام "ملك مش هتقتلك علشان هي معانا اصلا و علاء مختفي ليه.. علشان العملية بكرة"
أسر "طيب و احنا قاعدين بتنيل ايه"
مد هشام يده إلى أسر بكوب الشاي الذي كان يمسكه قائلا" بنشرب شاي تحب تشرب "
أسر" لأ شكرا"
كان أسر و هشام يستعدان جيدا للمهمة الفاصلة
في اليوم التالي كان أسر و هشام يقفان بعيد عن المخزن الذي سيتم فيه تسليم المخدرات و كانت ملك واقفة على احد اسطح المنازل و بيدها قناصة حديثة
حينما بدأ التسليم انقض أسر و هشام و فرقتها عليهم و تم القبض عليهم جميعا بنجاح قال الرئيس الأجنبي الذي كان سيستلم المخدرات من سعد موجها حديثه إلى أسر قائلا بالإنجليزية "Who are you"
بمعنى "من انت"
اجابه أسر أيضا بالإنجليزية و لكن بشر
"Who are me........ I am Lucifer... Your nightmare"
بمعنى "من انا.. انا ابليس.. كابوسك"
تم القبض عليهم جميعا و بالمناسبة كان امجد معهم في المهمة هو و علاء اما عزمي فلم يكن موجود
أثناء خروجهم لترحيلهم مسجونين إلى مصر ضربت ملك علاء برصاصة في قلبه فخر على الأرض قتيلا
نظر إليها هشام نظرة تحمل معنى لماذا
اجابته ملك في السماعة" كان هيقتلك من ضهرك انا كنت شايفاه مكانش حد مسكه لسة"
هز لها هشام رأسه بمعنى شكرا ثم وضع الكل في السيارة و أغلق باب المخزن على أسر و سعد و أمجد
كان سعد يرتجف من الخوف هو وحيد بدون سلاح امام ابليس ليس أسر بل ابليس اقترب أسر منه بهدوء و كبل يده بالاصفاد قائلا
" بص يا سعد ابنك امجد قتل حياة حبيبتي و بنتي و صغيرتي قدام عيني و انا كنت مكبل زيك كده و مش قادر اتصرف و شوفت حتة مني بتموت قدام عيني"
صمت قليلا و هو يسير تجاه امجد الذي تجمد من الخوف و كبله هو الآخر و اكمل "مقدرتش اتصرف و لا عرفت اعمل حاحة و ماتت فعلا تفتكر انت لو مكاني هتعرف تتصرف و لا لأ "
سعد" لأ يا أسر لأ انت حسابك معايا انا "
أسر" لأ طبعا حسابي معاكم انتوا الاتنين هو قتل حياة و انت قتلتني يا سعد. تعرف لو أسر سامحك ابليس عمره ما هيسامحك"
اقترب أسر من امجد و طعنه عدة طعنات متتالية في معدته قائلا بصوت مرتفع و هو يضرب الأرض بقدمه
" انت قتلت حياة كده يا أمجد و انا كمان قتلتك كده "
كان سعد يبكي بشدة مقيد و ملقًا على الأرض لا يستطيع نجدة ابنه من الموت
بينما وضع أسر اصابعه على رقبة امجد يتحسس النبض حتى تيقن ان نبضه انعدم
اتجه أسر ناحية سعد و اردف "ريحته يا سعد مالك في ايه خايف ليه ده انا حتى رحمته من الدنيا "
جذب أسر سعد من يده و جعله يقف أمامه و فك قيده ليعيد المشهد نفسه و يجري سعد على امجد يتحسس نبضه ليجد انه صار منعدمًا
بكى سعد بشدة و لكن افاقه صوت أسر من هذه الصدمة الذي اردف و هو يقترب منه "فراق الابن بيوجع صح ؟.. طيب تعرف ان حياة كانت بنتي قبل ما تبقى مراتي كده رقم ١ اتحقق و هو اخد حق حياة لسة رقم اتنين شد حيلك معايا كده"
استقام سعد من مكانه و بدأ يرجع إلى الخلف بظهره و اقترب منه أسر بروية و بطئ و هو ينظر إلى ذلك السكين في يده قائلا
"ايه مالك بترجع لورا ليه.. خايف ليه.. دي حتة سكينة.. بص مش هتوجع خالص.. انت مش هتحس بيها و لا هتتألم.. انت بس مجرد انك هتجرب الاحساس اللي حياة حسته و تتألم الألم اللي امجد اتألمه و ميرا و مريم يحسوا الاحساس اللي انا حسيته شوفت هي بسيطة ازاي متقلقش"
أنهى أسر حديقه ثم طعنه هو الاخر في معدته و تركه يتألم حتى مات
بعد قليل فتح أسر صورة على هاتفه له هو و حياة قد التقطاها يوم كتب كتابهم نظر إلى الصورة و اردف" زوجتي و عزيزتي.. حياتي و صغيرتي انا اليوم قتلت من قتلوكِ بنفس الطريقة و اتمنى ان آتي لكِ قريبا "
انتهى أسر من الحديث ثم اخذ صورة لمظهرهم و هم ملقون على الأرض الملطخة بدمائهم و حفظها على هاتفه ليستمع إلى صوت سيارات الشرطة القادمة للقبض عليه