
رواية صغيرة ابليس الفصل الثاني والعشرون22 والثالث والعشرون23 بقلم جني محمد
دلفت الشرطة إلى المكان و القو القبض على أسر و في هذه اللحظة اقترب هشام منه بحزن و همس في اذنه "اسف يا أسر و الله ده كلام القانون و انا مجبر اعمل كده بس متقلقش اعرف محامي شاطر هيخرجك منها"
هز أسر رأسه بلا مبالاة قائلا "يا عم و لا مخرجش على الاقل هكون معاها انا المهم بالنسبالي دلوقتي ان انا و اخيرا اخدت حقها الباقي مش مهم عندي"
ربت هشام على كتفه و خرج ليجد الصحفيين العرب و الأجانب يصورون كل شيئ يحدث منذ أن قُبض على أسر حتى انهم دخلوا المخزن و صوروا ما يوجد به و كل هذا تتم اذاعته على قنوات التلفاز
كانت حياة تجلس على الكرسي الهزاز تشاهد قناة الاخبار المصرية و فجأة استمعت إلى المذيع يقول "إلقاء القبض على الضابط أسر العراقي حيث انه بعدما اكمل مهمته بنجاح قام بقتل كل من سعد و امجد احد رجال المافيا بحجة الانتقام من امجد لقتل حبيبته ثم قتل سعد لينتقم لنفسه و روحه المجروحة فطبقا للأخبار التي نعلمها ان أسر تمت تربيته مع سعد و ميرا و ليس والديه الحقيقيين "
انتهت نشرة اخبار لتصبح كالسيف الذي قتل حياة قامت من مكانها بسرعة و اخذت تصرخ بصوت مرتفع حتى انتهى كل ما كانت تملك من قوة فسقطت على الأرض باكية
خرجت سلوان بسرعة و مجرد ان رات حال حياة نظرت إلى التلفاز و استمعت إلى الاخبار التي بدأت تُعاد مرة أخرى
و ها هي قد فهمت ما حدث اقتربت من حياة و جلست بجاورها و احتضنتها بحنان هي تعلم جيدا ان أسر هو زوج حياة
استكانت حياة في احضانها تتذكر العشر أيام الماضية و ما حدث بها
فلاش باك
سارا سويا إلى المنزل و مجرد ان دخلوا شعرت حياة بشعور مختلف شعرت بالانهيار فهي تدخل منزلًا يمتلكه والداها لأول مرة و لكن ليس هذا سبب انهيارها بل السبب هو أسر تحاول أن تتذكر اسمه كاملا و لكنها لا تستطيع
اتجه سليم إلى غرفة سلوان بسعادة قائلا "الحقي يا سلوان دي طلعت هي حياة بنتنا"
امتألت عايناها بالدموع فرحة لعودتها ذهبت مسرعة إلى حياة و احتضنتها بقوة بينما تركت حياة العنان لدموعها اخذت تبكي هي و سلوان كثيرا بينما وقفت ملك على السلم من بعيد تشاهد ما يحدث بابتسامة جميلة لا تلائم ابدا ذلك الوجه الذي تظهره للجميع
اما سليم فقد كان يشاهدهم و عبراته تملؤ وجهه
بعد قليل هدأو جميعهم فهبطت ملك بهدوء قائلة "كنت عارفة من الأول و كان نفسي اعرفكم بس لو كنت قلت مكنتيش هتصدقي زي ما مصدقتينيش قي الأول"
سلوان "مكنتش متوقعة ان بعد العناء ده و التدوير ده كله تطلع هي حياة بكل سهولة كده"
سليم "مش مهم المهم انها رحعتلنا اخيرا"
تحدثت سلوان و كأنها تذكرت شيئا موجهة الحديث إلى حياة" اه صح يا حياة انتي رجعتلك الذاكرة ازاي و عرفتينا ازاي و ايه اللي حصل "
قصت عليها حياة كل شيئ عنها و عن أسر و حبها له حتى وصلت إلى قتل امجد لها و اخرتها ان امجد ليس أخيه الحقيقي و لم تقف هنا بل اخبرتها عن الغيبوبة أيضا و زيارة أسر لها "
سلوان" يعني هو جوزك دلوقتي يا حياة"
اجابتها حياة بحزن "اه و للأسف مش عارفة اسمه ايه"
سليم" ازاي يعني مش عارفة اسمه اومال انتوا متجوزين ازاي اكيد اسمه في بطاقتك "
حياة" لأ مهو احنا لسة مغيرناش البطايق لمتزوج "
سليم" متقلقيش يا حياتي انا هدور و هجيبلك اسمه و هعرفهولك "
حياة" ياريت يا بابا علشان وحشتني ملامحه اوي "
سليم" بت عيب كده "
ابتسمت ملك على حديثهم و اردفت بمزاح هي الأخرى" لأ و لأ عيب و لا عيب و لا حاجة يا حاج ده جوزها "
سليم" و انا ابوها "
سلوان" و ماله برضه ما انا امها "
قررت ملك ان تهجر شخصية الملكة قليلا و تندمج قائلة بمزاح " هش استوب انا اختها بس من ملجأ "
حياة" تصدقي طلعنا اخوات" اردفت بهذه الكلمات ثم مدت يدها إليها لتصافحها قائلة" معاكي حياة اختك في تربية الملاجئ"
ملك "تعالى في حضن اخوك يا فواز "
مضت الايام في سعادة منهم جميعا و لكن كان هناك بعض التوتر بسبب البحث عن أسر و محاولة حياة لتذكر اسمه كاملا
حتى جاء اليوم التاسع اي ليلة المهمة دلفت ملك إلى غرفة حياة قائلة "حياة عاملة ايه وحشاني "
حياة" هوحشك ازاي و انا معاكي ٢٥ ساعة في ال٢٤ ساعة "
ملك" سيبك سيبك المهم عايزة اقولك على حاجة"
حياة "قولي يا ملك و ربنا يستر"
ملك "بصي يا حياة انا معروفة في المافيا بالملكة بس انا مش شغالة في المافيا فعلا انا جاسوسة للمافيا عند الشرطة يعني بنقل اخبار المافيا للشرطة و ده غير اني بشتغل قناص في المخابرات فدلوقتي احنا عندنا مهمة بمرة للقبض على رئيس المافيا الأمريكية سعد "
ظهر على وجه حياة الشوق و لم تهتم بكل ما قالته ملك سوا انه طالما سعد موجود اذن أسر موجود فاردفت بحنين" يعني أسر هيكون موجود "
ملك اه هو المسؤول عن المهمة بس ميعرفش انك عايشة"
حياة "طيب يا ملك طمنيني عليه عايزة اشوفه اوي"
ملك "أسر اتغير متحاولش بقى ابليس بجد عموما يعني تابعي الاخبار بكرة بليل هتتم المهمة و الصحافة هتغطي كل حاجة انا واثقة من كده "
حياة" ماشي هتابعها"
و ها نحن نصل إلى مشهد حياة و هي تشاهد الاخبار
عودة من الفلاش باك
ظلت حياة تبكي في أحضان سلوان كثيرا حتى قررت سلوان ان تخبر سليم و يعودون إلى مصر
عاد سليم إلى المنزل ليجد ان سلوان مازلت جالسة على الأرض و لا تزال حياة على حالها تبكي
مجرد ان رات سلوان سليم اردفت "إيه يا سليم اتاخرت كده ليه"
سليم "كان في متوفي قدام البيت و مكنتش عارف اعدي فقعدت معاهم شوية خاصة ان جيرانا هنا في الشارع كلهم مسلمين و عاملين قعدة بيقرأو فيها قرآن فقعدت معاهم" أنهى سليم حديثه ليقع نظره على حياة فاردف "هي مالها بتعيط ليه"
سلوان "جوزها أسر اتقبض عليه "
سليم" ليه ايه اللي حصل هو مش ظابط "
سلوان" مهو حضرة الظابط قتل امجد و سعد علشان يجيب حق حياة"
اقترب سليم من حياة و امسك بيدها حتى تقف من مكانها و احتضنها بشدة و اخذ يربت على ظهرها قائلا "وعد مني هطلعهولك منها ده كده يبقى بيحبك اوي و انا عمري ما هفرط في راجل يحميكي و يحبك كده "
حياة" طيب انا عايزة اخرج اتمشى شوية "
سليم" طيب ماشي بس البسي حاجة غامقة علشان المتوفي اللي قدامنا"
اجابته بشهقات متتالية "حاضر"
صعدت إلى الأعلى و أرادت زيا اسودا ثم خرجت من المنزل حتى وصلت إلى ذلك المكان الذي يوجد به المتوفي جلست تبكي هناك بشدة تعلم أن الجميع سيظنها تقرب له و لذلك فهي حزينة عليه و لكنها جلست هناك فقط حتى لا تسأل ذلك السؤال السخيف و هو "لماذا تبكين"
جلست تبكي كثيرا حتى هدات اخيرا و عادت مرة أخرى إلى المنزل لتجد سليم ينتظرها و اردف "استعدي يلا يا حياة هنرجع مصر علشان نخرج أسر و نستقر هناك و انا كلمت ملك عرفتها"
حياة "يعني هنسافر امتى"
سليم "متقلقيش انا كمان حجزت الطيارة و معادنا كمان نص ساعة يعني تلحقي تجهزي بسرعة"
صعدت حياة إلى الغرفة مسرعة و جهزت كل شيء خلال ربع ساعة
ذهبوا جميعا إلى المطار و ها هم في الطائرة تجلس حياة على الكرسي و بجاورها سليم الذي كانت نائمة على كتفه بينما تجلس سلوان خلفهم
في القسم كان علاء هو و كالعادة المسؤول عن التحقيق مع أسر
فتحدث علاء بغيظ "بقى في ظابط يقتل"
هذه المرة لم يكن ضعيفة فرفع رأسه واضعا قدما فوق الأخرى و اردف "اه قتلتهم"
علاء "يعني انت بتعرف"
اسر "بعترف بإيه حضرتك.. ما انت لو رفعت البصمات او مسكت السكينة او.. او.. كان زمانك عارف ان انا القاتل و انا بكل بساطة بقولك اهو انا القاتل"
ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجهه قائلا و هو يستطنع الأسف "للأسف بقى يا أسر انا مضطر احولك للقاضي علشان يحكم هو عليك بقى حاول تجيب محامي شاطر"
أسر" هشام هيجيبلي "
علاء" طيب استعد بقى و خلي بالك هتبات في التخشيبة هنا لحد ما معاد القضية ييجي "
أسر" ماشي "
وُضع أسر في السجن كان جميع السجناء خائفون منه منهم من ينظر إليه بإعجاب فكيف له ان يتحمل كل هذا و منهم من ينظر اليه بسخط فأسر هو السبب لوضعه هنا كان أسر جالسا على السرير و بجواره كتابه الذي أخذه معه إلى السجن أيضا
اقترب احد السجناء منه و امسك بالكتاب فجأة و أخذه ثم ابتعد عن أسر
كان هدفه ازعاج أسر و لكنه لا يعلم انه ازعج ابليس
اقترب أسر منه بهدوء و امسك بذراعه و قام بلويه قائلا "اولا ده كتابي ثانيا انا ظابط ثالثا و ده الأهم متهزرش مع حد لسة قاتل ابوه و اخوه"
اخذ اسر منه الكتاب ثم دفعه في الحائط بشدة و عاد إلى سريره مرة أخرى و امسك بقلمه و فتح جزء الحب
و كتب "عزيزتي حياة لم ارَكِ يوما سوا حبيبتي و حياتي و صغيرتي رغم انك كبيرة و لكن كنت احس ان تصرفاتك هذه تصرفات ابنتي الصغرى جئت اليوم اكتب لكِ اني اخيرا احضرت حقكِ و قتلت من قتلكِ"
أنهى الكتابة و وضع الكتاب أسفل الوسادة و نام نوما هادئا رغم قسوة ال مكان و برودته و لكنه كان يشعر بالدفئ منذ أن قتل سعد و امجد و استرجع حق حياة
في منزل هشام
كان هشام يبحث في كل مكان و يفتش أوراقه و لم يجد ما كان يبحث عنه حتى لفت انتباهه صوت حنان التي اردفت "في ايه يا هشام هو انت بتدور على ايه"
هشام "بدور على رقم المحامي آدم عمرو يا ماما"
حنان "و انت عايز رقم المحامي ليه"
هشام "هه لأ مفيش أصله اتمسح من عندي"
حنان "أنجز يا هشام و قول نيلت ايه"
هشام "لأ مش انا يا ماما ده أسر"
حنان "أسر.. ماله أسر عمل ايه"
هشام" قتل سعد و امجد "
حنان" يستاهلوا هما اللي اذوه من الاول بس مالهم و مال المحامي "
هشام" لأ مهو أسر اتقبض عليه بتهمة قتلهم "
حنان" يا لهوي طب و الحل "
هشام "ما انا عايز رقم ادم عمرو علشان كده"
حنان" طيب استنى هدورلك عليه"
بعد فترة وجدت حنان الورقة التي كانت تحتوي رقم ادم فاردفت" اخيرا لقيتها "
هشام" هاتي الورقة بسرعة "
امسك هشام بالهاتف و رن على ادم
يعد قليل أجاب ادم" السلام عليكم"
هشام" و عليكم السلام.. المحامي ادم عمرو معايا "
ادم" اه معاك اتفضل "
تحدث هشام بمزاج بعد أن علم ان هذا ادم صديقه فعلا " هو انت مش عارفني و لا ايه يا ادم كفاية جو الرسميات ده "
ادم" هشام حبيبي ازيك عامل ايه"
هشام "بخير الحمد لله و انت عامل ايه يا حبيبي "
ادم "بخير الحمد لله بس انت كنت عايزني في ايه.. ايه اللي حصل "
هشام" جايبلك قضية ملعبكة"
ادم "هات ورقها انت بتتعامل مع أكبر محامي في البلد متقلقش هقولك هي ناجحة ولا لأ "
هشام" يا شيخ يخرب بيت تواضعك ده "
اجابه ادم بمزاح"بقولك ايه يا هشام انا مش ناقص هات الورق بقولك"
هشام" تعالى كافيه .بيت القهوة. هستناك هناك و معايا الأوراق و كل حاجة "
ذهب ادم إلى بيت القهوة كما اخبره هشام و وجده جالسا هناك فجلس أمامه قائلا" حضرة الظابط المعفن اللي مش بيسأل غير علشان مصلحته و بس"
هشام" لأ المرادي مش انا اللي عايزك ده أسر "
ادم" اه عرفته مش ده ابليس برضه "
هشام" عليك نور اهو أسر ده بقى هو ابليس و قتل سعد و امجد"
ادم "بس كده سهلة اوي دي تكاد تكون من أسهل القضايا اللي اخدتها بي قولي امجد ده قتل قبل كده "
هشام" اه قتل حياة "
ادم" حلو اوي و سعد ايه الجرايم اللي عملها "
هشام" قتل رئيس المافيا چاك و قتل راجل تاني علشان اتسسبله في حادثة ده غير تجارة الأعضاء و المخدرات"
ادم" طيب بص يا هشام.. اولا دلوقتي أسر يستحيل يكون سليم نفسيا و ده اللي احنا متأكدين منه... ثانيا امجد و سعد لو كان اتقبض عليهم كان القاضي هيحكم عليهم بالإعدام... ثالثا أسر ظابط من حقه يقتل في حالات معينة و بكده هو استعمل حقه القانوني مش اكتر "
هشام" بس ده مهما حصل قتل برضه و لازم يتعاقب "
ادم" شهر او اتنين بالكتير ده لو القاضي حاطه في دماغه "
هشام" طيب تمام تعالى بقى قابل أسر بس بقولك ايه حد حذرك منه و من علاء "
في قصر الشهاوي
سمعت ميرا الاخبار و لكنها لم تبكي حتى الدمع لم تدمع عيناها قط
و لكن كل ما فعلته انها قامت بمهاتفة علاء قائلة "دلوقتي انت رئيس المافيا و علشان تثبت ولاءك لينا لازم تقتل أسر او على الاقل تجيبله حبل المشنقة "
علاء" بس كده يا ميرا هانم سهلة اوي دي"
أنهت كلامها معه ثم صعدت إلى غرفة مريم التي كانت تتحدث في الهاتف و مجرد ان راتها اردفت "طيب يا حبيبتي هكلمك تاني"
ميرا" كنتي بتكلمي مين يا مريم "
مريم"كنت بكلم صاحبتي يا ماما "
ميرا" عرفني الاخبار "
مريم" لأ بس واضح من جمودك ده انه مش حاجة مهمة "
ميرا "سعد ابوكي مات و اللي قتله كان أسر"
هبت مريم من مكانها قائلة "أسر اخويا هو اللي قتله"
ميرا" هو انتي صدقتي الكدبة و لا ايه أسر ده احنا كنا خاطفينه"
لم يظهر على وجه مريم اي اهتمام و نظرت إلى ميرا و اردفت "ايوة يعني فيها ايه يعني ما انتوا خطفتوه لازم طبعا ينتقم روحي شوفي امجد قوليلي "
ارتفع صوت ميرا التي نظرت إلى مريم بغضب قائلة" لأ يا حياتي مهو أسر قتل امجد هو كمان "
مريم" هو انتي زعلانة و لا ايه يا ماما اصلا انتي و سعد معملتوش لينا حاجة نحبكم علشانها دايما فلوس و خلاص تصدقي احسن برضه ان بابا و امجد ماتوا روحي بقى امسكي انتي المافيا و سيبيني اكمل كلام في التليفون"
ميرا "انتي صح انا هروح اقتل أسر و نمسك المافيا انا و علاء و اولعي بقى "
مريم" متشكرين يا ست المافيا ميرا "
خرجت ميرا من غرفة مريم
و فتحت مريم الهاتف مرة أخرى و هاتفت ذلك المدعو حمادة فهي لم تكن تحدث صديقتها و اردفت حينما اتاها الرد
" حمادة مش هعرف أقابلك هنا في البيت علشان ابويا اخويا اتقتلوا و انا مش ناقصة امي شوف كده اي شقة من اللي انت تعرفهم و عرفني المكان و المعاد"
حمادة "خلاص بصي استني كده كمان ساعة هكلمك اعرفك كل حاجة"
مريم "ماشي يا حبيبي هستنى"
في القسم ذهب كل من ادم و هشام إلى أسر في زيارة خرج أسر من السجن كالعادة حاملا كتابه و جلس امام ادم و هشام قائلا" ازيك يا هشام عامل ايه و مين ده "
هشام" اعرفك ده ادم عمرو"
أسر "اه عارفه أكبر محامي في البلد و هيعرف يخرجني من القضية"
ادم" حلو اوي كويس انك عارفني يا أسر حابب اعرف منك بعض المعلومات علشان الخيوط كلها تكون في أيدي"
اجابه أسر ببرود "و انا مش هتكلم انا غلطان اني قتلتهم و لازم اتحمل نتيجتة غلطي و اللي هي الإعدام و بكده انا هكون روحتلها و ارتاحت "
نظر ادم إلى هشام و اردف" عايزك ثواني يا هشام "
أسر" ياريت تروحوا و مترجعوش لأني عند قراري "
ذهب كلاهما إلى الزاوية في الغرفة بعيدا عن أسر و شرع هشام في الحديث" في ايه يا ادم "
ادم" أسر فعلا مريض نفسي يا هشام و لازم يتعالج "
هشام" هنعالجه ان شاء الله بس هو عادي يعني يفضل كده لحد حكم القاضي "
ادم" اه ده اصلا الأفضل اصل خلي بالك ان مرضه ده في صالحنا "
ظهرت على ملامح هشام الحزن قائلا "بس ده حقه يتعب فعلا هو بيحب و صعب اللي بيحب واحدة يشوفها بتموت قدامه "
ادم" انت بتحب مين يا هشام"
هشام" هه لأ لأ لأ انا مش بحب حد "
ادم" يا ولد مش عليا الكلام ده ژ
هشام "هبقى احكيلك بس تعالى نروح لأسر دلوقتي"
عادا إلى اسر الذي اردف" شكلك منك ليه نسيتوا ان انا ظابط و بعرف اقرأ حركة الشفايف"
ابتلع هشام ريقه و نظر إلى ادم الذي نظر إليه أيضا و هو يتصبب عرقا من الخوف
قاطع أسر هذه النظرات بحزم قائلا "لأ بقولكم ايه مريض نفسي مش مريض نفسي كده كده مليش قعدة في الدنيا دي تاني ژ
هشام" طيب و مامتك سلوى و ماهر باباك و اخواتك أسد و چنى و ماما جنان هتعمل ايه "
أسر" ان شاء الله يسامحوني "
ادم" طيب يا أسر احكيلي ايه اللي حصل و انا مليش دعوة بالقضية نهائي "
أسر "اطلع برا يا استاذ ادم انت و حضرة الظابط هشام علشان انا زهقت"
هشام "انت قتلتهم يا أسر صح "
ابتسم ببرود قائلا" لو بصيت في الكاميرات اللي في المخزن هتعرف اني اللي قتلتهم اصلا "
نظر هشام إلى ادم الذي ابتسم بسخرية قائلا" هو في ظابط بيعلن بكل سهولة كده عن أسراره على العموم احنا ماشيين يا أسر "
ظهر التعجب على وجهه و لكنه أظهر اللامبالاة كالعادة و اشار للعسكري ثم اردف" مش عايز حد يجيلي هنا تاني و اه صح القضية بكرة يعني كده كده مش هتقدروا تعملوا حاجة"
ادم "عندك حق يا أسر احنا هنمشي "
مد أسر يده إليهما بالكتاب قائلا" هشام ادي الكتاب ده لماما حنان خليها تعينه مكان ما بيتعان و طمنني عليها هي عاملة ايه"
هشام "زعلانة يا أسر علشانك اوي و حاضر هخليها تعينه "
تنهد أسر بعمق قائلا "طيب طمنها عليا و قول ليها تسامحني "
هشام" حاضر يا أسر "
ذهب العسكري اليه و اعاده إلى السجن مرة أخرى و لكن هذه المرة كان ونيسه الوحيد ليس معه
نام أسر في انتظار القضية غدا
عاد هشام و ادم إلى منزل هشام و اردف هشام" ماما يا حنون "
حنان "ايوة يا هشام جاية اهو "
ذهبت اليه حنان و اردفت" ها وصلت لايه"
هشام" كل حاجة تمام و انا هعرف اجيب باقي الدلايل على براءته و هنخرجه"
حم حم ادم باحراج قائلا "احم احم ازيك يا طنط حنان فكراني"
حنان "اكيد فاكراك يا ادم طمنني عليك اخبارك ايه "
ادم" بخير الحمد لله انا معايا الخيوط كلها و متقلقيش هيخرج"
حنان "يا رب يخرج يا رب طيب انتوا مش عايزين اعمل ليكم حاجة "
هشام" اعملي قهوة لينا علشان مسهرين شوية و نامي انتي بقى "
حنان" حاضر يا حبيبي "
ذهبت حنان لتعد القهوة بينما فتح اتصل هشام بملك قائلا" ايوة يا ملك انتي فين دلوقتي "
ملك" انا في أمريكا بجهز حاجاتي و نازلة مصر "
هشام" طيب يا ملك ممكن تروحي موقع الجريمة هتلاقي كميرا دقيقة في مكان فيه انا محتاجها باي تمن"
ملك" تمام يا هشام هجيبهالك "
بعد مرور عدة ساعات كانت الرابعة فجرا تقريبا ذهبت ملك اليهم بالكاميرا قائلة" اتفضلوا اهي بس هي ايه دي دي دقيقة اوي "
هشام" مهو هو ده نوع أسر المفضل من الكاميرات "
ملك" طيب انا هروح بيتنا بقى سلام "
هشام" اجي اوصلك "
ملك" عيب سيادة المدير انا تدريبك برضه"
ادم "ايه ده هو انت مدير جهاز المخابرات يا هشام"
اجابه هشام بغرور "اه بس مبحبش اتكلم عن نفسي كتير.. ها قولتي ايه يا ملك"
ملك" لأ هوصل نفسي بنفسي "
عادت ملك إلى المنزل الخاص بسليم الرفاعي في مصر لتجد ان سليم مازال مستيقظا فاردفت" ايه يا بابا لسة صاحي ليه "
سليم" بحاول اوصل لمعلومات عن اسر ده "
ملك" انا معايا كل المعلومات هعرفهالك متقلقش.. بص اسمه أسر ماهر العراقي بن ماهر العراقي سلوى توأم مراتك يبقى رجل الأعمال المتخفي أسر العراقي و حضرة الرائد أسر العراقي"
سليم "يعني ايه يعني حياة اتجوزت بن خالتها و مش بس كده ده احنا عاملين معاها مشاكل كمان "
الفصل الثالث والعشرون
ملك "طيب خد الصدمة بقى سلوى متعرفش اصلا ان حياة بنت سلوان"
سليم "انا ميهمنيش كل ده المهم عندي حياة"
ملك "طيب هي عاملة ايه دلوقتي"
سليم "نايمة فوق"
ملك "طيب على العموم بكرة الحكم على أسر يفضل تكون حياة هناك"
سليم "بجد طب و المحامي"
ملك "ادم عمرو أكبر محامي ماسك القضية "
سليم" طيب هاتي العنوان "
كتبت له ملك العنوان على ورقة و اعطته اياها و اردفت" أسر ميعرفش انها عايشة و محدش اصلا يعرف انها عايشة غيرنا وجودها هيكون صدمة لأسر فارجوك تخلي بالك منها و منه علشان الاتنين بيحبوا بعض اوي "
سليم "طيب ماشي يا ملك بس دلوقتي انا في حيرة"
ملك" ليه كده يا بابا قول بس و انا هفهمك"
سليم "انتي عايزة تقتلي أسر و لا لأ"
ذهبت عيناها إلى الأرض قائلة" هو في الأول كنت عايزة اقتله لحد ما اتعرفت على هشام و بدأت اساعده في الشغل و بصراحة كده احم احم حبيته فقررت ابعد عن شغلي ده اما أسر فكنت مفهمة كل اللي بشتغل معاهم انه قبض على اهلي لكن في الحقيقة هو معملش حاجة فقررت اني مش هأذيه ده غير اني بحبكم انتوا و حياة و عمري ما هعمل حاجة تزعلكم "
دمعت عيناه بحب و احتضنها بشدة قائلا" احلى بنوتة عندي دي و لا ايه "
ملك" طيب معلش يا بابا نكمل كلام بكرة علشان عايزة انام "
ماهر" تصبحي على خير يا ملوكتي "
في اليوم التالي استيقظ ماهر مبكرا و ايقظ سلوى و بعد مرور نصف ساعة كانوا جميعهم قد استعدوا للذهاب إلى المحكمة
كان أسر يقف مقيدا بالاصفاد منتظرا دخول القاضي و لكنه وجد چنى تدخل سريعا إلى الغرفة باكية و وقفت أمامه تضع يدها على فمها لا تستطيع الحديث
اخرج أسر يده من بين القضبان و مسح لها دموعها قائلا "مفيش حاجة متخافيش و بعدين يعني انا قتلت و ده لازم يحصل"
اجابه أسد الذي كان يقف بجوار چنى "لأ يا أسر انا اتواصلت مع هشام و ادم و هتخرج منها يا أسر يعني هتخرج منها و هما جابوا الكاميرات و كل حاجة و دلائل على معاملتهم الوحشة ليك هتخرج يا أسر بالغصب"
عاد أسد و چنى و جلسوا في مقاعدهم بجوار ماهر الذي كان يحاول ان يتماسك ليبعث في قلوبهم الهدوء و سلوى التي كانت لا تكف عن البكاء
لحظة صمت حلت على المكان هدوء رهيب و فجأة خرجت شهقة قوية من أسر و اتسعت عيناه اخذ يرمش عدة مرات يحاول استيعاب انها هي حياة المقتولة
سقطت دموعه بشدة و كأنها تتصراع من منها سيسقط اولا تركت حياة والداها و ذهبت إلى أسر بسرعة و امسكت بالقضبان تهزها خلفا و اماما منتظرة ان تسقط و يخرج أسر اما هو فكان مثل الجماد يقف دون أن يتكلم كل ما يفعله هو البكاء تركت حياة القضبان ثم مدت يدها إليه من بينهم و امسكت بيده قائلة
"وحشتني اوي يا أسر بجد انا كنت بموت من غيرك ليه تعمل فيا كده ليه تأذيني و تأذي نفسك تعرف ان رؤيتي ليك بالمنظر ده بتوجع قلبي"
لم يكن يفعل شيئا سوا البكاء فتركت يده و مسحت دموعه قائلة "طيب ما ترد عليا وحشني صوتك يا أسر انت كلك وحشتني علفكرة"
خرج صوته المتقطع و هو يحاول الصمود بعد أن قضى عليه صوتها" انتي عايشة؟! "
حياة" اه عايشة بس انت مش عايش.. لأ انت مش أسر يا أسر ارجع تاني"
أسر "وحشتيني... وحشتيني اوي.. تعرفي انا عملت كل ده علشانك.. كل دول هنا دلوقتي علشانك "
ابتعد عنه بدموع حينما دلف القاضي إلى القاعة و قاطع حديثهم قائلا "محكمة"
بدا الحديث في القضية بكلمة القاضي "الدفاع يتكلم "
امسك هشام بكل الأوراق قائلا بالفصحى" من أسوأ الأشياء سيدي القاضي قتل اخ لأخيه فما بالك بقتله لزوجة أخيه و انا هنا اتحدث عن امجد سعد الشهاوي الذي قتل زوجة موكلي المدعوة حياة الرفاعي"
نظر إليه القاضي عدة صغنونة ثوانٍ ثم اردف "طيب و هل في دليل على أن امجد هو الجاني"
ادم "بالطبع سيدي القاضي هناك عدة دلائل "
ثم اتجه إلى القاضي و مد يده ببعض الأوراق قائلا" الورقة الأولى هي دليل القبض على امجد بتهمة قتل حياة.. الورقة الثانية بها الموقع و التاريخ و الزمن"
نظر القاضي في الأوراق بتمعن و تحدث" بس ده مش كافي "
ادم" لدي دليلين اخرين "ثم أشار إلى الشاشة و اردف" هل تسمع ليه"
القاضي رأسه فاتجه هشام إلى الشاشة و وضع بها فلاشة تظهر كل ما حدث في أثناء قتل امجد لحياة
شاهد القاضي كل ما حدث و استرسل" طيب في دليل ناقص"
ادم "اريد استدعاء حياة كشاهد"
تعحب الجميع لكونها حية ترزق فاردف القاضي
" مش هي اتقتلت"
هشام "لا سيدي فقد تم علاجها"
القاضي "تمام تعالي يا حياة شهد"
ذهبت حياة و وقفت قبالة القاضي تمسح دموعها و تحاول إظهار القوة
فشرع القاضي في الحديث "قوليلي يا حياة ايه اللي حصل "
حياة" كتبنا كتابنا عادي و بعدها خرجنا سوا و اتصورنا و بعدها كنا بنتمشى و فجأة جه حد و خدرنا و خدنا مخزن و هناك اعترف انه اخو أسر اللي متربي معاه و طعني بالسكينة و كان رابطني انا و أسر بقيود معمولة من الحديد"
القاضي "طيب انتي مش ملاحظة حاجة متغيرة في أسر"
حياة" أسر كله متغير ده بقى "
حرك أسر عينيه بملل قائلا" بصوت منخفض مريض نفسي "
و لكن فاجأته حياة بكلامها" ده بقى حد تاني طيب بس بيحاول يخفيها ورا القسوة "
شعر أسر انه اخيرا هناك من فهمه و لكن كيف لا تفهمه و هي حياته
نظر إليها القاضي قليلا ثم نظر إلى ادم قائلا" تمام حابب تسألها اي أسئلة"
ادم "لا شكرا لكرمك سيدي القاضي "
عادت حياة و جلست مرة أخرى بجوار والديها تبكي كان أسر يشاهد كل ما يحدث و لا يدور في عقله سوا انه يود الخروج من هنا ليجلس مع حبيبته حياة حتى لو بضع ثوانٍ"
تحدث ادم مرة أخرى" و الآن سيدي القاضي اود إثبات لك ان أسر ليس في حالته النفسية الطبيعية و "
قاطعه القاضي قائلا" يا بني ده شيئ اكيد عندك ايه تاني "
هشام" اود القول انه تبعا للمادة رقم ٢٤٦ من قانون العقوبات المصرية انه في حالة الدفاع عن النفس لا يتم القبض على القاتل"
القاضي" و فين دليلك على انه دفاع عن النفس "
اتجه ادم إلى الشاشة مرة أخرى و وضع بها فلاشة و قام بتشعيلها ليظهر سعد في المخزن و هو يقترب من أسر بسكين و لكن سرعان ما امسكه أسر و كبله و ألقى بالسكين على الأرض فامسك امجد السكين و ذهب تجاه أسر و كاد يضربه في ظهره و لكن أسر سرعان ما امسك به قيده هو و الاخر و بالطبع تعلمون ما حدث بعدها
القاضي "عندك اي حاجة حابب تقولها"
ادم "لا فقد انتهيت"
نظر القاضي إلى علاء و اردف "انت تبقى تبقى دفاع المجني عليه"
علاء "اه انا يا فندم"
القاضي "اتفضل اتكلم"
علاء "انا مش هقول غير كلمتين القتل كان قصد مش دفاع عن النفس لانه زي ما احنا شفنا أسر قدر يمسكمهم كان المفروض يسلمهم مش يقتلهم و هو كده خرق القانون الخاص باللمادة"
جلسوا جميعهم و كان أسر يدعوا ربه من كل قلبه ان يتم الإفراج عنه فقط ليجلس مع حياة
اخذ القاضي و المستشارون يتحدثون لبضعة دقائق ثم اردف القاضي" قررنا نحن هيئة القضاة و المستشارين الحكم على الضابط أسر العراقي بالسجن لمدة شهر و بعد انتهائه يمكن أن يعود إلى عمله كضابط مرة أخرى و لكنه سيتم تدريبه من البداية"
بكت حياة بشدة بينما بكى أسر و لكن ليس حزنا على نفسه بل لأجل بكائها.
خرج القاضي من المحكمة و خلفه الباقون عدا عائلة أسر و عائلة حياة امى سلوى فقد اغشي عليها أخذها ماهر بسرعة إلى السيارة متجهين إلى المشفى بينما ذهبت چنى و أسد و حياة و منة خلف الضباط الذين اخذوه إلى السجن
بعد قليل كانت حياة و أسد و چنى و منة يجلسون معه في زيارة كانت عيناه لا تهبطان من على حياة لاحظ أسد نظراته هذه فاردف "طيب هنخرج احنا بقى و نسيبك مع مراتك شوية بس خلي بالك فاضل عشر دقايق و الزيارة تنتهي"
خرجوا جميعهم اقترب أسر من حياة بكرسيه و امسك بيدها يحاول تصديق انها مازلت حية و اخيرا قد صدق وجودها الفعلي فقام بتقبيل يدها قائلا "اسف"
حياة "على ايه"
أسر "علشان حطيتك في الموقف ده و علشان خوفتك عليا و علشان انا السبب في موتك "
حياة" لأ يا أسر كل شيئ بايد ربنا و عايزاك تعرف ان انا بحبك اوي"
أسر "و انا كمان بحبك اوي يا حياتي"
حياة "طمنني عليك"
أسر "اهو زي ما انتي شايفة كده حالتي كرب "
اجابته حياة بحزن "متخافش دي كلها شهر "
نظر لها بتعلق و كأنه طفل يتمسك بامه قائلا" خليكي معايا"
دمعت عيناها لا تعلم ماذا تفعل و لكنها اقتربت منه ممسكة بيداه و قبلتهما واحدة تلو الأخرى و اردفت" هجيلك كل يوم مش هسيبك"
أسر" اكيد هتيجي علشان انا هستناكي "
حياة "لأ متقلقش هاجي"
ظلت معه حتى انتهى وقت الزيارة و مجرد ان خرجت وجدت چنى امامها تقول" ها يا حياة هو عامل ايه"
حياة "حالته النفسية صفر"
چنى "هيبقى كويس ان شاء الله"
ذهب هشام تجاههم و الذي اردف" حياة كان في كتاب أسر دايما متمسك بيه معرفش ليه الصراحة مفتحتهوش بس قررت اديهولك انتي مراته فقراءتك هتكون افضل من قراءة حد فينا ليه
حياة" طيب ماشي بس فين منة و أسد و بابا و ماما و ملك
چنى" منة و أسد مع بابا و ماما في المستشفى و انتي عيلتك قاعدين مستيينك هناك اهم "
نظرت حياة إلى هشام قائلة" هخليهم يروحوا و هجيلك علشان تجيب الكتاب "
چنى" و انا كمان هروح البيت اجيب شوية حاجات و هطلع علطول على المستشفى"
بعد قليل كانت حياة تقف في فيلا أسر تتفحصها و تشاهد جمال ذوقها حتى اقتربت منها حنان قائلة" اتفضلي الكتاب اهو يا حياة و طمنيني على أسر اول بأول "
حياة" متقلقيش هو كويس و مفيهوش حاجة المشكلة انه هيتحبس شهر "
حنان" يا رب يطلع بدري عن كده "
حياة" يا رب "
غادرت حياة و عادت حنان إلى منزل هشام و اردفت "انا مش فاهمة حاجة هي ازاي عايشة"
هشام "كل الحكاية أنها حالتها اتشخصت غلط فمدير المستشفى نقلها أمريكا بعد ما كانوا أعلنوا وفاتها و أسر قتل سعد و امجد انتقام ليها "
حنان" و الله سعد و امجد يستاهلوا بس أسر.. ليه يتقبض عليه"
هشام كلها شهر يعني لو روحنا نزوره كل شوية مش هيقعد في السجن كتير و مش هيحس بالوقت"
حنان "طيب انا عايزة اروح اشوفه"
هشام" بكرة "
عادت چنى إلى فيلا العراقي لتحضر بعض الطعام و الملابس فوجدت جواد امام الفيلا يدق الجرس فاتجهت ناحيته و اردفت "تعالى با جواد اتفضل "
جواد" لأ انا بس كنت عايز اعرف دكتور أسد فين علشان كنت محتاجه ده غير انه بقاله فترة مش بييجي و الاخبار مقلوبة على أسر و انا مش فاهم حاجة"
چنى "طيب علشان وقفتنا دي مش هتنفع تعالى نقعد في اي كافيه جنب البيت نتكلم"
ذهب كلاهما إلى المقهى و جلسا هناك و قصت عليه چنى كل ما حدث و ختمت حديقها قائلة" ها بقى كنت محتاج أسد في ايه "
اعتدل في مكانه و هو يضبط نظارته قائلا" هه لأ دي مشكلة تافهة هتصرف انا"
چنى" عدلت النضارة يبقى متوتر قول في ايه ده انا دكتورة يا ولا "
جواد" في شوية شباب في الجامعة مش سايبيني في حالي و انا مش عايز اتخانق معاهم"
چنى "يعني بيعملوا ايه "
جواد" مش وراهم حاجة غير التنمر عليا"
چنى "اتكلم عادي"
جواد" اتكلمي "
چنى" مهو لازم بتتريقوا عليك بكعب الكوباية دي اللي يلبس نضارة يلبس حاجة صغيرة اول عدسات ده غير اسلوبك في الكلام اللي عامل شبه دودة الكتب ما انا عندك اهو بتكلم زيهم ده انت عايز قعدة تبوظ أخلاقك"
جواد" ايه نعم هو انتي بتقولي ايه"
چنى" يا عم الاستاذ جواد اقصد تغير كل حاجة فيك من اسلوبك لشكلك لنضارتك و كل ده "
جواد" طيب ماشي هبقى استفيد من خبراتك دي بس بعد ما نروح المستشفى و عايز ابقى اروح اشوف أسر "
چنى" ماشي تعالى "
أوقف جواد سيارة أجرة و ركب بجوار السائق في الأمام و چنى بالخلف بعد قليل وصلا إلى المستشفى صعدت چنى اولا و خلفها جواد و مجرد ان دخلت نظرت إلى أسد قائلة" لقيت جواد واقف بيرن الجرس فعرفته مكان المستشفى و جه و هو عايز يبقى يقابل أسر "
أسد هو فين" چنى كان على السلم من شوية"
دلف جواد قائلا "ازيك يا دكتور"
أسد "يوه اكتر كلمة كرهتها في حياتي كلمة دكتور دي اقسم بالله كلمة مستفزة بطل تقولها"
جواد "حاضر يا دكتور أسد "
أسد" ولا هو انت غبي "
جواد" لأ بس بستغبى "
قاطعت چنى حديثهم قائلة" طب ايه هتفضلوا في لعب العيال ده كتير انا عايزة اروح اشوف ماما "
أسد" تعالي ندخل تتطمن عليها "
كان ماهر جالسا في الداخل على الكرسي بجوار سلوى ممسكا بيدها و كأنه خائف من أن تضيع منه اقترب أسد منه و اردف" جواد برة عايز يدخل ادخله "
ماهر "اه طبعا يا أسد دخله "
دلفوا جميعهم إلى الداخل اقتربت چنى من ماهر قائلة "هي مالها يا بابا الدكتور قال ايه "
ماهر" قال مفيش اي حاجة هو بس انهيار عصبي يوم كده و هتهدى"
چنى "ده احسن ليها علشان تتقبل الصدمة اسرع"
أخذوا يتحدثون سويا في انتظار ان تستيقظ
في منزل سليم
ذهب سليم إلى سلوان قائلا "سلوان انا عايز اقولك على حاجة"
نظرت إليه يضيق قائلة" عارفة انت عايز تقول ان أسر بن سلوى "
سليم " طيب انتي مش ملاحظة انكم كنتوا متخانقين علشان حاجة تافهة و كده مينفعش انتوا دلوقتي عيالكم متجوزين"
سلوان "هخليه يطلقها لما يطلع"
انفلتت اعصابه و اردف بغضب "هو انتي مش شايفة حالتها عاملة ازاي علشان مجرد انه محبوس شهر اومال لو خليتيه يطلقها بقى هتعمل ايه"
خرجت حياة من غرفتها على صوتهم و اجابته ببكاء
" انا مش عايزة اتطلق و هروح اقعد في شقتنا اللي كنا هتتجوز فيها انا و أسر مش هسيب بعض و بعدين احنا مالنا بخناقاتكم اتصرفي انتي خالتو بعيد عننا انا و أسر"
اخذت كتاب أسر من غرفتها و حقيبة وضعت بها بعض الملابس و اتجهت إلى منزل هشام فهي تعرف موقعه سابقا لأنه أخذها هناك من قبل لنذهب مع حنان و تحضر لها الكتاب
فتح هشام الباب على أثر دقه الشديد لبجدها واقفة أمامه تبكي قائلة" انا عايزة مفتاح الفيلا بتاعة أسر انا عايزة اقعد فيها"
فذع على مظهرها هذا و لكنه اردف بهدوء "طيب اهدي و تعالي ادخلي هنا و انا هجيبلك ماما توديكي"
صعد هشام إلى غرفة حنان و ايقظها قائلا "ماما قومي حياة هنا"
بعد قليل كانت حنان جالسة بجوار حياة و تحدثها بهدوء" طب فهميني يا بنتي ايه اللي حصل مخليكي منهارة كده و بعدين افضل انك تقعدي في بيتك مع اهلك"
اجابتها حياة بنبرة ضعيفة" لأ ده ماما عيزاني اتطلق من أسر و انا بحبه انا مش هقعد معاها تاني"
حنان" طيب اهدي و متخافيش مفيش حاجة من دي هتحصل و انتي هتفضلي مراته تعالي هوديكي الفيلا و ابات معاكي "
حياة" لأ لو سمحتي انا عايزة انام هناك لوحدي "
حنان" خلاص تعالي اعرفك على كل حاجة فيها كده علشان متتوهيش "
ذهبت حنان و معها حياة إلى الفيلا و اخذتها و عرفتها على كل مكان في للفيلا حتى دخلتا غرفة أسر
هناك اقتربت حنان من الخزانة قائلة" شايفة الدولاب ده أسر كان محتفظ فيه بالقميص اللي كان غرقان بدمك اخدته انا و حرقته علشان حاجة زي دي مينفعش تكون عنده قام هو زي ما انتي شايفة حالته دلوقتي بقى دايما بارد و عصبي مش فارق معاه حاجة ده وجودك هو اللي خلاه يحس علفكرة"
حياة "طيب و الكتاب ده كان بيعينه فين "
حنان" في مكان كده في خشب السرير من تحت أسر بيخبي فيه الكتاب ده "
حياة" تمام شكرا يا ماما لو احتاجتك هكلمك "
اخذت حياة رقم هاتف حنان و من ثم غادرت حنان
اقتربت حياة من الخزانة و فتحتها و اخذت تبحث في ملابسه حتى وجد زيا منزليا خاص بأسر أخذته و قربته من انفها تشتم رائحته بحب ثم ارتدته رغم أنها احضرا ملابسها معها و جلست على السرير ممسمة بالكتاب
فتحت الكتاب تقرأ و تبكي و لكن حينما جاء دور جزء الحب قلبته كانت خائفة من قرائته مرت العديد من الساعات عليها و هي تقرأ حتى انتهت من القراءة و لم يبقَ سوا الحب امسكت به و فتحته بخوف و لكنها لم تجد به سوا الأبيات الشعرية التي كان قد كتبها من قبل
أنهت قراءتها بحب و دموعها على خدها ثم وجدت في النهاية اسمها شعرت بسعادة كبيرة تحتل قلبها احتضنت الكتاب و نامت
في اليوم التالي استيقظ حياة مبكرا و اعدت الإفطار و ذهبت إلى أسر في زيارة
خرج أسر متلهفا لرؤيتها و مجرد ان رآها احتضنها بشدة لم يكن يهتم لباقي الزوار و السجناء من حوله
بعد قليل جلس كلاهما و أخرجت حياة الطعام و وضعته على الطاولة قائلة
"اتفضل كل"
أسر "مش جعان"
حياة "مليش دعوة لازم تاكل علشان صحتك اومال لما تخرج هتاخد بالك مني ازاي"
أسر "هو ايه اللي هاخد بالي منك ما انتي عندك اهلك واخدين بالهم منك اهو"
اجابته حياة بحزن "سبتلهم البيت"
ظهرت الصدمة على وجهه و اردف "نعم.... ليه كده"
حياة "عايزينا ننطلق"
احمرت عيناه قائلا" ده على جثتي "
حياة" افهم بقى بيقولوا ان امي تبقى سلوان توأم امك سلوى و هما متخانقين "
و يظهر ابليس قائلا" يتخانفوا و لا يولعوا احنا مالنا انا مليش اهل غيرك و انتي كمان و بس كده"
انكمشت على نفسها في الكرسي و نظرت إليه بخوف نبرة صوته القوية و بروده
لاحظ أسر خزفها هذا لتحدث بهدوء" بصي ابعدي عنهم دلوقتي على ما اخرج و انا هحل المشكلة و مش عايزك تخافي مني"
حياة" بس انت عليت صوتك و بعدت عن اهلك انا اه بحبك و انت بتحبني بس مينفعش ان احنا نتبرى من أهلنا ده حرام و بعدين احنا مصدقنا تلاقيهم"
ابتسم أسر يتذكر حديثها قائلا "كان وجودهم في حياتنا نعمة كان حلم حلو دلوقتي هما اللي عايزين يفرقنا وجودهم بقى كابوس "
حياة "لأ متقولش كده هيسيبونا متقلقش "
أسر" المهم وجودنا مع بعض الباقي كله هيتصلح مع الوقت "
حياة" هو انا ممكن اقولك حاجة بس متزعلش "
نظر إليها بشك و لكنه مازال يحاول ان يطمأنها فنظر
إليها بحب قائلا" انا مستحيل ازعل منك قولي انتي عايزة ايه "
حياة" انا روحت الفيلا بتاعتك نمت فيها "
أسر" فيلتنا مش فيلتي و بعدين فيها ايه يعني تنورينا يا حياتي "
حياة "و كمان اخدت هدومك لبستها "
ابتسم أسر على تلك البراءة الطاغية قائلا "بس كده هدومي كلها متغلاش عليكي البسيهم كلهم عادي "
حياة" و بصراحة كده عملت جريمة كمان "
توقع أسر انه شيئا صغيرا مثل هذه الأشياء فاردف بمزاح" ايه كلتي الشوكولاتة اللي في التلاجة "
حياة "لأ "
أسر" يبقى عملتي اكل من اكلي"
حياة "انت بتهور ليه"
أسر "اصل يا حبيبتي انتي لو عملتي اي حاجة فداكي هو انتي مشوفتش انا عملت ايه في سعد و امجد "
حياة" يعني اقول عادي و مخافش"
أسر "قولي عادي كبيرك ايه يعني بوظطي حاجة قولي قولي "
حياة" بصراحة كده انا اخدت ال كتاب بتاعك من هشام"
امتعضت ملامحه قائلا" و بعدين عملتي ايه "
حياة" فتحته و قراته كله بصراحة "
اجابها بصدمة و صوت مرتعش " نعم قراتي الكتاب.. طيب وصلتي لحد فين "
حياة" بصراحة كده خلصته.. و انا كمان بحبك اوي و عايزة اقولك متزعلش من حاجة انا و انت هنعدي كل ده سوا "
أسر" مهو اللي مزعلني دلوقتي انك قرأتيه