
رواية صغيرة ابليس الفصل الثامن عشر18 بقلم جني محمد
عاد أسر إلى الفيلا و دلف مناديا حنان "حنون يا حنون انتي فين"
تحدثت حنان من المطبخ "ايوة يا أسر انا هنا في المطبخ جاية اهو"
ذهبت حنان إلى أسر و حينما رأته اردفت "إيه يا استاذ أسر حوار القميص الأبيض اللي انت طالعلي فيه ده"
نظر إليها بعيون تتصنع البراءة ليقول "ايه انا هو فيها ايه يعني قميص ابيض و هلبسه عملت جريمة انا"
حنان "لأ ابدا... بس الغريب انك مش بتحب القمصان البيضة اعترف بقى احسنلك"
أسر "هو احم احم كده اول مرة علشان كنت في القسم و مكانش فيه غيره قدامي "
حنان" تمام.. و دي هتبقى تاني مرة تلبسه اقدر اعرف ليه؟ "
ارتبك قليلا محرجا مما سيقوله" بصراحة يعني هو حياة قالت انه شكله حلو عليا بس البس جزمة بيضة بدل السودة "
حنان" اه ده الموضوع طلع فيه حياة.. خلاص بقى هوضبلك الطقم و في يوم كتب كتابك عليها ابقى البسه ايه رايك "
أسر" حلو اوي الفكرة دي يا حنون تسلملي دماغك "
حنان "طيب ايه رايك بقى تعرض عليها تكتبوا الكتاب قريب انتوا عارفين بعض بقالكوا كتير مش محتاجين خطوبة يعني"
أسر" والله انا عايز اعمل كده.. هكلمها في الموضوع ده النهاردة و اشوف كده "
حنان" بس خلي بالك البنت هتعمل ليها فرح و الجواز مسؤولية "
أسر" حاضر حاضر انتي محسساني انك بتكلمي عيل ١٩ سنة عايز يتجوز انا ظابط و عندي ٢٥ سنة علفكرة "
حنان" دول هوا يا حبيبي "
أسر "بقى كده "
حنان" روح يلا بس علشان تقابل حياة و تشوف هتعمل ايه "
أسر" بس في مشكلة لو هي وافقت مين هيبقى وكيلها"
حنان" اخوك أسد حلال عادي "
أسر" خلاص هكلمها في الموضوع ده ان شاء الله "
حنان" طيب يلا على الشركة علشان متتاخرش "
أسر "رايح اهو سلام "
خرج أسر إلى السيارة و ركبها و انطلق إلى الشركة
بعد قليل كان قد وصل و دلف إلى الشركة بمظهر غير معتاد عليه من العملاء فقد كان مختلفا يبدو على وجهه الفرح صعد أسر إلى مكتبه ليجد حياة جالسة ترتب بعض الأوراق
اقترب منها أسر و هو يتصنع الجدية قائلا" ازيك يا حياة ها في ايه جديد النهاردة نشتغل فيه"
حياة "مفيش حاجة غير ان في شركة اسمها العراقي جروب طالبة تعمل شراكة معاك و علفكرة الشركة دي كبيرة جدا و مش بس كده لأ ده شراكتها معانا هتقلب حال الشركة خالص و هنكبر اوي"
نظر إليها بابتسامة ثم مد إليها بطاقته" لأ علفكرة بقى احنا كبار و كبار اوي كمان "
شهقت حياة شهقة عالية حينما قرأت اسمه" أسر العراقي "
فنظرت إليه بدهشة" ايه ده هما دول اهلك يا أسر انا عايزة اتعرف عليهم " مرت عدة ثوانٍ و للمرة الثانية شهقة عالية أخرى صادرة من حياة لتقول بصدمة "ظابط يا أسر"
اقترب أسر منها بشاعرية و اردف بحب" طيب ايه رايك اخدك تتعرفي عليهم النهاردة و بكرة نكتب كتابنا "
ثم تغيرت نبرته إلى حماس" اه طبعا ظابط قد الدنيا كمان "
حياة" بس انا مكنتش اعرف"
أسر "طب ما انا قولتلك اهو على العموم انا اصلا عندي مهمة قريب هقبض فيها على سعد و ميرا و تخلص منهم بقى"
حياة "اخيرا "
أسر" انتي خرجتي عن الموضوع الأساسي قولتي ايه في كتب الكتاب"
حياة" بس انا مش مجهزة حاجة خالص للجواز"
أسر "و انا مش عايز منك حاجة انا عندي الفيلا بعد ما نكتب الكتاب هتيجي انتي و تختاري معايا التجديدات كلها و حتى شنطة هدومك انا مش عايزها"
حياة "بس كده انا معملتش حاجة "
أسر" افهمي بقى انا بحبك انتي و مش عايزك تعملي حاجة ها قولتي ايه "
حياة" موافقة "
أسر خلاص تعالي على البيت نجيب دادا حنان و نطلع على فيلا العراقي"
حياة "احلف كده"
أسر "مشي قدامي يا مجنونة"
حياة "حاضر يا جوز المجنونة"
ضحك عدة ضحكات متتالية بصوت مرتفع جعلت جميع من في الشركة يتعجب و لكنه الحب يا سادة
خرجا سويا من الشركة و عاد أسر إلى الفيلا مرة أخرى و دق الجرس هذه المرة و حينما سمعت حنان دق الجرس علمت انه يريدها ان تخرج فارتدت ثيابها و خرجت اليه و بمجرد ان رأت حياة اقتربت منها قائلة
"بسم الله ما شاء الله مين القمر اللي معاك دي اوعى تقول ان دي حياة"
أسر "اه هي دي حياة يا ماما"
حنان "تعالي يا حياة انا.."
قاطعتها حياة بسرعة قائلة
"انتي دادا حنان مش كده"
حنان "اه بس انتي عرفتي منين"
حياة "زي ما أسر حكالك عني كان بيحكيلي عنك و طبعا بما انك عرفتيني لازم اعرفك ان انا عارفاكي "
أسر" ايه يا جماعة انتوا ناويين تهزقونا في الشارع و انا ظابط مركزي ميسمحش بكده "
حياة "لأ و على اركب يا حضرة الظابط "
ركبوا جميعهم السيارة و بعد قليل وصلوا إلى الفيلا دلف أسر إلى الداخل بعدما دق الجرس و فتحت له چنى كالعادة
اقتربت چنى من حياة بسرعة مجرد ان راتها و احتضنتها قائلة" ازيك يا حياة عاملة ايه.. بقى يا مفترية توقعي ظايط زي ده فحبك و مش عارفة تتجوزيه "
احمر وجه أسر من الإحراج بينما عملت حنان على تغيير الموقف
"طيب ايه يا چوچو هنفضل على الباب كده"
چنى "لأ طبعا اتفضلي يا دادا "
دلفوا جميعا إلى غرفة استقبال الضيوف و استقبلهم أسد بحفاوة و شرع أسر يتحدث مع أسد على الشركات بينما اجتمعت حياة و منة و چنى يتحدثون و يمزحون سويا..... بعد قليل دلفت سلوى و معها ماهر إلى الغرفة استقام الجميع احتراما لهم و اقترب أسر من ماهر و قام بتقبيل يده ثم اقترب من سلوى و قبل راسها
و من ثم اقترب من حياة قائلا "دي حياة اللي انا قولتلكم عايز اتجوزها قبل كده"
اقتربت متها سلوى بتفحص ثم اردفت "ما شاء الله قمر يا أسر... اتفقتوا على ايه بقى"
أسر "هنكتب الكتاب بكرة ان شاء الله"
سلوى "طيب فين أهلها"
تدخلت حنان في الحديث "هي ملهاش حد فلو ينفع يعني أسد يبقى وكيلها ده لو معندكوش مانع طبعا "
أسد" مانع ايه طبعا لأ يا دادا مفيش الكلام ده أسر اخويا التوأم انا اخدمه بعنيا "
تعايشوا جميعا في أجواء اسرية جميلة حتى ان حياة و حنان شعروا و كأنهم جزء من العائلة
بعد قليل استأذن اسر بالرحيل و خرج بالفعل و بمجرد ان خرجوا اقتربت منة من اسد و يظهر على وجهها الشر" تليفونك يا أسد "
نظر إليها بارتباك" هو احم احم يعني هو التليفون يعني"
منة "اخلص يا اسد"
اسد "هو الحكاية كلها اني نسيته مع جواد من اول امبارح"
منة "ما انا كل ما ارن عليك فعلا من امبارح بيكانسل عليا"
أسد "طيب و الله واد محترم على الاقل مش استغل الفرصة كلمك "
لم يكملوا حديثهم لأن جرس الباب قد دُق
اتجهت چنى ناحية الباب و فتحته لترى جواد أمامها فنظرت إلى الداخل لتنادي أسد" يا أسد تعالى جواد هنا اهو"
نظر ابيها جواد باحراج" مفيش داعي لكل ده هو بس دكتور اسد كان نسي تليفونه معايا من اول امبارح و انا جاي ارجعه "
اقترب أسد من جواد قائلا بصوت خائف "و الله كتر خيرك ده انا كان زماني اتعلقت دلوقتي"
جواد "ليه بس كده يا أسد"
أسد "مراتي "
جواد" هو حضرتك متجوز "
أسد "ان منة"
جواد "ربنا يباركلكم في بعض يارب استاذن انا بقى علشان عندي كورس دلوقتي "
في اليوم التالي
استيقظ أسر مبكرا و اخذ حماما دافئا ثم ارتدى القميص الأبيض على البنطال الاسود و الحذاء الأبيض كما تحب حياة و من ثم ذهب إلى المطبخ قائلا" حنون اجهزي بقى علشان هكلم أسد و حياة دلوقتي علشان نكتب الكتاب بدري و اقضي اليوم مع حياة هنختار تصميم جديد للفيلا و بعدها هنقضي اليوم مع بعض"
حنان "ثواني احضرلك فطار و هكون جاهزة بس الطقم فعلا شياكة عليك البت حياة كان عندها حق"
أسر "تاني انتي مش هتسيبيني انا و البت في حالنا "
حنان" و تالت و رابع و عاشر و لأ مش هسيبكم في حالكم "
و بعد قليل كان أسر مع حنان في السيارة مروا على حياة ثم مروا على اسد في الجامعة جلس أسر و أسد سويا في الإمام بينما جلس حنان و حياة في الخلف و اردف أسر" فين چنى و الباقيين "
أسد" هيحصلونا على المأذون "
و بعد قليل اجتمعوا جميعا في مكان راقي يبدوا كقاهة صغيرة لم يحضر سوا أسر و حنان و حياة و عائلة العراقي فقط انتهوا من كتب الكتاب و اقترب أسد من أسر قائلا "انجزوا بقى شوية في الفرح علشان اعمل فرحي انا و منة معاك "
أسر" ماشي ماشي"
عاد الجميع إلى منازلهم بينما اخذ أسر حياة و أخذوا يتحولون في شركات التصميم حتى يجدوا تصميما يعجبهم حتى وصلت الساعة الخامسة و لم يجدوا شيئا فتحدثت حياة بتعب "انا تعبت بجد بلا تصميم بلا هم هي حتة كنبة و مطبخ و حمام و خلاص اي حاجة مش هتفرق "
نظر البها أسر بتساؤل"طيب و هننام فين"
حياة "على الكنبة"
ضحك ياسر لعدة ثوان ثم اردف "طيب يا بتاعة الكنبة تعالي يلا نجيب آيس كريم و نتمشى سوا شوية و نتكلم بدل الهم ده"
ركبا السيارة حتى وصل أسر إلى المكان الذي تقابلا فيه اول مرة و هبط من السيارة و قام بشراء المثلجات و جلسا يمزحان و يتحدثان حتى انهايا قطعتا المثلجات
فقاما يسيران على ضفاف النيل و في لحظة جاء رجلين من خلفهما و كتما انفيهما بنمديلين عليهم مخدر و اغشي على كليهما
لا يرى سوى الظلمة يشعر بالبرودة هذا المكان بارد مهجور لا يحس فيه باي شيئ حتى بدأت الرؤية تتضح شيئا فشيئا نظر أسر من حوله ليرى انه في مكان اشبه بمخزن قديم يحتوي على مصباح ذي ضوء خافت نظر أمامه ليرى حياة مكبلة و ملقاة على الأرض حاول أن يقوم لفكها و لكنه وجد نفسه مكبلا هو الاخر في الكرسي
شرعت حياة في الحركة حتى استفاقت نظرت إلى أسر قائلة "ايه ده انا فين و ايه اللي حصل و إحنا مربوطين ليه"
نظر إليها أسر بخوف من أن يصيبها مكروه و لكن فجأة فُتح الباب و ولج منه امجد الذي نظر إليها بشر و اقترب من أسر يهمس في اذنه
"اهلا يا أسر تعرف ان حياة دي حلوة اوي و خسارة فيك بس طبعا انا مش معفن للدرجادي خاصة انها مرات اخويا دلوقتي فببساطة شايف السكينة دي "
اخرج سكيناً من جيبه و اترسل في الحديث "هقتلها بيها علشان بس تعرف اني بحبك"
سار امجد بخطوات بطيئة ناحية حياة بينما استعوب أسر ان امجد ليس باخيه و هو يكرهه فبالطبع سيفعل هذه الفعلة بدا أسر يهتز بالكرسي و هبطت دموعه على وجنتيه يود نجدتها و لكنه كان مكبلا باساور من معدن
اقترب امجد من حياة و امسك بذقنها و قربها منه قليلا قائلا "تصدقي قمر زيك خسارة في الموت بس يلا حظك بقى"
امسك بخصلات شعرها الأسود "ايه الشعر ده انتي بجد خسارة في واحد زي اسر"
اخرج السكين الذي كان قد وضعه في جيبه مرة أخرى و لكن قبل أن يمسها نظر إلى أسر جيدا بشر ثم قال "خليك فاكر بس انها اتقتلت علشان انت بتحبها"
بينما كانت حياة لا تعرف ماذا تفعل فتحت فاها لنتحدث و لكنه و ضع شريط لاصق عليه.. و اقترب من أسر و فعل هكذا معه أيضا
كان أسر يهتز بالكرسي يحاول منع امجد من هذه الجريمة و لكن امجد نظر إليه و اردف" تصدق انا فرحان اوي و انا شايفك ذليل قدامي و علشان كده مفيش حاجة خسارة في حبيبة قلبك"
اقترب مرة أخرى من حياة و امسك بالسكين بكامل قواه و هبط به إلى معدتها في ضربة قوية فتكت بها
خرجت صرخة قوية منها تعبر عن آلامها و لكنها كانت مكتومة و كذلك أسر ربما الصرخة التي صرخها أشد من صرخة حياة الف مرة كانت دموعه تنهمر بغزارة يهتز بقوة حتى سقط بالكرسي على الأرض نظر إليه امجد بتشفٍ ثم اخرج السكين ليطعنها طعنة أخرى
و بعد ذلك اتصل بالشرطة "الو عايز ابلغ عن جريمة قتل في العنوان ****... "
و بعدما بلغ الشرطة اقترب من حياة و انتزع السكين من معدتها و مسح الاصفاد الذي كبلها بها جيدا ثم اقترب من أسر و نزع الشريط من على فمه و فك قيده و قبل أي حركة من أسر كان قد خرج بسرعة و هرب و اخذ معه السكين و الشريط و لم يترك له أي أثر في مسرح الجريمة
اما أسر فجرى سريعا ناحية حياة احتضنها بشدة و وضع يده فوق جروحها كالمجنون لعله يكتمها لكن مازالت تنزف بشدة اقترب منها و احتضنها قائلا ببكاء يكاد يُسمع صوته
"حياة قومي يا حياة ده انا حتى لبست الطقم زي ما انتي حباه حياة احنا ملحقناش نفرح بكتب كتابنا يا حياة ارجوكي قومي... طب يا رب يطلع حلم يا رب حلم يا رب انا مش عايزه يبقى حقيقة.. حياة.. حياة قومي يلا بسرعة يا حياة"
اخذ يضغط على معدتها بشدة لعلها تكف عن النزيف و لكنه لم يحدث أي شيء امسك براسها و اخذ يهزها بشدة و لكنها لا تجيبه ضغط على معدتها عدة ضغطات متتالية علها تستفيق و لكن لا حياة لمن تنادي
اردف ببكاء شديد" ارجوكي قومي انا من غيرك مليش حياة انتي هي حياتي فعلا انا كده هموت يا رب تقوم"
ثم رفع صوته يستغيث اخر استغاثة من ربه قائلا "يا رب"
رفع رأسها مقربها من رأسه و احتضنها بشدة حتى أصبح قميصه الأبيض بركة من من الدماء و فجأة سمع صوت الشرطة و الإسعاف بالخارج