رواية صغيرة ابليس الفصل التاسع عشر19 بقلم جني محمد


رواية صغيرة ابليس بقلم جني محمد
 رواية صغيرة ابليس الفصل التاسع عشر19 بقلم جني محمد  

دلفت الشرطة إلى المكان و لسوء الحظ كان علاء هو رئيس الفرفة التي جاءت للتحقيق في الجريمة حملت الإسعاف حياة بينما اقترب علاء من أسر و وضع الاصفاد في يده لم يكن أسر يقاومهم او حتى يتحدث هو فقط كان يبكي و ينظر إليها و الإسعاف تحملها 

كانت الصحافة في كل مكان تغطي الحدث و انتشر الحدث على جميع صفحات التواصل الاجتماعي 

و في فيلا ماهر العراقي كانوا جميعا انتهوا من اعمالهم و اجتمعوا ليجلسوا سويا و مشاهدة التلفاز فتحت چنى فناة الاخبار لتتفاجئ بالمذيع يقول 

"جريمة قتل حدثت من عدة دقائق حيث قتل أسر العراقي رجل الأعمال المختفي و الذي اكتشفنا انه يعمل ضابط مخابرات زوجته الذي لم يمر يوم بعد على زواجهما و هو الآن يتم التحقيق معه اما زوجته فهي في المستشفى راجين لها الشفاء و هذه بعض اللقطات من الجريمة" 

عرض على التلفاز بعض الصور اما العائلة فقد استقاموا جميعهم على أثر الصدمة و تحدثت چنى بدموع" لأ أسر معملش حاجة و بعدين أسر بيحب حياة يستحيل يقتلها في حاجة غلط في الموضوع ده "
اما سلوى فقد كانت هي و منة لا تتحدثان و انما دموعهم تنهمر دون توقف فقط 

تحدث أسد الذي ظهر على وجهه الغضب و الشر و كأنه علم شيئا "مش أسر اللي عملها ده حد عايز يوقعه" 
تحدث ماهر هو الاخر بثبات" المخزن اللي في التليفزيون ده احد المخازن بتاعة الشركة بس انا بطلت استعمله من فترة" 

نظر له أسد قليلا ثم اردف "خلاص بسيطة انا مركب في كل المخازن كميرات مراقبة مخفية نقدر نروح القسم و نقول" 

ماهر" طب ليه منروحش نجيب الكميرات علطول" 
چنى "علشان ده موقع جريمة اي بصمة هتتدمر الدنيا و علشان دلوقتي هتلاقي فريق المباحث الجنائية بيدور في المخزن" 

ذهبوا جميعا إلى اسم القسم الذي كان مكتوبا على شريط الاخبار في القناة و اتجهوا إلى ضابط لا يعرفونه و لكنه يعرف ماهر و اردف ماهر بسرعة" احنا محتاجين نروح المخزن اللي حصلت فيه جريمة القتل"

الضابط" طيب تعالوا مكتبي افهم كل حاحة و بعدين نشوف هعمل ايه "

أخذهم إلى المكتب و شرع ماهر يقص عليه ما حدث و ما يعرفه

اما في مكتب علاء فقد كان ينظر إلى أسر الذي يتصبب عرقا و مازلت دموعه تهبط على وجهه بتشفٍ" ايه بقى يا حضرة الظابط مش كان عندي حق من الأول انك متنفعش تبقى ظابط ده حتى اهلك مطلعوش اهلك"

اخذ أسر يردد بتيه " انا السبب انا اللي قتلتها انا السبب في موتها"
لمعت عينا علاء بالشر "و قتلتها ازاي بقى"
أسر "انا مقتلتهاش هو قتلها بسببي"

تحدث علاء بعصبية شديدة" طيب ما تقول مين اللي قتلها "
نظر إليه أسر و لم يتحدث
عجبا على هذا القلب الذي لا يريد أن يعترف على أخيه رغم علمه انه ليس بأخيه الحقيقي

اكمل علاء التحقيق مع أسر محاولا الوصول إلى أي شيئ

اما ذلك الضابط الذي تحدثوا معهم اخذ ماهر إلى مسرح الجريمة بينما انتظره البقية في السيارة بالخارج
دلف ماهر معه إلى غرفة المراقبة و فتح له تسجيلات الكميرات التي ظهر بها كل شيئ صوت و صورة أخذوا التسجيلات و انطلقوا الى القسم مرة أخرى

اقترب ذلك الضابط الذي كان يدعى هشام من مكتب علاء و دق الباب عدة مرات لم يجبه علاء فحاول فتح الباب وجده مغلق بالمفتاح قام بضرب الباب حتى كسره

اقترب هشام من أسر قائلا "تعالى يا حضرة الظابط و بعتذر عن اللي الظابط علاء عمله"
أعان هشام أسر على الوقوف ثم امسك بيده و كان سيخرج من الغرفة لكن استوقفه صوت علاء الذي تحدث بحدة "و حضرتك واخده ليه بقى ده المجرم و انا اللي بحقق معاه"

هشام "مش لما تعرف الاول انه مش هو المجرم تبقى تتكلم امسك "
اردف بهذه الكلمات ثم ألقى اليه فلاشة صغيرة وضع عليها نسخة من الفيديو
فتح علاء الفلاشة و علم كل شيئ و لكنه مازال يكره أسر

في مكتب هشام كان أسر جالسا بالداخل و ينظر إلى الأرض بينما حدث هشام الباقين " بره لو سمحتم كلكم اخرجوا بره دلوقتي "
ذهبوا جميعهم إلى الخارج بينما جلس هشام على الكرسي المقابل لأسر "دلوقتي براءتك ثبتت بس فاضل كام حاجة بسيطة انا هعملها فأنت محتاج حد يقعد معاك دلوقتي ها تحب اجيب مين يقعد معاك بس مش هينفع غير شخص واحد بس"

مازال أسر تحت أثر الصدمة و لكنه اخرج من جيبه هاتفته و أجرى مكالمة ثم مد الهاتف إلى هشام قائلا بصوت متقطع "قولها على المكان و قولها أسر محتاجك"

امسك هشام بالهاتف و مجرد ان سمع صوتها تعرف عليها انها والدته لمعت عيناه بدموع الشوق و لكنه تماسك و اردف" حضرتك ممكن تيجي قسم **** علشان أسر هنا و محتاجك"
حنان "ليه هو ايه اللي حصل"

هشام "هفهمك كل حاجة لما تيجي بس ياريت تيجي بسرعة "
وصلت حنان إلى القسم لتجد هشام واقفا بالخارج امام باب القسم ينتظرها 

تبدوا و كأنها تعرفت عليه انه هو هشام ابنها الوحيد نظرت إليه بحب و لكن سرعان ما تحول إلى غضب" ايه ده انت بتعمل ايه هنا و لابس لبس شرطة ليه مش المفروض انك شغال مع الملكة"

ارف هشام بحزن "مهو انتِ فاهمة غلط انا شغال مع الشرطة جاسوس على ملك"
حنان "اه طيب تمام ممكن تبقى تفهمني كل حاجة علشان انا بدأت اتوه منك و بعدين أسر ماله"

هشام "و الله انا مش مصدق انك الدادا الخاصة بأسر و مش عارف هتستحملي الحوار ده ازاي لأن اللي حصل انا نفسي مش قادر اصدقه "

حنان" بدل اللف ده قول ايه اللي حصل و متخوفنيش"

تنهد هشام بضيق ثم تحدث" حياة اتقتلت و اللي قتلها طلع اخوه و اللي اكتشفنا مؤخرا ان هو مش اخوه و اسمه امجد "

شهقت حنان شهقة عالية ثم تحدثت بحزن" ده أسر كان فرحان اوي لأن كتب كتابهم النهاردة طيب هو عامل ايه دلوقتي" 
نظر تجاه الأرض بحزن" حالته سيئة جدا سواء نفسيا او جسديا" 

حنان "طيب انا عايزة اشوفه بسرعة "
نظر إليها هشام بنظرة طفل اشتاق إلى امه الذي أصبحت اما لشخص أخر و تركته "اه تعالي هو في مكتبي "

أخذها إلى المكتب قائلا" اهو ده المكتب انا هسيبك بقى شوية خرج من المكتب و ترك الباب مفتوحا و لكن فتحة صغيرة 

جلست حنان على ركبتيها امام أسر الذي لم يكن ينطق و لم يكلف نفسه النظر إليها حتى و انما كان يفرك أصابعه و يتصبب عرقا كانت حالته سيئة ليس أسر بل هو شخص جديد لم تتعرف عليه

بدأت هي بالحديث و نادته قائلة "أسر انت فين"
نظر إليها بتعجب اين هو كيف ذلك هو في القسم موجود معها حاول التحدث فخرج صوته برجفة "انا هنا معاكي"

حنان "لأ مقصدش كده اقصد انت فين من الدنيا دي كلها... انت حياتك سيئة فافرح لنفسك بقى مش هقولك متزعلش على حياة لا طبعا ازعل و عيط و افتكرها بس هقولك انك ظابط و لازم طبعا تشتغل و تجيب حقها.. هقولك انك اخيرا لقيت اهلك و انا مش هيبقى ليا دور رئيسي في حياتك فلازم طبعا تتعود على اهلك و تعيش معاهم خاصة اني ملاحظة انك واخد جنب من سلوى مامتك مع ان ده غلط و المفروض مكنتش انا اللي ابقى قاعدة معاك المفروض المفروض سلوى هي اللي تقعد معاك و تاخدك في حضنها و تهديك "

أسر" بس دي حياة.. هي فعلا كانت حياتي لأن بموتها انا حسيت ان انا اللي موت و انا اللي فقدت حياتي "

حنان" من النعم اللي ربنا منحهالنا هي النسيان بكرة هتنسى و الصبر لازم تصبر و تتحمل علشان تنزل يا أسر"

أسر" بس انا اللي قتلتها انا السبب "
حنان" مش انت افهم بقى ان ده مش اخوك و علفكرة هما عرفوا انه هو القاتل و هيتم القبض عليه "

أسر" هحاول بس برضه مهما حصل هنفضل هي الجزء المفقود من حياتي "

لم يكمل حديثه لأن هشام قد دق الباب قائلا "خلاص كده كفاية علشان عيلتك عايزين يشوفوك و تقدر تروح يا أسر والدك و اخوك اثبتوا انك مش القاتل و لو سمحت كنت عايزك بكرة في شوية حاجات بإذن الله"

أسر "هي حاجة ضرورية "
هشام للأسف اه و اتمنى انك تيجي في المطعم ده" و مد يده له بورقة تحتوي على عنوان مطعم

خرج هشام و حنان من القسم بأكمله بينما ولجت عائلة أسر إلى المكتب بكت چنى على حاله هذا ليس مظهر أسر الذي اعتادت عليه كان شعره غير مرتب و قميصه مليئ بالدماء حالته النفسية صعبة لم تتحمل مظهره و سقطت على الأرض منهارة من البكاء

استقام أسر رغم كل هذا الضعف و نظر إليها بحب ثم امسك بيدها و ساعدها على الوقوف و سحبها إلى احضانه قائلا "بس اهدي متعيطيش انا هبقى كويس أهم حاجة انك متعيطيش"

تحدثت بنبرة واهنة حزينة "مش عايزني اعيط و انا شايفاك كده انت متدمر يا أسر"

ضغط عليها بحنان يؤكد لها انه بخير قائلا "هش خلاص مفيش حاجة انا كويس"
كان يكذب على نفسه قبل أن يكذب عليها و لكنه حقا لا يعلم ماذا يفعل
خبأت رأسها بكتفه و كملت بكاءها

لم تتحمل منة هذا المشهد و نظرت إلى أسد بعينين اغرورقت بالدموع قائلة" انا هخرج برة يا أسد و هبقى اجي تاني"
أسد "بس خلي بالك من نفسك "
منة" حاضر متقلقش "

غادرت منة الغرفة و جلست بالخارج

اما أسر فابعد وجه چنى من على كتفه و مسح دموعها فائلا "خلاص بقى اهدي"

اقتربت منه سلوى و احتصنته قائلة "انت كويس يا اسر و لا فيك حاجة و الدم اللي مغرق القميص ده انت مجروح و لا حاجة

أسر "لأ انا بخير مش انا اللي مجروح قلبي اللي مجروح و الدم ده مش دمي ده دم.. دم حياة "

لم يكن يود يوما ان يقولها و لكنه نظر إلى أسد الذي كان يحتضن ماهر محاولا تهدئته و تحدث" معلش يا أسد ممكن تروح المكتب اللي جنبنا و تسأل اللي فيه عن اسم المستشفى و تروح تشوف حياة

تحدث أسد بتماسك ظاهري "حاضر يا اسر"
غادر أسد إلى المستشفى بعدما علم اسمها من علاء
اقترب أسر من ماهر و احتضنه هو الاخر قائلا" خلاص بقى يا جماعة كفاية كده ارجوكم اهدوا"

نظر إليه ماهر بشغقة و اردف "مين اللي المفروض يهدي مين بس يا ابني احنا اللي المفروض نهديك بس انت بتعمل العكس"

أسر" ممكن بلاش كلام في الموضوع ده"
ماهر "حاضر يا أسر المهم راحتك"

رن هاتف أسر باسم اسك ففتح أسر المكالمة ملهوفا على خبر جيد و لكن لم يجده لأن أسد قد تحدث "هما بيقولوا انها اصلا راحت المستشفى نبض القلب واقف و متوفية ربنا يعينك يا أسر "
أغلق أسد المكالمة قبل أن يسمع صوت أسر لأنه قد قارب على البكاء

ألقى أسر بالهاتف أرضا لتسقط دموعه مرة أخرى و لكنه تحدث "طيب يا جماعة اتفضلوا امشوا روحوا البيت و انا هروح بيتي"

چنى" لأ طبعا انت هتيجي تبات معانا يا أسر "
أسر" مش هقدر "
چنى" لأ بالعكس ده انسب وقت انت محتاجنا جنبك يا أسر"
هوعليس في مزاج يقبل النزاع فتحدث باستسلام "طيب هروح البيت اجيب حاجاتي و اجي"

چنى "ماشي يا أسر و انا هكلم أسد و هنده لمنة و هنروح البيت نستناك "

غادر الجميع إلى منازلهم و عاد أسر إلى الفيلا ليجد هشام عائد مع حنان إلى فيلا أسر يوصلها بسيارته اقترب أسر منهما قليلا و انتظر ان يرحل هشام ثم اقترب من حنان و تحدث" معلش يا دادا انا هطلع اغير و ارجع الفيلا هعمل بنصيحتك و ابات معاهم النهاردة "

حنان" طيب يلا اطلع غير و خد دش و البس طقم مريح حتى لو ترينج كده كده محدش هيشوفك انت كده كده هتبقى راكب العربية"

أسر "حاضر"

صعد إلى الأعلى دلف إلى غرفته اخرج طقما مريحا و قام ثم ولج إلى الحمام و اخذ حمام مياه باردة لعلها تطفئ نيران حزنه قليلا ثم ارتدى ملابسه مشط شعره و لكن ليس باهتمام و اخذ القميص الملطخ بدماء حياة و وضعه على شماعة الملابس في خزانة ملابسه ثم احضر كتابه "شعور" و بعض ملابسه ثم خرج إلى المنزل الخاص بعائلة العراقي

في المنزل اخذ اسد أسر و اتجه به إلى غرفته قائلا "دي اوضتنا احنا الاتنين كانت معمولة لينا بس انت مكنتش موجود تعالي نام يلا و انا هقعد لحد ما تنام"

أسر "لأ متتعبش نفسك انا هنام علطول نام انت بس يلا"
أسد "و الله ما انا نايم إلا اما انت تنام"

بالفعل ظل أسد بجوار أسر حتى نام أسر و لكنه كان يتحرك كثيرا و أحيانا يتحدث و هو نائم فقرر أسد ألا ينام الليلة و يظل بجوار أسر

في المستشفى كان هناك تجمع من الأطباء و هناك صراع كبير بينهم فتحدث أحدهم الذي يبدوا انه المدير" و انتوا ازاي متعرفوش حاجة زي دي البنت مكانتش ماتت كانت عايشة القلب وقف و مش علشان هو وقف يبقى هي خلاص كده ماتت انتوا اغبية"

اردف أحدهم " و احنا كنا هنعرف منين يا دكتور انها عايشة القلب كان واقف تماما"
المدير "طيب احمدوا ربكم ان انا لحقتها و هي عايشة دلوقتي بس فقدت الذاكرة بسبب عدم وصول الدم للعقل "

طبيب اخر" طيب يا دكتور بس المستشفى عندنا مش هتقدر تعالجها "
المدير" هسفرها أمريكا تتعالج هناك و انا هدفع تكاليف السفر و المستشفى علشان هي مسؤولة مني "

و بعد قليل ذهب الطبيب إلى غرفة حياة و اردف" ازيك يا حياة بصي انتي هتسافري أمريكا تتعالجي هناك علشان الذاكرة ترجعلك و انا هناك هتحمل السفر و المستشفى و شقة تقعدي فيها و ان شاء الله تتعالجي"

اجابته حياة بتيه " بس في حاجة ناقصة انا مش عارفة هي ايه "

المدير "لما ترجعلك الذاكرة هتفتكري كل حاجة و الطيارة انا حجزتها و هي معادها كمان ساعتين فتعالي اشتري ليكي هدوم و نروح المطار علشان تسافري و انا جهزت كل حاجة للسفر ببطاقتك "

حياة" تمام ماشي "

في اليوم التالي كانوا في أمريكا و قام المدير بتاجير شقة لحياة و دفع لها تكاليف المشفى و أخبرها بالمواعيد التي ستذهب فيها إلى المشفى و عاد ثانية إلى مصر

عند أسر استيقظ أسر و وجد ان الساعة مازالت السادسة صباحا ليجد أسد نائما بجواره فجلس على السرير و تذكر أسر شيئ مر عليه هي نفس المشاهد و لكن البطل الرئيسي لم يكن حياة حبيبته التي قُتِلت بل كان اخيه الذي عاش معه و هو يخونه و يقتل حياة لمجرد انها زوجته و حبيبته

اظلمت عيناه و تحدث بقوة" قابلوني ان لقيتوا أسر الطيب تاني "

استقام أسر بجمود و قطع ورقة من كتابه و وجد قلما موضوعا بجواره على الطاولة و فتحه و كتب "انا مشيت رايح الفيلا و بعدها هروح لعلاء بيه علشان اشتغل معادش في حاحة ابقى عليها حياتي كلها اتدمرت من النهاردة هيشوفوا ابليس مش أسر "

غادر أسر و اخذ يسير في الطريق ينظر إلى الشمس المشرقة و المياه الزرقاء الصافية و لكنها في نظره ليست زرقاء و انما حمراء مثل الدماء قرر انه لن يذهب إلى الفيلا بالسيارة بل سيذهب سيرا على قدمه ليعلم نفسه كيف يعيش الألم بجميع انواعه 

بالفعل سار المسافة كلها على قدمه رغم كبرها و وصل إلى الفيلا في تمام الساعة الثامنة ذهب إلى الداخل بهدوء و لم تشعر به حنان التي كانت في المطبخ تعد الإفطار لنفسها و دلف إلى غرفته و فتح خزانته ليجد القميص الملطخ بالدماء غير موجود 

فاتجه إلى المطبخ مسرعا خائفا من أن تكون حنان قد غسلته هو يريد الاحتفاظ به ليكون شيئا من اثرها 

ولج إلى المطبخ و تحدث مسرعا "دادا هو فين القميص بتاعي اللي كونت لابسه امبارح اوعي تكوني غسلتيه"

حنان "لأ مغسلتوش يا أسر انا حرقته!"

نظر إليها بعين مظلمة تنوي على الشر و كأن النيران تنبعث منها و تحدث بصوت مرتفع "قولتي ايه قولتي حرقتيه ليه هو انا عملتلك ايه ده كان الحاجة الوحيدة اللي باقيالي منها كنت هحتفط بيه علشان افتكرتها ده انا كنت خايف الاقيكي غسلتيه قوم الاقيكي حرقتيه ليه بس هو انتي بتكرهيني يعني علشان كده عملتي كده و لا ايه ها جاوبيني عملتي كده ليه؟"

ارتفعت نبرة صوتها هي الأخرى قائلة" لأ ده لمصلحتك علشان انت لازم تعيش حياتك و طول ما في حاجة زي دي قدامك عمرك ما هتكون كويس "

ابتسم لها ابتسامة غريبة قائلا" لأ مهو بعد اللي عملتيه ده انا فعلا مبقتش كويس انا بقيت حد تاني انا هكون اسوأ من ابليس نفسه 
تعليقات



<>