رواية صغيرة ابليس الفصل الرابع والعشرون24والخامس والعشرون25 بقلم جني محمد


رواية صغيرة ابليس بقلم جني محمد
رواية صغيرة ابليس الفصل الرابع والعشرون24والخامس والعشرون25 بقلم جني محمد

اجابته حياة بخفة دمها التي كانت تفتقر لها "وه وه وه جرا ايه يا مجدي مش عايزني اقرا الكتاب ليه" 
ابتسم على حديثها رغم انزعاجه في البداية و اردف "طيب يا حياتي هعديها.. بس المهم معاكي الكتاب و لا سبتيه في البيت" 

حياة "لأ جايبة الكتاب و جايبة القلم كمان" 
اتسعت ابتسامته أكثر فأكثر "و سيادتك عرفتي منين ان انا عايزه "
حكت ذقنها و هي تصطنع التفكير" مش عارفة يمكن علشان حسيت بيك... لأ لأ الصراحة كده كنت عايزة اكتب حاجة انا كمان "

كان مستمتعا بمزاحها و قرر ان يضحك هو الاخر و ان يخرج من هذا الدور الكئيب" طيب و على كده خطك حلو" 

حياة "اه طبعا طب شوف كده "
ثم فتحت الكتاب على الجزء الخاص بسعد و ميرا و كتبت" يلا و رخم يا سعد اهو أسر حبيبي قتلك انت و امجد عقبال ميرا و مريم كده يارب "

مدت الكتاب إلى أسر الذي امسك به و قربه من عينه قائلا و هو يبعده عنه بنفور مصطنع" يع ايه ده.. ده نكش فراخ يا بنتي "

حياة" بس بقى انت رخم" 
ضحك عدة ضحكات متتالية ثم اردف "لأ لأ حلو و الله بهزر "

رفعت حاجبها بتسلٍ قائلة" طيب ما انت بتعرف تتكلم فصحى اهو كلمني فصحى بقى و احكيلي جبت الكتاب ده منين و كتبت فيه امتى و كل حاجة عنه بقى" 

ضم زراعيه إلى صدره و وضع ساقا فوق الأخرى و اجابها بالفصحى قائلا "لا تتدخلي في ما لا يعنيكي حتى لا اصفعكي صفعة تعميكي" 

حياة "روح يا عم متقدرش نعمل حاجة "اردفت بهذه الكلمات ثم امسكت بيده قائلة" ايدك دي عمرها ما تضربني بالعكس دي بالنسبالي الأمان "

تغيرت نبرة صوتها للشك "ايه ده ايه ريحة السجاير دي"
ابتعدت عيناه عنها و هو يحاول ألا يحاورها لانه يعلم جيدا انه هو المخطئ
بينما نطرت يده من يدها و اكملت" ريحة ايدك سجاير اعترف و قول انت بتشرب سجاير"

فاض به الكيل من هذا التوتر فاجابها" اه بشرب سجاير"
نظرت إليه بضيق "اه طيب بطلها يا أسر علشان لو فضلت تشربها مش هاجيلك هنا تاني"

مد يده مرة أخرى تحدث بجمود و لكن بداخله مشاعر لا يستطيع أن يسيطر عليها "بصي يا حياة انا بحبك و زيارتك ليا حاجة مهمة طبعا بس انا مش هقدر ابطلها او على الأقل حاليا علشان صعب اوي "

تركت يده مرة أخرى" لأ يا أسر يا تبطل يا لأ السجاير حرام علفكرة و بعدين انت بنجيبها منين"
أسر "في حد هنا في السجن بيجيبها و انا باخد منه"

رغم انزعاجها و لكنها لم تستطع كتم الابتسامة قائلة" يعني بتشرب سجاير و بشحتها كمان... يعني مُدخِن و شحات الله أكبر "

ابتسم هو الاخر رغما عنه قائلا" يعني برضه متضايقة و بتهزري "
حياة" يعني اخلي الضيق يسيطر عليا و اقلبها غم يعني"
أسر" لأ يا حياتي على ايه خليكي مفرفشة"

اقترب العسكري منهم و اردف "لو سمحتي فاضل دقيقتين و المقابلة تنتهي "
حياة" طيب ممكن تسيبنا و لما الدقيقين دول يخلصوا تيجي"

اومأ براسه لها بهدوء و ابتعد عنهما
بينما نظرت إلى أسر قائلة" انا هاخد موقف علفكرة لو فضلت تشرب الزفت السجاير دي "

أسر" حاضر حاضر خلاص ابقي هاتي الكتاب معاكي المرة الجاية "
حياة" حاضر هجيبه "
أسر" خلي بالك من نفسك يا حياتي "
تحدث و هي تلقي له قبلة في الهواء "عيوني"

غادرت الغرفة و عاد به العسكري إلى السجن مرة أخرى
دلف أسر إلى الداخل و اقترب منه احد السجناء و اردف" حضرة الظابط منور "
أسر" صدقني مش هخرجك "
السجين" لأ مش عايز اخرج تاخد سجارة "

أسر "لأ مش عايز "
السجين" طيب خلي بالك انك اتعودت عليها و هتعوز"
أسر" متنساش ان انا ظابط و اعرف امسك نفسي"
السجين "براحتك"

ذهبت حياة إلى فيلا العراقي و اردفت بعدما تجمع الجميع في الغرفة" دلوقتي انتوا تعرفوا انا بنت مين"
كانت سلوى موجودة بعد أن سمح الطبيب بخروجها و لكنها يبدو عليها التعب.. اقتربت حياة منها قائلة" اللي محدش فيكوا يعرفه اني حياة سليم الرفاعي بنت سلوان اخت حضرتك التوأم"

اتسعت عينا سلوى من أثر الصدمة و لكنها سرعان ما اردفت "إيه ده صح انا ازاي مخدتش بالي انتي اسمك حياة و هما مسميين بنتهم حياة"

اجابتها چنى بضيق "و لما احنا لينا خالة يا ماما متعرفيناش ليه"
سلوى" علشان انا متخانقة معاها "
ظهر على وجه أسد التعجب قائلا " بس ازاي هي اختك التوأم و انا لما شفتها في المحكمة مكانش فيها شبه منك "

اقتربت منه منة قائلة" اما انت غبي اوي ده ايه الغباء ده.. انت متعرفش ان فيه توأم غير متشابه و لا ايه "

كان ماهر يجلس في هدوء يشاهد كل ما حديث حتى وقف من مكانه بسرعة قائلة "بس سكوت"

نظر إليه الجميع ثم صمتوا
اقترب ماهر من حياة قائلا اقعدي يا بنتي و انا هفهمك كل حاجة "
و وجه كلامه للبقية "اقعدوا انتوا كمان"

جلسوا جميعهم ثم اخذ ماهر يسير بينهم "دلوقتي ايه المشكلة "
حياة" المشكلة ان ماما عايزاني اتطلق "

ماهر" و انتي موافقة "
حياة "لأ طبعا مش موافقة "
ماهر" و أسر موافق "
حياة" لأ رفض "
ماهر" خلاص مفيش طلاق هيحصل "

شعرت حياة بهدوء احتل قلبها بينما استرسل ماهر "ها في ايه تاني عامل مشكلة" 
چنى "ازاي ماما متعرفناش ان ليها اخت توأم "

اتجه ماهر ناحية سلوى و اردف "اتفضلي جاوبيهم "
وقفت من مكانها و جلس ماهر في مكانها و شرعت هي في الحديث" كانت مشكلة تافهة و احنا لسة ١٩ سنة و سلوان اتقمصت و خاصمتني و لما تمت ٢٠ سنة اتقدملها سليم و وافقت عليه و من ساعتها مكلمتكيش تاني "

أسد" يعني افهم من كده انك كلمتيها بعدها" 
سلوى "لأ هي من ساعة ما مشت و انا مكلمتهاش" 
أسد "انفصلوا ادي مشكلة تافهة فرقت اتنين توأم عن بعضهم و الاتنين رفض كبيراؤهم انه يستسلم "

منة" هو انا ممكن اسأل سؤال "
ماهر" اسألي "
منة" عايزة اعرف سبب المشكلة "

نظرت سلوى إلى ماهر خائفة على جرح مشاعره و لكنه أشار لها بعينيه ان تتحدث فاردفت" اتمنى يا ماهر متزعلش مني علشان انا عارفة ان الحوار ده بيضايقك و بيزهلك بس في الحقيقة انا و سلوى حبينا دكتور الجامعة بتاعتنا و كانت كل واحدة فينا مخبية على التانية لحد ما في مرة كنت رايحة مكتبه علشان "

نظؤت إلى ماهر بدموع و لكنها اكملت "علشان اعترفله بجبي بس سمعت سلوان و هي بتقوله انها بتحبه و هو قال ليها انا كمان بحبك و اتفقوا يتقابلوا على الساعة ٣ العصر على ما يخلص محاضراته روحت انا استخبيت على ما هو خلص كلام معاها و طلعت من المكتب تدور عليا..... دخلت انا المكتب و قولتله انا كمان اني بحبه لقيته بكل بساطة قالي و انا كمان بحبك و اتفق معايا نتقابل الساعة ٤ و نص على ما يخلص محاضراته "

أنهت هذا الحديث و نظرت إلى ماهر الذي كان يجلس واضعا يده على خده و يبدو على وجهه ملامح الألم
اتجهت ناحيته و اردفت" انت عارف ان انا بحبك صح"

هز لها رأسه بمعنى نعم كان خائفا ان تخونه دموعه و تسقط

فاكملت حديثها" روحنا البيت سوا و هي متعرفش ان اي حاجة "
و لما جت الساعة ٣ نزلت تقابله و بعدها بشوية دخلت انا عليهم و زعقت معاه و خدت سلوان و روحنا و حكيتلها كل حاجة بس هي فكرت ان انا عايزة اخده منها و علشان كده عملت اللي عملته و من هنا بدأت الخناقة و بس هو ده كل اللي حصل"

لاحظت چنى نظرات ابيها فاردفت "طيب خلاص كده يا جماعة احنا فهمنا كل حاجة صح "
حياة" اه خلاص و شكرا جدا ليكم و اسفة على الازعاج انا مضطرة اروح "

غادرت حياة المنزل و اتجه كل شخص إلى غرفته و صعد ماهر إلى الغرفة و خلفته سلوى التي كانت تشعر و كان هناك سكين قوي يُغرز في قلبها

دلف ماهر إلى الغرفة و سلوى وراءه و أغلقت الباب ثم جلست على السرير بجواره كان يشعر بالاختناق فبدأ يحل ربطة عنقه

امسكت سلوى بيده و قامت بتقبيلها ثم نظرت في عينيه قائلة "ماهر انا اسفة و الله مكنتش عايزة أفتح الحوار ده بس كنت مجبرة"

هبطت دمعة متألمة من عينه و نظر إليها قائلا "المشكلة انك قضيتي معايا الوقت ده كله بس برضه محبيتينيش اه بتاعمليني كويس و عمرك ما قصرتي في حاجة بس برضه عمرك ما قولتيلي انك بتحبيني و لا حتى لمحتيلي بكده و لا اي حاجة أسوأ حاجة هي الحب من طرف واحد و ده اللي حصل معايا"

سلوى "لأ طبعا يا ماهر انا بحبك اوي اكتر من حبي لاي حد حتى أسر و أسد و چنى بحبك اكتر منهم انت متعرفش احساسي ناحيتك ايه و لا حبي ليك قد ايه دايما كنت بخاف اقولك علشان انت متقولش ان انا بقول كده لمجرد اني انسيك اللي حصل بس لأ و الله مش كده خالص "

لمعت عيناه من الفرحة و الدموع المتلألئة في عينيه احتضنها بشدة قائلا بصوت كرتعش" بجد يعني انتي بتحبيني صح "
سلوى" اه و الله بحبك فوق ما نتخيل "

في المنزل الخاص بعائلة الرفاعي اقتربت حياة من سلوان قائلة" انتي ليه متقوليش اني ليا خالة "
اجابتها سلوان بحدة " علشان انا و هي متخانقين و مش عايزة يكون ليكي علاقة لا بيها و لا بابنها"

حياة "طيب علشان تبقي عارفة بقى انا بحب أسر و أسر بيحبني و محدش فينا هيسيب التاني ابدا ده هشم ابليس في الجنة"

ابتسمت سلوان ابتسامة صفراء و اجابتها" و حضرتك نسيتي بقى انه هو ابليس و لا ايه "
حياة" لأ ده مش ابليس ده ملاك ماشي على الأرض "
سلوان" بدليل انه قتل"

اندفعت حياة بقوة و على صوتها درجة ان سليم و ملك جاءوا على صوتها" قتل علشاني و علشان بيحبني مش زيك عايزة تبعديني عنه انتي فعلا مش ام و كويس اني مترتبش معاكي ده ربنا يكون في عون ملك بجد سبحان مين صبرها لكن انا مش عايزاكي تبقي امي "

صعدت حياة مسرعة إلى غرفتها و خلفتها ملك بينما جلست سلوان تبكي على الكرسي اقترب منها سليم بهدوء قائلا" اهدي كده بس المشكلة مش هتتحل بالشكل ده "

سلوان" انا بحاول اصطنع الجمود قدامها مش عايزاها تعرف حاجة و مش عايزة يبقى ليا علاقة بسلوى ابدا "

سليم" خلي بالك اني معرفش اي حاجة و مش مهم عندي و مش عايز اعرف بس اللي بتعمليه ده هيدمر علاقتك بحياة تماما و اديكي شوفتي هي مجرد ما زعلت عملت ايه "

سلوان" كانت مشكلة علشان كنا بنحب نفس الشخص بس في الاخر طلع كذاب و وحش و انا اكتشفت انه كان مجرد إعجاب مش اكتر"

اجابها سليم بعقلانية " انا مش مهم عندي حاجة من دي اه انا زعلت بس برضه ده ماضي اكيد مش هحاسبك عليه و ايه رايك لو تصالحي سلوى اهو هيكون افضل من انك تبعدي اتنين بيحبوا بعض بسبب حاجة تافهة زي دي "

وقفت سلوى قائلة" معاكي حق بكرة نبقى نروح ليها و اصالحها "
كانت ملك تجلس مع حياة التي تحتضن وسادتها و تبكي اردفت ملك" بت يا حياة قومي صالحي امك "

اجابتها حياة ببكاء" لأ هي اللي غلطانة "
ملك" كانت غلطانة لحد ما انتي رفعتي صوتك حقك ضاع "
حياة" يعني انتي شايفة كده"
ملك "اه و كده الصح اصلا "
حياة" خلاص هقوم اصالحها"

اتجهت إلى الغرفة و هي تفرك يديها من الارتباك دخلت الغرفة بعد أن سمح لها سليم بالدخول و خرج هو

جلست حياة خافضة رأسها و اردفت" انا اسفة مكنتش اقصد اللي عملته "
احتضنتها سلوان قائلة "متزعليش مني انتي يا حياة و تعالي بكرة نروح لسلوى نصالحها و المشكلة هتبقى اتحلت"

حياة "يعني ينفع بجد"
سلوان "اه طبعا ينفع يا حياتي"
نظرت إليها حياة ببراءة قائلة "طيب ممكن تقولي حاجة تانية بدل حياتي"
سلوان" ليه بقى "
حياة" علشان دي كلمة أسر"

اتسعت عينا سلوان بدهشة و اردفت بمزاح" طيب اتفضلي اطلعي برة بدل ما و الله لهضربك باللي فرجلي"

حياة "خلاص انا ماشية يا ستي همشي "

في فيلا العراقي مرة أخرى

كان جواد يقف و يدق الجرس فتح له أسد و مجرد ان رآه جواد اردف "أسد كنت عايز منك خدمة انت و أسر"

أسد "ازاي يا جواد و هو أسر هيعمل ايه و هو في السجن "
جواد" بص تعالى بس و انا هفهمك كل حاجة "
أسد" تمام ماشي "

ذهب كلاهما إلى السجن مرة أخرى و هناك دلف العسكري قائلا "أسر عندك زيارة"
خرج أسر مع العسكري الذي نظر إليها و اردف"هو انت محبوس و لا فاتحها زيارات"
أسر" معلش بقى السجن مبيحبنيش "

ابتسم كل من أسر و العسكري الذي تركه و وقف بعيدا

أسر" ازيك يا أسد عامل ايه "
أسد" انا بخير الحمد لله و انت"
أسر "بخير و انت يا"
كان أسر يوجه حديثه إلى جواد فاجابه "انا جواد"

أسر "اتشرفت بيك يا استاذ جواد "
قهقه أسد على حديث أسر " استاذ مين يا أسر ده طالب عندي في الجامعة "
أسر" اومال جاي هنا يعمل ايه"

جواد" بص هو بصراحة كده انا معجب بچنى "
نظر إليه أسر و الشر يتطاير من عينيه" نعم يا حبيبي؟."
جواد "لأ مش كده انا جاي اقول اني عايز اتقدملها و لو في موافقة مبدأية اجي و على خيرة الله"

نظر إليه أسر و هو يتقمص دور الاب" و على كده بقى يا جواد عندك شغل او مصدر دخل"
جواد" انا حاليا طالب في كلية هندسة طبعا زي ما اسد قال لحضرتك و غير كده انا فاتح مطعم حاليا بكسب منه و لما اتخرج ها "

اكمل أسد على حديث جواد" هتتعين هنا في شركات العراقي و ان شاء الله دكتور جامعي"

أسر "بص يا جواد انت باين عليك راجل و حلو شغلك أثناء دراستك ده كبرك في نظري بس مش شايف انك بتتسرع "
جواد" مهو حضرتك انا لو قلت بحبها هبقى كذاب علشان انا مش بحبها بس حاسس بإعجاب ناحيتها و مش حابب انه يبقى في الضلمة او في الحرام علشان كده جيت لحضرتك "

أسر "حلو اوي كلامك ده خلاص بص اعملوا خطوبة كده على الضيق الشهر ده و بعدها لو متقبلين بعض نشوف هنعمل ايه بقى على ما اخرج من السجن اومال مين هيرازي فيا طيب "

ابتسموا جميعهم على حديثه ثم غادروا

في اليوم التالي كانت چنى تجلس على سريرها تتحدث مع صديقة لها قائلة "افتقدتكي يا حنين متى ستأتين إلى مصر مرة أخرى "

حنين" اسفة يا عزيزتي و لكن في مصر لهجتي لا تكون مفهومة و ليس كل المصريين يتحدثون الفصحى فلن يفهم احد حديثي"

چنى "و لكن يا حنين حقا اود رؤيتكي"
حنين قريبا يا چنتي سآتي و اول شخص ازوره سيكون انتي "
چنى" حبيبتي ستُنيرين مصر بأكملها سانتظرك إلى اللقاء"

أغلقت المحادثة ثم هبطت على صوت الجرس لتجد حياة تقف و بحوارها سلوان اقتربت چنى منهم بذكاء قائلة "اهلا يا حياة نورتي.. ازيك يا طنط سلوان أخبار حضرتك ايه "

سلوان" هو انتي تعرفيني يا حبيبتي "
چنى" اه بس اسمًا بس لكن لما شفتك مع حياة عرفت ان حضرتك طنط سلوان.. انا چنى اخت أسر و أسد" 

مدت چنى لها يدها و صافحتها ثم دلفت الفيلا و اردفت "أسد نادي ماما قول ليها طنط سلوان و حياة هنا "

اقتربت حياة من چنى و مدت لها الكتاب قائلة" روحي لأسر النهاردة انتي و قوليله الكتاب اهو بتقولك حياة و بعدها قولي لو مبطلتش مش هتجيلك بكرة كمان النهاردة كان قرصة ودن" 

تحدثت چنى بحماسة و جنون لا يليقان بالموقف" اوبا ده شكله كده بيشرب مخدرات "
حياة" هش بس اسكتي فال الله و لا فالك.. لأ طبعا أسر مش بيعمل كده هو بس بيشرب سجاير "

چنى" امرها سهل و ممكن يسيبها عادي بس بلاش مرة واحدة يعني يقلل مرة في مرة لحد ما يسبها خالص "

حياة"ما انا هعمل كده بس بطريقتي" 
هبطت سلوى إلى الأسفل حاملة كوبين عصير
جلست مقابلة إلى سلوان و اردفت" ازيك يا سلوان عاملة ايه "
سلوان" انا بخير الحمد لله.. انا كنت جيالك بخصوص أسر و حياة "

سلوى" معلش يا سلوان بس انا مش هطلقهم "
سلوان" لأ انا جاية عايزة اقولك متزعليش مني و احنا غيبنا عن بعض كتير و كفاية كده بقى مكانش واحد زي ده يفرقنا"

سلوى "و انا كمان اسفة اني مكلمتكيش و مسألتش عليكي متزعليش مني "
ارتسمت ابتسامة على وجه حياة التي نظرت إلى چنى و وجدت نفس الابتسامة على وجهها و امسكت چنى بيد سلوان و حياة بيد سلوى و قربتهما من بعضهيما و اردفت چنى" صافي يا لبن "
اجابتها حياة" حليب يا اشطا "

چنى "ما تسلموا على بعض بقى "
و بالفعل صافحت كل منهما الأخرى و اخيرا انتهت مشكلة كان أصلها مجرد شيئ تافه

چنى "طيب انا هروح أزور أسر بقى النهاردة
ذهبت چنى إلى أسر و معها الكتاب و القلم و لكن لم تحضر له أي طعام

دخل أسر الغرفة متلهفا لرؤية حياة و لكنه صُدم بوجود چنى التي اردفت "كفارة يا معلم لسة بدري على ما تخرج "
احتضنها أسر بشوق قائلا" ايه يا بت الغيبة الطويلة دي"
چنى "مكانوش يومين هما"
أسر "طيب فين حياة"

مدت چنى يدها له بالكتاب و اردفت "رافضة تيجي و بتقولي اقولك يا تبطل يا اما هي مش هتيجي تاني"
نفخ بضيق قائلا "بس ده صعب اوي"
چنى" انت اصلا وشك مشدود و متضايق هو انت بتشرب كام واحدة في اليوم "

أسر" تلاتة "
چنى" و شريت كام امبارح "
أسر" اتنين"
چنى" و النهاردة "
أسر "و الله ما شربت حاجة"
چنى" مش مرة واحدة كده علشان جسمك اتعود مرة بمرة بقى "

هز رأسه ثم نظر إلى الكتاب بلهفة قائلا "هاتي الكتاب "
أعطته چنى الكتاب قائلة" امسك اهو يا اخويا "

اخذ منها أسر الكتاب و القلم و فتح جزء الحب و كتب شعرا اخرا

"إلى حياة تلك الأميرة الحوراء 
شعرها اسود كما في الليل تبدو السماء 
سلبت قلبي دون عناء
اذابتني عيناها الخضراء
يتميز قلبها بالبياض و النقاء
و بشرتها بيضاء تتسم بالصفاء
لا يجب أن تكون هنا 
يجب أن تكون نجمة في السماء
فهي مليحة حوراء
حبها هو الداء و الدواء" 

مد يده إلى چنى بالكتاب و أعطاه اياها و اردف" ابقي اديه لحياة و قولي ليها الجديد في الحب و هي هتفهم"

چنى" مع اني هموت و افهم بس ماشي "
أسر" متبقيش فضولية بس اه صح قوليلي "
حياة" اقولك ايه "
أسر" تعرفي حد اسمه جواد "

نظرت چنى إليه بحماسة لم تلحظها و لكن أسر لاحظها ببراعة "اه ده طالب كده في كلية هندسة تحسه بريئ و هادي و مؤدب و متفوق قابلته كذا مرة "

تحدث أسر و هو يصتنع الدهشة "اه ده في كلية هندسة فعلا "
چنى" هو انت تعرفه "
أسر "اه بس مش اوي يعني "

أنهيا حديثها و غادرت چنى و عاد أسر إلى السجن مرة أخرى و اخذ سيجارة واحدة فقط من ذلك السجين و اشعلها و هو يفكر في أمر چنى و جواد يبدوا من لهفتها و حماساها حبها له لكنه سينتظر ليرى ذلك بنفسه

عادت چنى إلى الفيلا و لكنها لم تدخل بل وقفت أمامها تهاتف حياة و حينما اجابتها حياة اردفت چنى "حياة انتي فين"
حياة "انا في البيت"
چنى "طيب معلش ممكن تبعتي عنوانه علشان اجيلك هناك أسر باعت معايا حاجة"

ارسلت حياة العنوان و اتجهت چنى بالكتاب إلى حياة و اعطتها اياه قائلة "بيقولك أسر افتحي جزء الحب فيه الجديد"

امسكت حياة الكتاب بسرعة قائلة "ماشي شكرا يا چوچو "

اخذت حياة تقرأ الكتاب بسعادة كبيرة و كل كلمة تُنقَش  على قلبها
بينما عادت چنى إلى الفيلا و سمعت أسد يتحدث "بص يا بابا هو جالي انا في البداية و طلب يروح لأسر و أسر قال يتخطب هو و چنى شهر على ما أسر يطلع و نشوف هنعمل ايه

الفصل الخامس والعشرون 

دلفت چنى بسرعة إلى الفيلا و اردفت دون أن تنظر أمامها حتى "نعم نعم نعم مين ده و اصله ايه و شغله ايه و متدين و لا لأ و بعدين اصلا انا مش هقبل باي حد دلوقتي انا عايزة اتعلم و اتخرج و اشتغل يا ناس"

نظر إليها أسد نظرة تفهمها فنظرت إليهم لتجد جواد يجلس مع أسد و ماهر

نظرت إليهم بصدمة ثم قالت "احم طيب امشي انا"
صعدت السلم بسرعة و اتجهت إلى غرفتها و فتحت الهاتف مرة أخرى لتحدث حنين

حنين" مرحبا چنى كيفك "
تحدثت چنى بطريقة مازحة " چنى في ورطة يا حنين"
ابسمت حنين "لماذا ماذا قد يكون حدث"

قصت عليها چنى كل ما حدث و إذ بحنين قائلة و صوتها لا يُسمع من كثرة الضحك" لا حقا انا غير قادرة على السكوت مزاحكِ هذا سيكون سبب هروب جواد منكِ"

چنى "اصمتي لن اعطيه الفرصة كي يتركني"
حنين "اود اخباركِ بشيئ سيفرحك "
چنى" اخبريني يا جالبة السعادة "
حنين" سآتي إلى مصر بعد شهر من الآن"

چنى "يال هذه الفرحة حقا لا أعرف ماذا أقول و لكن اخبريني ماذا ستفعلين "
حنين" انتي تعلمين حبي لوطنكِ مصر فلم اعد استطيع تركه فقررت ان آتي إلى مصر مرة كل عام و مرة هذا العام ستكون بعد شهر"

چنى" اوو يالها من فكرة رائعة اذن ما مخططاتك للزايرة "
حنين" ساتطوع في مشفى الأمراض النفسية و أيضا ساقيم عيادة صغيرة للأشخاص المهمة التي لا تود ان يعلم احد انها تتعالج نفسيا "

چنى" سلمت افكارك عزيزتي اتمنى لك النجاح الدائم "
حنين" و ماذا عنكِ"
اجابتها چنى بحب يطغى على صوتها" انا.. انا واقعة في الغرام "

حنين "أيتها الفتاة اصمتي و كوني راسخة قوية لا تتنازلي بكل بساطة هكذا "
چنى" ما هذا الذي تقولينه سيكون خطيبي "

حنين" حسنا حبيبتي حفظه الله لكي و حفظكي له انا مضطرة لاغلق الان انا ذاهبة للعيادة "
چنى "إلى اللقاء يا حنيني"
حنين" إلى اللقاء يا چنتي "

و الآن و للمرة الثانية أراكم حائرين ساشرح لكم
حنين طبيبة نفسية جزائرية درست في مصر و تتحدث الفصحى حتى يفهمها اصدقاؤها هي أكبر من چنى بعام واحد فقط و تعرفت عليها و صارتا صديقتين مقربين.. تخرجت العام الماضي و سافرت إلى الجزائر مرة أخرى و لكنها مازالت على تواصل مستمر مع چنى

اغلقت چنى المكالمة و فتحت الباب لتجد ان جواد قد غادر اخيرا خرجت من الغرفة مرتبكة و وجدت أسد يجلس في الأسفل فاتجهت إلى غرفته حيث تجلس منة دلفت چنى و اردفت "منة الحقيني علشان جوزك ده ناوي على شر خطير بعد اللي انا عملته"

قهقهت منة كثيرا عليها ثم اجابتها "ده حضرتك فضيحة اتكلمتي بصوت عالي وصل لاخر الدنيا ده انا هنا و سمعته"

چنى "هو صوتي كان عالي اوي"
منة "عارفة لو تقف على الصوت العالي كنت هعديها لكن لأ انتي كنتي بتتكلمي بهبل كمان "

دلف أسد إلى الغرفة قائلا" چنى "
ابتلعت ريقها بصعوبة و نظرت اليه "انت عرفت منين ان انا هنا مش في اوضتي "
أسد" بكل بساطة شوفتك و انتي بتتسحبي "

جلست منة اشاهدهم بينما اتجه أسد إلى چنى و امسكها من ثيابها قائلا" تعالي هنا فاكرة المروحة اللي علقتك فيها قبل كده"

چنى "اه يا عم و فاكرة برضه الحاجة اللي قولت هتجيبها و مجبتهاش "
أسد" طيب تعالي اعلقك فيها و بعدها اجيبلك الحاجة "

انفلتت من يده بخفة و وقفت امام باب الغرفة قائلة و هي تخرج له لسانها "مش هتعرف تعمل حاجة"

ذهبت مسرعة إلى والدها الذي كان لا يزال واقفا بالأسفل و امسكت به تختبئ وراء ظهره

و اردفت" الحقني يا بابا أسد هيعلقني"
ماهر" و انا هساعده يا مفضوحة "
وقفت أمامه تحك راسها يتعجب قائلة "نعم واحدة تقولي فضيحة و التاني يقول مفضوحة متجيبوا باقي التصريفات بقى بالمرة مهو احنا في درس عربي النفضوحة"

ابتسمت سلوى قائلة "دكتورة قردة هانم المفضوحة چنى"
چنى" اهو كده كملت يا ست الحبايب"

ظلوا يمزحون قليلا ثم اردف ماهر "طيب دلوقتي انا قولتله هرد عليه خلال يومين علشان لو هيجيب اهله و يتقدم رسمي "

خفضت چنى راسها و اردفت" احم انا موافقة "
منة" ايه ده يا بت مفيش اللي تشوفه يا بابا و لا اي حاجة من دي "
أسد" لأ چنى بتحجز علطول "
چنى" اومال يعني عايزيني اقول اللي تشوفه علشان يقوم يقولي انا مش موافق لا طبعا انا لازم احافظ على الواد "

منة" نضيف بجحة على الموضوع كمان"
أسد "مبارك بقيتي الدكتورة مفضوحة هانم قردة بس بجحة "
چنى" انت واد منك ليها ليها ليه اسكتوا بدل ما اقتلكم"

ماهر" لحظة كده انتي قولتي يا واد منك ليها ليها له يعني تقصدي أسد و منة و سلوى و انا.. يعني انا واد "

چنى" لا طبعا يا سيد الحبايب ده المستنسخ من أسد"
ماهر" هي مش كانت ست الحبايب ايه حولتيها "
چنى" و لو عايز اعملك عيد اب كمان مفيش مشكلة بس وافق على الواد جواد بالله عليك "

سلوى" انا عايزة اعرف عنه "
ماهر" جواد طالب جامعي في كلية الهندسة أكبر من چنى بسنة هيخلص تعليم السنادي هو كمان "
سلوى" ازاي أكبر منها و هيخلص معاها "

ماهر" شكلك عايزة كل حاجة عنه يعني كل حاجة "
سلوى" اه بالظبط "
جلس ماهر و وضع قدما فوق الأخرى قائلا بغرور "اقعدوا اقعدوا هفهمكم "

جلسوا جميعهم و اردف ماهر" جواد طالب جامعي دخل الجامعة متأخر سنة علشان مصاريف الجامعة مكانتش معاه كاملة بيشتغل فى مطعم بتاع ابوه بيدخل دخل كويس اسمه بيت النعيم عايش مع والده بس و والدته متوفية متفوق جدا الاول على الجامعة طول السنين اللي فاتت و لو طلع الاول السنادي هيبقى ضمن تعيينه كمعيد في الجامعة مع أسد ده غير انه هيشتغل في شركتنا علشان هو مهندس ميتعوضش "

چنى" اهو اتفرجوا اخد دور المحقق كونان و بدا يتكلم بثقة "
ماهر" بقى انا ابقى كونان "
چنى" اه طبعا ده كونان ده باشا "

انهو مزاحهم و اتفقوا على الموافقة و هاتف ماهر جواد قائلا" ايوة يا جواد بص احنا موافقين بإذن الله ممكن تيجي بكرة على الساعة سبعة بليل "

جواد "تمام شكرا يا ماهر بيه هكون موجود انا و والدي في المعاد"

في مكان آخر
كانت حياة تعد الطعام لأسر كعادتها و بعد قليل انتهت و اخذت الطعام و معه الكتاب و ذهبت إلى أسر

بعد قليل كان يجلس أمامها يتصنع الضيق فاردفت" ايه بقى مش هتفرد وشك "
أسر" لأ "
حياة" ليه"
أسر" مجيتيش امبارح ليه "

حياة" علشان لو مبطلتش تعرف ان انا مش هاجي"
شعر بالضيق حقا و اجابها "طيب انا مش هبطل بقى"

رفعت حاجبها كعادتها "يعني بتعند"
أسر "اه بعند هتعملي ايه"
اجابته بحب "مش هعمل حاجة و هحيلك برضه علشان بحبك بس لما تخرج و الله ما سيب سجارة في ايدك "

فتحت أكياس الطعام قائلة" امسك كل بقى "
أسر" انا مش جعان "
حياة "طيب علشان خاطري"
أسر" كلتي "
حياة" بصراحة لأ"

أسر "طيب بصي يا حياتي لو كلتي هاكل "
حياة" اتفقنا"
تناولا طعامهما سويا ثم مسح أسر يده في منديل أخذه من علبة المناديل التي احضرتها حياة مع الطعام و اردف "حياة انتي اللي عاملة الاكل ده"

حياة" اه انا اللي عملاه حلو "
كان يود ان يقول ان الملح زائد و لكنه حينما رأى فرحتها اردف" اه جميل تسلم ايدك بس نوع الملح ده مش حلو"

حياة "ازاي يعني"
أسر "يعني بيزود ملوحة الاكل فهاتي نوع تاني أو اقولك ابقي حطي كمية اقل و بكده حلينا مشكلة الملح"

و هكذا لم يكسر أسر فرحتها و أخبرها بيعيب الطعام دون إساءة لها

فتحت حياة الكتاب قائلة "كلامك ده جميل اوي يا أسر بجد انت بتكتب كده ازاي "
أسر "عادي بكتب اللي بحسه"

نظرت إليه بحب قائلة" طيب ليه اهلك "
أسر" مفيش حاجة في بالي بصراحة اكتر حد متعلق بيه هو چنى و بعدها اسد بعدهم بابا بعدهم ماما"

حياة "خير خير ان شاء الله المهم انك مرتاح"
أسر "المهم انك معايا "
اردفت بتذكر" مش نسيت اقولك امي و امك ارتبطوا امهات "

أسر" مش فاهم"
حياة "اقصد يعني عارف المثل اللي بيقول خالتي و خالتك اتفرقوا خالات اهو انا بقى بقول ان امي صالحت امك بس زي المثل ده "

أسر "اه خلاص فهمت يا حياتي"
ثم اكمل بسعادة 
" يعني كده احنا مفيش مشكلة بين اهالينا صح "
حياة" لأ مفيش "

امسك أسر بيدها قائلا "وعد مني اول ما نخرج عمل ليكي فرح كبير "

بعد قليل غادرت حياة و عاد أسر إلى غرفته مرة أخرى

في بيت هشام كان يقف مع حنان في المطبخ يعد كوبين قهوة بينما هي تعد الطعام انتهى من القهوة ثم اتجه إليها و اخذ منها الأطباق قائلا "هاتي انتي القهوة بقى"

نظرت حنان إلى قهوة و اردفت" هو ليه في كوباية بوش و كوباية لأ"
هشام "مبعرفش اعملها زيك"
حنان "مش مهم بس يلا علشان تاكل"

جلس كلاهما على الطاولة بعدما وضعا الطعام عليها و تحدث هشام و هو يقلب الملعقة في طبقه قائلا "انا عايز اتقدم لواحدة يا ماما "

رفعت حنان راسها " مين يا حبيبي"
هشام دون أن ينظر إليها" ملك يا ماما "
حنان "لأ كله إلا دي "
هشام "ليه بس يا ماما و الله دي بنت محترمة جدا"

حنان "انا ما صدقت خرجت من دايرة المافيا بتاعة سعد و ميرا تقوم تطلعلي بملك"

هشام "و الله هي مش مافيا يا أمي هي حكومة بس بتشتغل مع المافيا "
حاولت حنان تغيير مجرى الحديث قائلة" انا عايزة اروح عند أسر ازوره "

هشام "خلاص نروح و هو يقولك على ملك "
حنان" ماشي يا هشام و أمري لله "
امسك بيدها و قبلها قائلة" شكرا يا حنون "

بعد قليل دلف العسكري إلى الغرفة فنظر اليه السجناء بأمل كل واحد امنه يامل انه هو بينما سمع أسر العسكري يقول "أسر العراقي عندك زيارة "

نظر العسكري إلى البقية قائلا" معلش يا جماعة ده جاي هنا علشان قريبه كلهم يزروه و ميلحقش يدوق السجن و لا مرة "

ربت أسر على كتف العسكري قائلا "معلش بقى انا مش عارف دول كل شوية ييجوا ليه نفسي اقعد في هدوء شوية"

وجد أسر حنان تجلس هي و هشام فاقترب منها و احتضنها قائلا "ماما حنان اللي مبتسألش وحشتيني "

قاطعه هشام قائلا" ايه يا عم ثانية واحدة كفاية تحضنها فيها مترخمش بقى"

اجابه أسر بعد أن لوى فمه "خلاص متزقش "
جلسوا جميعا و اردف هشام" أسر انا عايز اتقدم لملك رايك فيها ايه"

أسر "اهم حاجة انك بتحبها تاني حاجة ملك بنت محترمة و جميلة و هادية و هتليق عليك جدا"
هشام "قول لأمك بقى علشان هي رافضاها "

نظر إليها أسر و اردف" لأ متقلقيش يا ماما ملك مش مافيا هي بتشتغل جاسوسة معانا و بتقول لينا اخبار المافيا كلها "

حنان" خلاص انا موافقة يا هشام بس مش مهم بقى الكلام ده دلوقتي المهم انت عامل ايه يا أسر "

أسر" انا بخير الحمد لله و البت حياة مظطاني "
حنان" مظبطاك ازاي يعني"

أسر "بتيجي كل يوم و معاها اكل و مفيش احلى منه "
و بعد قليل انتهت الزيارة و عاد هشام و حنان إلى المنزل

في قصر سعد كانت ميرا تجلس هي و علاء و اردفت
" ايه اللي بيحصل ده العصابة بتنهار و انا لا يمكن اسمح بكده احنا لازم نرجع نشتغل تاني زي الاول انا زهقت "

علاء "محدش راضي يعمل اي صفقات معانا تاني بعذ اخر مهمة"
ضربت ميرا بيدها على الطاولة بقوة و اردفت "مليش فيه اتصرف اعمل اي حاجة لو حد غيرك كان هيتصرف متنساش انك لوا "

علاء" و اعمل ايه بالمنصب ده اصلا "
ميرا" اتواصل مع أي حد من معارفك اعمل اي حاجة "

قاطع ميرا رنة هاتفها فكانت المتصلة مريم اجابتها ميرا بسرعة و لما سمعت صوت بكاءها فذعت و قالت "في ايه يا مريم مالك بتعيطي ليه "

مريم" انا في القسم يا ماما تعالي الحقني بسرعة"
ميرا" حاضر يا مريم ثواني و هكون عندك"

أغلقت ميرا الهاتف و نظرت إلى علاء و اردفت "قوم بسرعة تروح نلحق مريم"

ذهب كلاهما إلى القسم و هناك وجدت ان مريم تم القبض عليها بعد امسكها مع شاب في إحدى الشقق الخاصة بالدعارة و بعد عدة ايام"

حُكِم عليها بالسجن مدى الحياة
في المحكمة بعد أن ألقى القاضي الحكم سقطت ميرا على الأرض مغشيا عليها أخذها علاء إلى المشفى و اخبره الطبيب انها قد اصيبت بالجنون

وضع علاء ميرا في مستشفى للأمراض العقلية و كانت كل هذه الأخبار تصل إلى هشام الذي انتهز فرصة سقوط العصابة و ألقى القبض على علاء الذي سيقضي عمره كاملا في السجن بسبب خيانته لبلاده

و بعد أن تمت كل هذه الأشياء ذهب هشام إلى أسر و بمجرد ان قابل أسر اردف بسعادة "أسر باشا جايلك بحبة اخبار تحفة"

أسر "قول في ايه يا هشام"
هشام "اول حاجة تم القبض على مريم من قبل بوليس الاداب و اتحبست ابدي و انا بعد ما اتأكد ان العصابة كلها وقعت قبضت على علاء و اتحكم عليه ابدي برضه و ميرا مجرد ما عرفت اللي حصل لبنتها اتجننت و دخلت مستشفى الأمراض العقلية "

أسر" اخيرا خبر عدل في الحياة دي "
هشام "لأ و مش بس كده ده جواد و اختك اتخطبوا خلاص "
أسر" لأ دي عارفها دي مفيش حاجة تانية "

نظر إليها هشام بسعادة عارمة" جاي اخلي سبيلك علشان انت اخدت خروج حسن سير و سلوك يا باشا "

عجز كل شيئ ان يصف كم الفرحة التي يشعر بها أسر الان فقد عجز هو أيضا ان يتحدث فنظر إليه بعدم تصديق

هشام" ايه يا أسر انت ساكت ليه"
اجابه أسر بنبرة مفعمة بالفرح " بجد انت بتتكلم بجد يعني انا هخرج و هقعد مع حياة براحتنا من غير وقت محدد "

هشام" انت ده اللي فراقك بجد بس على العموم اه"
و بعد عدة سعات خرج أسر من السجن اخيرا و عاد إلى فيلته اول مكان هو يعلم جيدا ان حياة تجلس هناك

دلف إلى الفيلا كانت الساعة الثامنة ليلا تقريبا سار بهدوء حتى صعد إلى أعلى ليجد ان حياة اعدت طعام العشاء لها و وضعته على الطاولة و هي الآن في المطبخ تغسل يدها

جلس على الطاولة بهدوء و خرجت حياة لتراه امام عينيها تحدثت بصوت جهوري من الفرح "أسر"

استقام من المقعد بسرعة و فتح زراعه إليها اما هي فركضت مسرعة إليه و اختبأت في احضانه تشتم رائحته التي افتقدتها ثم بكت قائلة "وحشتني اوي يا أسر وحشتني بجد"

لم يكن يتحدث فقط ضربات قلبه تعلو شيئا فشيئا تلمع عيناه بالدموع يشعر و كأنه قد ملك الدنيا بأكملها في هذه اللحظة

كانت تبكي من السعادة قد عاد حبيبها و موطن قلبها إلى مكانه الأصلي نظرت إليه نظرة طويلة تحمل كل معاني الحب و الاشتياق ثم امسكت بوجهه و هذه المرة هي من مسح دموعه و اردفت "احب يا ابليس احبك يا أسري يا من أسر قلبي منذ أن رايته على الشاطئ يبكي"

بعد مرور فترة لا يعلمون مدتها ذهبا إلى النوم في اليوم التالي ذهب أسر مع حياة إلى بيت الرفاعي و بعد قليل دلف أسر و معه حياة بعد أن اخبرت أهلها انه معها

كان اهل المنزل جميعهم سعداء بعدوته و قالت ملك" عودة حميدة يا سيادة المقدم "
أسر" رائد يا حضرة الظابط مش مقدم"

ملك "نسيت اقولك. انت بقيت حضرة المقدم أسر ابليس المخابرات"

حياة "اللهم بارك المز بتاعي بقى مقدم قد الدنيا"
نظر إليها برفعة حاجب و اردف "المز بتاعك ازاي يعني"
حياة "عادي يا أسر بقى متضيقهاش اوي كده يعني "

هبطت سلوان التي دُهشت مجرد ان رات أسر فهو شاب قوي مقتول العضلات شعره بني عيونه رمادية لم تصدق ان ابنتها قد تزوجته فعلا"

استفاقت على حديث سليم زوجها "اهلا يا أسر نورت البيت "
أسر" البيت منور بحضراتكم يا عمي"
سلوان" طيب انتوا واقفين ليه اتفضلوا اقعدوا"

أسر" لأ ملهوش لزوم انا بس كنت جاي عايز استأذنكم ان حياة هتبات معايا بعد كده و هنغير نظام الفيلا سوا و انا هتكلف بكل حاجة المهم عندي فرحتها و كمان كنت عايز اتفق معاكم على يوم خلال الأسبوعين الجايين نعمل فيهم الفرح"

سليم" بالنسبة للشقة انا معنديش مانع بس اظن علشان معاد الفرح لازم كلنا نقعد و نختار المعاد سوا "
أسر" طيب خلاص ثواني ممكن عايز حياة "

ملك" ايوة بقى والعة معاكي يا حياة "
حياة" بس يا بت اسكتي "

خرج كلاهما إلى الفناء و اردف أسر" احم احم بالنسبة لأن تليفوني انا مش فاكر انا سببته فين اخر مرة لأني مكنتش في وعي و انا.. و انا "
حياة" و انت بتقتلهم يا أسر الجملة مش صعبة اوي كده يعني بس عموما حابة اوي احساسك انك غلطان اوي فيك بجد بعشقك "

أسر" طيب معلش هاتي تليفونك اكلم بيه چنى"
حياة "يعني الحوار ده كله علشان التليفون يا أسر انا مراتك يعني متقلقش من حاجة و دي مفيهاش احراج احنا ستر و غطا على بعض "

أعطت اياه الهاتف و قام بالاتصال بچنى.
بعد قليل اجابت چنى قائلة" حياة اخبارك ايه "
أسر" انا أسر يا چنى كنت عايزك تخلي البيت كله يتجمع انا جاي انا و حياة و عيلتها علشان موضوع كده

چنى "انت خرجت يا أسر"
أسر "مش وقته لما اجي"
چنى "ماشي هستنى"

بعد قليل كان أسر مع حياة في سيارته و البقية في سيارة سليم
وصلوا جميعا بينما كان كل من في منزل العراقي في حالة تعجب و اندهاش

بعد قليل دلف أسر و في يده حياة التي كانت تسير و كأنه لا يوجد في العالم سواها كل هذا فقط لأنها ممسكة بيده

وجد أسر حياة و هشام موجودين أيضا فاردف يتعجب "ايه ده انتوا عرفتوا ان انا هنا ازاي"
ملك "كلمت هشام يا سيادة المقدم"
أسر "تسلمي يا حضرة الظابط خير ما عملتي"

اقترب منهم أسر و سحب كرسيا منفصلا لحياة و اذ بالباقين يجلسون أيضا و تحدث "دلوقتي انا خرجت متسألونيش ازاي و هو لسة فاضل اسبوعين هشام قام بالواجب و كنت حابب اعرفكم ان انا و حياة هنعمل الفرح كمان اسبوعين اختاروا يوم مناسب في الأسبوعين دول و كمان خلاص احنا هتبات في شقتنا"

چنى "ده انت اخ معفن بصحيح مفيش ازيك يا چنى و لا وحشتيني يا چوچو و لا اي حاجة من دي خالص "

نظر إليها ثم احتضنها بشدة قائلا" لأ ازاي ده انتي اكتر حد أنا بحبه في العيلة "
و إذ باسد اقترب منه" و انا كمان بقى احضني وحشتني يا واد "

أسر" و ماله حضن ثلاثي "
بعد قليل اقترب أسر من سلوى و اخيرا شعر بحنين لها فهي والدته مهما حدث

اقترب منها و احتضنها بشوق قائلا "وحشتيني اوي يا ماما"
سلوى بدموع" و انت اكتر يا حبيب ماما "

كان مشهدا مؤثرا تتحدث فيه القلوب و الدموع تركها و اقترب من ماهر و قبل رأسه و يده بوقار قائلا "وحشتني يا بابا ايه مفيش ازيك"

اجابه ماهر بسعادة "لأ طبعا يا حبيبي فيه و اكيد وحشتني اكتر بكتير من اي حد "

اقترب اخيرا من حنان و قبل يدها قائلا" وحشتيني اوي بجد كنت مفتقدك"
حنان "و انا كمان كنت حاسة ان ناقصني حاجة بجد مفيش كلام يوصف شعوري"

چنى "طيب علشان الرومانسية الجلطة دي تعالوا نكمل كلام في الفرح
قاطعتها منة و اردفت "و الله يا بت يا چنى انتي الجلطة الوحيدة اللي هنا "

چنى" اسكتي يا منة "
أسر "بس بقى عايز اتكلم"
منة "اتفضل احنا سامعينك"

أسر "دلوقتي يا جماعة انا هعمل الفرح الجمعة في الأسبوع اللي بعد الجاي و كنت عايز اعمل فرح أسد معايا لو مفيهاش مشكلة"

حياة "انا معنديش مانع كفاية ان فرحي هيبقى مع منة السكرة دي "
چنى" و انا كمان موافقة علشان حنين هتكون جت "

ابدت العائلة كلها موافقتها على الموعد و عاد أسر مع حياة إلى الفيلا و اردف" طيب تحبي نروح فين دلوقتي "
حياة" نتمشى على النيل و نجيب آيس كريم"

اجابها أسر بصوت مرتفع " لأ ابدا انتي عايزة كده علشان حد ييجي يخطفك تاني ده على جثتي 

تعليقات