رواية صغيرة ابليس الفصل السادس عشر16 بقلم جني محمد


رواية صغيرة ابليس بقلم جني محمد
 رواية صغيرة ابليس الفصل السادس عشر16 بقلم جني محمد

نظر أسر إلى الشهادة بعدم تصديق هم حقا اهله هم عائلته التي عاش بعيدا عناه ياله من أحمق بالطبع هم عائلته فهو لم يتحمل احتضان سلوى له كيف لم يتيقن انهم هم عائلته و من ثم اخذ شهادة ميلاده و اتجه إلى المطبخ و نظر إلى أم هشام بعنيين لامعتين و اردف "طلعوا هما اهلي يا ماما" 

نظرت ام هشام اليه بسعادة "انت بتتكلم بجد طب لقيت الشهادة" 
أسر "اه لقيتها تحت السرير نفس المكان اللي بخبي فيه كل حاجة" 

أم هشام "طيب الحمد لله يا بني ربنا يلم شملكم يارب" 
أسر "امين يارب معلش بقى يا ماما انزلي ودي القهوة لميرا و تعالي علشان عايز اكلمك في حوار كده" 

أم هشام "ماشي يا أسر نازلة اهو "
هبطت ام هشام إلى الحديقة و أعطت القهوة إلى ميرا ثم صعدت مرة أخرى إلى أسر "ها بقى يا أسر كنت عايز ايه "
أسر" انتي طول عمرك بتقوليلي اقولك يا ماما و لما بضايق بقولك يا دادا ليه.. ليه بجد "

أم هشام" هو ايه اللي ليه مش فاهمة" 
أسر "يعني واحدة قمورة زيك كده بدل ما اقولها يا حنون اقولها ماما و لا دادا ايه ده بجد" 

أم هشام "ولد اسمي ماما "
أسر" لأ مهو بعد كده مش هقولك غير باسمك حنان او حنون و لو مش عجبك هقولك يا دادا بسيطة "
أم هشام" لأ لأ بلاش دادا دي خليها ماما "
اجابها أسر بعند و هو ينطق اسمها برفعة حاجب" حنان"

و الآن علمتم اسمها فلا تتعجبون حينما اقول حنان فانا سأكون اقصدها هي 
حنان" لأ" 
أسر" خلاص هقولك ماما بس بشرط و مش دايما علفكرة "

حنان" اشرط مهي كانت ناقصة شروطك "
أسر "تحكيلي الماضي بتاعك و تعرفيني فين هشام"
نظرت إليه نظرة غريبة بعدة مشاعر و لكن ساد على هذه المشاعر الحزن ثم تنهدت بضيق قائلة "هه بص يا أسر انت عارف اني مبحبش اتكلم في الموضوع ده فبلاش "

أسر" مش يمكن اعرف عنه و ارجعهولك بدل العقوق ده و هو يا بخته عنده ام جميلة زيك كده "
حنان" بص يا أسر هو الموضوع و ما فيه يعني ان انا سبت هشام و بعدت عنه بعد ما بدأ في الشغل الشمال"

أسر "لأ بقى ده شكله موضوع طويل و لازم تحكيهولي"
حنان" لأ هو بس راح اشتغل مع واحدة منها لله اسمها الملكة باين او حاجة زي كده و من ساعتها و هو شغال معاها بسبب ان الفلوس كتير و انا لما لقيته كده سبته و من هنا هو بقى دراهها اليمين في مصر بينقل ليها كل الأخبار عن أي حد هي عايزة عنه معلومات "

ضمها أسر بحنان " متزعليش يا ماما هو اكيد لو كان خير كان فضل معاكي "
حنان" لأ عادي ما انا ربنا عوضني عنه بشاب زي الورد اهو "
أسر" طيب بصي انا بفكر ابقى اعدي عليهم اعرفهم ان انا ابنهم "

حنان" طيب انت ليه مش بتقول عيلتك او اهلك "
أسر" مش متقبلهم يعني متوقتش ابدا اني هلاقي اهلي كنت دايما عايز اوصلهم دلوقتي خايف من مقابلتهم "

حنان" ربك عمره ما هيخذلك يا أسر امشي انت بس و توكل عليه و متنساش الشركة و الشغل "
أسر" مش ناسي انا هنزل اهو اروح الشغل و هرجع انام و بكرة بإذن الله هروح الشركة"

حنان" يعني انت دلوقتي رايح الشغل و لا عند اهلك "
أسر" دلوقتي هروح الشغل علشان متأخرش و بعدها هاجي هنا اغير و اطلع على بيت ماهر اتعرف عليهم "

حنان" خلاص ماشي يا أسر ربنا يعينك بس قولي تحب تاكل ايه النهاردة "
أسر" أي حاجة "
حنان" ايوة بعني ايه برضه "
أسر "بقولك ايه انا مش هتفرق معايا اي اكل عادي و لا اقولك على حاجة روحي اسألي ميرا هتقولك على أكل و هتبدأ تخترع و تبدع "

حنان" انت معاك حق انا هروح اسالها و يلا البس بقى علشان علاء بيه ميتلككلكش"

خرجت الدادا من غرفته بينما اخذ حماما دافئا و ارتدى زي الشرطة الخاص به ثم فتح احد ادراج المكتب و اخرج منها هاتفا جديدا ثم وضع الهاتف الاخر به و هبط إلى الحديقة و اتجه إلى جراچ السيارات اخذ سيارة سوداء عادية و ركبها في طريقه إلى قسم الشرطة 

بعد قليل كان أسر قد وصل إلى القسم و من ثم دلف إلى مكتب اللواء علاء و هناك اردف علاء "اهلا اهلا بحضرة الظابط أسر اللي قرافني" 

اجابه أسر بكل برود "اهلا اهلا بيسايدة اللوا اللي مش فاكر اخر مرة قابلته عملت ايه... اه افتكرت شوفت نفسي عليه و بعدها لبست النضارة الشمس و مشيت" 

ازداد غيظ علاء و لكنه لا يستطيع فعل اي شيئ و فتح فاه ليتحدث و لكن قاطعه أسر" اه صح فاكر قضية سعد و ميرا انا موافق اعملها" 
نظر إليه علاء بشر يستعد لقلب الطاولة عليه قائلا" و على كده بقى ايه اللي غير رأيك "

أسر" تقدر تقول كده زهقت منهم فقولت اخلص منهم و اشوف اهل غيرهم" 
علاء "و الله" 
أسر "ده شيئ ميخصش حضرتك اللي ليك اني اعمل شغلي "
علاء" و ماله طيب علشان كده فانت هتاخد معسكر تدريب من اول و جديد بسبب فصلك عن العمل و علشان المهمة دي صعبة "

أسر" و بالرغم من اني عارف انه ملوش لازمة و انت بتعمل كده عشان تنتقم بس و ماله خليك مع الكداب لحد باب الدار و انا معاك "

علاء" تقصد ايه بالكلام ده"
أسر" ابدا كل اللي اقصده اني معاك في اي حاجة يا سيادة اللوا "
علاء" خلاص المعسكر كمان اسبوع علشان عندي معلومات انهم هيسافروا أمريكا كمان اسبوع و المخدرات هتتسلم بعدها بأسبوعين "

أسر" ما انا عارف "
علاء" منين "
أسر" دول اهلي حضرتك و انا قاعد معاهم ليل نهار"
علاء" خلاص ماشي هستناك كمان اسبوع الساعة ٥ الفجر علشان تروح المنطقة اللي هدربك فيها "
أسر" تمام "

غادر أسر الغرفة ثم اتجه إلى غرفة مكتبه و الذي كان مكونا من ثلاثة غرف
الأولى و هي غرفة المكتب
الثانية توجد على اليمين و هي غرفة تغيير الملابس
الثالثة توجد على اليسار هي غرفة المرحاض

ولج أسر إلى غرفة تغيير الملابس و ارتدى قميصا ابيضا على بنطال اسود و حذاء اسود و ذهب إلى فيلا ماهر العراقي ليقابل والديه

و بعد مرور نصف ساعة كان قد وصل أسر إلى الفيلا فاخرج هاتفه و اجرى مكالمة و بعد قليل اجابته حنان "ايه يا أسر انت فين دلوقتي"
أسر" انا خلصت كلام مع علاء بيه الزفت و بعدها قولت اطلع على بيت العراقي"

حنان "تقصد عيلتك"
أسر "اه"
حنان "طيب ماشي يا أسر ان شاء الله خير"
أسر "طيب قوليلي الست ميرا طلبت اكل ايه"

اجابته حنان بصوت ساخر " طلبت قال ايه ملوكية"
أسر" هي مش كانوا غيروها ملوخية و بعدين مين اللي هياكلها ده محدش بيحبها غيرها هي و سعد "

حنان" لأ مهي طلبت البتاع اللي هو اسمه ناجتس الفراخ ده "
أسر" تقصدي الChicken Nuggets "
حنان" اه هو البتاع ده "
أسر" خلاص انا هبقى اعزم حياة في مطعم تحبي اجيبلك حاجة معايا "

ردت عليه بخبث" لأ ما انت هتبقى مع حياة هتنسى الدنيا باللي فيها "
أسر" ايه يا حنون تفكري في ايه "
حنان" لأ ابدا بقولك شكرا يا حبيبي مع السلامة "
أسر" مع السلامة "

هبط أسر من السيارة و وقف امام باب الفيلا مضطربا لا يعلم ماذا يفعل ثم دق جرس الباب و خلال ثوان سمع صوت چنى المرتفع" ايه يا عم والله لو كنت ندهت كان احسن الجرس مكانه في اوضتي و انا مش عايزة يجيلي طرش بسببك "

ابتسم أسر على كلامها ثم انتظر حتى فتحت له و بمجرد ان رأته اردفت مسرعة "ايه ده عم أسر تعالى تعالى اتفضل انت مش غريب"

أسر "و هو فين ما.. ابلة سلوى و ماهر بيه"
چنى "ايه يا عم الادب ده طب تعالى بس الأول ادخل كلهم هنا "

دلف أسر إلى الداخل كان المكان دافئا مريحا لم يعهد في عمره كله مكانا بهذا الدفئ

كان يلتفت يمينا و يسارا و كأنه يرسم معالم المكان في عقله نظرت اليه چنى قائلة "اتفضل هما كلهم هنا "

و دلفا سويا إلى غرفة الضيوف في الداخل كانوا جميعهم جالسين و بمجرد ان رأته سلوى استقامت مسرعة و نظرت إليه بتمعن

ثم قالت "أسر تعالى اتفضل اقترب أسر من أسد و نظر له طويلا و تحدث" انت أسد اخويا التوأم صح "

فز الجميع من مقاعدهم عندما علموا انه قد اكتشف الحقيقة نظر أسر اليهم قائلا

" بصو في البداية كده انا أسر سعد الشهاوي ابن ماهر العراقي و المفروض اكون أسر ماهر العراقي بس طبعا علشان ميرا مكانتش بتخلف فجه الحظ عليا و خطفوني و انا النهاردة لقيت شهادة الميلاد الحقيقة و بكده هعوز اطلع بطاقة جديدة باسمكم انتوا بس في الأول حابب اتعرف عليكم "

اقترب منه أسد مرحبا بالفكرة و احتضنه بشدة قائلا
" بص بقى علشان متتوهش مننا انا أسد اكيد واضح ان انا اخوك التوأم يعني"

ثم أشار إلى چنى" و دي الدكتورة قردة هانم في آخر سنة طب "
أسر" مش معقول دي صغيرة اوي "
أسد" مهو علشان كده انا بقول قردة علشان هي قصيرة بس اجارك الله منها و من عمايلها"
أسر "طيب كمل و بعدين نبقى ملكم قردة هانم ژ

نظرت اليه چنى و تحدثت بغيظ "ايه بقى يا عم أسر حتى انت "
أسر "معلش معلش مهو معاهم حق تعالي اقفي جنبي كده و انتي هتعرفي"
چنى "لأ متشكرين يا عم"

اقترب أسد من منة "دي بقى منتي زوجتي العزيزة في آخر سنة ليها برضه و هنعمل فرحنا بعد ما تخلص دراسة"
أشار أسد إلى ماهر "و ده بقى ابوك ماهر العراقي طبعا انت عارفه بس انا هقدمه بشكل مختلف.. ده راجل طيب و حنين فرفوش و اب مثالي و ربانا احسن تربية بس دلع اختك چنى"

ضحك أسر من كل قلبه على هذه الاقاويل المضحكة و قاطعه صوت چنى" ايه بقى يا عم مش طحن الخواطر ده "
نظر أسد إلى سلوى "و دي سلوى امك دي ام قلبها كان محروق عليك من زمان ياما كانت بتدور عليك و بتحلم بيك و كان نفسها تعرف شكلك دي ام فرقوها عن ابنها غصب "

نظرت سلوى اليه بعيون يفيض منها الشوق ثم اقتربت منه ببطئ و احتضنته
كانت ضمة تحمل العديد من المشاعر و التي قد شعر بها كلاهما و لكنه كان في باله شخص آخر حنان و حقا هي حنان كانت له اماً عندما لم يكن لديه ام و هو الآن يرفض التخلي عنها

ابتعدت سلوى عنه ليأتي دور ماهر الذي كان أسر حقا في حاجة إليه احتصنه ماهر كثيرا لم يكن يود ابدا ان يبتعد عنه و لكن تحدثت چنى "جرا ايه بقى يا جماعة انا عايزة احضن الواد اخويا شوية كده مينفعش"

ابتعد أسر عن ماهر بابتسامة فريدة ثم نظر إلى چنى "تعالي يا بت يا چنى بس قوليلي تحضنيني ازاي بطولك ده"
چنى "المهم احضنك و خلاص ايه ده انت فصيل اوي"

كانت جلستهم مليئة بالسعادة و الجو الاسري الدافئ 
و لكن بعد مرور عدى ساعات ليست بكثيرة استقام أسر من مقعده "انا اسف بس كش هعرف اقعد اكتر من كده عندي مقابلة مع حد مش هينفع اتأخر "

و كالعادة يأتي دور المحقق چنى لتقول" ايه ده انت مقعدتش حاجة يا أسر استنى اقعد معانا" 
أسر "معلش يا چوچو و الله النهاردة اليوم كان ضغط اوي بكرة بإذن الله هاجي اقعد معاكم تاني" 

چنى "ايه ده انت مستعجل كده ليه رايح تقابل واحدة صح "
أسر" ايه هو بصراحة كده اه" 
چنى "شغل و لا مقابلة عادية" 
أسر "هو المفروض انه شغل بس في هدف تاني من مقابلة النهاردة" 

چنى" لأ ده انت تقعد و تحكيلي بقى "
جلس أسر بالفعل و استرسل في الحديث" هو الحوار كله ان انا بحب بنت اسمها حياة و بصراحة نفسي اعترفلها و مش عارف اعمل ايه"

سلوى" طيب ما تحكي شوية عنها "
أسر" هي بنوتة رقيقة كده ملامحها عسولة اسمها حياة اتربت في ملجأ علشان اتخطفت من أهلها و معرفتش توصلهم هي خريجة هندسة معمارية و بتشتغل في الشركة بتاعتي و تحسوها شبه چنى كده "

منة" لأ ده انت واقع خالص يا أسر "
أسد" بس يا بت اسكتي متتكلميش "

ثم وجه كلامه إلى أسر" بص يا عم هات تليفونك ادخلك النت و اخد رقمك هبعتلك لوكيشن مطعم شيك كده تعزمها فيه و تروح دلوقتي تحيبلها خاتم و بوكيه ورد و علبة شوكولاتة و اتقدملها بطريقة رومانسية كده و خلاص انتهى الموضوع "

ماهر" أسد كلامه صح يا أسر اتقدملها في أقرب وقت طالما هتتقابلوا النهاردة علشان ميبقاش حرام و عايزين نبقى نشوفها برضه "

سلوى" بس انا يا أسر لسة مشبعتش منك انت متخيل لسة شيفاك دلوقتي بعد فراق سنين طويلة "

نظر إليها أسر بتردد هو يعجز عن مناداتها بأنها امه فهو ما كان يحتاجه هو اب و ليس ام فقد كان هناك من يلعب دور الام اما الأب و الأخوة فلا

و لكنه نطقها رغم ثقلها على لسانه "معلش يا ماما انا هروح اتقدملها النهاردة و اروح على فيلا سعد على ما اشوف هعمل ايه معاهم علشان هما ميعرفوش اني عرفت ان هما مش اهلي"

نظرت اليه بحزن "يعني هتيجي تاني "
أسر "اه اكيد جاي تاني انتوا اهلي برضه"
چنى "طيب ما يا أسر انا هاخد رقمك من أسد و ابقى اكلمك "
أسر" ماشي يا قردة "

نظرت له چنى بغيط اما هو ابتسم و غادر منزلهم سعيدا

فتح أسر هاتفه في السيارة و فتح الموقع الخاص بالمطعم و اتجه إلى منزل حياة بعد أن اشترى الازهار و الشوكولاتة و دق الجرس 
حياة "ايوة مين "
أسر" أسر العراقي "
حياة" أسر انت هنا "
أسر" لأ هناك تصدقي "
حياة" ثواني و هفتح" 

في الداخل كانت حياة تمشط شعرها ثم وقف امام خزانة الملابس لا تعرف ايهم ارتدي ثم اختارت زيا انيقا اخيرا و ارتدته ثم خرجت إلى أسر

أسر "ايه كل ده ثواني و هتفتحي"
حياة" معلش على التأخير بقى "
أسر "عادي و لا يهمك "
حياة "طيب احنا هنروح فين"
أسر" عايز احكيلك شوية حاجات كده و اخد رأيكم في حاجة و ادينا بنتفسح"

حياة "تمام ماشي يلا"
هبط كلاهما و ركبا السيارة و بعد قليل توقف أسر امام متجر لبيع الحلي الذهبية
و نزل من السيارة ثم فتح الباب لحياة التي تحدثت بتعحب" ايه ده احنا بنعمل ايه هنا "

أسر" كنت عايز اجيب خاتم دهب كده علشان خطوبة واحد صاحبي النهاردة فهو قالي اجيب حاجة حلوة يديها هدية للعروسة و انا مش بفهم فيهم فقولت اقولك

حياة" تمام هو عايزه قد ايه "
أسر" اي حاجة هاتي اكتر حاجة عجبتك انتي و خلاص"

اختارت حياة خاتما انيقا و راقيا
وقد نال إعجاب أسر الذي اشتراه بالفعل

اتجها سويا إلى المطعم و جلسا هناك كان جميلا جدا كما وصفه أسد.
اقترب منهم النادل بقائمة الطعام

أسر "المطعم حلو ده مش زي المطعم التاني "
حياة "اه اكلة لزيزة حزينة يا فندم "
أسر" طيب اختاري حاجة يلا"
حياة" اي حاجة مش هتفرق"

طلب أسر له و لها ثم شرع في قص ما حدث عليها 

بعد قليل نظرت إليه حياة بعدم تصديق "ايه ده انت لقيتهم بجد خلاص يعني عرفت اهلك"
أسر "اه اخيرا بس مش حاسس بمشاعر كبيرة ناحية سلوى"
حياة" اسمها ماما بقى مش سلوى و متقلقش واحدة واحدة هتحبها"

نظر إليها أسر بحب ثم استقام من مقعده و جعلها هي الأخرى تقف و مد لها يده بباقة الزهور ثم علبة الشوكولاتة
و جلس على ركبتيه بشكل رومانسي جميلو مد لها الخاتم قائلا" تقبلي تتجوزيني يا حياة "

نظرت إليه بحب ثم اومأت برأسها بمعنى الموافقة و قام الحضور جمعهم في المطعم بالتصفيق لهما

احمر وجهها بخجل ثم اردفت "أسر المطعم كله كان مركز معانا قوم"
أسر "و ماله ما يركزوا "
حياة" طيب قوم يلا"

جلسا مرة أخرى ثم أعطى أسر الخاتم لحياة لترتديه
و نظر إليها كثيرا لا يصدق انا اخيرا وافقت عليه ثم تحدث "حياة انا عايز نكتب الكتاب قريب"
حياة "بس كده بسرعة اوي"
أسر "مش بسرعة و لا حاجة انا مش عايز قعدتنا مع بعض تطول عن كده "
حياة" خلاص انا موافقة "
أسر" خلاص تعالي بقى نقضي اليوم سوا"

حياة "طيب يا أسر بس انا مش عايزة حد فينا بخبي حاجة على التاني علشان الأسرار بتدمر كل حاحة "
أسر" طيب بصي في حاجة عايز اقولها بس بعد ما نخرج من المطعم "

و بعد قليل انتهيا من تنوال طعامهما و كانت الشمس قد غربت و عندما رات حياة السيارة اردفت" ايه ده يا أسر هي العربية دي مش بتتكلم "
أسر" لأ العربية دي مش بتعمل حاجة خالص "
تحدثت حياة بصوت طفولي " لأ انا عايزة العربية اللي بتتكلم مليش دعوة"

ارتسمت ابتسامة خلابة على وجه أسر الذي تحدث " ماشي انا هبقى اصلحها و نرجع نركبها تاني"
حياة "و تغير الجمل اللي فيها "
أسر" ازاي يعني "
حياة" يعني خليها تتكلم عربي و قول على فيلا قلب مكسور بتاعتك دي فيلا أسر و حياة "

ابتسم أسر بسبب حديثها" ايه ده هي بقت فيلتنا خلاص"
حياة "اه و كلمة كمان و هخليها فيلتي "
أسر" و على ايه الطيب احسن"

حياة" ايوة كده خلينا فرحانين بقى "
ظلا يتجولان سويا حتى جائت الساعة التاسعة مساءا و في السيارة
اردف أسر بعدما نظر في ساعته " خلاص بقى يلا هاخدك بالعربية لحد بيتك علشان تروحي و بكرة ان شاء الله اشوفك في الشركة "

حياة" طب ما لسة بدري "
أسر" لأ الساعة تسعة خلاص كده كفاية "
و بعد عدة دقائق وصل أسر امام منزلها "انزلي يلا يا حياة و نتقابل بكرة سلام"
حياة " استنى نسيت اقولك الطقم ده شيك على بعضه بس كان ناقصه جزمة بيضة و الطقم يكمل بلاش السودة دي.. سلام"
أسر" سلام يا مجنونة" 

عاد أسر إلى فيلا سعد مجددا و بمجرد دخوله وجد حنان جالسة على الاريكة في انتظاره
أسر "ايه ده خضتيني يا حنون "
حنان" ايه ده انت قعدت برة كتير "
أسر" معلش يا حنون بقى بس خطبت البت حياة "

حنان" احلف كده "
أسرة" اه والله خطبتها النهاردة"
حنان" الف مبروك يا حبيبي و عملت ايه اهلك"
أسر "اتعرفت عليهم و كل حاجة كويسة"

حنان "الحمد لله... اطلع بقى و نام "
أسر" ماشي تصبحي على خير "
حنان" و انت من اهله "

صعد اسر إلى غرفته و هذه المرة فتح كتاب شعور و لكن فتح جزء الحب هو جزء لم يفتحه من ذي قبل 
امسك بقلمه و شرع في الكتابة و كتب

" كتبت في عشقككِ الأشعار
و مع ذلك في حبكِ انا احتار

اخبرت الكواكب و الأقمار
بأني اسير عشقككِ المحتار

اشعلتي في قلبي النار
و عليكِ انا و بشدة اغار

بحقكِ الا يجب أن احتار
فحبكِ نار تأذيني و لكنه دواء يشفيني

قلبي كان المستشار
و لكن أصبح الان عقلي صاحب القرار

احبكِ ... عيونكِ كأنها انهار
و حصوني امامكِ تنهار

انتِ هي حسن الاختيار
كان ذلك هو أفضل قرار"

انتهى من الكتابة ثم غير ملابسها و وضع الكتاب مرة أخرى أسفل السرير و غط في ثبات عميق

اما حياة فقد صعدت إلى منزلها بسرعة و قامت بتغيير ملابسها ثم اخذت تقفز بسعادة في كل مكان" بيبحبني بيحبني أسر طلع بيحبني و اتقدملي كمان أسر اتقدملي يا خلق"

قفزت مرة الأخرى و لكنها هذه المرة سقطت على الأرض فاردفت بتأوه "اه يا ضهري ايه اللي انتي بتعمليه ده يا مجنونة"
ردت على نفسها متقمصة شخصية أخرى "اعمل ايه يعني فرحت انه بيحبني"
ردت مرة أخرى "بس بقى يا مجنونة مهو بيحبك بس متعمليش كده يعني "
" لأ هعمل كده برضه هه بقى و أعلى ما في خيلك اركبيه"

استقامت من مكانها و اردفت للمرة الأخيرة" ايه اللي انا بعمله ده انا بكلم نفسي
تعليقات