رواية صغيرة ابليس الفصل السابع عشر17 بقلم جني محمد


رواية صغيرة ابليس بقلم جني محمد
 رواية صغيرة ابليس الفصل السابع عشر17 بقلم جني محمد 

في اليوم التالي استيقظ أسر سعيدا و نشيطا على غير عادته و ارتدى حُلة انيقة زادته وسامة بعدما اخذ حمامه كالعادة ثم وقف امام المرآة يمشط شعره و بعد قليل كان قد انتهى أسر من تجهيز نفسه فهبط إلى المطبخ و وجد حنان فيه كالعادة فاردف

"حنون ازيك عاملة ايه.. صباح الخير" 
حنان "الحمد لله.. صباح النور.. مالك كده نشيط النهاردة على غير العادة و لابس بدلة و متشيك ده الظاهر ان حياة اثرت عليك جامد"

أسر " لأ بس حبيت اعيش دور الباشا رجل الأعمال شوية علشان علاء بيه الزفت ناوي يقرفني في التدريب قبل المهمة "

حنان" تاني يا أسر انا مقتنعة ان بيه ملهاش لازمة المهم تحب تاكل ايه قبل ما تنزل "

أسر" احم احم هعزم حياة على حاجة و ناكل سوى "
حنان" لأ بقى حياة دي طلع ليها مفعول جامد "

أسر" ايه يا ماما احنا بدأنا من دلوقتي "
حنان" لأ و على ايه اديني ساكتة "
أسر" طيب بصي بقى دلوقتي المهمة اللي انا رايحها القبض على سعد و ميرا علشان اخلص منهم بقى ماشي فبكل زوق بقى انا هروح عند اهلي اللي هما ماهر و سلوى و طبعا انتي لو حابة تقعدي معانا هعرفهم مش حابة هتقعدي في فيلتي معززة مكرمة و انا هجيبلك لحد عندك "

نظرت إليه بحب ثم تحدثت" اي حاجة يا أسر اللي يفرحك هيفرحني "
أسر" خلاص تعالي دلوقتي نروح عندهم و نتكلم "
حنان" بس بلاش يا أسر اقعد هناك خليني في الفيلا احسن "

أسر" اللي يريحك بس المهم دلوقتي اخدك اعرفك عليهم "
حنان" ماشي يا أسر انا معنديش مشكلة "

اتجه كلاهما بسيارة أسر إلى فيلا ماهر العراقي دق أسر الجرس
فاجابت چنى من الداخل" ثواني يا اخ أسر هفتحلك اهو "

نظرت إليه حنان بتعجب فنظر لها هو الآخر قائلا" عادي عادي دي چنى هتفكيرها في اولى جامعة بس هي في آخر سنة اصلا"
حنان" مهو باين من اسلوبها "

جاءت چنى و فتحت الباب و نظرت إلى حنان قليلا ثم مدت لها يدها لتسلم عليها "اهلا بحضرتك انا چنى "
حنان" اهلا بيكي يا چنى انا حنان"
چنى "اتشرفت بيكي يا حنون"

أرتسمت ابتسامة صغيرة على وجهها و ولجوا جميعا إلى الداخل

اقترب أسر من سلوى التي استقامت هي و كل من كان بالغرفة ترحيبا بهم و قبل رأسها ثم اقترب من ماهر و قبل يده ثم اقترب من أسد و مد يده إليه ليسلم عليه فاردفت أسد

" ايه الصمت المريب ده ما تتكلم يا أسر "
أسر "ما انا لو اتكلمت چنى هتعيب و نتريق و هي ما شاء الله دكتورة فالحة اوي في القلش"

كان كل هذا الجوار يدور بينهما بصوت منخفض بينما كانت چنى تكاد تنفجر من الغيظ

اما أسد فجذب أسر من ذراعه الممدودة نحوه و احتضنه قائلا" سلامنا مش بالايد "
عجز أسر عن الحديث و لكن حاول التحدث" ماشي المرة الجاية ان شاء الله "

اما چنى كالعادة ان صمتت ستموت فنظرت إلى أسر بغيظ "ايه يا استاذ أسر الأدب ده و الهدوء ده انت متأكد انك ظابط مش شاب عادي"

اتسع بؤبؤ حنان التي لم يدرك احد بعد وجودها
فتحدث أسر مسرعا لإنقاذ الموقف "لأ مش ظابط انا شاب عادي و كمان انتي معندكيش دم اصلا روحتي سلمتى على الدادا حنان و معبرتينيش فاحسنلك تسكتي خالص "

هنا توجهت جميع الانظار إلى حنان تحرك أسر مسرعا تجاهها و امسك بيدها "اعرفكم يا جماعة دي ماما حنان هي اللي ربتني في بيت الشهاوي"

اقتربت منها ميرا ببعض الغيرة التي طغا عليها الحب" تعالي يا حنان اتفضلي انا مش عارفة اشكرك ازاي على اللي عملتيه مع أسر "
حنان" انا معملتش حاجة أسر ده انا بعتبره ابني مش مجرد طفل كنت باخد بالي منه"

كانت غيرة سلوى تزداد شيئا فشيئا كلما ترى حب اسر لها و لكن ليس بيدها شيئا لفعله

و بعد قليل استقام أسر و شرع في الحديث" طيب يا جماعة انا عايز أسد معايا هنعمل البطاقة الجديدة بتاعتي علشان اشيل اسمهم من اسمي و انا اعرف حد واسطة هيطلعهالي بسرعة "

چنى" يعني انت متأكد ان مش انت الواسطة"
أسر "لأ مش انا"
نظر أسر إليها بغموض بعد أن ألقى حديثه ثم استرسل في الحديث بنفس الغموض "كل حاجة في وقتها احلى اتعلمي الصبر يا چنى علشان انتي دكتورة و كده هتتعبي بدري "

لم يعرها أسر اهتماما حتى لا تفتح هذا الحديث مجددا و لكنه قرر ان يغير الجو قليلا فاقترب من أسد" هي فين منة مش ظاهرة يعني"
أسد "فوق بتذاكر المحاضرات اللي عليها"

نظر أسر إلى چنى التي ظهر على وجهها الامتعاض" ايه يا چنى مش هتذاكري انتي كمان و لا ايه.. ده انتي شكلك دكتورة فاشلة بقى"

ها قد عادت شخصية الطبيبة القردة مرة أخرى لكي تقول چنى "لأ مسمحلكش يا حضرة الظابط انا الأولى طول سنين الجامعة و بعدين انا مذاكرة المحاضرات كلها امبارح فمحدش ليه حاجة عندي اسكت بقى"

أسر" هريحك يا چنى... معاكي حضرة الظابط أسر اللي قريب بإذن الله لو المهمة اللي طالعها نجحت هيبقى حضرة الرائد و ايوة انا شخصيتي شخصية ظابط و ايوة انا الواسطة خلاص ارتاحي "

اقتربت منه بابتسامة خبيثة قليلا قائلة" و هي تحرك ياقة ثوبها الغير موجودة "اشهدوا يا جماعة انا خليت أسر اللي بيكابر و مش عايز يعترف.. يقول ان هو ظابط و بكده اتفوقت الدكتورة على الظابط"

أسر "بس اهم حاجة تبقي عارفة انه بمزاجي"
چنى "دول كلمتين بتقولهم تداري على كسوفك بيهم "
أسر" المهم دلوقتي انا عايز أسد معايا علشان يبقى ضامن على ما البطاقة تطلع "
أسد" و انا معاك يلا بينا "

خرج كل من أسر و أسد و حنان
ركب أسر في مقعد السائق بجواره أسد و في الخلف حنان
و بعد قليل وصل أسر إلى الفيلا الخاصة به ثم هبط من السيارة و فتح الباب لحنان و أعطاها المفتاح قائلا" ممكن بقى تبقي توضبيلي القميص الأبيض و البنطلون الاسود"

نظرت اليه بريبة" ماشي لما تيجي لينا كلام"
عاد أسر إلى السيارة فتحدث أسد "مالك يا أسر"
أسر "بحاول التعايش معاكم بس مش عارف"
أسد "تعرف يا أسر انا كنت متوقع انك اول ما تعرفنا هتلزق فينا بس انت خالفت كل توقعاتي "

أسر" صعب.. صعب يا أسد انا عندي دلوقتي ٢٥ سنة تخيل كده بقالي ٢٥ سنة بعيد عنهم مش هقدر أقرب منهم في يوم او شهر او حتى سنة ده غير ان انا فعلا بحب ماما حنان و كأنها امي بالظبط" 

أسد" بس لازم تحاول يا أسر علشان من الصعب أن ماما سلوى تتقبل كده ده غير انها طول القعدة كانت حاسة بغيرة من دادا حنان بسبب حبك ليها "
أسر" هحاول ان شاء الله "

أسد" بس قولي بقى يا بطل بقيت ظابط ازاي و ايه الصعاب اللي واجهتك "
أسر" مش صعاب كتير و لا حاجة بس المشكلة كلها كانت في مهمة ان انا اقبض على سعد و ميرا و طبعا انا رفضت في الأول فاتعرّضت لمحاكمة و ربنا رازقني باللوا علاء بيه الزفت اللي بيكرهني ليه.. معرفش"

ضحك أسد عدة ضحكات متتالية ثم اردف" لازمنها ايه بيه بقى يا أسر "
أسر "عيب احنا متربيين فنغلط بأدبنا "
أسد" مهو واضح هو انت اللي هتقولي... المهم كلمني بقى عن حياة عملت ايه امبارح معاها و اتقدمتلها و لا لأ "

أسر" اتقدمتلها و وافقت و بفكر اكتب الكتاب قريب بس خايف ترفض"
أسد "لأ يا ابني بالله عليك اكتبه و متصدعناش برومانسيتك دي و يا سلام بقى لو عملت الفرح دلوقتي كمان علشان اعمل معاك فرحي انا و منة "

أسر" ايه ده هو انتوا معملتوش فرح "
أسد" لأ هحكيلك و اخذ أسد يقص كل ما حدث على 
أسر" ايه ده يا عم انتوا عاملين شبه الأفلام ايه السرعة دي "

أسد" بكرة تعمل زينا "
أسر" لأ يا حبيبي انا هكون غير "

و اخيرا وصلا و بالفعل تم صنع بطاقة جديدة لأسر تحمل اسم "أسر ماهر العراقي "

في السيارة نظر أسر إلى البطاقة بدموع فرحة غير مصدق انه اخيرا صار شخصا اخر

عاد أسر و أسد إلى فيلا العراقي و في الداخل" اردف أسر بحماسة "فينك يا بت يا چنى تطبلي شوية" 

هبطت چنى بسرعة و الفرشاة في يدها" انا هنا يا أسر بس بسرح شعري علشان الجامعة.. و انت يا أسد اطلع يلا هات منة و هتلاقي شنطتي على السرير جنبها أقلام تحديد و ملف في ورق و مقلمة قدامها أقلام كتير كده حطهم فيها و اقفلها و حطها في الشنطة و بعدين هتلاقي على الكومودينو مقلمة تانية فيها اقلام تحديد برضه حط الأقلام التحديد فيها و اقفلها و حطها في الشنطة و بعدين شيل الكتبات الكتير حطها في الشنطة و اقفلها و هات الفايل في ايدك و هتلاقي الچاكيت متعلق على الشماعة ورا الباب هاته هو كمان و متنساش تلبس چاكيت انت كمان علشان الجو سقعة "

أسد" لأ والله كتر خيرك انك افتكرتيني "
لم تعره اهتماما و نظرت إلى أسر" ها بقى عايز ايه "
ألقى لها البطاقة حيث مكتوب فيها" أسر ماهر العراقي... المهنة ظابط مخابرات "

ثم نظر إلى أسد" اطلع انت لمراتك علشان لو هتروح الجامعة و عرفني اوضة چنى فين و انا هجيب الحاجة"

چنى" حبيبي يا اسورة "
أسر" اسكتي يا قردة ده انتي طلباتك كتير اوي "
نظرت چنى في البطاقة بينما صعد أسر و اعد كل شيئ بترتيب كما طلبت چنى اما أسد فدلف غرفته هو و منة ليجدها جالسة على السرير تهز قدمها الموضوعة فوق الأخرى
ليقول" ايه ده انتي جاية الجامعة "
منة "اه انا كنت عايزة اقولك بس چنى قالتلي اجهزي و انا هقوله "

أسد" خلاص و لا تزعلي يلا علشان تروحي الجامعة و فتح خزانة الملابس و اخرج سترتين واحدة له و الأخرى لها و اردف" احتمال الجو يبرد هناخدهم معانا زيادة تأكيد و يلا بينا "

هبطوا جميعهم و أعطى أسر لچنى حقيبتها ثم نظر إليهم و ألقى السلام مودعا اياهم و ركب سيارته عائدا إلى فيلته بينما اتجه أسد بالسيارة هو و چنى و منة إلى الجامعات الخاصة بهم 
تعليقات



<>