
رواية صغيرة ابليس الفصل الرابع عشر14 بقلم جني محمد
انتصب ماهر من مقعده بسرعة و اردف "وديني ليه انا عايز اشوفه"
و هنا جاء صوتها بعد أن امتلات راسها بالتساؤلات حول أسر و كيف هم يشكون اخيهم و العديد و العديد من التساؤلات العجيبة تدور في راسها فاردفت منة بنبرة عالية قليلا
"ايه ده بقى هو مين ده و انا ليه مش فاهمة حاجة"
اتجه أسد ناحيتها و اردف بحس فكاهي يحاول ان يغير الموقف او ان يقلل من حدته قليلا
"بس اسكتي انتي مش شايفاهم كلهم متأثرين و لا ايه اعملي نفسك متأثرة حتى بدل صوتك ده او على الاقل متبقيش فصيلة و تغيري اللحظة"
منة" يعني ايه برضه "
اجابها أسد محاولا ابعادها عن المشفى الآن " هقولك تعالي ننزل نجيب اكل او آيس كريم و نتكلم"
زفرت منة بضيق و اردفت "هوووف ماشي يا أسد اما نشوف اخرتها "
تمتم بصوت منخفض و لكنها سمعته" اخرتها جهنم ان شاء الله "
شهقت منة بقوة قائلة" هيييه جهنم مرة واحدة يا شيخ ربنا يحميك"
أسد "و يحميكي انتي كمان في الفرن يا رب "
ردت منة بغيظ بعد أن فاض بها الكيل" طب ربنا ياخدك بقى يا أسد "
و هنا جاء دور الممثل حيث اتقن دور الضحية فقط كان ينقصه تقطر بعد الدموع على وجنتيه و اردف" بقى كده يا منة يعني بقولك منتي و بحبك و بعاملك حلو و هجيبلك آيس كريم تقومي تدعي عليا طب انا مخاصمك و زعلان منك"
تأثرت منة بتمثيله فاقتربت منه برومانسبة و اردفت بنبرة واهنة و ضح بها الحزن "ايه ده انت زعلت بجد.. انا كنت بهزر متزعلش طيب يلا علشان ننزل ناكل آيس كريم "
كاد يموت من الضحك على هذه الحفرة التي حفرها و وقعت هي بدورها فيها و اجابها
" ايه ده انت صدقني علفكرة انا بهزر"
اتسع بؤبؤ عينيها بدهشة قائلة "احلف كده يا أسد"
امسك أسد بيدها و و نظر إلى عائلته و اردف" همشي انا يا بابا و انتوا ادخلوا شوفوه شوية كده و راجع "
ثم سحبها من يدها و اجابها "و الله كنت بهزر يا منتي"
منة "بجد بقى يا أسد انت عايز الضرب "
خرجا من باب المشفى و تحدث أسد أسد "ليه بس يا روح قلبي "
منة" علشان رخم يا أسد رخم"
أسد "طيب سيبك بقى و تعالي نجيب آيس كريم و نتكلم "
منة" آيس كريم ايه بليل كده تعالى تروح نجيب اي مشروب دافي و تحكيلي علشان شكل عيلتك ملعبكة اوي"
أسد" ليه هي عقدة و لا مربوطة "
منة "هي ايه دي"
أسد "عيلتي"
ضربته على كتفه بشدة و اردفت" و الله الضربة دي حلال فيك "
تأوه أسد بمزاح قائلا" آه.. هعديها بس المرادي عشان بحبك المهم في محل هناك اهو تعالي نجيب قهوة من هناك و نتمشى و احنا بنتكلم "
منة" ماشي بس بشرط انا عايزة قهوة فرنساوي "
أسد "ايه القهوة الفرنساوي دي"
منة "بقى في حد ميعرفش القهوة الفرنساوي عموما بص يا سيدي دي قهوة عادية جدا بس بلبن "
أسد" طب ما انا بشربها علطول بس بقول عليها قهوة بلبن "
منة" خلاص و اديك عرفت اسمها.. احكي بقى بلاوي عيلتك "
أسد" بلاوي مرة واحدة ده انتي البلوة الوحيدة بجد "
منة" اخلص يا اسد"
أسد" بصي يا منتي "
اخذ يقص عليها حكاية أسر و اخطتافه من بدايتها إلى نهايتها بالتفصيل الممل
و لحين انتهائه من الحديث هيا ننتقل إلى غرفة أسر حيث تجتمع العائلة كلها بها و هناك حالة من التوتر تسود المكان و اردف الطبيب سيد
" بص يا أسر دول هما اللي جابوك هنا"
اردف أسر بعدما نظر لهم قليلا يحاول رؤيتهم" انا مش شايف غير أشخاص غير واضحة مش عارف هما مين"
اردف الطبيب بتفهم لحالته الصحية "طيب يا أسر ده طبيعي لانك اتخبطت في دماغك و طبعا مش هتبقى شايف كويس ده الحمد لله اصلا انك خرجت منها بتشوف "
الطبيب" تمام يا أسر على راحتك "
أسر" طيب هو مين اللي هنا سعد و ميرا و لا حد تاني"
الطبيب" لأ يا أسر دول ناس انت متعرفهمش"
اخذ أسر يتململ في سريره محاولا الجلوس فهمّ الطبيب لمساعدته و لكن استوقفه صوت أسر الذي يعلن رفضه قائلا" لأ استنى انت يا دكتر انا هحاول اقوم انا علشان اعتمد على نفسي "
و بالفعل استطاع الجلوس بينما بدأت شخصية چنى الكامنة داخلها العمل و التفكير فنظرت لأسر بإعجاب و اردفت
" أسر انا چنى بنت الراجل اللي لحقك و هو يبقى ماهر العراقي كان عندي ليك سؤال"
أسر "اه طبعا عارفه ماهر العراقي أكبر رجل أعمال في مصر اتفضلي اسألي "
چنى "انت بتشتغل ايه"
نظر أسر إلى طيفها المشوش نظرة تحمل معالم الشك و اجابها بسؤال مثله
"و انتي عايزة تعرفي انا شغال ايه ليه "
ازدادت الفكرة التي خطرت في بالها لمعاناً حيث كانت تشك من اسلوبه مع الطبيب انه ضابط شرطة فاجابته قائلة
" مش عارفة بس حاسة انك ظابط مخابرات اصل دي مش شخصية حد عادي و انك تتحمل الم زي ده اصل انا دكتورة و بفهم برضه"
فتح فاه ليتحدث و لكن قاطعه صوت سلوى التي قاطعت حديثها قائلة
"دكتورة مين يا بت هو انتي لسة اتخرجتي"
شرد أسر في صوت سلوى الذي بمجرد ان سمعه انتبهت كل حواسه هذه النبرة الدافئة نبرة لم يسمعها من قبل.. حقا هو لم يسمعها من قبل فهي نبرة امه الذي لم يتذوق نعيم حنانها قط و لكنه استفاق على حديث چنى موجهة له نفس ذات السؤال
"ايه يا أسر روحت فين مش هتقول برضه انت شغال ظابط و لا شغال ايه"
حاول اخفاء تلك الحقيقة عليها فاردف بحقيقة غير كاملة "انا أسر الشهاوي رجل أعمال صغير لسة في بدايته صاحب شركة الحياة للهندسة و المعمار"
چنى "هو انا لسة مش مصدقة بس للاسف انت كلامك صح و في فعلا شركة بالاسم ده بس صاحبها متخفي "
أسر" و ادي صاحبها ظهر اهو "
نظرت له سلوى بنظرة اشتياق تحاول أن تحفر ملامحه التي لا تعلم متى ستراها مجددا داخل قلبها كان يشبه أسد تماما فقط لون العنين هو المختلف فاسر لون عينه رمادي بينما أسد لون عينه عسلي"
اتجهت سلوى ناحيته و اخذت تنظر داخل عينيه ثم ضمته بشدة بحواس ام اشتاقت إلى ابنها ام متلفهة على رؤيته ام لا تود ان يرحل عنها ابدا و لكن أسر بمجرد ان ضمته شعر بشحنة عالية من الكهرباء تسري داخل عروقه و في دمه ارتجف جسده بقوة بينما شرع قلبه في زيادة دقاته اما المسكين أسر لم يستطع تحمل كل هذه الاحاسيس و المشاعر و انما شعر بالم شديد يتغلغل اوصاده هبطت دموعه على وجنتيه بصمت فبرغم كل هذا الألم إلا أنه تمنى ألا تتركه سلوى أبدا
و لكن جهاز القلب و قياس النبض كان لهما رأيا اخر حيث انهما اصدرا أصوات عالية انتبه لها الطبيب الذي كان قد انسحب من الغرفة حتى لا يشعرهم بثقل بسبب مقاطعته للحظتهم العائلية و لكنه ولج الغرفة بسرعة و اردف بصوت عالٍ
"برا كلكم اطلعوا برا "
و بالفعل خرج الجميع عدا ماهر الذي وقف بهدوء وهمي و نظر إلى الطبيب و اردف
" دكتر سيد هو جسمه بيترعش كده ليه هو ايه اللي حصله "
الطبيب" ضغط شديد عليه و اصلا هو جمسه دلوقتي مستحمل بالعافية و اللي حصل ده غلط "
ماهر" انا اسف جدا يا دكتر مش هيحصل تاني بس هو عامل ايه دلوقتي"
الطبيب " ربع ساعة بس اعصابه تهدى و ارجعه كلموه تاني بس يا ريت بلاش اي تصرف طايش من دول"
اردف الطبيب بهذه الكلمات ثم اقترب من ماهر و همس في اذنه" يا ريت ميعرفش انكم شاكين ان انتوا اهله انت شفت مجرد ما حس مشاعر مخطلتة ايه اللي حصل فبلاش بجد تعرفوه لمصلحته و لمصلحتكم "
ماهر "خلاص تمام يا دكتر سيد شكرا ليك انا هقعد معاه هنا و انت قول ليهم برة ماهر بيقولكم محدش يدخل جوا غير كمان ربع ساعة"
خرج الطبيب اليهم و اردف "استاذ ماهر قاعد جوا مع أسر و بيقولكم محدش فيكم يدخل غير كمان ربع ساعة "
اجابته چنى التي كانت تحتضن سلوى بشدة "تمام شكرا يا دكتر "
اردفت چنى موجهة حديثها إلى سلوى بعدما ابتعد الطبيب عنهم" ماما قومي يلا يا سوسو نروح الجناح بتاعنا نقعد فيه على ما أسر مؤشراته تظبط و نرجعله تاني "
استجابت سلوى إلى حديثها و ذهبت بحزن إلى جناحهم و بمجرد ان جلست على السرير غطت في نوم عميق بفعل ما تعرضت له اليوم فهي لم تنم ساعتين كاملتين و أيضا طغى الحزن على فرحتها لأنها تشعر انها المتسببة فيما حدث لأسر"
جلست چنى بجوارها شاردة فيما حدث بعد مرور ربع ساعة ذهب أسد و منة إلى المشفى مرة أخرى بعد أن قص عليها كل ما حدث و على السلم اردفت منة
" لأ يا اسد بجد لازم تلاقوا اللي خطفوا أسر و محدش ينتقم منه غيركم"
أسد "يا شيخة اسكتي ده انا حتى مش عارف اوصله ازاي ان انا احتمال اكون اخوه التوأم و هو مش شايفني اصلا"
منة "بسيطة جدا روح قولهاله في وشه و ارتاح بقى و ريح اهلك و ريحني معاهم"
أسد "بس يا بت اخرسي"
منة "انا غلطانة اصلا اني بكلمك "
أسد" يا بنتي افهمي لازم يعرف واحدة واحدة كده مينفعش "
منة" خلاص فهمت يا أسد تعالى نطلع بس نشوف ايه اللي حصل لاني مش متطمنة"
أسد "و الله و لا انا "
بمجرد وصولهم اردف أسد
" بصي يا منة ادخلي انتي الجناح دلوقتي على ما انا اروح اشوف أسر "
دلفت منة إلى الجناح بينما ولج أسد إلى غرفة أسر و وجد ماهر ساحبا كرسيا و يجلس بجوار أسر ممسكا بكف يده بينما أسر صامت او شارد لا يعلم ماذا يحدث
اتجه أسد ناحية ماهر و اردف بهمس
"بابا عرف حاحة"
اجابه ماهر بنفس الهمس
" لأ و مش هيعرف لانه هيتعب لما يعرف "
أسد "طيب خلاص يا بابا انا هروح انام"
ماهر "ماشي يا أسد و شوف امك عاملة ايه تصبح على خير"
أسد "و انت من اهل الخير يا بابا"
اتجه أسد إلى الجناح و وجد منة جالسة على السرير الايسر بينما تجلس چنى بجوار سلوى على السرير الأيمن فاتجه ناحية چنى و اردف
" في ايه يا چنى"
چنى" هبقى احكيلك بكرة روح نام انت بس علشان زمانك تعبت و عندك جامعة بكرة "
أسد" طيب ماشي هنام و انتي كمان نامي ".
و بالفعل نام الجميع و في غرفة أسر نام ماهر على الكرسي و مازال ممسكا بيده بينما كان أسر شاردا في كل ما حدث فكان يدور في عقله العديد من الأسئلة التي اخذ يسالها لنفسه قائلا
" فين سعد و ميرا معقولة محدش دور عليا خالص.. و ليه حاسس ان سلوى تبقى ماما و ماهر برضه ايوة انا عرفت ان ماهر من ساعة ما كلم الدكتور بس هو ليه ساكت و چنى دي شكلها مش سهلة دي عرفت اني ظابط مخابرات من مجرد اسلوبي كده البنت دي خطر عليا
و مين أسد اللي دخل كلم ماهر ده و ليه نبرة صوته شبهي انا كنت قرأت في مذكرات ميرا ان ليا اخ توأم معقولة هو"
ثم نفض رأسه بشدة يمنعها من هذه الأفكار قائلا" مش معقولة يكونوا هما اهلي بلاش تفكير في الحاجات دي نام يا أسر نام "
و ها قد غط في ثبات عميق
في الصباح استيقظ أسر على صوت الطبيب و حينما نظر على يمينه لم يجد ماهر و لكن الرؤية كانت واضحة فاردف أسر
" انا شايف كويس اهو يا دكتور يعني كده خلاص التأثير راح"
الطبيب" راح بس مش اكيد يُفضل تقعد هنا شوية "
أسر" طيب فين استاذ ماهر و باقي الناس"
الطبيب "ماهر بيه جاله تليفون مهم و اضطر يمشي و الباقيين نايمين في الجناح بتاعهم و أسد بيه راح الجامعة هو و دكتورة چنى "
أسر "تمام شكرا يا دكتر انا مضطر امشي انا كمان و ياريت محدش خالص يعرف بوجودي هنا علشان مش حابب حد يعرف خالص "
اردف الطبيب نظرا لأنه يعلم أن أسر لا يعلم انهم عائلته" تمام يا أسر بس انت لسة تعبان "
أجابه أسر بكذب فاليوم هو اجازة في الشركة
" بس انا عندي شغل "
الطبيب" خلاص ماشي يا أسر بس خد بالك و لو حصل حاجة ده الكارت بتاعي رن عليا انا بعتبرك زي ابني بالظبط "
أسر" متحرمش منك يا دكتور.. هو حضرتك اسمك ايه"
الطبيب "سيد يا أسر"
أسر "اتشرفت بيك يا دكتر سيد ألحق انزل بقى علشان اوصل البيت اطمن ماما عليا و بعدين اروح الشغل "
لم يكن يقصد ميرا بل كان يقصد ام هشام لأنه يعلم انها الآن قلقة عليه
مد الطبيب سيد يده اليه ببطاقته و هاتفه مكسور الشاشة و اردف " طيب خد دول حاجاتك يا أسر بس معلش بقى تليفونك اتكسر في الحادثة "
أسر" شكرا جدا يا دكتور اما التليفون أمره سهل يتصلح بإذن الله.. سلام عليكم"
الطبيب "ان شاء الله و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته سلام يا أسر"
هبط أسر من المشفى و تذكر أن سيارته تدمرت في الحادثة فوقف على الطريق ينتظر اي سيارة أجرة او اي وسيلة مواصلات يركبها حتى توقفت أمامه سيارة ميكروباص فركبها و اخذ يبحث في جيب بنطاله على المال و لحسن حظه وجد ورقة بعشر جنيهات في جيبه فاخرجها و مد بها يده إلى السائق و دفع الأجرة
و بعد قليل كان السائق يتوقف و يسير يتوقف و يسير و أسر لا يعلم لماذا حتى نظر من النافذة فوجد امام السائق شابا يبدوا انه بعمر خمسة عشر عاما يركب دراجة نارية و يسير يسارا و يمينا و يعترض طريق السائق
انزعج السائق مما حدث فأدار السيارة ليعترض هو طريق هذا الشاب فهبط من السيارة و امسك به و اخذ يضربه حتى عدمه العافية ظناً منه انه لقنه درسا
ثم ركب السيارة مرة أخرى بينما اخرج هذا الشاب من جيبه هاتفا و اتصل على والده و اردف ايوة يا بابا في سواق بعربية ميكروباص حمرة و نمرتها هبعتهالك على واتس المهم السواق ده ضربني انا عايز حقي "
الأب" ماشي هوضبهولك بس لما يجي قدام الورشة الميكانيكا بتاعنا "
الشاب" ماشي يا بابا "
و بعد قليل وقف السائق فجأة بعدما رأى صفا كاملا من الرجال يصتف بالعرض امام السيارة و اقترب احد الرجال من باب السيارة و أخرجه عنوة عنه و اردف
" بقى بتضرب ابني ماشي"
ثم ضربه هؤلاء الرجال ضربا مبرحا لن ينساه ابدا حقا لا يعلم من لقن الاخر درسا هو ام الشاب
و بعد ما ضربوه دخلوا تلك الورشة الموجودة بجوار السيارة فهذه هي و رشتهم اما السائق فقد صعد السيارة مرة أخرى و شرع في القيادة إلى وجهته و كأن شيئا لم يكن
نظر أسر من نافذة السيارة شاردا في ما حدث بينما كان جميع الركاب كاتمين أنفاسهم حتى لا يضحكون على هذا الموقف فاردف السائق بغيظ "كاتمينها ليه خرجوها خرجوها"
و بعد أن اردف بهذه الجملة ضحك جميع الركاب بشدة بينما كان أسر يضحك على موقف السائق فهذه هي المرة الأولى التي يركب فيها سيارة شعبية هو دائما يركب تلك السيارة الحديثة التي تدمرت
و في مكان آخر كانت حياة تقف أمام مرآتها تجهز نفسها فاليوم هو اجازتها من العمل و قررت أن تذهب في رحلة حتى تفرِّج عن نفسها ضيقها قليلا و بعد أن استعدت اتجهت إلى النيل و لكنها أثناء سيرها رأت أمامها حطام سيارة تعرفه جيدا اقتربت من تلك السيارة و اخذت تتفحص معالمها حتى اردفت بخوف
"ايه ده دي عربية أسر ربنا يستر.. استرها يارب و يطلع كويس"
أخرجت هاتفها من حقيبتها و شرعت في الاتصال في أسر بقلب مرتعش من الخوف و في هذه اللحظة اعترفت بينها و بين نفسها انها تحبه و بشدة انتهى زمن المكالمة و لم يجبها أسر فرنت عليه مرة أخرى حتى اجابها فتحدثت بخوف
"ايوة يا أسر انت فين و ايه اللي حصل "
أسر" مش هعرف اكلمك دلوقتي يا حياة معلش"
حياة "ايه ده أسر انت راكب ميكروباص"
أسر "اه للأسف ركبت ميكروباص بعد اللي حصل بس انتي عرفتي منين"
حياة "شفت عربيتك على الطريق بس حالتها وحشة اوي فحبيت اتطمن عليك "
أسر" متقلقيش انا كويس"
ظلت حياة واقفة بجوار السيارة الخاصة باسر و هي تحدثه
بينما اقترب امجد الذي كان يسير بجوارها من السيارة و نظر إليها حتى تعرف عليها هي سيارة أسر أخيه ثم استمع إلى صوت حياة و لم يتردد في ذهنه سوى صوتها و هي تحدث أسر فاردف
" أسر ممكن دي تكون حبيبته اكيد حبيبته او في حاجة مبينهم طالما بترن تطمن عليه.. بقى أسر يرتبط بواحدة قمر كده و انا حظي يقع في البت صافي المعفنة طب و الله اما خدتها منك يا أسر مبقاش انا امجد"
عاد إلى أسر إلى فيلا سعد الشهاوي و بمجرد ان وصل وجد الدادا ام هشام أمامه اسرع إليها و قبع في احضانها بينما هي كانت قلقة عليه فامسكت براسه ثم ذراعيه و من ثم نظرت إلى وجهه و اردفت
" انت كويس يا أسر "
أسر" اه انا كويس يا ماما"
ثم تغيرت نبرة صوته إلى الحزن
" انا محتاجك اوي بجد"
الدادا "تعالى فوق يا أسر محتاجة اكلمك انا كمان اوي"
صعد كلاهما إلى غرفة أسر و هناك اردفت الدادا
"هروح اجيبلك حاجة تكالها و اجيب مية تشرب على ما انت تغير هدومك و تظبط شكلك المتبهدل ده "
أسر" حاضر يا ماما انا هجهز اهو و يا ريت لو تعملي اي حاجة دافية اشربها بس بلاش سكر خالص فيها و الأكل برضه بلاش سكر "
الدادا "ليه يا أسر بس"
أسر " علشان الضغط و انا مش قادر اتحمل اصلا "
اردفت الدادا باسى " يا قلبي... الف سلامة عليك هقوم اهو"
و بالفعل ذهبت تعد له الطعام بينما هو اخرج ذلك الكتاب من أسفل السرير و ملاحظة هذا الكتاب يدعى "شعور"
و فتح الجزء الثالث و الذي يدعى "الحزن" و كتب
"اتمنى لو اختلي بنفسي و اجلس وحيدا لعل هذا الثقل الجاثم على قلبي ينزاح"
أغلق الكتاب مرة أخرى و وضعه أسفل السرير ثم اتجه إلى خزانة الملابس و اخرج زياً منزليا مريحاً و ارتداه ثم مشط شعره و اتجه إلى سريره و استلقى عليه وضع يده تحت راسه ناطرا إلى السقف و شرد فيما حدث
دلفت الدادا إلى الغرفة و اخذت تطعمه بيدها فاردف
أسر" دادا بلاش انا هاكل لوحدي بجد و الله مش قادر"
الدادا "هزعل منك يا أسر اولا اسمي ماما ثانيا هتاكل غصب عنك"
اردف أسر بتذمر "يا ماما سبيني اكل لوحدي بقى"
الدادا "و الله ما يحصل ابدا "
و في مكان آخر اول مرة نتجه اليه في أمريكا دخلت الملكة منزلا بسيطا و لكنه راقيا و لكن هيئتها كانت مختلفة فهي دخلت بهيئة ملك...
.....ساخبركم سرا ملك هي اخت حياة و ابنة سلوان و سليم و بالمناسبة هؤلاء هم أهل حياة و لكنهم يسكنون أمريكا و ليس مصر.....
و بمجرد ان دلفت إلى المنزل اسرعت سلوان امها ناحيتها و اردفت
"ملك انتي اتأخرتي اوي في مصر و وحشتيني اوي متبعديش عني كده بتحسسيني انك هتتختفي زي ما اختك حياة اختفت و عملت فينا"
اردفت ملك بنبرة جافة "متخافيش يا ماما مفيش حاجة و مش هختفي زي حياة"
خرج سليم من غرفته و اتجه ناحيتها و اردف
"ايه بقى يا ست ملك مش هتخلصينا من شغلك المعفن ده و تسيبيه بقى "
ملك" لأ مش هسيبه يا بابا لو ايه حصل ده شغلي و انا بحبه "
سليم" ده شغل حرام و فلوسه حرام سيبيه بقى"
ملك "هسيبه بس لما اقتل ابن الشهاوي "
سليم" و مين ده كمان "
ملك" ظابط هقتله و بعدها ممكن ابقى افكر اسيب شغلي"
سلوان "بس كده مينفعش يا ملك"
ملك "لأ ينفع يا ماما و مش عايزة كلام في الموضوع ده تاني اقفلوه بقى"
فاض الكيل بسليم من تلك الفتاة المتسلطة فانهال على وجهها بصفعة قوية و اردف
"دي حاجة بسيطة و كل ما تعملي حاجة من دي هضربك تاني يلا على اوضتك و بعد كده تكلمي امك عدل