
رواية صغيرة ابليس الفصل الخامس عشر15 بقلم جني محمد
اردفت ملك بضجر و صوت مرتفع " ايه جرا ايه هو انتوا صدقتوا الكدبة و لا ايه انا مش بنتكم و انتوا عارفين كده كويس متعيشوش فيها الدور و تقولوا اني بنتكم و لازم اعامل امي كويس انتي اصلا مش امي "
سلوان "جرا ايه يا بنت تعرفي انتي فعلا مش بنتنا حياة بنتنا كانت مستحيل تعمل تصرفاتك دي"
ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهها و اجابتها ببرود
"هه و هو مين قالك كده مش يمكن تطلع العن مني بكتير على الاقل انا بقتل بس هي ممكن تكون دايرة على حل شعرها "
سليم" اخرسي يا بت انتي حياة مش كده و لا عمرها هتكون كده و انتي عمرك ما هتكوني زيها "
اظلمت عيناها و اقتربت منه ببطئ مردفة "عليك نور انا مش حياة و مش هبقى زيها انتوا دايما مستنيين مني اكون هي و واثقين ان بنتكم مش هتعمل كده خلاص بقى اعرفوا اني مش بنتكم و عادي لو عايزيني امشي انا همشي انا معايا فلوس تكفيني ده انا الملكة بنفسها مش هتذلل لحد أبدا"
و مع كل هذه الوقاحة لان قلب سلوان إليها و اردفت" خلاص يا ملك متزعليش انتي برضه بنتي اللي انا بحبها و مقدرش استغنى عنها ابدا يلا اطلعي غيري هدومك و انزلي علشان ناكل سوى "
صعدت ملك إلى الأعلى في اتجاه غرفتها بينما نظر سليم إليها معاتبا و اردف " ايه اللي انتي عملتيه ده يعني انا بحاول اخليها تغير اسلوبها و انتي بكل بساطة بتقوليلها"
ثم غير مبرة صوته إلى نبرة ناعمة ساخرة و استرسل في الحديث" خلاص يا ملك متزعليش انتي برضه بنتي اللي انا بحبها و مقدرش استغنى عنها"
ابتسمت سلوان على نبرته المضحكة ثم رمقته بحب قائلة" طيب ما انت عارف كويس اني مقدرش استغنى عنها و لا عنك "
سليم" لأ انا كده هتجنن عليكي اتعدلي روحي حضري الاكل بسرعة قبل ما اتهبل و اعملها و البنت تنزل و تقفشنا يلا بسرعة "
قهقهت سلوان على كلامه لعدة ثوان ثم اتجهت إلى المطبخ لتواصل تحضير الطعام في لحظة سهو خطر على بالها حياة و كيف تبنت ملك بعد اخطتاف حياة
✧فلاش باك ✧
كانت سلوان تقف في قسم الشرطة و دموعها تهبط بشدة على خدها و لا تنقطع متشبثة بذراع زوجها الذي يتحدث مع الضابط و يقول
"بس يا باشا معنى الكلام ده ايه انا مش لاقي بنتي و انتوا كمان مش لاقيينها المفروض نعمل احنا ايه دلوقتي"
نظر الضابط له بحزن مشفقا على حاله و اضاف على حديثه بحزن "و الله انا عملت كل حاجة ممكنة الحل الوحيد انها تكون اتسفرت مع الدفعة اللي ودوها أمريكا و دي لو راحت أمريكا خلاص مش هتلاقوها "
اردف سليم بعد أن تسرب شعاع الأمل إلى قلبه" يعني انت متأكد انها طالما مش هنا هتبقى في أمريكا"
الضابط "متأكد ١٠٠ في ال١٠٠ يا سليم بيه "
سليم" شكرا لحضرتك "
نظر سليم إلى زوجته الباكية و تفوه بنبرة يملؤها الأمل" خلاص يا سلوان بسيطة احنا نسافر أمريكا حالا ندور فيها"
اجابته بنبرة متقطعة من فرط البكاء" يعني.. يعني في امل ان احنا نلاقيها و لا كده خلاص انتهت"
سليم" لأ ان شاء الله هنلاقيها "
سلوان" سليم متنساش ان انا بعد ولادتها شلت الرحم يعني مستحيل اخلف اولاد تاني "
سليم" تفاءلي خير.. انا واثق ان ربنا مش هيخيب ظننا و هنلاقيها"
و ها هما قد سافرا إلى أمريكا للبحث عنها هناك بالتعاون مع الشرطة الأمريكية بينما في مصر كانت هناك فتاة صغيرة تسير في الشوارع و تبكي و بعد قليل اقترب منها رجل يقارب عمره خمسين عاما و نظر إليها بلطف و شرع في الحديث معها بلين حتى لا تخاف منه" ازيك يا قمورة عاملة ايه"
اجابته حياة ببكاء "ايه ده انت مين و عايز مني ايه انا عايزة بابا يا بابا"
رد عليها الرجل بلطف "انا حسين تعالي معايا اوديكي مكان هتعرفي توصلي منه لماما و بابا"
ابتعد عنه بسرعة ظننا منه انه سيخطتفها قائلة "لأ شكرا انا مش همشي معاك انت هتخطفني "
حسين" لأ متخافيش انا هوديكي القسم علشان يعرفوا انتي بنت مين و يوصلوكي لأهلك "
حياة "بجد يا عموا"
حسين "بجد يا قلب عمو "
أخذها حسين إلى قسم الشرطة و لكنه لم يكن ذلك القسم الذي كان بحقق به الضابط مع سليم و بالتالي لم يتعرف رجال الشرطة هناك على حياة فاضطروا ان يضعونها في ملجأ بعد أن حاولوا كثيرا الويصول إلى والديها و لكن بالطبع لم يجدوهم نظرا لأنهم سافروا في أمريكا اما
في أمريكا كانت سلوان جالسة في البيت الذي احضروه هناك تنتظر سليم بتوتر و بمجرد ان جاء استقامت من مقعدها بسرعة محدثة اياه "ايه لقيتها او عرفت اي حاحة عنها"
نظر تجاه الأرض بحزن و اجابها بتنهيدة عميقة "لأ ملهاش أثر خالص دورت مع الشرطة في كل مكان في البلد و ملقيناش حاجة خالص"
نظرت اليه غير مصدقة و اردفت بنبرة شبه عالية "يعني ايه. يعني خلاص كده حياة اختفت مش هلاقيها تاني اتصرف انا عايزة حياة "
سليم" مهو مفيش حاجة خالص و دورنا عليها كتير مهو على ايدك اهو دورنا في مصر و دورنا في أمريكا اللي هما مقرات العصابة و مفيش حاجة "
سلوان "انا عايزة حياة يا سليم"
سليم "خلاص يا سلوان انتهت مش هتلاقي حياة و مش هنعرف نخلف الحل الوحيد نتبنى طفلة و خلاص"
و بعد مرور بضعة ايام كانت سلوان قد هدات بهم ذهبت هي و سليم إلى ملجأ و هناك نظروا إلى مدير الملجأ و اردف سليم" بص يا استاذ انا عايز بنوتة تكون ملامحها شبه البنت دي" و مد له يده بصورة لحياة
احضر له المدير فتاة تشبه حياة و تبنوها بالفعل و قاموا بتسميتها ملك
✧عودة من الفلاش باك✧
انت سلوان قد انتهت من اعداد الطعام و اتجهت إلى الخارج و وضعته على الطاولة ونادت ملك "يا ملك تعالي يلا علشان تاكلي "
تجمعوا جميعا على الطاولة و بدأوا يتناولون الطعام
و في مكان آخر
كان أسر انتهى من تناول طعامه و بعدها نظر إلى الدادا و تحدث بنبرة واهنة ضعيفة "حاسس ان اللي قابلتهم دول مش مجرد ناس"
الداد "أسر انا اصلا مفهمتش اي حاجة و لا عرفت انت اختفيت فين و ايه الجروح اللي في وشك دي و مين الناس اللي انت قابلتهم دول"
تنهد أسر بضيق و استرسل في الحديث "انا عملت حادثة امبارح و قبل ما تتكلمي انا كويس المهم ان في ناس جابتني المستشفى بس انا حاسس انهم اهلي خاصة الست اللي اسمها سلوى دي لما حضنتني حسيت احساس مختلف "
الدادا" يعتي انت شاكك ان دول اهلك طيب ما تدور وراهم يا أسر يمكن يطلعوا هما فعلا"
أسر "هو انتي ناسية ان انا معرفش اي حاجة عن اهلي مذكرات ميرا مكانش مكتوب فيها حاجة عنهم كان كل اللي مكتوب الحكاية مش اكتر "
الدادا" طيب ليه يا أسر متدورش في اوضة ميرا عن شهادة ميلاد ليك او اي حاجة من دول توصلك لأهلك"
لمعت عيناه من السعادة و رد عليها بحماس "تصدقي يا ماما انتي كلامك صح ميرا كانت كاتبة في المذكرات ان شهادة ميلادي الأصلية معاهم انا هدور عليها و يمكن الاقيها و اعرف هما و لا لأ "
نظرت اليه بحزن و اردف" أسر هو انت لو لقيتهم هما اهلك هتسيبني و هتتخلى عني "
كانت نبرتها نبرة ام حقيقية حزينة على فراق ابنها
اقترب منها أسر قليلا و وضع رأسه على ساقها و امسك بكفها و وضعه في راسه حتى تخلل هي أصابعها في شعره و اجابها" بصي يا ماما انا اصلا مش عارف دول اهلي و لا لأ بس لو طلعوا اهلي هفضل احبك انتي اكتر منهم انا من ساعة ما وعيت على الدنيا و تقريبا انتي الأم الوحيدة اللي عرفتها سيبك من ميرا بقى و الكلام ده انا دايما شايفك امي الحقيقة اللي مستحيل اتخلى عنها فمتفكريش في يوم اني ممكن اتخلى عنك او افضل امي الحقيقية عليكي انا بحبك انتي "
الداد" بس يا أسر يا بني مهما حصل دي امك الحقيقة يعني لو طلعوا اهلك فعلا هتروح تعيش معاهم "
قاطعها أسر قائلا" لو روحت اعيش معاهم هاخدك معايا بس كده و لو مرضوش ساعتها لا هما و لا سعد و ميرا هيبقى الفيلا بتاعتي و هتعيشي معايا فيها "
الدادا" خلاص يا أسر يا حبيبي هو انا عملت ايه بس علشان العصبية جي "
تنهد أسر ببطئ و اجابها" و لا حاجة يا ام هشام انا هقوم افتش في اوضة ميرا على شاهدة الميلاد بتاعتي"
رفع أسر رأسه ثم جلس ببطئ حتى لا يرتفع عليه الضغط أكثر من ذلك ثم استقام بحذر و كان ذاهبا إلى غرفة سعد و ميرا إلا أن صوت ام هشام اوقفه و هي تقول" أسر هو انت زعلت ليه"
أسر "مفيش بس حاسس انك عمالة تعيدي في نفس الجملة هسيبِك هبعد عنِك و انا قولت لأ..طيب تعرفي بعد اللي حصل ده اكتشفت انه احسن ليا اني معرفش مين اهلي اصلا علشان لو عرفتهم هيحصل مشاكل كتير اوي"
تفوهت ام هشام بنبرة مازحة محاولة اضحاكه "اه تعرف امك الحقيقية و تخادني اعيش معاها في نفس البيت و نشتغل انا و هي شغل الضراير بقى و نتخانق عليك "
نجحت في رسم ابتسامة على وجهه و شرع هو الاخر في المزاح" اه و في الاخر نكتشف انها هو كمان مش امي و يبقى اسمي ✧ضابط بأم ضائعة✧ "
الدادا "طيب روح يلا يا أيها الضابط اللي بأم ضائعة فتش في اوضة الام اللي مش ضائعة يلا "
أسر" هو الحوار بقى كده "
الدادا" بقى كده و نص كمان لو تحب"
أسر "لأ و على ايه انا ماشي"
اما أسد فقد كان في سيارته هو و چنى كان ذاهبا إلى جامعته و چنى إلى جامعتها و هما في السيارة وجهت چنى اليه الحديث" أسد كلم بابا عرفه انه احنا مشينا و انا هكلم ماما علشان تطمن على أسر "
أسد" ماشي يا چنى هرن اهو "
شرعا الاثنين في الاتصال و لكن من أجاب اولا كان ماهر فاردف اسد "بابا انا و چنى نزلنا الجامعة علشان چنى عندها محاضرة مهمة النهاردة و انا مينفعش اغيب لأنها اول سنة ليا في الجامعة هنا زي ما انتوا عارفين فلو انت خلصت روح على المستشفى شوف أسر "
ماهر" طيب ماشي يا اسد انا خلصت اهو و رايح بس اهم حاجة خلي بالك من الطريق و حافظوا على نفسكم"
أسد" متقلقش يا بابا انا جبت العربية بتاعتي من الشقة و راكبها انا و چنى "
ماهر" طيب ماشي يا اسد خلي بالك برضه "
أسد حاضر يا بابا مع السلامة"
اما چنى فقد كانت هاتفت سلوى أكثر من مرتين و هي لا تجيب فنظرت إلى أسد قائلة " امك مش بترد"
أسد "متقلقيش ابوكي رايحلها اهو"
چنى "طيب خف شوية يا خويا علشان متأخرش"
رفع أسد حاجبه و رد عليها في استنكار "بت يا قردة انتي دي عربيتي انا مش عربيتك "
اردف چنى بضيق الأطفال "اعمل ايه يعني ما انا معنديش عربية زي حلاتك"
أسد "انتي تحمدي ربنا احسن كان زمانك دلوقتي دايسة على خلق الله كلهم بيها"
چنى" بكرة اتخرج و ابقى الدكتورة چنى ماهر العراقي أكبر دكتورة جراحة و مجيبش عربية عادية بقى لأ ده انا هجيب عربية ليموزين و وريني نفسك جنبي بقى يا.. يا أسد بيه "
أسد" لأ و الله حرام انتي لو بقيتي دكتورة هتدوسي على خلق الله فعلا بس مش بالعربية بغرورك اللي جايبك الأرض ده "
ظلا يتناجيان هكذا حتى وصل أسد إلى جامعته التي كانت مجاورة إلى جامعة چنى فوجه حديثه إليها
بعد ما هبط كلاهما من السيارة" روحي كليتك بقى يا ست الدكتورة "
چنى" رايحة يا خويا "و بالفعل كانت ذاهبة في طريق جامعتها و لكن اوقفها فصولها حينما سمعت صوت شاب يتحدث برقي ألا و قد كان جوّاد الذي نظر إلى أسد و تحدث "ازي حضرتك يا دكتور أسد هو يعني كنت حابب اطلب من حضرتك تليفونك اسجل المحاضرات علشان نسيت تليفوني "
أسد" تمام عادي يا جوّاد مالك محرج كده ليه عادي مفيش مشكلة"
اردف أسد بهذه الكلمات ثم مد يده إلى جوّاد بهاتفه اخذ جوّاد الهاتف من يد أسد الذي كاد ان يتحدث
إلا أن چنى قاطعتهم قائلة" يعني انت يا أسد بتسجل المحاضرات لمنة علشان لو غابت تاخد كل حاجة و مبتعبرنيش نظر أسد إليها بغضب ثم نظر إلى جوّاد الذي كان ما زال واقفا و شرع في الحديث" متاخدش في بالك دي اختي الدكتورة چنى قدك في آخر سنة في الجامعة زيك بس دي في طب"
نظر إليها جوّاد بتعجب فمن يراها للوهلة الأولى يظنها في عامها الاول من الجامعة نظرا إلى قصر قامتها فاقترب من أسد هامسا "هو حضرتك بتتكلم بجد يعني دي مش في أولى طب"
ابتسم أسد ثم تظر إلى چنى قائلا" يلا يا ختي علشان تبقى تقفي كويس البسي بقى جواد نفسه بيقول انك مش في آخر سنة طب و مفكرك في أولى طب بسبب طولك.. من تدخل في ما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه"
نظرت چنى إليه بغيظ و اردفت "معلش يا أسد يا حبيبي هعمل ايه يعني ناقصني طول بس عندي عقل مش زيك طويل من غير عقل "
أسد" امشي من وشي احسنلك "
سارت چنى بخطوات واسعة إلى طريق جامعتها بينما نظر أسد إلى جوّاد مردفا" بص دي چنى اختي بس قصيرة دايما بقول ليها يا قردة علشان القرد شبه الإنسان في معظم الحاجات بس قصير "
نظر إليه جوّاد و هو يضغط على نظارته و رد عليه باحراج" اه ربنا يخليها لحضرتك طيب يلا علشان محاضرة حضرتك هي الاولانية و فاضل عليها بالظبط دقيقتين"
نظر إليه أسد برفعة حاجب و اجابه" تعرف يا واد يا جوّاد انت بتفكرني بمين انت يا حسرتي بتفكرني بچنى عندها المواعيد عاملة شبهك كده"
ضبط جوّاد نظارته مرة أخرى قائلا "بس المواعيد فعلا مهمة يا دكتور أسد و دكتورة چنى هي اللي صح "
أسد" طيب ايه رايك بقى لو تشيل حوار دكتور و حضرتك ده علشان قرفوني بجد.. انت متفوق جدا و بتطلع الأول في كل سنة فاكيد هتتعين دكتور في الجامعة فعيب اوي تقولي يا دكتور دي بعد كده قولي يا أسد لكن في المحاضرة او قدام اي حد من المعفنين بتوع الجامعة دول قولي يا دكتور"
جوّاد" حاضر يا دكتور "
أسد" هو انت مبتفهمش"
جوّاد" لأ طبعا بفهم بس لو بصيط وراك هتلاقي مدير الجامعة داخل بعربيته و هيهزقنا كلنا "
أسد" طيب بص امشي كده و سرع خطوتك شوية بس متجريش علشان مياخدش باله "
جوّاد" طيب يلا "
صعد كلاهما إلى المدرج و شرع أسد في الشرح
بينما چنى دلفت إلي المدرج الخاص بها و كان الطبيب قد شرع في شرح المحاضرة فاردف حينما راها امام الباب فاردف بغضب" ايه ده يا دكتورة يا محترمة جاية متأخر ليه اتفضلي اخرجي برا انا محدش بيدخل بعدي "
چنى" بس انا مش جاية متأخر انا جاية في معادي بالظبط حضرتك اللي بادئ بدري اصلا لسة خمس دقايق على معاد المحاضرة يا دكتور هادي "
هادي "طيب ادخلي يا دكتورة"
دلفت چنى و جلست على مقعدها ثم اردفت" و تعيد الشرح من الأول بقى علشان ميفوتنيش حاجة "
هادي" بس انتي "
چنى "انا مش متأخرة انت اللي بادئ بدري يا دكتور "
هادي" طيب ركزي معايا "
شرع في الشرح و كان يقول مجرد هراء لا فائدة له فقالت چنى بانزعاح" ايه يا دكتور هادي الكلام ده نص الشرح مش مفهوم و النص التاني غلط و ملهوش علاقة بالكلام اصلا "
هادي" لأ بقى انتي كده زودتيها اوي و دي اصلا قلة أدب و قلة قيمة قومي معايا على مكتب المدير علشان يتصرف معاكي"
چنى" لأ احنا لو روحنا للمدير انت اللي المدير هيصرف معاك مش انا بس ماشي يلا نروح "
ذهب كلاهما إلى غرفة المدير و في الداخل نظر هادي إلى المدير و اردف "بص يا استاذ ماجد البنت دي كانت عمالة تقول اني مش بشرح كويس و انها مش فاهمة حاجة "
ماجد" ايه الكلام ده لأ طبعا الدكتورة چنى متعملش كده "
هادي" بس هي عملت كده فعلا "
اقتربت چنى من المدير و مدت له يدها بتسجيل المحاضرة قائلة "اتفضل ده تسجيل للمحاضرة يثبت كلامي و بعدين انا چنى ماهر العراقي بنت أكبر رجل أعمال ماهر العراقي و اخت رجل الأعمال و دكتور الجامعة أسد العراقي اكيد بعد كل ده مش هقول اي كلام"
اردف المدير برهبة " طبعا طبعا يا دكتورة چنى اتفضلي اقعدي بس و انا هعرف اتصرف معاه "
وجه نظره إلى هادي و استرسل في الحديث " و انت يا دكتور هادي مطرود علشان فعلا واضح من التسجيل انك مش بتشرح فعلا و الدكتورة چنى مغلطتش "
اما ماهر عاد إلى المشفى ليجد ان سلوى ما زالت نائمة فاخذ يوقظها و بعد قليل استيقظت فاردف ماهر" ايه يا سوسو كل ده نايمة "
سلوى "ايه في ايه يا ماهر كنت نايمة"
ماهر" طيب قومي نشوف أسر و نتطمن عليه "
سلوى" طيب ماشي "
ذهبا كلاهما إلى الغرفة بمجرد دخولهم شهقت سلوى مردفة "هييهه ايه ده أسر مش هنا"
تحرك ماهر بهدوء داخل الغرفة فوجد رسالة موضوعة على الطاولة بجوار السرير مكتوب فيها "استاذ ماهر انا دكتور سيد أسر خرج الصبح علشان يروح بيته و مرضاش يقعد هنا و انا اضطريت امشي علشان محاضرتي في الجامعة اتمنى حضرتك متزعلش"
القى ماهر بالرسالة و ضرب بيده على الطاولة قائلا بغضب "مشي أسر مشي من غير اي حاجة عنه و سيد الزفت هو كمان مشي طيب اعرف انا عنه ايه دلوقتي و اوصله ازاي "
اقتربت منه سلوى و احتضنته حتى تهدئ من روعه مجيبة اياه" هنعرف نوصله متقلقش علشان ببساطة احنا دلوقتي عارفين هو مين و قال لچنى جوا امبارح انه رجل الأعمال أسر الشهاوي رجل أعمال صغير احنا ممكن نوصله من هنا "
اتسع بؤبؤ عينيه باستيعاب مردفا" انتي صح احنا نروح دلوقتي نبدأ ندور و انا بس لما اشوف سيد الزفت ده"
سلوى مقاطعة اياه" ايه لما تشوفه هتعمل ايه متقدرش تعمل حاجة طبعا علشان ده دكتور چنى في الجامعة و احنا مش عايزين ناذيها في مسيرتها التعليمية اكيد "
زفر ماهر بضيق "يوه طيب يلا نروح علشان انا ميت من الجوع هناكل و بعدين ابدا ادور عليه "
سلوى" يلا "
في غرفة سعد و ميرا كان أسر يفتش في أغراضهم بحثاً عن شهادة ميلاده الأصلية و لكن فجأة استمع إلى صوت فتح الباب و إذ بميرا تدلف إلى الغرفة فوجدت أسر امام الباب معطي اياها ظهره و يردد" ماما انتي فين "
ميرا" انا وراك اهو يا أسر "
استدار أسر ناظرا إليها يتصنع المفاجأة قائلا "انا دورت عليكي برا ملقتكيش فقولت انتي هنا"
ميرا "و كنت عايزني ليه بقى يا أسر"
أسر "اصلي مشفتكيش من امبارح و كنت قلقان عليكي فحبيت اتطمن عليكي انتي امي برضه و لازم اقلق عليكي "
ميرا" طيب ماشي روح للدادا قول ليها تعمل ليا كوباية قهوة و تجيبها على الحديقة تحت"
أسر" حاضر يا ماما "
هبطت ميرا إلى الحديقة بينما ذهب أسر إلى أم هشام و اردف "معلش يا ماما اعملي لميرا قهوة و نزليها تحت على الحديقة احسن كانت هتقفشني "
الدادا" طيب و عملت ايه"
أسر" أديت للباب ضهري و عملت نفسي كنت بدور عليها و دخلت عليها "
الدادا" مبقيتيش سهل يا أسر "
اردف أسر بفخر "اومال ايه ده انا حظابط أسر"
الدادا "اه صح جالك جواب من شوية برجوعك للشغل تاني "
لمعت عيناه من الفرحة قائلا" ايوة بقى بجد وحشني شغلي اوي"
الدادا" طيب انا هروح اعمل القهوة على ما انت تكمل تدوير "
أسر" ماشي يا ماما"
ذهب أسر إلى الغرفة و لكنه نظر هذه المرة أسفل السرير نفس المكان الذي يخبئ به أغراضه و فجأة شاهد حقيبة بلاستيكية كانت أسفل السرير و احضرها و من ثم فتحها ليكتشف انها هي شهادة ميلاده و قراها ليجد انه بالفعل ولدهم ولد ماهر و سلوى