
رواية صغيرة ابليس الفصل الثالث عشر13 بقلم جني محمد
جلس أسر في شرفته يتأمل هذه الحديقة الواسعة يتذكر كل ما حدث بها و ما حدث داخل هذا القصر اللعين اللعنة على قلب احب مكانا لا يجب أن يكون به بينما هو شارد ولج اخوه إلى غرفته و خبّأ بها زجاجات الخمور و لا اريد ان اقولها و لكنه وضع بالغرفة بعض الملابس النسائية ثم عاد إلى غرفة مريم اخته و اردف بفخر لا أعلم بماذا يفخر
"تمت المهمة بنجاح كفك"
تلاقى كفاهما في مصافحة لمعت بالشر ثم استمعا إلى صوت يعرفانه جيدا انه صوت سيارة سعد و ميرا هبطا سريعا إلى ساحة القصر ليقابلاهما بينما ظل أسر في شرفته يتأمل جمال الزهور البيضاء المزروعة على الجانبين الأيمن و الايسر لحديقة القصر حتى استفاق من شروده هذا على بعض الطرقات على باب غرفته اردف مجيبا لهذه الطرقات "ادخلي يا دادا"
دلفت الدادا إلى الداخل و اردفت
"أسر يا حبيبي سعد و ميرا شرفوا"
أسر "قصدك ضلموا"
الدادا "طب ابقى قولها كده قدامهم"
أسر "بقى كده يا ماما بتسلميني طب و الله لهقولها"
اجابته الدادا بصوت يملؤه الضحك "طيب انا مستنية"
انتهوا من حديثهم ثم هبط أسر ليلقي السلام عليهم و في الأسفل اردف أسر "ازيك يا بابا ازيك يا ماما عاملين ايه"
ميرا" بخير الحمد لله "
اردف أسر بعدما نظر إلى الدادا الواقفة بجواره على اليمين " جيتوا ليه بس انتوا جيتوا هنا ضلموا"
اردف سعد يغضب و هو يحاول ان يتمالك اعصابه "انت بتقول ايه"
اتسعت حدقتا الدادا يتعجب و انبهار و كانت سنتحدث لكن أسر امسك بيدها مانعا لها من الحديث ثم أجاب سعد" اقصد يعني انتوا لما جيتوا هتا ضلمتوا أمريكا"
اردفت ميرا بذلك الغرور الذي يشعل في قلبي الرغبة
بالقضاء عليها "ده شيئ اكيد و مفروغ منه"
أسر "اه اه طب ماشي انا هطلع انا اوضتي اقعد في البلكونة شوية... دادا لو سمحتي عايز كباية قهوة فرنساوي عندي في البلكونة"
الدادا" حاضر يا أسر ثواني و هتكون عندك "
صعد أسر إلى الأعلى بينما سأل سعد عن حال أبنائه مردفا "ازيكوا يا ولاد عاملين ايه و اخباركم ايه" ثم نظر إلى أمجد الذي كان على غير طبيعته و كان يتصبب عرقا و اكمل" مالك يا أمجد في ايه "
امجد" ايه لأ لأ مفيش هو بس يعني انا عايز اقولك حاحة "
اردف سعد مجيبا اياه " قول يا أمجد "
كان امجد متوترا بسبب ما فعله و لكنه تمالك نفسه و اردف" هو.. هو يعني يا بابا أسر جايب بنات الشقة و كان بيشرب لما انتوا مشيتوا"
في هذا الوقت كانت الدادا صعدت إلى أسر بكوب القهوة و اردفت" اتفضل يا أسر "
أسر" شكرا يا ماما.. بس اي رايك في ابنك "
الدادا" لأ مصدقتش اللي انت عملته ده بصراحة"
أسر "علشان تعرفي انا ابقى مين مهو مش المقدم أسر اللي يقول كلمة و ميعملهاش "
الدادا" ربنا يحميك يا أسر يا بني"
اردفت بهذه الكلمات ثم هبطت إلى المطبخ لتعد الطعام لسعد و ميرا
بينما في الأسفل غضب سعد كاد ان ينفث النيران من أنفه و اذنيه و اردف بصوت يشبه فحيح الافاعي" انت بتتكلم بجد صح "
مريم" ايوة طبعا يا بابا بيتكلم بجد و انا شاهدة"
و ما أن نطقت مريم بهذه الجملة إلا و صعد سعد إلى الأعلى حيث يقبع أسر و كأنه عاصفة هوجاء اتجه اليه في الشرفة و اردف "يعني انا قولتلك تاخد بالك من اخواتك تقوم تشرب و تجيب بنات لما انت الكبير و بتعمل كده هما بقى هيعملوا ايه "
ياله من أحمق لا يعلم من المخطئ و من الذي على صواب
اجابه أسر بتعجب "نعم انا عملت ايه علشان تقول كده"
سعد "اه انت هتعمل فيها مش عارف حاجة"
اتجه سعد إلى غرفة أسر و اخذ يفتش هنا و هناك و يبحث في جميع أغراضه حتى وجدها زجاجة الخمور التي خبأها امجد هنا و بمجرد ان وجدها رفعها في يده و نظر إلى أسر الذي اتسعت حدقتا عينيه بدهشة و اردف
" ها يا استاذ أسر لسة مش فاهم"
اجابه أسر ينفي قاطع يتمنى لو يصدقه سعد " انا معرفش ايه ده انا مش بشرب اصلا"
ز
اد غليان سعد فهو يرى ان أسر مخطئ و مكابر فنزل على وجهه بصفعة قوية جعلت أنفه ينذف الدماء و أتت على اثرها الدادا الذي وقفت بعيدا تشاهد ما حدث ببكاء صامت
أراد أسر في هذه اللحظة لو يمسك بكلا من سعد و امجد و مريم و يذيقهم العذاب حتى يعلموا ان ما بدر منهم خطأ و خطأ كبير و لكنه لم يفعل و انما هبطت دموعه على وجنتيه و غادر في صمت من الغرفة فهو يعلم انه اذا فعلا كل ما تتخيله ففي النهاية هما مربيانه و أيضا هما من يعلم اهله فمذكرات ميرا كانت مبهمة لم يعرف منها اسماء والديه هبط للاسفل مسرعا على الدرج اتجه إلى سيارته التي ركبها و سار مسرعا حتى وصل إلى ملاذه الوحيد كالعادة و هو شاطئ البحر اخذ ينظر يمينا ز يسارا و حينما لم يجد احد اردف بأعلى نبرة في صوته "ليه ليه مهو لو مش انت اللي مربيني كان زماني ماسح بكرامتك الأرض دلوقتي"
اردف بهذه الكلمات ظنا منه انه سيرتاح و لكنه لم يحدث فركب سيارته مرة أخرى و قادها بسرعة فائقة و فجأة و بدون اي سابق إنذار ظهرت أمامه سيارة أخرى من العدم و لكي يتفادها اتجه ناحية عمود الانارة و اصدمت به سيارته اما السيارة أخرى فهبط منها شخص غير متوقع فهذا الشخص هو ماهر العراقي والده الذي حينما راه يصتدم بعمود الانارة شعر و كان قلبه تفتت و هبط خلفه
اردف أسد "الحق يا بابا الراجل ليكون جراله حاجة و بالفعل اتجه كلاهما إلى سيارة أسر و داخل السيارة كانت رأسه واقعة فوق عجلة القيادة و هناك نذيف حاد من جبهته و انفه ينذف الدماء هو الاخر فتح أسد الباب بينما أخرجه ماهر من السيارة و حينما رأي وجهه اردف" بسرعة يا أسد خده على العربية بتاعتنا"
بالفعل أخذه أسد على السيارة اما ماهر فامسك بهاتفه و اخذ يهاتف أحدهم حتى أجاب و كان يتصل بچنى اجابت چنى بخوف "في ايه يا بابا هو فيه حاجة و لا ايه"
ماهر "لأ يا چنى مفيش حاجة انتي خايفة كده ليه"
چنى "اصلك بترن عليا انا و انت علطول بترن على ماما"
ماهر" لأ بس انا عايزك انتي يا چنى"
چنى "طيب في ايه"
ماهر "بصي في واحد عمل حادثة على الطريق و انا عايزك تيجي تشوفيه"
چنى" طب انتوا انت و أسد كويسين "
ماهر "اه بس انا عايزك تيجي علشان تشوفي دكتور حلو يعالجه بما انك دكتورة "
اردفت چنى و هي ترتدي اخر قطعة من ملابسها " طب انا هاجي حالا اهو "
ماهر "بسرعة يا چنى الراجل وشه مش باين من كتر الدم اللي نذفه"
چنى" خلاص انا لبست و انا بكلمك يا بابا و نازلة اهو "
ماهر "ماشي انا طالع على مستشفى النور "
چنى" ماشي انا جاية وراك "
اما أسد فوضع اسر في المقعد الخلفي من السيارة ثم اتجه على كرسي القيادة و ركب ماهر على الكرسي المجاور له و انطلقا بسرعة إلى المشفى
چنى هبطت إلى الشارع و أوقفت سيارة أجرة و ركبتها و اردفت" مستشفى النور يا سطى لو سمحت بس بسرعة "
انطلق السائق باقصى سرعة إلى المشفى لانه توقع انه هناك مريض يحتاجها لانه يعلم انها طبيبة ففي الحقيقة السائق يكون جارها
چنى "معلش يا عم إيهاب وقفتك"
إيهاب "لأ عادي يا بنتي المهم تلحقي اللي انتي رايحاله"
و حينما وصلوا اردفت چنى" حسابك كام يا عم إيهاب"
إيهاب "مفيش حاجة يا بنتي"
چنى "لأ والله ما ينفع كده"
إيهاب "ملهوش داعي اطلعي بس بسرعة يلا"
أعطت چنى ايهاب خمسين جنبها ثم انطلقت مسرعة إلى المشفى و خصيصا الدور الثاني لانه دور الطوارئ و هي تعلم ذلك لأنها متدربة في هذا المشفى
صعدت إلى الأعلى و وجدت أسد و ماهر واقفين امام باب غرفة ما فاردتفت بانفاس متقطعة " ايه يا بابا عملتوا ايه "
ماهر" بيجهزوه اهو علشان يدخل العمليات"
چنى "تمام ماشي انا هكلم دكتور الجامعة بتاعي هو شغال هنا"
ماهر "ماشي بسرعة"
أخرجت هاتفها و شرعت في مهاتفة الطبيب و حينما أجاب اردفت "ايوة يا دكتر سيد هو حضرتك في المستشفى"
سيد "اه يا چنى هو فيه حاجة و لا ايه "
چنى" اصل في حالة كنت عايزاك تشرف عليها "
سيد "طب قولي مين و انا هتابع معاه "
چنى" هو اسمه ايه يا بابا"
الاب "اسمه أسر هما لقوا البطاقة بتاعته فيها اسمه أسر"
چنى "اسمه أسر يا دكتور "
سيد" تمام ماشي هو فين "
چنى" احنا في الدور التاني علشان هو ببجهز و هيخش العمليات في الطوارئ "
سيد" اه عرفت الحالة دي واحد وشه متشخرم في حادثة عربية اسمه تقريبا أسر الشهاوي "
چنى "انا معرفش اسمه أسر ايه بس بسرعة بقى "
سيد" ماشي انا جاي اهو"
بالفعل ذهب سيد إلى الدور الثاني و اردف "عايز ممرضة و عايزك معايا يا چنى اهو بالمرة مكمل تدريبك"
نظرت إلى والدها نظرة مرتجفة و لكنه طمأنها بعينيه
أتجهت إلى غرفة التعقيم و أرتدت ملابسها و عقمتها ثم اتجهت إلى غرفة العمليات و شرعوا في أداء العملية و أثناء العملية نظرت إلى وجهه بتمعن و اتسعت حدقتاها مما رأته و اخذت الأفكار تدور في راسها و اردفت هامسة إلى نفسها " ايه ده.. ده نسخة من أسد و اسمه أسر معقولة يكون هو اخويا لأ مستحيلة"
و لكن قاطعها صوت الطبيب و هو يقول "چنى انتي روحتي فين"
چنى "انا معاك يا دكتر"
الطبيب "طيب يلا هنعمل العملية"
شرعوا في العملية التي كانت صعبة جدا و لكنهم ادوها بنجاح خرجت چنى إلى الصالة و اردفت" حد يجيب سرير علشان تنقلوا المريض من هنا للعناية "
بالفعل احضرت الممرضات سريرا و نقلن علقه أسر إلى العناية بينما كانت چنى تنظر إلى والدها و أخيها و اردفت بخوف نوعا ما" المصاب الراجل اللي في العمليات يا بابا"
أسد "ماله يا چنى"
چنى "انا شاكة في حاجة و خايفة اقولها تطلع صح و خايفة برضه تطلع غلط "
ماهر" ما تقولي و انجزي قلقتينا"
چنى "انا شاكة انه يبقى أسر اخونا"
اردف ماهر بصوت متقطع و قد اغرورقت عيناه بالدموع "ااا أسر.. انتي متأكدة "
چنى" انا شبه متأكدة لانه شبه أسد اوي الاختلاف الوحيد لون عيونه "
ماهر" يعني ايه ده ممكن يكون هو "
أسد" طب ما ندخل نشوفه "
چنى" مش هينفع ده في العناية و بعدين اصلا هو حصله ارتجاج في المخ فمش هيستوعب اي حاجة قبل يوم على الاقل"
ماهر "طب هو فين عيلته ده مفيش حد سأل عليه خالص "
چنى" احنا مالنا المهم انا خلاص مش قادرة العميلة كانت صعبة اوي بجد "
ماهر" طب روحي انتي علشان مامتك و طمني منة على أسد "
أسد" ده مكانش وقتنا مهو برضه ايه اللي نزلنا دلوقتي علشان الشغل "
ماهر" ربك كتبهالنا علشان نشوف ده اخوك و لا لأ "
أسد" طيب لو طلع اخويا هنعمل ايه "
ماهر" مش عارف يا أسد مش عارف "
اردف بهذه الكلمات ثم جلس على الأرض و ضم ركبتيه إلى صدره مكملا حديثه" انا حاسس انها حاجة جديدة يعني ده لو اخوك هيبقى حاله ايه طب هو هيتقبلنا و هل لما انخطف عاش لوحده و لا عاش مع حد عاش في ملجأ و لا في الشارع و لا في بيت و اللي اللي ربوه
كانوا بيعاملوه ازاي بجد انا.. مش.. عارف"
اقترب اسد من ابيه و وضع يده فوق كتفه مربتاً عليه قائلا" متقلقش يا بابا المهم ان احنا نلاقيه و خلاص "
اردف ماهر بتنهيدة " ههه الحمد لله على كل حال "
و في مكان آخر تحديدا في بيت الملكة
اجرت الملكة مكالمة هاتفية" ايوة يا عزام بيه عندي خبر جميل اوي ليك "
عزام "قولي يا ملكة و يارب يكون اللي في بالي"
الملكة "مش بالظبط هي حاجة مقاربة ليه "
عزام" يعتي أسر متقتلش"
الملكة "لأ بس هو في المستشفى دلوقتي "
عزام "ما يموت بقى و يريحنا الواحد زهق منه"
الملكة "انا هروح دلوقتي اشوف الأحبار في القسم و اجي تاني "
عزام "تمام يا ملكة سلام "
الملكة" سلام "
في بيت سعد تسلل امجد إلى غرفة مريم سرا
و دق الباب بخفوت لتجيبه مريم" ادخل"
ولج امجد أرى الغرفة و أغلق الباب ثم نظر إلى مريم الجالية على سريرها و اردف و هو يفرقع أصابعه" تمت المهمة بنجاح و الواد اخوكي خد حتة قلم يحلف بيه "
مريم" تسلم أفكاري انا مش عارفة من غيري كنت هتعمل ايه"
امجد "يا شيخة اتوكسي ما انتي كمان غلطانة"
مريم" بس محدش عرف اني بجيب حد هنا و بعدين انا بشيل كل حاجة من اوضتي اول بأول مش زيك يا موكوس"
امجد "سيبك بقى.. بس اخوكي لسة مجاش من ساعة ما خرج "
مريم" ما يموت احنا مالنا "
امجد" لأ طبعا مينفعش يموت علشان ابوكي هيستفرد بينا لو مات "
مريم" و انا اللي قولت ان ضميرك صحي و هتقول مينفعش يموت علشان احنا اللي هتبقى السبب في موته "
امجد" ضمير مين يا امو ضمير روحي العبي بعيد يا ختي "
مريم" امشي يا أمجد امشي اخرج من اوضتي انا عايزة انام"
خرج امجد من غرفتها ثم اتجه إلى غرفته لينام
و كذلك الوضع في غرفة سعد و ميرا فكلاهما نائم لا يعرفان حجم المصيبة التي ارتكباها في حقه
اما چنى فقد عادت إلى المنزل لتجد والدتها واقفة في الصاله اردفت چنى" ايه يا ماما مالك في ايه "
سلوى" قلقت و ملقتش حد خالص في الشقة غير منة فخوفت عليكم"
چنى "متقلقيش يا ماما مفيش حاجة"
سلوى "بذمتك يا چنى"
چنى "قوليلي بس منة صحيت و لا لأ"
سلوى "اه صحت و كانت بتشرب و جاية اهي"
چنى "ماشي يا ماما"
سلوى "ايه اللي حصل انتي عمرك ما بتقولي يا ماما انتي بتقولي يا سوسو علطول "
چنى" مفيش ضغط بس يا ماما "
سلوى" انجزي قولي في ايه "
چنى" انا تعبانة و مش هقدر رني على بابا هو يقولك "
سلوى" ماشي يا چنى هرن عليه هعمل ايه يعني "
هنا اقتربت منة من سلوى و اردفت" افتحي الاسبيكر معلش عايزة اطمن على أسد"
سلوى" ماشي يا منة انا هرن اهو ربنا يستر "
استمع ماهر إلى صوت رنين هاتفه فاخرجه من جيبه و حينما رأي المتصل ضرب جبينه مردفا" عرفت اكيد چنى قالتلها "
أسد" طيب رد ليكون في حاجة حصلت "
أجاب ماهر على سلوى و بمجرد ان اجابها اردفت مسرعة" ايه اللي حصل و انتوا فين و چنى راجعة دلوقتي منين و ازاي تخرجوا و متقولوليش و چنى مش عايزة تقول حاجة ليه و.."
اردف ماهر مقاطعا اياها بحدة نوعا ما "بس بس بس ايه كل ده هجاوبك انا ازاي دلوقتي ده انتي ما صدقتي اتفتحتي"
سلوى "طب طمني بس انتوا كويسين"
ماهر "بصي يا سلوى هو انا و أسد و احنا مروحين طلعت قدامنا عربية فجأة و السواق بتاعها قام غير اتجاه العربية فلبس في العمود"
اردفت بشهقة عالية "هيه يالهوي طيب و انتوا عاملين يا ماهر طمني عليك "
ماهر" يا ستي افهمي هو اللي خبط مش احنا المهم احنا نزلنا من عربيتنا و اخدناه على المستشفى و انا رنيت على چنى علشان تشوف دكتور كويس يعمل العملية ليه.. فجت هي بسرعة و كلمت دكتور الجامعة بتاعها و جه و دخلت معاه اوضة العمليات و عملولوا العملية و چنى نزلت من غير ما تقولك علشان انا قولتلها متقوليش و لما جت و معرفتيش ايه اللي حصل كان علشان... علشان "
سلوى" ما تنجز يا ماهر علشان ايه "
المريض اللي هو الراجل اللي عمل حادثة ده شكل أسد بالظبط و تقريبا كده نفس عمره فاحنا شاكين انه هو أسر اللي تايه مننا"
اردف سلوى و قد اغرورقت عيناها بالدموع من الفرحة "احلف يا ماهر هو اللي انت بتقوله ده بجد"
منة "ايه يا ماما هو فيه ايه" اردفت منة بهذه الكلمات خائفة من أن يكون قد اصاب أسد مكروه"
سلوى "مفيش حاجة يا منة متقلقيش"
ماهر "هاتيها و تعالي يا سلوى علشان متخافش بس بشرط لو طلع أسر فعلا متعلقيش "
سلوى" حاضر حاضر يا ماهر احنا جايين حالا"
صعدت إلى الأعلى و اردفت "چنى يا چنى قومي هنروح المستشفى "
اردفت بصوت ناعس" ليه يا يا ماما "
سلوى" علشان نشوف أسر "
چنى" احنا لسة معرفناش انه أسر "
سلوى" مش مهم اهو ممكن يكون هو انتي عارفة انا نفسي اشوفه قد ايه "
چنى "طيب احهزوا انتي و منة يلا و انا هنزل أوقف تاكسي"
هبطت إلى الأسفل و أوقفت سيارة أجرة و هبطت منة و سلوى خلفها و ركبن السيارة في اتجاه المشفى
حينما وصلت الصيارة صعدت چنى و يخلفنها منة و سلوى بسرعة و حينما و صلن إلى الطابق الذي يوجد فيه الجميع اسرعت منة تجاه اسد الذي يقف امام غرفة العناية و اردفت" اسد انت كويس"
أسد "اه متقلقيش"
و كذلك كان الحال مع ماهر حيث اقتربت سلوى منه و اردفت
"مالك قاعد في الأرض كده ليه يا ماهر"
ماهر "خايف يطلع هو مش عارف هيسامحني و لا لأ"
سلوى "خير ان شاء الله يا ماهر و عموما انت كنت بتدور و بتعمل كل حاحة ممكنة بس مش بايدك "
نظر أسد إلى چنى و اردف بريبة "چنى تعرفي تروحي تعملي تحليل D N A لأسر"
چنى "اه اعرف اتصرف بس ليه "
أسد" علشان نقطع الشك باليقين "
چنى" ماشي يا اسد هتصرف بس بشرط محدش يقرب منه "او يعرفه لو طلع أسر اخونا "
سلوى" ليه يا چنى ده انا ما صدقت عرفت "
چنى" علشان في خطر عليه انه لو عرف يدخل في صدمة نفسية او يفقد الذاكرة او عقله الباطني يرفض يصدق ان احنا عيلته "
ماهر "كلامها صح بس يا رب يطلع هو أسر علشان نفسي اعرفه "
چنى" ان شاء الله هيطلع هو "
ثم أخرجت هاتفها و اتصلت بالطبيب سيد مرة أخرى" ايوة يا دكتور سيد هو حضرتك في المستشفى و لا مشيت "
سيد" لأ انا في المستشفى ليه "
چنى" اصل انا كنت حابة اعمل لأسر تحليل D N A"
سيد "تمام ماشي بس ليه"
چنى "شراكة في حاجة كده و عايزة اتأكد منها"
سيد "طيب مين هتقارنوه بيه"
چنى "أسد اخويا"
سيد "تمام هاجي دلوقتي اسحب الدم و هوصيلك انه التحليل نتيجته تطلع بسرعة"
چنى "تمام ماشي يا دكتر شكرا"
سيد "الشكر لله يا چنى"
ذهب إلى غرفة أسر و سحب منه بعض الدماء و كذلك فعل مع أسد و نظر اليهم و اردف" خلاص كده خلال نص ساعة بالظبط هيكون نتيجة التحليل عندكم "
چنى "تمام يا دكتور مش عارفة اقول لحضرتك ايه شكرا اوي "
سيد" الشكر لله انا معملتش حاجة يا چنى ده واجبي"
استأجر ماهر جناحا في المشفى لهم و بعد نصف ساعة ذهب الطبيب اليهم و اردف
"عندي خبر ان شاء الله يفرحكم "
چنى" قول يا دكتور بسرعة "
الطبيب " عينة الدم في المعمل دلوقتي و هتطلع خلال أسبوع بإذن الله "
سلوى "انت بتتكلم بجد يا دكتور مش بتكذب صح "
اردفت چنى و قد ارتسمت على وجهها لوحة فنية من السعادة فلمعت عيناها بالدموع و ابتسمت " طيب ممكن التحاليل تطلع بدري عن كده دكتور"
الطبيب" اه ممكن بس صعب شوية علشان تحليل ال DNA بياخد وقت شوية "
چنى" تمام شكرا يا دكتور"
سلوى "انا حاسة انه هو أسر برضه مش عارفة ليه بس عندي احساس قوي انه أسر و انا مش محتاجة DNA علشان يثبت كده بس هستنى اشوف برضه "
الطبيب" طيب يا جماعة انا هسيبكم بقى و اروح اتطمن عليه في العناية "
ذهب إلى العناية و اخذ ينظر إلى مؤشراته الحيوية حتى استمع إلى انين خافت يصدر عن أسر قائلا
" حياة.. حياة.. حياة"
اخذ يرددها ثلاث مرات ثم فتح عينيه و كانت الرؤية غير واضحة و اردف" انا فين "
الدكتور "انت هنا في المستشفى انت عملت حادثة "
أسر" طيب مين اللي جابني هنا"
اردف الطبيب بفرحة "ثواني هندهملك"
ثم اتجه إلى الجناح الخاص بهم و اردف
أسر فاق يا جماعة