رواية شهد مسموم الفصل الثاني عشر12 بقلم منال كريم


رواية شهد مسموم الفصل الثاني عشر12 بقلم منال كريم

عندما غادرت ملك المطبخ ، كانت فرصة شهد ، أشعلت الموقدة على طنجرة ، حتي أصبحت مثل الجمرة، عندما وجدت ملك تأتي اغلقت النار و غادرت المطبخ.

جاءت حتي  تحمل الطنجرة و هي تظن أنها باردة ، لكن مجرد ما حملتها احترقت يديها و سقطت الطنجرة على قدمها، و جاء الجميع على صرخاتها العالية.

أغمضت شهد عيونها بسعادة و راحة و هي تسمع صرخات ملك.

لكن يجب التظاهر بالبراءة أمام الجميع ،لذا دلفت خلفهم بتوتر.

كانت ملك على الأرض و الجميع حوالها، حملها يونس و ذهب بها إلى غرفة عفاف، جلب يوسف الادوات الطبية ، و بدأ علاج يد و قدم ملك، كان الحرق عميق و خصوصاً يديها.

كانت تبكي بألم و يونس بجوارها ، ليردف بخوف: هل نذهب الى المستشفى ؟

ليجيب يوسف بهدوء: كلا أخي هي بخير.

قال حسين بحزن: سلامتك ملك.

قالت بدموع: شكرا بابا.

قال أحمد بمزح: الآن أنا و ملك مصابين ، من القادم؟

كانت تنظر بين الجميع و تسأل نفسها من القادم؟ 
 قالت يجب التفرق بينكم.

كان يوسف يتحدث معها و هي لم تنبه ، حتي صرخ بغضب: شهد.

انتبهت و قالت : ماذا؟

ليتحدث بعصبية : أين أنتِ ؟ 

لتردف الأخرى بغضب ، كيف يتحدث معها بهذه الطريقة ، لتردف بعصبية: أنا هنا.

قال بعصبية: أتحدث معك و لن تجيبي.

لتجيب بعصبية: لم أسمع ،هل فعلت جريمة؟

لتردف عفاف بهدوء: يكفي شجار ، هي متوترة بسبب ما حدث مع ملك.

غادرت الغرفة بعصبية و صعدت إلى شقتها.

قالت سعاد بعتاب : أنت على خطأ ، رفعت صوتك عليها أمامنا.

لتكمل ملك بحزن: بالتاكيد شعرت بالاحراج.

لم يجيب لكن يشعر بالندم على طريقة حديثه معها.

بعد الانتهاء من معالجة ملك، صعد سريعاً إلى الاعلي .

كانت تجلس على الأريكة و تكاد تشبه النار من كثرة الغضب، و تحدث نفسها أن يوسف فعل ذلك لأنه يشعر بالخوف على ملك.

يقف أمامها بحزن شديد و قال: اعتذر شهد أنا فقط كنت متوتر.

لتصرخ بغضب: أعلم كنت متوتر لأجل حبيتك.

نظر لها بذهول و قال: من حبيبتي؟

نهضت وقفت أمامه و قالت بغضب: زوجة أخوك ، أنت تحب زوجة أخوك.

يحاول يقنع نفسه أنها لم تقصد هذا الحديث، ليردف بهدوء: أكيد هي حبيبتي لأنها أختي.

و بسهولة تحولت من الغضب إلى الحزن و الدموع، لتردف بدموع مزيفة: لا أنا أقصد حبيتك ليست أختك.

ضغط على ذراعها بقوة و قال بغضب شديد: ماذا الهراء؟ هل فقدتِ عقلك؟ هي زوجة أخي.

قالت بحزن شديد و دموع: هذا ليس حديثي ، هذا حديث ملك.

ترك ذراعها و نظر بصدمة و سأل : ماذا تقصدين ؟

جلست على الأريكة و ترفع عيونها و تنظر له بعيون ممتلئة بالدموعِ و قالت بهدوء شديد: اليوم و نحن في المطبخ، كانت طول الوقت تتحدث عنك، في البداية كنت أظن أن هذا طبيعي و أنت اخوها، لكن عندما أخرجت الجملة من دون قصد ، تأكدت من الأمر 

ليسأل بتوتر : ما هذه الجملة؟

قالت بدموع: قالت بالحرف، أنا أحب يوسف و كنت أتمني يكون زوجي، عندما انتبهت قالت لا أقصد هذه مزحة.

جلس بجوارها بحزن عميق و لا يعلم ماذا يفعل في هذه الأزمة؟ كيف زوجة أخيه تكنن له مشاعر؟ و هو لا يعلم أن كل ذلك مجرد خدعة من شهد.

وضعت يدها على كتفه و تحدثت بهدوء شديد: الحل هو أن تبتعد عنها ، هي معذورة حبيبي ،تعلم أن يونس تزوجها بالإكراه، و أنت معاملتك معها بشكل جيد جعلتها تحبك.

قال بحزن شديد: إذا ما العمل الآن ؟

قالت بهدوء شديد: حبيبي يجب عليك تجنب الحديث و المزاح معها، حتي تعلم أنك مجرد اخ زوجها فقط، و حتي تقترب من يونس.

نظر لها نظرة حب و قال : إذا سوف أفعل ذلك، حتي تتخلص من هذه المشاعر، شكرا حبيبتي أنك في حياتي ، لا أعلم إذا لم تكوني في حياتي ماذا يحدث؟

قالت بهدوء شديد: تأكد أني دائما معك و لا أفعل شيء إلا لأجل سلامة العائلة.

أبتسم لها بحب .
و نجحت شهد في أول خطوة من تفريق العائلة.

في اليوم التالي
في شقة عفاف
كانت الساعة السابعة صباحاً ، دقت شهد الباب ، فتحت سعاد و قالت بتعجب: ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت المبكر؟

قالت بهدوء: أعلم أن ملك مريضة، لذا أريد مساعدتك في تحضير الإفطار.

دلفت سعاد و شهد خلفها ، و قالت سعاد: سوف أفعل أنا حبيبتي ، أسترخي أنتِ.

قالت بهدوء: من فضلك ماما سعاد ، أجعلني أساعدك حتي لا احزن.

كانت عفاف تغادر غرفتها و قالت بحب: صباح الخير حبيبتي.

لتردف بابتسامة: صباح النور ماما.

قالت سعاد : شهد تريد مساعدتي لأن ملك مريضة.

قالت بحب: بارك الله فيكِ حبيبتي.

ابتسمت شهد و ذهبت مع سعاد لتحضير الإفطار.

ثم أخذت طعام و صعدت إلى شقة ملك.

فتح يونس قال بابتسامة: كنت أخذت الطعام أنا.

قالت بهدوء: لا بأس ، هل ملك بخير؟

قال بابتسامة: الحمدلله.

أعطت له الطعام و قالت: تريد شيء آخر .

قال بامتنان : أشكرك شهد.

كانوا يجلسون على السفرة

ليردف يوسف بتعجب: هذا الطعام يوجد في شيء مختلف.

نظرت سعاد الى الطعام و سألت بتعجب؛ ما الشئ الغريب؟

مسك يديها التي كانت موضعة على الطاولة و قبله بحب و قال: الطعام مميز اليوم لأنه بلمسات حبيبتي.

شعرت بالخجل الشديد ، لتردف عفاف بابتسامة: جعلتها تشعر بالخجل.

نظر حسين إليها بحقد شديد و هو يربط الأحداث التي حدثت في المنزل منذ دخولها.

بعد انتهاء الطعام 
كانت سعاد في المطبخ و عفاف في غرفتها و يوسف يتحدث في الهاتف.

كانت تعطي لها القهوة و قالت : تفضل.

أخذ منها و قال بهدوء: شهد.

جلست أمامه بهدوء و قوة شديدة: ماذا؟

وضع قدم على قدم و قال بقوة أيضا: أشعر أن ما يحدث في المنزل بسببك أنت؟

وضعت أيضا قدم على قدم و قالت ببرود شديد: أجل أنا من فعلت ، و لم انتهي بعد، مازال الانتقام لم ينتهي يا صديقي ، كانت البداية أحمد ثم ملك ، ثم الخطوة القادمة اتركه مفاجأة بابا.

ضغطت  علي كلمة بابا.

أبتسم باستهزاء و لا يهتز بما قالت: تم الاعتراف بسهولة ، هل تظنين أني اشاهد بصمت؟ يوجد حلول كثيرة.

لتردف بهدوء: ماذا تفعل بابا؟

قال بهدوء شديد: هل تتذكرين ما كان يحدث في الماضي؟

نظرت بتذمر ، ثم نظرت له بحقد لتردف: أجل أتذكر لكن الماضي كانت شهد ضعيفة و لكن الآن شهد أصبحت قوية و السم الذي بداخلي سوف يقضي على الجميع.

تعالت أصوات ضحكاته و قال باستهزاء: ما هذه القوة؟ إذا ماريك أخبر يوسف؟

وضعت يدها تحت ذقنها و قالت بغرور: هذا يوسف رهن إشارة مني ، و لا يصدق شيء من حديثك ، هو مثل الخاتم في اصبعي.

أبتسم ابتسامة كبيرة و قال : ما هذه الثقة؟ سوف أخبر يوسف الآن و نرى ماذا يفعل؟

لم تأخذ ثانية في التفكير ، و لا تخشي ما يحدث ، أخذت كوب ماء و كسرته و جرحت يديها من البطنية ، كان الذراع الايسر.
ثم صرخت صرخة عالية تجمع عليه الجميع ، حتي يونس الذي هبط من شقتها بفزع.

نظر الجميع لها بصدمة و يديها التي تنزف بغزارة.

جلب يوسف سريعاً الادوات الطبية و بدأ في تعقيم الجرح حتي يتوقف النزيف، كان الجميع ينظر بخوف، و هي رغم أن الجرح ليس بسيط ، لكن كانت لا تشعر بالالم ، كانت تخطط  ماذا تقول ليوسف؟

كان ينظر بصدمة و ذهول ، كيف استطاعت فعل ذلك في نفسها؟
تأكد الآن أنها ليست شهد السابقة.

بعد الانتهاء من تعقيم الجرح.

سأل بخوف و قال: ماذا حدث ؟ ما سبب هذا الجرح؟

لن تجيب ، و تبكي بهستريا فقط.

سأل مرة أخرى: ماذا حدث ؟

لتجيب بدموع: لم يحدث شيء ، جرح بسيط.

صرخ بغضب: هذا ليس جرح بسيط ، كيف حدث ذلك ؟

قال باندفاع ، ظن أنه هكذا ينقذ نفسه و قال: هي من جرحت نفسها يوسف.

نظر له بصدمة ثم لها و قال: أنتِ فعلتي.

قال بدموع : اعتذر بابا كنت لا أريد أن أتحدث، لكن أنت من فعلت، لمجرد أن سقط الكوب مني، صرخ عليا ، قولت أعتذر بابا لم أقصد كسر الكوب، قال يجب عليكِ العقاب، أخذ قطعة زجاج و جرح يدي.

مجرد إنهاء حديثها انهارت من البكاء 

قالت عفاف بتعجب: هل فقدت عقلك حتي تفعل ذلك لأجل هذا السبب التافه ؟

صرخ بغضب: هي كاذبة ، هي من فعلت.

و لأول مرة الإبن البار ، الذي رغم عمل أبيه و يعلم أن  أعمال السحر من  الكبائر ، لكن كان يتبع قول الله 
و بالوالدين إحسانا.

صرخ في أبيه بغضب شديد: لماذا تجرح نفسها؟ هل هي فقدت صوابها حتي تفعل ذلك ؟

اهتز من داخله ، يوسف دائما يتعامل معه باحترام ، ليردف بحزن: هي كاذبة، هي من.

لم يسمح له بتكملة الحديث و قال بغضب: أنت كاذب ليس هي.

اختل توازنه وجلس على الأريكة بتعب و لأول مرة تسقط دمعة من عيونه و قال: هي تكذب، هي تكذب، أنا لا أفعل.

رتب يونس على كتف حسين و قال بهدوء: اسمع أبيك يا يوسف.

قال بغضب: لا أريد سماع شيء.

حملها و كان يغادر ، و خلفه  سعاد و عفاف، نظر لهنن بغضب شديد و قال : لا أريد أن يأتي أحد معي، لقد اكتفيت من أفعال هذه العائلة.

غادر يوسف و هو يحمل شهد 

وقال حسين بضعف: لم أفعل ، لم أفعل.

وضعها على الفراش في غرفتها، ثم ذهب إلى المطبخ و عاد بكوب عصير و كوب ماء و بعض الأدوية لتعويض الدماء.

كانت الدموع تتلألأ في عيونه و هو يراها كم هي عانت بسبه؟

جلس أمامها ومد لها الأدوية و كوب الماء ثم كوب العصير.

ثم سأل بخوف: هل أنتِ بخير ؟

أومأت رأسها بابتسامة و قالت: أنا بخير حبيبي ، لكن أنا غاضبة منك، لا يجب التحدث مع أبيك بهذا الشكل.

تنهد بحزن ثم قال: لكن.

وضعت يدها على فمه حتي تمنعه من الحديث ، لتردف بهدوء شديد: حتي لو أخطأ ، هو سوف يظل أبيك، حتي أنا هو أبي ، لذا من فضلك يوسف لا تنزعج من أبي.

لم يسعه قول شيء إلا أن ضمها إلى حضنه ،و هو يرى كم هي شخصية بريئة و طيبة القلب.

و بعد وقت خلدت الى النوم بمفعول الأدوية و يوسف ظل طول الليل مستقيظ بجوارها حتي يطمئن عليها.

في اليوم التالي
كانت تجلس مسلوبة الإرادة ، لا تستطيع التحدث أو التحرك ، كانت تقف مثل الجماد بسب تعويذة ألقاها حسين عليها.

و ينظر لها بحقد و كراهية و قال: تفضل شاهر هي الآن تحت سيطرتك أفعل معها ما تشاء، لكن خذها من هنا، لا أريد رؤيتها مرة أخرى.

لينظر لها برغبة شديدة و قال: لا تقلق حسين شهد من الآن فصاعدا لا تصبح لها أي صلة بعالم الانس، سوف تكون ملكة الجن.

كانت تسمع الحديث و ترى كل  شيء ،لكن لا تستطيع فعل أي شيء، كانت تتساقط الدموع من عيونها فقط.


تعليقات