رواية نسمة متمردة الفصل الخامس عشر15بقلم امل مصطفي
قامت نسمة للاطمئنان على حنين، وتحركت إلى مكان هادئ، لكن عيون مروان وأيهم كانت تتابعها. أنهت الاتصال، وما إن التفتت، حتى وجدت أمامها مجموعة من الشباب يحاولون الاقتراب منها. وقبل أن تنطق، كان مروان وأيهم قد بدأوا يضربونهم بعنف.
التفت إليها مروان وتحدث بعنف:
– إيه خلاكي تمشي من غير ما تقولي؟ افرضي كانوا عملوا فيكي حاجة!
نظرت له بحزن وتحدثت بانكسار:
– أنا كنت بكلم ماما عشان أطمن على حنين، وبعدين أنا بعرف أدافع عن نفسي كويس... أنا بلعب كونغ فو.
سحبها مروان من يدها، لكنها نزعت يدها منه بعنف:
– لو سمحت، ما تلمسنيش!
تصاعد غضبه:
– نسمة، اتكلمي عدل!
هتفت بحدة، وقد استعادت شخصيتها:
– أنا بتكلم عدل، وآسفة إني جيت معاك وعطلتك عن جو العشق الممنوع بتاعك.
ثم التفتت لأيهم:
– لو سمحت، أنا عايزة أمشي.
تضايق أيهم من أجلها، وشعر بحزنها:
– طيب، يلا.
استشاط مروان أكثر، وهتف بغضب:
– يلا فين؟ أنا مش عاجبك ولا إيه؟!
ثم رجع بنظره إلى نسمة:
– وأنتِ يا هانم، مش ماشية مع راجل!
رد أيهم بعدم رضا عن طريقته معها:
– اهدى يا مروان، ما ينفعش كده، الناس بتتفرج علينا.
أشار له مروان بتحذير:
– أيهم، ما تتدخلش بيني وبين مراتي عشان ما أعملش حاجة أندم عليها بعدين!
ثم رجع مروان إلى أصدقائه معتذرًا:
– معلش يا جماعة، مضطرين نمشي عشان حنين.
قالت نهي ورضوى:
– نتمنى نشوفك مرة تانية يا نسمة.
بابتسامة مغتصبة، هتفت نسمة:
– إن شاء الله... وأنا اتشرفت بمعرفتكم، وأتمنى تبقوا تزورونا.
*********
رجع الجميع إلى القصر وهم في حالة صعبة، ما بين الغضب، والحزن، والغيرة.
في غرفة أيهم، جلس يُكمل لوحته التي أمامه، وعيناه تكسوهما حزن عميق على صاحبتها.
همس في نفسه:
هي لا تستحق مثل هذه المعاملة...
قرر أن يترك الفيلا لبعض الوقت، ليريح أعصابه من مشاعر لا يفهمها، ولا يستطيع أن يواجهها.
******
أما في غرفة نسمة، فلم تجد حنين، فجلست تبكي كلما تذكرت مروان وهو يرقص مع شاهي.
حاربت ضعفها، وقامت بمحو دموعها، تلعن قلبها الذي ما زال يعشقه رغم كل شيء.
ولتهرب من ألمها، شغلت إحدى أغانيها المفضلة، ووقفت تتمايل على نغماتها، تحاول أن تستعيد شيئًا من قوتها التي أوشكت أن تنهار.
*******
عند مروان
كان يشعر بغضب من نفسه بسبب ذلك الموقف الذي وضعها فيه أمام أصدقائه، حين تركها ورقص مع شاهي.
يعترف في داخله أنه أخطأ في حقها، لكنه يلومها في الوقت نفسه، فهي لم تُعطه فرصة للاعتذار، بل زادت من غضبه وعصبيته ببرودها وإهمالها له.
فتح هاتفه، فقط ليراها قبل أن ينام، لكنه صُعق عندما رآها تتمايل بطريقة تُسكر العيون.
حدث نفسه بدهشة:
معقول بتعرفي ترقصي بالطريقة دي؟
ظل يتأملها باستمتاع، وعيناه لا تفارق الشاشة، ثم وقف فجأة بحدة، وأغلق هاتفه بعصبية:
– لا... كده كتير!
ثم توجه إلى الحمام ليأخذ حمامًا باردًا، محاولًا تهدئة ذلك الجنون الذي اشتعل داخله.
**********
في اليوم التالي،
توجهت نسمة إلى صديقتها، تسألها بقلق:
– باسنت، شيرين بقالها يومين ما حضرتش، ولما اتصلت بيها مش بترد...
هتفت باسنت بهدوء:
– مامتها تعبانة، ومافيش عندها حد تسيبها معاه.
نظرت إليها نسمة بتعجب من هدوئها:
– مش المفروض نروح نطمن عليها؟ ونديها المحاضرات اللي فاتتها؟
تحدثت باسنت بأسف:
– بابا مش هيِرضى...
نظرتا إلى نهلة في انتظار موافقتها، لكنها اعتذرت:
– أنا ورايا شغل، ماقدرش أتأخر عليه.
قالت نسمة بتفهم:
– خلاص، هاتي عنوانها... أنا هروح أطمن عليها.
---
ظلت نسمة في سيارتها، تحمل هاتفها مترددة، تتأمل الشاشة وهو على وضع الاتصال بمروان.
لكنها لا تريد الحديث معه بعد ما حدث بالأمس.
ظلّت تفكر بحيرة: هل تتصل بوالدته؟ أم والده؟
أم تتصل به أفضل؟ هي مجرد زيارة... يا آه، يا لأ...
وأخيرًا، ضغطت على زر الاتصال، ليأتيها صوته الملهوف:
– ألو؟
قالت باعتذار:
– آسفة لو كنت عطلتك.
ابتعد عن مكتبه، ورد بسرعة ولهفة:
– لا، أبدًا، مافيش عطلة...
تنهدت براحة من رد فعله وتشجعت وهي تهتف ::
– أنا كنت بسأل لو ينفع أروح أزور واحدة صاحبتي.
هتف بسؤال:
– مين صاحبتك دي؟ ساكنة فين؟ عشان أبعَتلك الحرس.
قالت بهدوء:
– مافيش مشكلة، أصلهم ناس على قد حالهم، وماينفعش أروح بالحرس...
لم يرغب في إغضابها، يكفي ما فعله بالأمس، ليردف:
– طيب، خلي بالك من نفسك، ولو احتجتي أي حاجة... كلّيميني.
ابتسمت من اهتمامه، رغم جرحها منه:
– حاضر.
وقف ينظر إلى الشارع من خلف زجاج واجهة مكتبه، يهدئ نفسه، ثم ضحك بقوة على حالته التي تصيبه كلما تحدث معها...
لقد أصبح مجنونًا وضعيفًا.
********
أخذت نسمة الزيارة، وتوجهت إلى حي شعبي، يدل على شدة فقر سكانه.
سألت عن منزل شيرين، أشار لها البائع على منزل متهالك.
نزلت من السيارة، تشعر بعيون الجميع مسلطة عليها.
مجموعة من الشباب يتحدثون وهم ينظرون إليها، لكنها تجاهلتهم، ودخلت من باب المنزل، ثم طرقت الباب.
فتحت شيرين دون أن تعلم من الطارق، وهي تمسح دموعها، لتجد نسمة أمامها، تحمل أشياء بيديها.
شعرت شيرين بالإحراج من شكل المنزل، لكنها همست بخجل:
– اتفضلي...
دخلت نسمة، ووضعت ما بيدها على كرسي متهالك جوار الباب، ثم قامت باحتضانها:
– سلامة طنط، يا شيرين... مالها؟
هتفت شيرين بخجل:
– تعبانة شوية...
نظرت إلى ما أحضرته نسمة:
– ليه التعب ده يا نسمة؟
ردّت نسمة بعدم رضا:
– إنتي عبيطة؟ بقالك يومين مش بتحضري، وباسنت قالت إن طنط تعبانة... طبيعي أجي أطمن عليها، وأشوفك لو محتاجة حاجة، مش إحنا أصحاب؟
تأثرت شيرين بكلماتها الطيبة، وهتفت بامتنان:
– طبعًا... معلش، البيت مش قد المقام.
*********
قالت نسمة برقة:
– متقوليش كده... فين طنط؟
أشارت لها شيرين إلى الداخل:
– تعالي، هي مش قادرة تقوم...
دخلت نسمة إلى الغرفة، وجدت سيدة كبيرة ينهشها المرض. اقتربت منها، وسلّمت عليها، ثم قبّلت رأسها بحنان:
– سلامتك يا طنط... ألف سلامة.
ردّت السيدة بألم وضعف:
– الله يسلمك يا بنتي...
ثم نظرت إلى ابنتها بسؤال خافت، لم تعتد على الزائرين من قبل.
قالت شيرين لتطمئنها:
– دي نسمة يا ماما، زميلتي في الكلية.
مرّت عينا نسمة على والدة شيرين بحزن عميق، ثم قالت بحسرة:
– طنط شكلها تعبانة أوي يا شيرين... إزاي تسيبيها كده؟
هتفت شيرين بالبكاء:
– ماما بتغسل كلى مرتين في الأسبوع، ومش معانا ثمن الغسيل...
والمستشفى اللي بنروح فيها لسه ما جاش دورها، ومش عارفة أعمل إيه...
شعرت نسمة بألم يخترق قلبها من حالتهم، فاحتضنت شيرين وبكت معها، وهي تحاول طمأنتها:
– متخافيش يا حبيبتي، أنا معاكي... يلا، لبّسيها، وأنا هتصل بمروان نوديها مستشفى.
********
خرجت نسمة من المنزل بسبب ضعف الشبكة، وما إن اتصلت، حتى جاءها صوته القلق:
– نسمة، أنتي كويسة؟
ردّت بهدوء:
– أنا الحمد لله بخير، بس كنت عايزة منك خدمة...
قال بسرعة واهتمام:
– أنتي تأمري!
– لو تعرف مستشفى كويسة ممكن ننقل فيها مامة صاحبتي... محتاجة غسيل كلى، بس المصاريف هتكون عليك، لأنهم على قد حالهم ومش معاهم ثمن الغسيل.
ردّ مروان باهتمام فوري:
– مافيش مشكلة... روحي مستشفى *****، وأنا هكلمهم يعملوا اللازم.
ابتسمت نسمة بحب وامتنان:
– شكرًا ليك...
لم يعلم مروان لماذا هذا القلق الشديد عليها، لكنه لم يستطع تجاهله، فهتف بسرعة:
– نسمة، طمّنيني عليكي!
أجابته برقة:
– حاضر... لا إله إلا الله، محمدًا رسول الله.
*********
التفتت نسمة لتدخل إلى المنزل، لكنها فوجئت بأحد الشباب يقترب منها، بينما البقية بدأوا يلتفون حول السيارة.
كانت تعلم منذ البداية أنها لن تخرج من هذا المكان دون خسائر. سيارتها باهظة الثمن، والمكان معدم...
خير، فيه حاجة؟
ردّ أحد الشباب، وكان واضحًا أنه يتعاطى المخدرات، قائلاً:
– عايز التليفون الجميل ده، والفلوس اللي معاكي... وكمان شوية حاجات من المزّة دي.
وأشار إلى السيارة بابتسامة مستفزة.
قالت نسمة بسخرية:
– إيه ده؟ هي أخلاق ولاد البلد اتغيّرت كده؟ بقوا بيقلبوا الضيوف؟
تصدق... دي معلومة جديدة!
صرخ شاب آخر:
– إيه يا مزّة، شكلك بتستهزئي بينا ولا إيه؟
في تلك اللحظة، خرجت شيرين من المنزل وهي تسند والدتها، وهتفت بانفعال:
– عيب كده يا سيد، أنت وعماد! دي ضيفة عندي، وإنتم بتعملوا إيه؟
ده بدل ما تشكروها إنها بتساعد ست مريضة!
قال سيد باستهزاء:
– دي راكبة عربية ثمنها يبني مستشفى! يعني اللي هاخده منها مش هيأثر معاها في حاجة...
ثم اندفع نحو نسمة ليأخذ هاتفها بالقوة، فصرخت شيرين بفزع:
– لاااا...!
*********
عند أحمد
رن هاتفه، فإذا برقم شهد يظهر على الشاشة.
فتح الخط، وأتاه صوتها الباكي:
– كده هِنت عليك؟ كل ده ما تشوفنيش، ولا حتى تطمِّن عليا؟
شعر بقلبه يرقص بين ضلوعه حين أدرك كم تشتاق إليه.
كان صوتها يرتجف وجعًا، حين قالت:
– إنت زيهم؟ بتجري ورا أحلامك، وأنا مش مهمة؟
أردف أحمد بحزن، لأنه يعرف جيدًا مدى إحساسها بالوحدة والإهمال:
– ليه كده؟ أنتي عارفة أنا بخاف عليكي قد إيه...
بس ما فيش بينا ارتباط يسمح ليا أكلمك أو أشوفك.
الأول كانت بتجمعنا الصدف...
---
تحدثت شهد ببكاء:
– أنا عارفة إنك شايفني بنت مش كويسة...
وأنا أكدت ده باتصالي بيك، بس والله، إنت أول شاب في حياتي.
رد أحمد بقلق على حالتها:
– اهدِي يا شهد... أنا مش صغير، وبفهم في الناس،
وعارف إنك ملاك...
بس أنا لسه في أول طريقي، وأهلك مش هيوافقوا بالساهل.
تنهّد، وأكمل:
– أنا محتاج أثبت نفسي، وأعمل اسمي...
عشان أطلبك بقلب جامد.
ولازم تعرفي إن ما فيش في قلبي غيرك.
لم تُصدّق ما تسمعه... هل يحبها فعلًا؟ هل يشعر بها حقًا؟
بجد يا أحمد؟
بجد يا قلب أحمد؟
**********
هجم الشاب على نسمة، فصرخت شيرين في فزع، لكن نسمة لم تكن ضعيفة كما ظنّ.
قابلته بلكمة قوية في فكه أرجعته للخلف؛ فهي تربية أخيها، ولم تكن غريبة على الدفاع عن نفسها.
ساعدت شيرين على ركوب السيارة مع والدتها، وكادت تلحق بهما، لكن شابًا آخر وقف في طريقها، فركلته سريعًا في بطنه، ثم ركبت السيارة وانطلقت بها بقوة.
نظرت إليها شيرين بخجل، وقالت باعتذار:
– أنا آسفة جدًا يا نسمة... أنا السبب.
ردّت نسمة بهدوء، وهي تقود السيارة:
– أنتي مالكيش ذنب في حاجة... هما اللي مش كويسين.
---
وصلت نسمة إلى المشفى، ونزل الثلاثة من السيارة.
فوجئوا بمدير المستشفى في استقبالهم، وقد أمر فورًا بأخذ المريضة لإجراء فحوصات شاملة.
قالت شيرين بصوت قلق:
– المستشفى دي غالية جدًا...
ابتسمت نسمة بإطمئنان:
– ما تقلقيش من حاجة.
تقدّم المدير إليهما بلطف:
– أهلًا وسهلًا يا فندم، ممكن تشرفيني في مكتبي لحد ما يخلصوا الفحوصات؟
دخلت نسمة وشيرين معه إلى مكتب واسع، في غاية الأناقة والذوق الرفيع.
رفع المدير الهاتف واتصل بمروان:
– أيوه يا باشا، المدام موجودة عندي... أي أوامر تانية؟
ثم قال باحترام:
– حاضر يا فندم...
بعد وقت طويل، قالت نسمة:
– شيرين، ماما هتفضل هنا فترة، وإنتي هتفضلي معاها، وأنا كل يوم هطمن عليكم.
هتفت شيرين بامتنان، ودموعها تملأ عينيها:
– ربنا يخليكي يا نسمة... وقفتك معايا دي معملهاش أقرب الناس!
ابتسمت نسمة برقة:
– مافيش شكر بين الصحاب.
---
وبعد نصف ساعة، عادت نسمة وهي تحمل طعامًا لشيرين.
– دي شوية طلبات... حطيهم في التلاجة، ولما تجوعي كلي براحتك.
ولو احتجتي أي حاجة، ده رقمي، ورقم مروان كمان... اتصلي في أي وقت.
********
عادت نسمة إلى الفيلا، وفي طريقها إلى الداخل، رأت وجدي يجلس في الحديقة، وبين يديه كتاب.
اقتربت منه، وقبّلت رأسه قائلة:
– أخبارك يا بابا؟
خلع نظارته وابتسم:
– بخير يا حبيبة بابا.
– اتأخرتِ ليه النهارده؟
قصّت له نسمة ما حدث بالتفصيل، وهو ينصت باهتمام.
تأملها بفخر، ثم قال:
– أنتي قلبك جميل، وعشان كده كلنا بنحبك.
ترددت قليلاً قبل أن تعرض عليه فكرتها، ثم قالت بلطف:
– كنت عايزة أكلّمك في موضوع... لو ينفع؟
– تتكلمي في أي حاجة أنتي عايزاها، يا نسمة.
– صاحبتي دي... ما فيش ليها غير مامتها،
لو ينفع نشوف لها شقة صغيرة، حتى لو أوضة وصالة في حي متوسط،
وإحنا ندفع الإيجار... وهي تشتغل أي شغلانة في الشركة،
تجيب منها مصروفها، وتعالج مامتها...
إيه رأي حضرتك؟
ابتسم بحنان لقلبها الكبير:
– بس كده؟ غالي والطلب رخيص...
أنا معاكي في أي حاجة.
قامت نسمة باحتضانه بحب:
– منحرِمش منك أبدًا يا حبيبي...
وقبل أن تبتعد، سمعا خلفهما صوت سهير المرتفع، وهي تهتف بمرح:
– بتخنوني؟! وفي بيتي؟! قلبي الصغير لا يحتمل!
ضحكت نسمة، وتقدّمت لتقبّلها:
– ماحدش يقدر يخون القمر ده أبدًا...
حتى اسألي بابا، ده حضن أبويا بريء!
ضحك وجدي:
– آه والله!
ثم سألت سهير:
– ماما، فين حنين؟
– جوه مع الدادة، عمالة تسأل عليكي.
يلا ادخلي غيّري، تكون الدادة حضّرتلك الأكل.
قالت نسمة، وهي تؤدي التحية العسكرية:
– تمام يا فندم!
فانفجر وجدي وسهير بالضحك.
قال وجدي بحنان:
– عندك حق يا سهير... البنت جميلة من جوه ومن بره،
وبتحب الكل... ربنا يعدّل ما بينهم.
– يا رب... تفتكر علاقتهم ممكن تتغيّر؟
– إن شاء الله... كله يتغير، وأشوف ولاده.
********
صعدت السلم بخطوات متسرعه، لتجد أيهم واقفًا أمامها. كلما حاولت تجاوز درجة، كان يتوقف في طريقها، يمنعها من الصعود.
