رواية نسمة متمردة الفصل العشرون20بقلم امل مصطفي


رواية نسمة متمردة الفصل العشرون20بقلم امل مصطفي


رن هاتفها، وكان اسم أخيها الصغير "يوسف" يضيء على الشاشة.
فتحت الخط بسعادة:

— "يوسف حبيبي، أخبارك؟"

هتف يوسف بحب:

— "الحمد لله... وحشتيني إنتي وحنين جدًا."

ابتسمت بخبث خفيف:

— "أنا وحنين؟... متأكد؟"

رد بإحراج واضح من مغزى كلامها:

— "آه والله، وحشتيني كتير... بس بابا مش موافق أجي لوحدي."

قالت بحسم:

— "خلاص، أنا هخليه يجيبك من الصبح."

لم يصدق ما سمع، ليهتف بفرحة طفولية:

— "بجد؟!"

قالت نسمة بحنان:

— "بجد... أنا عندي كام يوسف!
قوله إنت بس: نِسمة تعبانة وممنوعة من الحركة لمدة عشرة أيام."

تحدث بقلق:

— "مالك؟ فيكي إيه؟"

طمأنته بصوت هادئ:

— "حاجة بسيطة... دوست على إزازة، ورجلي اتجرحت."

— "سلامتك يا حبيبتي."

— "الله يسلمك... خد، كلم حنين."

أخذت حنين الهاتف وهتفت ببراءة:

— "يوسف حبيبي، وحشتني!"

هتف بسعادة:

— "وإنتي أكتر، يا عيون يوسف... أخبارك إيه؟"

قالت حنين بطفولة صادقة:

— "الحمد لله، بس نِسمة رجليها بتجيب دم كتير."

رد يوسف بلهفة:

— "طيب خلي بالك منها، وإحنا هنكون عندكم... بكرة إن شاء الله."
********"*
دلف مروان في المساء، فوجد نسمة غارقة في النوم، وحنين مستلقية في حضنها.
حمل حنين بهدوء، ووضعها في غرفتها، ثم عاد إلى غرفته.

غير ملابسه، وتأمل نسمة باشتياق، ثم تمدد بجوارها.
ضمها إلى أحضانه، يبحث عن قسط من الراحة.

لقد تمردت عليه منذ ذلك اليوم الذي جرحها فيه في الحفلة.

 دائمًا متمردة  تغضب وتبتعد، دون أن يعلم سبب هذا البعد،
وكأنها تتفنن في عذابه.
***********

في الصباح، أتت شهد لتزور نسمة، وعندما علمت بما حدث، احتضنتها سهير وقالت:

— "حشتيني يا شهد، كنتي فين؟"

ردّت شهد:

— "كنت مسافرة ولسه راجعة، سلامة نسمة."

قالت سهير بارتياح:

— "الحمد لله بخير وربنا ستر."
ثم قصت لها ما حدث.

قالت شهد بسخرية:

— "ياه يا طنط، دي باردة جدًا، أنا عمري ما حبيتها.
الحمد لله إن مروان اتخلص منها."

********

فاقت نسمة على طرقات في الباب، وجدت نفسها في أحضان مروان.
تأملته وهي تبتسم بحب، فقد اشتاقت إليه، ولكن عندما تذكرت ما حدث، غاضت مرة أخرى.

هزت مروان حين تكرر طرق الباب.

فتح عينيه بابتسامة، وقال:

— "صباح الخير يا حبيبتي، عاملة إيه النهارده؟"

هربت من عينيه وهي تتمتم:

— "الباب..."

توجه إلى باب الغرفة، تناول الطعام من الخادمة، ثم عاد إلى نسمة.

وجدها تستند لتقف، فوضع ما بيده على الطاولة واقترب منها سريعًا، سائلاً:

— "رايحه فين ؟"

ابتعدت وهي ترد:

— "أنا داخلة التواليت."

قال لها مروان وهو يعرض المساعدة:

— "تعالي أساعدك."

رفضت نسمة بحزم:

— "لا شكرًا، أنا أعرف أروح لوحدي."

تحدث مروان بضيق:

— "بلاش عناد يا نسمة، أنتِ ممنوعة من الحركة."

هتفت بتذمر طفولي:

— "ملكش دعوة بيه."

أكملت طريقها، تسند على السرير وهي تتحرك على قدم واحدة، لكنه لم يتركها.

وقف أمامها، ضمها بقوة إلى أحضانه وهمس:

— "ما تبعديش عشان خاطري، مش كل مشكلة تواجهنا تبعدي عني، أرجوكِ."

ثم قبل عنقها.

حاولت منع نفسها من الإستجابة لإعصار مشاعرها، رغم اشتياقها للمساته الناعمة.

تحدث بحنان:

— "طب إسألي حبيبي."
وأشار إلى قلبها، وقال:

— "هيقولك إني مظلوم، و الحصل ده من شدة غيرتي.

أنا ممكن أشك في نفسي، لكن حبيبي لأ."

قبل وجنتيها بنعومة شديدة، ثم قال:

— "بلاش بعد كده تحرميني منك."

**********

اجتمعت العائلة في فيلا مروان، وكان الجميع يتحدث بسعادة بعد الاطمئنان على نسمة.

وقف خالد قائلاً بحزم:
— "يلا  يا ولاد، كفاية كده على أختكم."

تحدث مروان رافضًا:
— "يلا فين انتوا هتباتوا؟"

قال خالد:
— "لا، إحنا خلاص اطمنا على نسمة."

توسلت نسمة برجاء:
— "لا يا بابا، خليكوا عشان خاطري، أنتم وحشني جدًا."

اقتربت حنين منه وقالت:
— "عشان خاطري يا جدو، بلاش تمشوا."

انحنى خالد وحملها وقبل جبينها قائلاً:
— "خلاص، عشان خاطر حبيبة جدها."

قالت نسمة بمرح:
— "إيه ده؟ إيه ده؟ حنون أخدت مكان نسمة في قلب خالد!"

احتضنهم خالد بحنان، وقال:
— "ما حدش أخد مكان حد، أنتم الاتنين نفس المكان ونفس المعزة."

قام يوسف بسحب حنين وقال:
— "يلا يا حنون، أمرجحك."
**********
سمعت نداء صديقتها، وهي تسألها:
— "رايحة فين يا شرين؟"

أجابت شرين:
— "رايحة أشوف نسمة."

نانسي بتعجب وفضول:
— "هي فعلاً بقالها كام يوم مش بتيجي، ليه؟"

شرين بعدم فهم:
— "هي كلمتني عايزة المحاضرات، قولت أطمن عليها بالمرّة."

باسنت ونهي:
— "إحنا هنيجي معاكي."

نانسي:
— "وأنا كمان."

شرين:
— "غريبة، هتيجي تشوفيها إنتي مش بتحبيها!"

نانسي بحقد:
— "أه، بحسها متكبرة و شايفة نفسها."

باسنت بعدم رضى:
— "مين دي المتكبّرة نسمه دي؟ اسم على مسمى! نسمة، وهي نسمة، ما حدش فينا شاف منها حاجة وحشة أبداً."

شرين:
— "بالتأكيد، أنا ما شوفتش أطيب ولا أحن منها."

نانسي بغيظ:
— "خلاص يا ختي، إنتي وهي غلط في السفيرة عزيزة!"
*********

غار مروان من أحمد، فقال له بلهجة غير راضية:
— "ابعد كده يا بني، هو أنت كل ما تيجي شوية تكوش على مراتي؟ هاعطي أمر للحرس يمنع دخولك الفيلا."

ضحك أحمد بمرح وقال:
— "قلبك أبيض يا أبوه نسب، ده كلها يومين وراجع، مش كفاية بقالي شهر ونص محروم منها!"

مالت نسمة على صدر أخيها بحب وقالت:
— "ربنا ما يحرمنيش منك أبداً يا حبيبي، كفاية إنك سبت شغلك عشاني."

ضمها أحمد بحب أخوي:
— "أنا أسيب الدنيا كلها عشانك يا قلبي."

أما أيهم، وهو يمثل العزف على الجيتار ويدندن:
— "لاااا..."

قالت نسمة:
— "بطل يا فصيل!"

ضحك أيهم وقال:
— "أعمل إيه؟ روميو وجولييت قاعدين قدامي من غير موسيقى تصويرية، حبيت أشارك باللحن."

نسمه بمرح :
— "شايفة يا ماما، عمايل ابن أختك!"

قالت سهير مبررة:
— "معلش يا حبيبتي، أخوك الصغير ولازم تتحمليه."

ضحك أيهم وقال:
— "كده يا سوسو، دأنا حبيبك."

ردت سهير بأمومة:
— "أنت نور عيوني."

صفقت نسمة بيدها وقالت:
— "طيب يلا يا ابني، أنت وهو صحبتي على وصول، ومش عايزة لمة."

شعر سيف بالسعادة، إذ كان يتمنى رؤية شرين، التي حفرت صورتها في قلبه منذ تعرفه عليها في المشفى، فقد جذبه حياؤها وتدينها، وتمنى أن تكون نصيبه.

**********

في التاكسي، مدت شرين العنوان للسائق،
قال السائق:
— "أنا هاخد ١٠٠ جنيه."

بصدمت باسنت، وقالت:
— "ليه يعني؟ لا طبعا، يلا ننزل."

ردت شرين:
— "لا يا باسنت، المكان بعيد وما فيش حد هياخد أقل من كده. هنشارك الأجرة. اتوكل على الله يا أسطة."

وقف التاكسي في حي راقٍ جداً، أمام فيلا أقل ما يُقال عنها رائعة.

شعرت الفتيات بصدمة.

نانسي بزهوْل:
— "معقول عايشة هنا؟"

سألت شرين للسائق:
— "هو ده العنوان؟"

أكد السائق:
— "أه هو."

قالت نهي:
— "مش معقول، اتأكدي عشان ما نتحرجش."

قالت باسنت:
— "مش معقول البنت اللي بنقعد معاها في نفس الكرسي و بنخرج معاها، وقمة التواضع 
 شديدة الثراء كده!"

أجابت نهي:
— "أه، اتأكد يا شرين، أصل منظرنا هيكون وحش أوي."

اتصلت شرين بنسمة وقالت:
— "أزيك يا نسمة."

ردت نسمة:
— "الله يسلمك، اتأخرتي ليه يا شوشو؟"

قالت شرين بتوتر:
— "أصل أنا واقفة قدام العنوان، بس لقيتها فيلا كبيرة ومش عارفة هي ولا لأ."

ردت نسمة:
— "أه هي. يلا، وأنا هخلي الحرس يدخلك."

قالت شرين:
— "بس أنا معايا البنات."

ردت نسمة:
— "تشرفوا، بس خلي التاكسي يوصلك لحد باب الفيلا."

ثم نادت نسمة:
— "مروان، لو سمحت، أصحابي عند باب الفيلا، خلي الحرس يدخلهم."

رد مروان بابتسامة:
— "أوامر حبيبي."

ابتسمت له نسمة بخجل.
*********
قالت نانسي بحقد، وهي تحدّق من نافذة التاكسي:
— "إيه ده؟ كل دي فيلا؟! لا ده قصر!"

ردت شرين بغيظ وهي ترفع حاجبيها:
— "قولي ما شاء الله! إحنا جايين نطمن عليها، مش نحسدها. 

تمتمت بحقد ::
والناس اللي عايشة في مكان زي ده، هيجرالهم إيه؟ ده التاكسي بقاله حبة ماشي ولسه ما وصلناش!"

تبادلت نُهى و باسنت النظرات بضيق، فهما يعلمان جيدًا كم الكره الذي تُكنّه نانسي لنسمة دون سبب واضح.

*******

توقف التاكسي أمام الباب الداخلي للفيلا، ونزل الجميع. فوجئوا بشاب وسيم يقف بانتظارهم. كان مفتول العضلات، يرتدي تيشيرت بنصف كم باللون الأخضر، و شورت أبيض، وحذاء رياضي أبيض.

ابتسم مروان ابتسامة ساحرة وقال:
— "حمد الله على السلامة، نورتونا. اتفضلوا."

ردت شرين بخجل واضح:
— "إزي حضرتك يا بشمهندس مروان؟ إحنا آسفين على الإزعاج."

أجاب مروان بلباقة:
— "أصحاب نسمة يشرفوا في أي وقت، البيت بيتكم. اتفضلوا."

دخلوا ليجدوا نسمة جالسة وهي ترتدي إسدالًا أنيقًا، ثم نهضت سريعًا لتستقبلهم بابتسامة دافئة. حاولت الوقوف حتي ترحب بهم

لحقها مروان بلهفة واضحة، وقال وهو يقترب منها:
— "حبيبتي، ما ينفعش تقفي على رجلك. معلش يا جماعة، نسمة رجليها تعبانة، فاعذروها."

شعرت الفتيات بالخجل من موقفها، أما نانسي، فكان شعورها مختلفًا تمامًا؛ الحقد و الغيرة اشتعلتا في قلبها من لهفة ذلك الشاب الوسيم على نسمة، واهتمامه الواضح بها.

تقدمت الفتيات و احتضنّ نسمة بمحبة:
— "وحشتينا يا نسمة."

ابتسمت نسمة بلطف وقالت:
— "وإنتوا أكتر."

اقترب مروان منها وهمس:
— "حبيبتي، أنا مع أحمد بره، لو عايزة حاجة، رني عليّ."

ثم ترك الغرفة بهدوء، بينما ظلّت نظرات نانسي تلاحقه بحنق مكتوم.
*******

نظرت نسمة إلى نانسي بابتسامة ودودة وقالت:
— "إزيك يا نانسي؟ نورتينا."

بادلتها نانسي ابتسامة مصطنعة وردّت:
— "سلامتك يا نسمة، أول ما عرفت، جيت على طول."

ابتسمت نسمة بلطف:
— "منحرمش منك."

دخلت الخادمة وسألت باحترام:
— "تحبوا تشربوا إيه يا هوانم؟"

ردت نسمه  وهي توجه حديثها للخادمة:
— "بُصي يا دادا، اتنين هوت شوكليت، وواحد آيس كريم شوكولاتة و فانيليا."

ثم التفتت نحو نانسي و وأضافت:
— "أنا مش عارفة يا نانسي بتحبي إيه؟"

ردت نانسي بفتور:
— "عصير مانجو."

أكملت شرين:
— "مانجو فريش، و اتنين كابتشينو فانيليا."

سألت الخادمة:
— "أي أوامر تانية؟"

أجابتها نسمة بابتسامة:
— "شكرًا يا دادا."

دخلت حنين وهي تهتف بفرح:
— "ناني!"

تلقتها نسمة بين أحضانها بمحبة:
— "حبيبة ناني! تعالي اتعرفي على صحباتي."

ظهرت سهير من خلف حنين وقالت بلطف:
— "أهلاً وسهلاً يا بنات، شرفتونا."

ردّت الفتيات بأدب:
— "الشرف لينا."

أشارت نسمة قائلة:
— "دي حنين بنتي، ودي ماما سهير، والدة مروان."

ثم واصلت التعريف:
— "ودول يا ماما شرين، و بسنت، ونهى، ونانسي."

مدّت شرين يدها بنسخة من المحاضرات وقالت:
— "اتفضلي يا نسمة، المحاضرات."

أخذتها نسمة شاكرة:
— "شكرًا يا حبيبتي."

سألتها شرين بقلق:
— "مال رجلِك يا نسمة؟"

أجابت نسمة بهدوء:
— "إزازة برفان اتكسرت، ودوست فيها."

علّقت بسنت:
— "مش تخلي بالك!"

تنهدت نسمة وقالت:
— "والله يا بسنت ما كنتش مركّزة خالص، بس الحمد لله."

نظرت إلى نهى ولاحظت صمتها، فقالت بمرح:
— "مالك يا نهى؟ لا أسكت الله لكِ حسًّا."

ردّت نهى مازحة:
— "عيب يا ناني، عايزاني أقعد في مكان زي ده و أتعامل بأسلوبي؟ ده أنا اتفضح!"

ضحكت شرين وقالت:
— "والله أول مرة تقولي حاجة عدلة!"

***********
اقترب أحمد من مروان وقال بجدية:
— "مروان، أنا عايزك في موضوع مهم."

رد مروان بهدوء:
— "طيب، تعال نتكلم في المكتب."

لكن أحمد هزّ رأسه رافضًا:
— "لا، مش الوقت."

تدخل أيهم ممازحًا:
— "وليه المكتب؟ ما فيش أسرار علينا! مش إنت انضمّيت للحزب؟"

ردّ أحمد بثقة:
— "طبعًا، ده شرف ليا."

ابتسم مروان وقال مدافعًا عنه:
— "ملكش دعوة بأحمد، ده عنده مبادئ وأخلاق."

رفع أيهم حاجبيه باستهجان وقال بنبرة ساخرة:
— "إيه ده؟ قصدك إنّي ما عنديش أخلاق؟ والله لشتكيك لنسمة!"

ضحك مروان وقال بثقة:
— "لا يا حبيبي، أنا راجل قوي في بيتي، ومش بخاف."

علّق سيف ضاحكًا:
— "عشانك راجل، لازم تخاف من مراتك... ما هي دي الموضة!"

انفجر أحمد ضاحكًا وقال:
— "الحمد لله، مش بمشي على الموضة."

ابتعد أيهم عنهم، متظاهِرًا بالضيق.

سأله مروان بقلق:
— "مالك يا أيهم؟ أوعى تكون بتحس واتضايقت من كلامي؟"

ابتسم أيهم ابتسامة خبيثة، وبعد أن ابتعد بمسافة كافية، قال بمرح:
— "أبدًا... كنت رايح لنسمة، أعرّفها إنك كنت مع شاهي، وأحمد كان بيغطي عليك!"

تبادل أحمد ومروان نظرات القلق، وقد اتسعت أعينهما من الفزع تجاه ما قد يكون ردّ فعل نسمة.

غمز سيف وقال بمكر:
— "والله ده مجنون، و يعملها... بس مش مشكلة، إحنا رجالة ومش بنخاف."

وانطلق أيهم يركض نحو الداخل، يضحك بصوتٍ عالٍ وهو ينادي:
— "نسمة!"

صرخ أحمد وهو يتجه نحو الداخل بسرعة:
— "يلا نلحقه، دي نسمة تزعل!"

أجاب مروان بضيق وهو يركض خلفه:
— "إنت هتقولي؟ أختك ما بتصدق تزعل!"

سيف يضحك وهو يركض خلفهم قائلاً:
— "يا عيني على الرجالة لما تتبهدل!"

دخل أيهم إلى الفيلا وهو ينادي بصوت مرتفع:
— "ناني... يا ناني، إلحقيني!"

التفتت إليه نسمة وهي تضحك قائلة:
— "عملت إيه تاني يا أيهم؟"

ردّ عليها بمرح وهو يضع يده على صدره:
— "طب إنتِ تعرفي عني كده برده؟ ده أنا ملاك! بس مش عارف أخوكي وجوزك ليه قرشين ملحتي... يمكن عشان واد مِز!"

قالها ضاحكًا، غير مدرك أن كل هذا يجري تحت أنظار الفتيات.

شعرت شرين بالخجل و خفضت نظرها، أما بسنت ونُهى فقد تبادلتا الابتسام.

أما نانسي، فقد ظلت تحدّق في أيهم بدهشة؛ وسامته اللافتة وجسده الرياضي أربكاها.

لحظات وظهر أحمد، يتبعه مروان وسيف، الذي توقف عن الضحك فجأة عندما رأى شرين، معذبته، تخفض نظرها بحياء. خفق قلبه، فأيهم دائمًا ما يكون محط أنظار النساء.

قال أحمد ومروان في صوت واحد وهما يدخلان:
— "ما تصدقيش أيهم يا نسمة!"

ضحكت نسمة بدهشة وقالت:
— "هو ما قالش حاجة! ده أيهم ملاك!"

ردّ مروان بغيظ وهو يرمق أيهم بنظرة تحذير:
— "وما يقدرش يقول حاجة... وإلّا هيكون آخر يوم في عمره!"




تعليقات



<>