رواية ولم تهدأ العاصفة بعد
الفصل الثاني2بقلم دعاء سعيد
قرأت حنان الورقه التى أصابتها بالذهول ..ثم نظرت إلى الرجل الغريب فى تساؤل قائلة.....
(((انت جبت الورقة دى منين؟؟؟!!!)))
اجابها الرجل ...
(((الحقيقة انا اللى كنت عايز أسألك عن الورقة ..؟؟)))
تعجبت حنان من رده واسرعت فى حدة قائلة...
(((يعنى ايه ..مش الورقة دى كانت مع حضرتك ؟؟!!!...
انت ازاى مش عارف جبتها منين ؟؟؟وكمان بتسألني عنها !!!انت عايز ايه بالظبط !!!وجاى ليه ؟؟)))
حاول الرجل الغريب أن يهدئها فرد فى هدوء ...
(((معلش اعذريني...انا ممكن احكى لك حكايتى وساعتها هتفهمى انا اقصد ايه ..)))
اجابته حنان بغضب ونفاذ صبر...
(((ياريت اتفضل..فهمنى)))
اجابها الرجل بهدوء مرة أخرى...
(((حكايتى بدأت من خمس سنين ....
فى يوم عاصف زى ده ...كل اللى فاكره
انى قابلت راجل وركب معايا العربية لانه مكنش لاقى مواصلات يومها ....وقعدنا نتكلم فى الطريق ساعة تقريبا وفجأة عربيتى اصطدمت بعربية تانية....
بعدها مش فاكر اى حاجة غير أنى من يومين بالظبط ..صحيت لقيت نفسى فى مستشفى ...وهناك بلغونى انى بقالى خمس سنين فى غيبوبة بعد حادثة سيارة...ولما سألتهم عن نفسى ...اتضح انهم مايعرفوش اى بيانات عنى اطلاقا ...فسألتهم عن الراجل اللى ركب معايا ...
بس للاسف قالوا انى لم اتنقلت المستشفى كنت لوحدى تماما ومكنش فيه حد معايا ....
وانا للاسف مش متذكر اى شئ عن حياتى السابقة ....حتى مش متذكر اسمى ولا عنوان بيتى .....
مش متذكر اى حاجة قبل الحادثة....
ولما الأطباء كتبوا لى ع خروج من المشفى وسلمونى الملابس اللى كنت جاى بيها ....
بحط ايدى فى جيب معطفى لقيت الورقة دى .. )))
كانت الورقة بها اسم حنان وعنوان منزلها وامضاء زوجها
المفقود من خمس سنوات الأمر الذى آثار دهشتها ...
ثم أكمل الرجل الغريب كلامه ...
(((الحقيقة الورقة دى بالنسبة لى بريق الأمل اللى ممكن يساعدنى انى اوصل لهويتى ...ارجوكى تساعدينى ياهانم....)))
نظرت له حنان بتردد وحيرة....متسائلة
(((بس أساعدك ازاى انا معرفش اى حاجة عن الورقة دى حتى اسم زوجى واسمى اللى موجود فيها مش لاقيه له سبب اطلاقا..........
حضرتك أن زوجى متغيب عنى من فترة طويلة تقريبا خمس سنين.....)))
ثم لمعت فكرة فى عقل حنان...
((حضرتك قلت لى أن الحادث كان من خمس سنين تقريبا وفى يوم عاصف زى ده ...
ده تقريبا نفس الوقت اللى اختفى فيه زوجى ....
حضرتك متذكر ملامح الراجل اللى ركب معاك يومها...؟؟؟)))
نظر لها الرجل الغريب فى تفكير عميق من كلامها ثم أجابها...
(((للاسف مش قادر اتذكر ملامحه ...كأن فى ضباب ع صورته فى ذهنى ....
كل اللى فاكره اننا قعدنا نتكلم شوية قبل الحادثة.....)))
ردت حنان بخيبة امل ...
(((يعنى انت جاى ليا ليه برضه...؟؟؟)))
أجاب الغريب بتوسل ...
(((ارجوكى ساعديني ياهانم ....انى افتكر اى شئ عن نفسى ...)))
ردت حنان باستغراب ...
(((طيب قولى ازاى اقدر أساعدك وأنا مفتكرش انى قابلتك قبل كده؟؟؟!!!........)))
رد الغريب بضعف ...
(((استأذنك تحكى لى عن اى ذكريات ليكى مع زوجك ....
يمكن اتذكر الكلام اللى دار بينى وبين الراجل اللى ركب معايا ..لو فيه احتمال انه يكون زوج حضرتك ...)))
ردت حنان باستهجان ....
(((وايه علاقة ذكرياتى مع زوجى بالراجل اللى ركب معاك حتى لو افترضنا انه كان زوجى....؟؟؟!!)))
اجابها الغريب...
(((لإنى اللى متذكره من حوارى مع الراجل اللى ركب معايا ..انه مكنش بيتكلم الا عن زوجته....
وانه كان طول الطريق بيوصف لى علاقته بيها ....)))
ردت حنان بألم وكأنه أحيا لديها ذكرى أليمة مدفونة فى أعماق قلبها ....
(((انا موافقة احكيلك ..حكايتى مع زوجى
مش بس علشان أساعدك.....لكن كمان لانى محتاجة احكى لاى شخص عن كل اللى بيدور جوايا من سنين .....
بس علشان نبدأ حكايتى مع فريد زوجى لازم الأول تعرف حكاية والدتى اللى قررت تتخلى عنى انا ووالدى وانا لسة طفلة عندى عشر سنوات.. .............