رواية ولم تهدأ العاصفة بعد الفصل الثالث3بقلم دعاء سعيد


رواية ولم تهدأ العاصفة بعد
 الفصل الثالث3بقلم دعاء سعيد




بدأت حنان تسرد أحداث قصتها للغريب...
تلك القصة التى نسجت طريقها المؤلم فى الحياة...
فبدأت حكايتها منذ طفولتها ...قائلة
(((أنا كنت طفلة وحيدة معنديش اخوات ...وللأسف كمان مكنش عندى أصحاب ،لإن معظم فتيات البلدة كانوا ساكنين فى وسط البلدة...اما احنا ساكنين ع الأطراف 
كل الأسر اللى حوالينى كان عندهم اولاد ومفيش بنات من سنى ...
وطبعا والدى كان بيرفض انى العب مع الاولاد او حتى اتكلم معاهم .....
و لما كنت بروح المدرسة كانت البنات متصاحبين مع بعض لانهم دايما مع بعض وانا برضه وحيدة فى المدرسة زى البيت  بالظبط ...
بحاول انضم لأى شلة بس كنت دايما غريبة وسطهم....
امى كانت صاحبتى  الوحيدة اللى بلعب معاها واحكى لها ع كل شئ.......)))
كانت حنان تروى قصتها وصوتها خافت والدموع تلمع فى عينيها ..ثم ابتسمت ابتسامة سخرية ...
(((فريد  زوجى بقى ده كان جارنا وكان أكبر منى بخمس سنين ...كان بيقعد يلعب دايما فى حديقة بيتهم وكان معاه دايما واحد صاحبه بيزوره كتير ....
كانوا بيفضلوا يبصوا عليا من سور الحديقة وانا بلعب مع ماما ...افتكر انهم حاولوا مرة يكلموني علشان العب معاهم .....بس بابا شافهم وزعق فيهم جامد اوى وشدنى من ايديا دخلنى البيت بسرعة ونبه عليا انى متكلمش معاهم ابدا .....
مش عارفة بابا كان بيخاف عليا اوى كده ليه!!! ...لدرجة انى مبقتش اعرف أعيش الا وانا خايفة
وطبعا اللى زود خوفى وقلقى ان فى يوم عيد ميلادى العاشر وبعد انتهاء الحفلة كانت فيه عاصفة قوية زى النهارده  ...جريت ع غرفة امى لما حسيت بالخوف ...
اخدتنى فى حضنها وقبلت راسى وطمنتنى وقالت لى ...
*متخافيش ياحنان العاصفة هتهدى وانتى هتبطلى الخوف* .....
بس للاسف لا العاصفة هديت ولا انا بطلت خوف لان تانى يوم  لما صحيت  عرفت ان ماما مشيت . ....
مشيت وسابتنى ....سابتني لوحدى مع والدى ...سابتني أعيش الخوف فى كل حاجة فى حياتى ...يمكن العاصفة هديت بعد يومين لكنها فضلت فى قلبى مش عايزة تهدى.....)))
أكملت حنان كلماتها وكانت الدموع تنساب من عيونها كأنها  تغسل بها اوجاع مدفونة بقلبها منذ اعوام .....
كان الغريب ينظر لها وهى تحكى ويكاد أن يبكى لحالها 
.إلا انه تماسك .....ثم نظر لها قائلا..
((((تعرفى أن ملامح وجههك جميلة ..رغم بكائك)))
احمر وجه حنان خجلا من كلماته وردت بحسم ...
(((اشكرك..وهعتبرها مجاملة....
وفجأة سمعا صوتا مدويا بالخارج ...
فقد كانت العاصفة ع اشدها ....
اسرعت حنان نحو النافذة لترى أن بعض من  الأشجار ع الطريق خارج حديقة منزلها قد اُقتلعت من مكانها بقوة الرياح وسقطت وقد سدت طريق الخروج.....
التفتت حنان للرجل الغريب واخبرته بقلق....
(((الطريق مسدود خارج المنزل...انت كده مش هتعرف تخرج الا لو حد شال الاشجار دى ...)))
هز الغريب رأسه متفهما كلامها واستأذنها فى المبيت عندها هذه الليلة حتى تهدأ العاصفة ويحرك اهل البلدة الأشجار ليتاح له طريق الخروج........
وافقت حنان رغما عن رغبتها .....
فليس هناك طريقا لخروجه حتى تنتهى العاصفة...
اصطحبت حنان الرجل الغريب إلى غرفته التى سينام بها ......
ثم ذهبت إلى غرفتها لتنام ....ورغم انها كانت تعانى من أرق مزمن ورغم ان العاصفة كانت ع أشدها فى تلك الليلة  وكانت تذكرها بأحداث مؤلمة فى حياتها الا أنها  نامت فى تلك الليلة بهدوء لم تحظى به من أعوام......
ولكنها استيقظت قبيل الفجر ع صوتٍ قوى أفزعها...
فنهضت من فراشها لتعرف ماهذا الصوت واتجهت مسرعة نحو غرفة الغريب....
نادت عليه فلم يجيب ..فطرقت باب الحجرة ولكنه ايضا لم يجيب ...فبدأ القلق يساورها مما دفعها لفتح باب الحجرة ببطء للاطمئنان عليه ....
ولكنها لم تجده فى الحجرة .......................


                  الفصل الرابع من هنا

تعليقات