رواية لقاء في الخفاء الفصل الثاني2بقلم دعاء سعيد


رواية لقاء في الخفاء الفصل الثاني2بقلم دعاء سعيد


وما ان نطقت غادة اسم سامى حتى نظر لها باستغراب وهو يرفع حاجبه وقد بدأ يشعر بشئ من الغرور قائلا...
(((ده انتى عارفة أسمى بقى...وياترى تعرفى ايه تانى عنى ؟؟؟)))
اجابته غادة وهى تنظر له بتحدٍ بعد أن أحست الغرور فى كلامه...
(((اعرف عنك اللى اى حد متابع رجال المال والاعمال يعرفه ....حضرتك شخصية مشهورة فى عالم البزنس وبما انى نويت ابقى فرد فيه يبقى طبيعى اكون عارفاك...)))
رد سامى وقد تملكه الغرور من كلام غادة فقد أقبل ليتغزل بها فإذا هى التى تمتدحه.....
اقترب سامى من غادة بجرأة تعد نوعا من الوقاحة وأكمل كلامه ...
(((طيب ومعنى انك عارفانى لانى شخصية مشهورة تقومى ترفعى التكليف وتذكرى اسمى بدون ألقاب ....؟؟؟!!)))
ابتعدت غادة عنه بشكل أظهر لها امتعاضها من طريقته فى الحديث ونظرت له من أعلى لاسفل بطريقة تقلل منه...
((( اعذرنى هو حضرتك أديت لنفسك الحق انك تدخل تتكلم معايا بالطريقة الجريئة دى دون سابق معرفة وزعلان انى بذكر اسمك بدون ألقاب...!!!)))
وأكملت كلامها وقد بدأت تحيد بنظرها عنه لتعود تنظر للنيل وتدير ظهرها له مكملة كلامها....
(((اعتقد اللى عملته يتناسب مع طريقتك فى الكلام ...)))
احمر وجه سامى غضبا من غادة ومد يده ليجتذبها من ذراعها بعد أن أدارت ظهرها له إلا أنه فجأة سمع صوت فاتن زوجته تحدثه....(((ايه ياسامى بتعمل ايه مع .....اسفة معلش نسيت هى كان اسمها ايه !!!)))
شعر سامى بالتوتر بعد أن رأى فاتن وتراجع عن غادة التى التفتت إلى  فاتن  ونظرت لها باستهزاء ولم ترد عليها بل تركتهما بالتراس  وانصرفت إلى الحفل بحثا عن أمجد ...وما ان وجدته يقف مع مجموعة من أصدقائه فاقتربت منه ووقفت إلى جانبه وكانها أرادت أن تحتمى به بعد  ما حدث مع سامى وفاتن....فما ان رآها أمجد حتى اثنى عليها امام من يقف معهم وبدأ يُشركها فى حديثهم فإذا بأحد المتواجدين يثنى عليها بكلمة فرنسية ففوجئ جميع الواقفين بأنها ترد له المدح باللغة الفرنسية وعندما لاحظت انبهار الحاضرين بما قالته كررت شكره بالالمانية والايطالية والاسبانية أيضا....لم يكن جميع الحاضرين يجيد كل اللغات ولكن أدرك الجميع انها تتحدث أكثر من لغة تتحدث بطلاقة ووقار ...نبرة هادئة لكنها حاسمة تجبر من يتحدث معها ع احترامها ...وبينما غادة تتحدث مع الحاضرين...  سمعت صوت سامى يتحدث مِن خَلفها متدخلا فى كلامها ...فالتفت له  أمجد مبتسما  .....(((تعالى يا عم سامى شوف الست غادة اللى محدش عارف يجاريها فى اللغات اللى بتتكلم بيها دى....)))
اقترب سامى من غادة وبدأ يحدثها بالاسبانية بطلاقة وهى
 ترد عليه بثبات وتحدٍ ...فسالها عن سبب انصرافها من التراس عندما حضرت فاتن فاجابته انها لاتحب مثل هذه الطريقة فى الحديث ولا تحب مجاراتها .... 
كان الحوار بينهما وكانها مبارة شرسة امام الحضور الذين لايجيدون الاسبانية ولهذا تحدث بها سامى لمعرفته انه لايجيد  احد غيره الإسبانية فى الحضور ولا حتى أمجد ...
كان سامى أيضا رجلا ثريا وكان صديقا مقربا لأمجد منذ عشر سنوات ...حتى ان  أمجد كان قد عرض ع سامى ان يدخل شريكا معه  بنسبة فى مشروع سلسلة الفنادق ،لكن سامى اعتذر له لكثرة أعماله وانشغاله....
ولكن سامى بعد رأى غادة فى الحفل بدأ يفكر فى تغيير رأيه ومشاركة أمجد بنسبة بحيث يستطيع أن يكون ع مقربة من غادة ..دون أن يعلم سر انجذابه لها منذ أن وقعت عينيه عليها  والأكثر من ذلك شعر بألفة غريبة تجاهها....فقد مر فترة كبيرة منذ أن رأى مثل هذه النوعية من النساء...فلم يعد  يرى الا النساء المتحررات المنفتحات اللاتى لاتبالى بأى أحد أو اى شئ سوى نفسها ، هذه النوعية التى لاتختلف فى مظهرها الخارجي ولا  جوهرها الداخلى، تجذبك فى البداية ولكن سرعان ماتملها لاكتشافك فراغها وتفاهتها...
اما غادة فقد رأى بها الأناقة ممزوجة بالوقار.....
العند ممزوج بالاحترام ...البساطة ممزوجة بالكاريزما...
بدأ الحفل يهدأ والحضور ينصرف ولم يتبق الا المقربين من أمجد وفى مقدمتهم سامى وزوجته فاتن وغادة وعدة أشخاص آخرين... ....
استأذنت غادة فى الانصراف من أمجد قائلة...
(((انا متشكرة بجد يا أمجد ع حفل الاستقبال ده وانك اديتني شرف انى أكون ضيفة الشرف النهارده ...))) 
اجابها أمجد مبتسما ...((( صدقينى انتى تستاهلي اكتر من كده ياغادة ))) 
ثم أكمل كلامه...
(((بس استنى شوية هاوصلك بنفسك .... ماينفعش أسيب ليدى زيك تروح لوحدها فى الوقت ده  ....)))
اجابته غادة بابتسامة رقيقة...
(((تمام ..ماشى هاستناك  يا أمجد....)))
كان سامى وفاتن ع مقربة منهما استعداد  للانصراف وشعر كل منهما بالغيرة ولكن بطريقة مختلفة...
فقد شعرت فاتن بالغيرة من اهتمام   أمجد بغادة وانجذاب زوجها لها...
اما سامى فشعر بالغيرة من أمجد الذى يتعامل مع غادة بطريقة ودودة كأن  بينهما أكثر من مجرد عمل....
فسامى يعلم جيدا أن أمجد منذ انفصاله عن زوجته وحب عمره مرام من سنوات لم يسمح لاى امرأة غيرها ان تدخل حياته....ولكن بدا الوضع مختلف مع غادة....
انصرف الجميع وذهبت غادة مع أمجد فى سيارته السوداء الفخمة ...وتوجها معا لمنزلها ...فما ان وصلا باب  المنزل حتى  سألها أمجد....(((يا ترى توبة الحلوة لسة صاحية ولا نامت ؟؟؟)))
اجابته غادة ..(((لا..توبة مش ممكن تنام وانا برا البيت ..لازم تطمن عليا الاول ...مش عارفة مين فينا ام مين .... )))
قالتها وهى تضحك ....فاجابها أمجد..((( انا عارف إن الوقت متأخر..بس تسمحيلى اطلع معاكى البيت اسلم ع توبة ...أصلها وحشانى جدا)))
اجابته غادة...((((أمجد انت مش محتاج اذن ده بيتك...!!!)))
صعد أمجد مع غادة التى قامت بطرق الباب قبل فتحه ثم 
فتحته لتجد توبة فى انتظارها فما ان رأتها حتى أسرعت نحوها تعاتبها وهى تحتضنها قائلة...(((اتاخرتى ليه ياماما ..انا قلقت عليكى خالص...)))  
فاسرع أمجد مجيبا من خلف غادة ...(((حقك عليا انا ...هى اتاخرت بسببى انا...)))
فنظرت له توبة بابتسامة ....
(((ماشى علشان خاطرك انت بس ياسى بابا....................


                 الفصل الثالث من هنا

تعليقات