
رواية في المصيدة بقلم شيماء
رواية في المصيدة الفصل الثاني2بقلم شيماء
:احذر من حواء
ضحك... ضحك جامد، لدرجة إنه مسك جنبه من الضحك، وقال بصوت واضح:
– "والله... والله افتكرتك ولد! يعني لما أدور على عروسة... يطلع اسمها عُدي؟ دي نكتة تقيلة أوي والله."
وقفت عدي بتحدّي وعيونها مولعة نار، وقالت في نفسها:
"إزاي يسخر من اسمي كده؟ طيب أنا هنتقم وهرد القلم قلمين!"
وقبل ما ترد عليه بكلمة، هو سبقها بخطوة، ومد إيده بابتسامة سخيفة وقال:
– "نسيت أعرّفك بنفسي… الرقيب تيسير، الزوج المستقبلي لحضرتك، أستاذ عدي!"
وضرب ضحكة ساخرة وهو بينطق اسمها كأنه بيتفنن يستفز أعصابها.
عدي ما مدتش إيدها... بصّت له من فوق لتحت، وابتسامة صغيرة طلعت على وشها، مش ابتسامة مجاملة، لا… دي ابتسامة واحدة ناوية على رد ناري جدًا.
وقالت بهدوء:
– "تشرفنا، رقيب تيسير... بس واضح إن حضرتك متعود تمزح في الملفات الحساسة، بس خليني أقولك… الاسم ده؟ هتفتكره
عدي ما مدتش إيدها... بصّت له من فوق لتحت، وابتسامة صغيرة طلعت على وشها، مش ابتسامة مجاملة، لا… دي ابتسامة واحدة ناوية على رد ناري جدًا.
وقالت بهدوء:
– "تشرفنا، رقيب تيسير... بس واضح إن حضرتك متعود تمزح في الملفات الحساسة، بس خليني أقولك… الاسم ده؟ هتفتكره كويس جدًا، مش عشان هو نكتة، لأ… عشان هو بداية النهاية لمزاجك العالي."
وبعدين، وبنفس الابتسامة اللي كادت تصيبه في مقتل، مالت شوية وقالت:
– "ده اسمك ولا اسم الدلع يا أستاذه تيسير؟" 😂
صمت... للحظة وشه اتقفل، وعينيه اتفاجئت... واضح إن الضربة جت فـ مكانها تمام. الزملاء في الاستقبال كتموا ضحكتهم بالعافية، وعدي؟ كانت عارفة إنها لسه في أول الجولة... بس الجولة دي ليها عنوان واحد:
"اللي هيبدأ بالسخرية، يستحمل الرد."
---
تيسير بلع ضحكته، وحاول يستعيد سيطرته بسرعة. عدّل ياقة البدلة وقال بصوت هادي، لكن واضح فيه لمعة تحدّي:
– "واضح إن حضرتك مش سهلة... بس ده يعجبني، بحب الشخصيات اللي فيها نار تحت الرماد."
عدي شبكت إيديها قدامها وقالت وهي متمالكة أعصابها:
– "وأنا بحب الناس اللي تحترم حدودها... خصوصًا في الأماكن العامة. إحنا في فندق خمس نجوم، مش في مسرح للمواهب."
هو ابتسم ابتسامة خفيفة، ومشي خطوة صغيرة ناحيتها، قال بنبرة أهدى:
– "تمام... خلينا نبدأ بداية محترمة. أنا جيت هنا عشان أشوف إنسانة ممكن تكون شريكة حياتي. ومهما كان الأسلوب اللي بدأت بيه... فأنا مش من النوع اللي بياخد الناس بسطحية."
عدي رفعت حاجبها، وسألته:
– "وكنت فاكر إن البداية المثالية تكون سخرية من اسمها؟"
رد بسرعة:
– "أنا متعود أكون صريح... بس شكلي محتاج أراجع خطتي."
ضحكت عدي، بس ضحكة صغيرة فيها سخرية:
– "آه يا ريت، راجعها... وخد بالك، أنا مش من النوع اللي بيتنسى بسهولة. يا تفتكرني كويس... يا عمرك ما هتنسى إنك قابلتني."
في اللحظة دي، جات لبنى من بعيد، وعنيها بتلمع فضول:
– "عدي! سوري قطعتكم، بس المدير عايزك ضروري في مكتب العلاقات العامة."
عدي لفّت ناحيتها وقالت:
– "جايه حالًا."
وبعدين بصّت لتيسير وقالت بنبرة هادئة، لكن فيها قوة:
– "أستأذنك، شغلي بيناديني... والملفات الحساسة زي ما قلتلك، محتاجة تعامل احترافي."
سابت المكان، والكعب العالي بيرن على الأرض بكل خطوة وراها، وتيسير واقف مكانه... مبتسم، بس المرة دي ابتسامة فيها احترام حذر.
في باله فكرة واحدة:
"دي مش زي أي حد... دي ممكن تكون فعلاً الخطر الجميل."
---
دخلت عدي مكتب العلاقات العامة، ولقتها لبنى واقفة مستنياها، ووشها كله لهفة:
– "عدي!!! إحكيلي حالًا… ده مين الكائن الخرافي ده؟ وشوفتِ نظرة عينيه؟ كان داخل كأنه داخل على قضية إرهاب مش على عروسة!"
عدي رفعت حاجبها، ورمت شنطتها على الكرسي، وقالت وهي بتفتح زرار الجاكيت:
– "كائن خرافي إيه؟ ده داخل عليّا كأني في قائمة المطلوبين... وبدأها بسخرية من اسمي!"
لبنى شهقت:
– "إزاي؟ ده قليل الذوق والله! بس بصراحة... هو وسيم أوي، يعني ممكن نسامحه نص سطر كده؟"
عدي ضحكت وهي بتفتح قنينة ميّه:
– "وسيم؟ يمكن. بس لسانه محتاج إعادة تأهيل. تخيّلي قالي: ‘الرقيب تيسير، الزوج المستقبلي لحضرتك يا أستاذ عدي!’ وبضحكة سخيفة كأننا في مسرحية."
لبنى وقعت من الضحك:
– "يا نهار أبيض! طب وانتي قلتي إيه؟"
عدي أخدت نفس وقالت بفخر:
– "ابتسامة قاتلة... وسألته: ده اسمك ولا اسم الدلع يا أستاذه تيسير؟"
لبنى وقعت على الكنبة من الضحك:
– "يا بنتي إنتي نارية! والله لو مكانه، كنت لبست القهوة على وشي وهربت من الفندق."
عدي ضحكت، بس ملامحها كانت شاردة شوية، وقالت وهي بتبص من الشباك:
– "بس في حاجة فيه... مش عارفة أوصفها. مستفز؟ آه. لكن مش عادي. في نظرة في عينه... كأنها شايفة أكتر من اللي ظاهر."
لبنى قرّبت منها وسألت بجدية نادرة:
– "تحسي إنه ممكن يغيّرلك حياتك؟"
عدي سكتت لحظة… وبصوت واطي قالت:
– "مش عارفة... بس أكيد، هو مش صفحة وبتتقفل. هو فصل جديد... وابتدى يتكتب.