رواية نسمة متمردة الثلاثون30بقلم امل مصطفي
وصلت نسمة بعد سفر طويل.
وقفت أمام الباب، وضغطت على الجرس.
فتحت فتاة غاية في الجمال والنعومة، لا تقل عن نسمة في شيء، سوى اختلاف لون عينيها. شهقت الفتاة بفرح، ثم ألقت بنفسها في أحضان نسمة بلهفة:
– مش ممكن! نسمة! حبيبتي! وحشتيني!
بادلتها نسمة لهفتها، يشوبها بعض الحزن، وهي تحتضنها بحب:
– و إنتِ أكتر يا حبيبتي... فين خوخة؟
صاحت الفتاة بحماسة:
– ماما! يا ماما! تعالي شوفي مين عندنا!
خرجت خديجة من الداخل، وما إن رأت نسمة حتى تهللت ملامحها.
قالت نسمة بفرح:
– وحشتيني أوي أوي يا خوخة!
ردّت خديجة بمرح:
– آه يا بكّاشة! بقى كده تروحي وتقولي عدولي؟ مروان خدك مننا!
شعرت نسمة بالحزن يتسلل إلى قلبها عند ذكر اسمه، وقالت بصوت منخفض:
– أبدًا يا قلبي... أنا جاية أقعد معاكي مدة طويلة، بس ياريت... مافيش حد يعرف بوجودي خالص.
ارتفعت نبرة صوت رجولي من الداخل:
– يبقى أكيد فيه كارثة!
التفتت نسمة نحو الصوت، و ابتسمت رغم ألمها:
– إزيك يا بابا...
قال متولي وهو يقترب منها:
– إزيك يا حبيبتي... في إيه؟ وليه مش عايزة حد يعرف؟
ردّت ببكاء وهي تحاول تمالك نفسها:
– ممكن... بلاش أتكلم دلوقتي؟
احتضنها متولي بحنان، وقال:
– براحتك يا حبيبتي... لما تحبي تتكلمي، أنا موجود. بس لأزم تعرفي إن الكلام بيخفف كتير.
قالت بصوت خافت، وهي تشيح بنظرها بعيدًا:
– حاضر يا بابا... بس أرجوك، بلاش أي حد يعرف إني هنا. أنا محتاجة أرتّب أموري... بعيد عن أي ضغط.
********
في غرفة فريدة
قالت فريدة بصوت قلق:
– إيه اللي حصل بينك وبين مروان خلاكي تعملي كده؟
أجابت نسمة وهي تبكي بقهر في حضن فريدة:
– واحشني أوي يا فريدة... يوم واحد بس يعدي من غير ما أشوفه، بموت من الألم.
تنهدت، وواصلت وسط دموعها:
– إنتي عارفة؟ أنا بقالي شهرين بنام مع حنين، بس كنت بشوفه وأسمع صوته... كان بيهون عليّا الفراق. دلوقتي حاسة إن روحي بتتسحب مني. مش مصدقة إني خسرته.
قالت فريدة بحزن واضح:
– أنا مستغربة... إزاي بتعشقيه وكملتي معاه، رغم إنه جرحك لما اعترف بحبه لشاهي؟ والوقت ده... هربتي منه! إيه اللي حصل أكبر من اللي حصل قبل كده؟
صرخت نسمة وهي تبكي بمرارة:
– الكل فاكر إني سبته لأنه حاول يقتلني!
شهقت فريدة بعدم تصديق:
– يقتلك؟!
تنهدت نسمة بتعب وألم، ثم بدأت تقص عليها ما حدث...
لم يستوعب عقل فريدة البريء كل تلك الصدمات. قالت بانكسار:
– كل ده حصلك... وأنا هنا، مش عارفة حاجة؟
أجابت نسمة بصوت خافت:
– أنا مش زعلانة منه... وعذرَاه من أول ما عرفت اللي حصل.
أنا بعدت... لأنه يستاهل واحدة أحسن مني.
بعدت... لأني ماعدتش لائقة عليه بعد ما اتعرّيت قدّام ابن خالته وأصحابه.
هو يستاهل واحدة تكون ملكه هو لوحده... ماحدش شاركه فيها.
ثم أردفت بكلمات موجعة:
– مروان حاجة كبيرة جدًا، وغالية قوي... ويستاهل واحدة غالية زيه.
بعد ما كنت ملكه لوحده... بقى في غيره شاف شعري وجسمي.
كانت فريدة تبكي وهي تردد:
– بس هو بيحبك... وأكيد عارف إن ده غصب عنك.
هتفت نسمة برفض، ونظرتها مكسورة:
– لا! عمره ما هينسى المنظر اللي كنت فيه جنب أيهم.
هتفضل الصورة دي في دماغه مهما حاول ينساها... هتعكر صفو حياتنا.
وأنا مش هتحمل... حتى لو ما اتكلمش، هشوفها في عيونه.
ثم أضافت بصوت متهدج:
– واللي تعبني أكتر... إنه بيعتذر و يتأسف، عشان أسامحه.
فاكر إني متجنباه لأني زعلانة منه!
لو هو تعبان قيراط... أنا تعبانة مليون!
*********
وصل مروان شركته.
قال مروان:
– أحمد، عايزك حالًا في المكتب.
أجاب أحمد:
– حاضر.
وتوجّه معه إلى المكتب.
– خير يا مروان؟
أخرج الظرف من جيبه وقال:
– نسمة هربت... و سابتلك ده.
اتسعت عيناه وهتف بذهول:
– هربت؟!
لم يتوقع أن تفعلها يومًا.
ماذا حدث لأخته الصغيرة؟ كيف تغيّرت هكذا؟
هو لم يوافقها على الطلاق خوفًا عليها من عذاب الفراق، و أيضًا لأنه يعذر مروان في رد فعله.
أفاق على صوت مروان الحزين:
– تفتكر ممكن تروح فين؟ لأنها مرجعتش البيت عندكم، وإلا مش هتسيب جواب ليكم.
فتح أحمد الجواب، وقرأ محتواه، ثم أغلقه قائلًا:
– إزاي فاكرة إني مش حاسس بيها... وفاهم بتفكر إزاي؟
وجّه كلامه لمروان:
– بص يا مروان، سيبها لحد ما تهدأ... ونعرف هي فين، وعملت كده ليه.
قال مروان بغضب:
– أسيبها شوية؟! بقالها شهرين مش بتتكلم معايا غير في وجود حد منكم، وبتنام مع حنين! كل ده مش وقت كافي عشان تهدأ؟!
– صدقني، هي بتعمل كل ده عشانك.
صرخ مروان بجنون:
– عشاني؟ بتجرحني وبتعذبني عشاني؟ دي نكتة دي!
قال أحمد برويّة:
– لا يا مروان، نسمة أختي وأنا فاهمها أكتر من نفسها.
هي بتتعذّب زيّك.
نسمة شايفة إنها مش لايقة عليك، وإنك عمرك ما هتنسى شكلها مع أيهم.
صدقني، أختي بتعشقك، ومش سهل عليها الفراق.
هي بتموت أكتر منك... أنا حاسس بيها وفاهمها.
هي فاكراك واقف في صفك عشانك، ومش حاسس بيها.
الغبية مش عارفة إن وقوفي في صفك... عشانها.
لأني عارف إن بعدها عنك... موت.
وده السبب اللي خلاني أرفض الطلاق... عشان أحميها من نار الفراق اللي مش هتقدر عليه.
********
بعد مرور شهر آخر...
ظل متولي وخالد على تواصل مستمر من خلف نسمة، دون علمها.
متولي، كرجل عاقل، وجد موقف مروان طبيعيًا ويستحق العذر، لكنه لم يجد أي مبرر لتصرف نسمة وهروبها.
لذلك، قرر التحدث معها ليُوضح لها أنها على خطأ.
توجه إلى غرفتها وطرق الباب، ثم دخل بعد أن أذنت له.
جلس بجوارها، ونظر إليها بعتاب وقال:
– وبعدين معاكي يا نسمة؟
جوزك بيعشقك، وقالب الدنيا عليكي، وزعلان مع أحمد و أبوكِ، ومصمم إنك متفقة معاهم وهما مش عايزين يدلوه عليكي؟!
وأضاف:
– وأحمد... كلّمني، وأنا كذبت عليه.
أنتِ كده معذبة الكل معاكي.
ردّت نسمة ببرود يخفي ألمها:
– متقلقش... بكرة ينساني.
وبابا وأحمد أكيد مطمئنين، أنا كلّمت ماما أكتر من مرة.
ردّ متولي، وعيناه تراقبان ملامحها المنكسرة:
– أوعي تكوني فاكرة إني مش بسمع عياطك كل يوم...
ولا الأغاني اللي بتسمعيها، وهي بتعبر عن اشتياقك ليه.
هو سامحك... ليه إنتِ مش عايزة تسامحي نفسك وتنسي؟
*******
وصل مروان إلى منزل حماه، وضغط على الجرس.
فتحت له هيام، التي قابلته بحب وفرحة، فهي تعتبره كأحمد تمامًا.
قالت بابتسامة دافئة:
– تعال يا حبيبي، أخبارك إيه؟
أجابها مروان بلطف:
– أنا الحمد لله بخير، أخبارك إنتِ؟
– أنا بخير طول ما أنت بخير.
خرج خالد يستقبله، ولاحظ على وجه مروان علامات التعب و الإرهاق.
تحدث مروان دون مقدمات، بصوت حازم:
– لو سمحت يا عمي، أنا عايز أعرف مكان نسمة... كفاية لحد كده.
أكيد حضرتك عارف مكانها، أصل مش معقول بنتك تغيب شهر، وتكون هادي كده!
قال خالد، وهو يشعر بضيق من تصرف ابنته لأول مرة:
– عارف يا مروان... بس اللي كلّمني أكّد عليا ماحدش يعرف.
قاطعه مروان بعصبية متألمة:
– أنا مش "حد"، أنا جوزها يا عمي... ولا حضرتك نسيت؟
أنا محتاج أرجّعها لحضني، الهروب مش حل.
أنا محتاج مراتي!
رد خالد بأسف صادق:
– آسف يا بني... إنت عارف معزتك في قلبي.
غصب عني، خايف لما تعرف إنك عرفت، تسيب المكان وتروح مكان تاني ما نعرفوش.
وقف مروان، وقال بضيق:
– أنا هعرف... بعد إذنك.
وفي طريقه للخروج، قابلته هيام وهي تحمل العصير، وقد قرأت الحزن والضيق في ملامحه.
قالت:
– رايح فين يا مروان؟
ردّ وهو يختنق بالكلمات:
– ماشي... وجودي مالوش لازمة.
قالت بعتاب:
– كنت هتمشي من غير ما تسلم عليّ؟
تمتم معتذرًا:
– آسف يا ست الكل.
مدّت يدها تسلّم عليه، مد يده، لكنه شعر بشيء بينها...
نظرتها أكدت له ما كان يفكر به.
احتضنها مروان بصمت، ثم نزل بسرعة.
دخلت هيام إلى زوجها، وجدته يضع رأسه بين يديه، يغرق في حزنه.
اقتربت منه، ووضعت يدها فوق يده، وقالت:
– وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم.
تنهد خالد بألم:
– ما كنتش أتخيل في يوم إن بنتي العاقلة... تحطنا في موقف زي ده.
واحد تاني كان طلقها بعد ما هربت و فضحته بالشكل ده.
احتضنته هيام وقالت بلطف:
– بكرة ربنا يهديهم... و يرجعوا لبعض. بس قول يا رب.
*********
تحدث سيف بحزن عن صديقه:
– ماكنتش أصدق إن واحدة تعذب مروان كده... وتكسر نفسه.
إنتِ عارفة؟ كانت الستات بتجري وراه، وهو ماكانش بيهتم.
دائما فريد كان بيتضايق ويغير منه ويقول
– فيك إيه زيادة عني؟!
المال، والصحة، و العيلة... كلهم موجودين، وبرغم كده بيختاروك إنت.
دلوقتي لما ببص عليه، بشوفه تايه... حزين... حاسس إن خاطره مكسور.
ردّت شيرين بحزن:
– ربنا ينتقم منها اللي خربت بيتهم.
كنا دايمًا شايفين كرهها وغيرتها من نسمة من غير أي سبب،
بس ماكنتش أتخيل إنها غبية للدرجة دي.
قال سيف باحتقار:
– ليه حقارتها باينة من زمان...
فاكرة لما جيت لك الكلية عشان افتح معاكي موضوع الخطوبة؟ قالت إيه؟!
فلاش باك
وقف سيف أمام كلية "شرين"، مستندًا على سيارته الفاخرة، و بشكله الوسيم اللافت، ينتظر خروجها.
لقد عزم على امتلاكها... وانتهى الأمر في رأسه.
كان يتخيل رد فعلها عندما تراه... حين سمع صوتًا خلفه يقول بدلال:
– إيه ده! باشمهندس سيف! وأنا بقول اليوم ده ليه طعم جميل.
التفت سيف نحو صاحبة الصوت، وقال بفتور:
– أهلاً... هو حضرتك تعرفيني؟
قالت نانسي، بدلال ونعومة متعمدة:
– أوعى تقول إنك نسيتني؟! لا، أنا كده أزعل!
تحدث بضيق حاول إخفاءه:
– أبدًا... بس أنا مش مركز.
– أنا صاحبة نسمة... شوفتك عندها.
هتف كأنه تذكّر:
– آه، لما جيتي مع شرين.
نظرت إليه نانسي بضيق مصطنع:
– بقي فاكر شرين و ناسيني أنا؟!
ده أنا الكل بيقول عليّ من الوجوه الجميلة اللي مش ممكن تتنسي!
في تلك اللحظة، كانت شرين تعبر بوابة الكلية، لتراه واقفًا أمام سيارته، يتحدث مبتسمًا مع نانسي.
شعرت بطعنة حزن وألم يخترق قلبها.
حدثت نفسها بمرارة:
وأنتِ كنتِ منتظرة إيه؟...
إنه يشوفك مثلًا؟ أو ينسى إنك مجرد واحدة فقيرة صاحبه، بيعطف عليها؟
لا... فقيرة إيه؟! إنتِ تحت الفقر بمراحل.
فوقي يا شرين... الناس دي بتدور على بنات من مستواهم، ملفتين، يتمنظروا بيهم.
فاقت من شرودها على صوته يناديها...
********
هناك عند سيف كاد يرد على نانسي، لكن عيونه علِقت بمن ملكت قلبه بجمالها الهادئ و حيائها الرقيق.
ترك الفتاة الواقفة أمامه، و نداءه خرج سريعًا:
– آنسة شرين! يا آنسة شرين، استني!
باسنت، وقد لاحظت توتر صديقتها، سألتها بفضول:
– مين اللي بينادي عليكي يا شرين؟
ردّت شرين بتوتر و إحراج:
– ده... بشمهندس سيف.
قالت باسنت بدهشة:
– طب مش هتردي عليه؟ ده جاي علينا!
ردّت شرين بعصبية مفاجئة:
– و إحنا من إمتى بنكلم شباب؟!
اقترب سيف منها، وقال بنبرة مباشرة:
– آنسة شرين، أنا بنادي عليكي.
أجابته بجفاء واضح:
– آسفة، أنا مش بكلم شباب.
وحضرتك بتنادي عليّ في الطريق و قدّام كليتي!
ده هيدي فرصة للناس يتكلموا عليا.
قال سيف بغضب مكبوت:
– مين ده اللي يقدر يجيب سيرتك بكلمة؟
ده أنا آخد روحه بإيدي!
شعرت بسعادة داخليّة، لكنها أخفتها وقالت ببرود:
– خير، حضرتك عايز إيه؟
– كنت عايز أتكلم معاكي في حاجة... خاصة.
جاء صوت نانسي من خلفه، يحمل في نبرته حقدًا:
– ويا ترى... الموضوع إيه؟!
ردّ سيف بحدة وهو يلتفت نحوها:
– أظنّك سمعتي... إنه "خاص".
قالت نانسي بتهكُّم:
– و إيه اللي يخلي بينك وبينها حاجة خاصة؟
ياما تحت الساهي دواهي!
شرين، وقد تجمعت الدموع في عينيها، شعرت بالقهر.
لقد أعطاها الفرصة، تلك الحقيرة، لتشوّه سمعتها،
وتتحدث عنها بالباطل، وتجعلها حديث الجامعة...
قال سيف بانفعال:
– احترمي نفسك، و اعرفي بتتكلمي إزاي!
أصل ردّ فعلي مش هيعجبك أبدًا!
استعدت شرين للابتعاد، لكن سيف أوقفها بنبرة راجية:
– استني... يا شرين!
قالت شرين، والدموع تغالب صوتها:
– عايز إيه تاني؟ أنا فقيرة، آه...
بس شرفي و سمعتي هما كل ثروتي.
ومش من النوع اللي ممكن يعمل حاجة تغضب ربنا!
ردّ سيف بهدوء وهو يُخرج هاتفه، ويتصل برقم ما، ثم قام بتشغيل مكبر الصوت:
– ماما، كلمي شرين لو سمحتي؟
نظرت إليه شرين بعدم فهم، ثم أمسكت الهاتف وقالت باختناق:
– ألو؟
جاءها صوت والدته:
– كنت عارفة إنك مش هتوافقي تتكلمي معاه...
بس هو جالي وطلب إيدك، وأنا وافقت.
وطلب تخرجي معاه تتفاهموا براحتكم، وأنا كمان موافقة.
سيف شاب كويس ومحترم، وأنا حبيته.
وعلى فكرة، دي مش أول مرة يطلبك فيها،
بس أنا اللي قلت له يستنى لما تخلصي امتحاناتك.
اتفاهموا... وأنا معاكم.
يلا، مع السلامة، و هستناكم على الغدا.
رد سيف بابتسامة قبل أن يغلق الهاتف و يعيد إلى جيبه:
– حاضر يا ماما، مش هنتأخر عليكي.
ثم التفت إلى نانسي وقال بحزم:
– آنسة شرين خطيبتي.
واللي يفكر يمسّها، هكون في وشه...
وأتمنى ما تشوفيش غضبي.
قامت باسنت ونهى باحتضان شرين و تهنئتها بفرح
، أما هي، فكانت لا تزال في حالة ذهول، غير مصدقة ما يحدث، وكأنها في حلم لا تريد الاستيقاظ منه.
– يلا يا شرين.
ودعت صديقاتها، وركبت السيارة بخجل، وجلست في المقعد الخلفي.
سيف نظر لها في المرآة وقال:
– تعالي قدام، يا شرين... أنا مش بأعضّ.
ردت بخجل:
– أنا كده هكون مرتاحة أكتر.
– خلاص... براحتك.
وصلا إلى مقهى هادئ، و جلسا معًا.
– تشربي إيه؟ – سألها.
– لا، شكرًا.
– يا بنتي، بلاش تتعبيني، الله يخليكي.
– كابتشينو... فانيليا.
طلب سيف:
– اتنين كابتشينو فانيليا، لو سمحت.
ثم نظر إليها بجدية وقال:
– بصي يا شرين، أنا ماليش في اللف والدوران.
أنا معجب بيكي، ولقيت فيكي الزوجة والحبيبة اللي بتمناها.
وعايز أكمل حياتي معاكي.
تنهد قليلًا ثم أضاف:
– أنا ماليش غير أخ واحد، عايش في ألمانيا...
وعم واحد هو اللي رباني بعد أهلي.
كنت عايش معاه هو ومراته لحد ما ربنا افتكرها.
– إيه رأيك؟
نظرت إليه شرين بصمت، ثم قالت بهدوء وحسم:
– كل الكلام ده جميل...
بس أنا مش موافقة.
**
