
رواية طغيان الفصل التاسع والثلاثون39 بقلم ملك ابراهيم
نظرت اليه بأعين دامعه: حضرتك قولت انك هتحميني من عمي واننا هنطلق اول لما اخلص جامعه.. لو سمحت اعمل بوعدك ليا وسيبني اختار الحياة اللي نفسي اعيشها ولو مرة واحدة في حياتي.. انا عشت طول عمري كل حاجة بتتفرض عليا حتى جوازي منك.
لا تعلم كم جرحت قلبه بكلامها القاسي، رأت الصدمة والحزن بداخل عينيه لكنها تجاهلت كل شئ ولم تعد تفكر بشئ سوى نفسها هي فقط.
ابتعد عنها وتحدث بجمود: ماشي يا ورد وانا عند وعدي.. اتفضلي ادخلي اوضتك وحاولي تنامي بدري عشان انتي عندك محاضرة مهمة بكره الساعه 8 الصبح.
أومأت برأسها وذهبت الي غرفتها ووقف سليم يلوم نفسه بحزن على تسرعه.
-----
مساءًا في منزل عمران البسيوني.
ارتدت عفه ثوب نوم قصير وترجلت الي الاسفل وهي تنظر حولها، كان المنزل فراغا هادئ لا يوجد به احد.. اقتربت من غرفة منصور التي اخبرتها عنها الخادمة عندما سألتها عن منصور وهي تضع لها الطعام بغرفتها بالأعلى.
نظرت الي الباب بمكر وفتحته ببطئ ودلفت بهدوء.
كان منصور مغمض عيناه بملل من المكوث داخل الغرفة ليل نهار بدون حركة بسبب كسر قدميه.
اقتربت منه ببطئ وطبعت قبله على شفاتيه لينتفض منصور ويفتح عيناه بصدمة عندما رأها امامه.
تحدثت اليه عفه برقه: ايه يا منصور انت اتفزعت كده ليه.. هو محدش قالك اني هنا ولا ايه؟!
نظر اليها منصور بصدمة وبثوب النوم الذي ترتديه..
منصور: انتي دخلتي هنا ازاي؟ وايه اللي انتي نازله بيه ده.
اقتربت منه بأغراء: دخلت اوضة جوزي اطمن عليه.. وحشتني اوي يا منصور.. هي عفه حبيبتك موحشتكش.
نظر منصور اليها وهو يتنفس بسرعه ويتحدث بتلعثم: انتي عايزة ايه يا عفه؟ وايه اللي جابك هنا؟
عفه برقه وهي تقترب من شفاتيه: جيت عشان عارفه انك بتحبني يا منصور وعارفه كمان ان ابوك هو اللي فرقنا بعيد عن بعض عشان خايف من اهل الست صفا اللي سبتك وراحت بيت اهلها وابوك راح وراها عشان يذلك ليهم ويترجاهم يسامحوك عشان عملت حلال ربنا واتجوزت.. انت هتفضل لحد امتي عايش مذلول ليها ولابوك يا منصور..
ثم اقتربت منه اكثر بأغراء: دا انت سيد الرجاله كلهم ومتستهلش اللي ابوك بيعمله ده ويخلي كل اهل البلد يقولوا عليك جوز الست!!
في هذا الوقت كان عمران عائد من منزل عائلة صفا بعد ان تحدث معهم واخبرهم ان تلك الراقصة تريد ان تخرب حياة منصور بعد رفضه لها وطلب منهم بعض الوقت لكي يكشف كذبتها امام صفا.
اتجه الي غرفة ابنه بالاسفل ولكنه توقف بصدمة امام باب الغرفة يستمع الي الحديث الدائر بالداخل بين عفه وابنه منصور.
منصور وهو تحت تأثير عفه واقترابها منه: انا راجل غصب عنهم كلهم واقدر اطلق صفا من الصبح.
عفه بدلال: وابوك هيسيبك تطلقها.. ابوك مش عايز غير مصلحته وبس يا منصور ولو من مصلحته انه يخليك تتذل ل صفا هيعمل كده.. مش انت كنت دايما تقولي ان ابوك مستعد يدوس على اي حد عشان مصلحته.
منصور وهو ينظر الي شفاتيها بلهفة: يعني عايزاني اعمله ايه.. هو ابويا كده طول عمره طماع ومش بيدور غير على الفلوس والارض.
لمست شفتيه برقه ثم همست له بأغراء: ولو ابوك مات انت هترتاح يا منصور وهتبقى الكبير والكل في الكل.
لم يستمع عمران الي هذه الجملة الأخيرة من عفه بسبب همسها بصوت منخفض بجوار اذن منصور الذي لم يتحمل اغراءها له وقام بمعانقتها بقوة وهو يتحدث اليها بلهفة: مشتاقلك اوي يا عفه.
ضحكت عفه بانتصار بعد نجاح اول جزء من خطتها وهمست اليه بأغراء: وعفه طول عمرها ملكك يا منصور.
ابتعد عمران عن الباب بصدمة بعد استماعه لحديث ابنه واستسلامه لتلك الراقصه! وقف ينظر امامه بتفكير وقرر فعل شئ ما في الصباح.
----
في الصباح.
استيقظت ورد واستعدت للذهاب الي الجامعة بعد انقطاعها عن الحضور فترة كبيرة.
استيقظ سليم وارتدى ثيابه وخرج من غرفته والقى عليها تحية الصباح بجمود.
سليم: صباح الخير لو جاهزة خلينا ننزل دلوقتي.
شعرت بالتوتر من نبرة صوته الحادة.
ورد: انا جاهزة.
لم يتحدث وفتح لها الباب واشار لها بالتقدم امامه.
رواية طغيان بقلمي ملك إبراهيم
امام الجامعة توقف بسيارته وتحدث اليها بجمود: اتفضلي احنا وصلنا.
نظرت اليه بتوتر وترجلت من السيارة.
ركضت اليها وعد تعانقها باشتياق وتتحدث اليها بسعادة: ورد حبيبتي وحشتيني اوي تعالي معايا احكيلك في كلام كتير اوي عايزة اقولهولك.
ورد بابتسامة: قبل اي كلام مبروك.
وعد بخجل: انتي عرفتي؟؟
ثم خبطت على رأسها بخفه وهي تضحك: اه نسيت ان دكتور سليم كان مع وليد وهو بيخطبني من بابا وبابا كلمني امبارح ياخد رأيي وفرحان ب وليد اوي يا ورد بجد انا مبسوطة اوي.
ابتسمت لها ورد بسعادة وشردت قليلا تفكر فيما حدث معها وتتساءل بداخلها: ماذا لو لم تتزوج بالطريقه التي فرضها عليها عمها وتقدم لها العريس بطريقه طبيعيه مثل ما حدث مع صديقتها وانتظروا رأيها وكان لها كامل الحرية بالموافقة او الرفض.. كانت ستشعر بالسعاده التي تشعر بها وعد الان.
تحدثت اليها وعد باستغراب: انتي روحتي فين يا ورد؟ انتي سمعاني؟
أومأت برأسها وهي تبتسم ل وعد بسعادة: سمعاكي يا حبيبتي وصدقيني فرحانه عشانك اوي الف مبروك.
وعد بسعادة: طب تعالي نحضر المحاضرة دي وبعدين نكمل كلامنا دا انا هصدعك النهارده.
دلفوا الي قاعة المحاضرات وانتظروا قليلا حتى دلف الدكتور سليم.
خفق قلبها بقوة وهمست الي وعد: هي اول محاضرة ل سليم؟
وعد بهمس: اه.
نظرت اليه ورد بتوتر وهو يقف مكانه ويتحدث الي الطلاب ومتجاهل النظر اليها. شعرت بالحزن عند تجاهله لها وتمنت لو عيناها تقابل عينيه ولو في نظرة خاطفه.
لا تعلم كم من الوقت وهي تنظر اليه بتركيز وتتابع كل حركة منه، وقوفه، كلامه، نظراته، صوته المميز، ابتسامته، وَصمته أيضا! كل شئ به مميز.
استرسل لها عقلها: هل تريدين الطلاق حقا؟ هل تريدين زوج غيره؟ هل ستشعرين بالسعادة والأمان مع رجل اخر غيره؟ كانت تعلم الاجابة جيدا لكنها لم تجرء على مواجهة نفسها.
انتهت المحاضرة وخرج سليم دون ان ينظر اليها وتابعته بعيناها وهي شاردة.
ضحكت وعد بخفه: ايه يا بنتي مش كده انتي فضحتي نفسك خالص قدامنا.
فاقت من شرودها على حديث وعد: بتقولي ايه يا وعد؟؟
وعد وهي تضحك بمرح: لاااا دا انتي حالتك صعبه خالص.. انتي مش حاسه انتي عملتي ايه طول المحاضرة؟
ورد بقلق: عملت ايه؟
وعد: انتي مرفعتيش عينك عن الدكتور سليم لحظة! دا جوزك يا بنتي والله ولا انتي مش مصدقه!! اومال في البيت بتعملوا ايه.. هييييح احكيلي عشان خاطري يا ورد انتي عارفه صحبتك داخله على جواز وخيبة خالص.
ضحكت ورد بشدة حتى ادمعت اعينها من شدة الضحك: بلاش اقولك احنا بنعمل ايه في البيت وخليكي خيبة زي ما انتي احسن.
وقفت ورد واخذت حقيبتها لكي تذهب وهي مازالت تضحك ووعد تركض خلفها.
وعد: لا مهو انا مش هسيبك غير لما تعلميني.
في الخارج كان سليم في طريقه الي مكتبه ولكن وليد قطع سيره بحماس: سلييييم.
توقف سليم ينظر اليه بدهشة: انت بتعمل ايه هنا؟
وليد وهو يعدل من ثيابه بفخر: جاي اشوف خطيبتي.. هي فين؟
سليم بدهشة: خلاص بقت خطيبتك!! هو باباها اتصل عليك؟
وليد: لا انا اللي اتصلت عليه وقالي انهم موافقين.
ضحك سليم: اكيد زهق من كتر اتصالاتك عليه وقال يقولك انهم موافقين عشان تخف عنهم شويه.
وليد بثقة: وليه متقولش ان حمايا بيحبني زي ما انا بحب بنته..
قطع وليد حديثه وهو يهمس ل سليم: بقولك ايه وعد ومراتك جايين علينا انا شكلي حلو؟؟
ضحك سليم: مش هرد عليك انا رايح مكتبي.
امسك وليد يد سليم: انت رايح فين بقولك مراتك مع وعد وانا عايز اتكلم مع وعد شويه وانت خد مراتك معاك واقف جنب صحبك.
وقف سليم بتردد..