
رواية طغيان الفصل الاربعون40 بقلم ملك ابراهيم
امسك وليد يد سليم: انت رايح فين بقولك مراتك مع وعد وانا عايز اتكلم مع وعد شويه وانت خد مراتك معاك واقف جنب صحبك.
وقف سليم بتردد.
من بعيد همست وعد بحماس وخجل: ورد وليد هنا واقف مع الدكتور سليم هناك قوليلي اعمل ايه؟؟
نظرت ورد اتجاه سليم ووليد وتحدثت بحيره: مش عارفه يا وعد المفروض نعمل ايه.
اشار لها وليد بيده.
وعد بخجل: دا بيشاور لنا انا مكسوفه اوي.
ورد بتردد: طب تعالي نروح عندهم يمكن عايز يتكلم معاكي في حاجة.
عند سليم ووليد.
وليد بسعادة: جايين علينا يا سليم.. عشان خاطري خد مراتك وامشي على طول.
ضحك سليم وهو يقف امامه ولا يريد النظر الي ورد.
اقتربوا منهما ووقفت وعد بخجل بجوار ورد.
وليد بسعادة وهو يتأمل وعد باشتياق: ازيك يا وعد وحشتيني.
شهقت وعد بخجل وضحكت ورد وهي تنظر اليها وتحدث سليم الي وليد: ايه يابني الكلام ده مش قدامنا ومش هنا كمان احنا في الجامعة!
وليد وهو ينظر الي وعد بحب: فيها ايه يعني مش خطيبتي.
خجلت وعد وابتسمت برقه.
سليم: طب اتفضل خد خطيبتك وامشو من هنا.
وليد بسعادة وهو يعانق سليم بقوة: والله انت اجدع صاحب في الدنيا ربنا يخليلك عيالك يارب.
ورد بصدمة: نعم.. عيال مين!!؟؟
نظر اليها سليم واجاب عليها وليد بنبرة مرحة: عيالكم اللي هتخلفوهم ان شاء الله بس تسمو اول ولد علي اسمي واول بنت علي اسم حبيبتي وعد.
شعرت ورد بالارتياح وتنفست براحة، كان سليم يتابعها باهتمام عندما شحب وجهها بشدة الان.
ابتسمت وعد بخجل وتحدث اليها وليد: يلا يا وعد نمشي احنا.
هزت رأسها بالايجاب وذهبت معه وتركت ورد تقف امام سليم.
تحدث سليم الي ورد بهدوء: مالك وشك اصفر اول لما وليد اتكلم وقالي عقبال عيالك!
ورد بتوتر: مفيش انا بس اتفاجأت لما قال كده واستغربت.
سليم بهدوء: ومكنتيش مركزة في المحاضرة النهارده ليه؟
توترت ورد وتحدثت بتلعثم: لا كنت مركزة.
سليم: طب المحاضرة النهارده كانت بتتكلم عن ايه؟
ورد بتوتر: هااا.
ابتسم سليم وتحدث بهدوء: تمام انتي لسه عندك محاضرة كمان هتحضريها وهنرجع البيت.
ورد بتوتر: طب هو انا مينفعش اروح دلوقتي لاني تعبانه ومش هقدر احضر المحاضرة دي.
تأملها بتفكير: تمام.. تعالي معايا المكتب بتاعي هخلص كام حاجة كده ونروح مع بعض.
هزت رأسها بالايجاب وذهبت معه.
------
في مكتب محامي عمران البسيوني.
جلس عمران امام المحامي وهو يستند على عكازه ويشعر بالتعب الشديد.
تحدث المحامي بستغراب: انت متأكد من اللي انت عايز تعمله ده يا حاج عمران!!
عمران بحزن وهو ينظر امامه بغضب: ايوه متأكد يا حضرة المحامي.. اعمل اللي قولتلك عليه وهات الورق كله امضي عليه.
المحامي: اللي تشوفه يا حاج انا تحت امرك.
رواية طغيان بقلمي ملك إبراهيم
في منزل عائلة صفا.
جلست صفا تبكي بداخل غرفتها.
دلفت والدتها الي الغرفه تنظر اليها بحزن : ايه اللي انتي عملاه في نفسك ده يا صفا؟ مش كده يا بنتي!
صفا بحزن: انا قلبي مكسور اوي يا امي!! منصور اتجوز عليا بت رقاصه عشان يخلف الواد.. هو يعني كان بإيدي اخلف بنات.. مش دي ارادة ربنا.
والدتها بحزن: اسمعي مني يا صفا.. الراجل اللي بيخون مراته بيعلق شماعته على اي عيب فيها ولو مفيهاش عيب بيخلق هو العيب عشان يرضي ضميره وانتي مفيش فيكي عيب يابنتي والست اللي تخلف بنت تقدر تخلف ولد وكله بإرادة ربنا واحنا مش عايزين نظلمه وهنستنا نشوف ابوه هيعمل ايه.. هو قال لابوكي واعمامك ان البت الرقاصه دي بتتبلى عليه وهو مش عايز يبلغ عنها عشان الفضايح وانتي عندك بنات مينفعش الناس تتكلم عن ابوهم في حاجة عفشه زي دي.. خلينا نصبر ونشوف هيعملوا ايه.
------
في شقة سليم وورد.
دلف سليم الشقة خلف ورد ورن هاتفه برقم عمران البسيوني.
زفر سليم بغضب واجاب بملل.
سليم: خير يا حاج عمران؟؟
توقفت ورد تنظر اليه بقلق.
استمع سليم الي حديث عمران وهو ينظر امامه بصدمة ثم تحدث بهدوء وهو ينظر الي ورد: حاضر يا حاج عمران انا تحت امرك.
ثم اغلق الهاتف ونظر الي ورد التي تنظر اليه بقلق.
ورد: في ايه عمي كويس؟
تأملها سليم بتفكير قليلا ثم تحدث بهدوء: اه كويس هو كان بس بيطمن علينا.
ثم تركها واتجه الي غرفته. ركضت ورد خلفه.
ورد: سليم في ايه؟
سليم بجمود: مفيش يا ورد انا هغير وانزل الشركة عندي شغل كتير.
ابتعدت عنه بحزن واتجهت الي غرفتها.
وقف سليم ينظر امامه وهو يفكر في شئ ما.
----
بداخل دوار العمدة مرزوق الشهاوي.
تجلس الحاجة رابحة صامته تنظر أمامها بشرود.
جلس الحاج مرزوق امامها وتحدث اليها بحزن: ايه يا حاجة بقالك يومين على القعدة دي مبتتحركيش.
الحاجة رابحة بحزن: سليم متصلش يسأل عليا؟
الحاج مرزوق: بعد اللي عملتيه في مراته محتاج ياخد وقت يهدا شويه.
الحاجة رابحة: سليم عمره ما كان قاسي عليا كده!! بقى يقسي على امه عشان خاطر بنت البسيوني!
الحاج مرزوق بغضب: هو انتي هتفضلي تشيليها ذنب كل حاجة تحصلك وتحصل لعيالك! حرام عليكي يا حاجة دا احنا زورنا بيت ربنا وانتي عارفه ان الظلم ميرضيتش ربنا ابدا.
الحاجة رابحة ببكاء: فراق عواد وجعلي قلبي اوي يا حاج ومحدش حاسس بالنار اللي جوايا.
الحاج مرزوق: ارضى بقضاء الله يا حاجة وبلاش تخسري ابنك سليم هو كمان.
الحاجة رابحة: سليم اللي خسرني عشان مراته!
الحاج مرزوق: لا يا حاجة سليم عمره ما زعلنا في حاجة وانتي اللي كنتي دايما مايله ل عواد اكتر من سليم رغم قسوة عواد عليكي وكل اللي كان بيعمله وانتي بتداري عليه! كفايه بقى تظلمي سليم عشان خاطر عواد حتى وهو ميت.
الحاجة رابحة بصدمة: انا ظلمت سليم!!
الحاج مرزوق: ايوه ظلمتي سليم ومراته ولازم تراجعي نفسك وتباركي جوازهم وتدعيلهم بالذرية الصالحة.
-----
في منزل عمران.
عاد عمران الي المنزل وهو حزين ويظهر عليه التعب. كان عمران يشعر بألم في صدره منذ استماعه الي حديث ابنه مع عفة بالأمس.
اقتربت منه بدرية تهمس له بصدمة: عرفت اللي حصل يا حاج! البت مقصوفة الرقبه الراقصة دي شوفتها وهي خارجة من اوضة منصور.
نظر اليها زوجها بصمت، بدرية بستغراب: ايه الحكاية يا حاج؟ انت تعبان ولا ايه؟!
لم يجيب عليها وسقط امامها على الارض وصرخت بدرية بصدمة.
ركضت عفه من غرفتها بعد استماعها الي صوت صراخ بدرية ووقفت على الدرج تتابع ما يحدث بالأسفل.
بعد قليل جاء الطبيب وتحدث الي منصور بحزن: الحاج عنده جلطه في المخ ولازم يتنقل المستشفى حالا.
منصور بصدمة: الجلطة دي جاتله من ايه يا دكتور؟
الطبيب: واضح انه اتعرض لضغط مرتفع تسبب في الجلطه دي لازم حالا يتنقل المستشفى.
همست عفه أعلى الدرج: ولسه يا عمران انت لسه شوفت حاجة.. وحياة ما كنت هترميني في السجن العمر كله لأحرق قلبك على ابنك واخد كل اللي حيلتكم.
-----
بعد ساعات بداخل المشفى.
تجلس بدرية تبكي امام غرفة زوجها ومنصور يجلس ويرفع قدمه المكسور امامه بتعب.
تحدث منصور بتعب: احنا بقالنا كام ساعة قاعدين خلينا نقوم نروح يا ام منصور.
رمقته بدريه بغضب: عايزنا نروح ونسيب ابوك في المستشفي لوحده يا منصور!
منصور ببرود: وقعادنا معاه هنا هيعمل ايه بس مش الدكتور طمنا وقالنا انه هيقعد في العناية كام يوم وهيبقى كويس.
بدرية بحزن: انا مش هتحرك من هنا يا ابن بطني.. انا هقعد جنب ابوك ومش هرجع الدار من غيره.
منصور بضيق: اعملي اللي انتي عايزاه يا ام منصور انا هقوم انا اروح الدوار رجلي وجعتني من القاعدة دي.
رمقته بدرية بغضب: روح يا منصور.. من امتى وانت شيلت همي انا ولا ابوك.. روح يابني ربنا يهديك.
تركها منصور وهو يستند على عكازه وذهب.
بكت بدرية وهي تنظر الي غرفة العناية بحزن.
-----
كانت عفه تقف بالنافذة تتحدث الي خالتها بالهاتف.
عفه: الراجل ابوه شكله هيموت يا خالتي ومنصور خلاص عرفت ارجعه ليا تاني بس مش عارفه اعمل ايه بعد كده.
استمعت الي خالتها ثم تحدثت بقلق: طب وهخلي منصور يكتب عليا رسمي ازاي انتي شوفتي عمل فيا ايه لما طلبت منه كده.
خالتها: قوليله انك عايزة قسيمة جواز عشان تطعيمات الواد وخليه يكتب عليكي وابوه في المستشفى يمكن يموت ونخلص منه بقى وتبقي انتي ست الدار عندهم.
عفه بعد تفكير: خلاص يا خالتي انا عرفت هعمل ايه هقفل دلوقتي مع السلامه.
اغلقت الهاتف ونظرت الي السيارة التي وقفت امام المنزل وترجل منها منصور بمساعدة احد الخفر.
ابتسمت عفه بثقة عندما رأت منصور بمفرده وركضت الي داخل الغرفة لكي ترتدي ثوب نوم وتذهب الي منصور.
دلف منصور الي الغرفة التي ينام بها بالاسفل وبعد دقائق قليله فتحت عفه باب الغرفة ودلفت اليه.
نظر اليها منصور بتوتر: ايه اللي جابك هنا في الساعة دي يا عفه؟
عفه بدلال: ايه منصور جايه اطمن عليك.
منصور وهو ينظر اليها بعمق: قوليلي يا عفه انتي ولدتي امتي؟
عفه بتوتر: ولدتي من من.. مش فاكرة يا منصور.
منصور بغموض: بس ازاي لحقتي تولدي بسرعه كده دا معداش 9 شهور يعني على اليوم اللي قولتيلي فيه انك حامل!.
عفه بتوتر وهي تحاول ترتيب افكارها: مهو اصل انا.. اصل انا لما قولتلك اني حامل كنت حامل في الرابع ومكنتش اعرف وفات 3 شهور وولدت على السابع ولما فوقت من الولادة قولت اجيب الواد واجي افرحك بيه..
ثم اقتربت منه لكي تقبله: بس شكلك مفرحتش برجوعي ليك ولا بالواد اللي شايل اسمك.
نظر اليها منصور بشرود وهو يتذكر جيدا عندما اخبرهم الطبيب انها كاذبه ولم تكن حامل كما اخبرته ولكنه تجاوب معها وهز رأسه قائلا: بس الواد اتسجل ازاي في الصحة من غير ورقة جواز؟
عفه بتوتر: ما انا زورت قسيمة جواز وسجلت الواد بيها.
منصور بصدمة: زورتي قسيمة جواز ازاي؟
عفه بقلق: اومال كنت عايزني اعمل ايه يا منصور اسيب الناس يقولوا على ابنك ابن حرام!
منصور بتفكير: لا يا عفه صح اللي عملتيه.
عفه: طب بقولك ايه يا منصور انت مش هتكتب عليا رسمي بقى عشان خاطر ابنك.
منصور بتفكير عميق: اصبري عليا بس يا عفه لما ابويا يخف ويخرج من المستشفى.
عفه بتسرع: وانت لسه هتستنا ابوك يخرج َمن المستشفى يا منصور! ابوك مش هيخرج من المستشفى وهو ابوك اللي انت تعرفه.. الجلطة اللي جاتله دي بتخبل الدماغ وهتلاقيه مش واعي لتصرفاته ولازم انت اللي تراعي فلوسكم والارض بتاعكم.
منصور بحيره: يعني اعمل ايه يا عفه؟
عفه بمكر: انت اللي هتورث ابوك وكل حاجة من حقك دلوقتي.. اسمع كلامي يا منصور وانا هخليك ترفع راسك وسط الناس كلها وتذل الست صفا واهلها تجيبهم تحت رجلك.
منصور بتفكير وعينيه تلمع: ايوا يا عفه انا نفسي اذل صفا واهلها اللي كانوا كاسرين نفسي دول من يوم ما اتجوزت بنتهم
عفه بمكر: يبقى تسمع اللي هقولك عليه ده يا منصور وتعمله.
هز منصور رأسه بالايجاب وتحدثت عفه بثقة واخبرته بما تريد ان يفعله مع والده.
------
في الصباح الباكر بداخل المشفى.
خرج الطبيب من غرفة العناية ووقف امام بدرية وتحدث اليها بأسف.
الطبيب: للأسف الحاج عمران تعيشي انتي البقاء لله.