رواية ولم تهدأ العاصفة بعد الفصل الرابع4بقلم دعاء سعيد


رواية ولم تهدأ العاصفة بعد الفصل الرابع4بقلم دعاء سعيد



سيطر القلق والخوف ع عقل حنان عندما فتحت باب الحجرة لتجدها فارغة .....
أسرعت تبحث فى أرجاء منزلها الذى كان يتكون من طابقين ..الطابق العلوى به غرف النوم  ودورة المياه
اما الطابق السفلى فكان به ردهة واسعة والمطبخ ...
نزلت حنان تجرى ع السلالم الخشبية من الطابق العلوى  وهى تنادى ع الغريب باحثة عنه فى الطابق السفلى بعدما لم تجده فى الطابق العلوى ... 
وكانت تحمل فى يدها شمعة صغيرة....
نزلت للردهة فوجدت نار المدفأة قد خمدت
 والمطبخ حالك الظلام .....
جلست حنان ع طاولة الطعام والخوف مسيطر عليها لدرجة جعلتها بدأت تسمع دقات قلبها من جديد ....
وفجأة شعرت بيد تربت ع كتفها لتُطمئنها ....فالتفتت فإذا بالغريب يقف خلفها حاملا فنجانين من الشاى ....قائلا

_(((بعتذر لو قلقتك ياهانم....انا بس مجاليش نوم من البرد فقمت اعمل فنجان شاى علشان ادفى ولما سمعت صوتك....قلت احضر لك واحد معايا واهو نكمل كلامنا...
شكلك انتى كمان مش جالك نوم ...)))
ابتسمت حنان وشعرت بقليل من الطمأنينه وتناولت فنجان  الشاى وبدأت ترتشف بضعا منه .....
فاعجبت بمذاقه وشكرته.....قائلة
(((الشاى طعمه مظبوط.. ..زى ما بحب اشربه بالظبط ...
بس انت عرفت منين انى مش باخد سكر كتير ...)))
اجابها الغريب والابتسامة تعلو وجههه.....
(((لإن الجميلات اللى زيك ياهانم دايما بياخدوا سكر قليل....)))
شعرت حنان بالخجل من كلامه ثانيا....واشاحت بنظرها عنه ناظرة للساعة المعلقة ع الحائط كى تخفف من شعورها بالخجل.....فوجدت أن آذان الفجر قد حان وقته ...
فنظرت للغريب قائلة ....
(((صلاة الفجر وجبت ...ايه رايك نتوضأو نصلى جماعة...!!!)))
نظر لها باستغراب فلم يتوقع طلبها ولكنه لم يقدِر إلا ان يحرك رأسه بالموافقة....
توضأت حنان ووقفت تنتظر أن يقيم للصلاة...
 فوقف لايدرى ما يقول وكأنه لم يصلى منذ زمن او لم يصلى سابقا مطلقا  ....فبدأت حنان تلقنه وهو يردد خلفها حتى أتما الصلاة معا ....
ثم عادا ليجلسا ويتناولان الشاى معا ...فتحدث قائلا ...(((ياريت تكملى حديثك اللى بدأناه اول الليلة...)))
اجابته حنان....
(((ماشى نكمل ..يمكن تقدر تفتكر انت مين !!!
والورقة دى  جات لك منين!!!......)))
ثم أكملت حنان حديثها للغريب...
(((بعد اليوم اللى امى مشيت وسابتنى .. بقيت عايشة لوحدى مع والدى ....كنت بساعده فى شغل المزرعة اللى فى ضهر البيت ...
فى الاول كنت بساعده فى الشغل وبروح مدرستى..بس بعد فترة ..قعدنى من المدرسة وقاللى كفاية عليا الشغل....
شغلنا اننا بنعمل منتجات البان من البقر اللى بنربيه فى الحظيرة اللى فى المزرعة اللى فى ضهر بيتنا ...
بنحلب البقر وبعدين بنعمل المنتجات فى المعمل الصغير اللى جنب الحظيرة..وبعدين بنخزنه فى المخزن اللى فى الاخر....
والدى كان كل ما أكبر بيزداد خوفه عليا وابعاده ليا عن الناس ..لدرجة انه منعنى ادخل مخزن اللبن لوحدى لانه خايف احسن يحصل لى اى حاجة.....
 كانت تسليتى وسط حياة الوحدة دى  قراية الروايات واللعب مع حيوانات الحظيرة ....
تقريبا كنت بحكي لهم كل اللى بحس  بيه......
قاطعها الغريب متسائلا.....
(((طيب ..ووالدك مكنش فيه اى حوار بينكم ...مكنش قريب منك...؟؟؟!))))
ردت حنان...
(((بابا كان دايما ساكت وبيتعصب من أقل حاجة..والموضوع ده زاد بعد ما امى سابتنا ومشيت.....)))
فإذا بالغريب يستفسر عن زوجها فريد....
(((طيب وزوجك ...اتجوزتوا امتى وازاى...؟؟)))
اجابته حنان...
(((زى ماقلت لك كان جارنا وكان دايما بيبص عليا من سور الحديقة .....بس بعد المرة اللى حاول يكلمنى فيها واحنا صغيرين  ..ووالدى زعق له هو وصاحبه....مكررهاش تانى
كان بيقف يبص عليا وكأنه عايز يقولى حاجة....
لحد ما فى يوم جالى والدى وبلغني انه اتقدم له فريد علشان يتزوجني وهو وافق....
يومها استغربت جدا ..لانى كنت بحس ان والدى كان رافض فكرة زواجى من اى شخص ...فاستغربت انه وافق ع فريد بسهولة واتم الزواج بسرعة......)))
سألها الغريب...
((( وعلاقتك بفريد كانت عاملة ازاى ...؟؟ حبيتوا بعض بعد الزواج ...؟؟؟)))
شعرت حنان بالحيرة فى إجابة هذا السؤال ثم استطردت قائلة...
(((الحقيقة انا وفريد اتجوزنا بسرعة ..فملحقتش اعرفه ..وبعد الزواج باسابيع قليلة والدى اتوفى بعد ما سلم فريد كل شغله فى المزرعة ، وكان هو اللى بيدخل المخزن بعد وفاة والدى...
علاقتى انا وفريد كانت غريبة اوى ...مكناش متزوجين بالمعنى الحقيقى ..هو كان عامل زى حارس ليا لدرجة انى شعرت أن والدى اتفق معاه علشان يتزوجني علشان يحرسنى بعد وفاته ....
فريد كان طبعه هادى وكانت عنده مشكلة فى الكلام...
لنا بيتوتر بيتلعثم..فكان غالبا بيفضل الصمت.....ع الرغم أنى كنت  دايما بشوف  فى عينيه كلام عايز يقوله ليا..... 
وكان عندى دايما احساس انه اكيد هيسيبنى فى يوم ويتخلى عنى زى ماعملت والدتى ....فخفت احبه او اتعلق بيه ....ومع صمته المستمر ونظراته المحيرة 
كات صعب بالنسبة انى اعرف اذا كنت بحبه ولا لأ
....وفعلا اللى كنت متوقعاه وخايفة منه حصل 
سابنى بعد زواجنا بعام ......اصر انه يخرج فى يوم العاصفة من خمس سنين  ومرجعش من ساعتها .....)))
كانت حنان تهمس بهذه الكلمات المؤلمة والدموع بدأت تلمع فى عينيها من جديد ......
فإذا بالغريب يعترض كلماتها بنبرة حانية رقةً ع حالها....
(((بس ياحنان ..لافريد  ولا  مامتك سابوكى او اتخلوا  عنك زى مانتى فاكرة............
وهنا اشتدت العاصفة لتفتح النافذة بقوة رغم بدايات حلول الصباح وكأنها تعبر عن وقع كلمات الغريب ع قلب حنان .


                      الفصل الخامس من هنا

تعليقات