رواية ولم تهدأ العاصفة بعد الفصل الخامس5بقلم دعاء سعيد


رواية ولم تهدأ العاصفة بعد الفصل الخامس5بقلم دعاء سعيد



...كانت ضربات الرياح متتالية تزامنا مع كلمات الغريب وع الرغم من اندفاع النافذة بقوة وفتحها الا أن حنان لم تتحرك من مكانها ...فوقع الكلمات كان مدويا ع مسامعها ...
ولهذا نهض الغريب مسرعا ليغلق النافذة....
ثم التفت إلى حنان ليجدها مازالت متجمدة لاتحرك ساكنا ...فاقترب منها وهمس لها ....
((((للاسف ياحنان انتى عشتى فى كدبة كبيرة بسبب والدك وقسوته......
الحقيقة أن مامتك ماسابتكيش ومشيت ....
مامتك للاسف توفت ليلتها بسبب قسوة والدك عليها....)))
كانت حنان مازالت صامتة والدموع تلمع فى عينيها وتنظر للغريب دون أن تحرك عينيها من هول ماسمعت ....
أكمل الغريب كلامه بنبرة حانية ....
(((تحبى تسترحى شوية ونكمل كلامنا فى وقت تانى....؟؟؟)))
صرخت حنان ....
(((لا ....
انا عايزة اعرف الحقيقة...
انت مين بالظبط ....؟؟؟
وجت لى ليه ...؟؟؟
وعرفت الكلام ده منين....؟؟؟)))
اجابها الغريب ...
(((انا مراد صاحب فريد اللى كنتى دايما بتشوفينى معاه واحنا صغيرين ....
اضطريت اكدب عليكى وادعى انى فاقد الذاكرة ومش متذكر انا مين ...علشان تسمح لى ادخل هنا واقدر اخليكى تحكى عن  ذكرياتك المؤلمة اللى شكلت طريق الخوف والقلق والوحدة فى حياتك....
اما بقى بالنسبة لعرفت الكلام ده منين ....
فالحكاية طويلة ..بتحكى عمر كامل لو عندك المقدرة تسمعيها دلوقتى ....)))
ردت حنان بضعف ...
(((أرجوك ..احكيها )))
جلس مراد ع الكرسى المقابل لحنان وتحدث بصوت هادئ...
(((الحكاية  بدأت لما كنا لسة صغيرين وكنا بنبص عليكى من سور الحديقة وانتى بتلعبى مع مامتك ....كان بيبقى نفسنا نلعب معاكم ...
اسرة فريد كان هى اللى ساكنة جنبكم ..لكن انا كنت باجى زيارات لجدتي هنا وكان فريد صديقى الوحيد فى البلدة هنا ....
كنت كل ما قعدت معاه ..مكنش بيحكى غير ع جارته الجميلة اللى والدها مانعها من اللعب والكلام معاه ....
فريد كان فنان بيعرف يرسم  ويتخيل ..لكن مشكلته اللى  كانت دايما مأثرة عليه لعثمة لسانه ...
بعد نهاية حفلة عيد ميلادك....فريد كان مصمم انه يحاول تانى انه يكلمك ...فعدينا انا وهو من فوق سور الحديقة واتسحبنا ناحية بيتكم ...
بس ساعتها مش شفناكى انتى ...شفنا والدك بيزعق فى والدتك جامد لدرجة انه طردها من المنزل وقفل الباب ...جلست والدتك ع سلم البيت  تبكى ....
ساعتها كلمناها انا وفريد ........
ابتسمت لنا رغم المها  وقالت لنا ...
تعالوا بكرة الصبح بدرى وانا هخليكم تتعرفوا  ع حنان .......
فريد فرح جدا بكلامها.. ..ورجعنا بيت فريد 
بعدها بساعات قليلة بدأت العاصفة...الجو كان برد جدا...
وع الرغم من ده ...فريد فضل سهران طول الليل يفكر انه لما يكلمك هيقولك ايه ....
واول ما الصبح طلع ..العاصفة كانت وقفت ...
فريد صحانى بدرى زى مامتك قالت له ...ونزلنا ع الحديقة وعدينا السور....
بس للاسف لقينا مامتك متمددة أدام الباب وجسمها متلج  ...بعدها سمعنا صوت والدك بيفتح الباب ...خفنا واستخبينا ...وقعدنا نراقبه من غير مايشوفنا
لقينا اتفاجئ بمنظر والدتك ....قعد يصرخ وينده عليها لكن بدون فايدة....
قعد جنبها يعيط زى الطفل...وبعدها لقيناه حملها وراح بيها مخزن اللبن اللى فى ضهر البيت...ودفنها هناك ....
جرينا انا وفريد ...بس لما جينا نعدى السور ...انا اتكعبلت ..وساعتها والدك شفنا وعرف اننا شفنا كل حاجة ...فطلب مننا لأول مرة بهدوء انه يتكلم معانا ...وطبعا مكنش قدامنا غير اننا نوافق ...
ساعتها مقالش إلا جملة واحدة...حنان مالهاش غيرى انا ومامتها ..لو حد عرف اللى حصل ...حنان هتنتقل لدار أيتام....
ساعتها فريد رد بدون تفكير اننا مش هنحكى لحد اى حاجة  لانه خاف عليكى ....ولما رجعنا بيت فريد..اخذ عليا عهد انى محكيش لأى حد اللى حصل .....
الحقيقة انا كنت خايف اصلا احكى اللى شفته ........))))
كانت حنان تستمع لهذه الكلمات ودموعها تنهمر ...
وفجأة تحول الأمر لنحيب صوته مرتفع ....
وكان مراد يحاول أن يهدئها دون جدوى واستمرت فى البكاء حتى فقدت الوعى ...فحملها مراد إلى غرفتها ووضعها فى فراشها ......
وبعد مرور عدة ساعات استفاقت لتجد نفسها محاطة  بمجموعة من اللوحات ...فلما حاولت أن تدقق النظر فى هذه اللوحات وجدت أن جميع اللوحات مرسومة  لها فى مختلف مراحل حياتها....................


                     الفصل السادس من هنا

تعليقات