رواية لقاء في الخفاء الفصل الرابع4بقلم دعاء سعيد
كان سامى يتحدث لأمجد وهو يرمق غادة بنظره كأنما يريد أن يوصل رسالة لغادة الا وهى انه سوف يصبح وجوده فى حياتها شبه يومي .....كان سامى يدرك جيدا أن تركه إدارة الشركة لزوجته فاتن مخاطرة لا يعلم عواقبها الا ان انجذابه لغادة كان قد فاق حدود اى تفكير متعقل عنده.....
وما إن سمعت غادة سامى وهو يتحدث حتى نظرت لأمجد قائلة...(((هو فعلا يا أمجد بيه!!! ...
سامى بيه هيدخل شريك معاك فى الفنادق؟؟؟)))
فبادرها سامى بالرد، قبل ان يرد أمجد ...(((انتى ايه رأيك يامدام غادة !!!..)))
أجابت غادة وهى تحاول إظهار اللامبالاة من كلامه...(((وانا دخلى ايه ،انا مجرد مديرة لادارة للفنادق !!! مش شريكة فى الفنادق....)))
اجابها سامى ..(((ايوة صحيح ..انتى شغالة هنا بس ...)))
قالها سامى والابتسامة تعلو وجهه...مما أشعر غادة بالحرج الشديد واستأذنت فى الانصراف .....
فاسرع أمجد محاولا أن يعتذر لها...(((متزعليش ياغادة من كلام سامى ،بكرة لما تعرفيه أكتر تتعودي ع طريقة هزاره)))
ثم نظر لسامى ...(((ايه ياعم سامى، خف شوية ع غادة دى مش اد هزارك )))
انصرفت غادة بعد أن ابتسمت لأمجد واومأت برأسها معبره عن تفهمها وتقبلها لاعتذار أمجد...
وما إن انصرفت غادة حتى التفت أمجد لسامى قائلا...
(((ايه بقى حكاية الشراكة دى...هو انت مش كنت رافض وقلت لى ان عندك شغل كتير فى إدارة الشركة ..ايه اللى خلّاك ترجع فى كلامك..؟؟؟!!!)))
اجابه سامى....( فكرت وحسيت انك محتاجنى جنبك يا ابو الامجاد...انت صاحبى برضه ولازم أقف جنبك وخصوصا زى مافهمت منك أن العيلة كلها رفضت تشاركك وان ده اول مشروع ليك لوحدك بعيد عن العيلة ....)))
نظر له أمجد با...بتسامة استهزاء...((ماشى يا سى سامى هعمل نفسى مصدقك... )))
لف سامى ذراعه حول رقبة أمجد ليسيرا معا وهما يتحدثان......
(((بقولك ايه يأبو الأمجاد ...هى غادة دى نظامها ايه !!!عرفتها ازاى وفيه حاجة بينكم ولا شغل وبس ...؟؟؟)))
رد أمجد.....(((ابعد عن غادة ياسامى دى متجوزة وعندها بنت ...)))
رد سامى... (((بس ماشوفتش فى ايديها دبل؟؟؟؟)))
اجابه أمجد ...(((طيب ماانت اهو متجوز بقالك خمستاشر سنة وعمرى ماشوفت فى ايديك دبلة !!!)))
رد سامى ضاحكا..(((تصدق معاك حق....)))....
ترك سامى أمجد وأخبره انه ذاهبا لمنزله....ولكن ما إن تركه حتى اخذ يبحث عن غادة فى أرجاء الفندق ......حتى وجدها فى المطبخ كما أخبره موظف الاستقبال ....
فذهب إلى المطبخ ودخل بهدوء حتى لايراه أحد....
فرأى غادة وهى تقف فى المطبخ وسط الطهاة والعاملين وكيف تتحدث معهم وتصف لهم خطة العمل وتضع لهم قواعد المطبخ وادارته كانت تتحدث وكأنها طاهية ماهرة وفى نفس الوقت مديرة متمكنة .....
خرج سامى من المطبخ بنفس الهدوء الذى دخل بيه دون أن تراه غادة....
ركب سامى سيارته عائدا إلى منزله ولا يشغل تفكيره سوى هذه المرأة التى كلما اقترب منها ازداد انجذابا لها ......
عاد إلى منزله ليجد زوجته فاتن مازالت فى الشركة اما ابنته تالا فلم يكن يعلم أين ذهبت فقد اعتادت ان تخرج دون أن تخبره مكانها وهو لم يكن يهتم بهذا الأمر فقد ولى أمرها لأمها منذ ولادتها ...فهو لايأبه الا بسلامتها اما دون ذلك فلم يشغله يوما......
عاد سامى ليجد منزله فارغا الا من الخادمين ولكنه لم يهتم فهو لايشغله حاليا إلا أمر غادة ....
جلس سامى يفكر فيما قاله أمجد عن غادة من انها امرأة متزوجة ولديها ابنة وع الرغم من ذلك لم يتخذ قرارا بالتراجع عن محاولة التقرب من غادة والتعرف عليها عن قرب أكثر . ....
فى صباح اليوم التالى ، استيقظ سامى باكرا ليذهب إلى الفندق ..وما ان وصل حتى سأل عن أمجد فاخبروه انه لم يأت ثم سأل عن غادة فأخبروه بمكان مكتبها فتوجه مسرعا إليها ليتناول معها القهوة الصباحية .....
وما إن دخل مكتبها حتى استأذن فى الدخول و دخل عليها مبتسما قائلا...(((صباح الخير يامدام غادة..ظ)))
أجابته....(((صباح النور ...اهلا نورت مكتبى يا سامى بيه ...خير!!!)))
رد سامى ...((( انا قلت آجى اشرب معاكى القهوة لو تسمحي...وبالمرة اعتذر لك عن أى سوء تفاهم حصل بينا قبل كده...)))
اجابته غادة وهى تبتسم له لأول مرة منذ أن رآها ......
(((حصل خير....بتحب قهوتك ايه!!!! ....)))
تهلل وجه سامى وتنفس بعمق ...(((مظبوط...بحبها مظبوط، ياغادة ...تسمحيلى اقول اسمك بدون ألقاب ...!!!)))
تجمدت الابتسامة ع وجه غادة وردت عليه ...
(((لا ...مسمحش طبعا ،احنا اللى بينا شغل وبس يا سامى بيه ..هستأذن حضرتك دلوقتى علشان أباشر عملى وانت براحتك ..اشرب القهوة ع مهلك فى مكتبى...)))
ثم تركته وانصرفت وهو يشعر بالاحراج مما قالت له ...
أصبحت غادة تستحوذ ع عقل سامى أكثر وأكثر كل يوم وهو لا يشغله الا كيف يجتذبها نحوه......لايعلم شيئا عن شركته التى تديرها فاتن ولا يعرف شيئا عن ابنته تالا...
ظل سامى يذهب إلى الفندق شبه يوميا ليقابل غادة ويتحدث معها ويحاول أن يجتذبها نحوه ...فكانت فى البداية دائمة الصد له ...ولكن تدريجيا بدأ يشعر بتغير طفيف
فى معاملتها له ..الأمر الذى جعله لايفقد الأمل رغم مرور شهور عديدة ع صدها له ......
وفى يوم من الأيام ، تفاجأت غادة بوجود عطل فى سيارتها بعد أن انهت عملها واستعدت للذهاب من الفندق....وهنا وجد سامى ان الفرصة أخيرا قد سنحت له ليزداد قربا من غادة ...
فاقترب منها وعرض عليها أن يقوم بتوصيلها وإرسال من يقوم بإصلاح السيارة ......
لم تتردد غادة فى القبول فقد تأخر الوقت وأرادت ان تعود سريعا لابنتها توبه ......
وفى الطريق ، بدأ سامى التحدث إليها
(((شغلك برضه فى الفندق ده صعب اوى يا مدام غادة ...أكيد اللى فى البيت متضايقين من تأخيرك فى الشغل كل يوم .....!!!)))
ردت غادة وهى تبتسم ...(((لا ...خالص هم متعودين ع طبيعة شغلى وبيقدروه أوى........)))
أكمل سامى حديثه لغادة...(((يعنى زوجك مش بتضايق من تأخيرك فى الفندق وشغلك أيام الإجازات!!!؟؟؟)))
نظرت له غادة بحدة وكأنها تستنكر سؤاله ثم أدارت رأسها ونظرت نحو الشباك وتنهدت قائلة....
((((الله يرحمه....................... ..