رواية لقاء في الخفاء الفصل الخامس5بقلم دعاء سعيد
وما إن سمع سامى غادة وهى تقول عن زوجها الله يرحمه
حتى تسارعت دقات قلبه واخذ يحدث نفسه....
((( يعنى زوجها متوفى ....امال أمجد ليه ماقلش غير انها متزوجة وعندها بنت ....إيه بيفكر يرتبط بيها علشان كده كان بيحاول يبعدنى عنها....ع العموم ادينى عرفت الحقيقة.....)))
ثم نظر لغادة فوجدها مازالت تتطلع من شباك السيارة ويبدو الحزن والألم ع وجهها ....فحاول أن يستغل الأمر ويستدرج مشاعرها الجريحة ولحظة ضعفها التى لم يرى مثلها منذ أن قابلها ....
(((بس شكل الموضوع مؤلم بالنسبة لك وو.....
ولكن قبل أن يكمل كلامه ،نظرت له غادة وطلبت منه بنبرة حاسمة....
(((لو سمحت ياسامى ،أنا مش حابة اتكلم فى الموضوع ده اطلاقا ولا احكى حاجة عنه لاى حد مهما كانت منزلته عندى ......)))
فبآت محاولة سامى فى استدراج مشاعرها الحزينة بالفشل إلا أن الفضول قد ملأ قلبه وعقله اكثر وأكثر...وأكثر....
ثم أراد أن يغير مجرى الحوار بينهما ...
(((أمجد كان قال لى انك عندك بنت قمراية ربنا يخليهالك...اسمها ايه وعندها اد ايه....)))
عادت الابتسامة تعلو وجهها وهى تتحدث عن توبة ابنتها....
(((توبة دى أحلى شئ فى حياتى ...دى عوض ربنا ليا ...
حبيبتى ربنا يحفظها عندها اربعتاشر (١٤) سنة.....)))
أكمل سامى حديثه....
(((وياترى شبهك ولا شبه أ!!!!!)))
......
ولكن أسرعت غادة بالرد قبل أن يكمل سامى كلامه ....
(((شبهى....شبهى أنا فى كل حاجة ))))
ثم أكملت كلامها لكى تغير مجرى الحديث......
(((وانت بقى عندك أولاد.....؟؟!!!)))
اجابها....
(((ايوة ..تالا عندها اتناشر(١٢) سنة...........
بعدها صمت سامى ،كأنه لايجد مايقوله عن ابنته ...
ساد الصمت بضع دقائق ،،كان سامى يفكر خلالها انه أخيرا قد وجد مدخل لقلب غادة ونقطة ضعفها وهو حبها لابنتها توبة وارتباطها الشديد بها ....فبدأ يحاول أن يتعرف ع المزيد عن توبة.......
(((احكى لى بقى كل حاجة عن توبة !!!.........))))
وكان سؤال سامى قد بلغ موضعه فى قلب غادة فهى تعشق الحديث عن صغيرة قلبها وزهرة روحها....
(((بص بقى ياسيدى...توبة دى بنتى وصحبتى وأمى وأختى وكل اللى ليا فى الدنيا....من يوم ما ربنا رزقني بيها وبقت النور اللى فى حياتى...قعدت فترة بيها اول ماتتولد برا البلد ولما رجعت جبنا بيتنا اللى عايشين فيه دلوقتى ، هى اللى اختارته بنفسها ،وكانت مسئولة معايا عن فرشه وتنظيمه بالكامل....،هى السنة دى فى اولى ثانوي...بتحب أوى ركوب الدراجات..وبتدخل سباقات كتير وتاخد جوايز.....)))..
كان سامى يستمع لغادة وكأنه يرى واحدة غيرها فهى تتحدث بحب ومرح معه ع عكس مااعتاده منها....
وهنا أدرك سامى ان مدخل قلب وعقل غادة هى بنتها توبة...
فأخذ يستفسر اكتر عنها ....
وصلت السيارة للمنزل وكما توقع سامى لم تعرض عليه غادة أن يصعد معها الى منزلها ،فالوقت متأخر .....
ظل سامى يبحث عن فرصة لزيارة غادة فى منزلها والتعرف ع أبنتها....حتى جاءته أخيرا عندما علم من أمجد بتغيب غادة عن الفندق لمرض ابنتها توبة....
فاحضر الطبيب ،وذهب لزيارة مفاجئة لمنزل غادة دون موعد سابق او أذن ،فقد خشى إن استأذنها فى إحضار الطبيب وزيارتها أن ترفض....
وبينما غادة تجلس بجوار توبة ،سمعت طرق الباب فذهبت لتفتح الباب ووجدت سامى قد أتى واحضر معه الطبيب...
قابلته غادة بابتسامة متسائلة...
(((خير ياسامى بيه ..فيه اى مشكلة بالفندق ؟؟؟)))
رد سامى....(((لا خالص انا جبت الدكتور علشان نطمن ع توبة لما عرفت .......)))
وقبل أن يكمل كلامه قاطعته غادة.......
(((ل
الحقيقة، أمجد قام بالواجب وجاب لها طبيب العيلة بتاعته ولسة نازل حالا بعد ما طمنى عليها.......)))
شعر سامى بالحرج واعتذر من الطبيب الذى احضره ولكنه لم يرد أن يضيع فرصة مجيئه لمنزل غادة دون أن يرى ابنتها ...فاستاذنها للاطمئنان ع توبة ....
وبالفعل سمحت له غادة الدخول لغرفتها والاطمئنان عليها...دخل سامى مترقبا ليرى ابنتها ..فإذا بها تشبه امها فى كل شئ كأنها قطعة مصغرة منها ...جلس معها سامى يعرفها بنفسه ويتعرف عليها وذهبت غادة لتقديم واجب الضيافة له ...فوجد ابنتها تتحدث معه بألفة وحب لم يعتد عليهما مع ابنته ...ظل سامى يستمع للفتاة الصغيرة التى تشبه فى احاديثها الفراشة التى تتنقل بين الزهور
شعر سامى بدفء وألفة فى منزل غادة ومع ابنتها لم يشعر بمثله فى منزله قط مع زوجته فاتن وابنته تالا
الأمر الذى زاده تعلقا وانجذابا بغادة ،لكنه صدم عندما جاءت سيرة أمجد فى الحديث فلقبته الفتاة بأبيها....
بعد قليل استأذن سامى فى الذهاب والشك والغيرة يأكلان قلبه من أمجد وظل يتساءل فى نفسه ....
(((ممكن يكون أمجد متجوز غادة فى السر لأى سبب وتكون توبة بنته ...أو ممكن كان بينهم علاقة وكانت السبب فى انفصاله عن زوجته مرام...!!!!)))
الأفكار تتضارب فى رأس سامى ،تجعله يكاد يجن من التفكير ...كيف سيتأكد مما يدور برأسه وهو لايملك الحق حتى أن يتحدث مع غادة فى مثل هذا الموضوع ...أما أمجد فعلى الرغم من أنه صديقه من فترة طويلة إلا أنه ليس من النوع الذى يتحدث فى أسراره الشخصية مع اى أحد مهما كان....
فى اليوم التالى، استجمع سامى شجاعته وأراد أن يسأل غادة عما دار فى ذهنه ،وبالفعل ذهب إلى مكتب غادة لتناول قهوته ..واخذ يحدثها عن ابنتها وصحتها وكيف انه أحبها كأنها ابنته من حديثه معاها، ثم فجأة فى وسط الحديث ....اندفع سامى بسؤال لغادة لا يعلم عواقبه.....
(((هى توبة كانت بتقول عن أمجد بابا ، هو مششش... والدها الله يرحمه ....!!)))
ابتسمت غادة لسامى وكأنها فهمت المغزى من سؤاله...
(((أمجد يعرفنا من فترة كبيرة اوى، وهو اللى مربى توبة علشان كده بتنادي عليه بابا وكمان هى متعرفش أب غيره....)))
تهللت أسارير سامى الذى أراد أن يصارح غادة بانجذابه لها وتعلقه بابنتها...الا أنه تماسك حتى لايخسرها للأبد...
بدأ سامى يعرف كل مايهم توبة وغادة ويهتم به ...فكان يذهب إلى تمارين توبة ليشجعها...ويصطحبها فى نزهات حتى تعلقت بيه الفتاة واصبحت تناديه بابى مثل أمجد بعد أن طلب منها ذلك....
اقتراب سامى من توبة اتاح له التقرب من غادة كما أراد فأصبح يحدثها يوميا ليسال عن أحوالها وأحوال توبة ع الرغم من لقائهما فى الفندق يوميا......
بمرور الوقت ،أصبح انجذاب سامى لغادة وتعلقه بابنتها وشعوره بالدفء فى منزلها حقيقة لايستطيع انكارها ...
كما بدأ يشعر أن غادة بدأت تبادله نفس الشعور فلهجتها وطريقتها تغيرت معه تماما...كما أصبحت الصغيرة تعتبره أباها الثانى بعد أمجد.....
كانت فاتن ع علم تام بكل ما يدور بين سامى وغادة الا انها لم تلق بالا له فقد اعتادت نزوات زوجها كما انها كانت تعلم انها لو تحدثت معه فسوف يسحب منها صلاحيات إدارة شركته ولن تستطيع تحقيق ماتطمح له ...
ولكنها فى يوم تلقت رسالة من مجهول ......
(((مدام فاتن ،انا حابب انبهك أن زوجك الاستاذ سامى
اتفق مع غادة أنه يتجوزوا النهارده فى السر ،بس جواز شرعى عند مأذون وهما هناك دلوقتى.. ....)))
ثم ارسل لها الموقع ......
أسرعت فاتن تركب سيارتها وتنطلق للموقع المحدد وهى تكاد أن تجن ...فهى كانت تغض الطرف عن نزوات زوجها التى لم تتعدى الزواج العرفى من نساء معتادات هذا الأمر....الا ان هذه المرة مختلفة...فهو زواج شرعي ومن امرأة تحظى باحترام الجميع ......
فلابد أنه ليس مثل كل مرة حتى وإن كان
......*زواج فى الخفاء* ......
وما إن وصلت المكان حتى وجدت أمجد قد جاء فى نفس الوقت لنفس الموقع......فما ان رأته حتى أخبرته عن الرسالة .....فاخبرها أنه أيضا قد تلقى رسالة مثلها من مجهول........
صعدت فاتن وامجد ودخلا مكتب المأذون ليُصدما بأن سامى وغادة يجلسان أمامه وينتظران الشهود لعقد القِران....
دخلت فاتن وهى يبدو عليها الغضب والغيرة....
(((خير يا استاذ سامى ....ناوى ع ايه المرة دى ...الست غادة ضحكت ع عقلك ووصلتك لحد المأذون علشان تتبناها هى وبنتها اللى مالهاش أب.. )))
ثم نظرت لغادة بحدة...
(((بس برافو عليكى ..رسمتيها صح ...اقنعتى الكل انك ست محترمة ..وفى الاخر بتسرقى راجل من مراته وبنته علشان يربي لك بنتك اللى ابوها رماها... وكمان جايباه لحد الماذون علشان يتجوزك .....)))
كان أمجد يقف خلف فاتن ينظر لغادة فى صمت....
اما سامى فقد استشاط غضبا من طريقة فاتن وكلامها الجارح التى وجهته لغادة .....فجذبها من ذراعها بقوة ليخرج بها من مكتب المأذون....
فإذا بغادة تقف من مقعدها وترد عليها بصوت مرتفع يزلزل المكان قبل أن يغادرا الباب ...
(((محدش بيتجوز مراته تانى يامدام تونا....................