رواية نسمة متمردة الفصل الخامس5بقلم امل مصطفي


رواية نسمة متمردة الفصل الخامس5بقلم امل مصطفي


سألها أحمد بحنان، وهو يسرق نظرة إلى جانبها:
– انبسطتي النهارده يا حبيبتي؟

التفتت نَسمة نحوه بكل جسدها، وابتسامة تملأ وجهها:
– جدًا يا حبيبي، متحرمنيش منك يا رب... ويرزقك ببنت الحلال اللي تخطف قلبك في لحظة.

ثم تذكرت شيئًا، فضحكت.

نظر إليها أحمد من طرف عينه، وعيناه ما تزالان على الطريق، وسألها بفضول:
– إيه اللي بيضحك أميرتي؟

قالت من بين ضحكاتها:
– افتكرت نغم، لما قلتلها تعالي معانا، رفضت وقالت: "لأ، أنا بخاف من جون سينا!"
عملت للبنت رعب!

ضحك أحمد بلهجة رجولية:
– دي هي المجنونة... كل ما تشوف وشي ألاقيها ازرقت وبتصوّت، وتقول شافت عفريت!
طب أنا حتى...

قطع استرسال كلماته فجأة، حين وقعت عيناه على مشهد جعله يتوقف بعنف.

أمر نَسمة بسرعة:
– اقفلي العربية!

ونزل كالسهم، يركض باتجاه مجموعة شباب كانوا يسحبون فتاة ويحاولون إدخالها السيارة بالقوة، وهي تصرخ وتحاول تخليص نفسها.

رأى أحد الشباب ملقى على الأرض فاقد الوعي، فانقض على الآخر، وبدأ ينهال عليه باللكمات في وجهه وبطنه، حتى سقط هو الآخر مغشيًّا عليه.

ثم التفت للفتاة وسألها وهو يلهث:
– إنتي كويسة؟

وقفت ترتعش، تنظر إليه بعينين مذعورتين، وردّت بخوف شديد:
– آه...

رمقها بغضب وهو يمرر عينيه على ما ترتديه، ثم صرخ:
– إيه القرف اللي إنتِ لابساه ده؟! ومش عايزاهم يتحرشوا بيكي؟ ده قميص نوم... تقعدي بيه في بيتكم!

نظرت له شهد بذهول، فهي للمرة الأولى في حياتها تسمع أحدًا يتحدث إليها بهذه الطريقة. هي شهد الفيومي، لا أحد يجرؤ حتى على النظر إليها بطريقة لا تعجبها، فكيف تجرأ هذا الشاب وصرخ في وجهها بهذه الطريقة المشمئزة؟

قال بنفاذ صبر، وهو يرفع صوته بنفَس عال:
– هتفضلي واقفة كده؟!

تسرّب الخوف داخلها من نبرته، وتلعثمت وهي ترد بحيرة:
– أعمل إيه؟

سألها بحدّة، محاولًا ألا ينظر إلى ملابسها المكشوفة:
– العربية مالها؟

أجابت بخوف:
– الكوتش انفجر...

– معاكي استبن؟

هزّت رأسها نفيًا:
– لأ...

نظر لها مذهولًا، ثم صاح:
– عربية بالسعر ده، ومافيهاش استبن؟!
هاتي شنطتك، وقفّلي العربية... وتعالي أوصلك.

فتحت نَسمة باب السيارة، بعدما رأت نرفزة أخيها، واقتربت من شهد بخجل، وقالت تعتذر:
– معلش يا حبيبتي، أحمد عصبي شوية، بس والله قلبه أبيض.

عاد أحمد في تلك اللحظة، وهو يحمل جاكيت بدلته، ومدّه نحو شهد قائلاً:
– خُدي... استري نفسك.
أخذت شهد الجاكيت وارتدته خوفًا من أحمد.
كان أطول من فستانها، وأكمامه طويلة وواسعة، فتحوّلت فيه إلى "فطوطة" صغيرة، كما لو كانت تسبح داخله.

ورغم ذلك، شعرت بالأمان.
لأول مرة، تجد من يعترض على لبسها، أو يحاول أن يُخفي ما يظهر من جسدها.
شعرت بفرحة داخلية، وكأن هذا الجاكيت يحتضنها بين ضلوعه... وكأنه هو.

سحبتها نَسمة برفق نحو السيارة، وركبوا جميعًا في الخلف.

ركب أحمد في الأمام، وانطلقت السيارة.
بعد لحظات، نظر في المرآة نحو شهد، وسأل بلهجة مباشرة:
– هتروحي فين؟

أجابته شهد بهدوء:
– هروح عيد ميلاد...

قاطعها أحمد بحدّة:
– إنتي مجنونة؟! هتروحي بمنظرك ده؟
قوليلي عنوان بيتك.

نظرت له بصَدَمة، لكن نبرته الصارمة لم تترك لها مجالًا للرفض، فسمعته وأملَت عليه العنوان.

بعد نحو نصف ساعة، كان قد أوصلها إلى حي راقٍ.
تحدثت شهد بصوت خافت ومتوتر:
– ڤيلا ٩...

توقف أحمد أمام الباب دون أن يهتم بالحراسة الموضوعة على الفيلا.

مدّت يدها تحاول خلع الجاكيت لإرجاعه له، لكنه تابعها بعينين حادتين، ثم هتف بحدّة:
– إياكي تفكّري تقلعيه!

نزلت شهد من السيارة، وانحنت قليلًا لتسأله كيف تُرجع الجاكيت لاحقًا... لكنه لم يُعطها الفرصة.
انطلق بسرعة، دون أن يوجه لها أي كلمة، حتى نَسمة لم يسمح لها بوداعها.

وقفت شهد مذهولة من عصبيته، لا تفهم ما الذي فعلته ليستحق كل هذا الانفعال.
*********
دلفت شهد إلى داخل الفيلا، وهي لا تدري ما الذي تشعر به بالضبط.
هل هي فرحة لأنها تشعر بالاهتمام لأول مرة؟
أم ضيق من طريقته الحادة معها؟
أم حزن من نظرة الاحتقار التي قرأتها في عينيه؟

رن هاتفها، فأجابت بصوت خافت:
– ألو... يا نادين، أنا آسفة جدًا، مش هعرف أحضر.

جاءها صوت نادين معاتبًا:
– كده؟ هزعل منك!

ردّت شهد وهي تصعد درجات السلم الداخلي للفيلا، ولا تزال في حيرتها، تسترجع ملامح أحمد وطريقته الصارمة معها:
– معلش والله، حصلت ظروف... وأنا في الطريق، رجعت الفيلا تاني.
بُكرة أحكيلِك اللي حصل... سلام.

********
في سيارة  أحمد...

نظرت إليه نَسمة بتعجب، لا تزال ملامح الغضب مرسومة على وجهه الوسيم، وسألته:
– ممكن أعرف إنت كنت عصبي ليه كده مع البنت؟

ردّ بضيق لم يحاول إخفاءه:
– إنتي مش شايفة الزفت اللي هي لابساه؟

قالت له بدهشة، وهي تحاول فهم ردة فعله:
– أولًا، دي مش أول مرة تشوف واحدة لابسة كده، وكنت دايمًا بتغضّ بصرك من غير ما تعلّق...
ثانيًا، إنت شايف مستوى المنطقة اللي عايشة فيها، كلها كده، يعني عندهم ده عادي.
فلما تيجي تنصح، تكون بطريقتك، عشان تتقبل كلامك وتكسب فيها ثواب.

سكتت لحظة، ثم أكملت:
– وبعدين البنت شكلها طيبة، لأن لو واحدة غيرها، كانت قالتلك: "وأنت مالك؟"

ردّ أحمد بضيق، ورغم ثقته في صحة كلام أخته، قال:
– مش عارف ليه... أول ما شوفت قميص النوم ده، اتعصبت... وكان نفسي أديها قلم على وشها!

شهقت نَسمة بصدمة:
– من إمتى أحمد يمدّ إيده على بنت؟! ولا بيحترم اللي يضرب واحدة؟

لم تجد منه ردًا، فاكتفت بقولها برقة:
– خلاص يا حبيبي، حصل خير... بس النصيحة تكون بطريقة أحسن من كده، ولا إيه يا ابن خالد الحسيني؟

*******

بعد أسبوع...

أتت سهير وحنين لزيارة نَسمة، وكانتا تحملان الهدايا للجميع.
استقبلهما نَسمة بسعادة كبيرة، وهي تهتف:
– حمد لله على السلامة يا سوسو!

ضمتها سهير بمحبة، وقالت:
– الله يسلمك يا حبيبتي، وحشتيني جدًا يا نَسمة.

ابتسمت نَسمة بحرارة:
– وحضرتك أكتر والله...

ثم التفتت إلى حنين، وهتفت:
– حَنون، حبيبة قلبي! وحشتيني.

قالت حنين ببراءة:
– وإنتي كمان وحشتيني أوي... وكنت بعيّط عشان تيته تجيبني.

حملتها نَسمة وقبّلتها قبلات كثيرة، وهي تقول بشوق:
– كنت هتجنن وأشوف حبيبتي!

قالت حنين بسعادة طفولية:
– بابا مروان قالي...

انتفض قلب نَسمة عند سماع اسم "مروان"، كأنه أمامها الآن.
لقد أحبّته من أول مرة، رغم قسوته... لم تقدر على نسيانه، فالقلب ليس له كبير.

أخرجها من شرودها سؤال سهير:
– روحتي فين يا ناني؟

طردت نَسمة مشاعرها سريعًا، وردّت بابتسامة باهتة:
– أنا أهو يا حبي...

ثم أردفت سهير بابتسامة غامضة:
– أنا جاية النهارده أطلب إيدك لمروان.

تورّد وجه نَسمة من الخجل، وهمست دون وعي:
– مروان... عايز يخطبني أنا؟

ضحكت سهير برقة:
– لا... عايز يتجوز. أنا هكلم بابا، إيه رأيك؟

لم تستطع نَسمة الرد، فبادرتها سهير ضاحكة:
– خلاص... أكلم بابا.

على الغداء...

سألت سهير باستغراب:
– فين أحمد؟ مش موجود من ساعة ما جيت.

ردّت نَسمة بابتسامة فخورة:
– اتصلوا بيه في الشركة، يظهر إنه اتقبل في الشغل النهارده.
أنا فرحانة جدًا عشانه... دي شركة كبيرة ومستقبلها حلو.

ابتسمت سهير وقالت:
– ربنا يوفقه... هم الكسبانين طبعًا.

ثم وجّهت حديثها إلى يوسف:
– يوسف، أنا جبتلك هدية من فرنسا... أتمنى تعجبك.

ردّ يوسف بأدب ولباقة:
– لازم تعجبني... لأنها من ذوق حضرتك.

ابتسمت سهير بحنان:
– حبيبي... ربنا يخليك.

في المساء...

قالت نَسمة برجاء:
– أرجوكي باتي هنا... إحنا عندنا شقة للضيوف.

هتفت سهير باعتذار:
– معلش يا حبيبتي، مروان أكد عليّا نرجع في نفس اليوم... بس ردي عليا ضروري.

– إن شاء الله.
**********

قال أحمد:
– أنا عايزك تشوف لي شقة أوضتين قريبة منك عشان نروح الشغل مع بعض.

هتف نادر من عينيه:
– تصدق أنا فرحان إنك معايا أكتر من الشغل نفسه.

ابتسم أحمد لذلك الشاب الطيب الذي شعر بالقرب الشديد منه في تلك الفترة القصيرة، وقال:
– ربنا يخليك، ده العشم برضه.

سأله نادر بفضول:
– هتعمل إيه؟ إحنا هنستلم الشغل بكره.

أجاب أحمد:
– هيكون صعب أسافر النهارده وأرجع بكره.
هبات في شقة واحد صاحب والدي لحد ما أشوف الشقة.

قال نادر:
– خلاص، تعال معايا البيت، ناكل لقمة ونتعرف على الحج والحجة.

رفض أحمد:
– ماينفعش ندخل على الناس كده.

رد نادر مطمئنًا:
– والله ما يحصل، أنا هتصل بيها تحضر الغدا، وأنا وأنت نلف شوية لما تخلص.
**********

خبط خالد على غرفة نَسمة، ثم دخل.
هتف بحنان:
– حبيبتي، لسه صاحيه؟

اعتدلت نَسمة في جلستها وردّت:
– أتفضل يا بابا.

جلس خالد على الكرسي بجوار سريرها، وسألها:
– إيه رأيك في طلب مدام سهير؟

خجلت من سؤاله، فهربت من الرد بطريقة غير مباشرة:
– لما أحمد يرجع بالسلامة ناخد رأيه.

أوضح خالد:
– أحمد استلم الشغل ومش هيعرف يرجع اليومين دول، ومدام سهير عايزة الرد بسرعة.

نكست نَسمة رأسها وقالت:
– اللي حضرتك تشوفه، أنا معاك.

ابتسم خالد وقال:
– خلاص، هعرف أحمد وأتصل بيها وأقولها موافقتنا.

لم ترد نَسمة، فضحك خالد وقال:
– السكوت علامة رضا... ربنا يتمملك على خير.

ثم أكمل:
– أنا مش هسأل عليه، كفاية حب مدام سهير ليكي ولحفيدتها، وهي هتكون حماية ليكي بعد ربنا.
– نامي أنتي، وأنا هكلم أحمد.

أصرت نَسمة:
– لا يا بابا، أنا عايزة أكلمه أنا.

فابتسم خالد وقال:
– خلاص يا حبيبتي، أنا مش هتدخل بينكم.

********
سأل نادر أحمد بتعجب:
– أنت رايح فين كده؟

أجاب أحمد بمرح:
– هجيب حلويات.

قال نادر مازحًا:
– يا عم أنت مش غريب!

ابتسم أحمد وقال:
– أنت مالكش دعوة.

أخذ أحمد الحلويات والفاكهة معه.
نظر نادر بعدم رضا:
– أنت بتدفع ثمن الغداء كده؟ عيب والله!

رد أحمد بنبرة هادئة:
– أنا كده هزعل منك، أنا متعود على كده، مبروحش عند أي حد مهما كان قريب بأيدي فاضية.

ابتسم نادر وقال:
– خلاص يا عم، ما تزوقش، أبقى تعال كل يوم.

وصلوا أمام منزل أحمد، في إحدى الأحياء الشعبية التي تُسمى بالدفيء والطيبة. نزلوا من السيارة.

أخذ أحمد ساتر عن الباب، وعندما فتحه نادر نادى:
– ماما، يا أهل الدار، إحنا وصلنا.

قابلهم والد أحمد، رجل كبير في السن ذو وجه بشوش، وقال:
– أهلاً يا بني، نورت بيتنا البسيط، عارف إنه مش قد المقام.

مد أحمد يده وقال باحترام:
– ده نورك يا حج.

رد الرجل مبتسمًا:
– ما تقولش كده، المكان بسكانه وكفاية أخلاق. ابنك دليل على عنوان البيت.

سأل والد نادر:
– ربنا يكرم أصلك يا ابني، يا أم نادر فين الأكل؟

جاءت سيدة في الخمسين من عمرها، والد نادر. سلمت على زميل ابنها وقالت:
– أزيك يا حبيبي، نورتنا.

رد أحمد مودعًا:
– أزيك يا أمي، أخبارك؟

على باب غرفة البنات، هتفت سالي بلهفة:
– تعالي يا هناء، شوفي صاحب أخوك.

قالت هناء بإعجاب ودهشة:
– غريبة، أول مرة أخوك يدخل حد من أصحابه البيت.

هتفت أختها بإعجاب:
– ده شكله مز من الآخر.

قالت هناء بضيق:
– اتلمي يا سالي، أحسن أقول لنادر.

ردت سالي:
– والله، ساعة ما تشوفيه هتحبيه، عيونه خضرا وشعره بني فاتح.

********
عاد أحمد في المساء إلى غرفة صديق والده، فبدّل ملابسه، ثم دخل ليتوضأ.
وبعد أن فرغ، جلس ليصلي العشاء، ثم تناول مُصحفه الذي لا يفارقه أينما ذهب، ليقرأ ورده اليومي.
وقبل أن ينتهي، رن هاتفه...
نظر إلى الشاشة، فظهر اسم "نسمة".
تناول الهاتف بابتسامة وردّ وهو يقول:
– حبيبة أخوها... أخبارك يا قلبي؟

– الحمد لله يا حبيبي، عامل إيه؟

– هستلم الشغل بكرة.

هتفت بتشجيع صادق:
– حبيبي... مستقبلك باهر من الوقت!

– يا رب يا حبيبتي. نجاحي في شركة من أكبر شركات البلد هيساعدني كتير في بناء اسمي، وهيوفّر عليّ سنين من التعب والشقى.

هتفت فجأة بفرحة:
– أحمد! مروان طلب إيدي!

اعتدل في جلسته وهو يهتف بدهشة:
– بجد؟!

فهو يعلم جيدًا مشاعر أخته تجاه مروان منذ أول مرة رأته فيها. لقد عاهد نفسه أن يكون لها صديقًا وسندًا قبل أن يكون أخًا.

تابعت نسمة بحماس:
– طنط سهير جت النهاردة، وعرضت الموضوع على بابا.
هو كان هيكلمك، بس أنا حبيت أبلغك بنفسي.

شعر بفرحتها في صوتها وطريقة حديثها، فقال بفرح:
– ألف مبروك يا حبيبتي! بس إحنا منعرفش اسمه بالكامل عشان نسأل عليه.

ردّت نسمة مطمئنة:
– بابا قال مش هنسأل، كفاية حب طنط سهير وحنين ليا.
هو ما يعرفش إني كمان بحبه، بس ماكنتش أتخيل إنه يفكر فيا.

رد أحمد بعدم رضا، مستغربًا من قلة ثقتها بنفسها، خاصةً أمام مروان:
– ليه يا حبيبتي؟ أنتي ألف مين يتمناكي!
وكتير بيجروا وراكي ومستنيين إشارة منك.

تنهدت بحالمية وهمس صوتها:
– بس... محدش منهم خطف قلبي من أول نظرة... غيره.
********
مرّت الأيام سريعًا، وجاء يوم الخطوبة المنتظر.

وصلت سهير وزوجها، برفقتهم مروان، أخوه، وابن عمه. وكان في استقبالهم خالد، وأحمد، وأعمام نَسمة، وخالها.

جلس الجميع، وبعد تبادل التحيات والمجاملات، تحدث وجدي والد مروان بهدوء واحترام:

– إحنا جايين النهاردة، ويشرفنا نطلب إيد بنتك نَسمة لابني مروان.

رد خالد بابتسامة دافئة:
– الشرف لينا إحنا يا حج وجدي.

تابع وجدي:
– بص يا خالد، إحنا مش طالبين حاجة، جناح مروان كامل ومجهز من كل شيء، أما بالنسبة للشبكة والمهر والمؤخر، إحنا تحت أمركم في أي حاجة تطلبوها.

ابتسم خالد بتأنٍ، وقال بنبرة حازمة:
– دي بنتي الوحيدة ودلوعة العيلة، وماينفعش تخرج من بيت أبوها أقل من أي حد.
أنا جايب لها أحسن وأغلى حاجة، وكل شوارها من بره.
أما الشبكة... فهي هدية العريس لعروسته، مالناش دعوة بيها.
وبالنسبة للمهر والمؤخر، دول مش يهموني.
أنا بعطيك حتة من قلبي... عندي أغلى من كنوز الدنيا.
كل اللي بطلبه: تعتبرها زي بنتك، وتحافظ عليها.

ضحك والد مروان وقال ممازحًا:
– ومين يقدر يبصلها؟ دي في حماية مدام سهير بحالها!
يعني لو حد بصلها غلط، هنطرد من الفيلا... ومن الشركة كمان!

ضحك الجميع، إلا مروان، الذي كان يشعر بضيق خفي، ويتمنى أن تنتهي تلك الجلسة سريعًا.

هتف وجدي مبتسمًا:
– فين العروسة؟ عايز أشوفها.

طلب والدها من والدتها أن تنادي نَسمة.
جاءت نَسمة على استحياء، وهمست بصوت خافت:
– السلام عليكم.

التفت الجميع نحو الباب، وفي لحظة واحدة...
خيم الصمت.

كانت الصدمة من نصيب فريد، والذهول الممتزج بالإعجاب من نصيب وجدي ، شقيق.
والده الذي ابتسم وقال بانبهار:
– بسم الله ما شاء الله... عرفت تختار يا حبيبي. ربنا يباركلك.

في حين هتف فريد فجأة، بعصبية ظاهرة...


                 الفصل السادس من هنا

تعليقات



<>