
رواية ابتليت بحبها بقلم نجمه براقه
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الرابع والاربعون44 بقلم نجمه براقه
ياسر
كنت بكلم بسنت قبل ما أنام، وبحاول اخليها تتكلم براحتها من غير تردد او كسوف وتقولي كانت تقصد إيه بسؤالها لما قالتلي:
"هفي بينك وبين حمزة كلام في الخصوصيات؟"
وقبل ما اقدر اخد منها الرد، جالي اتصال من مروان. تنهدت بزهق ورديت:
– عايز إيه يخربيت أهلك؟
– وهعوذ منك إيه؟! فين أراضيك؟
– هي هي نفس أراضيك. عايز إيه يا مروان؟
– تصدق إنك بقيت عيل وسخ؟! بطمن عليك يا ناقص
– أنا الحمد لله، بفضل ونعمة.
قال باستهزاء
– فضل ونعمة؟!
– آه، تحب أسلملك عليهم؟
– مبسلمش علي ناس غريبة، بتعمل إيه؟
– بكلم خطيبتي... آه، نسيت أقولك عقبال عندك، خطوبتنا بعد بكره.
– لا يا شيخ؟! فجأة كده؟ لتكون بتصلح غلطة
سبيته قفلت في وشه السكة، ورجعت أكلم بسنت:
– واحد رخم اتصل. قولي بقى، إيه معنى سؤالك ده؟
– يا بني، مفيش.
– طيب علي الطلاق لتقولي.
– بتحلف عليا بالطلاق يا ياسر؟
– أيوه، هتنطقي ولا تبقي طالقة.
سكتت، فبعتلها تاني:
– اخلصي بقى متبقيش رخمة. ليه بتسألي السؤال ده؟
ردت أخيرًا:
– ماشي، هقولك. أصل صدام سمع رقية وهي بتتكلم عن قتل حمزة.
ومش عارف إزاي، بس عرف إن زيدان كان ناوي يقتله بجد.
وقال لـ رقية إنه عايز حمزة يبعد شوية، وطلب منها تقوله نسافر بحجة شهر العسل.
وهي تقريبًا دماغها لانت بس مكسوفة، فبسألك لو كان بيتكلم معاك في الخصوصيات دي، علشان تقوله...
قلت بخبث:
– أقوله إيه؟
– تقوله يا ياسر...
– أيوه، أقوله إيه؟
– يا ظريف.
– ههههه، أوكي فهمتك. ماشي، سيبيلي أنا الموضوع ده.
– بس متفضحش الدنيا.
– مش هفضحها... أنا عارف هجبها له إزاي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#حمزة
كنت قاعد في الصالون شارد بتفكيري، مش حاسس بالدنيا حواليا، لحد ما انتبهت لصوت رقية وهي بتقولي:
– الفيشار...
اعتدلت في قعدتي من غير ما أبصلها وقلت وأنا برجع بعيني للفيلم:
– شكرًا.
مديت إيدي، غرفت شوية، ورجعت لشرودي من تاني من غير ما أنتبه لها وهي فضلت ساكتة، ومسمعتش صوتها تاني، كان سكوتها غريب هي مش متعودة تسكت بالشكل ده وبتكسر الصمت حتي لو بحركة في المكان
بصيتلها، وفتحت بقي علشان أتكلم، لكن اللي شوفته لجم لساني...
وانبهرت بشكلها.
كانت لابسة فستان سهرة أسود، مع مكياج ناعم، وشعرها مموج على غير العادة.
إيديها كانت بتترجف وهي بتزيح شعرها ورا ضهرها وبتحرك عينيها في كل الاتجاهات الا الاتجاه بتاعى
ابتسمت باندهاش وقلت:
– إيه الجمال ده؟
قالت بربكة:
– آه، ما أنا كنت بجرب الفساتين أشوف حاجة تنفع للخطوبة، وده عجبني، بس مش متأكدة إنه ينفع، فقلت أشوف رأيك... بس هقلعه.
قالتها وقامت فورًا، لحقتها ومنعتها تمشي، وقلت وانا عيني بتفحص مظهرها الجديد:
– لا تقلعيه إيه، ده كده عظمة... خليكي بيه الليلة.
وشها احمر من الخجل، وقالت:
– ماشي... هجيب مية وهاجي.
فسحتلها الطريق، وقلت وأنا مش قادر أشيل عيني من عليها:
– ماشي، روحي... خلي بالك.
مشيت بخطوات متعثرة، رجليها كانت بتخبط في بعض، وكأنها عايزة تختفي من قدامي بسرعة.
كانت تصرفاتها غريبة ، وخلت عقلي يهيألي إنها ممكن تكون بتعمل كده علشان قابلة يحصل بينا حاجة...
وبعد أكتر من عشر دقايق وانا مستنيها عشان بس اشوف منها اي اشارة او اي فعل يأكدلي شكي ده رجعت وقعدت مكانها، وهي مش قادرة تبصلي، وعينها على الفيلم.
وأنا بتأمل جمالها بابتسامة، سألتها:
– مبتكليش ليه؟
قالت بربكة:
– هه... لا باكل أهو، باكل.
غرفت شوية وبدأت تاكل، بس كانت متلخبطة من نظراتي، ومش على بعضها، لدرجة إن الفيشار كان بيقع من إيدها قبل ما يوصل لبقها.
قالت وهي بتقوم:
– ناقصين ملح، هجيب.
لحقتها بعيني، وجوا عقلي في صوت بيقولي:
"ما تحاول... يمكن ده قصدها، يمكن عايزاك ومكسوفة، يمكن مش هتمانع المرة دي."
وفي النهاية حسمت امري اني هحاول الليلة دي...
لكن حاجة حصلت خلتني أغير رأيي.
اتصال من ياسر.
رديت عليه وقلت:
– عايز إيه؟
– بتعمل إيه؟
– قاعد... متصل ليه دلوقتي؟
– مالك ياض ؟ لتكون بتتعدى على شرف الحج عبد الوارث وهو مأمنك عليه؟
قلت بنرفزة:
– إنت لو مقفلتش دلوقتي، أنا هتعدى على شرف أبوك إنت.
ضحك بمياعة وقال:
– يا سافل!
_ ياض سخن.
_ خلاص بقى، متبقاش سافل بجد. اقفل وكلمني رسايل، عايز أقولك حاجة مهمة.
– ياما بارد يا أخي... حاجة إيه دلوقتي؟
– اسمع بس، يلا.
قفلت معاه، وبعتله وأنا مخنوق منه :
– نعم؟
– قبل ما أقولك، بتعمل إيه بصراحة؟ عشان اللي هقوله هيتوقف على اللي إنت بتعمله.
– رغي أهلك على المسا... بنسمع فيلم يا ياسر، اخلص.
– طيب هقولك حاجة، بس لو طلعت، لا إنت صاحبي ولا أعرفك.
شغلتني الكلمة، خلتني أدخل جوه علشان أعرف هيقول إيه، وبعتله:
– ماشي قول.
– أول حاجة لازم تعرف إننا مبنعطش، والكلام اللي هقوله جه وسط الرغي.
– ما تخلص يا زفت نشفت دمي، في إيه؟
– بسنت بتقولي إن رقية عايزة تكمل الجوازة دي، بس زي ما تقول مكسوفة تقولك... فاتلحلح إنت.
برقت ابتسامة عريضة على وشي وقلت:
– لا والله؟ بسنت قالتلك كده؟
– آه والمصحف، وقالتلي عشان هي عارفة إن أختها مش هتستجرأ تقولك
– أووكي، روح إنت دلوقتي.
– براحة ها... براحة.
– غور يا ***
قفلت التليفون كله، ورميته على الكنبة.
وخرجت وعلشان أطلع عينيها زي ما طلعت عينيا،
مكنتش هعمل حاجة غير لما هي تيجي بنفسها وتطلب مني.
#رقية
كنت في المطبخ بلوم نفسي واقول إزاي جالي الجرأة ألبس كده وأحط ميك اب مخصوص علشان ألفت انتباهه لحاجة المفروض هو يفهمها لوحده، من غير ما أضطر أعمل كده عشانه.
كنت مكسوفة ومحرجة، ومش قادرة أطلع تاني بعد ما حسيت إنه فهم.
هيقول عليا إيه؟
هيبصلي ازاي بعد كده ده مش بعيد يقول عليا وشي مكشوف
وبعد كام دقيقة، وأنا لسه واقفة هناك، دخل علي وقال:
– إيه يابنتي؟ كل ده بتجيبي الملح؟
استدرت للحوض وقلت بلخبطة:
– هجيب اهو، بس اغسل ايدي...
قرب وقال بهدوء:
– فكرتيني
إيديا كانت بتترجف، وانتفضت أكتر لما لقيته بيقف ورايا، لاصق فيا، وبيمشي بإيده على دراعي بلمسات ناعمة لحد كف إيدي.
رعشة عدت في جسمي، ومبقتش قادرة آخد نفسي.
"معقول؟ هو فهم بجد وهيعمل كده فعلًا؟"
حسيت بالخوف التفت ليه، بقينا وش لوش، مفيش بينا مسافة.
كنت مستنية ألاقي في عينيه حاجة، تعبير، نظرة، لمحة حتى...
لكن لقيته عادي، ولا كأن فيه حاجة.
وبهدوء قال وهو بيزيح خصلة شعري:
– شعراية كانت لازقة في إيدك... محتاجين دبوس يلمهم.
بعدت إيده عني وقلت بتوتر:
– هلمّهم أنا...
مسك إيدي بلطف وقال:
– هلمهملك أنا، تعالي.
خدني وراح بيا الأوضة، وقفني قدام المراية، ومسك المشط، ورجع وقف ورايا تاني، نفس الوقفة.
بدأ يسرحلي شعري بهدوء، لكن إيده كانت بتلمس رقبتي بلمسات خفيفة، وبتسيب رعشة فيا كل مرة.
بصيت لانعكاسه في المراية، ماكنش فيه أي تعبير غريب على وشه. استغربته
وقلت جوايا:
"ده مجنون؟ ولا بيستعبط؟"
فضلت أبص له لحد ما تفاجات بيه بيمسكني بالجرم المشهود وانا ببص عليه، بعثرت نظراتي بسرعة وقلت بتحمحح:
– كل ده بتسرح؟ مش كفاية كده؟
ابتسم وقال بهدوء:
– هربطهم بالدبوس...
مسك دبوس من علي التسريحة ورجع يلم شعري بيه، وبعد ما انتها لفني ناحيته وبص لي بانبهار وقال:
– إيه القمر ده؟ متجوز Miss World؟
نزلت جفوني بخجل وقلت:
– مش قوي كده...
رفع وشي ليه، وقال:
– ياريت تقدري نفسك شوية... أو خدي عنيا وشوفي نفسك بيها، انتي جميلة وقوي كمان، خليكي عارفة ده كويس..
نزلت عنيا تاني، مكنتش قادرة أبص لعينيه وهو بيتغزل فيا بنظراته قبل كلامه.
لقيته بيقربني منه، ويطبع بوسة ناعمة على راسي، ثم على جفوني.
إيده بدأت تلمس جسمي، علَت أنفاسي بارتباك شديد، كنت متخيلة إنه هيكمل وهيحصل حاجة بينا...
لكنه بعد ثواني رجع يرتبلي شعري وتنهد وقال:
– قمر قمر ، ها إيه رأيك تسمعي فيلم معايا؟ في فيلم خرافة شفته من كام يوم...
قلت وأنا حاسة بغرابة ناحيته:
– ماشي، أسمعه...
ابتسم ابتسامة غريبة وقال:
– يلا.
خدني من إيدي ووداني الصالون، قعدني في آخر في الكنبة، وشغل الفيلم وجه قعد جنبي.
زنقني في شبر واحد، وأحاط كتفي بدراعه، وصوابعه كانت بتداعب خدي ورقبتي.
حاولت أتزحزح بعيد، فبصلي وقال ببراءة:
– إيه يا حبيبتي؟ مضايقك؟
قلت بريبة:
– إيدك... مش حاسس بيها؟
ابتسم وقال:
– سوري، مش مركز...
بعد ايده عني وقال:
– الفيلم بدأ، هيعجبك أوي... بس هو رومانسي شوية.
ماكنتش مرتاحة... لا لقعدتي، ولا ليع، ولا للفيلم.
كان غريب ومريب وبيخوف.
رجعت أبص للفيلم.
كان باين انه رومانسي...
بنت بتدخل الجامعة، بتقابل شاب مغرور ومعقد.
تابعت لغاية ما دخلوا في لعبة "صراحة وجرأة"، وبدأت الأحداث تشد.
قلت:
– هو هيعمل كده فعلاً؟
بصلي بصة غريبة وقال :
– اسمعي وهتعرفي.
سكت.
وفجأة بدأت تظهر مشاهد تكسف. رومانسية في البر، ورمانسية في البحر، وفي أي مكان يكونوا فيه بيلزقوا زي ما يكون جواهم مغناطيس.
كنت ببص بطرف عيني من كتر الكسوف، لغاية ما جه مشهد رومانسي وسط حفلة.
كنت مرتاحة شوية، وتخيلت إنه هيخطبها ونخلص من دور الضحية اللي عايشة ده.
لكنهم بعد الحفلة رجعوا البيت، وقالتله: "عايزاك".
توسعت عيني، وقمت من مكاني فورًا، لكنه مسك إيدي وقال وهو بيقعدني بالقوة:
– رايحة فين؟
قلت بعصبية:
– رايحة فين إيه؟ إيه القرف ده!
– إنتي إيه اللي مزعلك؟ بتحبه... اقعدي، مش هتقومي غير لما الفيلم يخلص.
حاولت أخلص نفسي من إيده:
– إديك قلت بتحبه، إيه دخلني أنا أسمع!
قال بإصرار وهو بيقيد إيدي:
– بدأنا الفيلم سوا، هننهيه سوا. متبقيش مهزأة، ولا بتضعفي وخايفة.
– مين دي اللي بتضعف؟! إنت في حاجة في عقلك؟ اهو قعدت... ولا حاجة تهزني ! شغل
– إنتي هتقوليلي؟ لو كنتي بتضعفي، كان ده بقا حالنا؟... كان زمان عيالنا بيلعبوا حوالينا، يا روحي.
ضربته بكوعي في بطنه وقلت:
– طيب أوعا! نسمع الزفت ده...
بصلي بطرف عين بصة فيها من اللوع ما يكفي لاقناعي ان اللي فات حاجة واللي جاي حاجات بعد إيده عني، ورجع للمشهد اللي فاتنا، وقال بمكر:
– فاتت حتة كبيرة... هي أساس الفيلم، اسمعي اسمعي.
رجعت أبص للفيلم وأنا حاسة بتوتر وحرج، واللي زاد الامر سؤ ان المشهد اللي جه بعد كده كان مخل أكتر من مجرد رومانسية.
جريء جداً، مش عارفة ازاي مثلوه اصلا.
كنت ببصلهم علشان اثبتله ان عادي عندي وهو متابعني بطرف عينه، ابتلعت لعابي وبصتله وقلت
_ مش حكاية ضعف وغيره، بس ده حرام لو مكنتش عارف..
_ حرام ليه، ده احيانا بيكون مفيد لناس الباردين اللي معندهمش احساس، الواح التلج..
كان يقصدني بكلامه ده، مردتش عليه وخدت نفس عميق ورجعت ابص للفيلم لغاية ما انتها نهاية حزينة ف قفل الشاشة واستدار ليا في قعدته وقال
– خلص، مفيش اي خساير في الارواح ولا لوح التلج ساح
سكت شوية وبعدين بصتله قلت:
– وإشمعنا ده اللي سمعتهوني ؟
زم شفايفه وبعدين قال:
– اممم، ماشي نقول علشان بحبه، وحبيت أشاركك الحاجات اللي بحبها... وعلشان قصتهم بتفكرني بقصتنا...
– وإيه في القرف ده بيفكرك بقصتنا؟
– بدأت بلعبة، وانتهت بحب... هو زيي، دخلها تحدي، ومع إنه شاف كتير، محبش غيرها. وهي كمان كانت خايفة... لغاية ما اطمنت، وقالتله إنها عايزاه...
– بس أنا عمري ما كنت ولا هكون رخيصة زي دي!
– مين قالك إنها رخيصة؟
قلت باستهزاء
– لا مش رخيصة خاااالص... دي يدوب عاشت معاه من غير جواز!
ضحك وقال:
– انسي الجواز، هما عندهم الصحوبية زي الجواز. اتنين صحاب عايشين مع بعض، ومخلفين، وبينهم قصة حب...
المهم النهاية كانت سعيدة، وهي رضيت بيه... ولا إيه؟
تعلقت نظراتي بعينيه لحظات، وفهمت...
هو فهمني، وبدل ما يجي بنفسه، عاوزني أجي زيها.
لكن ماعلقتش.
لا كان عند، ولا كان تحدي، بس كانت تقيلة على لساني...
وأجلت الرد شوية.
وقمت ألملم الكركبة.
قال:
– روكا...
قلت من غير ما أبصله:
– إيه؟
– سوري لو كنت ضايقتك.
بصتله وقلت بهدؤء:
– لا عادي... أنا بس مبحبش أسمع النوع ده من الأفلام، بس رسالتك وصلتني.
– أي رسالة؟
– نهاية أي قصة حب... جرح.
ضحك وقال:
– هي دي الرسالة اللي وصلتك؟
– آه، ده اللي أنا فهمته... نهاية الحب جرح.
قال بابتسامة:
– إلا قصتنا، عمري ما هجرحك...
– مليش فيه، أنا فهمت كل حاجة.
هو اتراهن مع صحابه، وخلاها تحبه، ولما خد اللي عاوزه... جرحها.
فأنا مش هكون غبية زيها وأقع في الفخ ده.
قال بابتسامة:
– يعني أفهم من كده إنك بتحبيني؟
خفيت ابتسامتي، ومشيت ناحية المطبخ...
لكن حسيت إني لازم أرد.
رجعت، بصيت له، وقلت:
– لأ.
#صدام
كلام رحمة عن حسن أخد حيز كبير من تفكيري، ومكنتش عارف أصدق إنه قال عني كده فعلًا، ولا هي بس بتحاول تصلح ما بينا.
لان هو بيكرهني من زمان، وبيشوف كل لطف مني مع اللي حواليا نفاق.
وكمان رجعت أسأل نفسي:
هو يستاهل أعيش عمري أكرهه وأدورله على غلطة؟
ولا أنا ظلمته وخدته بذنب ماعملهوش؟
يمكن خلصت خذلاني من عمي، ونقلته عليه هو.
_ قاعد لوحدك ليه؟
قالتها نادية، مرات عمي، وهي جاية ناحيتي وأنا قاعد في الجنينة، تايه في أفكاري.
انتبهت ليها وقلت وأنا بعدل قعدتي:
_ ولا حاجة اتفضلي.
قعدت جنبي، ومسحت على ضهري بحنية وقالت:
_ مالك يا حبيبي؟ حالك مابقاش عاجبني."
قلت بهوان:
_ ولا عاجبني يا مرات عمي."
& وليه مش عاجبك؟"
_ علشان مايعجبش."
_ مايعجبش؟ ولا علشان زعلان من فيروز إنها سيباك؟"
سكت، فقالت بهدوء:
_ تبقى زعلان منها."
_ عمري ما أزعل منها، أنا أكتر واحد فاهمها، بس..."
_ بس إيه؟ كمل."
_ ولا حاجة متشغليش بالك ."
"لا، كمل. بس إيه؟"
_ بس هي مش فاهماني، خدت جنب ولما عملت زيها زعلت، هي مش واخدة بالها أنا بمر بإيه. انا مش قاصد أكون بعيد عنها بس مافيش فيا روح أشرح أو أتكلم."
_ هي خايفة ومتخيلة إنك ممكن في يوم تعمل فيها زي ما عملت مع يسرا. بس برضو، زعلانة جدًا إنك بعيد عنها... كلمها."
"بعدين... لما أفوق. إن فوقت."
فيروز
كنت خايفة وكنت عايزاه يطمني بكلمة واحدة بس.
كنت بستناه كل ثانية ييجي ويكلمني، يقولي إنه محتاجني، يعمل أي حاجة تخليني محسش إن دوري انتهى في حياته، أو إنه ماحبنيش زي ما يسرا بتقول.
لكن غيابه طول قوي، ونسيني عندها، ومفتكرنيش حتى برسالة وكأني مكنتش في حياته
تعبت. وكرهت نفسي.
ومبقتش عايزة أكمل، وعايزة أرجع دمنهور.
قومت من مكاني، وخرجت من البيت في نص الليل، وروحت دمنهور من غير ما أقول ليسرا.
مش عارفة إزاي قدرت أعمل كده، ولا إزاي عدت على خير،
لكن في النهاية وصلت، وخبطت على الباب.
أمي ردت من جوه بصوت فيه قلق،
ولما سمعت صوتي، فتحتلي.
وشها كان مشدوه، وسألتني:
– فيروز؟!!… إنتي؟
طلع تبص في الشارع وبعدين رجعتلي وقالت
_ يالهوي، انتي جاية لوحدك في وقت زي ده
رحمة
بعد ساعات طويلة واحنا بنتكلم، نمت…
وحلمت بيه.
كان حلم جميل واتمنيت ميخلصش،
ونعيشه سوا في الحقيقة مش بس في المنام.
ولما صحيت، لقيت قلبي مشتاقة ليه،
نفسي أسمع صوته، واحكيله على الحلم.
بعتهله رسالة… ورا رسالة…
ومردش نهائي ف اتصلت بيه…
مرة، اتنين، خمسة…وكل مرة بيرن، ومافيش رد.
رجعت بعتله وقلت:
-كل ده نوم ده لو حد بيموت مش هتنجده! لما تصحي كلمني
بعتها… وسبت التليفون، وطلعت من الأوضة وأنا مبتسمة.
مبسوطة بسبب الحلم.
ولقيت تيتا وصدام قاعدين على سفرة الفطار،
قربت منهم وقلت وأنا مش قادرة أخبي ابتسامتي:
- صباح الخير!
ردوا الصباح، وهما مستغربين البهجة اللي مالية وشي،
تيتا بصتلي وقالت:
- شوفتي النبي في المنام ولا إيه يا بنتي؟!
صلينا على النبي، وقلت ضاحكة :
- ليه يعني؟
- مبسوطة ودي مش عادتك
قعدت وقلت:
- وانتي تزعلي إني اكون مبسوطة؟ ده بدل ما تقوليلي اقعدي افطري!
- ربنا يبسطك كمان وكمان افطري… بالهنا والشفا.
- الله يهنيكي.
بدأت آكل، وابتسامتي طالعة مني من غير ما أحس.
كل شوية تظهر وتختفي،
بس لما عيني جات على صدام، لقيته بيبصلي بتركيز غريب…
زي اللي بيحاول يفهم حاجة مستخبية.
قلت محاولة تشتيت انتباهه عني:
- أمال فين الباقيين؟
تيتا قالت:
- محدش في البيت غيرنا.
كان رد تيتا قادر على جذب تركيزه ليها وإلاهائه عني ف بصلها وقال:
- خالص.
- خالص؟
سكت، وبطل يبصلي، وشرد كأنه مش معانا.
وفجأة… الجرس ضرب.
بصوا لبعض، وأنا قمت بحماس وقلت:
- أنا هفتح!
جريت على الباب بخفة…
بس أول ما فتحته…
كانه سهم اتغرز في قلبي.
كسر كل فرحتي،
ومحي ابتسامتي كأنها ما كانتش موجودة أصلاً.
#صدام
بمجرد ما شافت عمي اتبدلت من واحدة كلها حيوية ونشاط، لواحدة منطفية وحزينة…
وساعتها، عقلي بدأ يصورلي حاجات من ناحيتها.
هي كانت مبسوطة ليه؟
في سبب؟ ولا ده طبيعي؟
ولو في سبب… يا ترى ممكن يكون حد تعرفه من ورانا وإحنا منعرفش؟
كانت غريبة، وحواليها علامات استفهام كتير، لكن بسرعة صرفت الأفكار دي من دماغي، ومسمحتش لنفسي أتعمق فيها أكتر.
في اللحظة دي، جه عمي ياسين ناحيتنا وهو ضاممها ليه، ونظراته متثبتة عليا أنا تحديدًا، وكأن بينا منافسة عليها.
مكنش عندي طاقة أدي أي اهتمام لنظراته دي، فقلت بهدوء:
حمد لله على السلامة يا عمي.
رد بنفس الهدوء:
الله يسلمك... ويصبّرك.
سكت، وكملت مرات عمي الترحيب بيه. وأنا قمت من على السفرة وقعدت في الصالون التليفون في ايدي وبتابع الشغل بالرسايل
وفجأة، سمعنا صوت رنة موبايل رحمة من أوضتها.
اتلخبطت، وبعدت عنه بسرعة، وقالت وهي بتتحرك ناحية الأوضة بحركة تثير الشك:
أشوف مين بيتصل...
لحقها بعينه وهي داخلة.
و مش هو بس اللي حس إن في حاجة غلط… أنا كمان ابتدى الشك يرجعلي.
فضل مستنيها لغاية ما رجعت، فسألها بشك:
مين بيتصل؟
قالت بتلعثم واضح:
ده... ده حسن، كنت متصلة بيه من شوية عشان أسأله لو خاتمي في عربيته ولا لأ، وهو مسمعش الرنة، فكلمني.
سألها بنفس النبرة:
وانتي رقم حسن جالك منين؟
خدته منه... كنا في الجيم، وهو طلع وقالي لو احتجتي حاجة رنيلي، فخدنا أرقام بعض.
زَمّ شفايفه وقال:
أوكي، تعالي أوريكي جبتلك إيه...
خدها ودخلوا جوه.
كنت شاكك إنه دخل معاها مخصوص علشان يتأكد من كلامها.
وبالنسبة لي، مكنتش مصدق إن اللي كان بيتصل حسن فعلًا.
ارتباكها الواضح كان بيقول إن في حاجة مستخبية.
#ياسين
من ردودها المتلعثمة وارتباكها مصدقتش إن اللي كان بيتصل حسن زي ما قالت.
بصيت لايد صدام…
كنت عايز أتأكد، هل هو اللي كلمها؟
ولقيت التليفون في إيده، بس مفيش عليه حاجة باينة،
ومع كده… مقدرتش أمنع نفسي من الشك.
قررت أدخل بيها الأوضة… أتأكد بنفسي.
دخلنا، وأنا ماسك شنطتي، حطيتها على السرير وقلت لها:
– تعالي اقعدي.
قعدت على الطرف التاني من الشنطة بعيد عني،
وبدت متوترة ومش علي بعضها
فتحت الشنطة… طلعت الفستان اللي كنت جايبهولها، فردته قدامها وقلت:
– إيه رأيك؟
ردت ببرود:
– حلو.
– حلو وبس؟، مش عاجبك؟
– لا، عجبني… حلو قوي.
عيني كانت مركزة في تعبير وشها،
وشايف لخبطتها وخوفها الواضح.
اتظاهرت إني هادي وقلت :
– هيكون أحلى عليكي.
ابتسمت ابتسامة مزيفة، باينة فيها إنها بتتصنع ف قلت
– ممكن تجيبيلي شوية مية؟
– حاضر
كانت كأنها مستنية الكلمة دي،
جريت تخرج من الأوضة بسرعة، كأنها بتتنفس تاني بعد ما كانت مخنوقة.
رجعت بعيني لتليفون المحطوط على التربيزة مسكته بسرعة…
دخلت على سجل المكالمات وانا بحرص انها تشوفني.
كنت متوقع ألاقي اسم غريب…
حد تاني غير "حسن"، أو حتى إن آخر مكالمة عدّى عليها وقت طويل.
لكن اتفاجئت.
آخر اتصال فعلا كان من حسن.
والتوقيت… كان لسه من شوية.
#حسن
كنت متوقع إنه هيتصل من رقمها، علشان يتأكد إن أنا اللي كلمتها، أو على الأقل يشوف بتكلم معاها إزاي.
فضلت مستني على أعصابي…
بحاول أهدى علشان أعرف أرد عليه من غير ما أخلّيه يشك فيا أكتر.
وبعد نص ساعة تقريبًا،
رن التليفون… كان الرقم بتاعها.
خدت نفس عميق… ورديت بصوت ثابت وجاد:
– أيوه يا رحمة، ملقتش حاجة في العربية،
متأكدة إنك نسيتيه فيها؟
جاني صوتها واطي جدًا:
– مفيش حد… أنا لوحدي.
تنفست براحة وقلت:
– تخيلت إنه ممكن يتصل علشان يتأكد.
– هو فعلًا مسك التليفون، واتأكد إنك إنت اللي اتصلت مش حد تاني.
بس انا عاوزه اعرف خالك ليه شكاك كده؟
مشافش مني حاجة تخليه يشك في أي حركة أعملها،
ده حتى لما بكلم صدام قدامه، بيحسسني كإني اتقفشت معاه!
قلت بضيق:
– مش عارف.
– ومش شايف إنه شكاك بزيادة؟
– يمكن.
– لا مش يمكن، أكيد! خليك حقاني
– يا ستي… شكاك ومزودها.
حسيت بخزي من نفسي …
ان الكلام ده طلع من انا بذات.
مكنتش طايق أكمل الكلام، فغيرت الموضوع بسرعة:
– المهم… طمنيني، عاملة إيه؟
– متعكننة.
– وإيه اللي معكننك؟
– علشان رجع.
– هو فين دلوقتي؟
– قال هينام شوية…
بس كده مش هنقدر نخرج مع بعض تاني.
– مش عارف.
– لا، والنبي اعرف أنا نفسي أشوفك،
وإنت مش هتيجي هنا تاني!
– وأنا كمان نفسي أشوفك كل يوم…
بس نصبر شوية، أكيد هنلاقي حل.
– طيب…
– متزعليش.
– مزعلش إزاي؟ ده أنا صاحية من النوم هموت وأشوفك!
كلمتها خلتني أهدى تمامًا،
يمكن عشان كانت وحشاني زي ما واحشها
ابتسمت وقلت:
– اشمعنا؟
– حلمت بيك.
قلت بمكر خفيف:
– أيووة! حلمتي بيا؟ وحلمتي بإيه؟
مكنتش واخدة بالها من نبرتي، وقالت بعفوية:
– حلمت إننا هربنا مع بعض،
وروحنا مكان بعيد عن كل الناس،
كنا أنا وإنت لوحدنا.
– حلم جميل.
– طيب… إيه رأيك نحققه؟
– نهرب؟ ولا نكون لوحدنا؟
– نهرب ونكون لوحدنا.
– طيب وليه الهروب؟
ما يمكن نلاقي حل.
– وتفتكر ليها حل؟ أنا مش متفائلة.
– ولا أنا بس سيبي التشاؤم على جنب، وافتحي الكاميرا، عايز أشوفك… إنتي وحشاني قوي.
– طيب، دقيقة.
عدت دقيقتين، ورجعت باتصال فيديو.
كانت تقريبًا في الحمام…
وشيء جوايا ارتاح، كنت ببصلها وباملي عيني منها كأني مشوفتهاش بقالي شهور.
قالت:
– بتبصلي كده ليه؟
– وحشاني ، وبقول ياريت القاء ده كان بره وشوفتك علي الواقع.
– وإنت كمان واحشني
قلت بخبث :
– متنسنيش، قوليلي الحلم بالتفصيل…كنا بنعمل إيه؟ متخبيش حاجة.
ابتسمت وقالت بعفوية:
– مسكت إيدي، وجرينا سوا، لحد ما وصلنا لمكان بعيد…
كان زي خرايب كده،
بس أنا كنت مبسوطة وبقول
"أخيرًا خلصت من ياسين، وهنفضل مع بعض."
كل مرة بحاول أمارس عليها شقاوتي،
بتحرجني بعفويتها وبرائتها…
عكس يسرا،
اللي كانت بتفهم التلميح،
وكتير كانت هي اللي بتبدأ.
اتكسفت من نفسي وسكت،
قالت:
– سكت ليه؟
هزيت دماغي بنفي وقلت:
– ولا حاجة… بتخيل الحلم معاكي بس.
حازم
كنت هتجنن ومش عارف ازاي لغاية دلوقتي مفهمش حد اتكلم في الموضوع ده.
رجعت اسأل مروان للمرة العاشرة:
- يمكن خبت عنه ياض
قال بزهق:
- زن امك على الصبح، ما قولنا مقالتش. انت زعلان ليه؟ ده بدل ما تفرح
- انت غبي ، وهي متقولهوش ليه؟ في حاجه غلط، والراجل ده كمان وراه سر. انا مش هرتاح غير لما اعرفه
- زن زن لغاية ما تلبسنا في مصيبة. بقولك ايه؟ اقطع علاقتك بيا، مش عايز اعرفك تاني. انا ماشي
- استنا يا
شوح بإيده ومشي، وسابني أفكر ازاي ممكن اعرف هي ليه خبت، ومال الراجل ده بحمزة