رواية ليلة القمر الأزرق الفصل الثالث3 بقلم دعاء سعيد


 رواية ليلة القمر الأزرق الفصل الثالث3 بقلم دعاء سعيد

استحوذ الخوف والقلق والحيرة ع قلب وعقل نورين...
فلم تعد تدرك كيف انها لا تستطيع ان تتذكر هويتها الحقيقة.........
فهى تشعر بغرابة كل مايدور حولها .....
حتى انعكاس صورتها فى المرآة تشعر وكأنها لامرأة غيرها.........إمرأة لاتعرف عنها شئ غير ان اسمها ناريز وهى سيدة هذه القلعة.....
وكأن روحها حبيسة جسد لاتعرفه......
وما أن ظهر الاضطراب ع نورين حتى اقتربت منها مياس وربتت ع كتفها وكأنها تحاول أن تطمئنها ......
ارتدت نورين ثيابها بمساعدة وصيفتها......
وأخذت تحدث نفسها .....
(((الظاهر ان المرض اثر  عليا ....
لدرجة تخليني أشعر أن شكلى غريب عنى .....)))
وما إن انتهت نورين من ارتداء ثيابها .....حتى اعطتها الوصيفة شال شفاف واخبرتها  انها ستضعه ع وجهها  اثناء تواجدها خارج القلعة كما أمر الملك سلمان .......
أمسكت نورين بالشال وانطلقت مع مياس فى طرقات القلعة متجهة ناحية الباب حتى بلغته ...فوجدت الملك جالس ع كرسى ضخم يشبه العرش فى انتظارها ......
وما أن رآها حتى وقف تحية لها ....
وامسك يدها وقبلها ثم اصطحبها للباب ....
وقبل أن يفتح الباب أمرها أن تغطى كامل وجهها بالشال.....
فما ان فتح باب القلعة حتى رأت نورين نور الصباح ع الرغم من الشال الذى يغطى وجهها الأبيض....
وبالفعل أدركت أن الوقت صباحا وليس مساءا كما اخبروها وليس كما أعتقدت من الظلام السائد داخل القلعة رغم ان النوافذ زجاجية وليست مغطاة إلا انها تعكس ظلام طوال الوقت ولا تسمح بمرور نور الشمس....
بدأت نورين تشعر بأنها عادت للحياة عندما بدأ نسيم الهواء يداعب وجهها من وراء الشال....
أمسك سلمان يدها  بقوة وكأنه يخاف أن يفقدها.....
وسار معها حتى بلغا مكان داخل أسوار القلعة به مجموعة من الخيول ..... 
فاقترب منها وشد لجام أحدها ليقربه من نورين ونظر لها قائلا....
(((يلا يا ملكة ناريز ....اركبى فرستك وانطلقى زى عادتك...)))
نظرت نورين للفرسة التى كانت بيضاء اللون وشعرها أشقر وكأنها تشبه ملامح ناريز .....إلا إنها لم تشعر بأى الفة تجاهها وع العكس فهى تشعر بالخوف وانها غير قادرة ع ركوب هذه  الفرسة .....
اعتذرت نورين للملك قائلة...
(((سامحنى يا مولاى...انا شاعرة انى متعبة شوية ومش هقدر اركب الفرسة اليوم .. ..ارجوك اعفينى.....)))
ابتسم سلمان لها وفى لحظة خاطفة حملها ووضعها ع الفرسة فلم تدرك ماحدث إلا وهى تمتطى ظهر الفرسة البيضاء  .... فاسرعت تتمسك بلجامها ..
ثم اقترب الملك من اذن الفرسة وكأنه يهمس لها وربت ع ظهرها .....فانطلقت مسرعة بنورين...التى تزايدت ضربات قلبها وشعرت وكأنها ستطير من فوق  الفرسة من شدة سرعتها.....فتمسكت باللجام خوفا من السقوط .....إلا أن اندفاع الهواء جعل الشال يطير من فوق وجه نورين  ....
وقبل ان يسقط الشال ع الارض التقطه الملك 
الذى كان  قد امتطى فرسا اخر وانطلق مسرعا خلف ناريز  ليقوم بتأمينها....
فما ان سقط الشال من فوق وجهها حتى بدأ يختل توازنها وكادت أن تسقط من فوق الفرسة .....وفى هذه اللحظة كان الملك قد اسرع بفرسه بمحازاتها وساعدها لتقفز من فرستها لفرسه وتركب خلفه حتى لاتسقط ......
تمسكت نورين بقوة بالملك خشية السقوط فإذا به ينطلق بها كريح مغادرا أسوار قلعته إلى الغابة القريبة وهو لايشعر واستمر فى ركضه بالفرس دقائق قليلة شعرت نورين خلالها وكأن روحها خرجت من  جسدها وحلقت فى السماء ...........
وفجأة بدا وكأنه تذكر شيئا جعله يشد لجام فرسه ويغير اتجاهه عائدا إلى قلعته ...وكأنه يريد أن يحتمى باسوارها من شئ يقلقه........ 
عادت نورين مع الملك إلى داخل اسوار القلعة....
وهى تشعر  وكأن هناك بعض القيود بدأت تسقط عن روحها.......
وقبل أن يدخلا من بوابة أسوار القلعة ...امرها الملك أن تغطى وجهها أمام الحراس حتى تصل إلى باب القلعة الداخلية....وبالفعل غطت نورين وجهها حتى دخلت من باب القلعة....فما ان دخلت حتى رأت نفس الظلام الحالك وكأن الصباح ذهب وحل مكانه الليل....
 وو جدت مياس فى انتظارها لتصطحبها الى غرفتها
  كى تغير ثيابها ....
فذهبت معها ودخلت غرفتها ونظرت لانعكاس صورتها فى المرآة مرة ثانية ....فقد كان بداخلها شعور انها سترى صورتها الحقيقية هذه المرة والتى لا تتذكرها إلا كصورة ضبابية....وع الرغم من عدم تذكرها شكلها بدقة إلا انها  لم تكن تشعر أن  انعكاس صورة الملكة ناريز  التى رأتها بالمرآة بأنها تمثلها  .....
فما ان نظرت حتى رأت نفس الصورة التى رأتها من قبل ولم تتغير ....
رأت انعكاس صورة الملكة ناريز .................. 

تعليقات