رواية وما معني الحب الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم ايه شاكر

رواية وما معني الحب الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم ايه السيد شاكر
 
منك لله يا حمدي خبطت البنت

قالتها مروى بصدمة دون أن ترتجل من السيارة في حين أجفلت «هدى» وانحنت لمستوى «منى» التي ترقد على الأرض فاقدةً وعيها، فحصتها في سرعة علها تتكشف إذ أصابها مُصاب، لم يكن هناك أثرًا للد**ماء لكنها لم تطمئن فقد تكون الإصابة داخليه!

من ناحية أخرى ركض مصطفى صوبها وتبعه أحمد،   حدج مروى الواقفه جوار حمدي تفرك يدها بارتباك بنظرة حادة وقال:
-مروى! بتعملي إيه هنا؟ 

توترت مروى ووقفت تلعن حظها على تلك الصدفه السيئة، لم تطل نظراته لمروى وانحنى يتفقد تلك الشريحة بلا حول ولا قوة، وفي سرعة أخرج المفتاح من جيبه وقال لصديقه: 
-روح هات العربيه من هناك بسرعه يا عُمر.

نظرت هدى لأحمد «عمر» فهي تعرفه من صورته، نفضت الأفكار من رأسها فلا مجال للشرود الآن، صاحت هدير بغضب وهي تُطالع حمدي وتشير نحو منى:
-ينفع كده! مش تاخد بالك!! 
-أنا والله مخبطهاش أنا فرملت وهي وقعت قدامي.
قالها بتوتر وهو يخلل أنامله في شعره المشذب بعناية، فهزت هدير رأسها باستنكار وأطبقت يدها على فمها في اضطرابٍ شديد.

تحسست هدى النبض والتنفس وصاحت:
-عايزه أي حاجه عاليه أرفع رجليها عليها...

أحضر حمدى شيئًا من سيارته ورفعت هدى قدمي منى بحيث يكون مستوى رأسها منخفض عن قدميها، وانتظرت بضع ثوان وأعصابها ترتعش هلعًا في حين وصل أحمد بالسياره وارتجل منها قائلًا لهدى: 
-يلا ناخدها على أقرب مستشفى.

رمقته هدى بنظرة استعادتها سريعًا  لتُطالع منى التي فتحت عينيها، قالت:
-منى إنت كويسه يا حببتي؟ حاسه بإيه؟

ردت منى بلسان ثقيل وأعين هائمه: 
-كـ... كويسه.

سندتها هدى حكي تقف على قدميها ووقفت منى تستند على هدى وهدير فمازال توازنها مختل...

نظرت هدى لحمدي وهدرت به:
-وإنت ماشي نايم! مبتعرفوش تسوقوا بتركبوا عربيات ليه؟

ردت مروى بعصبية:
-ما قالتلك هي كويسه هي شغلانه ولا إيه! 
تدخل أحمد:
-الحمد لله يا جماعه جت سليمه... قعدوها في العربيه شكلها مش قادره تقف.

جلست منى بداخل السيارة فنظر مصطفى من النافذة وقال:
-إنتِ كويسه؟
أومأت منى رأسها دون رد...

أشارت مروى لمصطفى فاتجه نحوها وحين وقف قبالتها همست بغيره: 
-مصطفى إنت تعرفها منين؟

نظر بإتجاه حمدي الذي يستند على سيارته بعيدًا عنهم، وقال:
-المفروض أنا اللي أسألك مين ده؟ 

ازدردت مروى لعابها وقالت بنبرة مرتبكة:
- دا...دا زميلي في الكليه و....

قاطعها مصطفى:
-وبتعملي إيه مع زميلك في الكليه بالليل؟ 
-عـ... عادي كنا بنزاكر و...

ابتلعت غصة حلقها فقال مصطفى بسخرية:
-وايه!!! على العموم لو سمحتي اول ما ترجعي بيتكم اعمليلي بلوك مش من الفيس بس لا من حياتك كلها

انفعلت مروى وقالت:
-يكون أحسن برده... إنت يعني فاكرني مش عارفه انك بتتهرب مني بقالك فتره سكة السلامه... بلوك من دلوقت... 

اقترب حمدي من مصطفى حين لاحظ تعبيرات الانفعال على وجه مروى، وقال:
-أنا آسف والله هي ظهرت فجأه وأنا مخبطهاش و...
-حصل خير... خد الي معاك وامشي...
قالها مصطفى وهو يوقع كلمته الأخيرة، فهرولت مروى تركب سيارة حمدي وقد بلغ منها الغضب مبلغه.

على جانب أخر وقف «أحمد» بمفرده ينظر تارة لمصطفى وتاره لمنى ومن معها، وهدى ترمقه بطرف خفي وتسأل حالها هل هو نفسه! أم أنه شبيه له!

نظرت لمنى وقالت:
-يلا نرجع هتباتي معايا النهارده.
-أرجوكِ متضغطيش عليا أنا كويسه.

قالتها منى فتدخلت هدير: 
-يا منى اسمعي الكلام وتعالي معانا.

نظرت لها هدى برجاء وهي تقول:
-منى عشان خاطري تيجي معايا.

ارتجلت منى من السياره وتحاملت على نفسها ووقفت تتظاهر القـ ـوه والصمود وقالت:
-أنا كويسه متقلقيش عليا... خدي أختك وروحي.

زفرت هدى بقلة حيلة وهزت هدير رأسها باستنكار، وقالت:  
-طيب يلا هوصلك الأول.

تنهدت منى بنفاذ صبر وهمت أن ترد لكن قاطعها مصطفى الذي وقف جوارها ونظر لمنى قائلًا: 
-يلا نروح مستشفى نطمن عليكِ!

منى: لا أنا كويسه الحمد لله مفيش أي حاجه.. 
نظرت لهدى وربتت على يدها قائله: يلا يا هدي خدي أختك وروحي 
هدى: مش معقوله هسيبك في الحاله دي وأمشي!
تدخل مصطفى: منى جارتي... متقلقيش أنا هوصلها لحد باب شقتها
أحمد: طيب أنا همشي يا مصطفى... حمد الله على السلامه يا أستاذه
هم أن يرحل فأوقفه مصطفى قائلًا: عُمر! مفتاح العربيه فين؟
ابتسم أحمد وأخرج المفتاح من جيبه وأعطاه لصديقه قبل أن يرحل، وكانت هدى تتابعه بعينيها وهي تتسائل أيعقل كل ذلك التشابه! ولكن صديقه يناديه عُمر! لذا ظنت أنه مجرد تشابه بينهما! 

ولتتخلص منى من زن صديقتها وقلقها الزائد، ركبت السياره بجوار مصطفى، وسارتا هدى وهدير ليعودا للبيت... 
_______________
في عربية حمدي وأثناء الطريق كان منشغلًا بالقيادة بينما يرمق مروى بين حين وأخر، حتى نطق متخابثًا:
-بس مين مصطفى دا تعرفيه؟ شكله جدع أوي!

-هه... أيوه دا واحد قريبي.
قالتها مروى وشردت فيما قاله مصطفى، فهي لا تقبل الرفض! 
تسائلت أتركها مصطفى؟ ألم تغرقه حبًا؟! ألم تتنازل عن كل شيء لأجله؟!

ورغم أنها لم تكن تحبه لكنها لا تقبل أن يرفضها رجل فهي من يرفض الرجال دائمًا وليس هم!

-مالك يا مروى؟ 
قالها حمدي حين لاحظ شرودها، فردت بجمود:
-مفيش متوتره شويه من ساعة الحادثه. 
-أيوه الحمد لله عدت على خير...
أردف بخبث: بس تعرفي مصطفى شكله بيحب منى أوي!
نظرت إليه وقالت بصدمة:
-نعم!! ازاي يعني؟ 

أكمل بابتسامة:
-أنا ليا نظره برده... وهو باين عليه الحب...
-لا معتقدش فيه بينهم حاجه واقفل بقا السيره دي لو سمحت...

طالعها حمدي قائلًا:
-وإنتِ مالك اتضايقتي كدا ليه!
نفخت متضجرة وقالت:
-قولتلك من ساعة الحادثه وأنا أعصابي تعبانه!

نظرت من نافذة السياره، فنظر إليها وابتسم بسخريه،  فنظراتها لمصطفى وتصرفاتها الآن تشي بمكنون صدرها...

وبعد فتره ارتجلت من السياره وطلب حمدي رقم أحدهم وانتظر حتى سمع صوت شاب:
إيه يا عم هناكل المانجا إمته!

ابتسم حمدي بخبث وقال:
-دي استوت على الأخر... بكره أو بعده بالكتير هتكون عندك.
-وأنا مستني يا برنس... أهم حاجه تاخد بالك كويس.

قال حمدي بابتسامة وثقة:
-متقلقش عليا هي أول مره!
_________________________
«منى»
كانت تركب السيارة جوار مصطفى، تسند رأسها على نافذة السيارة، فنظر لها مصطفى قائلًا:
-إنتِ كويسه يا منى؟ 
-الحمد لله.
-طيب ومن غير اعتراض ماما هتبات معاك النهارده.

قالها مصطفى وهمت أن تتحدث لكنها ابتلعت باقي كلامها حين قال:
-من غير ولا كلمه عشان أكون مطمن عليكِ 

وقبل أن تُعقب طلب مصطفى والدته عبر الهاتف وشرح لها ما حدث باختصار...

أوقف السيارة أمام البيت وارتجلت منى من السيارة وتبعها مصطفى نظر للمصعد وقال:
-لسه بتخافي من الأسانسير؟!

ابتسمت وأومأت برأسها أي نعم، فقال:
-مكنتيش بتركبيه إلا معايا وإنتِ ماسكه إيدي.

نظرت للفراغ بتجهم وهي تتسائل لمَ يُذكرها هذا بالماضي، لمَ يجبر قلبها على الحنين إليه! لم يجبرها على فتح باب حاولت إغلاقه لأعوام؟

أستطرد مصطفى بعد تنهيدة:
-يارتنا ما كبرنا.

طالعته بنظرة استعادتها سريعًا وهي تُحدث حاله، لن تسمح له بالمزيد ولن تسمح لمشاعرها أن تتحرك، لكن هل كانت المشاعر كامنة لتتحرك! 

ورغم ارهاقها تركته وصعدت الدرج فقابلتهما والدة مصطفى على باب الشقه سألتهما عما حدث وبعد دقائق دخلت مع منى شقتها ودخل مصطفى إلى شقته...
___________
وفي شقة منى
-احكيلي حصل إيه وازاي؟ 

قالت منى بابتسامه:
-طول عمرك بتحبي التفاصيل يا طنط.

-طبعًا وخصوصًا تفاصيلك إنتِ والواد إبني... يلا احكيلي بالتفصيل مصطفى شافك ازاي واي الي حصل؟

-هعملنا كوبايتين شاي وأقعد أحكيلك للصبح وحشني أوي الكلام معاكِ.

قالت رقيه «أم مصطفى»:
-طيب قومي إنتِ غيري هدومك كدا وروقي وأنا هعملك أحلى كوبايتين شاي ونقعد نرغي سوا زي زمان...
_____________
وبعدما عادت مروى البيت كانت متجهمة وغاضبة مما فعله مصطفى، أيتركها لأجل منى! نعتت منى 
بالخبيثه خاطفة الرجال...

فرت الدموع من عينيها فبرغم جمالها وقوامها الممشوق رفضها مصطفى فقد ظنت أن الجمال يكفي لإمتلاك قلوب الرجال، لكنهاستحاول مرة أخرى عله يعود إليها..

فتحت الواتساب وأرسلت:
-أنا آسفه يا حبيبي على الكلام الي قولته كنت متوتره من الحادثه متزعلش مني يا حبيبي أنا عمري ما حبيت غيرك متسيبنيش يا مصطفى...

ذرفت عينيها الدموع وضـ ـربت قبضة بالحائط بفضب، وهي تردد بصوت مسموع:
-لا يا مصطفى مش هتخلص كدا أنا مترفضش...  

عندما رأت أنه قرأ رسالتها أرسلت أخرى:
-بحبك أرجوك متسيبنيش.

لم تصله الرساله، فجن جنونها ودخلت للماسنجر ترسل له رسالة أخرى لكنها وجدته حظرها، طلبت رقمه وفي كل مره بعطيها أن الرقم مشغول فعلمت أنه وضع رقمها في قائمة الحظر أيضًا، حظرها من جميع التطبيقات ومع ذلك لم تستسلم وقررت أن تأخذ خطوة أخرى، نظرت في المرآه وتنفست الصعداء ثم أخرجت الهواء من صدرها وخرجت من غرفتها تبحث عن ناهد أو بالتحديد عن هاتفها 
مروى بجمود:
-ناهد ممكن أعمل مكالمه من موبايلك؟

ناهد بتعجب:
-معقوله مروى هانم بنفسها بتطلب مني موبايلي... اي رصيدك خلص ولا ايه! 

خاطبتها مروى بنبرة هادئة عكس طباعها:
-هتديهولي ولا لأ؟

طالعت ناهد أختها بقلق وقالت:
-مالك يا مروى؟ في حاجه مزعلاكِ؟
أجابتها باقتضاب:
-مفيش حاجه.
-على العموم متنسيش إن أنا أختك وفي أي وقت جاهزه أسمعك. 
قالتها ناهد وهي تمد يدها بالهاتف فبدلت مروى نظرها بين الهاتف ووجه أختها البشوش ثم أخذت الهاتف وولجت لغرفتها، كتبت رقم مصطفى لتطلبه مرة بعد مره وانتظرت إجابته على أحر من الجمر...
__________ 
«مصطفى»
بعد أن حظر مروى من كافة التطبيقات، ألقى هاتفه جانبًا واستلقي على سريره يفكر في تفاصيل يومه...

لا يفهم مشاعره تجاه منى فهناك قوة خفية تجذبه لها منذ أعوام عدة، هل مشاعره تلك إعجاب أم شفقة أم حب لا يدري!
جلس يتسائل ومروى التي كان يحبها ثم سأل نفسه بصوت مسموع:
-وما معنى الحب؟!
قاطعه رنين هاتفه، حاول ألا يكترث لكن حين أزعجته تكرار الرنين أجاب: 
-السلام عليكم...
-كدا يا مصطفى أهون عليك! 

اعتدل في جلسته وتنهد بعمق ثم قال: 
-ايه يا مروى! خلاص الي بينا كان غلط وانتهي لو سمحتِ مترنيش عليا تاني.
-بالسهوله دي! مصطفى أنا بحبك.
-مروى إنتِ متعرفيش يعني إيه حب.... أنا فاهمك كويس إنتِ زعلانه عشان رفضتك!

ازدادت دموعها فحقًا هي كذلك كيف ادرك؟! قالت بصوت متحشرج:
-لا أنا بحبك صدقني.
-وأنا كنت بتسلى... للأسف محبتكيش يا مروى.

جففت دموعها وهي تقول:
-يعني مفيش فايده؟!
- ربنا يهديكِ يا مروى... ويوفقك مع حد غيري...
-ماشي يا مصطفى بس صدقني هتندم...
أغلقت الهاتف واتفع صوت نشيجها، تبكي لأجل كرامتها التي دهسها تحت قدميه برفضه لها!

أما مصطفى فيرى أنه فعل الصواب بإغلاق تلك الصفحه وللأبد...
__________________
فتحت «هدى» بيانات هاتفها فوجدت رسالتين من «أحمد» الأولى محتواها:
-أنا هنام النهارده وبكره نتكلم.
وأرفق معاها رمز تعبيري لقلب أصفر.

والأخرى محتواها: 
-القلب الأصفر يدل على حب الصداقه...

ابتسمت لشاشة هاتفها ونظرت لصورته تتأملها وهي تتذكر ذلك الشاب الذي يُدعى عُمر؛ فهو يشبهه كثيرًا، رقدت على سريرها تنسج أحلامها الورديه معه، لا تنكر أنها تتمنى لو تطورت علاقتهما لتصبح حبًا، ولكنها تخشى عذابه ومرارته ولوعته وتخاف أن يكون من طرفٍ واحد فقد اتفقا مسبقًا على الصداقة فقط الصداقة! وها قد حان التوقيت اليومي لتأنيب ضميرها... 
____________________
وفي اليوم التالي استيقظت «منى» من نومها فوجدت أم مصطفى قد أعدت لها فطورها، جلست تتناول معها الإفطار، قالت أم مصطفى:
-متعرفيش غلاوتك عندي يا بت يا مونه.
-القلوب عند بعضها يا طنط. 
-حبيبتي يا منون... طيب يلا افطري عشان تلحقي محاضراتك وأنا ألحق مصطفى أفطره.
ابتسمت منى وتمنت لو ظلت والدتها على قيد الحياه تشاركها كل لحظاتها، تنهدت بألم وقامت لترتدي ثيابها وهي تلهج بالدعاء لوالديها...
*******
وبعد انتهاء منى وهدى من المحاضرات، تحدثت هدى قائلة:
-منى! ممكن نقعد في مكان محتاجه أتكلم معاكِ ضروري!

ذهبتا إلى كافتريا الجامعه وجلست هدى متوتره لا تدري من أين ستبدأ؟ 
قالت منى:
-اي يابنتي اتكلمي! 

فركت هدى يدها بتوتر وقالت:
- منى إنتِ عارفه إني مبخبيش عنك حاجه لكن أنا مخبيه حاجه...
-قولي يحببتي عملتي مصيبة إيه؟

ارتعشت شفتي هدى بابتسامة مضطربه، وازدردت ريقها بتوتر قبل أن تنطق:
-بصي أنا اشتركت في جروب ديني واتعرفت على بنات محترمين جدا وهما الي خلونى أغير طريقة لبسي كمان.
-طيب كويس ابقي عرفيني عليهم... مش فاهمه إيه المشكله برده!

همت أن ترد لكن قاطعها صوت فتاة تنادي لمنى:
-أنسه منى ممكن دقيقتين من وقتك.
التفتت منى لها وقالت:
-إتفضلي..
-أنا إسمي مروى مش عارفه فاكراني ولا لأ... كنت راكبه مع الي كان هيضـ ـربك بعربيته امبارح.
-مش فاكره بصراحه مكنتش مركزه أوي في الوجوه... طيب اتفضلي اقعدي.
قالتها منى وهي تشاور على إحدى المقاعد في حين نظرت هدى ملابسها التي تُفَصِل جسدها وشعرها  فنصفه خارج حجابها، قالت هدى:
-أيوه أنا فاكراكِ كويس، إنتِ اللي كان لسانك طويل عايزه إيه؟

تجاهلتها مروى وطالعت لمنى قائله:
-عايزه اتكلم معاكي في موضوع على انفراد.
-لا اتكلمي قدام أختي لأن مش بخبي عليها حاجه.

بدلت مروى نظرها بينهما وقالت:
- تمام... 

تنهدت وأردفت: أنا اتعرفت على شاب على الفيسبوك من حوالي سنه وحبيته أوي وهو كمان حبني واتفق معايا انه هيجي يتقدملي... بس فجأه اتغير وبعد عني خالص وبدأ يتهرب من الكلام معايا! 

قالت منى بعدم استيعاب:
تمام وأنا ايه دخلي بالكلام ده مش فاهمه!

مروى بانفعال: 
-لأن إنتِ السبب... إنتِ الي خلتيه يبعد عني!
نظرت هدى لمنى بريب وهي تتسائل هل هي على علاقه مع إحدى الشباب؟!

أشارت منى لنفسها وهي تردد:
-أنا!! لا أكيد إنتِ غلطانه! 
أكملت مروى بنفس الإنفعال:
-الشاب ده يبقا مصطفى الي إنتِ أخدتيه مني...

ابتسمت منى بسخرية وقالت:
-أخدت منك ايه هو لعبه أخدتها منك وأنا هاخده منك ليه وايه دخلني أصلًا بينكم!؟ 
-متعمليش نفسك بريئه.... إنتوا ظلمتوني وأكيد ربنا هيردلكم الجرح الي جرحهولي.

قالتها مروى فردت منى:
-إنتِ عايزه مني ايه يعني يا مروى!
نهضت مروى وقالت:
-عايزه أفهمك إن إنتو ظلمتوني وربنا مبيرداش بالظلم.
-بصي يا مروى انا عايزه أفهمك حاجه... مبدأيًا أنا ومصطفى مفيش بينا أي حاجه من الي بتفكري فيها... إنتِ فاهمه غلط... وعايزه أقولك ياحببتي إن إنتِ الي جرحتِ وظلمتِ نفسك طلما الشخص مدخلش البيت من بابه يبقا إنتِ بتظلمي نفسك وبتعلقي نفسك بحبال دايبه... 

طالعها مروى من أعلى لأسفل وغادرت دون تعقيب....

اشتعل لهيب نار الغيرة بقلب منى لكنها حاولت ألا تُظهر لهدى تأثرها بينما كانت هدى في عالم أخر تفكر فيما قالته منى!
________________________
منذ أن وصلت مروى لبيتها وهي شاردة ومشدوهة، لم تأكل ولم تتحاور ولم تمسك هاتفها، فجلست ناهد قالتها وقالت:
-إنتِ فيكِ إيه يا بت؟ مالك؟ زي ما تكوني معيطه! 
-ناهد! سيبيني في حالي دلوقتي عشان منفجرش فيكِ.
نهضت من أمام أختها ودخلت لغرفة أخرى حملت هاتفها لتطلب حمدى وتخرج معه حتى تُرضي غرورها وتشعر بأنها مرغوبه، إستأذنت والدها بقولها:
-بابا أنا هروح أجيب ملخصات من أميره صاحبتي.
-طيب روحي تحبي أجي اوصلك؟
-لأ يا حبيبي تسلم...

نهض مسرعًا ووقف قالتها يطالعها بتفحص قائلًا: 
-إنتِ كويسه يا مروى؟
-أيوه كويسه.
-اومال مال وشك أصفر كدا؟!
-مفيش حاجه... أنا بس مضغوطه شويه في المذاكره...

ربت والدها على كتفها فابتسمت على ملاحظة والدها وأختها وأمها حالتها فكم هي محظوظه بعائله مثلهم...
إنها تخطئ بحق نفسها وعائلتها، نظر والدها لحالة ابنته وكسرة عينيها، وشعر أن هناك خطب جلل وعزم أن يعرف ما يشغلها لكن قاطع شروده رنين هاتفه يستدعونه للعمل لحالة طارئة...
_____________________
جلست مروى جوار حمدي الذي نظر إليها قائلًا:
-هااا تحبي تروحي فين؟ 

-أي حته المهم أشم هوا عشان مخنوقه.

-طيب مدي إيدك كدا ورا في العربيه هتلاقي كيس هاتيه.
وحين فتحته وجدته يحتوي على كثير من الشيبسي والشيكولاه والعصائر، ابتسم حمدي قائلًا:
-الحاجات دي ليكِ... عشان تروقي على نفسيتك يا قمر.
طالعته وقالت ببهجة مصطنعة:
-الله إنت لطيف أوي شكرًا بجد يا حبيبي متحرمش منك... 
فتحت الشنطه تستكشف ما بداخلها وقالت: 
-كل دا عشاني! 
نظر لها متظاهرًا بالحب، وقال:
-عشان تعرفي أنا بحبك أد إيه! هاتيلي بقا واحد عصير بس يكون بالجوافه وعندك بالمانجا الي بتحبيها.

أعطته ما طلب وفتحت العصير والشيبسي وبدأت تأكل وتشرب العصير هو بُطالعها بخبث، وبعد فترة من شربها العصير شعرت بزغللة عينها فقالت:
-إيه دا إنت حاطط حاجه في العصير و....

لم تكد تكمل جملتها وغابت عن وعيها، وبلهفة زائفة أوقف حمدي السيارة وهزها قائلًا:
-مروى! حصلك ايه يا خبيبتي؟

ابتسم حين تأكد من غيابها عن الوعي وحمل هاتفه يطلب أحدهم قائلًا:
-المانجا جاهزه... بس إيه حته فاخر من الأخر. 

قال الأخر:
-يعني هتكون أحسن من الي فاتت! 

-بكتييير دي صاروخ... جهز العده والرجاله يلا عشان نعلم عليها قبل ما نشرحها...


الفصل الرابع 
جهز العده والرجاله يلا عشان نعلم عليها قبل ما نشرحها." 

قالها حمدي، فرد الأخر:
-اعتبر كل حاجه جاهزه يا ريس.

نظر لشاشة هاتفه فوجد اتصال وارد فقال:
-طيب اقفل يا معلم عشان رمزي بيتصل كلم إنت باقي الرجاله وأنا هقوله.
وحين أجاب على رمزي قال بقلق:
-الحقني يا حمدي زياد اتمسك وهو بيحاول يخـ ـطف بنت.
قال بصدمة:
-يا نهار إسود إحنا كدا ممكن نروح في داهيه!

قال رمزي:
-المشكله إنه أصلًا هيعترف علينا واحد واحد من أول قلم...
-والحيوان دا إيه الي خلاه يشتغل من دماغه! اتجمعوا حالًا عشان نشوف حل في الورطه دي.... 

أغلق هاتفه وطرق بأنامله على لوحة القيادة عدة مرات بتفكير ثم نظر لتلك الغائبة عن وعيها يُطالعها بنظرات مدلهمة! تنفس بعمق ثم قاد سيارته وانطلق بعد أن دبر خطته...
_________________________
وفي إحدى المستشفيات الخاصة

وصلت «منى» لإستلام الشيفت الليلي، فهي ممرضة بارعة حنونه، تشعر بآلام المرضى ويشيد بأخلاقها كل من تعامل معها، كانت تحمل بيدها تذكرة المريض تدون عملها وترتب أدويته في حين قاطعتها هدى قائلة: 
-إستلمتِ حالة الحاج عادل برده؟!

رمقتها منى بنظرة سريعه وقالت وهي تدون:
-أعمل ايه بقا كل ما يعرف إن أنا موجوده يطلب من مس أمل أمسك حالته... ربنا يعافيه.
-بس أعتقد هو خلاص هيخرج ولا لسه قاعد معانا شويه؟!
-يومين كدا هنعمله شويه تحاليل وهيخرج...

رفعت عينها عن الدفتر وقالت لهدى:
-صحيح إنتِ كنتِ بتكلميني في حاجه الصبح!
توترت هدى وعقبت: 
-سيبك دا موضوع تافه كدا مش وقته خالص... ركزي في الشغل...

كانت تراقبهما فتاة ترتدي زي التمريض، ترسم عينيها بمكياج العين بحرفيه، طالعت منى بحقد ثم اقتربت منهما قائلة بضجر: 
-هو إنتوا إلي معايا الليله دي! واضح إنها ليله باينه من أولها!
نظرت لها منى شزرًا وتجاهلت كلامها بينما ردت هدى باستخفاف:
-منار بقولك إيه... طلعينا من دماغك خلي الشيفت دا يعدي على خير.

نظرت لمنى التي لم ترد عليها وقالت:
-إي يا ست منى مبترديش عليا ليه! مش عجباكِ ولا إيه! 
تجاهلتها منى ونظرت لهدى قائله: 
-دا ميعاد الدوا هروح أجهزه...

نظرت هدى لمنار بسخريه وقالت: 
-خديني معاكِ أصل الجو هنا بقا خنقة أوي! 

طالعت منار مكانهما الفارغ وهي تتوعدهما بداخلها، وقاطع شرودها رنين هاتفها فأجابت في سرعة وبضيق قالت:
-إيه يا حمدي عايز إيه الساعه دي؟!
________________________
وفي مركز الشرطه...

-أنا رِفعت عبد الله المحامي حاضر عن المتهم... ممكن حضرتك تسمحلي أقعد معاه شويه لوحدنا.

-اتفضل...
قالها الظابط ونهض واقفًا، حدج زياد بنظرة عابرة وخرج من المكتب فجلس المحامي وخاطب زياد المضطرب:
-الجماعه بينبهوا عليك متجيبش سيرتهم وإلا قول على عيلتك يا رحمان يا رحيم..

قال زياد برجاء: 
-أنا مش هقول حاجه بس خرجوني من هنا!

رد المحامي بثقه:
-متقلقش هخرجك... موقفك قوي ومفيش أي أدله ضدك أهم حاجه متقولش إلا معملتش حاجه...
__________ 

على جانب أخر وقف الملازم أول «سيف» مع النقيب وقال:
-مش راضي يعترف برده؟! لكن واضح إنه خايف.
-أنا شاكك إن الواد دا وراه عصابه كبيره! 
قالها النقيب فرد سيف:
-إن شاء الله هنطقلك أمه... القضيه دي بقت تخصني وأنا هوصل لعصابة ريا وسكينه الي شغاله خطف في الستات دي!

ربت النقيب على كتفه قائلًا: 
-إنت قدها يا حضرة الظابط... بس مفيش أدله على الواد وللأسف هيخرج براءه.

حدق سيف بالفراغ قائلًا بفراسة:
-أنا بقا عندي خطه لو فعلًا الواد دا وراه عصابه هنوصلهم بيها....
-اشجيني...
قالها النقيب وشرع سيف في سرد ما يجول برأسه.
________________________ 
-أختك اتأخرت يا ناهد! 
قالها والدها باضطراب، فقالت ناهد بارتباك: 
-أنا رنيت عليها موبايلها مغلق... إن شاء الله يا بابا زمانها جايه.

وبعد مرور ساعتين من الإنتظار
قالت الأم بقلق عارم:
-البت أول مره تتأخر كدا! أنا قلبي مش مطمن...
-البت أصلًا مكنتش مظبوطه وهي خارجه... ياريتني ما سيبتها تخرج...
قالها الأب وأردف يعاتب نفسه:
-أنا الي غلطان... كان لازم أروح معاها لما لقيت شكلها مرهق.

مسحت الأم دمعه فرت من مقلتها وقالت:
-طيب والعمل إحنا هنفضل قاعدين كدا مش عارفين بنتنا فين! 
خرجت ناهد من الغرفه فنظر لها والدها قائلًا:
 -معكيش رقم صاحبتها إلي راحتلها؟ 
-معرفش صاحبتها دي!
قالتها ناهد فانفعل عليها والدها:
-أومال مين يعرف يا ناهد... إزاي مش عارفه صاحبة أختك؟
قالت ناهد بتوتر:
-آآ.... أنا هقول لحضرتك كل حاجه من البدايه

طفقت ناهد تحكي ما تعرفه عن أختها وكلامها مع مصطفى، فاكفهر وجه الأب وحنى رأسه بخزي مشوب بالقلق وأخذ يسأل حاله كيف غفل عن ابنته والتهى بعمله لجني من الأموال لكفايتهم الماديه ولم يهتم بكفايتهم النفسيه والروحانية أخذ يلوم نفسه لقد أساء إلى رعيته، دعى الله في سريرة نفسه أن يلطف به ويرد إليه ابنته وحينها سيُغير كل شيء...

طالع ناهد وقال:
-معاكِ رقم الي اسمه مصطفى دا ولا عنوانه؟
-هـ... هي كلمت رقم كدا من عندي وأنا لقيته متسجل على التروكلر مصطفى.... 
صوبت الهاتف بإتجاهه قائله:
-اتفضل يا بابا ده الرقم. _______________________ 
كان مصطفى جالسًا على مكتبه ساندًا رأسه بينما يفكر في مشاعره المتقلبه وحياته المشوبه بالكراكيب....
رفع رأسه ونظر في ساعة يده فوجدها جاوزت الثانية عشر منتصف الليل وحينها ارتفعت رنات هاتفه، ففتح عينيه وحمل هاتفه فإذا به رقم غير مُسجل تجاهله وحين رن مرة بعد أخر، ظن أنها مروى وستحاول معه مجددًا فرد بنبرة حادة:
-نعـــم!!!!
فاجأه صوت رجولي:
-السلام عليكم... مصطفى معايا!

تنحنح مصطفى ورد السلام بجدية، ثم قال:
-أيوه أنا مصطفى، مين حضرتك؟ 
-أنا أبو مروى... هي مروى خرجت معاك النهارده؟ 

اعتدل مصطفى في جلسته وأجاب:
-لا والله أنا ومروى علاقتنا انتهت أصلًا، خير فيه حاجه ولا إيه! 

تنهد الرجل وقال:
-مروى خرجت قالت رايحه تقابل أميره صاحبتها ومرجعتش لدلوقتي! 
-بس الي أعرفه إن مروى ملهاش صُحاب بنات... بس فيه واحد هي كانت مصحباه جايز تكون خرجت معاه تقريبًا كان اسمه حمدي! 
-حمدي!! متعرفش حمدي إيه أو عنوانه؟
-لا والله يا عمي معرفش... طيب مرنتش عليها؟ 
-للأسف موبايلها مغلق! 
قالها الأب بنبرة مهزومة وصمت لبرهة فقال مصطفى:
-طيب حضرتك قدم بلاغ للشرطه... 
-المفروض يعدي على الإختفاء ٢٤ ساعة.

قال مصطفى:
-لا حضرتك قدم البلاغ وأنا هكلم ابن خالتي هو ظابط وهيهتم بالموضوع. 

تنهد والدها بحسره وبدا صوته كمن يكتم البكاء وقال بقلة حيلة:
-ماشي يا أستاذ شكرًا ليك.

أغلق مصطفى الهاتف وأخذ يفكر أين ذهبت مروى؟

 ظلمت مروى نفسها ظلمًا كثيرًا عندما كانت تعبر من علاقه إلى أخرى، تذكر صوت والدها المنكـ.سر حينها فقط أدرك ما ارتكبه من خطأ ليس في حق نفسه أو حقها لكن في حق هذا الرجل الذي أحنت ابنته رأسه، حمل هاتفه ليطلب رقم أخر منتظرًا الإجابه حتى قال شاب:
-ابن خالتي الغالي.

ابتسم وقال:
-واحشني يا حضرة الظابط.
-ياااه يا هندسه إنت لسه فاكرني!
-معلش والله يا سيف مضغوط... 
-ومين في مصر مش مضغوط! آه ياني...

ضحك مصطفى وقال:
-لا مش وقت ندب خالص...كنت عايزك في خدمه.

ضحك سيف قائلًا:
-عارف ياد إنك مش بترن لله وللوطن أبدًا... خير يا معلم؟

مصطفى بجدية: 
-الموضوع مهم والله... فيه بنت مختفيه وأهلها بيدوروا عليها و...

قاطعه سيف: 
-اختفاء تاني! والله أنا ماسك القضيه دي والظاهر إن فيه عصابه بتخطف البنات... ريا وسكينه رجعوا باين!!
مسك سيف ورقه وقلم وأردف: 
-قولي التفاصيل وأنا إن شاء الله هعمل الازم.
___________________
وقف حمدي أمام المستشفى حتى قابلته منار التي كانت تتوارى عن الأعين وتلتفت حولها كاللص، قالت بانفعال:
-جايبلي مصيبه جديده يا حمدي!
-البنت واخده منوم وهتفضل نايمه للصبح.
صكت وجهها وهي تقول:
-يخربيت مصايبك يا حمدي... وإنت جايبها المستشفى ليه؟ كنت لقحها في أي مكان!
-لا البت دي تخصني... هخلص من الورطه إلي أنا فيها وأرجع أخطط لها تاني.

نفخت منار بضجر والتفتت حولها ثم أشارت لإحدى المقاعد أمام المستشفى وقالت بقلة حيلة: 
-حطها على الكرسي الي هناك دا وامشي وأنا هتصرف.
قالتها ثم هرولت لداخل المستشفى وهي تتابعه بعينها من بعيد، ارتجل هو من سيارته وحملها بين يديه ثم وضعها على المقعد وعاد يركب سيارته ثم أشار لمنار وغادر المكان...
 
غمغمت منار تلعنه في سرها وهرولت للإستقبال ثم صاحت:
-فيه واحده مغمى عليها حد يجي يساعدني!

وبعد فترة 
كانت «منى» تأخذ أدوات من الإستقبال فحذب انتباهها تلك التي تفترش السرير بملامحها البريئه التي لا تدل على شخصيتها المتغطرسة، أشفقت على حالتها، اقتربت منها ونادت الممرض قائله:
-هي مالها دي يا مستر محمد؟ 
-مش عارف الدكتور بيقول نايمه... لقناها مغمى عليها على الكرسي بره هتلاقيها تبع مريض ولا حاجه!
-لا حول ولا قوة إلا بالله... 
قالتها منى واقتربت منها تتحسس يدها ووصلتها على جهاز المونتور لتطمئن على علاماتها الحيويه، فمن الواضح أنها تغط في نوم عميق، مسكت يدها برأفه وقالت:
-هو أنا ممكن أخدها القسم فوق أخد بالي منها لأني أعرفها.
-عادي مفيش مشكله... قولي لمس أمل لو وافقت عادي.

أخذت منى إذن رئيسة التمريض ورجعت لمروى، ساعدتها ممرضه أخرى بنقلها على الترولي، وسحبته منى ومعها أحد العمال إلى المصعد لتأخذها للغرفة بالقسم الباطني...

وحين أبصرتها هدى هرولت صوبها وقالت: 
-إيه دا!!! مالها دي! 
-مش عارفه... بس شكلها نايمه! 
-وإنتِ جايبه البلوه دي هنا ليه؟ 
قالتها هدى، فردت منى:
-يا بت خلي في قلبك رحمه... هسيبها كدا الي رايح والي جاي يبص عليها... وهي بصراحه ما شاء الله زي القمر.

ابتسمت هدى لطيبة قلب صديقتها وقالت:
-إنتِ طيبه أوي يا منى... بتساعدي أي حد بدون أي مقابل. 
-مين قالك إنه من غير مقابل... بالعكس دا بمقابل كبير أوي كمان... الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه...
-طيب إيه رأيك في علاقتها مع مصطفى؟ 

قالت منى بدون تفكير:
-غلط طبعًا.... ربنا يهديها يارب.

ازدردت هدى ريقها بتوتر وقالت:
-حتى لو كانوا أصحاب وبس يعني بيتكلموا بإحترام هيكون غلط؟ 
-مفيش صحوبيه بين ولد وبنت ربنا قال" ولا متخذات أخدان"، العلاقه هتبدأ صحوبيه واحترام وبعدين هيبدؤا يطلعوا خطوات " خطوات الشيطان" هيبدؤا أصحاب والله أعلم ممكن يوصلوا فين! 

أنهت منى الحوار وهي تفتح حقيبة مروى لتبحث عن هاتفها أخرجته وتفحصته ثم قالت:
- حتى موبايلها مغلق... شوفيلنا كدا يا هدى حد معاه شاحن عشان نشوف أهلها.

نظرت هدى للفراغ بشرود فقد أخذت قرارها، أفاقت الآن وانقشع الضباب عن بصرها، هدرت بها منى:
-بكلمك يا بنتي.

كانت منار تراقبهما وتراقب تلك التي ترقد بلا حول ولا قوة بحذر، بينما تلعن حمدى في سريرة نفسها.
ــــــــــــــــــــــــ
أخذ «أحمد» يطلب هدى مرة بعد الأخرى ولم تجبه، فأرسل لها عبر الواتساب:
-طمنيني عليكِ عشان قلقان.

لم تقرأ الرساله فواضح أنها لم تفتح بيانات هاتفها اليوم، ألقى هاتفه جانبًا ونفث الهواء من فمه بضيق، فقد تعلق بها وأصبح يومه لا يسير بدون كلامها، فقد أُعجب بروحها حتى ولو لم يراها أحبها من صوتها وأدمن طريقة كلامها...
             ___________________
جلست هدى في غرفة التمريض، تفقدت الغرفه كي تتأكد من خلوها ثم حملت هاتفها لتطلب رقم أحمد...

تعالت رنات هاتفه نظر لشاشة بلهفة وابتسم قبل أن يجيب:
-كدا تقلقيني عليكِ؟
-أحمد أنا عايزه أكلمك في موضوع مهم بس أنا في الشغل دلوقتي... بكره لازم نتكلم ضروري.
-موضوع بخصوص إيه؟ 
-يخصنا.... أ...أ...
تلعثمت حين دخلت منار الغرفه وخاطبته بخفوت:
-بص مش هينفع كلام دلوقتي عشان مشغوله... سلام. 

أغلقت الهاتف أخذت قرارها، ستبتعد عنه حتى وإن أرهقها بُعده وإن آلمها غيابه ستضمد جروحها بالصبر، ستتركه لله فمن ترك شيء لله عوضه الله بخير منه، فلا تُنكر أنها اعتادت وجوده، وقد تكون أحبته، بل أنها أوشكت على الولوج إلى مرحلة أخرى أعمق من الحب، ستنهي هذا الأمر فكلما كانت قريبة من الشاطئ يصبح طريق العوده واضحًا لكن إن تعمقت أكثر ستختفي معالم الطريق ولن ترى الشاطئ ستعود قبل أن تتعمق...
____________________
أشاد نور الصباح عن يوم جديد...

استيقظت مروى ومسحت وجهها بكلتا يديها، وحين فتحت جفونها وتذكرت الأمس انتفضت وجلست تنظر حولها وسرعا ما أدركت أنها بمستشفى، أخءت تتحسس جسدها وتنظر لملابسها خشية أن يكون حمدي قد فعل لها شيء أخذت تتخيل سيناريوهات مختلفه لما حدث أولهم أن يكون حمدي قد اعتدى عليها وألقاها بأي طريق وأوصلها أحدهم للمستشفى، طفقت تبكي بانهيار وارتفع نشيجها، تتخيل رد فعل والديها...
عادت لرشدها وذكرياتها تمور برأسها وكيف كانت تخرج مع علاقة مع شاب فتدخل أخرى، أدركت ما تفعله وما تقترفه من خطأ وراء أخر في حق نفسها وفي حق أسرتها...

هوت جالسة على طرف الفراش وأعصابها تختلج، حتى دخلت الممرضة للغرفة وقالت:
-صحي النوم أخيرًا صحيتِ... عامله إيه دلوقتي؟ 

طالعتها مروى بأعين دامعة وقالت بحشرجة:
-أنا جيت هنا إزاي؟
-كنتِ نايمه قدام المستشفى ودخلناكِ الاستقبال ومس منى نقلتك من الإستقبال لهنا عشان تاخد بالها منك.... هي قريبتك؟ 
-منى!! مين منى؟ 
قالتها مروى، فقالت الممرضة:
-هناديهالك.

همت لتخرج فقاطعتها مروى: 
-هي الساعه كام؟ 
-الساعه ٨ الصبح.

شهقت بصدمه قائله:
-يا خبر يعني أنا بايته بره البيت؟ !

نظرت بجوارها باحثه بعينيها عن حقيبتها: 
-موبايلي فين؟ 
-مع مس منى تلاقيها بتسلم الشيفت وجايه هروح أناديهالك.

جلست مروى تبكي على حالها، لعلها إشارة من الله لترجع عن طريق الضلال وتهتدي، فوالديها من أخير الناس، لا تعلم لمَ يمتلئ قلبها بكل هذا الظلام! انتبهت لحالها وبدأت تتفقد أفعالها!  وجدت أنها غارقة بالضلال، قررت انها حتمًا ستتغير ستُبدل تلك المروى بأخرى لأجل والديها لا لأجلها!
__________________
وقف مصطفى في غرفته يجهز ملابسه للذهاب للشركه وقف يفكر للحظات يريد أن يطمئن إذا عادت مروى لبيتها أم لا ترك ما بيده وحمل هاتفه يطلب رقم والدها سرعان ما أجاب والدها متمنيًا لو أن مصطفى توصل لمكان ابنته!

لكن بلا فائدة لم يتوصل إحداهما لأي شيء...
___________________
دخلت «منى» لغرفة مروى فوجدتها تذرف دموع الندم والحسره، قالت منى بإبتسامه:
-عامله إيه دلوقتي؟ اي بتعيطي ليه!

عرفتها مروى من صوتها وحين نظرت لوجهها قالت؛
-لو سمحتِ عايزه موبايلي؟

-اتفضلي بس موبايلك فاصل شحن وحاولنا نشحنه امبارح معرفناش... لو حافظه رقم حد من عيلتك خدي موبايلي رني عليه.

أخذت هاتف منى وكتبت رقم ناهد الذي تحفظه جيدًا ومازالت دموعها تفيض على وجنتيها بأسى، قالت:
-ناهد أنا مروى! 
-مروى! إنتِ فين يا حببتي إحنا هنموت من القلق عليكِ! 
-أنا كويسه متقلقيش... طمني بابا وماما هحكيلكم كل حاجه لما أجي!
-إنتِ فين هنيجي ناخدك... خدي بابا معاكِ أهوه.
حدثت والدها وأخبرته أنها فقدت وعيها وأخذوها للمستشفى، وبعدما انتهت نهضت وقالت لمنى باقتضاب:
-شكرًا يا منى.
-على ايه أنا معملتش حاجه!
-صدقيني مش هنسالك المعروف دا...

مسحت مروى دموعها وقالت بابتسامة صغيرة:
-شكرًا ليكِ بجد.

أخرجت منى ورقه وقلم من حقيبتها وكتبت رقمها وقالت:
-أنا لازم أمشي عشان الشيفت بتاعي خلص... كلميني أي وقت وطمنيني عليكِ.
_____________________ 
خرجت مروى من المستشفى لتعود لبيتها كانت تهرول حتى تصل في أسرع وقت وتصاحبها تلك الدموع الحارقه التي تفيض على وجنتيها من حين لأخر...
اصطدمت بشاب فوقع الهاتف من يدها وتهشم جزءًا منه حمل الشاب الهاتف يقلبه بين يديه وهو يقول: 
-أنا أسف والله.

هدرت به:
-هو أنا يعني ناقصه! 

نظر لها «سيف» بإشفاق قائلًا:
-طيب بس متعيطيش والله هصلحهولك أو هجيبلك أحسن منه بس من غير عياط.

وضعت يدها على وجهها تبكي تركت الهاتف بين يديه وأوقفت سيارة أجره لتعود لمنزلها دون انتظار لوالدها...
 حاول سيف أن يناديها أو يلحق بها لكنها لم تقف كانت شِبه مغيبه! 
وقف سيف متعجبًا يُطالع أثرها تاره والهاتف بين يديه تارة ثم أخذ الهاتف معه عازمًا أن يُصلحه ثم سيجد اي وسيله ليوصله إليها...
________________________
دخلت بيتها واستقبلها أسرتها دون والدها الذي خرج ليقابلها فهاتفته ناهد تُطمئنه على وصولها للبيت 

وحين دخل والدها للبيت ركضت إليه وهي تبكي تريد الشعور بالأمان فهو أمانها وحمايتها، قال والدها: 
-فيه ايه طمنيني عليكِ يا مروى اي الي حصلك؟!
قالت بدموع: أنا أسفه يا بابا أنا أسفه...

مسحت دموعها وطفقت تحكي سيناريو من خيالها كي لا تقلقهم عليها...
-أنا كنت رايحه أخد الورق من صاحبتي وأغمى عليا في الشارع ودوني المستشفى ولسه صاحيه.

قال الأب بخوف: يعني إنتِ كويسه دلوقتي؟!
-كويسه والله الحمد لله.

تنهد الاب بارتياح ثم قال:
-أومال مين مصطفى وحمدي!! 

هربت الدماء من أوصالها وارتعدت فرائصها، قبل أن تقول بنبرة مرتجفة:
-أصحابي... بس والله قطعت علاقتي بيهم.

تحدث الأب بوجه متجهم قائلًا:
-خدي أختك تريح جوه يا ناهد.

وقبل أن تدخل مع ناهد نظرت لوالدها وقالت:
-أرجوك سامحني يا بابا.

نظر للفراغ بتجهم ولم يرد عليها، فحزنت وشعرت بثقلٍ على صدرها، إذًا لم يُصدق والدها ما قصته عليهم!!
____________________________
وفي المساء حملت هدى هاتفها في اضطراب عازمةً أن تنهي كل شيء مع أحمد طلبت رقمه وانتظرت حتى أجاب بنبرته المرحه، فقالت بنبرة مهزومة لم يعهدها: 
-أيوه يا أحمد... عامل إيه؟ 
-الحمد لله وحشتيني أوي... طمنيني عملتي ايه اليومين دول! 

قالت بدون مقدمات:
-أحمد إحنا لازم نبعد عن بعض.... 
تلعثم قائلًا: لـ...لـ...ليه بتقولي كدا! 

-عشان دا الصح... أنا غلطت لما فتحتلك باب الصداقه من الأول.
-بس أنا مقدرش أبعد عنك يا هدى... مقدرش أتخيل يومي من غيرك!

-وأنا مقدرش أكمل في العلاقه دي... متزعلش مني بس أنا مضطره أعملك بلوك.

تنهد أحمد قائلًا: كدا يا هدى وأهون عليكِ... مش إنتِ وعدتيني منبعدش عن بعض مهما حصل!

أدمعت عينيها قائله:
-آسفه يا أحمد مكنتش أد الوعد ده... أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه 

أغلقت الهاتف والدموع تُغرق وجهها وأخذت تحذف محادثاته بعدما حظرته من كافة التطبيقات.
____________________
مر أسبوع على الأبطال 

مروى تُحاول كسب ثقة والديها، وتُغير من حالها وعندما عادت الجامعه حاول حمدي إقناعها أنه لم يضع شيئًا بالعصير وإلا لمَ أرسلها للمستشفى!

وقد أوصى صديقه الطبيب بأن يعتنى بها لكنها لم تكترث بصدقه من كذبه وأصبحت ترفض تلك العلاقه من الأساس فقد رجعت عن ذلك الطريق لأجل والديها...

★منى تتهرب من مصطفى منذ علمت بعلاقته السابقه بمروى وتُرغم قلبها على نسيانه.

★هدى وأحمد يحاول كل منهما التأقلم بعد التنائي...

__________________ 
وذات يوم خرجت مروى من الجامعة تسير لحالها بجانب الطريق، أخذت تلوم حالها على ترك هاتفها بهذا الشكل فلو قالت لأحد لوبخها ونعتها بالمعتوهه، ولا تعلم كيف تصل لذاك الشاب وفي خلال إسبوع كانت تطلبت رقمها يوميًا عله يرد عليها لكن الهاتف دائمًا خارج نطاق الخدمه، قطع شرودها وقوف حمدي أمامها بسيارته قبل أن يرتجل منها، أجفلت والتفتت حولها فلم تدرك أنها ولجت لشارع خالي من المساكن والمارة إلا الآن، قال حمدى بغلظة:
-بقالي أسبوع بحاول معاكِ بالحُسنى بس الظاهر كدا إنك مش هتيجي إلا بالغصب... 

تعليقات