رواية وما معني الحب الفصل الخامس عشر15 والسادس عشر16 بقلم ايه شاكر

رواية وما معني الحب الفصل الخامس عشر15 والسادس عشر16 بقلم ايه السيد شاكر

خرج سيف من القاعه يتتبع أثرها وما أن وقف قبالتها سألها:
-فيه ايه يا مروى؟

عدلت حجابها بارتباك وهي تقول:
-حمدي هنا وشكله ناوي على شر.

جحظت عينيه وسألها بتعجب:
-هنا في الفندق؟! نازل عندنا!!
-أيوه هنا، أنا شوفته واقف في القاعة.
 
مسح سيف على ذقنه وهو يفكر، ثم عقد بين حاجبيه وسألها بقلق:
-الواد ده عملك حاجه تاني؟

هزت عنقها نافية وقالت بعدما زفرت الهواء من فمها:
-لأ أنا لمحته واقف مع رجاله كدا! وشكله بيتفق معاهم على حاجه وكان بيشاور عليك.

أطرق وصمت هنيهة، ثم أطلق ساقيه وأشار لها قائلًا:
-تعالي ورايا...

نظرت مروى حولها بتوجس ثم تبعته مسرعة، وقف سيف أمام جهاز الكومبيوتر الخاص بنزلاء الفندق وبحث عن اسم «حمدي» حتى وجده، قال:
-نازل في الفندق هنا بقاله أسبوع... بس حالًا هيكون out.

قالت باضطراب:
-أنا خايفه أوي.

رفع عينيه من جهاز الكومبيوتر وقال:
-متقلقيش أنا هتصرف.

أخذ ورقة وقلم وكتب بها معلومات حول حمدي ثم هرول لأمن الفندق وتبعت هي خطاه كهرةٍ أليفة تتبع صاحبها، تناهى لسمعها صوته الحازم وهو يخاطب أمن الفندق:
-فيه شاب هنا في الفندق بيعمل مشاكل أنا عايزه حالًا.

أخذ فرد الأمن الورقة منه وساروا نحو القاعه وخلفهم مروى التي أشار لها سيف وقال:
-تعالي يا مروى شاوريلي على مكانه.

وقفوا جميعًا على باب القاعة، أخذت نظراتها تتفرس وجوه الحضور، وعيناها تجوسان في حيرة وقلقٍ زاد عندما اكتشفت أنه اختفى! ولم تجد له أثرًا، ابتلعت ريقها وقالت:
-شكله مشي!
-يبقا ممكن يكون في أوضته... أنا مش هسيبه إلا لما ألاقيه، اقلبلي الفندق ده.
قالها سيف مخاطبًا فردين الأمن، واتجهوا مع فردين أمن أخرين لغرفة حمدي.

 طرق باب الغرفه مرة بعد الأخرى حتي فتح زياد الذي هربت الد**ماء من أوردته حين أبصر سيف، ابتسم سيف بسخرية وقال: 
-الله! هو زياد باشا كمان عندنا.

تجهم وجهه فجأة واستكمل:
-فين حمدي؟! 

نظر زياد لسيف بتوجس وازدرد ريقه بتوتر قائلًا:
-هو... هو عمل إيه؟ 

دفعه سيف لداخل الغرفه ودخل، وأشار لمروى أن تنتظره مع أفراد الأمن، كان قلب مروى يرتعد من شدة الروع هربت الد**ماء من أطراف يديها فأصبحت باردة كالثلج، كانت شاردة فيما يريده حمدي...

من ناحية أخر قال سيف:
-الظاهر إن صاحبك دبسك وخلع... المره دي بقا مش هتهرب من تحت إيدي.

ارتبك زياد واندفع قائلًا بفزع: 
-والله يا باشا ماعملت حاجه، حمدي إلي مرتب كل حاجه أنا معملتش أي حاجه.

ابتسم سيف بمكر فقد أصاب هدفه، عدل من ياقة ملابس زياد وهو يقول:
-أيووووه تعالى بقا احكيلي حمدي مرتب إيه بالظبط عشان تلحق نفسك ومتروحش في داهيه.
استغفروا ❤️
بقلم آيه شاكر 
___________________________
وفي القاعة
عادت أصوات الأناشيد تدوي...

وبينما كان كل عريس يجلس جوار عروسته ويتحدث معها، اقتربت من «أحمد» سيده في أواخر الأربعينات لكن لا يظهر عليها أثر السن، ترتدي فستان أنيق وشعرها المشذب بعناية ينسدل على ظهرها...

نهض أحمد فضمته بحبور زائف وهي تقول: 
-مبروك يا أحمد.

قال بامتعاض:
-الله يبارك فيك يا ماما.

كانت هدى تنظر لها بتسائل حتى قدمها أحمد قائلًا: 
-هدى يا ماما.
 
رمقتها أمه بغرور وقالت: 
-أهلًا.

فأدركت هدى أنها غير راضيه عن زواج ابنها، همست السيدة بجوار أذن ابنها قائله:
-معرفتش تختار... وعلى فكره عروستك لسه موجوده.

اشتد حنق أحمد وقال بانفعال:
-أعتقد يا ماما الكلام دا ملهوش لزمه، أنا اختارت اللي هتبقا أم لولادي مش اللي أدخل بيها عرض أزياء!

ابتسمت والدته بسخرية، وقالت:
-هتفضل فقري زي أبوك.

قالت جملتها وغادرت بعدما رمقت هدى شزرًا، تعجبت هدى من نظرات والدة أحمد لكن لم تعيرها اهتمام فهي تعلم مدى تزعزع العلاقه بينها وابنها.
 
وفجأة خفتت أضواء القاعة وأُغلقت الأناشيد، فسألت هدير معاذ:
-هما وقفوا الأغاني ليه؟

قال معاذ:
-مش عارف الظاهر إن هيشغلوا حاجه على شاشة العرض.

لوت شفتيها لأسفل بتعجب قائله:
-هيشغلوا إيه؟!

وما أن أنهت سؤالها، توالي عرض صور لمعاذ وهدير في البدايه كانت صورًا عادية فظنا أنها مفاجأه من إحدى أخواتهم أو أصدقائهم...
كان يبتسمان بسعادة ولكن سرعان ما تجهمت الوجوه وأُصيبت السعاده التي ترفرف بسماء القاعة بطلقات الحزن المباغتة...
صرخت هدير حين رأت تلك الصور وتذكرت ذلك اليوم العصيب، أسوأ أيام حياتها!

هرول معاذ ليغلقها لكن لم يستطع وأخيرًا ظهر فديو لهدى وهي توبخ معاذ وتخبره أن أختها حامل منه فكان تأكيدًا على أن الصور صحيحة وليست مفبركه، حمل معاذ المقعد وقذفه في شاشة العرض فحطمها وقبل أن يتجه للشاشة الأخرى أوقفه أحمد ومصطفى...

وانقلب الحفل إلى عزاء لتشيع لحظات السعادة المغدور بها، رمقت هدى أحمد الذي طالعها بنظرة مدلهة فأطرقت.

وفي زاويةٍ أخرى ابتسم «فؤاد» منتشيًا بعدما صور ما حدث بالكامل ونشره على الإنترنت، تنفس بارتياح فقد نجحت خطته، وعاد إلى غرفته ليحزم أمتعته ويغادر الفندق بعدما أتم مهمته على أكمل وجه.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🌸
____________________________
اندفع «زياد» يخبر «سيف» بكل شيء، وكأنه ابتلع ترياق للصراحه.

-حمدي بيحاول يسلم جابر للشرطه لكن بيشتغل براحه عشان جابر ميحسش.
كانت تلك أخر جملة نطق بها، والآن فهم سيف وأصبحت كل الأوراق واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، ربط سيف كافة الأدله ببعضها بما فيها حادثة منى، قال زياد بتوجس:
-بالله عليك يا باشا متجيبش سيرتي لو عرفوا إن أنا قولت حاجه هيقـ ـتلوني وهيقـ ـتلوا أهلي.

ربت سيف على كتف زياد، وضيق جفونه قائلًا:
-أنا مستعد أخرجك من القضيه دي زي الشعره من العجين لكن تكمل معايا للأخر.

ازدرد زياد ريقه بارتباك فقد دخل بمتاهة كبيرة وإما أن يخرج منها سالمًا أو سيتوه بطريقها ولن يعثر عليه أحد، قال زياد بنبرة مرتعشة:
-هعمل اي حاجه بس بالله عليك يا باشا من غير ما تجيب سيرتي! 

-أنا مش عايزك تقلق.

رتب سيف أفكاره ثم أضاف آمرًا:
-أول ما حمدي يجيلك هتقوله إن أنا جيت سألت عليه، وحاولت أوقعك في الكلام بس إنت مقولتليش أي حاجه وهتوصلني تحركاته أول بأول.

أومأ زياد عدة مرات وهو يردد:
-حاضر يا باشا، حاضر.

حدجه سيف بنظرة ثاقبة قبل أن يخرج من الغرفة، فابتسم زياد بخبث وأخرج هاتفه من جيبه يطلب رقم ثم قال:
-الخطه بدأت بدري شويه يا ريس الظابط لسه خارج من عندي وبلع الطُعم.
استغفروا❤️
بقلم آيه شاكر 
                   ★★★★★★
كانت «مروى» تقف خارج الغرفة، على بُعد أمتار من أفراد الأمن كما أمرها سيف،  وبمجرد خروج سيف اعتدلت في وقفتها، كان متجهم الوجه والتساؤلات والحيرة تقبع بين عينيه، أمر سيف أفراد الأمن بالبحث عن حمدي، واقترب من مروى فسألته:
-ايه اللي حصل؟!
-خير... كله خير، ارجعي إنتِ القاعه عشان أكمل شغلي.
-لأ والله ما همشي لوحدي أنا مرعوبه.
قالتها بهلع، فكان تخشى أن يظهر لها حمدي بأي مكان.

تنهد، وقال باضطراب:
-الموضوع كبير أوي يا مروى، أنا خايف عليكِ، أنا هكلم الدكتور عوض يمكن يفيدني بحاجه.

نظرت له بقلق وقالت:
-بابا!! وهو بابا إيه علاقته بالموضوع؟
تجاهل سؤالها وحمل هاتفه، ضغط على الرقم وسرعان ما سمع صوت:
-الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح...

نفخ حانقًا وتسرب المزيد من القلق لقلبه، فطلب رقم النقيب وانتظر لحظات، حتى أجاب:
-أيوه يافندم أنا توصلت لحاجات لازم أقول لحضرتك عليها.

رمق مروى بطرف عينه فلم يرد أن يتحدث على مسمع منها، فأشار لها أن تنتظره، وابتعد خطوات ليتحدث عبر الهاتف، ثم عاد إليها وقال:
-تعالي نرجع القاعه، نخلص الفرح وبعدين أشوف الهم اللي مستني ده!
______________________
-لسه مغلق برده أنا هتجنن، الساعه داخله على واحده الصبح.
قالتها ناهد بقلق، فقد بلغ خوفها ذروته، فكيف يطمئنها وهو قلق أكثر منها.

رأى سعد سيف يظهر في الأفق وهو يسير جوار مروى فأشار إليه، فاتجها نحوهما كانت ملامح القلق تعلو وجوه الجميع، وقفت مروى جوار ناهد وسألتها:
-مفيش برده أخبار عن بابا وماما؟ 

هزت ناهد رأسها بأسف، حاول سعد تلطيف الجو فقال: 
-متقلقوش إن شاء الله هيرجعوا بالسلامة.

رددت ناهد ومروى في نفس الوقت: 
-يارب.

-تعالوا نرجع القاعه شويه.
قالها سعد، فقالت ناهد: 
-لأ إحنا هنطلع أوضتنا بقا.

تذكرت مروى حمدي وتلك الأحداث الي تكاد تخلع قلبها رعبًا فقالت بنبرة مرتجفة:
-لأ يا ناهد احنا هنرجع القاعه معاهم لحد ما بابا وماما يجوا.

فكرت ناهد لوهله فهي الأخرى تود أن تُلهي نفسها بأي شيء عسى أن ينقضي هذا الوقت المظلم سريعًا، ويظهر والديها فينيرا تلك العتمة التي اجتاحت صدرهما، هزت ناهد رأسها بألموافقه واتجوا للقاعة، كان الناس يخرجون من القاعة، فقالت ناهد: 
-الظاهر إن الحفله خلصت.
 
قابلهم معاذ ومعه والد هدير يهرولون بوجه متجهم، فسأل سعد:
-فيه إيه؟! 

طفق معاذ يشرح لهم كل ما حدث، فقال سيف:
-إيه المصايب إلي عماله ترن على دماغنا دي!! 

سألهم سعد:
-انتوا رايحين فين؟! 

قال معاذ: 
-هنشوف فؤاد نازل في الفندق ولا لأ... أصل هيكون مين غيره اللي عمل كدا!

ربت سيف على كتف معاذ قائلًا:
-روح خد عروستك واطلع أوضتك أنا هتصرف في الموضوع ده.

اقنعه سيف أنه سيحل كل شيء فعاد معاذ لعروسته، وانتظر والد هدير مع سيف.

وحين هم سيف أن يغادر أوقفته مروى قائله بقلق:
-أنا هاجي معاك! 

بدل سيف نظره بين الواقفين، ثم خاطب مروى:
-تيجي معايا فين؟! خدي أختك واطلعوا أوضتكم.
 
نظر لسعد وأضاف: 
-وصلهم يا سعد وبص في الأوضه كويس اطمن أن مفيش حد جوه.

قطب سعد جبينه ومال على أذن سيف يسأله:
-هو فيه ايه يا سيف؟
مال سيف على أذنه وأخبره بشيء، فجحظت عيني  سعد بصدمة واضطراب...

نظرت ناهد لأختها تسألها بنظراتها عما يحدث فرفعت مروى كتفيها لأعلى أنها لا تدري، لكنها تدري بكل شيء وتعلم ما يقصده سيف، أيعقل أن يكون حمدي في انتظارهما بالغرفة، ازدردت ريقها بتوتر وتوجهت لغرفتها مع أختها، وسعد أمامهما.

وبعد فترة من دخولهما الغرفه جلست ناهد على الأريكه وقد زداد توترها وقلقها على والديها فلم يظهرا حتى الآن.

حملت هاتفها وطلبت أرقامهما مجددًا، والوضع كما هو عليه، الهاتف خارج التغطيه، فتحت تطبيق الفيسبوك تجول به بحثًا عن أعمامها، حتى رأت ما صدمها، جحظت عينيها وهي تنظر لصورة والديها وهما في حالة مزريه ومكتوب عليها أنهما فارقا الحياة، أطبقت يدها على فمها تكتم شهقاتها ودموعها تهطل بلا توقف.

خرجت مروى من المرحاض على صوت بكاء أختها، هرعت تسألها عما أصابها، فقالت ناهد بصراخ هستيري:
-بابا وماما ماتوا، بابا وماما ماتوا يا مروى.
-إيه الي بتقوله دا؟ أكيد غلط مش ممكن.

أعطتها ناهد الهاتف فحدقت مروى بتلك الصوره لبرهة ثم نظرت لأختها هنيهة قبل أن تهوي ساقطة أرضًا وتغيب عن وعيها...

هرعت ناهد تمسكها وتناديها لكنها لم تستجب، فصرخت وهي تردد بصوت متحشرج:
-فوقي يا مروى، بالله عليك يا مروى..

خرجت ناهد من الغرفة فزِعة تبحث عن أي أحد يساعدها...
كان الجميع مشغول بحادثة هدير ومعاذ وكلٌ يلهى في جهته، وحين أبصرت أم مصطفى تهم لدخول غرفتها ركضت وهي تناديها، وما أن انتبهت لها رقية قالت ناهد:
-ماما وبابا ماتوا يا طنط، ومروى كمان مش بترد... مش بترد الحقيني أرجوكِ.

اختلج جسد رقيه وهي ترى حالة ناهد وانهيارها، جذبتها من يدها وهي تقول:
-تعالي نشوف أختك الأول، جيب العواقب سليمه يارب.
صلوا على خير الأنام🌸
بقلم آيه شاكر 
_________________________
كانت هدير تقف بفستانها الأبيض، والدموع تفر من عينيها ونظراتها تشي بمدى ألم قلبها وملامحها المكفهرة تُظهر مدى غضبها ومُقتها للوضع، ارتشفت دموعها وقالت بلوعة:
-منك لله يا معاذ إنت اللي عملت فينا كدا! طلقني يا معاذ أنا مش عايزه أعيش معاك مش طيقاك، أنا اتفضحت بسببك.

كان معاذ جالسًا على طرف الفراش متجهم الوجه منكس الرأس، وكلماتها تلك دفعته أن يثب واقفًا، طالعها لبرهة قبل أن ينطق بانفعال:
-إنتِ ليه بتعامليني على إن أنا اللي ظالم وإنتِ المظلومه! ليه مش قادره تستوعبي إن أنا اتظلمت زي زيك، كام مره هعتذر على غلط مليش يد فيه! 

قال أخر جملة وقد ارتفعت نبرة صوته رُغمًا عنه، فقالت بنفس انفعاله وبصوت متحشرج:
-مش إنت اتجوزتني عشان تتستر على اللي عملته! كل حاجه اتكشفت خلاص، ملهاش لزمه بقا الجوازه دي، أصل الي بدأ غلط عمره ما هيستمر... أنا ماشيه.

قالتها وهمت أن تفتح الباب لتذهب لأهلها، فجذبها من ذراعها ثم وقف حائلًا بينها وبين الباب، وقال بأعين ملتهبة من شدة الغضب:
-مش هتخرجي من هنا! إنتِ مراتي والجوازه دي هتستمر برضاكِ أو غصب عنك.

أجفلت من نبرته المرتفعة وطالعته بخوف، وما أن ترك ذراعها هرولت للمرحاض وصكت الباب خلفها بعنـ ـف.
____________________________
اضطر «حمدي» أن يُأجل الخطه التي حبكها لمروى حين هاتفه جابر وطلب منه العوده للأسكندريه بأسرع وقت...

 لعنه حمدي لكن لم يجد بُدًا وغادر على الفور ملبيًا أوامر سيده.

 دخل حمدي مكتب جابر، وكان يجلس على مقعده يحدق ببعض الأوراق، وحين وقف حمدي قبالته وحياه، رفع رأسه وحدجه بنظره ثاقبه ثم نهض من مقعده، وأخيرًا صوب لكمة لوجه حمدي جعلته يترنح في مكانه...

عاد حمدى ينظر له بتوجس، خاف أن يكون على دراية بما يحيكه من خلف ظهره، فلو علم بما فعل سيُنهي حياته دون رأفةٍ أو رحمه.
 
قال جابر بنبرة غاضبه:
-إنت سارح ورا بنت عوض وسايب شغلك!
-يا دكتور والله كنت مشغول مع الظابط.

رمقه جابر بغيظ وعلق غاضبًا: 
-كداب... الكلام اللي وصلني غير كدا!

قال حمدي بتبرير كاذب:
-إللي وصلك الكلام كذاب لأن أنا كنت عامل خطه للظابط وكنت ناويله على...
قاطعه جابر حين قال وهو يصر على أسنانه بغيظ:
-إنت إللي كداب... وكنت هتدخلنا في مشاكل مع الظابط بسبب البت الي شاغله دماغك!

صوب جابر سبابته في وجه حمدي وأضاف بحدة وأمر لا يقبل النقاش:
-تشيل الظابط والبت دي من دماغك وإلا إنت عارف أنا ممكن أعمل إيه؟

ازدرد حمدي لعابه وأومأ رأسه بقلة حيله، مرددًا:
-أمرك يا دكتور.

أمره جابر بالإنصراف بإشارة من يده، فخرج من المكتب وهو يشتعل غضبًا، ويتحسس مكان لكمته بوعيد...
بقلم آيه شاكر 
استغفروا ❤️ 
____________________________
وبعد يومين...

وبعد العوده للأسكندريه، وقفت ناهد منكسرة، جامدة الملامح، كانت ترتدي ملابس سوداء، قالت بألم: 
-أنا حاسه إن أنا في كابوس!

قال سعد دون أنا ينظر لها:
-متقلقيش لعله ابتلاء، وإن شاء الله المحنه دي تعدي على خير.

هوت ناهد جالسة على المقعد، وسندت رأسها للجدار بألم فقد مضى يومان ولم يرتح جسدها، مسحت دموعها ونظرت لأختها التي تجلس على المقعد مقابلها، تنهدت بألم وقالت:
-صعبان عليا مروى أوي.

بتر باقي حديثهما دخول مفاجئ لأربعة رجال، يبدو على ملامحهم القـ ـوة والبأس، يرتدون جلباب بلدي ويبدو من هيئتهم أنهم عائلتها التي تقطن في صعيد مصر.

 اقترب العم الأكبر «رأفت» بهيبته المعتادة وملامحه التي يتجلى بها الشده والقسوة، لا تعلم لمَ اختلج قلبها فاختبئت خلف سعد، رمقها سعد ثم وقف امامها كالطود يحول بينها وبينهم، نظر رأفت لمروى وقال:
-السلام عليكم... كيفك يا بتي؟

نظرت له ناهد فهذا عمها الذي لم تراه إلا مرات معدودة على أصابع اليد الواحدة، سلم على مروى وضمها وربت على ظهرها قائلًا:
-أنا لسه عارف بالموضوع من الأخبار... بوكِ أحواله إيه؟
خرجت مروى من بين ذراعيه، فقد سرت قشعريره غريبة في جسدها حين ضمها، استجمعت قوتها وقالت: 
-الحمد لله الدكاتره بيقولوا الحاله مستقره.

صمت الرجل للحظات ونظر لسعد قائلًا:
-وحضرته يبجا مين؟

ردت ناهد وهي تشير إلى سعد قائله:
-دا الأستاذ سعد يا عمي.

كان عمها يعلم أنه عريسها فجلس على المقعد بشموخ وقال: 
-شكرًا يا أستاذ سعد واچبك وصل تجدر تتفضل.

طالعت ناهد سعد بخوف كأنها تترجاه ألا يتركهما مع هؤلاء الغرباء، فقرأ سعد نظراتها وقال:
-اتفضل فين؟ أنا مش هتحرك من هنا قبل ما أطمن على الدكتور عوض.

طرق رأفت على المقعد بيده وقال:
-أظن الزياره ممنوعه وأنا بصفتي صاحب المستشفى دي بطلب منك تتفضل من غير مطرود.

ردت ناهد بنبره حاده:
-بابا هو الي صاحب المستشفى مش حضرتك!

حدجها عمها الآخر بنظره حاده قائلًا:
-إنتِ إزاي تكلمي عمك كدا يا بتي؟ 

لم ترد عليه ورفعت ذقنها لأعلى بكبرياء وكرامه كأنها توجه له رساله أنه لم تخطئ، فتحدث رأفت ليفـ ـجر تلك القنبله بوجهها، أشار نحو رياض وحامد وقال لمروى:
-سلمي يا بتي على خطيبك وخطيب أختك!.

بدلت مروى نظرهما بين رياض وحامد كما فعلت ناهد ونظرتا لبعضهما قائلين في صوت واحد:
-خطيب مين؟!

نهض رأفت وهو يقول:
-حامد ورياض طلبوكم من أبوكم وهو وافق.

قالت ناهد بثقة:
-لأ طبعًا مستحيل بابا يعمل كدا!!

قال رأفت:
-وه وه يعني أنا هكذب... بتكذبيني يا بت أخوي؟

نظرت ناهد لسعد بهلع، فقال سعد بثقة:
-مش ممكن لأن أنا كنت مكلم الدكتور عوض ووافق على جوازي أنا وناهد.

قال رأفت بنبرة جليدية:
-رچع في حديته.

قالت مروى بحده:
-بكره بابا يقوم بالسلامه ويكدب كل كلامكم.
 
اشتدت نبضات قلب ناهد، فمن الواضح أنهما مقبلتان على معركةٍ ساخنة لا فرار منها، كانت ترجو في سريرتها أن يطيب والدها بأسرع وقت.

حاولت الثبات، فاستجمعت قوتها وقالت:
-إنت جاي عايز ايه يا عمي؟ 

عاد يجلس ووضع ساق فوق الأخرى ثم قال:
-أولًا يتكتب كتابكم على ولاد عمكم عشان تبقوا في حمايتنا ثانيًا المستشفى دي هتتباع.

قالت ناهد بثبات زائف: 
-أولًا مش هينفع لأننا مش موافقين، ثانيًا المستشفى دي بتاعت بابا ومعتقدش أنه عايز يبيعها، ثالثًا بقا ياريت حضرتك تاخد الجماعه الي معاك وتتفضل احنا مش محتاجين حد يساعدنا.
-بتطرديني من ملكي إياك!! 
قالها مقطبًا حاجبية، وأردف بانفعال شديد:
-اسمعي بجا المستشفى دي باسمي... ومن النهارده يا تدفعوا تكاليف علاج أبوكي وأمك يا تشوفولهم مستشفى تانيه، الورق أهوه خدوه واتأكدوا منه.
قالها ووضع الورق نصب أعينهم فأخذته ناهد، في حين أمر رأفت من معه بالمغادرة وانصرفوا جميعًا تاركًين المستشفى بأكملها...

حدقت ناهد بالأوراق بصدمة، ويداها ترتعشان، فأخذها سعد الأوراق وقرأها...

همى الدمع من عيني ناهد وضمت أختها، فقال سعد ليطمئنهم:
-متقلقوش إن شاء الله هتتحل.

أقبل سيف ومعه نبيله وسأل عما يجري، فطفق سعد يسرد ما حدث في سرعة وباختصار...

 ضمت «نبيله» ناهد ومروى تهدئهما وتطمئنهما، قرروا ألا يتركوا المستشفى، سينتظروا ليوم أو اثنين لعل والدها يفيق وينجدهما من كل تلك الإضطرابات.
___________________
أجبرها والديها أن يستمر زواجها من معاذ، وأنها لابد وأن تزور طبيبة النساء لتتأكد من عدم حملها...

ظنت هدير أنها صارت عبئًا على والديها فقبلت بالعيش مع معاذ لكنها كانت تعامله بجمود وتغلق باب غرفتها عليها أغلب الوقت كي لا تراه...

وفي هذا اليوم خرجت من غرفتها لتشرب فرأته في وجهها، لم تنظر إليه وهمت أن تختفي من أمامه فمسك يدها وسالها:
-هنفضل كدا لحد إمته؟

ردت بنبره حاده:
-سيب إيدي لو سمحت.

قال بنبرة معاتبه:
-بتعاقبيني على إيه هدير؟!

صمتت فترك يدها ونظر لها قائلًا:
-ممكن ترجعي معايا زي الأول؟!

نفثت الهواء من فمها بضجر وقالت:
-لو سمحت يا معاذ مش قادره أتكلم دلوقتي.

ثم انصرفت من أمامه وتركته ينظر لأثرها بشفقه عازمًا أن يظل ورائها إلى أن تقبل وجوده وتسامحه.
                  ____________________
وفي المستشفى...

-نتجوز!
قالها سيف، ولم تتخيل مروى عرضًا كهذا خاصةً في هذا التوقيت الغير ملائم! رمقته مروى بنظرة استعادتها سريعًا، وهزت عنقها نافية وهي تقول:
-لأ طبعًا.

رمقها ييف بطرف عينيه وقال ساخرًا:
-خلاص خليهم يجوزوكِ لرياض بالعافيه! 

رفعت رأسها بشموخ وقالت بثقة:
-أنا محدش يقدر يجبرني على حاجه! 

ابتسم ساخرًا وقال:
-اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش من شويه وإنتِ بتعيطي! وعلى العموم فكري كويس، أنا عايز أحميكِ منهم.

نظرت له قائله:
-إنت ممكن تحميني منهم من غير جواز!

سألها سيف:
-إزاي!؟ بصفتي إيه؟ 

سألته:
-يعني عايز تتجوزني فتره على ما الأمور تتحسن وبعدين تطلقني ونعيش بقا في شغل المسلسلات التركي دا!!

ابتسم، ثم أطال النظر بعينيها لأول مرة منذ عرفها، وقال بتوضيح:
-وأطلقك ليه؟ إحنا جوازنا هيبقى طبيعي؟

غضنت حاجبيها وسألته:
-وإيه الي يجبرك على كدا؟ أكيد يعني مش هتقولي عشان بحبك!

هز عنقه نافيًا وهو يردد بابتسامة ارتسمت على زاوية فمه:
-لأ... 

اعتقدت أنه ينفي حبه لها لكنه، أردف في سرعه: 
-لأ تفكيرك غلط لأني فعلًا بحبك يا مروى.

بتر حديثهما صوت الطبيب قائلًا:
-آنسه مروى.

انتبهت إليه فقال: 
-أحب أطمنك والدك ووالدتك حالتهم استقرت وإن شاء الله بكره يفوقوا وتطمنوا عليهم.

انفرجت أساريرها وانبسطت ملامحها، وقالت:
-الحمد لله يارب.

قال سيف:
-أنا رأيي تاخدي ناهد وتروحوا البيت تريحوا شويه، ملهاش لزمه قاعدتكم هنا.

أومأت رأسها بتفهم فهي تحتاج للراحه وكذلك أختها تحتاج لقليلًا من الراحة.

وبعد فترة دخلتا لبيتهما بعدما أوصلهما سعد وسيف، وقبل أن يبدلان ملابسهما قُرع جرس الباب، فنظرتا لبعضهما وظنت ناهد أنه سيف أو سعد، لذا فتحت مسرعه ليباغتها دفعة قوية جعلتها تُطرح أرضًا...

دخل رأفت وخلفه شاب أخر، صك الباب خلف ظهره، فصرخت ناهد، وقالت:
-اطلع بره.... وإلا والله هطلبلك الشرطه.

أطلق رياض ضحكة كالزفرة ونظر لعمه، فاقتربت ناهد من أختها تضمها وتعضدها....

نظر لهما رياض بأعين ماكرة، وقال:
-الظاهر إنكم مش هتيچوا إلا بالقوة،
-عيب عليك!...قوله حاجه يا عمي هو إزاي بيتكلم كدا؟!
قالتها ناهد، فرد عمها بملامح جامده:
-ها تقبلوا بجوازكم من ولاد عمكم ولا نستعمل القـ ـوة؟

ردت مروى بثبات مصطنع:
-متقدروش تعملوا حاجه.

رشقها رياض بنظرة حادة اخترقتها، وقال وهو يقلد لهجتها:
-والله احنا قولنا إلي عندنا واختاروا.

نظرت ناهد لأختها وتظاهرت بالقـ ـوه وهي تقول بنبرة مرتفعة:
-مش هنتجوز واتفضلوا اطلعوا بره.

أشار «رأفت» لرياض لينفذ ما اتفقا عليه فأومأ رياض وجذب مروى من يدها فتشبثت هي بذراع أختها وصرخت، وسحب رأفت ناهد عن أختها بدوره وهي تصيح ليتركها، فوضع عمها يده على فمها ليكتم صراخها...

على جانب أخر حاولت مروى التملص من بين يديه لكنه كان أقوى منها فدفعها لداخل الغرفة وصك  الباب خلفه بعنـ ـف، فهدرت به مروى الاهثة:
-إنت هتعمل إيه؟!
استغفروا❤️
                  ★★★★★★★
قُرع جرس الباب فأقبلت «منى» لتفتحه وهي تسأل عن هوية الطارق، وحين فتحت تفاجئت بممرضه كانت زميلتها بالعمل في مستشفى جابر...

وبعد تبادل التحيه، استقبلتها منى بغرفة الجلوس، كانت الضيفه تفرك يدها بتوتر وتحاول ترتيب كلماتها، قالت:
-أنا عارفه إن ممكن الوقت ميكونش مناسب للكلام ده لكن...
صمتت هنيهة تزدرد ريقها، ثم أكملت: 
-البت الي اسمها منار أنا شوفتها واقفه مع واحد كدا وسمعتها بالصدفة بتجيب في سيرتك.

سألتها منى أن توضح مقصدها، فتنهدت الضيفة بعمق وقالت دفعة واحدة:
-منار هي السبب في الحادثه إلي حصلتلك.


الفصل السادس عشر16 

اقترب منها بخطواتٍ بطيئة بينما نظراته الثاقبة مُسلطةً عليها...
ازدردت «مروى» ريقها بتوجس، وداخلها يختلج، وعيناها تجوسان في ذعر، وقلق، وطفقت تتراجع للخلف حتى اصطدم ظهرها بالحائط، أدمعت عيناها، وقالت برجاء:
-أرجوك سيبني.

وبخارج الغرفة، بعد محاولات «ناهد» الفاشـ ـلة لتنقذ أختها، خشيت أن يصيب أختها مكروه ،فجثت على ركبتيها أمام عمها تتوسله أن يأمر رياض بترك مروى وشأنها وهي ستنفذ ما يريد...

ابتسم عمها بانتصار وقال: 
-عين العقل... هنكتب الكتاب دلوقتي وإلا إنتِ عارفه أقدر أعمل ايه!

هزت ناهد رأسها موافقة بقلة حيلة، بينما الدمع يهطل من عينيها، وفي سريرتها ترجو الله أن يصرف عنهما شر هؤلاء...

قال «رأفت» بنبرة مرتفعة ليسمعه رياض: 
-سيبها يا رياض...

وما أن وصل لمسمع رياض أمر عمه، تنفس بعمق وطالع مروى بابتسامة ماكرة، ثم قال بخبث: 
-الصبر يا بت عمي... مسيري هدوق العسل.

تركها وخرج، فأغلقت مروى عينيها بألم وأطبقت يدها على فمها بحسرة، قبل أن تخر ساجدة شكرًا لله على نجدتها من رياض.

هرولت «ناهد» لغرفة أختها ضمتها ومسحت دموعها بأناملها الرقيقة وحدقت بوجهها لبرهة ثم سألتها بقلق:
-عملك حاجه؟ إنتِ كويسه؟

ردت مروى بشدوه وصدمة:
-كويسه متقلقيش.

قاطعهما قول عمهما بنبرة مرتفعة:
-چهزوا نفسكم عشان المأذون چاي.

هزت مروى نافية وقالت بانهيار:
-مش هتجوزه.... مش هتجوزه.

نظرت لها ناهد لتطمئنها وهمست:
-مش هتتجوزيه أنا بس بكسب وقت... لازم نفكر في حل نخرج بيه من هنا.
استغفروا❤️
بقلم آيه شاكر 
__________________________
جلس «سيف» على مكتبه وبيدة الورقه والقلم كما اعتاد أن يفعل ليرتب أفكاره ويحاول ربط الأدلة ببعضها، انحنى سعد ينظر لما كتبه بالورقة، وقال:
-جابر دا شكله خطـ ـير وممكن يكون هو الي دبر الحادثه دي للدكتور عوض.

نظر سيف للورقة بتركيز وقال مضيقًا جفونه:
-أو ممكن يكون اخواته هما الي دبروله الحادثه دي عشان ياخدوا أملاكه.

أومأ سعد موافقًا وهو يقول:
-أنا شاكك فيهم برده، إن شاء الله الدكتور عوض يفوق ويحللنا اللغز ده.

بتر حديثها رنين هاتف سيف، وكان الطبيب المسؤل عن حالة عوض وزوجته، وبعد التحيه قال الطبيب:
-الدكتور عوض فاق وعايز يشوفك إنت والاستاذ سعد وبناته دلوقتي، أنا برن على بناته مش بيردوا فكلما حضرتك.

تهللت أسارير سيف وقال ببهجة:
-طيب أنا هجيبهم وأجي حالًا مسافة الطريق.

بحث سيف عن ملابسه وهو يقول:
- الدكتور عوض فاق... وعايز يشوفنا البس بسرعه يا سعد.

شرع سعد بارتداء ملابسه هو الأخر وهو يقول:
-يلا اعتبرني جاهز.
__________________________
وبعد سجدة طويلة يتضرع لله ويدعوه أن يرتب حياته، ويصلح حاله وزوجته، رفع رأسه يردد التحيات لله ثم سلم يمنة ويسرة، وجد هدير تجلس خلفه، فابتسم.

فقد قست عليه هدير بما يكفي، وقررت التراخي قليلًا، ما ذنبه؟ إن وقع عليه ظلم فقد أصابه مثلها، قالت بابتسامة:
-عايزه أتكلم معاك.

-اتفضلي يا هدير.
قالها بتؤدة، فتذبذبت نظراتها، وابتلعت ريقها قبل أن تنطق:
-أنا الفتره دي متلغبطه جدًا ومش عارفه أنا بعمل إيه... وتقريبًا ملقتش قدامي غيرك أفرغ فيه الطاقة السلبية اللي جوايا.

ابتسم بلطف، وقال بود:
-وأنا حاسس بيكِ ومتقبل منك أي حاجه.

ابتسمت لتفهمه لها، فقالت:
-أنا آسفه لو متصرفتش بحكمه.

مد يده وربت على ظهر كفها، ثم قال:
-وأنا مش عاوزك تتأسفي ومتقبل منك أي حاجه لأني حاسس بيكِ وعارف مدى صعوبة الموقف اللي اتحطيتا فيه... بس ممكن تسمعي كلامي المره دي بس ونروح للدكتوره.

لم تعترض هذه المرة، وقالت بابتسامة:
-حاضر موافقه.
-بكره إن شاء الله هحجزلك عند دكتوره كويسه.

أومأت رأسها، وحين وجدته يحملق بها نهضت واقفة، وقالت:
-أنا قايمه أنام.

قالتها وهرولت للغرفة، فقال بنبرة مرتفعة:
-مش لسه بدري على النوم؟
صاحت من غرفتها:
-أنا بنام بدري.

لم يُعقب وابتسم، ثم جذب مصحفه ليقرأ ورده اليومي.
___________________________
وصلا سعد وسيف للبناية، وارتجلت من السيارة، فقال سعد:
-أنا خايف يكونوا نايمين!

سبقه سيف خطوتين نحو البنايه وهو يقول:
-احنا هنجرب نخبط عليهم.

لاحظا دخول عمهم الأوسط ومعه ابنه فرجع سيف للخلف مرة أخرى وهمس لسعد:
-هما رايحين فين دول؟

فتح سيف السياره مجددًا وأخذ مسـ ـدسه، ثم قال وهو يثبته على خصره:
-الظاهر إني هحتاجه.
-ربنا يستر.
قالها سعد وهرولا الإثنان للأعلى ليلحقا بهم...
               ـــــــــــــــ
جلست «ناهد» جوار أختها يبكيان بقلة حيلة، فحتى الهاتف أخذوه منهما، ارتشفت مروى دموعها وقالت:
-انا عارفه إن ربنا بيعاقبني بسبب الاي كنت بعمله... كل شويه يحصلي حاجه بس مكنتش متخيله إنها هتنتهي بكدا.

شهقت باكية فربتت ناهد على كتفها ومسحت دموعها وهي تقول بحشرجة:
-قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا...

نظرت ناهد لأعلى وأضافت:
-يارب انقذنا.... يارب توكلت عليك انجدنا منهم.

ضمت أختها وانفجرتا بالبكاء، حتى تناهى لسمعهما أصوات نزاع خارج غرفتهما، ازدردت ناهد ريقها بتوتر وقالت لأختها بتوجس:
-تعالي نشوف فيه ايه!

اتجهتا نحو الباب ببطئ وفتحتاه ليتفاجئا بسيف الذي صوب سلاحه تجاه عمها، وهو يصيح:
-مفيش جواز ويلا اتفضلوا حالًا وإلا والله ما هسمي على حد فيكم.

ابتسمت «مروى» وتنهدت بارتياح وهي تمسح دموعها، أما ناهد فسجدت شكرًا لله ودموعها تتساقط على وجنتيها، أليس هو من قال في كتابه: ﴿ومن يتوكل على الله فهو حسبه...﴾، فمن توكل على الله لا زل ولا مل ولا خل.

وعلى نحوٍ أخر 

خاطب رأفت سيف بغضب:
-إنت كدا بتعمل عداوه معانا!

رفع سيف رأسه بشموخ، وبأعين ملتهبة، قال وهو يضغط على كل حرف بالجمله:
-اطلعوا بره.

حدجه رأفت بنظرات حادة وخرج يرفل طرف عبائته بغيظ وتبعه البقية...

وقف رأفت أسفل البنايه وقال بنبرة غاضبه:
-ماشي يا عوض، إنت اللي دخلت بينا الظابط وأنا هردلك القلم.

أخرج هاتفه وطلب رقم، وبعد ثواني قال:
-أيوه يا دكتور چابر لساتك عاوز تشتري المستشفى؟
                     ★★★★
وبعد انصرافهم خرجتا ناهد ومروى من الغرفة، قالت ناهد ببهجة:
-شكرًا شكرًا... بجد مش قادره أعبر عن شكري ليكم.

قال يعد ببعص الحدة:
-إنتِ مرنتيش عليا ليه؟ 

قالت مروى:
-إنت مش هتتخيل عملوا فينا ايه دول أخدوا مننا الموبايلات.

وقالت ناهد:
-إحنا كنت هنضيع.

قال سعد:
-مش هنسيبكم لوحدكم تاني.

نظر سيف لسعد وقال بنزق:
-فعلًا إحنا غلطانين كنا أخدناهم البيت عندنا، الحمد لله عدت على خير المره دي.

قال سعد بقلق:
-بس الراجل دا شكله مش هيسكت يا سيف.

قال سيف بنبرة قلقه:
-عارف والله يا سعد ربنا يسترها.
صلوا على خير الأنام ♥️ 
بقلم آيه شاكر 
_____________________
دقت الحادية عشر مساءًا، وصلوا للمستشفى كانت ناهد تهرول بخطوات واسعة متلهفةً لرؤية والدها، ومروى تسير بخطوات اقرب للركض تريد ضم والدها لتشحن طاقتها التي أوشكت على النفاذ.

فتحت ناهد باب الغرفة فأزاح والدهما ماسك الأكسجين عن وجهه وفتح إحدى ذراعيه، مرددًا بوهن:
-يا حبايبي.

وفي سرعة عانقتاه وانفجـ ـرتا باكيتين...

نظر سعد وسيف لبعضهما والشفقة تُطل من أعينهما...

وبعد فتره ابتعدنا عنه وهدأت أنفاسهما، فقال سعد:
-ألف حمد الله على السلامه يا دكتور عوض. 
-الله يسلمك يابني.

قال سيف:
-حمد الله على السلامه يا دكتور، احكيلي بقا ايه اللي حصل وازاي عملت حادثه؟

ابتسم عوض بوهن وقال:
-اهدى شويه يا حضرة الظابط أنا عندي كلام أهم من تفاصيل الحادثه لازم أقوله.

رمق سعد سيف بنظرة عتاب ولوم، ثم نظر لعوض قائلًا:
-متتعبش نفسك يا دكتور إن شاء الله لما تقوم بالسلامه نتكلم.

تنهد عوض بألم ونظر لناهد ومروى، وقال بقلة حيلة: 
-أنا عاوز أوصيكم على ناهد ومروى، لو حصلي حاجه ملهمش حد من بعدي... 

قبلت ناهد يد والدها وقالت:
-بعد الشر عليك يا بابا.

قال بحسرة وأسى:
-أنا خايف عليهم من أقرب الناس ليهم، اوعدني تحافظ على ناهد.
قالها عوض وهو ينظر لسعد، فانحنى سعد وقبض سعد على يده قائلًا:
-ناهد في عنيا، أنا عايز أطلب من حضرتك نكتب الكتاب عشان...

قاطعه عوض قائلًا:
-لسه هتشرح! روح هات المأذون، أنا مش هلاقي لبنتي راجل يصونها أحسن منك.

كان سيف يستمع لكلامهم، ويرمق مروى مرة بعد أخرى وهو يفكر، ثم تنحنح بحرج وقال:
-وأنا يا دكتور... آآ... عايز أطلب من حضرتك ايد مروى ونكتب الكتاب مع سعد.

أطلق عوض ضحكات خافتة، وقال بمكر:
-تطلبها وتكتب الكتاب! دا إيه السرعه دي؟

ابتسم سيف ومسح شعره باضطراب، ثم أطرق، فأردف عوض:
-أنا فاهم نظرتك لبنتي من أول يوم يا حضرة الظابط
-مش هلاقي أحسن منك لمروى، لكن ناخد راي العروسه برده!

قالها عوض ونظروا جميعًا صوب مروى المرتبكة، فقالت:
-اللي حضرتك تشوفه يا بابا.

أمر سعد سيف أن يُحدث والدته ويحكي لها ويرى رأيها، فرحبت نبيلة بكل سعادة، فأهم ما عندها هو سعادة أولادها، أغلقت معه وحدثت أختها «رقية» ليجهزان الشقق قبل مجيئهم.

وبعد ساعة أحضر «سعد» المأذون الذي قال بنزق:
-يعني مش عارف تصبر للصبح يا شيخ سعد!

ابتسم سعد قائلًا:
-معلش يا مولانا الموضوع مستعجل اتفضل جهز الإجراءات على ما أجهز حاجه!

أخرج سعد ورقه من جيبه وتوجه لسيف قائلًا:
-امضي.

أخذ سيف الورقه وقرأ ما بها، ثم قال:
-دا مهر ب ١٠٠ ألف!

قال سعد موضحًا:
-امضي يا سيف احنا مجبناش دهب ولازم نضمنلهم حقهم!

اومأ سيف رأسه ووقع الورقة دون اعتراض، فطالع سعد الورقة ثم تنهد ودخل لغرفة عوض...

مد سيف يده بهما قائلًا:
-دا حق مروى وناهد.

قرأ عوض الورقتين وقال بصوت مرهقٍ ومجهد:
-خليهم معاك يا سعد.

قال سعد:
-لأ ماينفعش خليهم مع حضرتك أو لو فيه حد أمين تحب نديهاله!

ابتسم عوض قائلًا:
-مش هلاقي آمن منك يا سعد ربنا يسعدك ويطمنك زي ما طمنتني إني اخترتِ لبناتي رجاله...
بقلم آيه شاكر 
استغفروا❤️
          ــــــــــــــــــــ
وبعدما كُتب الكتاب.
وقف «سيف» جوار مروى، يطالعها بابتسامة، وهي تنظر أرضًا، قال:
-بقيتِ على اسمي... تعالي بقا ناخد صوره توثيقًا لليوم الي مش مترتبله ده.
قالها ورفع هاتفه ليلتقط الصورة، فرفعت بصرها وركزت على إنعكاس صورتة على شاشة الهاتف، ابتسمت بسعادة، ونظرت له فنظر لها وتلاقت نظراتهما فابتسم...
هي كلمة وبمجرد نطقها «قبلتُ الزواج» تنفك الحصون ويصبح الممنوع مباحًا، والحرام حلال، قبض سيف على يدها ثم حاوط كتفيها بذراعه، وانحنى قليلًا ليهمس جوار أذنها:
-بحبك.

حمحمت مروى وأزاحت ذراعه عنها بلطف، ثم سألته:
-هي ناهد راحت فين؟
-خلاص بقا انسي ناهد هي دلوقتي مع جوزها.
أومات رأسها بتفهم، فقال:
-اي رأيك أوديكِ البيت تريحي شويه؟

لون الخوف ملامحها، وهي تنطق:
-لأ أنا مش هرجع البيت تاني إلا لما بابا وماما يقوموا بالسلامه.

عقد بين حاجبيه وقال بتعجب:
-بيت إيه اللي هترجعيه مع بابا وماما؟ إنتِ هتيجي معايا بيتنا، من النهارده بيتي هو بيتك إنتِ بقيتِ مراتي.

جحظت عينيها وسألته بصدمة:
-يعني أنا هعيش معاك في بيت واحد؟!

حرك سبابته نافيًا أمام وهو يقول:
-في أوضه واحده! 

هزت عنقها يمينًا ويسارًا معترضة على كلماته وقالت:
-لأ إحنا متفقناش على كدا.

شعر باضطرابها من رعشة نبرتها، فقال بهدوء:
-هو لما اتنين بيتكتب كتابهم يبقا اتفقوا على إيه؟!

صمتت، فحاوط كتفيها بذراعه وأضاف:
-يبقوا اتفقوا يكملوا حياتهم مع بعض ويكونوا أسره.

نظرت لذراعه الذي حاوط كتفيها وأزاحته عنها قبل أن تبتعد خطوتين، وقالت:
-إنت إيدك طولت وأنا ابتديت أخاف منك.

تبسم ضاحكًا على اضطرابها، فرمقته بطرف عينيها وقالت:
-بابا مقاليش أروح معاك البيت!
قال:
-بس قالي خد عروستك لبيتك ووصاني مسيبكيش ولا لحظه.

اعترضت:
-لأ لأ مش هينفع.

جلست على المقعد فقال:
-يلا يا مروى النهار هيطلع واحنا لسه منمناش! إيه مش عايزه تنامي؟

سألته:
-طيب ناهد راحت فين؟! 
-ناهد زمان بقالها ساعه في البيت أصلًا.

تهللت أساريرها ونهصت وهي تقول:
-هي هتقعد معانا في نفس الشقه؟
-لأ أنا ليا شقه وسعد ليه شقه... فيها كل حاجه ما عدا حاجات بسيطه كدا هنبقا نجيبها مع بعض.

صمتت وطالعت الأفق بتجهم فمسك يدها وسحبها لتنهض وهو يقول:
-يلا عشان ألحق أريح شويه قبل الشغل.

تنهدت بعمق ثم استسلمت وسارت معه بقلة حيله فهي من قبلت زواجه ولابد أن توافق على ما يقول... 
_____________________
أشرقت الشمس، وتسلل شعاع منها يطرق باب جفونها المؤصد، ففتحت منى عينها نظرت حولها فلم تجد مصطفى جوارها، تذكرت حوار زميلتها لكن ماذا ستفعل؟! اتحكي لزوجها أم تصمت!

هي تركت المستشفى ولن تعود للعمل بها مرة أخرى يكفيها ذلك الآن، كانت في خيرة من أمرها هل تترك منار ليحاسبها الله على أفعالها وأذيتها لها، أم تأخذ حقها منها بأي وسيلة مشروعة.

خرجت من غرفتها على صوته هو يدندن بينما يُعد لها الفطور، وقفت قبالة المطبخ، وابتسمت، قالت:
-بيقولوا الحب بينتهي بعد الجواز.

انتبه لصوتها فاتسعت ابتسامته ونظر لها قائلًا:
-طيب قولي صباح الخير الأول!

ابتسمت بحب قائله:
-صباح الخير يا كل الخير.

دنا منها وقبّلها بحب، ثم قال:
-صباح الخير يا قلبي.

-هتحضرلي الفطار كدا دايمًا ولا فعلًا الحب بيقل بعد الجواز؟

ارتسمت عليه ملامح الجديه وقال:
-مين غبي قال كدا! الحب بعد الجواز بيتحول لموده ورحمه وهي أقوى من الحب.

تنهدت بارتياح وقالت:
-يعني طمنني هتحضرلي الفطار كل يوم ولا ايه برده؟

قهقه وقال:
-أخاف أقول أه وأخاف أقول لأ.

ضحكت أثر ضحكاته المتتالية، نظر لاطباق الطعام التي حضرها وقال:
-يلا بقا ساعديني نحط الاطباق على السفرة يا مدام.

وأثناء تناول الإفطار قالت:
-ايه رأيك نروح نزور الدكتور عوض النهارده؟

بلع ما بفمه من طعام وقال:
-أيوه صحيح فكرتيني سيف اتجوز مروى وسعد اتجوز ناهد امبارح بالليل.

ظهرت الدهشة والصدمة على قسمات وجهها قبل أن تنطق:
-امته وازاي؟!
-امته وازي بقا لنا نقابلهم هنعرف.
             ___________________
وبعد.تنبيه والدها «عوض» ألا تأت للمستشفى وأنه أصبح بخير، انصاعت ناهد لأمره على مضض...

خرجت من غرفتها تتسلل على أطراف أصابعها كاللص فقد أصرت بالأمس أن تنام بغرفة منفصلة عنه ووافق سعد دون جدال...

بحثت عنه فلم تجده، أدركت أنه ذهب لعمله، عادت لغرفتها مرة أخرى استلقت على فراشها ولم تستغرق دقائق وغطت في سباتِ عميق...

وفي المساء وقبل غسق الليل طرق سعد باب غرفتها، فتحت عينيها ببطئ وفركتها أثر النوم فقد نامت كثيرًا لكنها مازلت تريد النوم، كانت ستفتح الباب لكن جحظت عيناها عندما رأت انعكاسها في المرآة وهي ترتدي ثياب قصيرة، أخذت بندانة صغيره ترتديها تحت طرحتها ولبستها على رأسها، سحبت غطاء السرير لتغطي كامل جسدها ثم خرجت من الغرفة....

كان يقف علي الباب وبمجرد ظهورها، نظر لها من أعلى لأسفل، وقال:
-كل دا نوم!
قالت:
-هغسل وشي وأجيلك.

رمقها بتعجب وضحك لأنها كانت تلف جسدها بالغطاء بطريقة مضحكة...

وبعدما خرجت من المرحاض بحثت عنه فكان يحمل جهاز الابتوب ويجلس على الأريكه، رفع بصره وطالعها لبرهة وهي تقف أمامه، وقال ساخرًا:
-إنتِ هتفضلي لافه نفسك بالملايه كدا كتير!
-أيوه أنا بردانه.

عقد سعد حاجبيه بتعجب، وقال:
-برادنه! احنا في شهر ٧!

شهقت الإبتسامة زاوية فمها قبل أن تقول:
-أيوه أنا دايمًا كدا تلاقيني ببرد في٧ !

مط فمه وأومأ بتفهم، ثم حملق بها وقال:
-وكمان لابسه طرحه تحت الملايه؟!

هزت عنقها نافية، وقالت وهي تواري ابتسامتها:
-لأ دي بندانه عاديه عشان شعري ميبانش!

قال:
-أيوه طبعًا عيب شعرك يبان قدامي! هو أنا مين يعني عشان أشوف شعرك! دا أنا حياله جوزك.

ضغطت شفتيها لتكظم ضحكتها كبحت ضحكتها، وجلست على الأريكة قبالته، غيرت دفة الحوار بسؤال:
-ناديتني ليه؟
-عشان تتعشي إنتِ نايمه من الصبح مأكلتيش حاجه؟ 
-أنا بصراحه كنت جعانه نوم، وهدخل أكمل نوم تاني.

أشار للطعام أعلى الطاولة، وقال:
-أنا عملتلك سندوتشات.

مد يده بواحد فمسكت الغطاء بيد وأخرجت الأخرى بحرص، فضحك سعد قائلًا:
-امسكي الملايه كويس لتقع.

هز رأسه يمينةً ويسرة مستنكرًا، فرمقته بغيظ وقالت بثقه استفزته:
-متقلقش مش هتقع.

نهضت وأخذت ساندوتش أخر من الطبق وساىت خطوتين وهي تقول:
-أنا داخله أنام شكرًا على الساندوتشات.

رمقها بابتسامه سرعان ما تحولت لضحكات عليها وهي تجر ذيل الغطاء كفستان طويل تتعثر به...

ابتلعت ما تلوكه بفمها من طعام واستدارت له، ترشقه بنظراتٍ ساخطة، خاطبته بتبرم زائف:
-أنا حاسه إن إنت بتضحك عليا!
-حاسه مش متأكده! 

حدجته بغيظ ورفعت ذقنها لأعلى بكبرياء، وثقة، وبعد خطوتين تعثرت بطرف الغطاء فوقع أرضًا، لم يستطع كبح ضحكاته على مظهرها وهو يقول:
-يبنتي مفيش عروسه بتلبس ملايه لجوزها والله!

سرعان ما تداركت الموقف وقبضت على الملايه جيدًا كي لا يظهر إنشًا واحد من جسدها، ونهصت واقفة بكل شموخ لتدخل غرفتها وكان شيئًا لم يكن...

أطلت لرأسها من باب الغرفة، وقالت:
-هحاسبك على ضحكك عليا بس لما أقوم من النوم...
دخلت وأغلقت الباب، فصاح:
-طيب بس متطوليش في النوم ساعه وقومي عشان هنروح لبابا.

فتحت الباب وأكلت برأسها مجددًا، وقالت:
-ماشي هنام ساعه وابقى صحيني.
____________________________
وبعد انتهاء الطبيبة من فحص هدير، تنفست بعمق وعادت تجلس على مكتبها وتركت هدير تعدل من ثيابها بينما طالعت معاذ شزرًا، فلا ريب لديها أنهما قد أوشكا على فعل علاقة محرمة وأتيا ليطمئنا على عدم حملها، فسنهما لازال صغير على الزواج!

-إنتوا متجوزين بقالكم أد إيه؟!
سألتهما الطبيبة بنبرةٍ حادة، فرد معاذ بنبرة مرتعشة ومضطربة:
-بقالنا شهر او أكتر شويه.

لوت الطبيبة فمها لأسفل وسألته ساخرةً:
-وعلى كدا العلاقه بينكم منتظمه؟

ارتبك معاذ ورد قائلًا:
-آآ... أيوه منتظمه.

هزت الطبيبه رأسها يمينًا ويسارًا مستنكرة، ووجهت السؤال لهدير:
-وإنتِ يا هدير قولتيلي بتحسي بأعراض حمل صح؟

اومأت هدير رأسها وهي تقول:
-آآ... صح.

ابتسمت الطبيبة مستهزءه، وقالت:
-مستحيل الكلام ده ومستحيل تكونوا متجوزين من شهر!

نهضت الطبيبة واقفة وهدرت بهما:
-إنتو شباب منعدم الأخلاق! فين أهاليكم؟! 
تعليقات