
أنتوا مش أول حد يجيلي بالحاله دي، فين الدين؟! فين الأخلاق؟!
قالتها الطبيبة هادرةً بانفعال، ولمَّا فهم معاذ مقصدها، اتسعت حدقيه وحاول التوضيح:
-حضرتك فاهمه غلط إحنا متجوزين والله!
ابتسمت الطبيبة ساخرة، وطالعت هدير وسألتها باستهجان:
-قولتيلي بقا يا هدير العلاقه بينكم تمام، صح؟!
-الحقيقه يا دكتوره لأ إحنا العلاقه بينا متوتره الفتره دي!
قالت هدير جملتها وهي مطأطأة رأسها، فأشار لها معاذ أن تصمت، ولكن داهمتها الطبيبة بسؤال أخر:
-يعني إيه العلاقة متوتره؟!
أجابت هدير بتلقائيه:
-يعني بينا مشاكل وبنتخانق كتير و...
قاطعتها الطبيبة متهكمة:
-هو حضرتك جايه لدكتوره نفسيه ولا حاجه! أنا مالي ومال المشاكل؟
كان معاذ يشير لها أن تصمت لكنها لم ترد عليه، فلم يستطع معاذ كظم ضحكاته، طالعته الطبيبة شزرًا فأطبق يده على فمه حين قالت الطبيبة:
-إنت بتضحك على إيه!!
اعتذر وقال بجدية:
- حضرتك فاهمه غلط هي مراتي بس احنا اتجوزنا في ظروف غريبه شويه.
قالت الطبيبة:
-مستحيل يا حبيبي مستحيل تكون مراتك!
أشارت على هدير وقالت:
-اللي قدامي دي بنت.
عقد معاذ حاجبيه وسألها:
-معلش يعني إيه بنت!؟
-يعني بكر محدش لمسها.
قالتها الطبيبة فهب معاذ واقفًا ونظر للطبيبه مصدومًا وعاد يسألها:
-حضرتك بتتكلمي بجد!؟
-وأنا ههزر معاك ليه؟!
نظر لهدير بفرحه وقال:
-إنتِ بكر، يعني أنا معملتش حاجه... أنا بريء يا هدير.
قلبت الطبيبه فمها متعجبه، فقال:
-لو سمحتي ممكن تكتبيلي تقرير بالكلام ده.
ارتدت الطبيبه نظارتها وأخذت ورقة من أمامها قائله:
-أكتبلك تقرير عادي.
انشغلت الطبيبة بكتابة التقرير، بينما ظل معاذ ينظر لهدير ويحدق بها بفرحه وهي ترمقه مبتسمة على فرحته.
فهي لم تذهب للفحص بعد تلك الحادثة، اعترضت بكل قوتها، فلو انصاعت لأمر والديها لكانت الحقيقة ظهرت من يومها ولم يضطرا للزواج.
استغفروا❤️
بقلم آيه شاكر
_____________________________
كثيرًا ما حاول «أحمد» التخفيف عنها، لكنها لم تكترث وظلت على حالتها...
ولج لغرفتها فرأها تختبئ وتتوارى كي تبكي، قال:
-إنتِ هتفضلي مكتئبه كدا يا هدى!
لم تكن تشعر بوجوده إلا حين نطق ما قال، فمسحت دموعها في سرعه، جلس أحمد قبالتها وتنهد بحسرة على هيئتها تلك، ثم قال:
-حرام عليكِ الي عملاه في نفسك وفيا ده!
شهقت ببكاء وقالت بحزن:
-انا السبب في كل الفضيحه دي.... طول عمري مبعرفش أتحكم في لساني!
التقط دموعها بأنامله ونظر بعينيها قائلًا:
-الي حصل حصل يا هدى مش هتقعدي تعيطي على حاجه مش هتعرفي تغيريها، إلي مضى انتهى يا حبيبتي، هتفضلي حابسه نفسك كدا وبتعيطي لحد امته وايه اللي هيتغير لما تعملي كدا؟ ولا هيتغير اي حاجه!
قام من جوارها وجذب يدها قائلًا:
-قومي يلا اغسلي وشك كدا وروقي عشان ننزل نتعشى بره وأروق عليكِ.
مسحت دموعها بيدها الأخرى ونظرت له قائله:
-أقولك على حاجه!
حدجها بنظرات استفهام فقالت بابتسامه تخفي خلفها حزن:
-الله يكون في عونك إنت مستحملني إزاي؟!
نظر لها بهُيام وقال:
-اعمل ايه بقا في قلبي الي بيحبك على أي وضع ده!
ضمته وقبلت إحدى وجنتيه، ثم قالت:
-إنت أحسن زوج في الدنيا.
وعلى استحياء مما فعلت نهضت مسرعة لتهرب من أمامه ودلفت للمرحاض، وضعت يدها على قلبها الذي ازدادت خفقاته...
أما هو فلم يتحرك من مكانه، ابتسم، وتحسس مكان قـبلتها، ثم تنهد بارتياح وهو يلهج بالدعاء أن يجعلها الله قرة عينه ويجعله قرة عينها أبد الدهر، وأن يغفر لهما ما قد سلف...
بقلم آيه شاكر
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ❤️
_____________________________
طرق «سعد» باب الغرفة للمرة التاسعة وناداها فلم تُجب، ارتدى ثياب الخروج وطرق بابها مرة أخرى وهو يقول:
-يا ناهد قومي بقا عشان ناخد مروى ونروح لبابا.
تمللت في نومها وغمغمت بنعاس:
-نص ساعه بس يا بابا.
-مش سامع بتقولي ايه؟ افتح الباب وادخل؟!
قالها ووضع أذنه على الباب عله يسمع صوتها لكنها لم ترد عليه، فقد أُرهقت الأيام الماضية، وجسدها متعطش للنوم، طرق الباب وسألها مجددًا بنبره مرتفعه:
- يا ناهد... أدخل يا ناهد؟!
لم تجيب ففتح الباب بحذر شديد، ودخل وقف أمام فراشها، حدق بها وهي تنام على السرير بفوضاوية، وكانت غارقة في النوم، جلس جوارها كان تتزمل جيدًا بالغطاء ولا يظهر منها غير قدمها وشعرها الأسود الذي يغطي وجهها ناداها:
-ناهد.... يا ناهد اتأخرنا.
تمتمت:
-ايه يا بابا!!
-اتأخرنا قومي بقا... إنتِ سكرانه كدا ليه يابنتي؟!
لم تعقب وسحبت الغطاء على وجهها قبل أن تستدير للإتجاه الأخر، فقال بنفاذ صبر:
-يا ناهد بقالي ساعه بصحيكِ، دا أنا أجلت باقي إجراءت كتب الكتاب النهارده بسببك.
قالت بضجر:
-يا بابا معنديش امتحان.
تبسم ضاحكًا وقال:
-بابا! وامتحان! دا إنتِ مش هنا خالص.
قلب كفيه وظل يحدق بها للحظات علها تفيق، ثم حمل جهاز التحكم الخاص بالتكيف وأغلقه وهو يقول:
-وريني بقا هتكملي نوم ازاي!
خرج من الغرفه بينما أكملت هي نومها دون اكتراث...
قُرع جرس الباب ففتح سعد، قالت مروى:
-السلام عليكم... ناهد جهزت.
-عليكم السلام أنا جاهز لكن أختك مش راضيه تصحى من النوم.
قالت بضحك:
-معلش هي نومها تقيل شويه... تسمحلي أدخل أصحيها.
أفسح لها الطريق وهو يقول:
-أيوه طبعًا اتفضلي يا مروى.
صلوا على خير الأنام ❤️
__________________________
وفي المستشفى
أعطاه «سيف» حبة الدواء في ميعادها وبعدما ابتلعها قال:
-إنت من الصبح قاعد معايا يابني قوم أرجع بيتك بقا عشان مروى.
تنهد سيف قائلًا:
-لأ يا عمي أنا مش هسيبك لوحدك عشان لو احتاجت حاجه، ومروى كانت نايمه وكلمتها من شويه وهتيجي مع سعد وناهد.
تنهد سيف بحيره وأردف:
-وكمان الصراحه أنا خايف عليك... هااا مش هتحكيلي بقا الحادثه دي حصلت ازاي؟!
ابتسم عوض وقال:
-يا حضرة الظابط هاا...
قاطعه سيف:
-يعني أنا بقولك يا عمي وإنت لسه بتقولي يا حضرة الظابط بلاش ألقاب بقا قولي يا سيف أو يا واد يا سيف أنا دلوقتي في مقام ابنك.
قال برضا:
-إنت فعلًا ابني يا سيف إنت وسعد... ربنا أخد مني واحد ورزقني باتنين.
ربت سيف على يده قائلًا:
-الله يرحمه ويطول عمرك يا عمي تعيش وتفتكر.
ران عليهما صمت خفيف، وقال:
-مش هتحكيلي بقا الحادثه حصلت ازاي؟
-إنت لحوح أوي يا سيف أنا حكيتلك لحد دلوقتي عشر مرات.
-قول كمان مره يمكن نخرج بتفصيله زياده.
قالها سيف وسحب المقعد ليجلس وينصت، فتنهد عوض بألم وقال:
-اسمع يا سيدي أنا خرجت عادي من عند أخواتي وفي نص الطريق وأنا سايق...
بتر حديثهما دخول جابر للغرفه دون استئذان، وضع كلتا يديه بجيبي بنطاله وقال بغرور:
-حمد الله على السلامه يا دكتور عوض.
هب سيف واقفًا وقال:
-إنت إزاي تدخل من غير استئذان؟!
-والله أنا أدخل في أي وقت محدش بيستأذن في ملكه.
حرك سيف يده مستفهمًا، وهو يقول:
-يعني إيه ملكك؟!
جلس جابر على الأريكه ووضع ساقًا فوق الأخرى بغرور قائلًا:
-يعني أنا اشتريت المستشفى دي، ومن دلوقتي يا تدفعوا تكاليف المستشفى يا تشوفولكم مستشفى تانيه.
أجفل عوض، وحاول الإعتدال جالسًا وهو يقول باضطراب:
-إنت بتخرف بتقول إيه؟!
أخرج جابر ورقة من جيبه وأعطاها لسيف وهو يقول بانتصار:
-أخوك رأفت باع المستشفى.
وضع عوض يده على قلبه وارتفع معدل تنفسه وهو يقول:
-عملها رأفت!!! حسبي الله ونعم الوكيل.
قام جابر من مكانه ونظر لسيف قائلًا:
-ياريت تعدي على الحسابات عشان احنا مش فاتحينها تكيه.
نظر له سيف بأعين غاضبه وقال وهو يصر على أسنانه:
-مسيرك هتقع تحت إيدي وساعتها مش هرحمك.
أطلق جابر ضحكات ساخرة وخرج من الغرفة، وقف أمام بابها يُحدث حاله قائلًا بخبث:
-هنشوف مين هيقع تحت إيد مين يا سيف باشا!
وقف للحظات ينظر لأرجاء المستشفى ثم غادر تاركًا المستشفى بأكملها...
على الصعيد الأخر هرول سيف نحو عوض الذي كاد يبكي على تعبه في بناء هذا المستشفى فقد ذهب جهده هباءًا...
نظر سيف لعوض وربت على كتفه قائلًا بثقه:
-أنا واثق إن حضرتك بذلت مجهود وتعبت عشان تبني المستشفى دي وواثق كمان إن ربنا مش هيضيع تعبك اصبر يا عمي واحتسب.
أدمعت عيني عوض وقال:
-شوفت أخويا عمل فيا ايه! مضاني على ورق على أساس أرض بنبيعها وأخد مني المستشفى، مع إني كنت شاكك بس مش عارف إزاي وقعت فيها!
وضع عوض يده على جبينه بحسرة، وذرف دموع الندم وهو يردد:
-لا حول ولا قوة إلا بالله.... إحنا لازم نسيب المستشفى دي.
____________________________
ساعدت «نبيله» «والدة ناهد» على الإعتدال في جلستها وحملت كأس المياه لتسقيها، وبعدما انتهت، قالت أم ناهد بوهن:
-كتر خيرك يا أم سعد، ربنا يباركلك في أولادك إنتوا رزقنا والله.
ابتسمت نبيله وربتت على كتفها قائله:
-انتوا الي رزقنا والله، ربنا يقومكم بالسلامه ويطمنا عليكم.
ربتت أم ناهد على يد نبيله قائله:
-أنا كدا اتطمنت على ناهد ومروى لو حصلي حاجه، ربنا رزقهم بأم طيبه تحن عليهم من بعدي.
شهقت نبيله، وقالت:
-ربنا ميحرمهمش منك يا حببتي ولا يحرمك منهم.
تذكرت والدة ناهد الحادث، فقالت:
-والعربيه بتتقلب بينا مفكرتش إلا في البنات كنت خايفه عليهم وعماله أسأل نفسي هيعيشوا ازاي من بعدنا!
قالت نبيله في سرعه:
-ربنا يخليكوا ليهم وتيشيلوا عيالهم وعيال عيالهم كمان.
ابتسمت أم ناهد وقالت:
-كان نفسي أوي أعملهم فرح كبير.
ابتسمت نبيله قائله:
-يتستي فرحة العريس عروسته، ربنا يسعدهم، ولما تقوموا بالسلامه نعمل حفله كبيره نعلن فيها جوازهم إن شاء الله.
قاطعها طرقات على باب الغرفه فأذنت نبيله بالدخول، دخل سيف متجهم الوجه، نظر لوالدته قائلًا بتلعثم:
-آآ... اجهزوا عشان رايحين مستشفى تانيه.
ارتسم الاستفهام على ملامح والدة ناهد وأبصره سيف، وقد وصله عةض ألا يحكي لها أي شيء، فحاول تأليف قصة، قال:
-الدكتور عوض بيقول هيروح مستشفى دكتور صاحبه، متخصص في حالتكم والامكانيات هناك حلوه.
طالعته أم ناهد بريب فالسبب ليس مقنع على الإطلاق بينما هرب سيف من أمامها قبل أن تسأل عن المزيد...
بقلم آيه شاكر
صلوا على خير الأنام ♥️
____________________________
خرجا من عند الطبيبة كان يقرأ التقرير كل دقيقه حتى يتأكد من كونه ليس حلمًا، أما «هدير» فكانت في عالم أخر تقف جواره بوجه مكفهر، خشية أن يتركها.
تسائلت لو تركها وعادت لبيت أهلها كيف ستعيش بدون أختها هدى، هدى! وكأنها تذكرتها الآن فلم تُحدثها منذ أخر مقابله بينهما يوم الزفاف، عزمت أن تحدثها فور عودتها للبيت، جذبها من أفكارها بقوله:
-مالك؟! حاسك مش مبسوطه؟
ردت عليه بنبرة حزينه ووجهٍ متجهم:
-لأ مبسوطه.
طالعها والحيره تقبع بين عبنيه، قال:
-بقا دا شكل واحده مبسوطه؟!
قالت:
-إحنا عاوزين نشوف دكتوره تانيه عشان نتأكد.
حملق بملامحها المتجهمة، وسألها:
-إنتِ قلقانه تكون الدكتوره دي غلطانه!
أومأت هدير رأسها مؤيده، فتجهم وجهه ووقف يفكر بكلامها، تنهدت بحيره وأفرغت ما بجعبتها، حين أضافت بتلعثم:
-هو... هو إنت هتطلقني لما تتأكد من برائتك؟
زم شفتيه وضـ ـربها بخفه على جبهتها قائلًا:
-إيه الي بتقوله دا؟!
ابتسم فقد أدرك سبب تجهم ملامحها، فهي تخاف أن يطلقها بعدما ظهرت برائته، لكنه قد عاهد والدها ألا يتركها وأن يُكمل حياته معها، قال:
-أنا وعدت بباكِ إني أكمل حياتي معاكِ وأنا مبرجعش في وعدي...
ازدردت ريقها بتوتر وسألته:
-يعني إنت هتكمل معايا بس عشان خاطر بابا؟!
كان يعلم ما هي الإجابة التي تريد الحصول عليها، لكنه عزم ألا ينطق بها الآن، سيتركها حتى تستوي على ناره الهادئة، ابتسم بمكر وقال:
-أكيد لأ مش عشان خاطر بباكِ لوحده!
ابتسمت فقد ظنته سيقول لها كلمات من الغزل، لكن خاب أملها، حين نطق:
-عشان خاطر باباكِ ومامتك.
رمقته بطرف عينيها بينما تركها تشتعل غيظًا وسار هو نحو سيارته ليفتحها وهو يدندن...
ركبت هدير جواره وسلطت نظراتها على الطريق ولم تنبس بحرف أخر، أما هو فكان يىمقها بطرف خفي ويتابع تعابير وجهها بابتسامة خفية، حمحم ثم نطق بابتسامة؛
-مش عارف أقول لمين الأول... أنا شايف إني أبدأ بماما!
أومأت رأسها فقط، فهي ليست متحمسه لأي شيء وتشعر بغصة في حلقها كأنها تريد البكاء الآن...
بقلم آيه شاكر
صلوا على خير الأنام ♥️
__________________________________
كان تغط في نومها كشفت الغطاء عنها حين أزعجتها حرارة الجو، فقد أغلق عليها «سعد» المكيف...
دخلت «مروى» الغرفه وأغلقت الباب خلفها، نظرت لحالة أختها وهي تنام بعرض الفراش، وتأخذ الوسادة بين أحضانها، ضحكت مروى قائله:
-إنتِ عامله كدا ليه!!
جلست جوارها ولكزتها بذراعها بخفه، وهي تناديها، فتمتمت ناهد:
-يابنتي بقا طفي النور.
قالت مروى:
-قومي بقا يا ناهد عشان نروح لبابا وماما.
فركت عينيها بنعاس ومطت ذراعها وقدميها من أثر النوم، وكانت ستنام مجددًا فانهالت عليها مروى بالضـ ـرب وهي تقول:
-يا بت قومي الراجل بقاله ساعه مستني بره!
وأخيرًا انتبهت ناهد وانتفضت جالسة، فتحت عينيها وجلست على طرف الفراش قائله:
-إنتِ هنا من إمته؟!
نظرت لها مبتسمه:
-قومي يا عروسه بقالي ساعه بصحيكِ، سعد بيقول إن إنتِ نايمه من امبارح، مالك؟!
-أنا منمتش بسهوله امبارح.
غمزت مروى بعينيها قائله:
-أكيد سعد مسابكيش تنامي طبعًا!
رمقتها ناهد بطرف عينيها باستنكار، وأجابت:
-لا أنا مشوفتش سعد من امبارح أصلا... أنا إلي قلقانه على ماما وبابا وكمان مكان جديد عليا.
قالت مروى بتوضيح:
-سيف مع بابا من الصبح وطنط نبيله مع ماما.
قالت:
-لما عرفت اتطمنت ونمت.
صفقت مروى بيدها بحماس وقالت:
-طيب يلا قومي عشان منتأخرش.
هبت ناهد واقفه وسحبت غطاء السرير لتلفه حول جسدها لتخرج من الغرفه، فضحكت مروى على هيئتها وقالت:
-عارفه وانتي ملفوفه في الملايه كدا بتفكريني ببتوع الآداب؟
-كلية الآداب؟!
قهقهت مروى قائله:
-لأ بوليس الآداب.
قذفتها ناهد بالوسادة وخرجت من الغرفة، تلتفت يمينًا ويسارًا، تتمنى ألا يراها، بينما كانت مروى تضحك...
وبعد فترة ارتدت ناهد ثيابها وخرجت تبحث عنه ليغادروا، سبقتهما مروى للأسفل، نظر سعد لناهد التي ابتسمت له بحياء، قال:
-مكنتش أعرف إن نومك تقيل كدا!
قالت:
-والله أبدًا أنا بس كنت مرهقه شويه
-متخيله! أنا قعدت ساعه كامله أصحيكِ.
ابتسمت، فرفع حاجبيه وابتسم مردفًا:
-على فكره احنا لسه بينا كلام كتير.
ابتسمت بمكر وأشارت بإبهامها للخلف قائله:
-إحنا بينا تصفية حساب عشان الضحك إلي ضحكته عليا النهارده
تذكر ذلك المشهد حين وقعت أرضًا، وضحك مجددًا وهو يقول:
-بصراحه كان شكلك مضحك جدًا.
ضحكت على ضحكته ثم قالت:
-طيب ايه مش يلا مروى زمانها واقفه تحت من بدري...
نظر أمامه، وابتسم قائلًا:
-يلا بينا...
____________________________
وأمام المستشفى
ارتجلا من السياره، كانت «منى» تلوك قطعة الشكولاه في فمها، قالت بمرح:
-أنا هتخن من كتر أكل الشيكولاته... صحيح هو أنا لو تخنت هتحبني برده؟
قالتها موجهة نظرها لمصطفى الذى أغلق سيارته، ثم رنى إليها ونظر لها بهيام، قال:
-أنا بحبك في كل حالاتك أصلا إنتِ واخده قلبي معاكِ.
-أنا كمان بحبك أوي.
قالتها ببهجة وهي تتأبط ذراعه، فقال:
-ماتيجي نروح!
كبحت ضحكتها وهزت سبابتها نافية، وقالت:
-أنا أصلًا هبات عند ماما رقيه النهارده.
ضحك قائلًا:
-دا إنتِ بتحلمي.
ضحكت وحين أبصر مصطفى سيف الذي كان مشغولًا بالحديث عبر الهاتف، ناداه مبتسمًا:
-يا عريس.
أنهى سيف المكالمه وأقبل إليهما، قال بملامح مدلهمة:
-الدكتور عوض نقلناه مستشفى تانيه يلا هنروح على هناك.
-ليه؟ هي مش دي المستشفى بتاعته!؟
قالها مصطفى مغضنًا حاجبيه، فتنهد سيف بأسى، وقال:
-جابر اشتراها من أخو الدكتور عوض وطرده من المستشفى.
قالت منى بدهشه:
-دكتور جابر!!! إزاي... طيب أنا ممكن أتكلم معاه دا دكتور محترم وأكيد هيقبل يتنازل.
أطلق سيف ضحكة كالزفرة على بلاهتها تلك، وقال:
- لا يا منى دا راجل مش محترم ولا يعرف معنى الاحترام أصلًا...
صمتت منى لكنها لم تقتنع، وقررت في سريرة نفسها أن تتحدث مع جابر علها تقنعه بالتراجع...
_______________________________
انتظرتهما «مروى» أسفل البناية، فاقترب منها رياض الذي ارتجل من سيارة أجرة لتوه، حدجها بنظراتٍ ماكرة، ثم قال بسخرية:
-مبروك الچواز.
جحظت عيني مروى أثر صوته، والتفتت حولها بتوجس، لكنها استجمعت قوتها، واستدارت له لتخاطبه بثبات زائف:
-إنت عايز إيه؟
قال:
-عايز أقولك إن أنا مبسبش حاچه تخصني في يد حد تاني.
دب الرعب في قلبها، واختلج داخلها، تسائلت أيعقل أنه ينوي لها على شر! أم ينوي لسيف على مكر! أردف رياض وهو يجز على أسنانه قائلًا:
-سلام يا بت عمي لينا لقاء قريب.
وقبل أن يبتعد عنها ظهر سعد وناهد، أشارت ناهد على رياض بخوف وهرولت نحو أختها، قالت لاهثة:
-كان عايز منك إيه!؟ عملك حاجه!
سالت دمعه على إحدى وجنتيها عندنا تخيلت أن يفعل هذا الفظ مكروه لسيف، وهزت رأسها يمينًا ويسارًا نافية، وهي تنطق بقلق:
-معملش بس شكله ناوي يعمل!
قال سعد حين سمع كلامها:
-متقلقيش يا مروى ميقدرش يعملك حاجه.
اومأت مروى رأسها لأسفل كأنها تؤيد ما يقول لكن هناك خفقة سديدة انتابت قلبها، وقد فاص الخوف فغطي كامل مشاعرها.
__________________________
وبعد دقائق وصل الجميع إلى المستشفى الجديدة، كانت الوجوه متجهمه..
وقفت مروى لحالها شاردة، وحين لاحظ سيف، أقبل نحوها ووقف جوارها قائلًا بهمس:
-وحشتيني.
ابتسمت ببرود، وحدقت به مطوله، كانت خائفة من أن يمسه سوء، كان يحاول مداعبتها حتى تخرج من تلك الحاله التي تعتريها، ظن أنها حزينه بسبب ما حدث للمستشفى الخاصة بوالدها والتي أفنى عمره ليبنيها...
كانت مروى تشعر بألم في قلبها وكأن هناك فقيد قد أخذه الموت وتركهم في مصيبته، أدمعت عيناها، فقال:
-متقلقيش كل حاجه هتتظبط يا حببتي.
حاوطها بيده وضمها لصدره، وكأنها كانت تريد ذلك، فهو حصنها الدافئ، الذي أحاط زمهرير قلبها المرتعش رعبًا من تلك الأحداث التي تصفعها واحدة تلو الأخرى...
كانت منى ترمقهم بإعجاب سرعان ما تبدل لإشفاق على حالة ناهد ومروى، تذكرت كيف ساعدها عوض عند مرضها وخطر لها فكرة...
نظرت مروى لسيف قائله:
-أنا هنزل أجيب مايه من السوبر ماركت.
نظر بعينيها مباشرة وقال:
-خليكِ وأنا أجيبلك.
أشاحت بصرها عنه وقالت:
-لأ خليك بصراحه أنا عايزه أنزل.
وقبل أن يضيف شيء، قالت منى:
-ممكن أجي معاكِ يا مروى؟
-ياريت تعالي.
استأذنت منى مصطفى أن تذهب معها فسمح لها....
وبعدما ابتعدتا قليلًا مسكت منى يد مروى، وقالت:
-أنا عايزاكِ معايا في مشوار .
-عايزه تروحي فين؟
قالت منى:
-هنروح لدكتور جابر تستنيني بس خمس دقائق بره المستشفى.
-طيب نقولهم أننا رايحين؟!
قالتها مروى، فهزت منى رأسها باعتراض، وقالت:
-لأ لو قولت لمصطفى مش هيسيبني أروح.
أومأت مروى رأسها قائله:
-خلاص ماشي هاجي معاكِ.
لم يستغرق الطريق خمس دقائق، كانت منى تهرول قاصدة مكتب جابر لولا رؤيتها لمنار التي تسير نحو تلك الغرفة المحظورة التي دائمًا ما كانوا يحذرونهم من الإقتراب منها، فتبعتها بهدوء...
دخلت الغرفه التي كانت تشبه غرفة العمليات لكن تحتوى على ثلاجة موتى، واضح أنها غرفة للتشريح ظلت تحدق بالغرفه للحظات تبحث عن منار التي اختفت وكأن الغرفة قد ابتلعتها، دققت النظر حتى وجدت بها غرفة أخرى بابها بركن مخفي...
وقفت منى أمام ذلك الباب، ترهف السمع، لتسمع مع من تتحدث منار، فتناهى لسمعها:
-لو متجوزتنيش يا جابر أنا هوديك في داهيه... هقول على كل حاجه من أول تجارة المخـ ـدرات لـ تجارة الأعضاء، وحادثة منى إلى إنت اللي مرتبها وهقول على خطتك لقـ ـتل عوض ومراته هقول كمان على مروى بنت الدكتور عوض...
هب واقفًا ونظر لها بأعين ملتهبه من شدة الغضب، ثم همس موضحًا بخبث:
-بالنسبه لمنى أنا مرتبتش الحادثه إنتِ الي عملتي كدا عشان بتحقدي عليها... وبتتبلي عليا عشان عاوزه قرشين... العبي بعيد يا حلوه.
أضاف بصوت يشبه فحيح الأفاعي:
-أنا ممكن أدفـ ـنك مكانك حالًا فبلاش تلعبي معايا يا منار.
صاحت منار بغضب:
-إنت شيطان في صورة إنسان.
قبض رقبتها وكاد بخنقها لكنه حاول السيطره على غضبه فدفعها أرضًا، وهدر بها:
-هقتلك لو فكرتِ تفتحي بوقك.
جحظت عيني منى عند سماعها لكلامه، أكبقت يدها على فمها وكادت تنسحب من المكان لكن تعرقلت يدها بأدوات العمليات فوقعت أرضًا محدثة ضجيجًا مدويًا، نظر جابر لمنار قائلًا بارتباك:
-فيه حد بره!!
تركها تستجمع أنفاسها وهرول ليرى من يصتنت عليهما...
كن ناحية أخرى كانت مروى تنتظرها أمام المستشفى، نظرت بساعة هاتفها فقد مر أكثر من نص ساعة على دخولها ولم تظهر!
وكان هناك عيون تراقبها وتتابعها بخبث وتنوي لها على الشر، اقتربت منها سيارة سوداء ودفعها أحدهم من الخارج وسحبها الأخر من الداخل وهي تصرخ لتهرب منهم لكن بلا فائده وضع أحدهم يده على فمها ليكم صراخها فظلت تهمهم بقلة حيله.
الفصل الثامن عشر18
بعدما انتهت هدى من أداء الصلاة، نظر إليه فقد كان هو إمامها، رنى إليها مبتسمًا، لكنها زحفت مبتعدة عنه، فاتسعت ابتسامته على اضطرابها ونظراتها التي تتذبذب وتشي بمدى ارتباكها، قالت بنبرة مرتعشة:
-هو... هو احنا مش هنخرج!؟
اقترب منها مرة أخرى ونظر بعينيها قائلًا:
-هو إنتِ هتفضلي تتكسفي مني لحد امته، المفروض إن أنا جوزك.
-آآ... أنا مش بتكسف منك...
-واضح جدًا...
قالها وضحك، وأنقذها من ذلك الحوار رنين هاتفها برقم «منى» فهرولت لترد عليها، أجابت:
-ألو، ألو... منى سمعاني.
سمعت هدى صوت أنفاس، ثم همهمات مكتومة قبل أن يُغلق الخط، تعجبت وحاولت أن تطلبها مجددًا لكن هاتفها أصبح خارج نطاق الخدمة، طالعها أحمد وهي شاردة وقلقه، قال:
-مالك؟!
هزت رأسها نافية ألا شيء، فقال:
-طيب البسي يا حببتي يلا عشان نتعشى بره.
أومأت رأسها بالإيجاب وشرعت بارتداء ملابسها وهي شاردة في مكالمة منى تلك!
صلوا على خير الأنام ❤️
___________________________
وفي الحديقة أمام المستشفى حيث ناهد وسعد يجلسان جوار بعضهما، شعرت ناهد بانقباصة مباغتة في صدرها، فوضعت يدها عليه وطالعت سعد الذي أطل الإستفهام من عينه، فقالت:
-هو مش تشاؤم بس أنا قلبي مقبوض حاسه إن فيه حاجه كبيره هتحصل... مش عارفه أوصفلك الإحساس ده بس أنا خايفه أوي.
أرسلت تنهيدة طويلة، فلمس سعد يدها، وهو يطالع ملامحها المضطربة، قال بابتسامة:
-أنا جنبك، دا ميطمنكيش؟
وفي صمت نظرت ليده التي تحاوط يدها لبرهة، ودت لو أخبرته بأنه لم يكن بمقدورها تجاوز ما هي فيه الآن دونه لكنها لم تنطق وسحبت يدها، ثم ابتعدت عنه مسافة، وأطرقت وأخذت تفرك يدها بارتباك، فابتسم وطالع الأفق أمامه قائلًا:
-قريت في عنيكِ الإجابه مش محتاج أسمعها يا ناهد.
ولتتهرب من خوض أي حوار، نهضت واقفة، والتفتت يمنة ويسرة، قالت:
-آآ... هي مروى راحت فين مش شيفاها؟
أجاب وهو يشير للخارج:
-كنت شايفها ماشيه مع زوجه مصطفى من شويه.
-طيب أنا هروح أشوفها جوه كدا.
قالتها وفرت من أمامه، فقال:
-استني جاي معاكِ.
لم تلتفت لها وهرولت تتعثر في خطواتها فابتسم وتبعها لداخل المستشفى...
وبعد فترة من البحث عن مروى جلست ناهد تنتظرها وبداخلها احساس مريب أن هناك أمر ما قد طرأ!
كان سعد جوارها، وانتبهت له حين بدأ يسعل أثر شرقةٍ انتابته، مدت يدها بزجاجة المياه التي بيدها فلمس يدها بمكر قبل أن يأخذها منها، سحبت يدها في سرعه وهي تُحذره بنظراتها مما دفعه أن يبتسم، ارتشف الماء وهو يرشقها بنظرات ماكرة، وبعدما انتهى قال:
-تسلمي.
رمقته بنظره ماكره، وقالت:
-سلك الله قلبك.
-قصدك سلم!
طالعته بطرف عينيها قائله:
-لأ سلك عشان إنت مش سالك.
تبسم ضاحكًا وهو يقول:
-الله يسامحك يا شيخه.
قاطع ضحكاتهما سيف الذي أقبل نحوهما وسأل بقلق:
-هي مروى اتأخرت كدا ليه؟!
قالت ناهد:
-مش عارفه ممكن تكون بتتكلم مع منى!
قلب فمه متعجبًا، وقال:
-أنا برن عليها موبايلها مغلق!
قال سعد:
-طيب خلي مصطفى يرن على منى هي أكيد معاها.
اومأ رأسه بتفهم واتجه نحو مصطفى ليطلب منى، لكن منى هي الأخرى هاتفها خارج الخدمه، مما أثار قلقها فتتبعا أثرهما، ولمّا لم يجدوهما توغل الخوف إلى قلوب الجميع ومرت ساعة ثم أخرى ولم يعودا...
بقلم آيه شاكر
صلوا على خير الأنام ❤️
____________________________
وفي إحدى المطاعم
ابتسمت هدى حين رأت هدير تجلس قبالة طاولة مجاورة تتحدث مع معاذ هي مبتسمة وهو يضحك، فقال أحمد:
-شوفتي قاعدين يضحكوا هناك وإنت منكده علينا!
قالت:
-تعالى نقطع عليهم خلوتهم ونقعد معاهم.
اتجهت نحوهما وتبعها أحمد، وقفا أمامهما وقال أحمد:
-السلام عليكم، ممكن نقطع خلوتكم ونتطفل عليكم.
رد معاذ السلام وسلم على أحمد، اتسعت ابتسامة هدير حين رأت أختها التي وهبت واقفه، فتعلقت هدير برقبة أختها بشوق، وقالت:
-وحشتيني أوي أوي أوي.
خرجت هدى من أحضانها ومسكت يدها قائله:
-إنتِ إلي وحشتيني اوي يا دودو.
قاطعهما معاذ قائلًا:
-الظاهر كدا إن إنتوا أول ناس هتعرف بالخبر دا، اقعدوا بقا احكيلكم.
جلست هدى جوار أختها وهي ترمقها بنظرات استفهام، سحب أحمد الكرسي ليجلس هو يقول:
-خير؟
قال معاذ:
-إحنا لسه راجعين من عند الدكتوره دلوقتي... كنا بنشوف اعراض الحمل إلي عند هدير.
هدى بتركيز:
-ولقيتوا ايه؟
ابتسم معاذ وأخرج التقرير من جيبه قائلًا:
-لقينا ده...
قراته هدى ثم أعطته لأحمد ليقراه هو الأخر ونظرت لهدير قائله بدهشه:
-دا بجد!!!
اومأت هدير رأسها بالإيجاب.
سألهم أحمد:
-طيب وناوين تعملوا إيه؟
ابتسم معاذ وأخذ التقرير من يدهم ثم مزقه، وقال:
-ولا حاجه، معتقدش إن فيه حد يهمه الموضوع غيري أنا وهدير أنا بس هقول لعيلتي عشان يطمنوا، أما الناس كلامهم ميهمنيش.
ابتسمت هدير وتعلقت نظراتها به في إعجاب وحب، طالعها هو وقال بابتسامة:
-انا كنت بتأكد من حاجه واتأكدت...
استغفروا❤️
بقلم آيه شاكر
____________________________
وفي تلك الغرفة المحظورة نظر جابر لمنار، وأشار لهاتف منى قائلًا:
-هاتي الموبايل دا هرميه في مكان بعيد وشوفي شغلك معاها.
أعطته منار الهاتف فقال لها:
-لو شوفتي شغلك صح هتجوزك يا منار.
ابتسمت منار وقالت بثقة:
-من إمته وأنا بغلط في شغلي!
أومأ رأسه قائلًا:
-أنا همشي وهبعتلك منير وزياد يساعدوكِ.
أومأت بنظراتها وقالت:
-ماشي يا دكتور.
خرج وتركها تنظر لمنى التي سمعت كلامهما، وتملكها الخوف أيعقل أن تكون نهايتها بهذه الطريقه!
فقد حاولت أن تكلم أول رقم ظهر أمامها ولكن جابر حال دون ذلك، وكمم فمها وها هي تجلس على المقعد مكتوفة اليدين والقدمين ولا تستطيع الحركه، وفمها مكتوم بشيء لاصق حتى لا يخرج صوتها....
قالت منار:
-حظك بقا إنك جيتِ برجلك لهنا! متقلقيش مش هتحسي بأي حاجه وإنتِ بتموتي، هنديكِ مخدر وهتنامي وتقومي تلاقي نفسك مش موجوده.
قالتها وضحكت، فهزت منى جسدها بقوة في محاولة فاشلة للتخلص مما هي فيه، فابتسمت منار، واقتربت منها حتى أن أنفاسها الساخنة لفحت وجه منى وهي تقول:
-متقلفيش إنتِ مش هتموتي لأن كل جزء فيكِ هيكون عايش في جسم حد تاني.
أخذت منار مشـ ـرط من جوارها ولمست به وجهها قائله:
-وأنا إلي هشرحك بإيديا دول.
سالت دموع منى بقلة حيلة، وأخذت تدعوا الله أن ينجدها من مكر هؤلاء المجرمين، أما منار فكانت تبتسم بانتصار، فهي تكرهها من البدايه وأخيرًا رماها القدر تحت يديها لتأخذ بثأرها منها...
____________________________
حكت ناهد لسيف ما فعله رياض فيبدو أنه هدد مروى وأنه هو المتورط في إختفائهما، فاندفع سيف لخارج المستشفى، قاد سيارته مسرعًا وبعد دقائق كان في بيت رياض وعمه بالإسكندرية، طرق الباب ففتحع رأفت، سأله سيف:
-فين رياض؟
ظهر رياض يقف بشموخ، قال:
-انا رياض، خير؟
قال سيف بانفعال:
-فين مراتي؟ مروى فين؟!
ابتسم رياض وأجاب ساخرًا:
-هي العروسه هربت منيك ولا إيه؟
أخرج سيف مسدسه وصوبه تجاه رياض، صاح وقد أعماه الغضب:
-وديـــــت مــــــــروى فـــــيــــــن؟
رفع رياض يده لأعلى وقال بسماجه:
-فتشني.
قال سيف وهو يصر على أسنانه:
-إنت هددتها من شويه وفيه شهود يعني ممكن أوديك في داهيه.
قال رياض بجديه:
-وأنا جولتلك معارفش هي فين!
هدده سيف مصوبًا مسد.سه تجاهه وقال:
-لو ثبت إن إنت الي خطفتها همحيك من على وش الأرض.
كاد سيف أن يغادر فرفع رياض يديه الإثنين في وضع التحيه وقال:
-شرفت يا حضرة الظابط.
كان رأفت يتابع الحوار بصمت وبمجرد مغادرة سيف نظر لرياض قائلًا:
-إنت ليك يد في اختفاء البت دي؟
قال رياض:
-لأ والله معارفش حاچه عن الموضوع ده، أنا كنت مخطط لحاچه تانيه خالص.
بقلم آيه شاكر
استغفروا ♥️
_____________________________
حل الصباح
كانت فاتن ترقد على فراشها فقد استيقظت للتو حملت هاتفها وقامت بتشغيل أغنيتها المفضله فقلبها يتعطش لسماع الأغاني، تبدأ يومها بها وتنهيه بها، فتح فؤاد باب غرفتها حين سمع صوت الأغاني، طالعها لبرهة وقال:
-إنتِ مش طبيعيه!
كانت ملامحها ذابله وبشرتها صفراء باهته، واليأس قابع بين عينيها....
أغلقت الأغنيه ونظرت له ببرود ناطقةًا بلامبالاه:
-أنا كويسه يا فؤاد.
سألها بترقب:
-إنتِ مخبيه عني حاجه؟!
-هخبي عنك إيه يعني!!
قالتها ونفخت بحنق وهي تقوم من مكانها لتغادر الغرفه وتتركه يُطالع أثرها ويفكر بحالتها المريبه، عازمًا أن يراقبها كي يتوصل لما تخفيه...
أخرج علبة السجائر من جيبه ووضع واحده بين شفتيه ثم أشعلها وهو يرتب خطته...
وبعد فترة
جلست «فاتن» تقلب بأخر أخبار الفيسبوك فجذب انتباهها رامي؛ ذلك الشاب الذي أغواها حتى ألقت بنفسها داخل شباكه بملئ إرادتها...
نظرت لتلك الفتاه التي تقف بجواره في الصوره، استشاطت غضبًا فهو يعيش حياته يمرح بين هذه وذاك وهي تبكي على الأطلال، حملت هاتفها وطلبت رقمه وسرعان ما أجابها قالت بعتاب:
-ليه عملت فيا كده دا أنا حبيتك.
أجاب بنبرة هادئه على عكس أخر مرة:
-تصدقي كنتِ لسه في بالي لقيتك بترني.
شهقت ببكاء:
-أنا سلمتك نفسي عشان بحبك ليه تعمل فيا كدا!
ابتسم بمكر قائلًا:
-إيه رأيك نتقابل ونحل سوء التفاهم الي بينا ده.
شعرت أن هناك شعاع أمل ولو خافت، أردف رامي بخبث:
-أنا كمان حبيتك ومبتروحيش عن بالي وحاسس إني ظلمتك.
ابتسمت ببلاهه كادت أن تطير فرحًا بعد سماعها تلك الكلمات ردت بصوت مبتهج:
-نتقابل فين؟
-هبعتلك العنوان بالظبط على الواتس.
أغلقت معه المكالمه واستعادت نشاطها وحيويتها بعد مكالمته تلك، كانت تفكر لو استطاعت إقناعه بالزوج منها...
قامت تجهز أفضل ثيابها وتضع مساحيق التجميل على وجهها ثم شذبت شعرها بطريقة مميزه وخرجت لتقابله.
وبعد فترة وقفت قبالته في شقته، قالت:
-أرجوك اديني الصور أنا مش عاوزه منك أي حاجه غير الصور والفيديوهات.
قهقه بسخرية وقال:
-الظاهر إنك بتحلمي... الصور دي يا حببتي إللي هجيبك بيها كل ما مزاجي يطلبك.
سالت الدموع من عينيها أهذا ما تخيلت أنه سيصلح حطام قلبها، قالت بحسرة:
-حرام عليك... إنت بتعمل معايا كدا ليه؟!
حدق بها من منبت شعرها لأخمص قدميها وقال بجراءه:
-عشان عجبتيني وعششتي في دماغي.
أقبلت وهي توبخه، وكادت أت تصفعه لكنه لوى ذراعها خلف ظهرها، غتملصت منه وابتعدت عنه خطوات، أمسكت بزجاجة على الطاوله تحذره وهي تحركها قائله:
-لو قربت مني هكسر دماغك.
ابتسم بسخرية وأقبل نحوها، هجم عليها وهو يحاول أخذ الزجاجة من يدها لم يدرك حاله إلا وقد كسرتها على رأسه فوقع أرضًا غائبًا عن الوعي والزبد الأحمر يسيل من حوله.
على جانب أخر
كان فؤاد شغله الشاغل لهذا اليوم هو مراقبتها، خرج ورائها يتوارى كي لا تره رأها تدخل لشقته حاول أن يرى من فتح لها الباب لكن لم يستطع، انتظر فتره علها تخرج، لكنها تأخرت اتجه نحو بواب العماره يسأله:
-هي شقه١٠ الدور الثالث تبع مين؟
-دي شقة أستاذ رامي.
همس له البواب مضيفًا:
-دا بيجيب فيها بنات أشكال وألوان ومقضيها... شقه مشبوهه بعيد عنك.
هرول فؤاد بخطوات متسعه وكأنه قطع درجات السلم بخطوة واحده وقبل أن يطرق الباب فتحته فاتن المروعه مما فعلت، والدموع تسيل من عينيها، دخل فؤاد ونظر حوله ليجد الشاب طريحًا على الأرض، سألها بذعر:
-إنتِ عملتِ إيه؟!
شهقت ببكاء قائله:
-قتـ ـلته.... قتـ ـلته.
بقلم آيه شاكر
صلوا على خير الأنام ♥️
______________________________
ظل سيف هائمًا يبحث عنها كالمجنون بكل مكان من المحتمل أن تتواجد به، هاتف زياد وطلب مقابلته، فأتى إلى حيث أمره، وقف سيف مقابله وسأله بنبره حاده:
-فين حمدي؟!
تلعثم زياد قائلًا:
-معرفش عنه حاجه بقاله يومين.
-يعني متعرفش إن هو خطف مروى؟!
ارتبك زياد قائلًا:
-معرفش يا باشا موبايله مغلق ومش عارف أوصله.
تجهم سيف، قال بانفعال:
-هو أنا مش قايلك تبلغني بكل تحركاته!
أطرق زياد، فهدر به سيف:
-ايه الأماكن الي ممكن الاقيه فيها؟ لازم أوصله.
قال زياد:
-آآ... أنا معرفش يا باشا.
هجم عليه سيف فقد ازداد غضبه، أمسكه من تلابيبه، وهدر به:
-يعني ايه متعرفش! إنت شكلك عارف حاجه يلا وبتحاول تخبيها؟
رد زياد بخوف:
-والله يا باشا ماعرف حاجه لو أعرف هقولك.
تركه سيف وهو يدفعه بغضب فقد يأس منه ولن يضيع وقته أكثر من ذلك، تركه وغادر المكان، وقف أمام سيارته استند عليها قائلًا بقلق وحيرة:
-روحتي فين بس يا مروى!
من ناحية أخرى
كاد مصطفى يجن من اختفاء منى المفاجئ، فمروى لها الكثير من الأعداء، أما هي فمن عدوها!
جلس في سيارته بعدما تقطعت به السبل لا يعلم أين يبحث عنها، أخرج هاتفه وبحث عن صورة لها ثم بدأ بمشاركتها في مختلف تطبيقات التواصل الاجتماعي عسى أن يساعده أحد بالوصول إليها...
وبعد دقيقتين أتته رساله على الخاص من فتاة طلبت رقمه فأعطاها في سرعه عله يمسك طرف خيط يقوده لزوجته صدعت رنة الهاتف برقمها فأجاب:
-أيوه مصطفى مع حضرتك...
كانت تتحدث بصوت أقرب إلى الهمس، قالت:
-أنا ممرضه شغاله في مستشفى الدكتور جابر أنا شوفت منى داخله المستشفى وناديت عليها بس مسمعتنيش مشيت وراها لقيتها دخلت الأوضه المحظوره فخوفت ورجعت لأنهم بيقولوا الي بيدخل الأوضه دي مبيطلعش.
قاطعها قائلًا:
- لا فهميني كدا أوضة إيه دي!
ردت بخفوت:
-بيقولوا أوضه مسكونه يا أستاذ.
سألها مستفهمًا:
-مين ساكنها؟
أجابت بصوت أقرب الهمس:
-ساكنها بسم الله الرحمن الرحيم.
-طيب ممكن نتقابل وتوريني الأوضه دي؟
ردت قائلة:
-لأ بس أنا ممكن أوصفلك مكانها.
أخءت تصف له مكانها فانطلق إلى المستشفى، وهو يدعوا الله أن يجدها بخير، طلب رقم سيف لكنه كان خارج النطاق لذا يأس من المحاولة...
_________________________
عاد سيف إلى المستشفى
جلس على إحدى المقاعد فهرولت إليه ناهد وسألته بقلق ولهفة:
-ملقتهاش!؟
هز رأسه بالنفي، وقلة الحيلة تطل من عينيه، شهقت ناهد بالبكاء ونظرت إليه قائله برجاء:
-إنت ظابط وأكيد ليك معارفك... أرجوك إعمل أي حاجه، أنا مقدرش أعيش من غيرها أرجوك.
اقترب سعد منها وحاول تهدئتها فنظرت له قائله برجاء:
-أنا عايزه أختي
قال:
-إن شاء الله هنلاقيها.
هب سيف الذي واقفًا وقال:
-متقولوش حاجه لدكتور عوض إن شاء الله هنلاقيها
أومأت ناهد رأسها بالموافقه، وهم سيف أن يغادر فناداه سعد:
-هتروح فين يا سيف؟
التفت سيف وتحدث بنبرة مهزومة:
-هدور عليها مش هرجع إلا بيها.
وقف سيف خارج المستشفى يلتفت يمنةً ويسرة فإلى أين سيذهب، مسح على رأسه بارتباك...
طالع شاشة هاتفه فقد أمر المخبرين بمراقبة رياض وزياد ولم يأتيه خبر حتى الآن...
***********
وعلى الصعيد الأخر...
-أرجوك يا حمدي سيبني.
قالتها «مروى» بعد أن يأست من الفرار من تلك الغرفة الغريبة، هدر بها بنبرة حاده:
-مش هسيبك، المره دي مش هسيبك.
صرخ كالمجنون وحين اقترب منها، تبدلت نظراته الحادة إلى نظرات عتاب ورجاء، قال:
-إنتِ إزاي تروحي تتجوزي الظابط دا وتسيبيني يا نور؟
تحركت خطوتين للخلف ورمقته بنظرات رجاء تتوسله أن يتركها، لكن سرعان ما تحول مرة أخر وتهجم عليها وأقسم أن ينالها...
فضـ ـربته بقدميها ودفعته عنها فعاود الكرة، ودفعها أرضًا فارتطمت رأسها بطرف الكومود وشعرت بقطرات الزبد الأحمر تتساقط على عينيها...
ارتفع نشيجها ظنت أنه لا مجال ولن تنجو ككل مره، لن يأتي فارسها لينجدها من هذا المكان، ولن تستطع المقاومة، حين رأى أن قواها قد خارت، ابتسم بخبث وفتح زجاجة الخمر ليرتشف منها بضعة رشفات، ومروى تتوسله أن يتركها...
وقبل أن يدنو منها مرة أخرى صرخ أثر ألم مباغت في معدته، وضع يده على بطنة وطفق يصرخ متألمًا...
كانت تراقبه بوهن، وحين انشغل بنفسه، استجمعت قوتها لتفر من ذلك المكان...
خرجت مروى وهي تسمع صوت صرخاته وهو يناديها لتنقذه لكنها لم تأبه، كان المكان معتمًا فهرولت تتحسس الطريق...
وبعد مسيرة ثلاث دقائق وجدت طريقًا تمر به السيارات، أشارت لسياره نقل كبيره فوقف لها رجل كبير السن، وسترها بقفطان يضعه جواره، قال:
-لأ حول ولا قوة إلا بالله إيه الي عمل فيكِ كدا يابنتي.
لم ترد سوى بشهقات متتالية، فأردف:
-طيب أوصلك على فين؟
ارتشفت دموعها وأعطته عنوان المستشفى...
ارتجلت من السيارة على بُعد خطوات من المستشفى وحين رأته عرفته من ظهره كانت تجر قدميها جرًا، تقاوم لتصل إليه، إغرورقت عيناها بالدموع فأصبحت رؤيتها مشوشة، استجمعت كل قوتها ونادته بأعلى صوتها:
-ســـــــــيــــــــف.