رواية حارة الباشا الفصل الثالث والثلاثون33 بقلم فيروز احمد


رواية حارة الباشا بقلم فيروز احمد

رواية حارة الباشا الفصل الثالث والثلاثون33 بقلم فيروز احمد

استشاط عمر غيظا و هو ينظر لروسيل رافعا حاجبه بغضب و هي تنظر له بضيق مماثل ، انزلت يدها عن خصرها و قالت ببرود : 

_ ابهد هن مريم يا همر (ابعد عن مريم يا عمر) ! 


_ أنتي مالك ها ! .. نفسي افهم بجد ؟ .. علي الباشا عينك حرس لمريم مكانه و لا ايه 


كانت مريم تشتعل بالخجل .. حاولت الابتعاد عن عمر و هي تهمس : 

_ خلاص يا عمر سيبني ..


_ لا مش هسيبك .. انتي مراتي هو ايه يا جدعان انتو محسسني اني شاقطك ليييه ؟ 


قالها و هو يضمها اكثر فزجته بغضب و صرخت : 

_ ايه شاقطني دي يا محترم !! .. أوعي كده ، يلا يا روسيل نروح 


_ هو ايه ده اللي يلا يا روسيل نروح .. تعالي يا بت انتي هنا مين قالك انك هتروحي أنا خاطفك ! 


امسك بها من خصرها و سحبها نحوه .. تملصت منه و صرخت بغضب : 

_ عمر سيبني .. سيبني يا عمررررر 


وضع يده فوق فمها يخرسها و يقول بضيق : 

_ مريم أنا مش عايز شغل عيال هتفضحينا !! ..


_ أنا مبعملش شغل عيال سيبني حالا 


تركها بضيق و نظر لكلتاهما ثم اشار بالسير امامه : 

_ اتفضلو انتو الاتنين اودامي أما أتنيل اروحكم !! 


_ شكرا لخدماتك احنا بنعرف نروح 


_ سمعيني كده قولتي ايه تاني ! ... 


قالها و هو يفتح اذنه لها ، ثم نظر لها نظرة اشعرتها بالخوف فصمتت و تحركت للامام و روسيل تمسك بها 

ركبا السيارة هي بجواره و روسيل في الخلف .. لينطلق عمر بالسيارة حتي مدخل الحارة ثم توقف و هتف بغلظة و ضيق : 

_ اتفضلو انزلو يلا !


_ مش هتدخلنا جوا ؟ 


_ مش فاضيلكم عندي شغل .. يلا اتفضلو !


كشرت بملامحها و نظرت له بحزن ، اما روسيل فلم تعقب و نزلت سريعا من السيارة .. اتت مريم لتفتح باب السيارة فلم يُفتح معها ، جربت فتح القفل اليدوي للباب و لكن لا فائدة لا يفتح فالتفتت تسأله : 

_ انت عملت ايه في الباب ؟ مش راضي يفتح !


_ افتحيه حلو و هو هيتفتح ! 


ما إن ابصر عمر روسيل نزلت كليا و أغلقت باب السيارة .. حتي اسرع بادارتها و انطلق من امامها بسررعة 


صرخت مريم بجزع : 

_ عمررر انت بتعمل ايه نزلني .. نززلني يا عمر نززلني ! 


حينها ابتسم بخبث شديد و نظر لها بحب : 

_ تؤ يا قمر أنتي مخطوفة النهاردة و محدش هينجدك مني !!! ...... 


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


وقفت روسيل مكانها تنظر لأثر سيارة عمر بصدمة شديدة ، سرعان ما ضحكت و هتفت بسعادة : 

_ همر (عمر) اتجننت و خطفت مريم !!! 


ثم ما لبثت ان ضحكت مجددا : 

_ مش ممكن .. be happy يا مريم (اتبسطي يا مريم) 


ثم التفتت و عادت ادراجها الي حيث المنزل فهي قد اصبحت تحفظ المنطقة جيدا بعد أن ذهبت مع مريم و سناء للسوق كثيرا !! 


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


في المشفي عند فاطمة ..


فتحت فاطمة عيناها بعد فترة طويلة من النوم .. نظرت في المكان من حولها لم تجد أحدا ، دقائق من الصمت حتي دلفت لها الممرضة التي شهقت بفرحة عندما رأت عيناها مفتوحتان ثم ركضت لتحضر الطبيب ! 


أتي الطبيب و اطمئن علي صحة فاطمة ثم أخبرها بأمر فقدان جنينها ف تلك الحادثة .. بكت فاطمة بشدة حين علمت بفقدان ابنها الذي كانت تنتظره كثيرا ! .. 


خرج الطبيب من غرفتها فامسكت بيد الممرضة التي كانت تضع لها المحلول و هتفت لها : 

_ عايزة اشوف جوزي .. اتصلي بيه لو سمحتي ! 


_ حاضر .. مامتك كمان كانت بتجيلك كتير و نفسها تطمن عليكي ، اكلمها ؟


_ كلمي علي الباشا الاول و خليه يجي و بعدين لما يمشي كلمي ماما ! .. و كله بأوانه 


قالتها و اراحت رأسها فوق الفراش تنتظر حضور علي الباشا الي غرفتها في المشفي !


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


وصل علي الباشا الي منزله و هو يستشيط غضبا ، اولا من خروجهم دون اذنه ، ثانيا من ذهابه الي فاطمة رغم تحذير روسيل بعدم الذهاب ، ثالثا هو غاضب جدا من عمر و حديثه معه في الهاتف 


دخل الي المنزل فاستمع الي صوت ضحكات صغيرته الغالية آتيه من المطبخ .. اقترب من المطبخ فاستمع لصوت الضحكات يزيد و نوسة تهتف : 

_ شكلك بقي مضحك أوووي ! 


_ أنتا الي مضحك يا نوسة 


قالتها روسيل و القت عليها حفنة من الدقيق ، ففعلت نوسة المثل و القت عليها حفنة اخري من الدقيق .. تبادلا اللعب بالدقيق و هما يضحكان 


دخل علي الباشا الي المطبخ فعم الصمت المكان ، نظرت له روسيل بقلق بينما ركضت اليه نوسة صارخة : 

_ بااابااا حبيبي وحشتني !


ضمها اليه برفق و رفعها .. قبلها بحنان فوصل لشفتيه الدقيق لذا سأل مستفهما : 

_ بتعملو ايه .. انتي غرقانه دقيق كده ليه ؟ 


_ كنت بلعب انا و روسيل حرب الدقيق ! 


_ مش حرام اهدار الدقيق كده ؟ 


قالها موبخا فنادت عليه روسيل ثم القت بوجهه حفنة من الدقيق و ضحكت : 

_ هلي شكلك سووو فاني (مضحك جدا) 


_ انتي قد الحركة دي يا روسيل ؟؟ .. طب خدي ! 


امسك حفنة من الدقيق و القاها نحوها بغيظ ، بادلته باخري و نوسة تضحك بينهما و تصرخ : 

_ بابا متخليهاااش تكسبك يا باباااا 


انزل نوسة لتجلس فوق الطاولة و هتف بها : 

_ مين دي اللي تكسبني ده انا هقطعهااا 


قالها و القي حفنة دقيق بوجه روسيل ، دخلت في عيناها فصرخت متألمة : 

_ آآآآآي .. my eyes (عيني) 


اقترب منها سريعا بقلق : 

_ ايه اللي حصل ؟؟ 


حين اقترب القته بحفنة من الدقيق دخلت في عينه هو الاخر فصرخ متألما : 

_ آآآه يا بنت اللذينة .. طب تعالي بقي ! 


امسكها من خصرها و بدأ بزغزغتها فضحكت بهستيرية ، قفزت نحوهم نوسة تضحك بسعادة : 

_ و أنا كماااان .. و أنا كمااان يا بابا 


امسك ببنته يزغزغها بوسطها و شاركته روسيل وسط ضحكات الصغيرة المجلجلة في المكان .. 


قطع هذه اللحظة صوت الهاتف يرن ، وجد رقم المشفي فشعر بالقلق و التوجس ليرفع علي الباشا هاتفه يجيب بخوف حقيقي : 

_ الو ... ايوة ! 


_ استاذ علي الباشا بنبلغك ان مدام فاطمة صحيت و عايزة تشوفك ! 


حينها تهللت اساريره و هتف بفرحة : 

_ بطــة !! .. طب انا جاي حالا ! 


قالها و انتفض من مكانه ، سألته روسيل بقلق : 

_ في ايه يا هلي .. مالها duck (بطة) ؟ 


_ بطة فاقت الحمدلله .. يا منت كريم يا رب 


ثم امسك براس ابنته و قبلها برفق و قال لها بحنان : 

_ ماما صحيت يا نوسة و بقت كويسة الحمدلله 


ابتسمت نوسة بسعادة و احتضنت ابيها ، كانت الفرحة تبدو علي كليهما ، اما روسيل فقد كانت تبتسم لكن من داخلها كانت تشعر بالخوف من عودة فاطمة لهذا البيت رغم انها تمنت كثيرا ان تفتح عيناها ليتخلص علي الباشا من الذنب علي رقبته من اصابتها !!!! ... 


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


_ ممكن أعرف أنت واخدني علي فين ؟؟ 


قالتها مريم بضجر مربعة كلتا يديها بضيق .. اما عمر فاشعل الراديو في السيارة و جلس يدندن مع الاغنية : 

_ أحلي واحدة في البنات أودامي ترقص و أتوه من الجمال .. كل ما جي أقول يا ليل يا عين أتلخبط و أنسي أنا الكلام .. أنتي مين و اسمك ايه ماشية ليه رايحة فين أرجعي .. أسمعي ... 


_ عمر ممكن تقفل الزفت ده و تفهمني احنا رايحين فين ؟؟ 


_ لا .. أتكلمي عدل الاول و انا اعملك اللي انتي عايزاه !


كانت تشعر بالضغط الشديد و ازداد ضغطها من معاملة عمر الفجة لها ، فانفجرت تبكي و تتعالي شهقاتها ! 


نظر لها بصدمة و اسرع بايقاف السيارة في اقرب ركن ، ثم هتف بقلق : 

_ مريم في ايه مالك ؟ .. بتعيطي لييه يا حبيبتي ؟؟ 


بكت أكثر و لم تنظر جهته ، تعجب عمر بشدة و امسك بوجهها يرفعه ناحيته يسألها برقة و هو يمسح دموعها : 

_ فيه ايه بس لكل الدموع دي .. فهميني ايه اللي حصل ؟ 


_ أنا .. أنا .. مخنوقة و خايفة أوي ، مش كفاية أن أبيه علي عرف أني وديت روسيل عند بطة من غير ما اقوله .. لا .. أنت كمان مقموص و زعلان و واخدني علي فين مش عارفة !! 


اتسعت عيناه بصدمة و هتف بعدم تصديق : 

_ مريم أنتي خايفة مني ؟؟ 


نفت برأسها بشدة و صححت له : 

_ خايفة من أسلوبك معايا 


_ يعني خايفة مني يا مريم !! 


قالها بحزن ثم تنهد .. تركها و عاد يعتدل في مقعده ، ثم قال لها بهدوء : 

_ مش مصدق أنك خايفة مني يا مريم .. هقولهالك تاني .. أنا جوزك و حبيبك يعني أمانك في الدنيا دي ، يعني لما أخدك كدا لاي حتة متبقيش خايفة مني .. لا المفروض تبقي مطمنة و واثقة أني مش هأذيكي أبدا .. 


تنهد بثقل ثم قال بعد فهم : 

_ نفسي أعرف شوفتي ايه مني علشان تحسي بالخوف و اشوف نظرة القلق دي في عنيكي 


نظر لها و التقت أعينهم فقال بهدوء : 

_ مريم أنا جوزك .. أمانك و قوتك و سندك ، اااه انتي عندك اخواتك بس جوزك مختلف عنهم .. مهما حصل عمري في مرة ما هأذيكي أو أعمل حاجة توجعك لأني المفروض اكون سر سعادتك علشان يا مريم .. أنا جوزك ! 


اشاح بعيناه عنها و نظر للطريق ، ادار سيارته و قال بهدوء : 

_ يلا هروحك ! 


وضعت يدها فوق يده التي كانت علي المقود و هتفت بندم : 

_ أنا أسفه يا عمر ، مكنش قصدي ... 


_ خلاص يا مريم حصل خير .. يلا هنروح !


_ طيب .. طيب انت كنت هتاخدي فيين ؟ 


_ كنت هاخدك فين يعني ؟ .. كنت هفسحك ، أنتي اللي نكدية و مش وش فسح 


نظرت له تستعطفه بعيناها و هتفت برجاء : 

_ طيب ممكن نكمل طريقنا ، أنا فعلا مخنوقة و عايزة أغير جو 


نظر لها و شعر بالضعف امام عيناها ، فتنهد بثقل و ابتسم بحنان و انطلق بالسيارة : 

_ ماشي .. هنروح علي زوقك ، قوليلي عايزة تروحي فين يا كونتيسة مريم ........


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


وصل علي الباشا الي المشفي .. 


دخل الي غرفة فاطمة سريعا و ما إن رأها مستيقظة حتي ابتسم براحة شديدة و سعادة و اقترب منها 

لثم جبينها بقبلة رقيقة و قال بهدوء : 

_ حمدلله علي سلامتك يا بطة ، كده تقلقينا كل الوقت ده ! 


حاولت الاعتدال في جلستها فساعدها برفق ، ابتسمت بهدوء و اجابته : 

_ الله يسلمك يا باشا .. طمني نوسة عاملة ايه ؟ 


_ كويسة و زي الفل و علي طول كانت تسألني عليكي ، قومي يلا علشان تروحيلها ! 


امسكت فاطمة بيد علي الباشا برفق .. طبطب فوق كفها ثم سمعها تقول : 

_ علي الباشا أنا عايزة أعرف منك حاجة 


_ حاجة ايه دي يا بطة .. عنيا ! 


تنهدت بثقل و نظرت في عينيه و سألته مباشرة : 

_ هو أنت كنت مبسوط في جوازتك مني يا علي ؟ 


ارتجف علي الباشا و اشاح بعينيه عنها و هتف بضجر : 

_ ايه اللي انتي بتقوليه ده يا بطة ، هو ده سؤال ؟؟ ..  أكيد طبعا مبسوط هو ايه اللي مش هيبسطني ؟  


تركت يده حين أشاح بنظره عنها ، و هتفت : 

_ عمرك ما كنت مبسوط من جوازنا يا علي يا باشا ! 


_ ايه يا بطة اللي أنتي بتقوليه ده ؟؟ 


قالها بضجر من حديثها الفارغ .. اما هي فنظرت بعيدا و تجمعت الدموع في عيناها : 

_ بقول الحقيقة اللي لا أنا و لا أنت قادرين نعترف بيها لبعض ! 


صمتت قليلا ، هو ينظر لها بعدم تصديق و هي تنظر له بانكسار و حسرة ، ثم تابعت : 

_ الحقيقة دي مكتشفتهاش غير لما كنت بين الحياة و الموت .. لما خرجت من بيت أبويا لوحدي بطولي علشان أرجع أنا و بنتي لبيت الراجل اللي هو أصلا مش عايزنا !! 


انتفض علي الباشا من مقعده و نظر لها بغضب ثم قال : 

_ أيه الكلام الفاضي ده ، يعني ايه مش عاوزكم .. ده أنتو مفيش أغلي منكم عندي !! 


_ لو فعلا مكنش في أغلي مننا كنت سيبت اللي في ايدك و جيت ترجعني أنا و بنتك 


_ ما انتي اللي ......


_ ما تحاولش تبرر يا علي .. أنا في اللحظة دي بس أعترفت لنفسي بكل اللي مقدرتش أعترف بيه من زمان 


قاطعته بأسي و حزن و هي تنظر بعيدا عنه و الدموع تتساقط من عيناها بحسرة .. حولت نظرها نحوه و قالت : 

_ أحنا بقالنا تمن سنين متجوزين .. فكرت في مرة تجيبلي هدية ؟ ، فكرت تخرجني تفسحني ؟ ، فكرت تاخدني أنا و بنتك و نسافر ؟ ، ده حتي المصيف كنت بتحايل عليك نروح مصيف علشان البت تتبسط زي العيال و انت تقولي لا و مش فاضي ! 


نظرت في عيناه مباشرة و سألته : 

_ علي هو أنت فكرت في مرة تحبني ؟؟ 


كان واقفا امامها تنظر في عينيه الخجلة دون تعقيب ، ليس عنده ما يقوله لها ، لذا ابتسمت ساخرة و هتفت : 

_ تعرف أن روسيل جت و أنا نايمة .. سمعتها بتقول حاجة غريــــبة أوي خلتني أعيد حساباتي ، قالتلي (علي بيحبك أنتي يا بطة) .. ساعتها أستغربت و سألت نفسي هو علي فعلا بيحبني و لا كان بيفضل جمبي علشان ميحسش بالذنب لو مت !!! 


فتح فمه و كاد يبرر لها فاوقفته بيدها و تابعت حديثها : 

_ مش مستنية أعرف منك الاجابة علشان أنا عارفاها كويس يا علي ... أنت عمرك ما حبتني ، عمرك ما فكرت فيا غير أني زوجة بتطبخ و تغسل و تمسح و تجيب عيال ! .. عمري ما حسيت منك بالحنية و الطبطبة اللي كنت بشوفك بتعاملها بيها ! 


ابتسمت ساخرة و نظرت له بألم : 

_ ااااه يا علي أنت فاكرني عبيطة ، بس أنا بشوف و بحس ، شوفتك و أنت بتدلع روسيل و بتحن عليها حتي قبل ما تعرف أنها جاسوسة ، و بعد ما عرفت كمان .. عاملتها بقلبك مش بعقلك اللي أنا كنت بتمني أني أشوفه منك ! 


مسحت دموعها من فوق خدها و نظرت له بألم و رجاء : 

_ أنا عارفة أني مش الست و لا الزوجة اللي انت حلمت بيها ، أنت الظابط المتعلم الكاريزما .. مكنتش أبدا تحلم بواحدة كانت أمها فلاحة بتبيع فاكهة في سوق الفاكهة .. بس ده كان نصيبنا و قدرنا ، و أمك هي اللي جت طلبتني من أمي مش أنا اللي رميت نفسي عليكي 


اقترب منها و حاول مسح دموعها برقة فزجت يده بغضب ، اخبرها برفق : 

_ انا عمري ما فكرت فيكي كده و لا بصتلك بصة مش كويسة ! .. أنا عارفة قد ايه أمك تعبت و شقيت علشان تربيكم 


_ و صدقني أنا كمان بفتخر أن امي كانت بتبيع فاكهة علشان تربينا .. بس اللي خلاص مبقتش قادرة أفتخر بيه ، هو أنك جوزي يا ابن الباشا ! 


_ نعم ؟ .. قصدك ايه ؟ 


_ اقصد اللي انت فهمته يا علي .. أنا خلاص مش عايزة أكمل عيشة بالمنظر ده ، مبقتش عايزة أشوف الناس و هي بتشاور عليا و تقول أهي الخايبة اللي جوزها سابها و راح لعيلة .. مبقتش أقدر أشوف جوزي الي انا حبيته و هو بيدلع و يحن علي واحدة غيري ..  


بكت أكثر و هي تبتسم بمرارة : 

_ ايوة يا علي أنا حبيتك ، مكنش ليا غيرك و معرفتش من الرجالة غيرك .. فتحت عيني علي الدنيا لاقيتهم بيجوزوني لبطل الحتة بتاعتنا ، طبيعي كنت منبهرة بيك و معجبة بيك و مع الوقت و العشرة بنا حبيتك أكتر ... بس 


مسحت دموعها بألم و اكملت بكرامة : 

_ بس خلاص مبقتش قادرة أشوف جوزي مع واحدة تانية ، أنت مش عايز تبعد عنها يبقي هتبعدني أنا عنك ، و أنا مش عايزة يجي اليوم اللي ألاقيك بتستغني فيه عني علشان خاطرها .. ساعتها هموت من القهر صدقني ! 


_ بطة بلاش الكلام ده ، عمري ما اقدر استغني عنك و لا اعيش من غيرك بلاش هبل بقي ! 


_ لا يا علي مش هيحصل .. هتيجي يوم و تستغني عني و عن بنتك .. فمن فضلك يا علي يا باشا .. طلقني ! .. طلقني و روح أتجوزها ! ........  

             الفصل الرابع والثلاثون من هنا 
لقراة باقي الفصول من هنا

تعليقات