
رواية حارة الباشا بقلم فيروز احمد
رواية حارة الباشا الفصل الرابع والثلاثون34 بقلم فيروز احمد
في الهاتف حادثت ريانا نادين و هي تجلس أمام شاشة التلفاز تتابع فيلما دون اكتراث و تتناول مشروبا دافئا ليريح معدتها من فرط التقيؤ
منذ تم القبض علي معتز و علاقتها هي و نادين في تحسن فقد اصبحتا صديقتين و يتحدثان في الهاتف كثيرا و تقصان علي بعضهما البعض كل الاحداث الجارية
تناولت رشفة من كوب النعناع الدافئ الخاص بها و هتفت لنادين بألم :
_ مش عارفة يا نودي مالي بجد اليومين دول .. معدتي مش مظبوطة علي طول برجع و مش طايقة أي ريحة حواليا .. قلقانة اوي الظاهر أني واخدة برد في معدتي !
علي الجهة الاخري فكرت معها نادين بصوت عالي :
_ برد ايه يا رينا أنتي شكلك حامل .. مش أنتي متجوزة يوسف ؟
_ لسه هنكتب الكتاب يا نودي صحصحي معايا
_ غريبة أوي أمال الأعراض دي ايه .. انتي متأكدة أن يوسف مش بيقرب منك ؟
اخجلت ريانا و حمرت وجنتاها بشدة من حديث رفيقتها ، حمحمت بحرج ثم قالت لها :
_ بصي يا نادين أنا هعترفلك بحاجة .. أنا يوم ما فتحت عيني علي الدنيا لاقيت يوسف ، كبرنا سوا و عيشنا سوا نفس الظروف و الاضطهاد و القلق .. غصب عني حبيته و أعترفت له و هو كمان اعترفلي بس ...
_ بس ايه كملي ؟
_ حصل بينا تجاوزات كتيــــــرة يا نادين أنا مكنتش أعرف أنها حرام .. كنت فاكرة أن دي لغة الحب بينا و كل الناس بتعمل كده قبل الجواز زي ما بنشوف في الافلام و المسلسلات الاجنبي .. بس طلع لا لازم نتجوز علشان احم .. يعني احم .. نعمل كده !
اخجلت نادين بشكل مماثل علي الجهة الاخري من الهاتف ، لكنها اجابتها برفق :
_ مظبوط كده .. انتو متجوزتوش ليه بقي لحد دلوقتي ؟
_ حصلت مشكلة ، أنا كنت متجوزة علي الباشا بأسم روسيل لما معتز كان باعتني ليه .. و الشيخ قالنا لازم نستني العدة احنا الاتنين علشان نقدر نتجوز ، بس صدقيني من ساعت ما عرفت ان الي بنعمله انا و يوسف ده غلط و حرام و احنا مانعينه خااالص لحد لما نتجوز
_ أيوة يا رينا بس ممكن فعلا تكوني حامل !
_ فكرت في الاحتمال ده و الصراحة خايفة أووي يا نودي مش عارفة لو طلعت حامل فعلا ردة فعلي هتبقي ايه و يوسف هيقابل الخبر ازاي !
ابتسمت نادين برفق و هتفت لها بحبور :
_ رينا أنتي و يوسف تعبتو أووي في حياتكم ،و جه الوقت اللي ربنا يعوضكم فيه .. لو طلعتي حامل فعلا هيبقي ده خير و فضل من ربنا عليكم علشان تعيشو مع ابنكم كل اللي اتحرمتو منه انتو الاتنين و لا ايه
ابتسمت ريانا بشدة و هي تتخيل طفل صغير بينها هي و يوسف ، فهتفت بسعادة :
_ معااكي حق ، انا اتحمست للفكرة يارب اطلع حامل !
ضحكت نادين و ضحكت معها هي الاخري ، لتسمع نادين تقول لها :
_ ربنا يرزقك يا حبيبتي و تطلعي حامل يارب !
_ قوليلي بقي اخبارك ايه مع فارس ؟ .. عمر وافق علي فرحكم و لا لسه ؟
_ واافق اخيرا يا رينا بعد طلوع الروح ، قال هيعمل فرحي معاه هو و مريم بعد كام شهر !
ابتسمت ريانا بلطف و ارتشفت من كوبها ثم قالت :
_ طيب الحمدلله أنه وافق اخيرا ،، مبرووك يا نودي ، الصراحة عمر اخوكي ده طول عمره طيب و غلبان و علي الله حكايته !
ضحكت نادين بشدة و اماءت براسها :
_ فعلا عمر أخويا ده غلبان موووت !
_ تعرفي ان انا في مرة غرقت له الشفة بتاعته ، يالهوي يا نودي كان هيموت من الصدمة أما شافها
ضحكت نادين بشدة و هي تتذكر قص عمر لتلك الحادثة ملايين المرات :
_ حكالي يا بنتي هو ليه سيرة غير القصة دي ! .. حرام عليكي بجد
_ كان لزوم العملية بقي يا نودي .. طمنيني علي الصغير عامل ايه
اتسعت ابتسامة نادين بحب و اجابتها :
_ حتة سكر ، علي الصغنن ده بموت فيه بجد و روحي فيه ، عسوول اووي يا رينا بجد نفسي تشوفي
_ بجد يا نادين أنتي طيبة و غلبانة أوي محدش بيقول علي ابن خطيبه كده !
_ لا يا ريانا أنا مش هكون له مرات اب شريرة ابدااا .. كفاية ان امه كانت شريرة و عمره ما حس منها بنقطة أمان أو حب ،،، حب علي الصغير بالنسبالي من حب فارس كفاية انه حتة منه !
_ يا سيدي يا سيدي علي الحب ، ربنا يهنيكو و تتجوزو علي خير يا روحي .. يلا هسيبك بقي علشان يوسف جه و بينادي عليا
قالتها و اغلقت معها الهاتف ، ثم نهضت و اتجهت نحو يوسف الذي ينادي عليها .. ما إن رأها حتي احاط خصرها و قبلها برفق متساءلا :
_ حبيبتي السكر عاملة ايه النهاردة .. وحشتيني قد الجبل
ضحكت و قبلت وجنته برفق و همست :
_ و أنت كمان وحشتني قد الجبل .. عاملالك النهاردة صنية بطاطس في الفرن هتاكل صوابعك وراها
_ أنا نفسي أكلك أنتي مش البطاطس و الله !
قالها و ضمها اليه اكثر فابعدته عنها و همست مؤنبة :
_ يوووسف احنا اتفقنا علي ايه ، مش هنعمل حاجه غير لما نتجوز
_ عارف يا رينا بس بجد انت وحشتيني أوووي !
_ أنت كمان يا روحي وحشتني بس مش عايزين نعمل حاجه نغضب بيها ربنا علينا تاني ، كفاية اللي ضاع من عمرنا و لا ايه ؟
تنهد بشدة و تساءل بضجر :
_ للاسف معاكي حق .. فين بقي صنية البطاطس لما ناكلها لحد ما يجي الوقت اللي اعرف أكلك فيه براحتي يا جميل !
ضحكت بشدة و اتجهت ناحية المطبخ و هو خلفها يغازلها و يمازحها ، وضعت له الطعام و جلست معه يتناولان الطعام وسط بهجة و حالة من الحب تخصهما وحدهما ...
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
في المشفي لدي فاطمة ..
تمسك علي الباشا برأيه و رفض تطليقها :
_ و أنا مش هطلقك يا بطة ، أنا مش ظالمك .. أكل و شرب و احتياجاتك كلها موجوده ، فيها ايه يعني لما اتجوز تاني و تالت كمان .. ده الشرع محللي أربعه ؟
استشاطت غضبا من حديثه و صرخت به :
_ ايوة زي ما الشرع محلل لك أربع فالشرع محلل لي الطلاق طالما أنا مش مستريحة و مش مبسوطة مع جوزي ! .. أنا مش موافقة أنك تتجوز عليا و طالما هتتجوز عليا يبقي تطلقني !
_ و أنا قولت مش هطلقك !
_ يبقي هخلعك يا علي يا باشا .. هخلعك و هخلي سيرتنا علي كل لسان في الحارة ، خليهم يشوفو و يتفرجو كبيرهم عمل ايه لمراته لحد ما رفعت عليه الخلع !
قالتها بغيظ و غضب شديدين ،، ارتفع صوتهما فدخلت الممرضة في تلك اللحظة تنظر لعلي الباشا :
_ معاد الزيارة خلص يا فندم ، و الكلام الكتير خطر علي المريضة دي لسه قايمة من غيبوبة .. فبعد اذنك كفاية كده
_ تمام همشي .. و هاجي بكرة الصبح أشوفك و معايا نوسة يا بطة ، و الكلام العبيط اللي في دماغك ده تنسيه خالص انتي سامعه !!
_ امشي يا علي و ارحمني بقي كفاية وجع قلب !
قالتها بقلة حيلة ليغادر الغرفة ، دخلت لها الممرضة تسألها بغرابة :
_ ايه اللي حصل صوتكم كان عالي و جايب اخر المستشفي !
بكت فاطمة من القهر و هتفت بعذاب :
_ مش عايز يطلقني ، لكن يذلني و يهيني و يتجوز عليا و يقهرني عادي .. لكن يطلقني علشان متوجعش لاء ازاي لا ينفع لنا و لا يمشي في منطقتنا الطلاق !
_ يوووه و بتعيطي ليه بس .. ان شاء الله بكره ربنا يعدلهالك و يرضي يطلقك ، و بعدين لو مطلقكيش ما ترفعي عليه خلع .. انتي معاكي عيال ؟
جففت فاطمة دموعها و هتفت بأسي :
_ عندي بنت واحدة هي دنيتي كلها .. نفسي اخدها و أهرب من البلد دي كلها !
_ طب ما خلاص يا حبيبتي تاهت و لقيناها .. انتي معاكي شهادة ايه ؟
_ أنا مكملتش تعليمي علشان اتجوزت .. معايا دبلوم تمريض
_ طب ده عز الطلب هشوفلك شغلانة معانا هنا في المستشفي أنا حبايبي كتير ، و اهو شغل يسندك و يأكلك انتي و بنتك .. و أرفعي عليه خلع و في داهية أي حاجة تيجي من وشه ده راجل بومة أنا شوفت خلقته .. معرفش ياختي انتي ازاي كنتي عايشة معاه !! ...
ضحكت فاطمة من تعليق الممرضة علي وجهه علي الباشا الذي يراه الجميع وسيما .. كفكفت دموعها و مسحت أنفها ثم سألتها :
_ معرفتنيش أسمك ايه ؟
_ أنا مدام سحر يا حبيبتي ، و انتي زي اختي الصغيرة أوعي تتكسفي تطلبي مني حاجة !
طرق أتي علي باب الغرفة فضربت سحر جبينها و هتفت بتذكر :
_ يوووه يقطعني نسيت أقولك ان الدكتور ريان اسم الله حارسه جاي يطمن عليكي مكان الدكتور المكركب الي اسمه خالد ده .. بيني و بينك دكتور ريان اشطر و ربنا يتم شفاكي علي خير يا رب
تنهدت فاطمة و اراحت رأسها للخلف تهمس :
_ ربنا يخليكي يا مدام سحر
استمعت لصوت سحر ترحب بالطبيب :
_ أتفضل يا دكتور ريان .. أتفضل
دخل ريان يبتسم بسمة لطيفة بشوشة ، أبتسمت له فاطمة بسمة مرهقة ، شعر بالقلق من نظرتها فسألها بعملية :
_ حسه في حاجة بتوجعك ؟ .. باين عليكي الأرهاق أنتي قومتي من السرير ؟
_ ده حال الدنيا يا دكتور ، بنبقي صغيرين و شايلين الهم زي الناس الكبيرة !
ابتسم ريان و مازحها بينما يسحب المقعد و يجلس أمام فراشها :
_ يااااه لا ده أنتي باين حكايتك حكاية .. اعتبريني الدكتور النفسي في المستشفي دي و قوليلي ايه اللي مزعلك اوي كده ، بس ثواني
التفت ناحية سحر التي كانت تتابعهم بفضول شديد و هتف بعملية :
_ مدام سحر دكتور بشار كان بيدور عليكي و بيسألك علي كشف الحالة في اوضة 305 .. ممكن تروحي تشوفيه ؟
_ اااه .. اااه اكيد طبعا يا دكتور بعد اذنكم
انصرفت سحر فالتفت ريان ناحية فاطمة مجددا و سألها :
_ ها بقي يا ستي ايه الي مخليكي شكلك زعلانة و مرهقة كده ؟
تجمعت الدموع في عيناها و همست له :
_ مشاكل عائلية يا دكتور مش عايزة أوجع دماغك بيها !
_ أنتي عندك كام سنة يا .... اسمك ايه ؟
_ بطة
_ بطة ؟؟؟
قالها باستغراب شديد و هو يتفحص جسها الممتلئ قليلا ، شعرت بالحرج الشديد و احمرت وجنتيها بخجل و قالت بهمس :
_ احم اسفة .. اسمي فاطمة بس عندنا في البيت و الحارة محدش بيقول فاطمة دي فاتعودت علي بطة !
شعر ريان بحرجها فابتسم ضاحكا و هتف مغازلا لها :
_ من ناحية بطة فهم عندهم حق الصراحة ... المهم عندك كام سنة ؟
_ عندي 25 سنة .. و متجوزة و معايا بنت فمتحاولش يا دكتور .. بعد اذن حضرتك اكشف و خلص شغلك و امشي !!
اغلقت امامه الباب سريعا حين شعرت بمغازلته لها ، ما تزال متزوجة من علي الباشا و اخلاقها و ادابها لا تسمح لها بترك رجل غريب يغازلها بهذا الشكل !
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
في المساء ... وقف علي الباشا في الشرفة يشعل سيجارا و ينفثه بضيق .. ما يزال يتذكر حديث فاطمة ، هو لن يطلقها و لن يسمح لنفسه بان يلصق بها عار الطلاق في هذا السن الصغير ! ..
يعلم أنه قد يكون ظلمها و لكنه ظلم نفسه ايضا بزواج لم يرده من البداية ، كان يظن أن الامور ستسير بينهما جيدة و يعيشان معا حتي نهاية العمر .. لكن وجود روسيل غير الكثير من ظنونه
فقلبه ليس ملكا له ، شعر باشياء مع روسيل لم يشعر بها مع فاطمة .. هو أحب روسيل حقا و يريد أن يتزوجها ، ليس زواجا علي ورق مثلما فعل سابقا مع ريانا .. بل يريد أن يتزوجها حقا ، يعيش معها ، يحتضنها بين يديه و ينجب منها الأطفال ! ..
تنهد بثقل شديد و هو يلقي السيجار في المنفضة الخاصة به و يتابع الشارع الفارغ و المعتم باعين ثقيلة .. شعر بحركة من خلفه فالتفت سريعا ليجدها أمامه
رفع حاجبه بتعجب و سألها :
_ صاحية لحد دلوقتي ليه ؟ .. أنتي منمتيش مع نوسة ؟
_ نوسة نام من بدري .. أنا هايز (عايز) اطمن هلي (علي) أنتي و هلي (علي) duck .. شكل انت سترانج (غريب) .. anything حصل يا هلي (علي) ؟
تنهد و اطفئ سيجاره و هتف برفق :
_ محصلش حاجة يا روسيل اطمني ...
_ أمال شكل أنتي سترانج (غريب) ليه يا هلي ؟؟
نظر لها لبعض الوقت بصمت ، ثم اقترب منها و احتضنها فجأة .. شعرت بالدهشة و لكنها احتضنته بشكل مماثل .. استند برأسه فوق كتفها و همس لها :
_ روسيل أنا تايه و مش عارف أروح فين و لا أتكلم مع مين .. أنا كبير العيلة و كبير الحتة اللي المفروض ميطلعش مني العيبة ... الناس كلها بتعاملني علي أني مبغلطش و مبقعش كأني مش انسان !!
تنهد بشدة فمسحت علي شعره برفق ليكمل بأسي :
_ طبيعي بغلط بس لما باجي أصلح غلطتي كل حاجة بتبوظ أكتر .. أنا بجد تايه و تعبان مش عايز أظلمها معايا ، بس أنا فعلا ظلمتها من الاول بس يا روسيل أنا جيت علي نفسي كتيــــر اوي .. جيت علي نفسي علشان أمي و علشانها !
رفع نظره لها برفق و همس بلا رجعه :
_ معنديش استعداد أجي علي نفسي تاني أنا محتاج أبص و أشوف نفسي بقي ، و أشوف قلبي عايز ايه و امشي وراه ... روسيل أنا بحبك !
شهقت بصدمة و وضعت يدها علي فمها بعدم تصديق :
_ هلي أنتي بتكولي (بتقولي) ايه ؟؟
ابتسم برفق و هتف مجددا :
_ أنا بحبك يا روسيل .. I love you بلغتك !!
تساقطت الدموع من عيناها بعد تصديق لقد تحققت أمنية كانت تحلم بها بقلب ملتاع .. فرغم أنها كانت تشعر بانه يحب فاطمة لكنها دون شعور أحبته هو ..
بكت بسعادة و هتفت له :
_ أنا كمان يا هلي I love you so much .. كنت فاكر أنتي بتحبي duck
بكت أكثر و هتفت بعدم تصديق :
_ أي كانت بليف (لا اصدق) يا هلي .. i love you
ضحك علي و أمسك بها من خصرها ، قربها ناحيته بشدة .. امسك برأسها من الخلف و ....
قبلها .. قبلة اذابتها و اذابت الجليد بينهما ، قبلة نابعة من مشاعر مدفونة لفترة طويلة .. كأنها القبلة الأولي لكل منهما ، مذاقها ، شعورها و دفئها ... شعرت روسيل بالخدر في ساقيها فتمسكت برقبته بشدة
قبلته لها جعلتها تنصهر بين يديه و تشعر و كأنها تملك العالم كله !! .. ابتعد عنها ينظر في عينيها برفق و يبتسم بحنان لها ثم سألها :
_ تتجوزيني يا روسيل ؟؟
أماءت برأسها دون حديث ، ثم فتحت فمها و قالت :
_ yes Ali , I will marry you !
احتضنها برفق و ابتسم ضاحكا .. شعر بالسعادة و اخبرها برفق :
_ هتتجوزيني و تستحمليني بكل عيوبي و عصبيتي و نرفزتي و خلقي الضيق !
_ بحبك أذ أول (كلك) يا هلي
قبل جبينها برفق و أخبرها :
_ و أنا بموت فيكي كلك و نفسي أكلك كده كلك علي بعضك صدقيني !
ضحكت روسيل و أبتعدت عنه ، نظرت له بتمعن ثم سألته :
_ هتهملي (هتعملي) ايه مه (مع) duck (بطة) يا هلي .. هتزهل (هتزعل) سو ماتش
_ مش عارف و الله .. بطة عايزة تطلق و أنا مش هقدر أعيش بذنبها كل ما الناس تتكلم عليها !
_ هلي أنت الأتنين أتزلم (أتظلم) يا هلي .. أكيد duck هيلاكي (هيلاقي) اللي يحب هي !
تنهد بثقل و ابتسم ضاحكا ، بعثر شعرها :
_ الدنيا مبتمشيش كده يا روسيل أنتي غلبانه أوووي !
زجت يده عن شعرها و هتفت بغضب :
_ مش تهمل (تعمل) كده .. شهري (شعري) يا هلي
_ طب أهو
قالها و بعثر شعرها مجددا فزجت يده بغضب و هتفت بغيظ :
_ ماشي يا هلي أنا هآوريكي !!
ثم قضمت يده بأسنانها فتأوه بألم و ابعد يده عن فمها ضاحكا :
_ آآآخ منك مجنونة و الله !! .. بس بردو بحبك
_ أنا كمان بحبك يا هلي سو ماتش ❤️
_ إيه اللي بيحصل هنا ده يا أبيه ؟
قالتها مريم و هي تقف علي باب الشرفة متخصرة ، نظر لها الأخر و رفع احدي حاجبيه و هتف غاضبا :
_ أنتي مالك يا بت خشي نامي .. أنتي ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي !
اتسعت ابتسامتها و هتفت له بوله :
_ كنت بكلم عمر
_ انا شكلي هسحب أم التلفون ده و مش هخليكم تشوفو وش بعض غير لما تجوزو
نفخت خديها بضيق و هتفت بغيظ :
_ في ايه يا أبيه هو أكمنك معاك روسيل في البيت يعني مضيقها علينا !
امسك بها من تلابيب ملابسها و هتف بها بضجر :
_ بت أنتي .. الجملة دي مش بتاعتك يا بت !
اتسعت ابتسامتها السمجة و اجابته بفخر :
_ أيوة عمر هو اللي قايلهالي .. سيب هدومي يا أبيه !
_ الواد ده عامل زي الجرثومة بينشر التلوث و لا ايه .. مش هخليكي تقعدي معاه تاني !
_ متقدرش يا أبيه ده جوزي علي فكرة
قالها و هي تخرج له لسانها بغيظ ، فزاد ضغطه علي تلابيبها غيظا :
_ جوز فيران لما ينططوكي يا بت .. الواد ده مش هتشوفيه و لا هتكلميه غير لما تتجوزو بجد ! ... هاتي أم التلفون ده !
أسرعت روسيل نحوهم و حاولت أزاحت يده عن ثياب مريم و هتفت له برجاء :
_ هلي بليــــــز نوو .. همر (عمر) و مريم بيحبو بعض .. بليز نو !
تركها علي مضض ، نظر لوجهها المشرق و المبتسم برقة و همس بحنان :
_ عارفة إن كان في أم الموضوع ده حسنة .. فهي أنه الواد العبيط ده خلي وشك ينور يا مريم .. اااه أنا مش طايقه علشان هياخدك مني بس أنا عارف أنه بيحبك و بيعافر علشانك
اقترب منها و قبل رأسها بحنان ثم أحتضنها برفق :
_ ربنا يسعدك يا حبيبتي .. صدقيني معنديش أغلي منك !
احتضنته هي الاخري بعاطفة :
_ ربنا يخليك ليا يا أبيه !
_ و انا كمان .. و انا كمان خدوني معاكم !
قالها روسيل و هي تفتح ذراعيها ليحتضنها علي مع مريم و يضم كلتيهما برفق شديد كأنهما أغلي ما يملك في تلك الحياة ....