رواية وما معني الحب الفصل التاسع عشر19 والعشرون20 بقلم ايه شاكر

رواية وما معني الحب الفصل التاسع عشر19 والعشرون20 بقلم ايه السيد

التفت سيف أثر صوتها، تأملها لبرهة، ثم هرع إليها، وقف قبالتها وطالعها بنظرة واحدة من أعلى لأسفل، وسأل بلهفة مغلفة بالقلق:
-إيه الحاله إلي إنتِ فيها دي!؟ مين عمل فيكِ كدا؟

لم ترد عليه سوى بتلك العبرات الساخنه التي تساقطت على وجنتيها، وشهقات حلقها، مدت مروى يدها المرتعشه لتستند عليه، فضمها...

أخرجها من بين ذراعيه وحدق بها يتفقد وجهها الذي تعلوه بعض الخدوش والرضوض، وأخذ يتفحصها مرة أخرى ثم ضمها مجددًا وسالت الدموع من عينيه فقد خُيل له مشهدًا بشعًا لما حدث معها...

سألها سيف مجددًا:
-مين عمل فيكِ كدا؟ 

قالت بحشرجة:
-حمدي حاول يتهجم عليا، بـ... بس معمليش حاجه ربنا نجدني منه.

كانت شرارة الغضب تطل من عينيه وهو يقول بانفعال:
-كل دا ومعملكيش حاجه، والله ما هسيبه.

ضم وجهها بين كفيه ليلمس تلك الخدوش الظاهرة على وجهها وقال بحسرة:
-أنا آسف مقدرتش أحميكِ منه... كان لازم أسمع كلام بباكي ومسيبكيش ولا لحظه.

مسح دموعها بأنامله وهو يتأملها بشفقة، شهقت باكية وفجأة انتبهت لد**ماء تتساقط على ساقيها حتى لونت ملابسها بالأحمر فكانت تنزف بغزارة ولم تلحظ إلا حين ظهرت قطرات السائل الأحمر على  الأرض أسفلها، فقالت بوهن شديد وصدمة:
-ايه ده!!! الحفني يا سيف...

-حمدي عملك إيه؟!
قال بهلع، لم تعقب وخانتها قواها، ارتخت أعصابها بغتة، واستسلمت لتلك الغمامة التي حطت عليها، فأغلقت ستار جفونها وقبل أن تسقط أرضًا حملها سيف بين ذراعيه...

دلف للمستشفى وهو ينادي على التمريض والأطباء، علا صوته حتى اخترق جدران المستشفى ووصل لناهد وسعد اللذان ركضا أثر صوته الباكي...

وضعها على الترولي، نظر الطبيبه وقال:
-لو سمحتِ وقفي الد**م ده.

وصلت ناهد حيث أختها ركضًا وحين رأت حالتها اضطربت وصرخت وهي تنادي:
-مروى ردي عليا... إيه اللي حصل؟ مين عمل فيها كدا يا سيف! رياض اللي اتهجم عليها صح؟

عندما رأت السائل الأحمر يتدفق كنها، ظنت أنه تم الإعتداء عليها، مسكت يد أختها وطفقت تصرخ بهسترية...

دخلت مروى لغرفة الفحص ومنعوا ناهد من مرافقتها بحالتها تلك، وقبل أن يدخل سيف نظر لناهد وقال:
-اهدي مفيش حاجه أختك كويسه محدش عملها حاجه.

تركها سيف وتبع مروى، أما ناهد فجلست أرضًا تبكي على كل تلك الأحداث التي نشبت مؤخرًا وأخر ما حدث لأختها الذي أحرق نياط قلبها...

انحنى سعد لمستواها وقال:
-عشان خاطري اهدي.

صرخت متأوهة، عل تلك الصرخه تُخرج معها دخان الحزن الذي ملأ جسدها حتى كاد يخنقها.
دقائق أخرى مرت وهي تستند على سعد حتى وصلت نبيلة ورقيه...
استغفروا ♥️ 
بقلم آيه شاكر 
                       ******
وعلى الصعيد الأخر 
وقف مصطفى أمام سيارته...

فقد خرج من المستشفى بعدما بحث بتلك الغرفة التي يملئها ذرات الغبار للذي دل على عدم اقتراب أحد منها منذ زمن طويل.

سند رأسه على سيارته وطفق يبكي على قلة حيلته...

قاطعه رنين والدته فأجاب عليها، كانت والدته مروعه من منظر مروى الذي لا يبشر بخير، كانت تنتظر أن تفتح مروى عينيها لتسألها عن منى...

سألته رقيه بلهفة:
-لقيت منى؟

مسح دمعة وصلت لحيته وقال بحزن:
-لسه.

خبطت والدته يدها على الحائط جوارها وأخذت تحكي له عن حالة مروى، فارتفع نشيجه ودب الرعب داخل شراينه، لا يتخيل أن هناك مكروه قد مس زوجته...

أنهى المكالمه مع والدته واتجه لمركز الشرطه وأخبره سيف أنه سيتبعه، ليساعده في تتبع هاتف منى، لمعرفة أخر مكان وصلت إليه قبل أن يُغلق...
بقلم آيه شاكر 
صلوا على خير الأنام ❤️ 
_________________________
طرق أحمد باب المرحاض، يطلب منها الخروج، فقالت هدى:
-أنا، أنا هاخد شاور وهغيب شويه.
-دا خامس شاور النهارده!
قالها بضجر، فقالت:
-أصل أنا نضيفه مش زي ناس كدا.

ابتسم وقال:
-ناس!!! قصدك عليا؟ ماشي يا هدي مسيرك هتقعي تحت إيدي.

قهقهت قائله:
-مـــبــــخـــافــــش. 
ضحك ودلف لغرفته أثر رنين هاتفها، حمله وعاد إليها مجددًا وطرق الباب قائلًا: 
-أختك رنت عليكِ كتير مش ناويه تردي؟

-سيبها دلوقتي لما أخرج.
قالتها هدى فوضع الهاتف جانبًا وصدع رنين هاتفه برقم مصطفى، رد مبتسمًا:
-إيه يا عريس من لقى أحبابه نسى أصحابه ولا إيه؟

قال مصطفى ببكاء:
-إلحقني يا أحمد، منى مختفيه من امبارح يا أحمد... دورت عليها في كل مكان مش لاقيها.

تجهم وجه أحمد وقال معاتبًا:
-ولسه فاكر تكلمني يا مصطفى، إنت فين أنا جايلك؟

حكى له مصطفى عن مروى وما حدث معها وأنه ينتظرها لتعود لوعيها علها ترشده لزوجته...

وبعد أن أنهى أحمد المكالمه جلس على الأريكه والأفكار تدور برأسه تزامنًا مع خروج هدى من المرحاض، نظرت لوجهه المكفهر وسألته:
-مالك؟
-البسي عشان...
وقف الكلام على طرف لسانه لا يعلم كيف يخبرها بما حدث، رتب الكلام ونطق باضطراب:
-منى مرات مصطفى... مختفيه من امبارح ومش لقينها!
-مختفيه! إنت بتتكلم بجد ولا بتهزر!
اومأ رأسه لأسفل مؤكدًا كلامه...

فشرعت ترتدي ثيابها ولا تعلم متى ولا كيف ارتدت ملابسها، وغادرت برفقته...
______________________
دخل سيف مع الطبيبة والممرضه نظر لمروى التي تسكن الفراش بوهن...
فتحت جفونها لكنها لازالت نصف واعيه، حاولت الممرضة تبديل ملابسها بزيّ المرضى، فأزاحت مروى يدها وهي تقول بوهن:
-ابعدي عني.

اقترب سيف وقال:
-لو سمحتِ سيبيها أنا هغيرلها.

ردت الممرضة برسمية:
-لأ مينفعش اتفضل حضرتك بره وأنا....

قاطعها ناطقًا وهو يصر على أسنانه:
-انا قولت اتفضلي حضرتك أنا هغيرلها.

-حضرتك تقربلها ايه؟ 
قالتها الممرضة، فسمعت مروى كلامها وردت بصوت واهن:
-لو سمحتِ سيبيه... دا جوزي.

أشارت لها الطبيبه لتفعل وخرجت هي الأخرى، وأخذ سيف يساعدها ويتأمل الخدوش على كتفها وهو يُصر على أسنانه والتجهم لم يفارقه...

وبعد دقائق انتهى من تبديل ملابسها، دخلت الطبيبه لتطمئن عليها وكان هو يجلس جوارها ويطالعها بشفقة، سأل الطبيبه بلهفة:
-هي عامله إيه يا دكتوره؟
-متقلقش هي كويسه دا مجرد نزيف ممكن بسبب الضغط النفسي أو لغبطة هرمونات.

سألها بتوجس: 
-يعني مفيش قلق؟
-لا متقلقش المحاليل دي هتخليها زي الفل...
قالتها الطبيبة وهي تشير للمحلول المتصل بيد مروى، ثم انصرفت، فربت سيف على يد مروى التي فتحت جفونها أثر لمسته، قال:
-مروى يا حبيبتي احكيلي اللي حصل بالتفصيل، فين منى؟

أخذت تسرد عليه بداية من ذهابها مع منى مرورًا بما حدث معها ومنتهية بوصولها المستشفى، هسيف قائلًا:
-منى مرجعتش يا مروى... مختفيه من امبارح!

قالت:
-معقوله يكون حمدي عمل فيها حاجه هي كمان! ولا الدكتور جابر!

تنهد سيف بحيرة وقال:
-الشرطه تتبعت الخط بتاعها يارب يوصلوا لحاجه.. مصطفى هيموت من القلق... 

أغلقت مروى جفونها فقال سيف:
-طيب يا حبيبتي هسيبك تريحي شويه وناهد وماما وخالتو هيكونوا معاكي... 

أومأت رأسها وقالت:
-متتأخرش عليا.

رمقها بابتسامة واسعة قبل أن يغادر...

على نحوٍ أخر 
وقفت نبيلة ورقية لتهدئة ناهد التي انتفضت حين خرجت الطبيبة من الغرفه وهرولت تسألها بتوجس:
-أرجوكِ طمنيني أختي عامله ايه؟

-متقلقيش كويسه احنا علقنالها محلول هتخلصه وهتخرج معاكم.

قالتها الطبيبة وابتعدت عنهم فتبعتها ناهد وسألت الطبيبة:
-لو سمحتِ... هي كويسه؟ يعني هو فيه حد اتهجم عليها... اغتصـ ـبها؟!

قالت أخر كلمة بنبرة مرتعشة، فهزت الطبيبة رأسها نافيه وربتت على كتف ناهد، قائلة:
-متقلقيش أختك سليمه.

أطبقت ناهد يدها على قلبها وهي تردد:
-الحمد لله.
قالت الطبيبة:
-ادخليلها أنا كنت منعتك تدخلي عشان كنتِ بتعيطي ووترتيني.

قالت ناهد بابتسامة:
-شكرًا لحضرتك.

غادرت الطبيبة وأقبل سعد لناهد، قال:
-مش قولتلك اطمني.

أومأت رأسها وقالت بهزيمة:
-الحمد لله.

رمقته بنظرة خاطفة ثم تركته ودلفت للغرفة خلف نبيلة ورقية بعدما خرج سيف...
صلوا على خير الأنام ❤️ 
______________________
وفي أخر طابق بمستشفى جابر
جلست «منار» قبالة «منى» التي ترقد على فراش العمليات مقيدة، ترتدي زيّ المرضى بعد أن جردتها منار من ملابسها بمساعدة اثنتين أخرتين...

خاطبتها منار بنزق:
-كنا هنتكشف بسبب جوزك الغبـ ـي لولا إن أنا شغلت دماغي وطلعنا هنا.

كانت «منى» ترشقها بنظراتٍ حادو، تتمنى لو يُفك وثاقها، لتقتلها بيدها، أيعقل أن يجتمع كل هذا الشر بقلب إنسان! كيف تضع هذه الخبيثة رأسها على الوسادة وتنام ألا يؤرقها ضميرها ولو قليل...

نظرت منى لأعلى ترجو من الله أن ينجدها من هؤلاء الطغاة، لا تريد الموت الآن! فلم تستعد بعد ولم تتزود للقاء الله، مازال بقلبها ركن مظلم تتمنى أن تضيئه بالطاعات، لازال هناك أمنيات لم تتحقق تريد إنجاب إثنين من الأولاد وإثنتين من البنات لتربيتهم تربية صالحه فتدخل بهم الجنه، تريد أن تتصدق وتصلي قيام الليل وتستغفر كثيرًا على ذنوبها، تريد أن تنتظم في صلاة الفجر ولا تغفل عنها، أدمعت عيناها وأخذت تستغفر الله وتصلي على النبي...

انتشلها من شرودها صوت منار التي تتحدث عبر الهاتف مع جابر فألقت سمعها...

-متقلقش أنا طلعت من الأوضه بس فين زياد ومنير مستنياهم من امبارح!

رد جابر عليها قائلًا:
-عندهم شغل تاني هيخلصوه الأول قدامهم ساعه ويكونوا عندك.

أومأت رأسها بتفهم:
-طيب ماشي.
-خلي بالك كويس عشان البوليس انتشر في كل مكان بيدور عليها.

حدجت منى بنظرة خبيثة، ثم قالت:
-متقلقش يا دكتور أنا هقطعها حتت محدش هيتعرف عليها.

أخذت بعضًا من السائل في زجاجة بجوارها ووضعته على قطعة من القطن فعلمت منى أنه مادة الفلوران المخدرة...
سالت الدموع من عينيها فمن الواضح أنها لن تنجو ولكن عسى الله أن يقلب الموازين وينقذها منهم...

اقتربت منار منها ووضعته على أنفها بعنف لتستنشقه كانت تنظر لها بخبث وتقول ساخرة:
-هتوحشيني يا منى... معلش بقا كليش في جو التخدير ده استنشقي يا غاليه...

قالت منى الشهاده في سرها، والدموع تتدفق من عينيها، ومازال عندها يقين تام في الله انه سينقذها منهم، لوحت منار بيدها الأخرى، قالت:
-بااااي...

وكان أخر شيء تراه منى قبل أن تفقد وعيها وتغيب عما حولها...
____________________________________
-سامحني يا حمدي.
قالها زياد باكيًا أثناء تشريح جثة حمدي واستخراج أعضاءه، رد عليه زميله قائلًا بنبرة ساخرة:
-إللي يشوفك وإنت بتعيط ميقولش إنك السبب في موته، يعني تحطله السم بإيدك وتطلب يسامحك... صحيح يقـ ـتل القـ ـتيل ويعيط في جنازته.

شهق زياد باكيًا وقال بانفعال:
-يعني كنت أعمل إيه! أسيبه يضيعني معاه! كان لازم أنقذ نفسي وأنقذ أهلي.

طفق منير يلف جسد حمدي الخالي من الأعضاء وهو يقول:
-خلاص بقا متوجعش دماغي وتقعد تعيط زي الولايا.

مسح زياد دموعه ونظر لوجه حمدي الباهت قائلًا بحسره:
-ربنا يرحمه.... هيوحشني لكن هو إلي جنى على نفسه.
رمقه بنظرة أخيره قبل أن يغطي وجهه وقال:
-الوداع يا صاحبي.
_____________________
دخل «جابر» للمستشفى يهملج بعصبية وشرارة الغضب تتطاير من حوله، فقد تورطت ابنته بمقـ ـتل أحد الشباب...

دخل للغرفه وحدج ابنته بنظرةٍ حارقة ثاقبة من شدة الغضب، جز على أسنانه قائلًا:
-قتـ ـلتيه ليه؟

ازدردت ريقها بتوتر وأطرقت، فسالها بنبرة مرتفعه:
-ردي علـــــيـــا!

ارتعد جسدها أثر نبرته، وقالت من خلف بكائها برعشة:
-أصل... أصله اتجوزني عرفي وصورني وكان بيهددني و...
قاطعها جابر بصفعة على وجهها وصرخ بوجهها قائلًا:
-ليه... ليه تعملي فيا كدا؟
قالت ببكاء:
-والله يا بابا كنت بحبه والله!

رفع يده كأنه سيصفعها مرة أخرى، لكن قبضها وأنزلها وضم فاتن قائلًا:
-خلاص أنا هتصرف.

نظر لفؤاد وأمره قائلًا:
-خد أختك وامشي.

سأله فؤاد وهو يشير لجـ ـثة رامي قائلًا:
-وده هتعمل فيه إيه؟!
قال جابر:
-هخفيه... خد أختك وإمشي.

اومأ فؤاد وجذب أخته من يدها بينما كانت ترمق رامي بحسره وحزن...

وقف جابر ينظر لرامي وقال:
-إيه البلاوي إلي عماله تتحدف عليا دي!

أخرج هاتفه وطلب منير قائلًا:
-خلصتوا ولا لسه؟

رد منير:
-خلصنا يا دكتور وقفلنا خلاص.
-طيب يلا بسرعه خمس دقائق وتكونوا هنا... عندنا شغل تاني.

أغلق معهم وطلب منار قائلًا:
-سيبي اللي في إيدك وتعاليلي...
______________________________
جلس مصطفى بسيارته أمام المستشفى ينتظر مكالمة من سيف ليخبره بأخبار تتبع هاتف منى...

وصله رساله من رقم غير مُسجل محتواها:
"لو عايز تلاقي مراتك دور ورا منار"

طلب الرقم وكان خارج النطاق مسح رأسه بتوتر وهاتف أحمد مجددًا.

ومن ناحية أخرى

كان أحمد يقود سيارته وبجواره «هدى» التي طلب رقم منى عدة مرات وهي لا تستوعب غياب صديقتها المباغت، صدع رنين هاتف أحمد وسرعان ما أجاب:
-إيه يا مصطفى فيه جديد؟

سأله مصطفى:
-هدى جنبك!

نظر لهدى التي تراقب كلامه بتركيز قائلًا:
-أيوه هدى جنبي.
-طيب اسألها تعرف واحده اسمها منار.

قالها مصطفى فسأل أحمد هدى:
-تعرفي واحده اسمها منار؟ 

اتسعت حدقتيها قائله:
-أيوه عارفاها...

مدت يدها تطلب أن تأخذ هاتفه فأعطاها إياه، خاطبت مصطفى:
-أيوه عارفه منار دي ممرضه كانت شغاله معانا في مستشفى دكتور جابر.

تنهد مصطفى وقال موضحًا:
-أنا جالي رساله بتقولي لو عايز منى دور ورا منار.

فغرت فاها في دهشه وقالت:
-معقوله تكون هي السبب! 

سألها مصطفى مجددًا:
-إيه حكايه الأوضه المحظوره في المستشفى؟

ردت:
-مين قالك على الأوضه دي؟
-واحده كلمتني وقالتلي اخر مره شافت منى كانت داخله الأوضه دي.

تجهمت ملامحها وارتسم عليها الإستفهام، سألت: 
-وإيه الي هيودي منى هناك! الأوضه دي مهجوره محدش بيدخلها وكان فيه إشاعات أنها مسكونه وإللي بيدخلها مبيخرجش.

سألها:
-طيب تعرفي عنوان منار؟

أجابت:
-لأ معرفش عنها أي حاجه، دي بت غامضه محدش كان بيحبها بس معتقدش أنها تعمل لمنى حاجه.

تنهد بأسى وقال:
-أنا مبقتش عارف أدور فين... بتعلق في أي خيط ممكن يدلني عليها حتى لو كدب.
-أنا حاسه إني بحلم!
-طيب أنا قفل مع السلامة

أغلقت معه ونظرت لأحمد قائله:
-ربنا يستر يارب.

وبعدما انتهى مصطفى من مكالمة هدى أخفض الهاتف عن أذنه فصدع بالرنين مجددًا وكان سيف رد مسرعًا يتمنى أن تكون مروى قد عادت لوعيها وأرشدهم لطرف خيط فيركض ورائه، أتاه صوت سيف الحزين:
-أيوه يا مصطفى تتبع الرقم ظهر و...

سكت للحظات لا يعلم كيف يخبره بهذا الخبر، سأل مصطفى بإستعجال:
-هااااه كمل.

أكمل سيف قائلًا:
-هي راحت الأول مستشفى جابر وبعدين خرجت للبحر ومرجعتش من هناك! 

سأل مصطفى بتوجس:
-يعني إيه مرجعتش من هناك؟!

-الشرطه لقت هدومها على الشط وتلفونها كمان.

اختلج قلب مصطفى وسأل بخوف:
-منى حصلها حاجه؟! 

زم سيف شفتيه بألم وقال: 
-الغواصين بيدوروا عليها في البحر.

عاد مصطفى للخلف وسند رأسه على مقعد السياره بصدمه وقال:
-مش ممكن... وإيه الي هيوديها البحر من غير ما تقولي؟

عندما تخيل أنها قد تكون فارقت الحياة ولن يراها مجددًا سالت دمعة من عينيه في صمت قاتم، فقال سيف مواسيًا:
-حاول تتماسك يا مصطفى.... ربنا يصبر قلبك.

رد مصطفى بعدم استيعاب وقال من خلف دموعه:
-منى محصلهاش حاجه أنا متأكد.

سأله سيف قائلًا:
-طيب إنت فين عشان أبعتلك سعد وأحمد؟ 

قال مصطفى بانفعال:
-انا مش عايز حد أنا هدور على مراتي بنفسي.

أغلق هاتفه وجلس يبكي وينشج وحيدًا.....
________________________________
وصلت هدى مع أحمد أمام المستشفى فوجدا مصطفى يجلس في سيارته...

تركها أحمد وارتجل من السياره نحو مصطفى صدع هاتف هدى برقم أختها فردت مسرعة وكانت هدير تبكي وتشهق مرددة:
-منى ماتت يا هدى.

صرخت هدى قائله:
-إيه الي بتقوليه ده؟!

شرحت لها هدير ما حدث لمروى بإيجاز وما قالته الشرطه عن اختفاء منى وأردفت هدير ببكاء: 
-خلاص منى راحت.

قالت هدى باندفاع:
-مروى!! منها لله هي السبب عشان منى ملهاش أعداء.

ارتجلت من السياره وحين رأت مصطفى يبكي اندفعت وهي في قمة غضبها لداخل المستشفى، سألت على غرفة مروى ودخلت بوجه متجهم وبدون استئذان...

كانت مروى تبتسم لأختها التي تحاول إخراجها مما عانته، انفجرت بها هدى بغضب:
-إنتِ السبب أكيد إلي خطفك هو إلي أذى منى منك لله... إنتِ علامه سوده في قاموس أي حد.

شرعت هدى بالبكاء وقالت:
-منى ماتت بسببك، إنتِ السبب... أكيد حد من اللي كنتِ ماشيه معاهم عملها حاجه.

تركتها هدى بصدمتها وخرجت من الغرفه وصكت الباب بعنف خلفها، نظرت مروى لناهد وسألتها بدهشه مشوبة بالخوف:
-هي منى ماتت؟! 

رفعت ناهد كتفها لأعلى وقالت:
-مش عارفه أنا اتفاجئت زيك بكلامها... ربنا يستر.

قالتها ناهد تُكمل محلولها وخرجت تستفسر عما قالته هدى، بحثت عن سعد فلم تجده فدخلت غرفة والدها تحبث عنه بها، سألها والدها عن أختها فلم يرها منذ البارحه فهربت من الإجابه بأنها ستأتي إليه...

اتجهت لغرفة والدتها كانت ستدخل إلا أن نبيله خرجت من الغرفه ونظرت لناهد قائلة بدموع:
-منى ماتت...
________________________________
حين رأت «منار» تغادر الغرفه وهي تلتفت يمينةً ويسرةً كاللص، راقبتها وهي تغلق الباب بالمفتاح حتى تطمئن ألا يدلف أحد للغرفه، وبعد أن تأكدت من مغادرتها اتجهت نحو الباب وأخرجت من جيبها تلك الأداة السحرية التي تستخدمها لفتح أي باب بالمستشفى لتدخل الغرفه وتنام أثناء الشيفت الليلي...

نظرت حولها لتتأكد من خلو المكان ثم فتحت باب الغرفه ودخلت تتفقدها، شهقت بصدمه حين رأت منى مقيدة بالفراش وغائبة عن الوعي...

لعنت منار بسريرتها وأقبلت تضـ ـرب وجه منى بخفه لتفتح عينيها لكنها كانت تحت تأثير المخدر...

لم يكن أمامها أي خيار سوى أن تفك قيدها وتسحبها لغرفة أخرى، أغلقت الغرفة من الداخل ووقفت تلهث ثم أخرجت هاتفها وطلبت رقم مصطفى.

على جانب أخر مسح دموعه كان حوله سيف وأحمد وسعد لمواساته، صدع هاتفه بالرنين فرد:
-تعالى حالًا قدام مستشفى الدكتور جابر واستناني تحت لو عايز مراتك.

ولم ننتظر رده بل أغلقت الخط...

فقال مصطفى بنبرة مرتفعه:
-ألو ألو إنت مين الو ألو...

نظر مصطفى إليهم وقال ببعض الأمل:
-قولتلكم منى عايشه.

ركب سيارته ورافقوه جميعًا.

أغلقت الممرضة هاتفها وخرجت من الغرفة تبحث عن عامل النظافة الذي تعرفه جيدًا، فهو مخبر قد دسته الشرطه بينهم، سرعان ما أتى وساعدها بوضع منى بصندوق القمامة الكبير وانطلق بها لخارج المستشفى دون أن يلاحظه أحد...

فتحت الممرضه هاتفها مرة أخرى وطلبت رقم مصطفى الذي وصل أمام المستشفى لتوه، ارتجلوا جميعًا من السياره واتصل سيف بالشرطه ليخبرهم بكل جديد، رد مصطفى:
-إنتِ فين؟ أنا واقف قدام المستشفى!

قالت:
-ارفع إيدك كدا عشان أشوفك.

رفع يده والتفت يمينًا ويسارًا يبحث عنها فقالت:
-خلاص شوفتك.

أقبلت نحوه مع عامل النظافة وقفت أمامه قائله: 
-أستاذ مصطفى؟!

اومأ رأسه وسألها:
-فين منى؟

فتح المخبر صندوق القمامة فصُعق مصطفى من منظرها وملابس العمليات المكشوفة التي ترتديها، ضمها بين ذراعيه كي لا يراها أحد بينما غض الجميع بصرهم عنها، حاول مصطفى إفاقتها، هزها قائلًا:
-منى! ردي عليا.

أخذ سعد المفتاح وأخرج غطاء السيارة،  هرول سعد نحو مصطفى وأعطاه له ليغطيها به، ففعل مصطفى في سرعه، ثم نظر للممرضه وسألها بنبرة حادة:
-إنتوا عملتوا فيها إيه؟ هي مبتردش ليه!

الفصل العشرون 
إنتوا عملتوا فيها إيه؟ هي مبتردش ليه!
قالها مصطفى بقلق، فرفعت الممرضه يديها الإثنين، وقالت باضطراب:
-أنا مليش دعوه يا أستاذ إنت هتلبسني جريمـ ـه ولا إيه؟

تجاهلها مصطفى، وتفحص منى بلهفة ولطم بخفة على وجهها يحاول إفاقتها فقالت الممرضه بخفوت:
-تلاقيهم خدروها عشان ياخدوا أعضائها.

-إنتِ بتقولي إيه؟ مين اللي خدرها!
قالها مصطفى فردت بنفاذ صبر:
-لأ الموضوع دا طويل وأنا حكيته مره.
أشارت للمخبر وأضافت: 
-هو بقا يبقا يحكيلك.

كان المخبر ينظر إليهم دون أن ينبس بكلمه، نظر لهما مصطفى ثم حمل منى بين ذراعيه ووضعها بالسيارة وغادر بها بعدما استأذنهم، فنظر المخبر لسيف الذي يتحدث عبر هاتفه وناداه قائلًا:
-سيف باشا لو سمحت.

التفت سيف وأشار له بأن ينتظر حتى ينتهي من المكالمه، وبعد قرابة الدقيقه اقترب منه سيف وقال:
-إنت إزاي متاخدش بالك من وجودها!
أشار سيف للممرضه قائلًا:
-يعني لولا الأنسه دي كـ...

قاطعته الممرضة مصححه:
-مدام مش أنسه.

رمقها سيف بنظرة باردة وابتسم ابتسامه صفراء، وقال:
-لا مؤاخذه...

كانا سعد وأحمد يستمعان للحوار، وأخذ المخبر يسرد عليهم أصل الحكايه:
-يا باشا فيه حاجه مريبه، عياله الاتنين جابوا واحد سايح في د**مه ودخلوه أوضه كدا والبت كانت منهاره من العياط وبعد شويه دخل جابر شايط على الأوضه...

وضع سيف يده على رأسه بتفكير، ثم قال:
-أنا  من هدخل بنفسي أراقب الوضع.

كاد ينهي كلمته فوقفت سيارة إسعاف أمام المستشفى، ارتجلا منها زياد ومنير ومعهم جثـ ـه ملفوفة بقماش أبيض، ابتسم سيف بانتصار وقال:
- الظاهر إن فيه ليله كبيره جوه! 

نظر لسعد وأحمد واستطرد:
-امشوا انتوا أنا هكلم النقيب وهنهجم عليهم.

قال سعد باصرار:
- أنا مش هسيبك لوحدك.
قال سيف:
-دا شغلي ارجع إنت عشان مروى وناهد، ولو حصلي حاجه خلي بالك من مروى.

زم سعد شفتيه ثم قال بعناد:
-لأ مش هسيبك أنا مش مطمن.

نظر سيف لأحمد قائلًا:
-خده وامشي يا أحمد.

سار سيف خطوتين نحو المستشفى واستدار لأخيه ليؤكد عليه:
-امشي يا سعد.

ثم هرول سيف لداخل المستشفى، وظل سعد يتابعه بعينه حتى دخل للمستشفى، وضع سعد يده على قلبه بقلق ونظر للسماء قائلًا: 
-يارب لطفك.

رمقه أحمد بإشفاق وقال:
-يلا نمشي.

مسح سعد ذقنه بتوتر وهز رأسه باعتراض وهو يقول::
-أنا مش هسيبه لوحده... روح إنت خليك مع مصطفى.

أصر سعد كامل الإصرار ألا يترك أخيه، فتركه أحمد بعد محاولات عديده لإقناعه ألا يتدخل...
استغفروا❤️
بقلم آيه شاكر 
________________________________
             «مروى»
ظلت كلمات هدى تتردد في أذنيها...
"إنتِ نقطه سوده في قاموس أي حد يقربلك."

أدمعت عيناها حين تخيلت أن تكون منى قد فارقت الحياه بسببها، تذكرت كل شيء مرت به...

مر شريط حياتها أمامها بداية من موت أخيها إلى لحظة رقدتها بالمستشفى، تمنت الموت وطفقت تلوم حالها زاعمة أنها سبب كل شيء وأن هذا عقاب من الله على أخطائها العديدة، حتى والدها يُعاقب بسببها شعرت بسخونة الدموع التي تفر من مقلتيها لتشي بمدى ثقل قلبها وعتمته بالأحزان...
تذكرت سيف ذلك الركن المضيء الذي تسلل لقلبها، لا تدري أهي أحبته أم اعتادت وجوده، إنه الجندي الشجاع الذي اقتحم قلبها عنـ ـوة فأضاء نواحيه، أخذت تدعو الله أن يحفظه ويحميه...

جذبها من شرودها دخول نبيله للغرفة قائله بحنان:
-عامله إيه يا حببتي؟

اعتدلت في جلستها ومسحت دموعها بسرعه في محاولة منها لإخفاء حزنها، حدقت بها نبيلة وسألتها بلهفة:
-في ايه يبنتي بتعيطي ليه؟ 

كانت ستجيب لولا أن قاطعتها نبيله حين أضافت:
-شكلك زعلانه عشان منى! اطمني لسه أحمد مكلم هدى وقال إنهم لقوها وهي مع مصطفى دلوقتي.

تهللت أساريرها وتنهدت بارتياح قائله:
-الحمد لله.

ربتت نبيله على كتفها بحب قائله:
-المهم إنتِ طمنيني عليكِ؟
-أنا بخير الحمد لله... هي ناهد فين؟

سألت مروى، فردت نبيله بهدوء:
-ناهد بتجيبلك هدوم من البيت وزمانها جايه.

قاطعهما طرقات على باب الغرفه ودخول مفاجئ لخالها وابنه فهد، اعتدلت في جلستها وعدلت الحجاب ثم سترت جسدها جيدًا بالغطاء، أقبل إليها خالها وقال بقلق:
-مالك يا حببتي؟ إيه اللي بيحصلكم ده؟
-أنا كويسه يا خالو متقلقش.

تحدث فهد قائلًا:
-الف سلامه عليكِ.

ردت باقتضاب:
-الله يسلمك.

فقد أتى فهد ليغتنم الفرصة ظانًا أنها قد سنحت له ليستميل قلب ناهد، فلم يُكمل زواجه وتركته عروسته باليوم التالي، بالطبع تتحمل زوجته طباعه، فهو شاب طائش لا يتحمل أي مسؤلية وكما تسميه ناهد «دلوعة والدته»...

هو لم بحب ناهد لكنه أوهم حاله بحبها هو فقط يحب أن يمتلكها بأي طريقة، جال بنظراته في الغرفة بحثًا عنها ثم خرج ليكمل بحثة لكنها لم تظهر فقرر الإنتظار! 
دقيقة بعد الأخرى حتى رأى طيفها من بعيد، ابتسم وأقبل نحوها وما أن رأته وقفت مكانها فما كان ينقصها غير وجوده هو وعناده، نظرت خلفها تمنت لو كان سعد هنا لينقذها من نظراته الثاقببة، سرعان ما وقف فهد أمامها بوقاحه وحدق بها قائلًا: 
-وحشتيني.

لم ترد عليه وهمت أن تغادر فأوقفها صوته قائلًا باستفزاز:
-أنا جاي مخصوص عشانك! 

عادت خطوتين وخاطبته بغضب:
-شيلني من دماغك يا فهد عشان متتعبش.

رد بهُيام:
-حاولت ومقدرتش.

قالت بنبرة حادة:
-أنا سكتت على الي عملته في الفندق لكن صدقني لو قربت مني تاني مش هسكت.

أمعن النظر في وجهها وقال بانفعال:
-أنا بحبك ومش هسيبك يا ناهد افهمي كدا كويس... والواد الي بعتيهولي يحذرني إني أقرب منك مش هيقدر يبعدني عنك.

هزت رأسها باستنكار قائله:
-واد مين اللي بعته! وبعدين إنت مش اتجوزت يا بني آدم... جاي ورايا ليه؟!

-طلقتها لأني بحبك إنتِ.

رمقته بغضب وغادرت فلا فائدة من الكلام مع هذا المـ ـعتوه، بينما وقف هو ينظر لها ويتمنى أن يحالفه الحظ ولو لمره وتوافق على حبه، ولا يعلم بعدُ بأمر زواجها من سعد...
تُرى لو علم بأمر زواجها من سعد ماذا سيفعل!؟
صلوا على خير الأنام ❤️ 
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين 
_________________________________
-هتفضلي طول عمرك مندفعه يا هدى.

قالتها هدير بغيظ مما فعلته أختها مع مروى قبل قليل، فشوحت هدى بيدها بلامبالاه قائله:
-اسكتي يا هدير أنا مش طايقه نفسي دلوقتي.

زمت هدير شفتيها بحنق وقالت بتوضيح:
-يعني مروى ربنا يكون في عونها كانت متبهدله وإنتِ رايحه تزودي عليها بكلامك!

قالت هدى بانفعال:
-هــــديـــــــر! 

رمقتها هدير بغيظ ونهضت من جوارها قائله:
-قومي يختي روحي بيتك إنتِ إيه الي مقعدك هنا.

قالت هدى ببرود:
-مستنيه أحمد.

رأت هدير ناهد التي تهرول كأن أحد يركض خلفها بل أن هناك من يركض خلفها بالفعل.

ومن ناحية أخرى ناداها فهد بإصرار:
-ناهد! ناهد اقفي لسه مكملناش كلامنا.

مسك يدها لتقف، فسحبت يدها وهدرت به:
-إنت مبتفهمش قولتلك ابعد عني!

هرولت هدير إليها وتبعتها هدى، رمقته هدير وسألت:
-في حاجه يا ناهد؟
-لأ مفيش.

قالتها ناهد ورمقته بغيظ ثم سارت لغرفة أختها، أما هو فلم يجد بُدًا وقرر الإنتظار سيتربص بها حتى تسنح له الفرصة...
انسحب فهد من المكان للخارج وحمل هاتفه ليطلب والده ويخبره بمغادرته المستشفى، نظرت هدير لأختها تسألها بعينيها عن هوية هذا الشخص فرفعت هدى كتفها لأعلى كناية عن جهلها، قالت هدى:
-أنا خارجه أستنى أحمد بره.

نظرت هدير لأنحاء المستشفى تبحث بعينيها عن معاذ وعقبت قائله:
-وأنا هستنى معاذ هنا.

رمقتها هدى بهدوء وغادرت، وقفت أمام المستشفى فرأت مصطفى الذي ارتجل من السياره يحمل منى بين ذراعيه، أقبلت نحوه مهرولة وقالت بقلق:
-منى! مالها في إيه؟

أجاب وهو يلهث أثر ركضه بها:
-شوفيلنا دكتوره بسرعه.

دخل مصطفى للمستشفى ونادى الأطباء ليفحصونها، وساعدته هدى التي كانت تتبع خطواته بلهفة شديدة...
وبعد الفحص تبين أنها تحت تأثير المخدر وستفيق حين ينتهي أثره، تنهد مصطفى بارتياح ونظر لهدى قائلًا:
-خليكِ جنبها يا هدى على ما أجي.

أومأت هدى رأسها بالموافقة وقالت:
-هو فين أحمد؟
رد بهدوء:
-أنا سيبته مع سعد وسيف أكيد زمانه جاي.

هزت رأسها لأسفل بتفهم فعقب قائلًا:
-أنا هروح أشوف ماما وأجيبها وأجي مش هتأخر.

أومأت رأسها وهي تقول:
-تمام براحتك أنا جنبها.

جلست هدى جوارها ومسكت يدها بحنان ربتت عليها قائله:
-خضتيني عليكِ يا منى... مكنتش أعرف إني بحبك أوي كدا يا بت.

ابتسمت ثم انحنت تقبل مقدمة رأسها وتمسح على شعرها بحنان...

وبعد فترة دخل مصطفى للغرفة وأخبرها بوصول أحمد...

أقبل أحمد إلى هدى بعد خروجها من غرفة منى وسالها:
-هي عامله ايه؟ 

تنهدت هدى بحسره وقالت:
-لسه تحت تأثير المخدر.

-متقلقيش يا حببتي إن شاء الله هتبقى كويسه.

اومات رأسها بابتسامة فاترة، وقالت:
-إن شاء الله.

على جانب أخر 
كان مصطفى يجلس جوار زوجته ويقبض على يدها بخوف نظر لوالدته التي تجلس على الأريكة والإرهاق يتجلى على صفحة وجهها، فقد أرهقها غياب منى منذ البارحة فغفت عيناها وهي جالسه...

عاد ينظر لمنى انحنى لمستواه يهمس في أذنها قائلًا: 
-إصحي بقا.

ثم نهض وتنهد بعمق قبل أن يغادر الغرفه...

وبمجرد خروجه فتحت منى عينيها، جالت بعينيها في المكان وما أن تذكرت ما حدث معها تحسيت جسدها لتتأكد أنها مازالت على قيد الحياة...

تنفست بارتياح حين رأت «أم مصطفى» تجلس على الأريكة، واطمئنت...
نهضت من فراشها فجأة فشعرت ببعض الدوار للحظات واستندت على الجدار يمينها...

بحثت عن أي ملابس لترتديها فوجدت ثوب يخصها واردتدته دون تفكير ثم دخلت المرحاض لتغسل وجهها تزامنًا مع دخول مصطفى للغرفة، ولمّا طالع فراشها الفارغ ارتعب وكان سيوقظ والدته لولا أنه سمع صوت المياه في المرحاض فتهللت أساريره وهرول إليها، فتح الباب وبمجرد رؤيته نظرت له بوهن فتشابكت نظراتهما للحظات، وهرعت إليه لترتمي بين ذراعيه، حاوطته بذراعها وحاوطها، قالت ببكاء: 
-كانوا هيموتوني يا مصطفى... أنا خوفت أوي إني أموت ومشوفكش تاني.

أخرجها من بين ذراعيه وضم وجهها بين كفيه قائلًا:
-الف بعد الشر عليكِ يا قلبي.

تفقدها جيدًا ليتأكد من سلامتها، ثم سحبها من يدها واجلسها على الفراش وقال بخفوت:
- احكيلي بقا مين عمل فيكِ كدا عايز أسمع منك كل حاجه من البدايه.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🌸
_____________________________
تسلل «سيف» لداخل المستشفى محاولًا أن يتوارى، دخل غرفة التمريض وارتدى إسكرب"زي التمريض" وفوقه البالطو الأبيض ووضع الماسك على وجهه حتى يخفي معالم وجهه، فاجأه دخول سعد فازال الماسك عن وجهه وتحدث بنبرة حاده:
-إيه الي جابك يا سعد!

أجاب سعد بنبرة مرحه:
-مقدرتش أسيبك لوحدك يا دكتور سيف.

ابتسم سيف وهو يبحث في الخزانه عن ملابس أخرى، ألقى الملابس بوجه سعد قائلًا:
-إنت إلي جبته لنفسك إلبس بسرعه قبل ما حد يدخل علينا.

ارتدى سعد مثل سيف ثم خرجوا من الغرفه! وأثناء سيرهم همس سعد قائلًا بنزق:
-واد يا سيف الهدوم ضيقه عليا مش مرتاح فيها متيجي تشوفلي طقم تاني.

رمقه سيف بضجر وقال:
-هو إنت ليه محسسني إني بشتريلك طقم فرحك؟

دفعه سيف بيده ليسير أمامه مردفًا:
-إخلص يا حبيبي أمشي قدامي ورانا أكشن ومرار طافح... دا احنا يا قاتـ ـل يا مقتـ ـول النهارده.

عدل سعد من الجاكت وهو يقول بقلق:
-يارتني سمعت كلامك ومجتش.

همس سيف قائلًا:
-خلاص مفيش تراجع إحنا دخلنا عش الدبابير ويا نخلص عليهم يا يخلصوا علينا! 
-ربنا يطمنك... يا خسارتك يا ناهد هتترملي قبل ما تدخلي دنيا.

بدأ سيف بالغرفة المحظورة أخرج سلاحه وهو يتحرك بتريث ويتتبعه سعد بترقب شديد...

وبمجرد دخولهما سمع صوتهما بالغرفة الأخرى اختبئا خلف ثلاجة الموتى الضخمه ليسترقان السمع...

كانا منير وزياد يتحدثان...
زياد بامتعاض:
-هو الدكتور جابر مش عارف يصبر للصبح!

قال منير بهدوء:
-البس يا زياد بسرعه الراجل بقاله ساعه مستنينا وطلما قال شغل مستعجل يبقا مستعجل.

تنهد زياد بنزق وشرع بتبديل ملابسه وهو يقول:
-طب وحمدي هنوديه فين؟

قال منير بسخريه:
-قصدك الجـ ـثه! هنسيبها في التلاجه على ما نخلص ونرجع ندفنها في أي مكان.

اومأ زياد رأسه بإقتناع، شعر سيف باقتراب خروجهم من الغرفه فهمس لسعد قائلًا:
-ورايا بسرعه.

هرول سيف ليخرج من الغرفه بخطوات واسعه ويدخل لغرفة أخرى فارغة ويتبعه سعد بترقب، همس سيف لسعد قائلًا:
-الظاهر كدا العصابه كلهم متجمعين دلوقتي ودي فرصه مش هتتعوض.

عقب سعد بعد فهم:
-أنا مش فاهم أي حاجه!

هز سيف رأسه باستنكار وقال:
-مش مهم تفهم وأصلًا معنديش وقت أشرحلك.

لوى سعد شفتيه لأسفل بتعجب قائلًا:
-هو إلي أنا لاحظته أنهم بيرتبوا عشان ياخدوا أعضاء حد!

أومأ سيف مؤيدًا:
-بالظبط كدا.

أخرج سيف هاتفه وطلب النقيب ليزوده بقوة للقبض على المجـ ـرمين...

أغلق سيف هاتفه وتنهد بقلق، قبل أن يفتح الباب بترقب ليتأكد أنهم قد غادروا المكان، خرج بهدوء ودخل للغرفة المحظورة مجددًا لتفتيشها، فتح ثلاجة الموتى وكشف عن وجه حمدى وقد كان ينتظر رؤيته بعد سماع حديثهما، كان باهت الوجه وقد فارقت الروح جسده فتصلب وتخشب، ومع أن سيف كان يود قتـ ـله بيديه بعد ما فعله لمروى إلا أنه أشفق على حالته التي وصل إليها، سأله سعد:
-مالك؟ إنت كنت تعرفه؟

أومأ رأسه مؤيدًا وقال:
-ايوه دا الي كان خاطف مروى.
-ومات ازاي؟!
-واضح إنهم قـ ـتلوه يا سعد.

فتح سيف باب المشرحه لأخره وكشف عن جسد حمدى، فشهق سعد قائلًا:
-دا بطنه مفتوحه!

عقب سيف متفهمًا:
-ولاد الـ... أخدوا أعضاءه.

صمت سيف ليرتب خطته، وقال:
-لازم أقبض عليهم مينفعش يهربوا مني النهارده!

خرجا من الغرفه لغرفة العمليات التي دله عليها المخبر، أخرج سلاحه مجددًا وكان في أتم استعداد للهجوم، نظر لسعد قائلًا:
-إنت هتخليك هنا لحد ما الشرطه توصل وتدلهم على المكان.

هز سعد رأسه باعتراض قائلًا:
-لأ أنا مش هسيبك!

نظر له سيف بحده وقال:
-لو دخلنا احنا الاتنين ممكن منطلعش ركز يا سعد الله يكرمك الشرطه مش هتكمل دقيقه وهتبقا هنا.

أومأ سعد رأسه بقلة حيله وربت على كتف أخيه قائلًا بقلق:
-ربنا معاك.

دخل سيف للعمليات واتجه للغرفة المطلوبه، كانت منار بجوار جابر الذي يستعد لفتح بطن رامي طوواستخراج أعضائه نظر لمنار باستفهام:
-إنتِ عملتِ إيه مع البت اللي معاكِ؟!

عقبت منار بثقة:
-متقلقش كله تمام... خدرتها وقفلت الأوضه عليها.

اومأ رأسه بتفهم وبدأ يُجهز عدته قائلًا:
-هنخلص ونشتغل فيها.

قاطعه تنحنح سيف الذي دخل للغرفة، كشف عن  وجهه ثم صوب سـ ـلاحه نحوهم قائلًا:
-براڤو عليكم والله.

ابتسم سيف بسخرية وهو يحرك مسدسه باتجاههم قائلًا:
-تخيلوا في كل الروايات الأشكال الي زيكم بتكون نهايتهم واحده! البطل بيقضي على المجرمين واحد واحد.
قالها وهو يضغط على كل حرف باخر كلمتين ثم أشار على نفسه وأردف بجديه:
-وأنا هنا البطل.

تجهمت وجوههم رمقت منار جابر بخوف، ابتسم جابر قائلًا بسخرية:
-إنت غبي أوي لدرجه إنك جاي هنا لوحدك يا باشا.

ضحك سيف ساخرًا وهز رأسه باستنكار قائلًا:
-إنت إلي غبي أوي عشان متخيل إني جيت هنا لوحدي.

سُرعان ما امتلئت الغرفه برجال الشرطه ليتم القبض عليهم، تنهد سيف بارتياح وكبلوا أيديهم بالأصفاد، وتبعهم لخارج المستشفى كان يسير بجوار سعد الذي يرمقه بفخر وبعد خروجهم من المستشفى، قال سعد:
-طب ما الموضوع طلع سهل أهوه دا أنا ماسمعتش صوت رصاصه واحده أومال كنت مخوفني ليه؟

ابتسم سيف بانتصار وغرور وكاد أن يرد عليه لولا أن قاطعهم صوت الرصاص الذي طفق يتساقط عليهم كالمطر، فتوارى سيف مع أخيه خلف سيارة وأخذ يطلق الرصاص على هؤلاء المجهولين....

ازداد الإشتباك، لم يُصاب أحد ولكن هرب جابر مع فرقته مع تلك الأفراد المجهوله الذين أنقذوهم من تحت أيدي الشرطه...
وبعد فرارهم استقل سيف سيارة الشرطو ومعه فردين من الشرطه ليتتبعهم، واشتبك معهم مرة أخرى فأطلق أحدهم رصاصة على عجلات سيارته فانقلبت السياره بهم...

كان سعد يتبعه بسيارة أخرى ارتجل منها وهرول نحو أخيه بهلع وهو يصيح:
-ســــــــيــــــــــف.
استغفروا ❤️ 
بقلم آيه شاكر 
______________________________
وبعد أن ساعدتها ناهد بارتداء ملابسها نظرت نبيله لمروى قائله:
-ماتحاولي ياحببتي كدا تروحي لباباكِ أصل هيتجنن عليكِ من امبارح.

استفسرت مروى:
-إنتوا قولتوله إيه!

ناهد موضحة:
-قولناله إنك عندك دور برد وخايفين على مناعته.

أومأت مروى برأسها مؤيده وقالت:
-ماشي أنا هقوم أشوفه.

لم تكن في أحسن أحوالها لكنها تحسنت، نظرت لنبيله وسألتها:
-هو.... هو فين سيف؟
-سيف في الشغل ياحببتي متقلقيش زمانه جاي.

قامت نبيله من جلستها قائله:
-أنا هسبقكم لعند والدتك على ما تيجوا.

تركتهما وغادرت، كانت ناهد تبتسم بمكر، قلدت نبرة أختها مرددة كلامها:
-هو سيف فين... شكلك وقعتي يا بت ولا حدش سمى عليكِ عينك فضحاكِ.
-ايه بتطمن عليه! هو مش جوزي ولا إيه!

غمزت ناهد بعينها قائله:
-جوزك بقا وحركات وعينك بتطلع قلوب... والله أنا فرحانه بيكم أوي. 

ابتسمت مروى قائله بمكر:
-وأنا كمان فرحانه بيكِ إنتِ وسعد اوي.

حين نطقت أختها اسمه ابتسمت ناهد تلقائيًا، تنهدت بحيره وقالت:
-إنتِ مصدقه كل الي بيحصلنا ده!

تنهدت مروى بأسى وقالت:
-فتره صعبه جدًا ربنا يهديها على خير.

تراكم كل شيء على ذاكرتهما، وقالت مروى:
-أول مره في حياتي أعيش فترة زي كدا لكن أنا حاسه إن ربنا هيعوضنا خير.

أومأت ناهد تؤكد كلام أختها وقبضت على يدها ليتوجها لغرفة والدهما.

وبعدما خرجتا من غرفة والديهما، قالت مروى:
-تفتكري دخلت على بابا حتى إني وقعت من على السلم دي!

لوت ناهد شفتيها لأسفل قائله:
-هي مدخلتش عليه لكن هو عمل نفسه مصدقها.

أومأت مروى رأسها بتأكيد وضعت يدها على معدتها وقالت:
-أنا جعانه.

ربتت ناهد على كتفها بحنان وقالت:
-يا حبيبتي... أنا مش عارفه إزاي مأخدتش بالي! هنزل أجيب سندوتشات من تحت بسرعه.

خرجت من المستشفى وهرولت باحثة عن أي مطعم، كان هناك سيدتان منتقبتان يترقبانها، وقفت ناهد تلتفت حولها فقد ابتعدت عن المستشفى، اقتربت منها إحدى السيدتين قائله:
-بتدوري على حاجه؟

نظرت ناهد حولها قائله:
-أيوه بدور عن مطعم.

حاولت السيده أن تلهيها بالكلام وأتت الأخرى من خلفها وحاولت أن تكتم أنفاسها لكن سرعة إدراك ناهد ولكزتها لها بقوة أنقذتها من مكرهما، فقد أخذت دورة تدريبية عن مثل هذا الهجوم...

صرخت ناهد وركضت عائدة للمستشفى وتبعاها السيدتان مسافة حتى وصلت لطريق يسير به الناس ووقفت تلتقط أنفاسها، ثم أكملت طريقها للعودة للمستشفى مرة أخرى ودون أن تجلب الطعام فقد أصابها الذعر من هول الموقف، فهل حان دورها لتعيش معاناة منى ومروى وهدير!!
___________________________
وأمام المستشفى 

كان سيف يضحك وهو يرتجل من السيارة، يستند على أخيه، وقد.كان بحالة يرثى لها، قال:
-إنت عينك صفرا ياد يا سعد... كنت هروح فيها بسبب عينك.

ضحك سعد قائلًا:
-لا يا عم أنا عيني عسلي مش صفرا والله.

تأوه سيف حين ضغط على قدمه المصابه فقال سعد:
-ايه يابني أشيلك؟

ابتسم سيف قائلًا:
-ياريت ويبقا دا أكبر عقاب على عينك الصفرا دي.

زم سعد شفتيه وقال بغضب مصطنع:
-يا عم قولنا عسلي مش صفرا... الله!

أردف سعد وهو ينظر لمبنى المستشفى قائلًا:
-أنا حاسس إن المستشفى دي بقت بيتنا مبقناش نطلع منها وكل شويه ندخل واحد فينا تحس ان فيها لعنة.

ابتسم سيف قائلًا:
-ربنا يكتبلنا الخروج منها على خير.

دخلا للإستقبال ليفحص الطبيب حالة سيف الذي سيخيط رأسه اربع غرز وباقي الجروح كانت سطحيه وبعض الكدمات الأخرى...

جذب انتباهوسعد ناهد التي دخلت المستشفى وارتمت على أحد المقاعد فنظر لسيف وقال:
-شويه وراجعلك تاني.

سأله سيف:
-رايح فين؟
أشار على ناهد ونظر له قائلًا: 
-ناهد هناك هشوف مالها.
__________________________
في مكان أخر وقف رأفت بغضب، حمل سلاحه وصوبه نحو منار قائلًا:
-إنتِ أول واحده هخلص منها!

قالت منار ببكاء:
-لأ يا باشا والله أنا طول عمري تحت طوعكم متعملش فيا كدا.

سأل جابر:
-وإيه العمل دلوقتي يا رأفت بيه؟

نظر رأفت لجابر قائلًا:
-هنضـ ـربلك چواز سفر ونخرچك براة البلد.

ربت رأفت على كتف رياض قائلًا:
-احمد ربنا إن رياض چه في الوقت المناسب.

عدل رياض ملابسه بغرور وقال بثقه:
-طول عمري باچي في الوقت المناسب يا عمي.

ابتسم رأفت ابتسامة صفراء ونظر لمنار وزياد ومنير قائلًا:
-عشان كدا حكمك إلي هيسري على دول يا رياض... نعمل معاهم إيه؟!

رفع رياض رأسه بشموخ ونظر لمنار يتفحصها من منبت شعرها لأخمص قدميها ثم قال:
-دي تلزمني... هترچع معايا الصعيد.

ابتسمت منار وتنهدت بارتياح في حين كان زياد ومنير ينظران بترقب وهلع، رمقهم رياض قائلًا:
-أما دول ميلزموناش.
صلوا على خير الأنام ♥️ 
______________________________
أقبل سعد نحوها كانت شارده فيما حدث وما يحدث معهم من أزمات بتلك الفترة العصيبة، جلس جوارها فانتفضت تخيلته فهد، أو إحدى السيدتين، أطلقت تنهيدة طويلة مطمئنة حين رأته...

ارتسمت الإستفهام على وجهه وتجلى بنبرته:
-مالك اتخضيتي أوي كدا؟!

أغلقت عينيها لتعصى مقلتيها، وتشنج فمها ثم ارتفع نشيجها، طالعها سعد بقلق أمسك بيدها المرتعشه وسألها بلهفة:
-مالك يا ناهد في ايه؟!

ارتشفت دموعها واستجمعت كلماتها وتحدثت:
-مبقتش قادره أتحمل كل الي بيحصل! دي مبقتش دنيا دي بقت غابه.

رفع أنامله ومسح دموعها بحنو، وقاطعهما فهد الذي صفق بيديه ناطقًا بسخريه:
-ما إنتِ حلوه أهوه وسيباه ماسك إيدك ولا هي حلال ليه وحرام عليك
تعليقات