رواية فرح فهيمه الفصل العاشر10 بقلم ايه شاكر

رواية فرح فهيمه الفصل العاشر10 بقلم ايه شاكر

-أيوه أنا مسيطره.... مسـ مسـ مسـ مسيطره.
وحين نظرت تجاه الباب وجدته يضع يده على وجهه منفـ ـجرًا بالضحك فصرخت وازدردت لعابها باضطراب.
وبينما تنزل عن الفراش تعثرت قدمها فوقعت على وجهها مفترشة الأرض ويديها أمامها تقبض بإحداهما على السكين، هز عنقه مستنكرًا ودنا منها ليأخذ السكين من يدها مرددًا بتهكم مغلف بالحدة:
-هاتي يا مسيطره.

نهضت مطرقةً رأسها بحرج، ووضع هو السكين على الكومود مرددًا:
-عارفه لو وقعتي على دي أنا إلي كنت هطلع أجري على السكه!ربنا يهديكِ يا فرح.

تفصد جبينها عرقًا وتواثبت دقات قلبها من شدة الخجل وهمت أن تخرج من الغرفة وتفر من أمامه لتهرب من نظراته الحادة، فتعرقلت قدميها في الاشيء وزادت حدة الموقف حين أخذته بطريقها ووقعت عليه، تأوهت وهي تملس على جبينها الذي اصطدم بجبهته، فأطلق ضحكة كالزفرة وردد بسخرية:
-لأ مسيطره مسيطره مفيش كلام.

وثبت قائمة ونطقت بتلعثم:
-أ... أنا آسفه.

ركضت للغرفه الأخرى وأوصدتها من الداخل، ثم استندت على بابها وهي تضع يدها على قلبها المتصارع، وقالت:
-ياربي على الإحراج مش هقدر أبص في وشه تاني!

نفخت بضجر واستلقت على الفراش وجافاها النوم فكيف تنام بعد ذلك الإحراج!!!
________________________________
في صباح جديد مع إشراقة الشمس وشعاعها الخافت الذي لا يكاد يلمس الأجساد بسبب برودة الجو إنه نهار الشتاء في مصر جو هادئ وطريق خالٍ من الناس، سارت جواره وهي ترمقه بطرف خفي بين وهلة وأخرى بينما هو  يسير جوارها برتابة...

نظرت أمامها وهي تفكر فهذا أخر يوم بامتحانات الميدترم وسترتاح أعصابها قليلًا قبل بداية إمتحانات منتصف العام، وقفا ينتظران سيارة أجره، نظرت نحوه مجددًا وشردت بملامحه فأخرجها من شرودها صوته وهو يجذبها من يدها قائلًا بضجر:
-حاسبي يا فرح!! ركزي شوية العربيه كانت هتخبطك!

اومأت رأسها دون أن تنبس بكلمة فقبض على يدها بتملك كأنه يريد القول أنها خاصته وحده، ابتسمت وهي تمسك يده بإطمئنان هتف قائلًا:
-امتحانك هيبدأ الساعه ١٠ مش عارف ليه صممتي تطلعي من ٨ ونص؟

-عشان مش عايزه أمشي لوحدي هزاكر شويه في الكليه.... أصلًا مبعرفش أزاكر في الشقة.

ضحك بخفوت حين تذكرها بالأمس وهي ترقص، مال نحوها قائلًا باستهزاء:
- بتعرفي ترقصي بس؟! 

أجاب نفسه وهو يكبح ضحكته: 
-لا والله ولا بتعرفي ترقصي ولا نيله...

أشاحت وجهها للجهة الأخرى وحاولت نزع يدها من يده فضغط عليها بقـ ـوة فتوقفت عن المحاولة، وبعد صمت دام لبرهة، قطب حاجبيه وسألها بنبرة ساخرة:
- فرح هو إنتِ بتعرفي تعملي ايه؟! 

رفعت ذقنها لأعلى بزهو وقالت:
-انا بعرف أعمل حاجات كتشير أوي مثلًا بعرف أكل وبعرف أستحمى لوحدي وبسرح شعري لوحدي برده وبعمل قهوه بوش لوحدي و....

قاطعها متنهدًا بقـ ـوة وهو يقول:
- عوض عليا عوض الصابرين يارب.

أردف:
-بس كويس إنك جيتِ معايا أصل حد يثبتك تاني ويسرقك أنا عارف إن المصايب بتجري وراكِ.

رمقها بطرف عينه وضحك وهو يقول:
-أو إنتِ إلي بتجري وراها محدش عارف.

أثار غيظها فقالت لحنق:
-ياريت تسكت بقا... كفايه سخرية.. 

-لا البت عندها دم وبتحس أوي!

نفخت بحنق فأردف بنفس السخريه:
-ربنا يهديكِ يا مدام فرح ولا أقول فهيمه؟

-يوووه بقا إنت يا جدع إنت مصمم تنكد على نفسك على الصبح ليه! 

ارتدى نظارته وقال بغرور:
-أنا بعون الله مفيش حاجه تقدر تنكد عليا.

رمقته بسخرية وهي تبتسم بسماجة، وأشتحت وجهها للجهة الأخرى وقطعا باقي الطريق في صمت مطبق...

وصلا للكليه وعند مدخلها نظرت فتاه ليوسف قائله بمياعه:
-ازيك يا دكتور يوسف؟

-الحمد لله 
قالها يوسف بابتسامة ثم رمق فرح بخبث فاشتعلت غيرتها، برزت عيناها خارجًا وهي تقول:
-مين دي بقا إن شاء الله؟!

عقب بهدوء استفزها:
-طالبه عندي.

-والله! وبتقولك ازيك يا دكتور يوسف؟

قالتها مقلدة صوت الفتاة باستخفاف فعقد جبينه قائلًا بمكر:
-أومال عايزاهت تقولي إيه؟ يا قلبي ولا يا حبيبي الي مبسمعهاش من مراتي!

تلعثمت متجاهله كلامه وهي تبرر:
-قـ... قصدي نبرة صوتها مايعه كدا!

ربت على ظهرها قائلًا:
-روحي زاكري... روحي زاكري عشان ألحق محاضراتي..

عقبت بمياعه مقلده صوت الفتاه:
-ماشي يا دكتور يوسف...

-الغيره هتطق مع عينيكِ.

-بيتهيألك..
قالتها ثم مطت لسانها وانصرفت من أمامه ودلفت للمدرج الفارغ لتجلس وحدها وتذاكر بينما خلع يوسف نظارته وطالعها بابتسامة عابثة وهي تغادر...
_________________________________
وفي القاعة الدراسية انشغلت بالمذاكره حتى قاطعها صوت أسامه الذي جلس قبالتها:
-ممكن أذاكر معاكِ؟

رمقته سريعًا وغضت بصرها قائله:
-لأ ولو سمحت قوم.

-أنا الصراحه حابب أتعرف عليكِ كزمايل مش أكتر.

نفخت بحنق وهي تنظر بكتابها قائلة:
-وأنا مبتعرفش لو سمحت سيبني أذاكر...

-طيب دا أنا معايا ورق مش هيخرج منه الامتحان جربي بس نذاكر سوا...

ألقى الورق أمامها فاخذت تقلبه بين يديها، فابتسم أسامه بخبث فقد استطاع جذبها لتذاكر معه....

مر عليها أكثر من ساعه وهو يختلس النظر إليها بكثير من المكر معلنًا أن تلك هي البدايه، حدق بها قائلًا:
-هي دي عينك بجد! 

نظرت للورق بإحراج وتلعثمت:
-ياريت تركز في الورق مش في عيني.

عقب الشاب بهُيام مصطنع:
-أصل عينك حلوه أوي.... الصراحه إنتِ كلك زي القمر.

نفخت بحنق وأخذت تلملم أشيائها قائله:
-أنا أصلًا غلطانه إني وافقت أذاكر معاك عن إذنك.

-لأ لا لا استني أنا آسف والله.

نهضت واقفه لكن تلك الدوخه انتابتها مجددًا، فقد أدركت أنها تُعاني من فقر د**م حاد، حاوطت رأسها بكلتا يديها فاقترب منها ليسندها فهدرت به:
-ابعد عني متلمسنيش.

كان يحاول إسنادها وهو يقول:
-إنتِ شكلك دايخه وهتقعي.

ابتعدت عنه ومازالت تشعر بالدوار كانت تتخبط لا تستطيع الإتزان وهي تقول: 
-متلمسنيش.

فلن تقبل لمسة أي رجل غير زوجها، جلست مرة أخرى وانحنت للأمام تسند رأسها بينما نظر إليها الشاب بخيبة أمل فمن الواضح أنها صعبة المنال، طالت مدة الدوار بل أن الأسوأ هو ازدياد دقات قلبها بشكل غير طبيعي، أدمعت عيناها بتعب فقد اقترب موعد الإختبار...

-فرح إنتِ كويسه؟!
حين سمعت اسمها من بين شفتيه امتعضت ملامحها وازداد حزنها، فهي أخطئت حين جالسته واعتبرها خيانة لزوجها.
زرفت الدموع بصمت وقالت بنبرة خافتة يكسوها الألم:
-امشي امشي من جنبي... امشي..

اقترب الشاب قائلًا:
-مش هقدر أمشي إلا لما أطمن عليكِ.

-قولتلك أمشي إنت مبتفهمش!

حين ارتفع صوتها خشى أن يلفت الأنظار إليهما فقد بدأ الطلاب بملئ القاعة فابتعد عنها، وجلست هي تكمل بكاء....
__________________________
انهى يوسف المحاضره وقرر اللحاق بها ليطمئن أنها لم ترتكب المزيد من الكوارث.

وقف بداخل القاعه يبحث عنها حتى عرفها من ملابسها وهي تجلس داخل المدرج وتسند رأسها للأمام، شعر أنها تبكي أو بها شيء ما! فهرول إليها وناداها:
-فرح!

اطمئنت حين سمعت صوته، لم ترفع رأسها وأغلقت عينيها بتعب لتفيض الدموع من مقلتيها، جلس جوارها وربت على ظهرها بحنو:
-فرح! إنتِ كويسه؟ 

ازدادت شهقاتها فهي تظن أنها خانته حين وافقت على المزاكره مع أسامه الذي كان يتابعهما بنظرات ماكرة خبيثة.

ربت يوسف على ظهرها بحنو قائلًا بخوف:
-فرح ممكن تبصيلي؟!

رفعت رأسها وجفونها متهدلة تنهمر منها العبرات، لكن كانت العيون ترمقهما بتسائل؛ حين دخل الدكتور الأخر بأوراق الإختبار، سألها بترقب:
- فيكِ إيه يا فرح متقلقنيش؟!

خف دوار رأسها لكن كل ما يشغل تفكيرها هو أنها خائنه لا تستحق منه تلك المعامله، نظرت لعينيه وحدقت به للحظات ثم قالت:
-أنا دايخه شويه

-الدوخه دي تاني إحنا لازم نكشف.

تنفس الصعداء ثم أردف:
-اهدي وخدي نفس عميق وأنا هجيبلك عصير وأجي، تمام؟!

جففت دموعها وأومات رأسها بتفهم فاستدار ليغادر لكن أوقفه صوتها:
-بـ... بقولك!

التفت اليها وقد ارتسم الاستفهام على ملامحه فقالت:
-هاتلي راني مانجا عشان مبحبش الجوافة.

ابتسم ولكزها في ذراعها قائلًا:
-يا شيخه خضتيني عليكِ.

لاح على شفتيها شبح ابتسامة، وقالت:
-متقلقش أنا كويسه.
___________________________________
وصلا للبيت وبعد تناول الغداء نظرت لبشرة وجهها التي أهملتها مؤخرًا، ابتسمت عندما طرأ لها فكرة!

رفعت شعرها لأعلى برابطة الشعر وأخذت القهوة وعسل النحل بمقدار تحسبه جيدًا وخلطتهما معًا ثم وضعت الخليط على وجهها.
جلست تشاهد التلفاز وتناست تمامًا أمر القناع.

-فرح... فرح... فروحه!
انتبهت لصوت يوسف الذي يجول بالشقة بحثًا عنها، استدارت لترد عليه قائله:
-أنا هنا عند التلفزيون.

جلس جوارها دون النظر لوجهها وحين التفتت إليه والتفت إليها بنفس اللحظه فانتفض وهب واقفًا، ووثبت هي الأخرى توهي تلتفت بهلع صارخه:
- فيه إيه... صورصار ولا فار؟

حدق بوجهها قائلًا بقلق:
-إنتِ إيه إلي حصلك ؟!

-إيه فيه إيه؟!

لمس وجهها بسبابته وسألها:
-إيه إلي على وشك ده؟! 

وضعت يدها على وجهها وأومأت رأسها بتذكر فقد تذكرت أمر القناع، تنهدت بارتياح وقالت:
-الماسك والله نسيته كويس إنك فكرتني.

-ماسك! يا شيخه أنا قولت البت اتحرقت ولا حاجه.

أردف وهو يجلس على الأريكه:
-حرام عليكِ أنا قطعت الخلف.

-معلش بكره تتعود دا لسه فيه ماسك زبادي وخيار وترمس مطحون ونشا ولبن حاجات كتير أوي.

-بس الحاجات دي بتتاكل مش بتتحط على الوش.

لوحت بيدها وهي تغادر متمتمه:
-اسكت إنت مش فاهم حاجه.

-إنتِ إلي فاهمه كل حاجه؟!
قالها ساخرًا وتبعها وهي تغسل وجهها، ثم تبعها مرة أخرى بصمت يتابعها وهي تضع الزبادي على وجهها فرمقته بطرف عينيها قائله:
-مالك بتبصلي كدا ليه؟

ضحك وهو ينظر لها بعد أن لونت وجهها بالكامل بالزبادي وقال:
-شكلك يضحك.

خرجت من المطبخ بعدما رمقه بحنق، تبعها ضاحكًا وكادت أن تتحدث لولا تعقره قدمه وسقوطه عليها.

وضع سبابته على وجهها ثم تذوقه قائلًا:
-أصل أنا بحب الزبادي من صغري.

دفعته بحده ووثبت وهي تقول:
-مستفز...
_____________________________
وفي وقت المغرب خرج يوسف للصلاة في المسجد ونزلت فرح لحنان لتكمل تنفيذ خطتها فلن تكتفي ببودرة العفريت.
جلست مع حنان تبتسم لها بتصنع قائله:
-متعمليلنا كوبيتين شاي ولا قهوه كدا عشان ندردش سوا شويه.

تهلل وجه حنان هتفت بابتهاج:
-حالًا يا فروحه استنيني.

ابتسمت فرح بمكر وهي تنظر للمسحوق بعدما أخرجته من حقيبتها:
-بقا عايزه تعمليلي أنا فخ!

وبعد فترة خرجت حنان بالقهوة، تظاهرت فرح أنها تشرب ثم وضعتها وقالت:
-ممكن تجيبلي شوية سكر..

-حاضر حالًا...

قالتها حنان وابتسمت بخبث فوضعت فرح المسحوق بالكوب الخاص بها، وسكبت مشروبها أرضًا وأخفت أثره بالتراب...
وضعت حنان السكر فقالت فرح:
-أنا شربتها وخلاص مش مشكله بقا... تسلم ايدك.

-ألف هنا يا حبيبتي.

-صحتك عامله ايه دلوقتي كنت سمعت انك تعبانه؟!

تظاهرت حنان بالمرض قائله:
-أيوه والله يا فرح تعبانه قوي.

-خير عندك ايه؟

تلعثمت حنان قائله:
-عـ... عندي المرض الخبيث.

لاحظت فرح الكذب بعينيها وقالت وهي تتصنع الشفقة:
-الف سلامه عليكِ طيب فين بالظبط؟

اضطربت حنان وقالت ما حضر على لسانها:
-في.. في... في الد**م.

أومات فرح رأسها قائله:
-ربنا يشفيكِ يا طنط... طيب أنا هقوم بقا عايزه حاجه؟

تاكدت حنان من فروغ كوب القهوه الخاص بفرح وابتسمت بخبث قائله:
-سلامتك يا حببتي بس هستنا أقعد معاكِ تاني ونشرب قهوه مع بعض.

تصنعت فرح الإبتسامه قائله:
-أكيد طبعا.

ابتسمت فرح بسخريه وهي تغادر قائله بابتسامه:
-حقيره! مبروك عليكِ الإسهال...

بصقت على الأرض وصعدت إلى شقة صفاء لتقضي معها بعض الوقت لحين قدوم يوسف...
__________________________
وفي المساء وقفت أمامه وهو يمسك هاتفه وقالت:
-جيب موبايلك أكلم ماما؟

أعطاها الهاتف فأخذته ودخلت الغرفه، تسلل خلفها ووقف على باب الغرفه يستمع لما تقول:
-ماما أنا نفسي أكل سمك زهقت من اللحمه... 

-حاضر يا حببتي هجيبلك بكره.

-ماشي هستناكِ تجيبيه بكره... 

وبعد أن أنهت المكالمه خرجت تعطيه الهاتف، كانوقد عاد وجلس على الأريكه، رمقها بغيظ حين جلست جواره،وقال:
-فرح إنتِ كنتِ بتطلبي من مامتك إيه؟! 

تلعثمت قائله:
-گ...كنت بطلب منها سمك.

-افهمي يا فرح إنتِ دلوقتي مسؤوله مني ومتطلبيش حاجه إلا مني.
كان يخاطبها بنبرة حادة بعض الشيء، فردت عليه بابتسامة ماكره:
-يعني اطلب أي حاجه... أي حاجه!

هز رأسه معقبًا بتأيد:
-أي حاجه يا فرح حتى الشيبسي والحاجات التافهه دي تطلبيها مني برده مش من مامتك.

أخذت نفسًا عميقًا وزفرته ثم قالت متخابثه:
-بصراحه كلامك دا شجعني أتجرأ وأطلب منك حاجه محتاجاها.

-محتاجه ايه؟

نهضت واقفه وهي تفىك يديها متظاهرة بالإرتباك وقالت:
-بصراحه كدا أنا عايزه أيفون 12 بروماكس.

حدجها بنظرة متعجبه وقال بتلعثم زائف:
-على فكره عادي تطلبي من مامتك أنا بس الي اتحمقت شويه.

جلست مقابله تحدق به وهي ترفع إحدى حاجبيها ساخره، وليهرب من تلك النظره تنحنح قائلًا بالخطأ:
-قومي اعملي فرح يا قهوه.

لم يلحظ ما قاله ولكنها انفـ ـجرت بالضحك وهي تردد:
-أعملك فرح يا قهوه ازاي؟

قطب حاجبيه وسألها متعجبًا:
-انا قولت كده؟!

أومات رأسها ضاحكه فابتسم، اقتربت منه وربتت على ظهره قائله بمزاح:
-أنا مقدره الصدمه إلي إنت فيها بس روق روق أنا بهزر معاك

-ما أنا كمان بهزر معاكِ... ومتقلقيش أنا ناوي أجيبلك أحلى موبايل نوكيا.

تجهمت ملامحها مردده بصدمه:
-نوكيا!

اومأ رأسه مبتسمًا بسماجه وهو يردد مؤكدًا:
-نوكيا.

-مش عايزه منك حاجه هخلي جدي حبيبي يجيبهولي.

لوح بيده بلامبالاه قائلًا:
-اعمليلي قهوه يا بت أجري واكويلي هدوم الشغل.

وضعت يدها حول خصرها قائله: 
-أيوه ما أنا الفلبينيه إلي امك جابتهالك.

-أمك!! قصري لسانك يا فرح متخلنيش أقوملك...

نفخت بحنق ودبدبت بقدميها في الأرض وهي تتوجه للمطبخ مغمغمة:
-أصلًا مكنتش عايزه أتجوزك...

-بس أنا بقا كنت عايز وعايز أوي كمان...

قالها بنبرة مرتفعة ثم ضحك باستفزاز...
__________________________
شعرت حنان بتوعك شديد في معدتها مجددًا وركضت نحو الحمام للمرة الخامسه، وبعد أن خرجت وهي تتنهد بارتياح قائله بوهن:
-أنا أكلت حاجه متلوثه ولا إيه!

حملت هاتفها وسجلت بصوتها في بحث جوجل:
-علاج الإسهال... 
بحثت كتيرًا ثم هتفت بنزق:
-يختاااي أنا مش فاهمه حاچه!

لم تكد تكمل جملتها ووضعت يدها على بطنها وهي تركض للحمام مجددًا، انتهت وهي تخرج مستنده على جدار الغرفه قائله:
-أنا عرفت العلاج مفيش غيره النشا على الليمون الي بحطه للفراخ والكتاكيت.... ما كلنا نعتبر واحد! 

مصمصت شفتيها وهي تقول:
- اي والله كلنا كائنات حيه...

اتجهت نحو المطبخ لتلتهم النشا بالليمون علها ترتاح.... 
_________________________________
وقفت في المطبخ تُعد القهوه تذكرت ما فعلته بحنان وضحكت قائله:
- زمانها قاعده في الحمام... والله تستاهل بنت الـ...

ابتسم بسخرية وهو يبحث عن قنينة المياه ويقول: 
-ما شاء الله بتكلمي نفسك.

صوبت نظرها خلفه قائله:
-لأ بكلم إلي واقفه وراك دي.

نظر خلفه فضحكت وهي تتابع القهوة قائله:
-بتبص على إيه هو أي حد يقولك حاجه تصدقها!

ضحك قائلًا:
-جننتيني يا فرح.

رمقته بطرف عينيها وابتسمت قائله:
-متقلقش هعلاجك.

اقترب منها وحدق بعينيها قائلًا بهُيام:
-أنا فعلًا علاجي عندك يا فرح... مش ناويه تحني على قلبي بقا...

ارتبكت من نظراته لكن هربت حين أوشكت القهوه على الفوران: 
-اوعى بسرعه القهوة.

صمت هنيه. ثم التفت وسألها:
-مش ملاحظه إنك بتشربي قهوه كتير؟

-أيوه ملاحظه... بحبها عشان طول عمرها بوش واحد مش زي ناس كدا بوشين...

كانت تقصده وقد فهم ما ترمي إليه فضحك وهو يخرج من المطبخ قائلًا:
-طيب يا ستي شكرًا... هاتي بقا القهوه وتعالي..

ابتسمت وهي تنظر إليه وهو يغادر المطبخ....

جلست، كانت متوتره تريد قول شيء لكنه يقف على طرف لسانها فشعر بارتباكها وسألها:
-قولي يا فرح عايزه إيه؟

ازدردت لعابها وقالت: 
-عايزاك تسامحني...

طالع كوب القهوة الذي أخذ منه رشفة للتو بتوجس،  وسأل:
-إوعي تكوني حطالي حاجه في القهوة؟

هزت رأسها نافية، فسألها:
-خير عملتِ إيه؟

-هقولك بس بالله عليك بلاش تتعصب...

تنفس الصعداء وقال:
-مش هتعصب قولي.

-النهارده الواد السمج ده جه المدرج وقعد جنبي.

لف كامل جسده لها وسألها متلهفًا: 
-الولد الي كان بيقولك أنسه فرح؟

أومات رأسها مؤيده وازدردت ريقها بتوتر فحثها لتكمل وهو يطالعها بترقب.

نظرت له بتوجس وهي تقول:
-عرض عليا نزاكر مع بعض!

اعتدل في جلسته قائلًا بثقه:
-طبعًا رفضتِ.

تلعثمت مبرره:
-كان معاه ورق مهم... وأنا.. وأنا اضطريت أوافق.

جحظت عيناه ونظر لها قائلًا بتعجب مختلطًا بالحده:
-نعم يختي!!!

خافت من رد فعله لكن أكملت قائله: 
-زاكرت معاه ساعه لكن لما لقيته بدأ يعاكس قومت علطول والله. 
لم يعقب لكنه استشاط غضبًا تكرمشت ملامحه قائلًا ببرود:
-وإنتِ عايزه إيه دلوقتي!

عندما شعرت بتغير ملامحه ونبرة صوته، اقتربت منه بتلقائية كما اعتادت أن تفعل مع والدها وأخيها ومسكت يده تهزها برجاء قائله بنبرة نادمة:
-أنا آسفه والله عارفه إني غلطت ومش هكررها.

سألته بنبرة راجية:
-هتسامحني؟

رفع سبابته محذرًا:
-بس متتكررش تاني والواد ده أنا هتصرف معاه!

ابتهجت وأومات رأسها قائله:
-حاضر.
                         ★★★★★
في اليوم التالي، استيقظت على صوته:
-فرح... فروحه... فرولاه...

نظرت في ساعة هاتفها التي كانت الحادية عشر صباحًا، ناداها مجددًا:
-فرواله إنتِ لسه نايمه ولا ايه؟

خرجت من الغرفة وهي تقول بصوت ناعس: 
-فراولة!!! أول مره حد يقولي الدلع ده.

غمز بعينه قائلًا:
-عشان أنا بحب الفراوله وإنتي الفراوله حقي.

ابتسمت بخجل وأطرقت بصمت، فقال:
-جبتلك الأيفون 12 بروماكس..

أخذته من يده في سرعه متهلله ودون أن تتفحصه ضمت يوسف وقبلته من إحدى وجنتيه قائله:
-شكرًا بجد شكرًا أوي ربنا ميحرمنيش منك أبدًا.

كان مصدومًا من كلامها ورد فعلها الذي لم يتوقعه على الإطلاق، انتبهت لما فعلت وتنحنحت قائله بخجل:
-أنا آسفه مقصدتش أصلي كنت متعوده أعمل كدا مع بابا ونوح لما....

ابتلعت ريقها باضطراب حين لاحظت ابتسامته فقال بتعجب وابتهاج:
-أسفه! دا أنا هجيبلك كل يوم تلفون عشان الحضن ده.

أرظف:
-بقولك إيه يلا نكرره ينوبك في قلبي ثواب.

تجاهلت كلامه وأخرجته من الحقيبه ليتجهم وجهها فجأه قائله بصدمة::
-ريدمي 10!!!!!

حك عنقه قائلًا:
-مفرقتش كتير يعني يا فرولتي ريدمي من أيفون مش فارقه كلها موبيلات..

حين طال صمتها قال:
أنا عايز أتغدى عندنا اكل ايه؟

عقبت وهي تعد على أصابع يدها:
-عندنا فراخ في الفريزر ولحمه وبشاميل وكباب بس كله في الفريزر تحب أطلعلك؟

-لأ متطلعيش حاجه إلبسي هنتغدى بره...

تركت الهاتف وسألت بابتهاج:
- وهتجيبلي بيتزا؟

-هجيبلك احلى بيتزا.

عقبت بابتسامه وهي ترفع سباتها:
-مارجريتا!

-هجيبلك كل الي تتطلبيه بس البسي بسرعه.

قفزت في فرحه كالأطفال وقالت بعفويه:
-أنا بحبك أوي بحبك أوي بجد...

عضت لسانها حين انتبهت لما قالته للتو، وركضت من أمامه لغرفتها دون النظر لوجهه مرة أخرى، ارتسمت الإبتسامه على ثغره وردد بفرحة:
-دا باينله يوم حظي ولا إيه!! 
___________________________________
خرجت حنان من عند الطبيب هائمه يتردد في أذنها صدى صوت الطبيب "للأسف زي ما توقعت لوكميا سرطان الدم"
فاضت الدموع من مقلتيها ونظرت للسماء بحسره قائله: 
-أنا كنت بلعب عليهم يارب.. اللعبه اتقلبت عليا أنا... 

شهقت بالبكاء قائله:
-طيب هقابلك ازاي يارب... هطلب من العايش يسامحني ولا من إلي ماتوا... يا ويلي.. يا ويلك يا حنان... يا ويلك..

جففت دموعها وسارت قاصدة بيتها لتستعد للمعركه التي ستخوضها ورحلة علاجها، تمارضت لتمكر بهم لكن مكر الله أكبر وعقابه أشد..

"والله شديد العقاب"
__________________________
وفي المطعم كان يجلس مقابلها وبعد الإنتهاء من تناول الطعام سألها:
-فرح مبسوطه معايا 
أومات رأسها بابتسامه فسألها:
-يعني موافقه تكملي حياتك معايا يا فرولتي؟

أومات رأسها في حياء ولم تنظر إليه فسألها مجددًا:
-بتحبيني يا فرح؟!

كان يتفرس ملامحها وهي تفرك يدها بتوتر قائله:
-وأنا هكرهك ليه إنت إنسان حنين وجدع ومحترم...

أكملت بابتسامه مراوغه:
- مش محترم أوي بس أحسن من غيرك...

ضحك على جملتها وأسند ظهره للخلف قائلًا:
-ماشي يا فرولاه يعني أفهم من كدا إنك بتحبيني!

ابتسمت بمكر قائله:
-ما أنا قولتلك هكرهك ليه!

ابتسم قائلًا باستفزاز:
-طيب تمام قوليلي بقا بحبك يا يوسف.

أخذت تلتفت حولها فقال:
-خلاص نأجل الجمله دي لما نروح...

★★★
وفي المساء في المنزل 
جلس يوسف يُطالعها وهي تضه المرطب الليلي على وجهها، رمقته بطرف عينيها وابتسمت قائله:
-بتبصلي كدا ليه؟

قال بابتسامة:
-بتفرج!

باغتهما انقطاع التيار الكهربائي فقالت بفزع:
-النور قطع؟

أضاء هاتفه ومسك يدها قائلًا:
-متقلقيش...

بحث يوسف عن المصباح وأضاءه، ثم عاد لغرفة النوم جلس جوارها على الفراش، قطع الصمت الذي دام لفترة قائلًا:
-بحبك يا فراولتي...

لم تعقب فحدجها بطرف عينه وقال:
-بقولك بحبك...

-ماشي شكرًا...

-شكرًا!!!

-أومال عايزني أقولك إيه؟

ااستلقى على الفراش موليها ظهره وهو يقول بضجر:
-تصبحي على خير أنا هنام جنبك النهارده عشان النور قاطع...

سحب الغطاء عليه وأغلق جفونه، أما هي فنظرت نحوه لبرهة ثم استلقت جواره....

استيقظ في منتصف الليل أثر لكزتها له بقـ ـوة، فتح جفونه بنعاس فوجدها قد حاوطته بذراعها مرددة:
-بحبك يا يوسف متزعلش مني أنا مقدرش أعيش من غيرك.

فتح عينيه في ذهول حين انتبه لما قالته وهزها قائلًا:
-فرح...

-بحبك...

ابتسم وهو يدقق النظر إليها ليكتشف أنها تغط في سبات عميق، وتتحدث وهي نائمه!

قبلها من رأسها قائلًا:
-وأنا كمان...
أكمل نومه وهو في قمة الرضا فأخيرًا علم بمشاعرها نحوه....

في اليوم التالي قبيل الظهر استيقظت من نومها وأخذت تبحث عنه بالمنزل فلم تجده...

مطت ذراعيها أثر النوم وقامت بتشغيل قرآن بصوت الشيخ المنشاوي ورفعت الصوت عاليًا.

مر الوقت وهي ترتب شقتها، وبعد انتهائها دخلت مطبخها لتشرب....

من ناحية أخرى طرق يوسف باب الشقة وجواره والدته وشاهيناز، وعندما لم تجب فرح أخرج المفتاح وهو يقول:
-ممكن تكون لسه نايمه!

-طيب رن الجرس الأول....
قالتها صفاء تزامنًا مع فتح يوسف للباب...

وبالمطبخ حيث يدوي صوت القرآن

حملت فرح كوب المياه وارتشفت منه ثم بدأت تترنح كمن شرب خمـ ـرًا أخذت الكوب وخرجت من المطبخ تتصرف كالسكران وهي تقول: 
-في صحتي... 

بدأت تتظاهر بالفواق "الزغطه" وتترنح وهي تسير مطمئنه أنها بالبيت لحالها...

أغلقت عينيها وهي تقطع الردهة مترنحة لم تنتبه لهؤلاء الذين يقفون أمامها يحملقون بها بذهول!

نظرت شاهيناز لصفاء ثم ليوسف الذي وضع راحة يديه على وجهه، ثم طالعت إبنتها التي تترنح مغمضة العينين حتى تعرقلت ووقعت أرضًا وانسكب باقي الماء على وجهها فتحت فرح عينيها على صوت ضحكاتهم، كم تمنت لو تكون تهيؤات!

مسحت فرح وجهها بكلتا يديها وهي ترقد أرضًا وفتحت جفونها تزامنًا مع قول شاهيناز:
-أصبلك كاس تاني يا حبيبتي! 
تعليقات