رواية خداع رقمي
الفصل الثاني 2
بقلم مروه حمدي
يصعد على الدرج بسرعه ومهاتفة أخته له وهى تخبره بضرورة عودته إلى المنزل لأمر هام كذلك تلك الصرخه التى وصلت لمسامعه وهى تنادى على زوجته جعلت قلبه يسقط أرضا تاركا كل شئ خلفه مسرعا بالعودة.
فتح الباب بمفتاحه الخاص لتتيبس قدماه بالأرض وهو ينظر إلى وجه زوجته الشاحب أعينها الحمراء شهقاتها المتقطعة واخته تقف إلى جوارها تحاوطها تهدئ من روعها.
تقدم منهم سريعا يتساءل بقلق: هو فى ايه؟
انتبها على وجوده لتبلع بسمه ريقها تفكر بطريقه جيده تخبره بها بينما اسماء بدا لها كحيوان مفترس سينقض عليها باى لحظه.
اعاد سؤاله بقلق :مالك يا اسماء؟
هم بوضع يده عليها
،لتنتفض اسماء بجلستها تحاوط بسمه من خصرها كطفل مذعور وبدأت تنتحب من جديد.
كمال بصوت عالى: ماتفهمونى فى ايه؟ العيال جرالهم حاجه؟ هما فين؟
بسمه: العيال كويسين وانا اتصلت على ضياء ياخد اخواته بعد مايخلصوا ويروح على بيت جدته فوقيه.
كمال بعد فهم: فجاءة كده، ليه؟ واسماء مالها عاملة كده؟
بسمه وهى تأخذ اكبر قدر من الهواء تستجمع به شجاعتها متحدثه بثبات: أبيه انا هقولك كل حاجه بس من فضلك اهدئ وفكر كويس قبل اى حاجه واعرف ان ابله مظلومه.
عقد حاجبيه وتهجمت ملامح وجهه يشعر بأن القادم لن يعجبه ابدا، ليهز رأسه موافقا بهدوء بينما بداخله يستعر كالبركان.
بسمه: ال حصل ان.......
قصت عليه ما حدث واخبرتها به زوجه اخاها وهو فقط صامت يستمع كتمثال من حجر الا من تلك النظرات التى يوجهها لزوجته الباكية من حين لاخر حتى انتهت ونظرت له تنتظر تعليقه وعندما طال صمته رفعت اسماء رأسها عن خصر بسمه تنظر له لتبلع ريقها بخوف عندما قابلتها نظراته الجحيميه.
مد يد لها قائلا بصرامه: هاتى تليفونك اشوف ال باعته.
اعطته له بأيد مرتجفه يبحث داخله ليجده فارغ، لينظر له رافعا حاجبه.
_فين؟
وقفت الكلمات بحلقها وكأنها فقدت النطق من الرعب لتتولى بسمه المهمة.
_ انا قولتلها تحذف كل حاجه.
_ليه؟
قصت عليه كل ما طرا بعقلها وقتها واحتماليه ان يكون التليفون قد هكر من قبل أحدهم وأنها فعلت ذلك لأنها الطريقة الوحيدة للتخلص من الفيرس المُهكِر.
_بس ابله بعتت ليا الحاجه ال وصلتلها قبل ما تحذف اهى.
نظر للصور بدقه قرأ تلك المحادثات ليغلى الدم بعروقه وقف بعصبية، لتتدارك أخته الموقف سريعا.
_أهدى يا ابيه بس انا بقول ان ال حصل ده سببه الشباك.
_نظر لها باستهجان مرددا: نعم يا اختى.
_بسمه وهى تقف أمامه تحاول شرح ما تقصده بينما الأخرى تقف خلفها حرفيا كل خليه بجسدها تنتفض: بقول ان ال صورها صورها من الشباك بكاميرا التليفون ودى بقت حاجه عادية مع اى حد معاه تليفون حديث وخصوصا انى لما جيت كان الشباك مفتوح وهو التفسير الوحيد للزاوية والضعيف ال اتاخرت منها الصور وانا شرحت لحضرتك من شويه ممكن يكون حد من الجيران او عيالهم .
كمال بحده: والمحادثات
بسمه: عادى انا اخد صورة الاكونت بتاع اى حد وافبرك محادثة.
_والصورال فى الاسكرينه؟ ايه كمان من الشباك؟
تابع وهو يصك على أسنانه:
_دى متصورة بوشها وقريب اوى من الكاميرا.
_فوتوشوب يا أبيه صورة ليها من الاكونت بتاعها على اى جسم.
اغمض عينيه لثوانى يحاول التحكم بانفاسه المتسارعه .
ليتخلل صوتها اذنه: عمرى ما هخرب بيتى يا كمال عمرى ما هعملها.
اغمض عينيه بألم والشك ينخر به سبعة عشر سنه زواج على المحك وعار يوصم به أولاده اذا تصرف بتسرع وأخطأ الحكم.
عاد حديث اخته وتوضيحها له واستنتاجها براسه ليقتنع بعض الشئ ولكن بذور الشك قد غرست داخله.
لتتتسع عينيه عند نقطه معينه.
ينظر لزوجته وهيئتها متحدثا بعصبية: الهانم كانت قاعدة بلبسها ده والشباك مفتوح.
بلعت ريقها تنظر له بصدق قطرت به كلماتها: غلطة ومش هتكرر.
اخفضت عينيها أرضا مكملا بخزى : ما اخدتش بالى.
هز رأسه بعصبيه كل هذا كثيرا عليه ليتوجه ناحيه الباب.
اوقفته بسمه متسائلة: انت هتسبنا ورايح على فين يا ابيه؟
كمال: التليفون اتمسح والنت فصلتوه والشباك مقفول وعلى كلامك مش هيوصلكم ولو رن متردوش لحد ما اجى عندى معاد مش هينفع اتاخر عليه.
قالها صافعا الباب خلفه بقوه لتنهار الاخرى ببكاء مرير لتواسيها بسمه تخبرها بأن كل شئ سيكون بخير.
مرت ساعه وعاد كمال من الخارج بحال غير التى كان عليها يتلو عليهم تعليماته.
_ هنشغل النت، تليفونك تقفليه وسبيه لما نشوف هيوصلك ازاى ولما يزهق وعقله هداه يجينى فيبقى جنى على نفسه وهبلغ عنه فى المباحث الإلكترونية.
بسمه: بس لو هو حذف المحادثه من عنده مش هتقدر تثبت عليه حاجه يا ابيه.
كمال: مالهاش حل دى يعنى يا بسمه.
_ لا تصدق ليها، لما اخو صاحبتى بلغ فى واحد كان بيهدده المحامى نصحه ياخد اسكرين اول بأول قبل ما التانى يحذف من عنده.
كمال : واحنا هنعمل كده.
اسماء بصوت ضعيف مبحوح من اثر البكا: طب لو رن؟!
كمال ببسمه صغيرة مطمئنه: مش هنرد نعتبره كل*ب بينبح.
تلك الإبتسامه الصغيرة التى رسمت على وجهه جعلتها تلتقط أنفاسها براحه ليتابع هو.
_خطك تكسريه.
اجابته بطاعه: حاضر
مش عايز لعبه واحده على تليفون حد فيكم سوا انتى ولا العيال.
_حاضر.
_الشباك مايتفتحش غير وانتى بطرحتك انشالله لو كان الجو نار قايدة مش حر.
_حاضر
وجه حديثه لاخته: بسمه اظن موضوع الصور كل شويه يوقف انا كنت هكلمك فى الموضوع ده اهو مرات اخوكى فى بيتها وماسلمتش.
_حاضر يا أبيه.
جلس الثلاثة ينتظرون بفارغ الصبر اتصال أو رسالة حتى أتى اليوم التالى ولا جديد واليوم الثالث انتصف وكمال يضع الهاتف على الطاولة أمامه يجلس وهو يربع ذراعيه لم يخرج من منزله بانتظار ذاك الحقير حتى عمله طلب اجازة ليومين ورصيده يسمح بذلك .
لينبثق أمامه إشعار قدوم رسالة، ليعتدل وهو يمسك الهاتف ينادى بصوته: بسمه اسماء تعالوا البيه ظهر.
بأقدام متخبطه تقدمت منه تبلع ريقها بخوف وقد سحب اللون من وجهها.
لتربط بسمه على يدها: ماتخافيش.
فتح الرسالة ليضحك بسخرية وهو يشاهد لقطات الشاشة والصور التى ارسلها لزوجته سابقا يبدو أنه لم يتسنى له الوقت لصنع أخرى.
قرأ عليهم رسائله.
"اعتبرنى فاعل خير بس احب اقولك ان ****** ال فى بيتك كانت مقضياها معايا.
فتح كمال التسجيل بعدما اخذ لقطه من المحادثه يخبره بها.
" اسمع انا اخدت لقطه من ال انت بعته ومش هتعرف تهكر تليفونى انا كمان ولو مالميت نفسك وبعدت عن مراتى المحادثه دى هتكون فى المباحث الالكترونيه وهتتجاب هتتجاب يا حليتها وقتها هتهمك بالابتزاز التشهير حاجات كتير هعرف اعورك فيها اما بقا *******ال بتقول عليها فدى انظف من أهلك فاهم!"
بعدما انتهى ارسل له اللقطه التى اخذها ثانية والأخرى اخذ كمال يضحك بصوت عالى: صحيح جبان ، ده حذف الرسايل وبلكنى!!
نظر لزوجته ولم ينطق سوا بكلمه واحده اراحت قلبها: ماتخافيش مش هيقرب منك تانى.
ابتسمت من بين دموعها بسعادة والأخرى تحاوطها تبتسم أيضا على رد فعل اخاها لطالما تميز بالعقل والهدوء تحمد الله أن تلك الازمه انزاحت عن بيت اخاها الان يمكنها العودة لجامعتها مطمئنه البال..
**
تنهيدة عالية أطلقتها براحه وهى تتوسط ذراعى زوجها تحمد الله بداخلها ان تلك الأزمه قد ولت لا تعلم كيف كانت ستكون الحياة بدونه، اغمضت عينيها بضيق تهز رأسها وكأنها تنفض تلك الفكرة جملًا وتفصيلا.
نظر لحركتها تلك بابتسامه صغيرة مليئة بحبِ لم ينضب ماءه حتى بعد مرور تلك الأعوام على زواجهم ليسألها باهتمام تحلت به نبرة صوته الحانية
_بتفكرى فى ايه يا حبيبتي؟
رفعت رأسها تنظر له تحدثه بصدق يقطر من كلماتها:
_مش مصدقة يا كمال ان الازمه دى عدت كده بسهولة؟ انا حرفيا كنت مرعوبه خفت البيت يتهد خفت من البعد خفت من حاجات كتير وعلى حاجات اكتر اولهم انت واولادى خفت عليكم خفت على دنيتى لتروح منى.
نظر له يتأملها يتحدث بعد برهه وقد اختلطت ملامحه العاشقة لها بلمحه من الندم والشعور بالذنب لم تنتبه لها وسط تلك الفرحة التى تغمرها.
_حبييتى مش معقولة بعد سبعتاشر سنه جواز حاجه زى دى تخلينى أدين مراتى واحكم عليها وانا المفروض اكتر واحد عارفاها كويس.
_بس حد غيرك كان عمل كتيير.
صمت وهو يخفض عيناه هربا من عيناها المسلطه عليه تنتظر اجابته بفارغ الصبر وهو بحالة يرثى لها يتأكله الندم والحيرة تفتك به ايخبرها بما فعل ام فقط ينسى ويعش حياته القادمه بدون ذكرى تعكر صفوهم من حين لاخر؟!
وبدون إرادة منه وجد نفسه يتذكر ماذا فعل عندما أخبرها بخروجه لمقابلة صديق له ذاك اليوم وتركها خائفة بل مرتعبه ولكنه حقا كان سيجن والشك يقتله كان لابد له من البحث بنفسه والتأكد حتى تهدئ تلك النيران المستعرة بقلبه .
اغمض عينيه يطلق زفيرا عاليا يتذكر كيف ساقته قدماه حتى ذهب إلى المتجر الخاص بخدمات الهاتف الجوال بأخر الحى.
كمال ملقيا السلام: السلام عليكم.
يوسف صاحب المتجر: وعليكم السلام، اهلا اهلا استاذ كمال اتفضلت.
كمال براحه بعدما وجد المكان خالى الا منه : كنت عايزك فى سؤال كده هو استفسار صغير.
يوسف وهو ينهى تصليح احد الهواتف بيده: اتفضل يا استاذ كمال تحت أمرك.
كمال بقلة حيلة: يعنى هو بخصوص معاكسات التليفون.
يوسف مقاطعا باستياء: كترت اوى اوى وحاجه اخر قل*ة ادب.
كمال: فعلا.
يوسف متابعا: بس شركات المحمول وقفتلهم دلوقت.
كمال بانتباه: ازاى؟
يوسف منهمكا فيما يفعل: يعنى اى خط دلوقت لازم يتسجل بالبطاقة والخطوط ال مش متسجلة بتتسحب وبتتباع مرة تانية بمعرفة الشركه مش زى الاول الواحد يمشى بدستة خطوط يرازى فى خلق الله ومحدش عارف هو مين؟
كمال: ماهو دلوقت برضه فى معاكسات ومحدش بيكون عارف مين؟
يوسف: اومال التريكولر راح فين؟ سيبك لو قدمت بلاغ برقم بيعاكس هيتعرف صاحبه اقولك لو اخدت الرقم ووديته لواحد حبيبك شغال فى خدمة عملاء الشركة ال الخط منها او فى الفرع بتاعها ممكن يخدمك ويقولك اسم صاحبه او صاحبته.
كمال: مش ممكن يطلع مش متسجل.
يوسف: ما انا قولتلك صعب ونادر هو ممكن تحصل حاجه تانى غير كده خالص.
كمال: اايه؟
يوسف بعدما انتهى مما فى يده يولى له اهتمامه: هو فى حاجه يا استاذ كمال فهمنى علشان اعرف افيدك.
كمال: كمل كلامك بس الاول ايه ال ممكن يحصل غير ان الرقم مش متسجل.
يوسف: يكون صاحب الخط ال متسجل الرقم ببطاقته متوفى او مسافر بلد تانيه بره مصر ومش مشغل الخط او واحد زى حالاتى استفاد من الهوجه بتاعه خطوط الكاش لما نزلت وخلى الناس اشترت خطوط وداها عرقها واتصرف فيها بعد كده.
كمال وهو عاقد لحاجبيه: ايوه انا فاكر حاجه زى كده حتى وقتها انت عرضت عليا وانا رفضت بس لحد دلوقت مش فاهم بعد ما كنت بتبيع ليه طلبت نشترى ونديك وتخسر فلوس؟
يوسف: علشان انت حبيبى هقولك الموضوع خاص بالفلوس وتحويلاتها زى نظام الصرافة وعلشان عندى محل فكل حاجه محسوبة عليا والعين عليا من الشركه.
كمال: انا سمعت بعدها ان الخطوط دى وقفت.
يوسف بلامبالاة: الشركه فهمت اللعبه ووقفت الخطوط دى.
كمال يهز رأسه ليكمل بعدم فهم لباقى حديثه: انت بتقول خط واحد متوفى او صاحبه قافله مين ال هيقدر يستخدمه او يعرف بالخط ده اصلا!
يوسف بضحكه ساخرة صغيرة: منهم فيهم يا استاذ كمال.
كمال بعدم فهم: يعنى ايه؟
يوسف بتوضيح: يعنى ممكن حد من قرايب او اولاد المتوفى ومابلغش الشركه ان صاحب الخط اتوفى وفضل يعمل مكالمات منه يشغله بعد ما طمع فيه لنفسه قبل ما الشركة تتصل وتعمل تحديث بيانات لكبار السن ال متسجلين عندها او يكون صاحبه صغير والحالات دى كتيره ، ياما ال باعله الخط بقا.
كمال: ال باعله الخط! قصدك موظفين الافرع او التوكيل.
يوسف: لا دول صعب انا ال اقصده ال زى حالاتى بيسترزقوا من بيع الخطوط ويكون ليهم نسبه عن كل خط بيطلع .
كمال: ودول بيعرفوا ازاى وبيستخدموا الخطوط ازاى؟
يوسف: مش كلهم هما قلة عايزة ال*ح*ر*ق احنا لما بنحب نبيع بنعرض اكيد الاول على الاهل والقرايب والصحاب ولو حابب تخدمه بتسجلهوله وتقف معاه فى الفرع وكده ولو حصلت مشكله مع الخط بياخد صورة البطاقة ويطلعك شريحه اهو لوصادف انك مسافر ممكن من صورة البطاقة ال ابن اللئيمه مدكنها عنده للظروف يطلع شريحه والخط ال معاك يقف وال معاه باسمك شغال ولما ترجع يبقى السبب انك مش بتستخدمه او فضل مقفول حجج كتير اوى ممكن يطلع بيها وانت تجيب خط جديد وهو مقضيها بالقديم الا اذا...
كمال بلهفه: ايه؟
يوسف: طلعت واعى وكلمت خدمة العملاء وعرفت منهم انه شغال وطلبت يقف ودول قليلين بعيد عنك الناس وصل بيها أنها تكسل تتصل.
كمال بعدم اقتناع: انت بتتكلم فى حاجه بتعتمد على الصدف يا اتجمعت يا لا.
يوسف وهو يهز رأسه بتأكيد: ده حقيقى بس بتحصل، طب اسمع العجب من كم يوم جاتني ام منصور هنا وكانت عندها مشكلة فى الخط ماعرفتهاش غير لما راحت تحدث بيانات التموين وتحط رقم التليفون.
كمال بانتباه: حصل ايه؟
يوسف: كل ما تحط رقم التليفون يرفضه يرفضه لحد ما قالولها لازم تحط الرقم متسجل باسمها ، سألت ابنها ال اشترالها الخط اذا كان سجله ولا لا ولأن الخط ليه فوق العشرسنين معاها شغالة بيه الواد مش فاكر راح كلم خدمه العملاء قالتله الرقم ليه صاحب ولازم علشان يتسجل يروحوا الفرع وهناك هيقوللهم يتصرفوا ازاى؟
كمال وبعدين؟
يوسف: ابدا راحو الفرع من هنا لهناك الحل يجيبوا الشخص ال الخط متسجل باسمه ووالدته ويعملها تنازل عن الخط، والمشكلة انهم مش عارفين مين الشخص ده؟ ولأن ال شغال هناك شاف الحيرة على وشوشهم ولانه ممنوع يقول اسم صاحب الخط اقترح يقولوله اسماء وهو يقول اذا كان هو صاحب الخط ال ظاهر عنده ولالا وفضلة خيرك جابوا اسماء الناس العايشة والميته والقريبه والبعيدة ولاواحد منهم الخط باسمه متسجل حتى انا قالوا على اسمى.
كمال: وعملوا ايه؟
يوسف : ابدا خلوا الخط واشتروا واحد جديد واتسجل باسمها وخلته للتموين وهى شغالة بالرقم الأساسى ال مش عارفين صاحبه.
كمال: انت بتتكلم جد؟
يوسف: الدنيا فيها بلاوي يا استاذ كمال.
بلع ريقه وقد تبقى شئ اخر وهو الأهم حتى يتأكد من براءتها وتؤد ظنونه بمهدها على الرغم من ان ما أخبره يوسف به مخيف الى حد كبير مع ذلك تسللت لقلبه بعد الراحه ساعدت على إخماد بعض تلك النيران به اخرجه من تلك الحالة سؤال يوسف.
_بس حضرتك مقولتش كنت عايز تسألني فى ايه؟
كمال متحليا ببعض الشجاعة والثبات أمامه حتى لا يفتضح امره: هو برضه حاجه خاصة بالارقام ال بتعاكس بس..
يوسف: بس ايه؟
كمال: أرقام غريبة يعنى مش ال متعودين عليها ولا حتى أرقام دول تانيه لادى ممكن توصل لتلاتين رقم جنب بعض.
يوسف: اه لا عادى دى أرقام نت.
كمال: أرقام نت!!
يوسف: اه يعنى حد يرن عليك من النت بس دى عايزة واحد فاهم يعنى وعارف هيشتغل برامج ايه وازاى؟
كمال متحدثا لنفسه بتأكيد: ما هو اكيد ال عملها لازم يكون فاهم وعارف.
كمال: ودى نوصل لصاحبها ازاى؟
يوسف: غالبا ال بيعملها فاضى وبيعاكس وده صعب توصله الا لوكنت مهندس كمبيوتر ياما بلاغ فى المباحث الإلكترونية لو الموضوع اتكرر يجيبوا مكان الجهاز ال بتحصل منه المكالمة ويا داهيه دقى لو كل مكالمه من مكان شكل هتبقى لفه وكاميرات ومين وليله وموضوع يطول.
حسنا، تشجع كمال اخر سؤال اخر سؤال و هو الأهم بينهم هيا اسأله حتى ترتاح.
"هكذا همس لنفسه ولا يعى لملامح وجهه التى تعكس حيرته وقد أنتبه عليها ذاك اليوسف جيدا لينظر له بانتباه منتظرا سؤاله القادم"
_هو لازم يكون ال بيعاكس ده حد يعرفك كويس ليه تعامل معاك.
يوسف ببساطه يهز رأسه نافيا: لا ابدا مش شرط.
كمال: اومال ازاى يصر على أنه يضايقك وممكن توصل بيه...
صمت لا يعلم كيف يصوغها ليكملها يوسف نيابه عنه.
_ويبتزك بصور .
كمال: ايوه ايوه.
يوسف: لو مضايقه تليفون بس فده واحد ضرب رقم وهو قاعد فاضى وقال اتسلى وصدفه مثلا أنها وحده ست فاستلمها بقا لكن مكالمه نت وصور فده واحد محدد هدفه وضحيته كويس اوى.
كمال بألم ينخر صدره: قصدك انه يعرفها كويس والصور دى هى ال بعتاها مش كده؟!
يوسف: مش شرط برضه.
كمال: اومال.
يوسف: استاذ كمال فى فرق بين صور انا مصورها وباعتها وصور متصورالى وانا مش واخد بالى ومبعتوالى.
كمال: لو هى متصورالك؟!
يوسف: يبقى ده ياما بيراقبنى ياما مهكر تليفونى ومركبه الهوا.
كمال: واشمعنا انت بالذات ال اختارك يراقبك او يهكرك.
يوسف: عادى ممكن حد من الجيران محروق منى ممكن واحد من الاو*** ال على الفيس شاف تعليق ليا دخل صفحتى شاف صورى شاف حالاتى قصصى قالك ده ياما هنا ياماهناك اطلع من وراه بمصلحه وباعتلى لينك اعلان صورة فيديو وانا ادخل عليه من غير ما اعرف انه هكر والغالبية بيقعوا مع الستات وبالأخص لو ست وحلوة وصورها مبينه حلاوتها يطلع بقرشين ويروق على نفسه كمان .
كمال: فى طرق تانية يوصلك بيها ؟
يوسف: الألعاب الجديدة ال طالعين فيها بالاخص ال فيها غرف الشات والفرق يعنى ممكن اصلا كلمه من هنا لهناك السلك يلمس لوحده من غير تهكير ويبقى فى مابينهم هق ومق
او عن طريق الهكر يبعتلك فيرس لينك يدخل تليفونك بيه بالأخص فى لعب المحاكاة.
صمت يقارن ما يسمع مع ما قيل له لتتسرب له بعض الراحة ليكمل أسئلته.
كمال: يوسف.
يوسف: نعم.
كمال: حد كان قالى ان ممكن حد يصور حد وهو جوه بيته مش واخد باله؟ ازاى اصلا الكلام ده؟! انا حاسس ان الكلام ده اشتغالة!
أطلق يوسف زفير طويلا: ليقص عليه نفس الحديث الذى سبق وتم القاءه على مسامعه منذ ساعه ليسأله ذاك السؤال الذى لم يجرا على سؤالهم اياه؟
يعنى اى تليفون يصورنى من على بعد مهما طالما إمكانياته عالية.
يوسف وهو يخرج من المتجر يمسك بهاتفه يعبث بشاشته: اتفضل معايا يا استاذ كمال هوريك حاجه علشان تشوف بنفسك.
وقفا أمام المتجر ليشير يوسف باصبعه على أحد الابنيه العالية: شايف الرجل ال واقف فى الشرفة فى الدور الأخير ده.
هز كمال رأسه بصمت، ليتابع يوسف وهو يرفع هاتفه على وضع التصوير مقربا المسافه بخاصية الزووم وكمال يتابع باعين متسعة وهو يرى ملامح الرجل وهيئته واضحه للغاية بالصورة، ليريه إياها يوسف عقب التقاطها.
كمال بعدم تصديق: ايه ده؟ ده واضح اوى..
يوسف: تكنولوجيا يا استاذ كمال تكنولوجيا.
كمال متجاهلا حديث اخته وهو يعاد على أذنه هو فقط يريد التأكد والاطمئنان لربما بالغت حتى لا تكبر المشكلة: كل التليفونات تقدر تعمل كده عندها الخاصية دى؟
يوسف: العدد الحديثه زى مثلا I iPhone 10 وطالع Samsung galaxy s21, a20 وطالع Google pixel 4pro وطالع Hawaii30 pro وطالع كتييير اوى دلوقت تمن التليفون وجودته من جوده الكاميرا ومساحه التخزين.
كمال بحزن: بس ده كان واقف فى بلكونته مش جوا شقته؟
يوسف: لو المكان ال هو فيه فيه شباك او بلكونه سهله اوى
لو مكشوف ليا واكون انا كمان واقف فى بلكونه او شباك كاشفه او على سطح حتى لو من بعيد هجيبه.
اما بقا لو ساكن فوقيه ومتاكد انه موجود تحت منى وشباكه مفتوح فتليفون متعلق فى حبل واظبط الاعدادت والمؤقت للتصوير واكتر من صورة ورا بعض وانزل الفون يشوف شغله وارفعه تانى ولا من شاف ولا من درى.
كمال: كلامك كله بيعتمد على الصدف يا يوسف.
يوسف وهو يربط على كتفه بمؤازره أوضح فيها فهمه عما تدور حوله كل تلك الأسئلة : القاصد غالب والصياد لازم يكون باله واسع وصبره بير غويط.
كمال: بس كلامك ده يخوف ويرعب يا يوسف الواحد كده يخاف يمشى فى الشارع يخاف يقف فى بلكونه يخاف ينام فى بيته.
بوسف : لا طبعا يمشى ويقف براحته بس الحرص واجب يعنى لو واحده فى شقتها والشقه مفتحه على الجيران تلم الدور ومش لازم تقعد براحتها مفتحه الشبابيك محدش عارف النفوس شايله ايه، لو الست احترمت نفسها على الخاص وقللت الصور ال على الفاضى والمليان ال مخليها مطمع هيحصل ايه؟
لو واحده حابت تدخل تلعب ! مفيش مشكله العبى ياستى بس اختارى لعبه صح ، مش لعبه اصور فيها شقتى او اخلى ابنى يلعبها ويصورنى وهو بيلعب ماسك تليفونه من غير ما أخد بالى ولايعنى لازم اللعبه ال بيدخلوا فيها فرق وبيعملوا فيها شات !
ولو يا ستى نفسك طايره اوى عليها العبيها مع أهل بيتك وأصحابك البنات الناس ال ميتخفش منها وهى اصلا معموله علشان الأصدقاء والأهل والكلام ده ستات ورجالة ماهى ممكن وحده بنت ح*را*م تدخلك تخرب البيت.
كمال زى ايه اللعب دى يا يوسف؟
يوسف : يووووه كتير اوى عندك مثلا اول الخيط بابجى والمتقدم منها Risk
Board game arena , among us,adventure quest 3dفورتنايت وكمان search دى يا معلم ممكن تلبسك فى ١٠٠ واحد بيلعب معاك عادى لو مش من اصحابك من إلى داخلين اون لاين.
والكارثة بقا الحقيقة بوكيمون جو دى بتفتح الكاميرا ودور وانت ماسك التليفون فى كل ركن فى شقه على البوكيمون وممكن ابنك يكون بيلعبها وانت مطمئن انه لعبه فردية بس فى مستويات معينه ممكن تلعبها مع مجموعه ومن هنا يبدأ الهبل بقا.
كمال: دى نصيبه.
يوسف: ومالهاش حل غير الحرص والمتابعه والاهتمام بالاخص مع العيال وهو كل يوم والتانى بنسمع عن طفل او شاب انت**حر بسبب لعبه وحاجات غريبة العيال بتعملها فى نفسها من ضمن شروط اللعبة.
هز رأسه بتأييد وهو يعلم ماذا عليه أن يفعل عند عودته للمنزل.
رفع رأسه لمحدثه: يوسف، فى حاجه اقدر اتفادا بيها موضوع المعاكسات دى والخطوط ال مسروقه.
يوسف : بلوك لحد ما يزهق لان مالهاش حل حاليا غير لو كنت تعرفه وخدته على القسم بعد ما تديله قلمين محترمين.
بس هو فى طريقة تتفادى بيها ان حد يستغل اسمك ويلبسك نصيبه .
كمال: ازاى؟
يوسف : سهلة اول حاجة تتصل تشوف خدمة العملاء او تروح الفرع ببطاقتك تسأل على اى خط. غير ال انت شغال بيه متسجل باسمك ولو اتلقيت تطلب توقيفه فورا .
واهم حاجه البطاقة ، البطاقة مش اى حد يعرف الرقم مش اى حد يكون معاه نسخه منها، ده حتى البطاقة القديمه تتكسر قبل ما تترمى الرقم القومي مش بيتغير بس بيلبس فى حيطا وأثبت بعدها بقا.
كمال بابتسامه تخللتها بعض الراحه : تمام يا يوسف انت متعرفش بكلامك ده عملت ايه؟ وفتحت عنيا على ايه؟!
يوسف: انا فى الخدمه فى اى وقت.
هز له كمال رأسه بامتنان تحرك خطوة ولم يكمل الثانية حتى اوقفه صوت يوسف مناديا
_استاذ كمال
رفع نظره له ليبتسم يوسف ابتسامة صغيرة مطمئنه متابعا:
_لو الموضوع زاد عن حده المباحث الإلكترونية موجوده هتجيبه يعنى هتجيبه وفى صفحات على الفيس زى" قاوم" بيعرفوا يتعاملوا مع الناس دى كويس اوى، انا والله لو ليا ماكنت اتاخرت انا أصلح اسطب اظبط لكن اله*كر عايز حد فاهم كويس اوى وعارف بيعمل ايه بس احب اقولك الناس ال زى كده جبانه وطول ما انت واثق ألبسله الوش الخشب وادخل فيه شمال هيتلم ويرجع زى الفأر لجحره.
أولاه ظهره راحلا: تعيش يا يوسف.
عاد من شروده على نداءها باسمه: كمال، كمال روحت فين.
قبل أعلى رأسها وهو يعتذر بداخله لها ألف مرة عن سوء ظنه بها بأنها ربما كانت تعلم هوية المبتز سلفا ولما اختلفا قام بفعلته تلك ليقرر الا يخبرها يكفيها ما تعرضت له تلك المسكينه من قلق رغب خوف فى الاسبوع الماضى لم يزر النوم أعينهم سوا سويعات حتى الطعام تناولوه لُماماً كذلك الا طفال ارسلوهم الى والدتها لترتسم ابتسامه صافيه على وجهه وهويجيبها بدفء .
_انا اهو معاكى يا حبيبتى.
_العيال وحشونى اوى اوى اوى.
كمال بعدما قبلها أعلى رأسها من جديد يقم من جلسته يبدل ملابسه سريعا: وانا كمان علشان كده هروح اجيبهم واجئ كفاية على مامتك الاسبوع ده تلاقيها قربت تشد فى شعرها.
اسماء بحماس: وانا بقا اكون حضرت ليكم عشا انما ايه هتاكلوا صوابعكم وراه.
وقف أمامها من جديد بعدما انتهى يقبل وجنتها قبل رحيله : ما تتعبيش نفسك هجيب معايا اكل جاهز من بره واحنا وراجعين.
نظرت لاثره بأعين متسعه لا تصدق كل تلك السعادة التى تعيشها ارتمت على الفراش بفرحه تضع كفها على أعينها وهى تضحك ضحكات صغيرة متتاليه بسعادة لتلتقط أنفاسها بعد لحظات ناظره إلى السقف تهمس بصوت مسموع.
الحمدلله الموضوع عدى الحمدلله البيت كان هيتهد، الحمدلله وما اتفضحتش كنت مرعوبة وخايفة من الك*ل*ب ده غير خوفى من انى اتكشف وانا بصور نفسى
