رواية حرب سقطت راءها الفصل السابع7 بقلم نور زيزو


رواية حرب سقطت راءها بقلم نور زيزو
رواية حرب سقطت راءها الفصل السابع7 بقلم نور زيزو
بعنـــوان "  الوجه الأخر للحقيقة "

استيقظت "قُدس" فى فراشها بتعب وصداع يلزم رأسها الصغير فوضعت يدها على رأسها من التعب بينما تجلس على الفراش وتذكرت أمس حين قررت الأنتقام منه لكن خطتها أنجرفت منها كالماء الذي ينجرف على حافة التل حين غرقت فى السُكر من الوجع والشعور الذي أجتاحها حين دلفت لهذا المكان كان مُرعب فعندما وولجت لهذا المكان ورأت السعادة على وجوه الجميع شعرت بضعف أن هذه المشروبات قد تسلبها الوجع وتعطيها السعادة مثلهم وتبتسم بأريحية مثلهم، تذكرت حين اتصل بها المجنون ومجرد رؤيتها لأسمه قررت أن تنتقم من قلبها العاشق له وغرقت فى الشُرب من هذا المنكر ولا تتذكر شيء أخر عن ليلة أمس، أغمضت عينيها الخضراء بتعب شديد وهى تنزل من فراشها وتحاول أن تتذكر شيء بعد أن شُرب كأسها الأول، بدأت الصورة المشوشة تجتاحها ورأت وجه "الجارحي" فى صورة ضعيفة ولا تتذكر شيء لتُدرك أنه من اعادها للمنزل لكن ماذا حدث؟ وكيف كان رد فعله حين جلبها لهنا؟ لا تتذكر شيء عن ليلة أمس مما جعلها فى حيرة فتقدمت للأمام بخطوات ثقيلة وقدميها مُرتعشة من أثر حالة الثمالة التى كانت بها وجسدها غير مُتزن يهتز بخفة فى خطواتها لتنتبه لشيء حين مرت من أمام المرآة الطويلة فعادت مرة أخرى لتقف أمام المرآة الموجودة بطول الحائط لترى نفسها ترتدي قميص رجالى أبيض على جسدها الصغير وقدميها العارتين وكان القميص أقصر من فستانها وأكمامه طويلة جدًا على ذراعيها وواسع على نحافتها لتفزع وهى تضع يدها على فمها بفزع وكيف خلعت فستانها وأرتدت قميصه ، فركت عينيها بقوة من هول الدهشة التى أصابتها ونظرت مرة أخرى فلم يتغير شيء لتفزع من هذا الشيء وشعرت بخوف يحتلها ، إذا حدث شيء بينهما ليلة أمس فحتما "الجارحي" الآن فى أقصي درجات غضبه منها وسيطلقها، ظلت بغرفتها قليلًا تفكر وقررت أن تصطنع الجهل فأخذت بيجامتها من الخزين بعد أن وجدت الساعة تجاوزت الثانية عشر ظهرًا وحتما أنه ذهب إلى العمل، خرجت لتأخذ حمامها رغم جسدها الهزيل وأرتدت بيجامتها عبارة عن بنطلون فضفاض رمادي وتي شيرت أبيض ضيق يظهر مفاتن نصفها العلوى وخرجت من المرحاض تجفف شعرها بالمنشفة لتصرخ بفزع حين رأته يخرج من المطبخ فأرتطمت بظهرها فى الحائط، تجاهل النظر إليها بحدة صارمة وقال :-
_ تعالي أطفحي عشان تفوقي من القرف اللى شربتيه

أبتلعت لعابها بخوف ولأول مرة ينعقد لسانها ويمتنع عن تحديه فدلفت إلى غرفتها تصفف شعرها وخرجت من الغرفة الخوف يتملكها خصيصًا انها تجهل ما حدث ليلة أمس بينهما، رأته يجلس على السفرة يتناول فطاره ببرود شديد ويحملق فى هاتفه ، جلست على مقعدها المجاور له أرتشفت القليل الحساء الساخن وعينيها تحملق به فى هدوء مُنتظرة رد فعله او صراخه، مُنتظرة أى رد فعل منه على ما حدث، كان أكثر ما يشغل بالها هو كيف كان قميصه على جسدها الناعم لتبتلع لعابها بتوتر فتحدث بحدة صارمة وعينيه فى هاتفه:-
_ هتفضلى مبحلقة فيا كتير ، هاتي اللى عندك  

تنحنحت بحرج وتركت الملعقة من يدها فى الطبق وتنهدت بخفة خائفة منه وسألت بتوتر شديد:-
_ أنا هببت الدُنيا أوى؟

رمقها بغرور بينما يضع الجُبن على العيش بالسكين فأبتلعت لعابها بتوتر وأحمرت وجنتها خجلاً فتبسم بخباثة على خجلها وأنكماشها فى ذاتها أمامه وهى لا تذكر شيء عن ليلة أمس فسألت بتلعثم شديد:-
_ أوي

لوح بالسكين أمام وجهها وقال بجدية:-
_ اللى هببتي متلومنيش عليه يا قُدس، أنا وعدتك ما هبص لك حتى لو مُيتة لكن اللى عملتيه تحمليه لوحدك

لم تفهم كلمات ليسحب مقعدها بيده بقوة حتى ارتطمت به فحاوطها بذراعه وهو يقول:-
_خايفة ليه؟ المفروض بعد ليلة أمبارح تكوني أتعودتي على حضني زى ما أنا أتعودت على حُبك الكبير ليا وقد أى مش قادرة تعيشي من غيري ولا فى بُعدي، زى ما أتفاجئت بجرائتك معايا أمبارح وإنت تخلعي هدومي....

وضعت يدها على فمه تمنعه من الحديث أكثر وأحمرت وجنتها أكثر وعينيها تتلألأ بالخجل فلم يفهم هذه الصغيرة، توردت خجلًا الآن بينما أمس كانت جريئة فى لمس جسده فكز على أسنانه بحدة صارمة فتحدثت بنبرة خاجلة واستحياء:-
_ أتلم يا ابيه، أنا مستحيل أكون عملت كدة

تبسم بخباثة ثم قال بعيني ترمقها كالصقر:-
_أنا كمان قُلت إنكِ مستحيل تعملى كدة؟ أنا كمان قُلت مستحيل قُدس اللى ربتها على أيدي وعلى الأخلاق تروح الأماكن دى وتطفح اللى طفحتيه

أبتلعت لعابها بخوف منه فقالت بتمتمة:-
_ لأن قُدس كبرت

مسك ذراعها بقوة غاضبًا وقال بحزم وصراخ أرعبها:-
_ وهى اللى تكبر تُفجر... اللى عملتيه أسمه فُجر وأنحراف وعقابه عسير يا قُدس.. يزيد

فُتح باب الشقة مع صرخته لترى رجل ضخم كدلفة الباب فقال بحزم:-
_ اللى بيشرب اللى شربتيه صلاته متتقبلش أربعين ليلة، وبما أنك طفحتيه ومعملتش حساب للجارحي أبو النور... بس صحيح اللى مخافتش من الحلال والحرام وربنا هتخاف من الجارحي ابو النور، أربعين ليلة محرومة من الطلوع من الشقة، يزيد عنده أمر لو طلعتيه من البيت يطخك عيار يجيب أجلك، ومفيش جامعة ولا نت يا قُدس، هتعيشي أربعين ليلة سجينة بين حيطان شقتك ودا لأني رافض رفض قاطع أن أمد أيدي عليكِ

لم تستوعب عقابه وهو يحول الشقة لسجن لها فمسكت ذراعه قبل ان يغادر وقالت:-
_ أنت متقدرش تعمل فيا كدة، أنا هكلم جدي حمدى هو هيمنعك

خنقها بقبضته بقوة وتحدث بغضب شديد:-
_مقدرش، لكن إنتِ تقدري تروحي المكان اللى روحتي وقدرتي تكوني فى الحالة اللى إنتِ فيها، قُدس أنا حاليًا بفكر أزاى أقتلك على اللى عملتيه ومانع نفسي عنك فمتحاوليش تستفزيني أكتر من كدة وكوني هادية قدر الإمكان

أرتجفت خوفًا منه ولأول مرة تتخلى عن التحدى أمامه بسبب خوفها وتمتمت بتلعثم:-
_ أنا هكلم جدي

تبسم بمكر وقال بثقة:-
_ جربي تكلميه ولو عرف يعملك حاجة يا قُدس يبقى بحق، صحيح فى الأربعين ليلة دول أوعي لسانك يخاطب لساني لأن مانع نفسي بالعافية وبمناسبة بقي أنك كبرتي ومش طفلة راقبي أمورك لتكوني حامل من ليلة أمبارح... سلام يا مراتي العزيزة

أتسعت عينيها على مصراعيها من كلمته لتفهم أن ليلة أمس كانت بين أحضانه رغم أنها لا تتذكر شيء من ليلتها فتبسمت بخباثة على كذبه فإذا فعل ذلك حقًا لكان عرف أنها ما زالت بعفتها وبراءتها، كانت نظرة الخبث تتطاير منها وهى تمكر له وهو يعتقد أنه من ينتصر عليها؟؟ ، لكن الآن قد سحب هاتفها واللاب توب الخاص بها ومنع عنها كل شيء تحبه وخرج من الشقة فحاولت الركض وراءه لكن عندما فتحت باب الشقة وجدت "يزيد" يقف أمامها يمنعها من الحركة فأتسعت عينيها بخوف وقد فهمت أنه لم يكن يمازحها، بل أصدر أمره بأعتقلها فتمتمت بخوف:-
_ أنا هنزل لصفصف تحت مش هخرج من العمارة 

أجابها "يزيد" بجدية صارمة كما أُمر:-
_ ممنوع 

دلفت إلى الشقة وضربت باب الشقة بقوة حتى سمعه الجميع من الأسفل بسبب غضبها....

___________________________ 

خرجت "أسيا" مع ابنتها "ليل" و "عمران" ووالدته لشراء شبكتها من اجل التحضير إلى حفل الخطبة ، كانت "ليل" فى أقصى درجات السعادة لتبتسم بحب على خاتم ذهب بسيط فسألته عنه بلطف:-
_ ممكن أشوف دا لو سمحت؟

أندهشت "أسيا" من أختيار ابنتها فقالت بدهشة هامسة إليها:-
_ أي يا ليل دا مش حلوة ومش مقامك الدبلة دى ، إنتِ ليل أبو النور

سمعها "عمران" ووالدته وقبل أن يُجيب ردت فتاته الصغيرة ببسمتها المُشرق وكانت فى غاية السعادة بهذا الخاتم البسيط:-
_ مش بالشبكة يا ماما ، أنا مبسوطة ومرتاحة فى دا

_ برضو... شوفي لنا سوليتار كدة ولا حاجة بعد أذنك
قالتها "أسيا" بحدة صارمة فتحدثت "ليل" بجدية إلى الموظف:-
_ لا، مش عايزة سوليتار يا ماما، أنا عايزة الدبلة دى 

تحدث "عمران" بلطف سعيدٍ بفتاته الجميلة التى تُقدر الحُب عن الذهب قائلًا:-
_ شوف لينا دا بكام بعد أذنك؟
رمقته "أسيا" بغيظ شديد والآن ابنتها ستكون أقل من أى بنت فى العائلة وهم أكبر عائلة ليُصدمها الرجل حين قال بلطف:-
_ دى 3 جرام ونص 
 
 أشمئزت "أسيا" غيظًا من "عمران" وهل هذه ستكون شبكة أبنتها قالت بحزم:-
_ والنبي يا خويا شوف لينا حاجة أثقل شوية ووريني الغوايش اللى هناك دى كدة

ألتفت "ليل" إلى والدتها التى تعكر صفو سعادتها واحرجت "عمران" كثيرًا أمام الرجل ووالدته الصامتة لكن نظراتها توحى برفضها لما يحدث فقالت بضيق تكز على أسنانها من الحرج :-
_ ماااااا ما

رمقتها "أسيا" بخنق ونظرت إلى والدة "عمران" بهدوء وقالت:-
_ ما تتكلم يا أم عمران ، عجبك الشبكة دى لبنتي؟

نظرت "حسناء" والدة الشاب إلى ابنها بضيق مُحرجة من تصرف "أسيا" وقالت بهدوء:-
_ هاتلها اللى عايزاه يا عمران، الحمد لله مستُرة يا بنى والحمد لله

غضبت "ليل" وشعرت بأحراجهم بينما تبسمت "أسيا" فى حين الجميع كان الضيق تملك من ملامحهم وأشترت خاتم سولتيار وأساورة وعقد فتبسمت "أسيا" وهى تأخذ علبة الشبكة من الرجل وخرجوا من المحل فهمس "عمران" بلطف قائلًا:-
_ مبروك يا عروستي

كانت "ليل" أكثرهم ضيق من تصرف والدتها وقالت بهمس:-
_ حقك عليا يا عمران

_ فداكِ يا قلب عمران وذهب الدنيا كله تحت رجلك وقليل عليكِ 
قالها ببسمة لطيفة لتبتسم "ليل" بخفة تخفى حرجها وقالت:-
_ تسلم يا عمران 

عادوا للمنزل لتنفجر "ليل" بغضب فى أمها قائلة:-
_ ينفع اللى عملتيه دا يا ماما

_ عملت أى؟ ها أنا غلطانة أني بجيبلك حاجة تليق بقيمتك وتشرفك قدام العائلة
قالتها "أسيا" بضيق بينما صرخت "ليل" مُنفعلة فى والدتها وهى تنزع حجابها قائلة:-
_ بتجبيلى!! ، هو إنتِ اللى بتجيبي دا شبكتي هدية منه ليا، ومحدش بيشرط على الهدية ولا قيمتها، كنت فرحانة بأختياري كسرتي فرحتي عشان تجيبي اللى تتباهي بيه قصاد الناس، نظرة الناس أهم من فرحة بنتك

خرجت "مديحة" على صوت شجارهم فتحدث "أسيا" بضيق قائلة:-
_ أتكلمي مع أمك بأدب وإياك حسك يعلى عليا إنتِ فاهم يا ليل وألا قسم باللى خلقك أقطم رقبتك، وفرحة أي اللى كسرتها يا ست الحُسن إنتِ ها؟

سألت "مديحة" بضيق من صوتها العالى وشجارهن قائلة:-
_ فى أى يا بت مزعلة أمك ليه؟ 

تأففت "ليل" بضيق من حدة والدتها وتجمعت الدموع فى عيونها وخرجت من الشقة غاضبة لكى تصعد إلى "قُدس" صديقتها الوحيدة ووجدت "يزيد" يقف أمام الشقة فشهقت بدهشة ورنت على "قُدس" لتُدهش عندما أتاها صوت "الجارحي" فنظرت إلى هاتفها ربما أتصلت به بالخطأ لكنه كان رقم "قُدس" فعلًا فتحدثت بتعجب وهى واقفة بمنتصف الدرج:-
_ ابيه جارحي!! أنا كُنت برن على قُدس عشان أطلع أقعد معها شوية 

تبسم "الجارحي" بخباثة وعقله غاضبًا جدًا من تصرف زوجته ولم يكتفى بعقابها بل يبحث عن عقاب أكبر لها فتحدث بحدة صارمة:-
_ معلش يا ليل ، قُدس مش هتقعد معاكِ لفترة كدة محترمة 

_ عشان اللى حصل امبارح، واللى هى أكيد أتعلمت الدرس وهتبطل جنان
قالتها بقلق على "قُدس" لكن الصدمة كانت فى رده القاسي حين قال:-
_ لا يا ليل هانم، ما انتوا بتخططوا وتنفذوا سوا وإذا فعلا كنتي خايفة عليها وعلى مصلحتها كان ممكن تكلمني قبل ما تطلع البيت وتقوليلى على اللى ناوية تعمله من ورايا لكن إنتِ شاركتيها المصيبة أتحملوا بقي

تنحنحت "ليل" بخوف من غضبه وقالت بجدية:-
_ بس أنا عايزة أشوفها دلوقت واوعى تفكر أن الجحش اللى موقفه على الباب دا هيمنعني أنا وقُدس 

ضحك بسخرية من هذه الفتاة التى تتحداه بجراءة وقال:-
_ أعلى ما فى خيلكم أركبوه يا ليل

أغلق الهاتف فى وجهها لتصدم وتبدأ فى شتم وسب "الجارحي" بغلاظة ثم قالت:-
_ هتشوف يا جارحي

_____________________________ 

فى حديقة العمارة الأمامية كانت تجلس "هدير" مع "أسيا" ثم قالت:-
_ بصراحة يا أسيا ليل عندها حق تزعل منك، إنتِ أحرجتيها قصاد خطيبها وأمه وكمان يمكن الولد معهوش المبلغ دا ولا يقدر يبجيب اللى إنتِ عايزاه

تحدثت "أسيا" بلهجة غليظة وبسمة لزجة:-
_ ما هو دفع وجاب معهوش أزاى يعنى؟ والنبي تتلهى يا هدير، أنا بجيبلها شبكة العمر ولا إنتِ فاكرة أنه لما يخدوها هيجيبلها حاجة تانية ما هو أبوها أهو ولا دخل عليا بسلسلة صينى حتى بعد الجواز ، هو أنا سبته من شوية

تنهدت "هدير" بضيق من تفكير أختها وأخذت كوب العصير من فوق الطاولة ترتشف منه القليل ثم قالت بجدية:-
_ بس يا هدير مش كل الناس زي بعضها، ومطلعيش التروما اللى عندك من الرجالة على بنتك، واه عمران دفع ومعه بس ممكن تكون الفلوس دي اللى هيجيب بيها الشقة الملك وبتصرفك دا أحتمال يسكنها فى إيجار ولا مش واخدة بالك

وضعت "أسيا" كوب الشاي من يدها على الطاولة بضيق وتحولت ملامح وجهها إلى الغضب والجنون فى بنبرتها المُنفعلة حين قالت بجدية:-
_ ليه هو فاكر نفسه واخد مني، دا ليل أبو النور ولو مش قدر مهرها ميخدهاش يا حبيبتي وأقل من مستواها اللى عايشاه معايا هنا مش هقبل 

تنهدت "هدير" بهدوء وقالت بلطف تهدأ من روعة اختها الغاضبة:-
_ أهدئي طيب مش بالخناق، ومستواها هنا حرمها من انها تعيش مع أبوها زى باقي الأطفال، المعنى أن لكل حاجة ضريبة يا أسيا ومحدش بيأخد كل حاجة، إنتِ لما لاقيتي نفسك مش قادرة تعيشي فى نفس المستوى مع طليقك وحسيتي بالبخيل والعيشة اللى على القد قررتي تنفصلى عشان ترجعي للعز وكانت الضريبة إنك تعيشي منفصلة وأنا عشان أكمل الدراسات العليا وأعمل كارير فى الإعلام وأبقي حاجة قررت اتنازل عن الجواز ولحد دلوقت رافضة الجواز ووصلت لـ 37 من غير جواز، لكل حاجة ضريبة يا أسيا، ويمكن الحُب اللى ليل أخترته ضريبته أنها هتعيش فى مستوى أقل شوية لكن هتكون سعيدة وراضية مع عمران ةكفاية أنه محترم وبيحبها وبيخاف عليها .... فكرى فى كلامي وخلى الولد يبقي فى طوعك وزي أبنك هتتسندي عليه فى المستقبل وهيبقى راجلك إنتِ وبنتي بدلا ما يأخد موقف منك وتبقي الحماة الشريرة فى نظره 

تنحنحت "أسيا" بهدوء ووضعت قدم على الاخرى بلا مبالاة وما زالت على قناعتها وتفكيرها فقالت "هدير" بتمتمة حائرة:-
_ ولا كأني قُلت حاجة مش كدة؟!

نظرت "هدير" فى هاتفها وقد تعبت من الحديث مع أختها ....

_____________________________ 

{{ محــــل أبو النــــــــــــــــور }}

كان "الجارحي" جالسًا فى مكتبه الزجاجي بالأعلى شاردٍ بطفلته الصغيرة وليلة أمس لم تغادر عقله للحظة ولمساتها التى أشعلت نيران جسده وما زالت القشعريرة تُصيبه كلما تذكر دفء جسدها وعناقها السحري، جمالها وغمازاتها الخلابة حين تحدثت عنهم وبسمتها المُشرقة، أنوثتها التى ظهرت فى ملابسها القصير، كلمة (بحبك) التى لفظت بها برقة وهى شبه غائبة عن الوعي، فتح هاتفه على حسابها على الأنستجرام ونظر إلى صورتها وبسمتها، ما زالت نيران عقله مُلتهبة بداخله، أيعقل أن الصغيرة كبرت لكن كيف وهى ستبلغ التاسعة عشر بعد شهرين تقريبًا؟ تسعة عشر عام كافية ليقول عنها كبيرة كما تزعم هى أنها كبرت وأصبحت امرأة ناضجة، لم يتمكن من رؤيتها سوى صغيرة وفتاته البريئة التى كان يذهب إلى مدرستها كولى امر لها، دخل على خانة الأتصال وضغط على اسم "صغيرتي" واتصل ليجد هاتفها يرن بجواره وصُدم من تسميتها له على الهاتف "قاسي القلب" مما جعله يجن وعقد حاجبيه بغضب وأغلق الهاتف بضيق ،  دلف "عبد العظيم" رئيس العمال فى المحل وقال بهدوء:-
_ يا معلم جارحي ، المعلم أبو السعود بعت حد عايز يشيل البضاعة أطلعها ولا اى؟

نظر إلى "الجارحي" وكان شاردًا فى صغيرته ليكرر سؤاله من جديد وقال:-
_ يا معلم

نظر "الجارحي" إليه وقال بحدة:-
_ مفيش بضاعة هتطلع من هنا غير لما يدفع النص والنص التاني يدفع بعد شهرين، قوله دا النظام عندنا ، الحساب بيدفع على دفعتين 

أومأ "عبدالعظيم" إليه بنعم ثم غادر المكتب، تنهد "الجارحي" بهدوء وعينيه تحملق بالصغيرة فى شاشة الهاتف ليهدأ من روعته وغضبه ثم خرج من المكتب لكي يعود إلي المنزل....

_____________________________ 

كانت "قُدس" جالسة فى الشقة تكاد تجن من الحبس هنا ولا تملك شيء يسلى وقتها ، أخذ هاتفها واللاب توب وكل شيء فكان الوقت يمر بملل شديد، جلست ساعات طويلة أمام التلفاز تغير القنوات بملل أكبر ولا تنتظر شيء مدهش بها، دلف إلى الشقة يحمل فى يده أغراض وبعض الأكياس لينتبه إلى صوت التلفاز العالي جدًا فنظر ورأى "قُدس" نائمة على الأريكة وترفع قدميها للأعلى بملل شديد فتنحنح بحرج من طريقة نومها لكنها لم تحرك ساكنًا فأقترب برفق ليراها نائمة فى عمق أحلامها والريموت فى يدها ، وضع الأكياس بالألاض برفق وأقترب أكثر ثم أخذ الريموت من يدها وأغلق الشاشة، نظر إلى وجهها فى نومها وأنحنى نحوها يحملها على ذراعيه وعادت إليه ذكريات الأمس التى تُربكه وتجعل حرارة جسده ترتفع بغزارة، تنهد بلطف وأستدار حيث غرفتها وسار بها، كانت كالفراشة بخفة الوسادة على ذراعيه وضعه بالفراش وانتبه إلى الغرفة الفوضوية وكأنها بحثت عن شيء فى الغرفة حتى جعلت الحرب تُقيم بها، تأمل وجهها البريئة ولأول مرة يجرأ على المبادرة بلمسها أولًا، رفع خصلات شعرها عن جبينها برفق رغم غضبه الشديد منها لكن بداخله شيء يصبو نحوها، تنهد بهدوء وقال بلطف:-
_ لسه مكبرتش، لو جبتيلي مية عقل على عقلي هفضل أقول إنك مكبرتش يا قُدس

وقف من مكانه وبدأ ينظف الغرفة بنفسه ووضع الملابس فى الخزينة وأخذ الأوراق المنثورة على الأرض ورسوماتها التى تعتز بها ووضعها فوق الطاولة، خرج ليحضر الأكياس التى اشتراها وعاد للغرفة وبدأ يضع الأوان وأدوات الرسم التى جلبها لصغيرته على الطاولة ثم خرج إلى المطبخ ووضع الشيكولاتات والعصائر فى الثلاجة وخرج إلى الصالة وبدأ ينظف مكانها ووجد الزهرية الموجودة على السفرة على الأرض مكسورة لإشلاء ، فتح باب الشقة ودلف "يزيد" إلى الصالون ليقول:-
_ طلبت تخرج الصبح مرتين وبعدها سمعت صوت صراخ وتكسير لكن من بعد المغرب وحل الهدوء 

_ تعبت !! 
قالها بتمتم شارد فى حالة الغضب التى تملكتها من حبسها ، قال بهدوء:-
_ خليك زى ما إنت، ممنوع تخرج من الشقة نهائي

أومأ "يزيد" بنعم فأشار إليه "الجارحي" بأن يغادر المكان وعاد بظهره إلى الخلف لكي يستريح وبدأ يغفو فى نومه من التعب أثناء جلوسه لكن فتح عينيه بتعب عندما سمع صوت خطواتها ليُدهش عندما رآها تخرج إلى البلكونة وتحمل فى يدها الأكياس التى وضعها على الطاولة وألقت بها من الشرفة فأستدارت ورأته خلفها فقالت بعنادٍ وتحدٍ:-
_ أنا مش عايزة حاجة منك، بلاش تعمل فيها الراجل الجدع وإنت حابسني هنا زى الكلبة، والله يا أبيه لأدفعك تمن ذُلى وحبستي دى وهتشوف هتيجي الأيام اللى تقول فيها أن العيلة الصغيرة علمت عليك

دفعته فى كتفه بغيظ من شعورها اليوم وسجنها فى الشقة لتمر من أمامه غاضبة رغم هدوئها، اندهش من حديثها وسار خلفها ليراها تدخل غرفتها وأغلقت الباب من الداخل بالمفتاح، وقد بدأت انتقامها منه حين مر الأربعين ليلة الذي عاقبها بهم وهى تحرمه من رؤية وجهها ، تظل بالغرفة حبيسة بينما هو فى الشقة وتخرج من غرفتها حين يغادر ليظل أربعين ليلة لا يلمح طيفها ولا يعرف كيف حالها؟، خرجت من غرفتها صباحًا ببرود شديد واتجهت إلى باب الشقة لتجد "يزيد" ما زال واقفًا فقالت بحزم:-
_ اعتقد الأربعين ليلة خلصوا ، خليه ينزلني 

أومأ إلى "يزيد" بنعم فأفصح لها الطريق لتغادر الشقة بينما هو كان يراقبها بعينيه لعله يرى وجهها الجميل، أول شيء فعلته نزلت إلى شقة "وصيفة" لترى "حمدى" يجلس مع "هدير" و"هادى" الذي سعد برؤية صغيرته وهو لم يفهم لما تغيبت كل هذه الليالي دون أن تراه فقالت بحزم شديد:-
_ بابا أنا عايزة أطلق 

أتسعت أعين الجميع ومن بينهما "هدير" ولم تعد تفهم شيء فى البداية خططت الصغيرة للزواج منه بسبب خطيئة لم يفعلها والآن قررت الأنفصال دون أن تهتم لأى شيء أخر، وقفت "هدير" من مكانها وسحبت "قُدس" معها للغرفة وقالت بغضب:-
_ ها 

_ نعم يا دودو
قالتها "قُدس" بهدوء شديد ولم تفهم سر غضبها لتقول "هدير" بضيق شديد قائلة:-
_ هتفضلى تستغفليني كتير

_ مش فاهمة، قصدك أى؟
قالتها "قُدس" بحيرة وعدم فهم لتقول "هدير" بعد أن عقدت ذراعيها أمام صدرها بثقة وقالت:-
_ دكتور مصطفى قالها أنك بنت!! الكلام دا حقيقى 

أتسعت أعين "قُدس" على مصراعيها بصدمة ألجمتها وقالت بتلعثم:-
_ هو أزاى قالك؟

_ دا المهم بالنسبة ليك، أزاى قالي، مش مهم أنك اتهمتي الجارحي بجريمة بشعة زى دي وبسببك عاش ثلاث سنين فى عذاب وخوف وهو بيحاول يكفر عن ذنب هو معملهوش واتجوزك بالإكراه عشان يكفر عن ذنبه اللى معملهوش برضو ودلوقت جاي تقولى طلاق مش كدة، هو الجواز والطلاق لعبة فى أيدك يا قُدس
قالتها "هدير" بغضب من تصرف الفتاة لتدمع عيني "قُدس" وقالت بحزن:-
_ إنتِ بتقولى أى؟ أنا اكتر واحدة كنت رافضة الجوازة دى؟ أنا مكنتش أعرف أنى بنت لسه غير فى اليوم اللى نزلنا منه لأنجلترا لما روحت للدكتورة مع مصطفى، قبل كدة مكنتش أفهم يعنى أي العلاقة الحميمية مش كاملة وأنى لسه بنت 

جلست على حافة الفراش بحزن ودموعها تسيل على وجنتيها بغزارة وقالت:-
_ يومها كنت فى حالة رعب وهو بيقطع هدومي وأيده بتلمس كل حتة في جسمي

___فــــــــلاش بـــــــــــــــــــــــاك ___ 

كانت تصرخ بهلع بين قبضتيه التى تمزق ملابسها فتمتمت بضعف:-
_ أبيه أنا قُدس وحياتي أنا خائفة منك ... أرجوك سيبني ومش هقولك بحبك تاني 

كان حديثها يمزقه من الداخل فأبتعد عنها للحظات يقاوم تأثير هذا المخدر الذي يسيطر عليه من الداخل فحاولت التسلل من قُرب حتى تنقذ حالها لكن سرعان ما مسك يدها بقوة وقال بضعف:-
_ مش قادر 

جذبها إلى أحضانه بقوة فعادت للأرتجاف والبكاء بقهرة وحزن وتمتمت بضعف وشهقاتها القوية تملأ صدره القوي:-
_ فوق يا أبيه، فوق أنا قُدس

مسك الكوب الزجاجية وكسره فى الفراش وهو يغرس الزجاج فى يده بقوة يحاول أن يقظ نفسه بالألم لتفزع من المنظر وهو يجرح نفسه بقوة لأجلها محاولًا إنقاذ الصغير من قوة المخدر الشيطاني الذي يسير بعروقه وجهها الشاحب ضمت فستانها من الصدر وهى خائفة منه بينما هو فوقها يجرح نفسه، همس بضعف:-
_ أهربي يا قُدس... أهربي مني

وقفت من مكانها بفزع لتدهس الزجاج بقدمها وتسقط أرضًا فاقدة للوعي .....

تمتمت "هدير" بدهشة من حديثها قائلة:-
_ طب والدكاترة اللى وصفوكي حالة أعتداء 

_ يمكن وقتها ترجمه الدم اللى على هدومي مني ومش من أبيه لأن وقتها أنا كنت بصراخ بجنون ومعرفوش يكشفوا عليا وفهمت دا لما الدكتورة كشفت عليا فى أنجلترا هم مكشفوش عليا زى ما هى عملت ، وكمان بدليل أن الضابط اللى جالنا المستشفي مجاش تاني هنا ومحاولة الدكاترة أنهم يشوفوا جسمي رعبتني أكتر وأبيه خدني منهم لما شافني خايفة 

تمتمت "هدير" بفهم أن الأطباء لم يتمكنوا من أجراء كشف العذرية عليها قائلة:-
_ عشان كدة كنتي رافضة جدًا أنك تتجوزي الجارحي لما رجعنا

_ أمممم

تنهدت "هدير" بضيق ثم قالت بلطف:-
_ ودلوقت عايزة تتطلقي ليه ؟ بتكرهيه 

تنهدت "قُدس" بجدية وعينيها تبكي وجعًا:-
_ مش عايزاه يفضل عايش معايا مجبور على حاجة هو معملهاش وفى نفس الوقت بنوجع فى بعض بسبب حاجة مش موجودة

جلست "هدير" بجوارها وقالت بهدوء:-
_ طب أهدئي وبطلي عياط ومعلش ممكن تستحملى شوية على ما نتم خطوبة ليل 

أومأت "قُدس" بنعم وظلت تبكي بقهرة على حياتها .....

____________________________ 

خرج "الجارحي" من المحل وذهب إلى الكافي الذي يقابل فيه "ياسر" صديقه وكان بانتظاره بالفعل، جلس "الجارحي" وطلب قهوته فتحدث "ياسر" بعفوية قائلًا:-
_ ما لك يا صاحبي؟ صوت مطمنيش فى التليفون؟

تنهد "الجارحي" بهدوء ثم قال بجدية:-
_ هو أنا قفل يا ياسر

هز "ياسر" رأسه بلا ثم قال بلطف :-
_ لا مش قفل، أنت القفل يقولك يا بابا 

_ مبهزرش ، أنا صعب 

تنحنح "ياسر" بقلق من تصرف صديقه ونبرته فى الحديث ليقول :-
_ فى أى يا جارحي قلقتني عليك ، هو الجواز بيعمل كدة ؟

كاد أن يتحدث لكن رن هاتفه يقاطعه باسم جده " حمدى" أجاب عليه وهو يقول:-
_ أيوة يا حج

_ أنا عايزك دلوقت يا جارحي ، حالًا سيبى كل اللى فى أيدك وتجيلي
قالها "حمدي" بحزم بعد ان سمع حديث "قُدس" وطلبها للأنفصال، خرج "الجارحي" بتعجل وقلق من استعجال جده وخرج معه "ياسر" فوق أمام سيارته وفتحها وقبل أن يصعد ظهرت دراجة نارية من العدم وعليها رجلين الأول يقودها والأخر أخرج مسدس من سترته وأطلق النار على "الجارحي" فالأولى جابت بالسيارة ليلتف "الجارحي" على الصوت فأخذ الثانية فى صدره وسقط أمام سيارته غارقًا فى دمه، صرخ الجميع والدراجة تهرب من المكان وهلع "ياسر" إلى صديقه الذي سقط فى بركة دمائه يصرخ باسمه بفزع  

تعليقات