رواية ليلة القمر الأزرق الفصل الاول1 بقلم دعاء سعيد


 رواية ليلة القمر الأزرق الفصل الاول1 بقلم دعاء سعيد 

فى هدوء ليل حالك ...فجأة بدأت أصوات عواء الذئاب ترتفع حتى بلغت عنان السماء ....فاستيقظت فتاة من سبات عميق كان ممتد لبضعة ليال .....كانت خلالها مستلقية ع سرير فى غرفة واسعة  .....

استيقظت مفزوعة وهى لاتدرى أين هى ولا تذكر اى شئ غير ان اسمها نورين ....

نظرت حولها فى أرجاء الغرفة التى لم يكن بها الا ضوء خافت  منبعث من مصباح صغير ع باب الغرفة ....

نفضت نورين الغطاء ونهضت من السرير متسندة محاولة أن تمشى إلى باب الغرفة لتفتحها ...ولكن الباب لم يكن يفتح ....فقد كان موصدا باحكام ...

نظرت نورين فى أرجاء الغرفة ...فلمحت نافذة فى أحد الأركان....فسارت نحوها ببطء وهى تستند ع الجدران ...حتى بلغت النافذة وقامت بفتحها ...وما أن نظرت منها حتى وجدت نفسها فى مكان مرتفع يبعد عن الأرض الكثير من الأمتار وكأنها فى قلعة مبنية ع جبل مرتفع ومحاطة بأسوار عالية .....

فزعت نورين من المنظر ..ومما زادها خوف انها سمعت عواء الذئاب الذى بدأ من جديد  وكأنه يعلن عن حدوث شيئا ما....

فجأة فُتح باب الحجرة ببطء ...فما إن سمعت نورين  صوت فتح الباب مع عواء الذئاب حتى فقدت وعيها ....

استيقظت نورين مرة ثانية ولكن هذه المرة بعد دقائق معدودة من الإغماء....

استيقظت لتجد نفسها مستلقية ع السرير مرة ثانية...وتجد بجانبها امرأة عجوز تنظر لها بتمعن ...

فما ان فتحت عينها حتى تحدثت لها العجوز قائلة....

(((حمد الله ع سلامتك يا بنتى ...احنا كنا قلقانين عليكى )))

حاولت نورين أن تنهض مرة ثانية ولكن فوجئت برجل يقف أمام سريرها ويتحدث اليها بنبرة غليظة حاسمة...

((( متتحركيش من مكانك يا ناريز ....

انتى لسة تعبانة...)))

لم تكن ملامحه واضحة  بسبب الاضاءة الخافتة لكن صوته غليظ أجش  اشعرها بمزيد من الخوف ...

اجابته ع الفور ...

(((ناريز مين ...؟؟؟ انا اسمى نورين....)))

اجابها بنبرة فيها بعضا من الهدوء ....

(((ارتاحي دلوقتى وبكرة نتكلم.....)))

رددت نورين ....

(((انا مش فاكرة اى حاجة...انا كل اللى فكراه اسمى وانت بتندهنى باسم غيره كمان....

انا فين وانتم مين؟؟؟...))) 

فأجابها الرجل ...

(((انا الملك سلمان ....ملك القلعه دى وزوجك ياناريز...ودى الملكة الأم والدتى...قدمى لها التحية ..)))

اضطربت نورين واعادت الكلام بلهجة استغراب...

(((انت زوجى ...؟؟؟

طب ازاى انا مش فاكرة انى متزوجة اساسا..)))

أصر عليها سلمان ...

(((هنسيبك ترتاحي دلوقتى يا ناريز ...

ولما تصحى بكرة نتكلم ...)))

وأشار للعجوز ..((يلا يا أمى....)))

نهضت معه العجوز بعدما ابتسمت لنورين وتركتها وخرجت معه واغلقا باب الحجرة وراءهما وعندما حاولت نورين النهوض ثانيا لم تستطع فهى تشعر باعياء شديد ...نظرت بجانبها لتجد إناء ماء وكوب...فتناولته بصعوبة وصببت كوبا لتشربه ثم استلقت مرة أخرى ودخلت فى سبات عميق .....

وبعد مرور عدة ساعات ....استيقظت نورين 

ونظرت حولها مرة أخرى ...فوجدت الحجرة لاتزال مظلمة  والنور الخافت مازال ع الباب ...

لم تكن نورين تعلم عدد الساعات التى نامتها ...

وفجأة فُتح باب الحجرة.....ودخلت مجموعة من الفتايات  الشابات...كانت جميعهن يرتدين ملابس موحدة ..

ويبدو عليهن انهن خادمات فى القلعه...

التففن حول سرير نورين ...وابتسمن لها 

ثم تحدثت احداهن لها ...

(((يلا يا مولاتي....حمامك جاهز علشان تغتسلى وتجهزى للفطار....)))

ومدت يديها لكى تساعدها ع النهوض من السرير ...

وبالفعل قامت نورين وسارت معهن إلى المغطس.....

...كانت نورين امرأة جميلة ...شقراء بيضاء شعرها طويل منسدل كسلاسل ذهبية تغطى ظهرها  متناسقة الجسم متوسطة الطويل.....

بعدما انتهت نورين من الاغتسال والذى اشعرها بالصحوة والانتعاش....ارتدت ملابسها بمساعدة الخادمات....

وخرجت من المغطس لتجد خادمة أخرى أتت لاصطحابها إلى غرفة الطعام فى الجزء السفلى من القلعة ....وقد عرّفت نورين بنفسها ....

(((حمدالله ع سلامتك يا مولاتي ناريز....

انا وصيفتك مياس......)))

ابتسمت لها نورين ولم تسألها عن سبب منادتها باسم ناريز  وسارت معها فى طرقات القلعة المظلمة والتى لايضيئها إلا مصابيح بها شموع خافتة الاضاءة....

سارت معها حتى بلغت غرفة الطعام...فما ان دخلت حتى رأت طاولة طعام ممتدة بها الكثير من الاصناف يجلس ع راسها ذلك الرجل الذى يدعى انه زوجها الملك سلمان وع يمينه المرأة العجوز التى عرفها بها انها أمه....ويجلس ع يمين المرأة العجوز ثلاث فتايات مختلفة الأعمار يرتدين نفس الزى ولهن نفس تسريحة الشعر ....

نظرت الفتايات لنورين عندما حضرت وقلن لها فى صوت واحد بنبرة حانية....

((((حمدالله ع سلامتك يا أمى......)))

نظرت لهن نورين والحيرة والدهشة تملؤها فهى لم تراهن من قبل ...فكيف تكون أمهن 

                  الفصل الثاني من هنا
تعليقات