رواية ليلة القمر الأزرق الفصل الثاني2 بقلم دعاء سعيد


 رواية ليلة القمر الأزرق الفصل الثاني2 بقلم دعاء سعيد

وقفت نورين حائرة ع باب غرفة الطعام .....
وقفت تنظر للجالسين ع الطاولة وهى تتساءل فى نفسها 
(((لماذا لا أتذكرهم ولا أتذكر مايدّعون عنى ؟؟....
وهل حقا اسمى ناريز كما  يلقبوننى هنا  أم 
نورين كما أتذكر؟؟؟!!!......)))
وبينما هى واقفة والأسئلة تعصف برأسها والحيرة تبدو ع وجهها ....اذا بصوت اجش يدعوها لتناول الطعام ...
انتبهت لتجده الملك سلمان يناديها ويشير لها  لتجلس بجواره وتشاركهم الطعام....
دخلت نورين الى الغرفة وجلست بجوار سلمان ...الذى قام من مكانه تحية لها و مد يده ليساعدها فى الجلوس بعدما قبل يدها .....
..كان سلمان رجل أربعيني له لحية وشارب  قوى البنية شعره طويل اسود يصل لبداية كتفه  ...ملامحه جذابه 
الا أن صوته اجش ونبرته صارمة عندما يتحدث يثير الرعب فى القلوب....
بدأت نورين تتذوق الطعام .....فهى تشعر بجوع شديد...وكانت المائدة ممتلئة بالعديد من الاصناف والانواع...ولكن تعجبت نورين أن كل الأطعمة ع المائدة لها نفس المذاق رغم تعدد الأنواع.......فنظرت للبنات الجالسات بجوار العجوز وابتسمت لهن ...ثم سالتهن..
(((هو الأكل كله نفس الطعم ولا انا اللى بيتهيألي ...؟؟؟)))
فرد عليها سلمان نيابة عن الصغيرات...
(((يمكن علشان انتى بس لسة قايمة من مرض شديد وبقالك فترة فى سبات عميق ...)))
كانت البنات الصغيرات متشابهات فى الملامح إلى حد كبير رغم اختلاف اعمارهن ...لهن ضفائر بنية منسدلة ع اكتافهن وبشرتهن فاتحة اللون يشبهن والدهن إلى حد كبير....
فابتسمت نورين لسلمان بعد رده  ثم سألته....
((طيب ازاى ده وقت الفطار واحنا لسة بليل .. ؟؟؟)))
أجابتها العجوز....
(((ومين قالك اننا بليل ؟؟؟!! ...)))
تعجبت نورين من الرد فهى ترى الظلام محيط بهم فى كل الأركان ولا يوجد اى دليل داخل القلعة ع وجود 
 نور الصباح.....
بعدما انتهت نورين من الطعام ...طلب منها سلمان أن تستعد للخروج معه فى نزهة خارج القلعة لاستنشاق الهواء العليل ونسيم الصباح ....ولكنه طلب منها أن تغطى وجهها أمام حرس القلعة وعندما سألته عن السبب ...أخبرها أن زوجة الملك لايحق لأى رجل غيره التطلع لوجهها ومعرفة ملامحها......
وبالفعل حضرت الوصيفة مياس  واصطحبت نورين لغرفتها لتغير ثيابها وتستعد لمرافقة الملك فى جولة خارج القلعة....كانت الغرفة التى اصطحبتها اليها هى غرفة الملك  سلمان واخبرتها انها غرفتها مع الملك ..ظ.اما الغرفة التى وجدت نفسها بها عندما استفاقت من مرضها فهى غرفة التشافى فى القلعة ....
دخلت نورين غرفة الملك  بصحبة مياس ....وبينما الوصيفة كانت تعد لها ثياب الخروج....
كانت نورين تتأمل فى أرجاء الغرفة الواسعة ....
الحجرة بها سرير كبير مُزَين...تنسدل من فوقه ستائر حريرية...وفى جانب الغرفة نافذة عليها ستائر داكنة وفى الجانب الآخر اريكة واسعة وفى منتصف الحائط المؤدى
للنافذة مرآة ضخمة مزينة...
ثم نظرت نورين ع الحائط لتجد لوحة لامرأة جميلة جدا ترتدى ثيابا ملكية فخمة ...شقراء بشرتها بيضاء وشعرها منسدل مثل السلاسل الذهبية ...
انبهرت نورين بجمال صاحبة اللوحة وأخذت تدقق النظر فى ملامحها لتجد اسمها مكتوب بخط صغير فى جانب اللوحة ...لوحة الملكة ناريز 
وفجأة انتبهت نورين لصوت مياس التى تطلب منها أن تأتى لتلبس ثيابها أمام المرآة .....
اقتربت نورين من المرآة ونظرت لانعكاس صورتها والتى تشعر انها لم تراها منذ زمن .........
ولكنها صُدِمت مما رأته فى المرآة....
فقد رأت انها نفس المرأة المرسومة  فى اللوحة  التى ع الحائط والملقبة بالملكة ناريز............. 
تعليقات