
رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها بقلم جني محمد السمنودي
الفصل الثالث ✧تائه في دائرة الحب و الاضطراب✧
استيقظ على صوت المضيفة بنبرة مهنية "لو سمحت تربطوا الاحزمة عشان الطيارة هتهبط خلال ربع ساعة "
اومأ لها برأسه ثم مال برفق على حياة يربط حزامها اولا ثم حزامه
مد يده بهدوء ليوقظها فاستجابت لحركه الخفيفة
و تحدثت بنعاس
"ايه احنا وصلنا"
أسر " يعتبر اه "
حياة "طيب ماشي انا متشوقة اشوف أمريكا معاك اوي "
أسر" علفكرة انتي كنتي هنا قبل كده "
حياة" بس مش معاك يعني السفر معاك هيكون احلى"
أسر "طيب ايه رايك نخلي الكلام لما ننزل من الطيارة"
حياة "مهو مش هيخرج تاني هي بتبقى مرة"
أسر" انا مش عايزه عادي مش مهم انا عايزك انتي معايا "
ابتسمت بخبث قائلة" طب ايه رايك نخلي الكلام ده لما ننزل من الطيارة"
أسر "بتروديها يعني بس ماشي مقبولة منك يا حياتي"
هبطت الطائرة بسلام
حل أسر حزام حياة اولا كالعادة ثم حزامه و امسك بيدها و خرجا من الطائرة سوا
بعد قليل وصلت سيارة سوداء كبيرة إلى المطار و توقفت امام أسر
فتح هو الباب و أشار لحياة قائلا" اتفضلي يا حياتي هي مش بتتكلم بس بتديها الأوامر بالتليفون"
تحدثت حياة بدهشو"هو انت بتجيب الحاجات دي منين"
حك فروة رأسه بتذكر ثم اردف "و انا صغير كنت مهووس بالعربيات جدا و كنت بحب حاجة اسمها عربية مُعدَلة العربية دي بقى كان بتزود عليها حاجات و بيتشال منها حاجة فقولت ليه منضيفش حاجات تخلي العربيات تتكلم و حققت امنيتي و انا كبير"
حياة" ايه ده بجد يعني الحاجات دي انت اللي بتعملها ولا ايه"
أسر" لأ اكيد في مثل بيقول ادي العيش لخبازه "
انا جمعت مهندس سيارات و مهندس ذكاء اصطناعي و بدأت اشرح ليهم الفكرة"
حياة "و كان رد فعلهم ايه"
أسر "رفضوا كانوا شايفين فرصة نجاحها صفر"
حياة "بس انت مش بتستسلم...!"
أسر "عارفة العربية اللي معايا"
حياة "اه اللي عملتلي واحدة زيها"
أسر "عرضتها عليهم و عجبتهم فبدات ارسم ليهم الخطة اللي هنمشي عليها و كل حاجة "
حياة" اوبا و عملتوا ايه "
أسر" اخر حوار بينا كان من فترة قبل ما نعرف حاجة عن تعبك ده فمكلمتهمش من بعدها "
حياة "طيب هما فين ولا هتعملوا ايه "
أسر "هما امريكيين قاعدين هنا "
حياة "الله الله ده انت شكلك عرفت امريكا كلها هنا"
تحدث بنبرة دفاع مازحة
" لأ والله هما دول بس اصل انا بتعرف على المشاهير هنا في شغلهم مش اكتر "
حياة" طيب نروح بس و نتكلم عن العربيات دي و انا عندي اقتراح حلو "
أسر" خلاص يلا اركبي عشان نروح "
استقلا السيارة و اخرج أسر هاتفه و فتح هاتفه و ارسل رسالة للسيارة ان تقوم بالذهاب إلى المنزل
وصلا إلى المنزل
هبط كلاهما من السيارة و شرع أسر في الحديث
" ده بقى يبقى بيتي اللي انا بقعد فيه هنا لما باخد مهمات "
ثم تحولت نبرته للحزن و اكمل" و على ذكر المهمات انا مخدتش اجازة من الشغل عشان هاني بيه اللي بشتغل معاه دلوقتي رفض"
أمسكت يده بحنان قائلة "طيب و فيها ايه خد مهمات هنا في أمريكا و اهو منها تبقى جنبي "
أسر" هكلمه و هشوف ايه لللي هيحصل "
حياة" طب ايه مش هنطلع"
أسر "هه تعالي يلا نطلع"
صعد كلاهما دخلت حياة اول و تحدث و هي تبسط زراعيها و تدور في أنحاء الشقة" الله دي حلوة اوي بس اللي عندنا في البلد احلى "
أغلق أسر الباب بالمفتاح و تأكد من أحكام اغلاقه ثم استدار لينظر إلى حياة مازلت تدور و اردف بخوف" حياة انتي حامل اوعي تنسي نفسك الدكتورة قالت ايه.."
اتجهت بنظرها نحوه فتشتت تركيزها كادت تسقط لكن اتجه أسر ناحيتها بسرعة و تلقاها بين ذراعيه قبل سقوطها
شهقة خفيفة صدرت منها ثم نظرت داخل عينيه بحب بعد أن سكنت الطمأنينة قلبها بأنه معها و سينقذها
تنهد براحة و ساعدها على الوقوف لكنها تشبثت به و اردفت "تعالى نرقص سوا "
أسر" نعم..!! "
حياة" في ايه هو حرام ارقص معاك ولا ايه ده انت حتى جوزي"
أسر "لأ بس استغربت يعني"
حياة "متستغربش ولا حاجة اعتبر ان احنا جايين هنا شهر عسل جديد خالص و نعيش حياتنا"
فتحت هاتفها و قامت بتشغيل موسيقى هادئة
ثم امسكت بيده قائلة" يا عم أسر طلع الرومانسية اللي جواك بالله عليك دلوقتي انا هعمل بيها ايه على ورق احتا عايزين كل اللحظات الحلوة دلوقتي عشان لما هتخلف مش هيبقى فيها غير تغيير بمبرز
و بس "
ابتسم بشرود على حديثها ثم قبل رأسها
و امسك يديها و اخذا يرقصان بنعومة على الأنغام
في القسم يجلس هشام على مقعده ممسكا بالاوراق التي تحتوي على جميع الفتيات اللاتي يملكن اسم چاكلين
لكن قبل أن يقرأهم قاطعه صوت دقات الباب فاردف" ادخل "
ملك" ايه ادخل دي علفكرة انا بنت"
هشام "ملك انا مش فاضي ادخلي و انجزي"
ملك "ملقتش حد خالص اسمه چاكلين فمتتعبش نفسك و تحاول تدور عشان مش هتلاقي"
هشام "طب ايه هنعمل ايه"
ملك "هات الرسايل هنرجع نقراها تاني و نحاول نشوف حل تاني أو نسجلها ضد مجهول "
هشام "بس كده احنا بنقصر في شغلنا "
ملك "لأ مش بنقصر ما احنا هنحاول تاني و تالت و رابع و لو ملقيناش دليل يبقى خلاص "
هشام" طب تعالي شوفي لو عرفنا نوصل لحاجة"
اخذ الأوراق مرة أخرى لكن قاطعه رنين هاتفه
أمسكت ملك بالهاتف لكونه أمامها و رات اسم أسر العراقي مكتوبا عليها فاعطت الهاتف لهشام و اردفت" أسر بيرن "
هشام" كويس عشان انا مش مرتاح للواد ده "
ملك" واد.. اسمه واد يا هشام"
هشام" هش اسكتي عشان اعرف اتكلم "
أجاب المكالمة و اردف "اللي سايبنا يعد ما كذب علينا و مشي"
أسر "هشام بالله عليك انا مش في المود"
تغيرت نبرته و تحدث بخوف "ليه مالك يا أسر انت كويس "
أسر "لأ مش كويس و مش هبقى كويس و مش وقته انا بس عايز أسألك على كام حاجة عن المهمات هنا و خلاص "
هشام" اسأل يا حبيبي انا معاك"
أسر" هو انا ممكن اخد مهمات هنا في أمريكا"
هشام" اه فيه كذا عصابة محتاجين نقبض عليهم لكن معظم الظباط رفضوا تقدر تكلم هاني بيه هيساعدك تتولاهم "
أسر" شكرا يا هشام"
هشام" مالك بقى "
أسر" هبقى ارن عليك تاني في مكالمة جماعية انت و شوية من الباقيين و هحكيلكم"
هشام" تمام هستنى "
أغلق هشام المكالمة ثم نظر إلى ملك قائلا" أسر مطول برا تقريبا "
ملك" المهم انهم بخير "
هشام" طيب يلا نروح عشان انا تعبت "
غادر كلاهما عائدين إلى المنزل
بينما كان أسر جالسا على السرير بجوار حياة ممسما بهاتفه يتلقى اشعارات عديدة و كان أكثرها محاولات چنى بالاتصال به التي تجاوزت الخمسين مرة
وضع يده على جبينها يتحسس حرارتها باسف و هو يتذكر ما حدث
(فلاش باك)
يتمايلان سويا بينما ينبض قلبه بسعادة عارمة لن يشعر بها بهذه الطريقة منذ زمن لكن لم تكتمل سعادته فإذ به يشعر بجسدها يتثاقل و فجأة و جدها تسقط مغشيا عليها بين يديه
حملها بسرعة و وضعها على السرير
(عودة من الفلاش باك)
قام من حوارها و اتجه إلى المطبخ لم يكن يعرف ماذا يفعل لكنه بالتأكيد يحتاج إلى شيئ مالح فتح الثلاجة التي كان قد امر شخصا بالفعل ان يملأها باللازم اخذ منها حبة طماطم و شقها نصفين ثم وضع كمية ملح كبيرة على نصفيها
عاد مرة أخرى إلى حياة و حاول افاقتها حتى تحدثت بصوت بدا و كأنه نابع من أعماقها "مش قادرة هرجع"
رفع أسر راسها بحنان و اسندها على السرير و وضع بعض الوسائد تحت قدميها و اردف "متخافيش مش هترجعي اهدي بس اهم حاجة تهدي"
هزت راسها دون أن تتفوه بكلمة و رغبتها بالتقيئ تزداد
امسك أسر بالطامطم المشبعة بالملح و مد يده بها إلى فمها قائلا "متقوليش مالحة كليها و انتي ساكتة"
اخذت قضمة صغيرة منها و شرعت في مضغها بعد ربع ساعة بدا جسدها يعود إلى حرارته الطبيعية
تنهد أسر براحة قائلا "الحمد لله اتحسنتي اهو اتمنى تفضلي كده شوية"
ذهب إلى المطبخ و اخذ هاتفه معه و شرع في إعداد الطعام
رن هاتفه باسم هاني بيه
امسك بالهاتف و اجابه "ايوة يا هاني بيه"
هاني "ايوة يا أسر اخبارك ايه صوتك مش عاجبني"
أسر "بعتذر عن تصرفاتي الفترة بس حياة تعبانة و انا مش هقدر اتخلى عنها "
ظهرت ابتسامة على ملامحه اعجابا بحالة الحب بينهما و اردف
"عادي يا أسر بس انت ليه مخدتش اجازة"
أسر "من الاخر كده حياة حامل و الحمل مش مستقر و هي رافضة تنزله و انا يستحيل اجبرها على حاجة هتفضل شايلاهالي طول عمرها فخدتها أمريكا و هفضل معاها و اكيد مش هاخد اجازة اسع شهور يعني"
حك ذقنه بتفكير ثم اردف "و نعم التفكير يا أسر بصراحة بص لو انت مش عايز تاخد اجازة فهديلك مهمات هنا مفيش مشكلة بس خلي بالك العصابات هنا صعبة انت تقدر تاخد شهر اجازة وقت ما تحب شوف انت عايز الشهر ده امتى "
اغمض عينيه ثم اخذ نفسا عميقا يتصور كم الآتي سيكون صعبا عليه ثم اردف "تمام يا هاني بيه استأذنك الشهر ده هاخده لما حياة تتعب عشان انا عارف كويس ان هييجي عليها شهر و هتبقى تعبانة فيه "
هاني" رينا يعينك يا أسر خد الاسبوع ده اجازة على ما تجهز كل حاجة و من الأسبوع الجاي هبدأ ابعتلك كل حاجة بخصوص الشغل"
أسر "شكرا يا هاني بيه"
أغلق المكالمة ثم اخذ الطعام و اتجه إلى الغرفة كانت حياة مازالت نائمة على السرير اقترب أسر منها و اعانها على الجلوس و اردف" طالما قلة الاكل هتئذيكي مقولتيش ليه انك جعانة "
اجابته حياة بنبرة واهنة و دموع " والله متوقعتش ابدا اني هتعب كده و كنت مستمتعة و انا في حضنك انت متعرفش انت قد ايه واحشني و انت بعيد عني الفترة دي ففرحت بصراحة"
شعر بخزي من نفسه لماذا يفعل بها هكذا ليس لها ذنب فيما حدث فضمها إليه بحب قائلا بأسف" انا اسف يا حياتي مش بأيدي انا لو اعرف كده مكنتش هسيبك لحظة متزعليش مني تعالي كلي يلا عشان نروح للدكتورة تكشف عليكي و تشوف الحالة ايه "
حياة" حاضر "
أعطاها الطعام ثم ثم خرج من الغرفة اتجه إلى الحمام و غسل وجهه ثم خرج و جلس بالخارج واضعا وجهه بين كفيه لا يعلم ماذا يجب أن يفعل الآن ولا يود مواجهتها"
بعد قليل كانت قد انتهت من تناول الطعام و قامت من الفراش متجهة إلى لاحظها أسر فذهب إليها بسرعة قائلا "روحي البسي هغسلهم انا بسرعة على ما تجهزي "
حياة" حاضر "
زفر بحزن ثم فتح الهاتف و قام بالاتصال على چنى اخيرا و اردف" ايوة يا چنى "
چنى" مالك "
أسر" مفيش و متقلقيش انا كويس و حياة كويسة ضغط شغل بس"
حياة "اومال سافرتوا ليه حاسة الموضوع ليه علاقة بالخلفة صح "
أسر" هكلمك بليل انتي و هشام و دادا حنان احكيلكم بس اهم حاجة محدش من اهلينا يعرف حاجة"
چنى "تمام يا أسر بس مالك"
أسر" مش عارف اعمل ايه حياة حالتها النفسية زفت و انا مقصر معاها "
چنى" لينا قعدة مع بعض على التليفون يا أسر و جواد عايز يكلمك "
أسر" ارجع من المشوار اللي رايحه و اكلمكم ان شاء الله "
چنى" ان شاء الله يا أسر هستناك "
أغلق معها المكالمة ثم اخذ الأطباق و غسلها بسرعة ثم اتجه إلى الغرفة كانت حياة قد أنتهت
فاردف أسر بإعجاب "ايه القمر ده يا حياتي بجد شكلك جميل اوي "
احمرت وجنتاها خجلا فنطق بحب" تصدقي انا بقالي فترة فعلا مقصر عشان خدودك محمرتش كده بس اوعدك هتحمر علطول "
تحدثت بتعجب بعد كلامه هذا "ايه اللي بتقوله ده بطل ما تقولي بحب حمار خدودك"
أسر "معلش اللي قدامك ظابط شرطة مش ظابط واحدة من على باب نايت كلب "
حياة "طب يلا يا أسر"
خرجا كلاهما من الشقة و ركبا السيارة فاردفت حياة" أسر اه صح هو انت مش معاك رقم المهندسين دول"
أسر "لأ معايا"
حياة"خلاص كلمهم و اعملوا شركة هنا في أمريكا كل واحد فيكم التلت و هتنجح "
أسر" هفكر فيها بس صعب عليا اتولى الشركات دي كلها"
اغمضت عينيها بتفكير ثم فتحتهما بقوة قائلة "بسيطة احنا قاعدين هنا تسع شهور تظبطوا الشركة في الفترة دي و بعدها تابع من على النت و انا هتولى الشركة اللي عندنا في مصر "
قبل يدها بحب قائلا" تسلم افكارك يا حياتي"
بعد قليل وصلا إلى مقر الطبيبة هبط كلاهما من السيارة ثم اتجها إلى الطبيبة
في الداخل
جلست الطبيبة على مقعدها بينما وقفت حياة ترتب ملابسها اقترب منها أسر و اسندها اليه حتى انتهت جلس كلاهما تمام الطبيبة التي تدعى اوليڤيا و هي من أشهر أطباء أمريكا و تحدث بالإنجليزية
"كيف حالها الآن"
الطبيبة "هي الآن بخير لكن الحمل غير مستقر اما الآن فهي في البداية فستشعر بأعراض بسيط كالدوار، الرغبة بالتقيئ و بعض الآلام المستمرة بالإضافة إلى إجهاد نفسي "
أسر "حسنا شكرا لك"
الطبيبة "مازالت أمامكم فرصة لعملية الاجهاض هي لن تتحمل"
اخذ صدى صوتها يتردد في اذنيه لكن هيهات هو لن يجبرها على شيئ
بالطبع تفهم حياة كل شيئ فهي تعلم الانجليزية جيدا
خرج كلاهما بينما امسكت حياة يده برجاء قائلة
" أسر انا مش عايزة اجهاض عشان خاطري طب عشان اغلى حاجة عندك "
أسر" متخافيش انا مش هجبرك عليه و لسة انا معاكي في اللي انتي عايزاه و علفكرة انتي أغلى حاجة عندي"
تنهدت براحة ثم ضمت ذراعه إليها و استقلا السيارة في طريقهم إلى المنزل
بعد قليل وصلا إلى المنزل جلست حياة على أقرب كرسي رأته أمامها و تحدثت بألم" معدتي يا أسر مش قادرة وجع صعب مش متحملة انا ه.. "
لم تكمل كلمتها فإذا بهى تركض ناحية المرحاض
تفرغ كل ما في معدتها الآن هي غير قادرة على التحمل
سار أسر خلفها بسرعة ثم صحح وضعيتها و امسك بها جيدا حتى انتهت كان الألم يعتصر قلبه لكنه قرر التحمل لأجلها
اشارت له بيدها انها انتهت ساعدها كي تقف ثم غسل لها وجهها الأحمر
حملها إلى السرير و اردف "عايزة تاكلي اعمللك اكل"
حياة "لأ مش هقدر معدتي بتتقطع انا بس عايزة انام"
قام ليحضر غطائا لها لكنها امسكته قائلة "خليك معايا متمشيش"
أسر "هروح اجيب غطا"
احضر الغطاء و تأكد من تدفئتها جيدا ثم جلس جوارها و ضمها بحنان حتى تأكد انها قد نامت
خرج من الغرفة و جلس بالخارج و اتصل على كلا من جواد و هشام و حنان
اجابوا جميعا المكالمة فتحدث اسر "بصوا بقى حياة حامل و انا خدتها هنا عشان الحمل مش مستقر كده انتهينا"
هشام "اخيرا عرفت الحقيقة انا كنت حاسس ان في حاجة من الأول"
تحدثت حنان عقب انتهاء هشام بخوف "يعني انتوا كويسين هي فين دلوقتي"
أسر "اه الحمد لله كويسين هي نايمة"
أتى صوت جواد الذي بدى بعيدا" ألف سلامة عليها يا أسر والله لو كنت اعرف كنت جيت معاكوا بس اعمل ايه بقى "
أسر" صوتك بعيد يا جواد انت بتتكلم من السماعة ولا ايه"
جواد "لأ بتكلم من تليفوني عادي بس التليفون مع چنى هي حالفة من الصبح ان التليفونات الاتنين معاها لحد ما تعرف انت هترن على مين فينا عشان ترد "
ابتسم أسر بحب قائلا" چنى يا حبيبتي انا كويس متخافيش المهم أسد و أسر و منة و العيلة كلها عاملين ايه "
چنى" كلهم كويسين و أسد كان عايز يكلمك بس انا قلتله انك قافل تليفونك علشان مش فاضي و هو طبعا مرضاش يرن على حياة مؤدب اوي أسد ده "
ابتسم أسر على كلماتها ثم اكمل حديثه "طيب انتوا عاملين ايه "
حنان" مش مهم احنا المهم انت يا أسر "
أسر" والله انا كويس متقلقوش"
بعد قليل أغلق الجميع المكالمة و تبقت چنى فقط التي اردفت
" سامعاك يا اسر قول اللي في قلبك "
هبط دمعة من عينه ثم تحدث بصوت مختنق "انا محبوس مش عارف اتصرف هي بتروح مني و انا متكتف "
چنى" لأ انت مش متكتف انت بعيد "
أسر" مش عارف أقرب بحس كل مرة اني كنت بعيد بحس انها متستاهلنيش بحس اني تقيل عليها"
چنى "لأ بالعكس انت أمامها يا أسر افتكر كل حاجة كده هتطلع انك كنت البيت ليها خد اجازة يا أسر "
أسر" واخد اجازة اسبوع "
چنى" و ادي اول يوم طار على الفاضي "
أسر" بمعنى "
چنى "انا بفرح لما جواد بيهتم بيا و يخرجني مع اني اقدر اعمل كده ايه رايك كل يوم خروجة مختلفة بما ان الشغل هيرجع تاني بس الخروجات مش هترجع تاني "
تنهد بضيق ثم اردف" بس هي تعبانة "
چنى "احطياطاتك تكون معاك كلها متنقصش حاجة الخروجة مش هتبوط عشان مجرد تعب "
أسر "تمام شكرا يا چنى هعمل كده "
قررت أن تغير مجرى الحديث بعد أن شعرت انه يود انهاءه فاردفت
" علفكرة مريم فاقت "
أسر" و قالت ايه "
چنى" مش بتكرر غيرها انا قتلت نفسي عشان تعبت من السجن "
أسر" همليكي رقم خلي جواد يكلمه ده رقم دكتور نفسي كويس اسمه عاصم "
أعطاها رقم ثم اكمل حديثه
" قولي لجواد يكلمه و ييجي يشوف الحالة هيقدر يساعدها"
چنى "شكرا يا أسر "
أسر" مفيش شكر بينا"
في اليوم التالي كان آدم عمر جالسا امام الرسائل كالعادة ليرى ما الجديد فرأى رسالة أخرى من حنين ففتحها و كانت كالآتي" هقدر أقابلك النهاردة خلال نص ساعة هكون موجودة هتقدر تيجي "
رد عليها في رسالة أخرى بحماس" ايوة هقدر"
رأت حنين الرسالة فشعرت بالسعادة و ارسلت "انا في انتظارك"
ارتدى آدم ثيابه بسرعة و اتجه إلى المقهى منتظرا إياها
بعد قليل وجد حنين تقف أمامه بهيئتها التي بات متيما بها فقام و مد يده إليها قائلا
" اهلا بيكي حنين نورتي"
حنين "المكان منور بيك يا آدم كان عندي طلب منك"
آدم "اتفضلي"
حنين" في رقم عمال يراسلني بقاله فترة و كله رسايل تهديد و انا مش عارفة اعمل ايه "
ادم "مفيش مشكلة تقدري ترفعي عليه قضية"
حنين "انا مش من مصر متنساش فمعرفش اعمل اي حاجة هنا "
ادم" تمام انا هتصرف و هكلم اسر العراقي و كل حاجة هتنتهي بسرعة "
حنين "طيب الرقم اللي بيكلمني متسجل باسم چاكلين"
لم يكن ادم يعرفها لأن أسر لم يحدثه عنها من قبل فاردف "خلاص هتصرف بإذن الله بس عايز الرقم "
أعطته حنين الرقم
ثم تحدثت باقتضاب بعدما لاحظت الوقت "اسفة جدا عندي حالة كمان عشر دقايق أكاد اصل لها "
ابتسم على ادراجها الفصحى وسط حديثها و اردف "تعرفي انا بحب الفصحى جدا و بفصلها عن أي لغة تانية"
حنين "تشبهني يعني"
ادم" شرف ليا ان شبه شخص مثلك "
حنين" احم مضطرة امشي"
ابتسم بهيام ثم غادر المكان هو أيضا
في المشفى التي توجد به مريم
كانت تجلس السرير ضامة ركبتبها إلى صدرها و تنظر في وجهتين اثنتين لا غير النافذة و الباب كانت لا تزيل بصرها عنهما و مجرد ان فتح سرت الكهرباء بسرعة في جسدها لكنها شعرت بالأمان قليلا مجرد ان رأت چنى
تحدثت چنى بهدوء
"اخبارك ايه النهاردة انا جايبة ليكي شخص هتحبيه اكيد "
نظرت إليها مريم بخوف قائلة "لأ مش عايزة اشوف حد انا كده كويسة"
چنى "طب مين اللي كان عايز يموتك"
مريم "انا اللي انتحرت انا استاهل الموت"
چنى "ايه الكلام ده لأ طبعا"
ذهبت إلى للخارج ثم دخلت مرة أخرى و معها عاصم الذي مجرد ان رأى مريم شعر انها تحمل براءة غريبة لا يراها عادة
اقترب منها فباتعدت بكامل جسدها قائلة" لأ لأ ابعد عني "
عاصم" ايه رايك نبقى صحاب"
مريم" هتموت انا مش عايزة صحاب اي صحاب ليا هيموتي زيي "
عاصم" هي اللي حاولت تعمل فيكي كده"
مريم "انا اللي انتحرت محدش قرب مني"
رفع عاصم من نبرة صوته قليلا و زادها حد "كذابة يا مريم انا عارف هي مين اللي عملت فيكي كده بس عايز اسمعها منك "
منك" هي اللي بعتتك صح متعملش فيا حاجة "
عاصم" عي متعرفش انك عايشة "
عادت نبرة صوته إلى طبيعتها و اكمل
" چاكلين مش كده "
مريم" چاكلين هتموتني ابعدوا كلكوا هي قالت اني استحق الموت"