
رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الرابع4بقلم جني محمد السمنودي
الفصل الرابع✧الملثمة✧
قال تعالى قُلْ هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلْأَبْصَٰرَ وَٱلْأَفْـِٔدَةَۖ قَلِيلًۭا مَّا تَشْكُرُونَ سورة الملك الآية
اخذت مريم تصرخ دون توقف
شعرت چنى بالخوف فإذ بها ابتعد حتى وصلت إلى باب الغرفة
نظر إليها عاصم بهدوء و اردف بابتسامة "دكتور چنى اهدي شوية في حالات بتهددك بالقتل عادي المهم عايز مهدئ مينيمهاش"
هزت راسها ثم ذهبت لتحضره
سحب عاصم كرسيا و وضعه مجاورا لمريم و جلس بتابع ملامحها ببرود و هي تصرخ
نظرت إليه مريم بتعجب ألا يسمع صراخها ام ماذا
مجرد ان رآها تنظر إليه وقف على الأرض واضعا يديه في جيبه ليخبرها انه لن يفعل شيئ قائلا
" طلعنا بنعرف نسكت عادي و بنعرف نهدي نفسنا برضه"
تحدثت مريم بنبرة مرتعشة " ابعد.. متقربش مني.."
ثم نظرت حولها تبحث عن أي شيئ حاد و حينما لم تجد شيئا تسلل اليأس إليها لكنها تحدثت بنبرة قوية
"لو قربت مني او اتكلمت هقتلك"
كانت چنى قد أتت بالفعل و سمعت حديثها خرجت شهقة قوية منها قابلها عاصم بحديثه
"اولى من الصدمة دي انك تجيبي المخدر يا دكتورة "
أعطته چنى المخدر ثم عادت إلى نهاية الغرفة مرة أخرى
رفعت مريم اصبعها في وجهه و اردفت "بكرر تاني لو قربت مني هقتلك "
امسك عاصم يدها المرفوعة أمامه ثم... اتسعت عينا مريم بدهشة ففي لحظة كان المخدر يسري في ذراعها من ثم جسدها كاملا
ابتسامة تعجب ارتسمت على وجه چنى التي اقتربت من عاصم قائلة "مشفتش دكتور بيعمل كده قبل كده.. كل اللي اعرفهم كانوا بيخافوا من الحالات النفسية عموما"
مد يده لها بحقنة المخدر الفارغة قائلا
"امسكي كده دي يا چنى"
اخذتها من يده بلا تردد فاردف "مبتخوفش صح اهو المريض ده هش اكتر من الحقنة الكلام ده بينبع من خوفه الدكاترة بتخاف منهم عشان شايفاهم مجانين لكن هما أشخاص زينا اتعرضوا لصدمة مش اكتر او حصل ليهم حاجة مش قادرين يستوعبوها "
جال في ذهنها ذكرى لأسر و حالته فشعرت بالطمأنينة قليلا تجاهها و اردفت" شكرا يا دكتور على توضحيك "
أدار وجهه قائلا" ده واجبي كدتور أكبر منك بوجهك للصح "
نظر إلى مريم التي كانت تتابع في صمت و اردف "حضرتك يا استاذة مريم بتتفرجي يعني مسمعتش ليكي حس "
نظرت إليه دون أن تنطق بكلمة فاردف
"ها مش عايزة تتكلمي"
اجابته و هي تنظر إلى الفراغ" اتكلم اقول ايه "
عاصم "چاكلين عملت كده و هي مين أصلا "
مريم" معرفش حد اسمه چاكلين خالص بس اللي اعرفه انها قالت اني وجودي غلط ولازم اموت و قتلتني بس انا عشت "
عاصم" طب ده كويس عشان نعرف هي مين"
مريم "معرفهاش "
رمقها بشك ربما تكذب حتى لا تقص ما حدث و قال
" احكي اللي حصل"
نظرت إلى السقف و كأنها تتحاشى النظر في عينيه
ثم قصت عليه ما حدث
(فلاش باك)
تقف في السن الانفرادي تنطر عبر قطبانه و قاطع شرودها الباب الذي فُتح
نظرت حولها لم تجد ايا من الحارسين موجود أو بمعنى أصح كانا ملقيين على الأرض
فقط كانت امرأة ملثمة اقتربت منها و همست في اذنها
"چاكلين يا مريم افتكري الاسم ده كويس انتي متستحقيش الحياة ولا ابوكي و امك و متقلقيش عندها خبر بموتك و ابوكي يا حرام مش هعرف اقله بس انتي هتحصليه و هتقولي بدالي صح ولا ايه "
ثم بالطبع نعلم ما حدث بعدها
(عودة من الفلاش باك)
اخذ عاصم نفسا عميقا ثم اردف "طيب مقالتش اي حاجة عنها تاني "
مريم" لأ "
عاصم" شوفي حالتها يا دكتورة عشان لو خفت هتنتقل عندي للعيادة اللي انا بشتغل فيها بس بعد ما يتم التحقيق معاها "
چنى" مؤشراتها الحيوية تمام و تقدر تتنقل عادي"
عاصم "طيب اطلعي انتي يا دكتورة المفروض الشرطة واقفين برا واحد بس اللي يدخل و انا هنا عشان لو حصل اي حاجة "
خرجت چنى و لحسن الحظ وجدت هشام يقف أمامها فنظرت إليه بتعجب قائلة" ايه ده هشام انت هنا "
هشام" طلبت من هاني بيه ان انا ابقى المسؤول عن حالة مريم و وافق"
چنى" مع اني معرفهوش بس تمام ادخل انت بس و الدكتور النفسي معاها جوا عشان لو حصل حاجة "
خرجت چنى من المشفى و اتجهت إلى الجامعة حيث يكون جواد
دقت باب مكتبه ثم دخلت دون اذنه
وجدته جالسا على الكرسي ممسكا بقلم رصاص يرسم عدة أشكال هندسية لمحاضرة الغد
اهتز به الكرسي إثر صدمته و اردف بانزعاج
" في حاجة اسمها باب حضرتك هو معمول ليه "
چنى" طب ما انا استعملته علفكرة"
جواد "ازاي بقى"
چنى "خبطت عليه"
جواد "بس دخلتي العلطول"
نظرت إليه ببسمة مستفزة و اردفت "الباب اتعمل عشان نخبط و انا خبطت مقالوش ان الباب اتعمل عشان اللي جوا يقول ندخل"
جلست أمامه على الكرسي قائلة
" سيبك انت انا مراتك علفكرة"
جواد" طيب يا مراتي في ايه "
چنى "في بلاوي عايزة احكيهالك "
جواد "ايه "
چنى" مش لاقيين الست اللي اسمها چاكلين دي و كمان لما جت السجن كانت بتبقى لابسة اسود في اسود و جونتيات كمان مبقيناش فاهمين حاجة"
جواد "طيب كويس ان أسر سافر عشان حاسس ان ليها علاقة بيه طالما ليها علاقة بمريم "
چنى "طيب يا جواد أسد في الجامعة لسة و محاضراته مش هتخلص دلوقتي و منة راحت الشركة عشان كان فيها مشاكل و أسر الصغير قاعد مع ماما دلوقتي عايزة نروح تاخده تقعد معاه شوية "
غمز لها مستغلا حديثها قائلا
" طب ما تيجي نجيب طفل زيه "
چنى" اتلم يا جواد "
جواد" مراتي ملمتنيش معلش "
غادر كلاهما المكان و ذهبا إلى منزل ماهر العراقي
اخذت چنى تدق الجرز و كأنها تعزف موسيقى
تحدث جواد بضيق واضح" افتحي بالمفتاح يا چنى "
چنى" مليش دعوة اخلص الأغنية الأول"
كاد يتحدث لكن قاطعه صوت ماهر الذي فتح الباب بابتسامة" مش هتبطلي الهبل بتاعك ده بقى "
اجابته چنى تضمه"طول ما فيا نفس مش هبطل"
نظر ماهر إلى جواد قائلا "ازيك يا جواد معلش بقى على الصداع دي"
جواد "صداع بس بحبها يا عمي "
دخل ماهر المنزل و خلفته چنى التي همست في أذن جواد
"و انا كمان بحبك علفكرة"
ارتسمت على وجهه ابتسامة عاشقة و همس لها هو الاخر
"مش وقته دلوقتي "
وجدا أسر راكضا نحيها
جلست چنى على الأرض و استقر بين زراعيها قائلا
" ننى وحستيني "
چنى "چنى والله مش ننى انا كرهت اسمي علفكرة"
اردف جواد بضحك "الحمد لله اسمي مش بيتغلط فيه"
أسر" ايه ده دواد انت هنا"
نظرت چنى إليه ببسمة واسعة سرعان ما تحولت إلى قهقهات عالية بعدما رأت ملامحه
أتى صوت سلوى من خلفهم "محدش دور عليا يعني"
جواد" لأ طبعا يا طنط هو احنا نقدر "
چنى" ازيك يا سوسو عاملة ايه"
سلوى "انا كويسة يا حبايبي مش عايزين حاجة اعملهالكم "
چنى" شكرا يا سوسو"
غادرت سلوى بينما تحدث أسر ببراءة "مش عايزين تجيبوا بنوتة العب معاها"
شهقت چنى بينما نظر إليه جواد قائلا" والله قولتلها يا ابني بس هي رافضة "
چنى" اسكت يا جواد "
ظلوا يلعبون سويا بينما جلست سلوى تشاهدهم و ذهب ماهر إلى عمله
اما أسر
قد استيقظ قبل حياة و اعد الإفطار لها ثم تركه يبرد قليلا
ثم فتح هاتفه ينظم عليه خطة سيرهم
بعد أن انتهى اتجه إلى حياة و ايقظها قائلا" حياتي قومي يا حبيبتي يلا عشان تفطري"
حياة" حاضر انا هقوم اهو"
ساعدها حتى وصلا إلى الطاولة جلسا سويا ثم مد يده و تناول الملعقة و اخذ يطعمها
حياة "علفكرة انا بعرف اكل لوحدي"
أسر "انا فاكر انك امبارح قولتي ان انا مقصر فقررت مقصرش تاني"
حياة "طيب كل انت كمان "
أسر" مش جعان المهم انك تاكلي "
بعد قليل انتهيا من الطعام فقام أسر و احضر لها زيا رقيقا قائلا "ألبسي الطقم ده عندنا مشاوير كتير"
حياة "عايزة اقضي اليوم في البيت "
أسر" خليها آخر الأسبوع عشان معرفش المهام هتبقى عاملة ازاي بعدها "
حياة "خلاص ماشي بس هنروح فين"
أسر" يعتبر هاتي عنوان البيت اللي كنتي قاعدة فيه هنا"
أعطته العنوان ثم اردفت "ده العنوان اهو بس ليه "
أسر" هتفهمي كل حاجة "
بعد قليل جلسا كالعادة في سيارته المطورة
بعد قليل وصلا إلى المنزل
هبط أسر من السيارة قائلا" خليكي عندك متتحركيش و انا هاجي كمان شوية"
حياة" طب هتروح تعمل ايه "
أسر" اهدي بس "
بعد نصف ساعة عاد أسر لها ممسكا ببعض الأوراق فوجدها نائمة
ايقظها بحب قائلا" حياتي بصي جبت ايه"
اخذت تقرأ الأوراق بدهشة ثم اردفت "إيه ده عملتها كده ازاي"
أسر "هددته يا حياتي "